صفحة 60 من 64 الأولىالأولى ... 3050565758596061626364 الأخيرةالأخيرة
النتائج 591 إلى 600 من 634
 
  1. #591
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5031 - ( من قام إذا استقبلته الشمس ؛ فتوضأ ، فأحسن وضوءه ، ثم قام فصلى ركعتين ؛ غفر له خطاياه ، وكان كما ولدته أمه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 54 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 488) عن ابن عقيل عن ابن عمه عن عقبة بن عامر :
    أنه خرج مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً يحدث أصحابه ، فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة ابن عم ابن عقيل ؛ وإليه أشار الهيثمي بقوله (2/ 236) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه من لم أعرفه" .
    وأشار المنذري (1/ 236) إلى تضعيف الحديث .
    وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير ابن عقيل - وهو عبدالله بن محمد ابن عقيل - ، وهو صدوق في حديثه لين ؛ كما في "التقريب" .

    (36/1)
    5032 - ( إذا أراد الله بعبد خيراً ؛ فقهه في الدين ، وألهمه رشده ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 55 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه البزار (ص 21 - زوائده) : حدثنا الفضل بن سهل : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب : حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي وائل عن عبدالله قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
    "لا نعلم روي عن عبدالله بهذا الإسناد" .
    قلت : ورجاله موثقون ؛ كما قال الهيثمي (1/ 121) ، وفي كلامه إشارة إلى أن في بعضهم شيئاً ، وهو - عندي - أحمد بن محمد بن أيوب ؛ فقد قال أبو حاتم :
    "روى عن أبي بكر بالمناكير" .
    قلت : وهذا منها ؛ فقد قال الذهبي في ترجمته :
    "صدوق ، وله ما ينكر ، فمن ذلك ما ساقه ابن عدي أنه روى عن أبي بكر ابن عياش ..." فذكره .
    قلت : وقول المنذري في "الترغيب" (1/ 51) :
    "رواه البزار ، والطبراني في "الكبير" بإسناد لا بأس به" !
    ففيه نظر من وجهين :
    الأول : ما عرفته من النكارة .
    والآخر : أن الطبراني ليس عنده قوله : "وألهمه رشده" ؛ وهو موضع النكارة ؛ فقد قال في "كبيره" (3/ 78/ 1) ، (10/ 242/ 10445 - ط" : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل : أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب - صاحب المغازي - : أخبرنا أبو بكر بن عياش : ... فذكره دون الزيادة .
    وخالف أبا بكر في إسناده زائدة فقال : عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة عن عبدالله قال : ... فذكره موقوفاً عليه دون الزيادة .
    أخرجه الطبراني (3/ 12/ 1) ، (9/ 164/ 8756) .
    وجملة القول ؛ أن الحديث بهذه الزيادة منكر ، وأما بدونها فهو صحيح ، جاء عن جمع من الصحابة ؛ منهم معاوية رضي الله عنه في "الصحيحين" وغيرهما ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1194) .

    (37/1)
    5033 - ( ليس منا من لم يوقر الكبير ، ويرحم الصغير ، ويأمر بالمعروف ، وينه عن المنكر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 56 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد في "مسنده" (1/ 257) : حدثنا عثمان بن محمد - قال عبدالله بن أحمد : وسمعته أنا من عثمان بن محمد - : حدثنا جرير عن ليث عن عبدالملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال البخاري ؛ غير ليث - وهو ابن أبي سليم - ، وهو ضعيف مختلط .
    وقد سقط من الإسناد عند ابن حبان ، فصار ظاهر
    الصحة ، فقال في "صحيحه" (1913 - موارد) : أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع : حدثنا عثمان بن أبي شيبة : حدثنا جرير عن عكرمة ، وعن أبي بشر عن عكرمة به .
    قلت : ولا أدري ممن هذا السقط ؟! ومثله زيادة : (أبي بشر) في الإسناد ؟!
    وأخرجه الترمذي (1/ 350) من طريق يزيد بن هارون عن شريك عن ليث عن عكرمة به . وقال :
    "حديث حسن غريب" !
    كذا قال ! وشريك ضعيف أيضاً ؛ وقد أسقط من الإسناد عبدالملك بن سعيد ؛ خلافاً لجرير - وهو ابن عبدالحميد - ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
    والحديث أشار إليه الحاكم في "المستدرك" (1/ 62) ، وقال :
    "وإنما تركته ؛ لأن راويه ليث بن أبي سليم" .
    وهو صحيح بدون زيادة : "ويأمر بالمعروف ..." ؛ فإنه قد جاء من حديث ابن عمرو وغيره ، وهو مخرج في "التعليق الرغيب" (1/ 67) .

    (38/1)
    5034 - ( إنما الأمور ثلاثة : أمر تبين لك رشده ؛ فاتبعه ، وأمر تبين لك غيه ؛ فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه ؛ فرده إلى عالمه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 58 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 97/ 2) وابن عبدالبر في "الجامع" (2/ 24) - وسقط من إسناده رجال - عن موسى بن خلف العمي عن أبي المقدام عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم :
    "أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال : ..." فذكره . وليس عند ابن عبدالبر ذكر عيسى عليه السلام ، وقال المنذري (1/ 82) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد لا بأس به" !
    كذا قال ! ونحوه قول الهيثمي (1/ 157) :
    "... ورجاله موثقون" !
    وكلا القولين خطأ - وبخاصة الأول - ؛ فإن أبا المقدام هذا ؛ اسمه هشام بن زياد القرشي المدني ، وهو مجمع على تضعيفه ، وتركه جماعة . وقال ابن حبان :
    "يروي الموضوعات عن الثقات" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك" .
    ومن طريقه أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (60/ 2) .
    ومن عادة الهيثمي إذا قال في إسناد ما : "ورجاله موثقون" : أنه يعني أن في رواته من وثق توثيقاً ضعيفاً لا يعتد به ، وهذا لم يوثقه أحد ، فلعله اختلط عليه بأبي المقدام الكوفي الحداد ؛ فإنه من طبقة هذا ، وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما ، وضعفه الدارقطني . وقال الحافظ :
    "صدوق يهم" .
    وغالب الظن أن المنذري توهم أنه هذا ، وإلا ؛ فما أظنه يتساهل هذا التساهل الشديد فيقول : "لا بأس بإسناده" ؛ وهو يعلم أنه القرشي المدني المتروك !
    ومن هذا البيان ؛ يتضح أن الحديث شديد الضعف ، وأن إيراد الشيخ الغماري إياه في "كنزه" الذي ادعى في مقدمته أنه ليس فيه حديث ضعيف : إنما جاءه من تقليده لغيره ، وعدم رجوعه إلى الأصول وتطبيق قواعد علم الحديث على الأسانيد . ومثله المعلقون الثلاثة على "الترغيب" (1/ 184) ؛ فإنهم حسنوه ؛ تقليداً للمنذري ، وجهلاً منهم بمراد الهيثمي ، والله المستعان !

    (39/1)
    5035 - ( لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان ؛ فإن الله يمقت على ذلك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 59 :
    $ضعيف الإسناد$
    أخرجه أبو داود (1/ 4) ، والنسائي في "الكبرى" (1/ 20/ 41،42 - هندية) ، وابن ماجه (1/ 142) ، والحاكم (1/ 157-158) ، والبيهقي (1/ 99) من طرق عن عكرمة بن عمار عن يحيى ابن أبي كثير عن هلال بن عياض (وقال بعضهم : عياض بن هلال على
    القلب ، وبعضهم : عياض بن عبدالله) قال : حدثني أبو سعيد الخدري مرفوعاً . قال داود :
    "لم يسنده إلا عكرمة" . قال المنذري في "مختصره" :
    "وعكرمة هذا - الذي أشار إليه أبو داود - : هو أبو عمار عكرمة بن عمار العجلي اليمامي ، وقد احتج به مسلم في "صحيحه" ، وضعف بعض الحفاظ حديث عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير ، وقد أخرج مسلم حديثه عن يحيى ابن أبي كثير ، واستشهد البخاري بحديثه عن يحيى بن أبي كثير" !
    والحق : أن عكرمة هذا لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن في غير روايته عن ابن أبي كثير ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يغلط ، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ، ولم يكن له كتاب" .
    وقد أبعد المنذري النجعة ؛ فلم يحم حول علة الحديث الحقيقية ؛ خلاف موقفه في "الترغيب" ؛ حيث أصاب كبد
    الحقيقة ، حين قال - بعد أن عزاه لأبي داود وابن ماجه وابن خزيمة في "صحيحه" - :
    "رووه كلهم من رواية هلال بن عياض - أو عياض بن هلال - عن أبي سعيد ، وعياض هذا روى له أصحاب "السنن" ، ولا أعرفه بجرح ولا بعدالة ، وهو في عداد المجهولين" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "مجهول" . وقال الذهبي في "الميزان" :
    "لا يعرف ، ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي كثير" .
    ومنه ؛ تعلم أن موافقة الذهبي الحاكم على قوله : "إنه حديث صحيح الإسناد" ! وهم ، فلا يغتر به !
    وللحديث علة أخرى ؛ وهي الاضطراب ؛ كما سبقت الإشارة إليه في التخريج ؛ وإن كان البيهقي روى عن ابن خزيمة أن الصحيح في اسم الراوي عن أبي سعيد : عياض بن هلال ، قال ابن خزيمة :
    "وأحسب الوهم فيه من عكرمة بن عمار حين قال : عن هلال بن عياض" . فتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" بقوله :
    "قلت : كيف يتعين أن يكون الوهم عن عكرمة ، وهو مذكور في هذا السند الذي هو فيه على الصحيح ؟! بل يحتمل أن يكون الوهم من غيره ، وقد ذكر صاحب "الإمام" أن أبان بن يزيد رواه أيضاً عن يحيى بن أبي كثير فقال : هلال ابن عياض ، فتابع أبان عكرمة على ذلك ، وابن القطان أحال الاضطراب في اسمه على يحيى بن أبي كثير ، ثم ذكر البيهقي عن أبي داود أنه قال : لم يسنده إلا عكرمة بن عمار" .
    قلت : تقدم قريباً أن أبان تابعه ، ثم إن البيهقي أخرج الحديث عن ابن أبي كثير عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلاً .
    وبقي فيه علل لم يذكرها ، منها : أنه سكت عن عكرمة هنا ، وتكلم فيه كثيراً في (باب مس الفرج بظهر الكف) ، وفي باب (الكسر بالماء) . ومنها : أن راوي الحديث عن أبي سعيد الخدري لا يعرف ، ولا يحصل من أمره شيء . ومنها : الاضطراب في متن الحديث ؛ كما هو مبين في كتاب ابن القطان .
    وأخرجه النسائي من حديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
    والحديث المرسل : عند البيهقي (1/ 100) من طريق الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مرسلاً .
    وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف ؛ لاضطراب عكرمة فيه عن يحيى ، ولجهالة تابعيه ؛ إلا في رواية النسائي عن عكرمة ؛ فسمى تابعيه أبا سلمة ، وهو ثقة من رجال الستة ؛ لكن هذا من اضطراب عكرمة ، فلا حجة فيه ، وقد رجح المرسل أبو حاتم ، فراجعه في "ضعيف أبي داود" (رقم 3) .
    ورواية النسائي عن عكرمة : أخرجها في "السنن الكبرى" (1/ 19/ 40 - هندية) ، (1/ 70/ 31) ، وكذا الطبراني في "الأوسط" (1/ 32-33 - مصورة الجامعة الإسلامية) (2/ 154/ 1286) عن شيخه أحمد بن محمد بن صدقة ؛ كلاهما عن محمد بن عبدالله بن عبيد بن عقيل المقرىء : حدثنا جدي عبيد بن عقيل : حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به نحوه . وقال الطبراني :
    "لم يروه بهذا الإسناد إلا عبيد ، ورواه الثوري عن عكرمة بن عمار عن عياض بن هلال عن أبي سعيد الخدري" .
    قلت : عبيد بن عقيل صدوق ، وكذلك من دونه ، وكذا من فوقه ، لكن العلة اضطراب عكرمة بن عمار فيه ، مع مخالفة الأوزاعي إياه ، حيث أرسله كما سبق .
    ثم وجدت له طريقاً ؛ فانظر "الصحيحة" (3120) .

    (40/1)
    5036 - ( لا يسبغ عبد الوضوء ؛ إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 62 :
    $منكر$
    أخرجه البزار (ص 34 - زوائده) عن خالد بن مخلد : حدثنا إسحاق ابن حازم : سمعت محمد بن كعب : حدثني حمران قال :
    دعا عثمان بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة ، فجئته بماء ؛ فغسل وجهه ويديه ، فقلت : حسبك ؛ قد أسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد ، فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ، وقال :
    "لا نعلم أسند محمد بن كعب عن حمران إلا هذا" .
    قلت : وكلاهما ثقة من رجال الشيخين .
    وإسحاق بن حازم ثقة أيضاً .
    وخالد بن مخلد - وإن كان من رجال "الصحيحين" - ؛ فقد تكلم فيه جماعة ، وساق له ابن عدي عشرة أحاديث استنكرها ، وقد ساق بعضها الذهبي في "الميزان" ؛ أحدها مما أخرجه البخاري في "صحيحه" ، وقال الذهبي فيه :
    "ولولا هيبة "الجامع الصحيح" لعددته في منكرات خالد بن مخلد ..." .
    قلت : وأرى أنا أن هذا الحديث من منكراته ؛ فإن الحديث في "الصحيحين" وغيرهما من طرق عن حمران به نحوه ، وليس فيه قوله : ".. وما تأخر" .
    وعلى هذا ؛ فقول المنذري (1/ 95) :
    "رواه البزار بإسناد حسن" ! وقول الهيثمي (1/ 237) :
    "رواه البزار ، ورجاله موثقون ، والحديث حسن إن شاء الله" !! ومثله قول الحافظ ابن رجب في "اختيار الأولى" (ص 15-16) :
    "وإسناده لا بأس به" !!
    إنما هو جرياً منهم جميعاً على ظاهر الإسناد ، دون النظر إلى ما في متنه من النكارة التي ذكرتها . وقول الهيثمي أبعد عن الصواب ؛ لأنه صرح بتحسين متن الحديث وسنده ؛ فتنبه !
    وقد أشار إلى ما ذكرت الحافظ ابن حجر في "الخصال المكفرة" بعد أن عزاه لابن أبي شيبة في "المصنف" - ولم أره فيه - ، و "المسند" ، وإلى أبي بكر المروزي ، والبزار ، فقال (ص 14-15) :
    "وأصل الحديث في "الصحيحين" ، لكن ليس فيه : "وما تأخر"" .
    وخفي هذا على المعلق الدمشقي عليه ؛ فقال :
    "له شواهد كثيرة في الأصول الستة وغيرها باختلاف بعض ألفاظه" !!
    قلت : فلم يتنبه لإشارة الحافظ المذكورة ، فضلاً عن أنه لم يعلم أن تلك الشواهد ضد الحديث ، وليست له ؛ لأنها كلها ليست فيها الزيادة !

    (41/1)
    5037 - ( يد الرحمن فوق رأس المؤذن ، وإنه ليغفر له مدى صوته أين بلغ ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 64 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (25/ 2 - زوائد المعجمين) عن عمر بن حفص العبدي عن ثابت عن أنس مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ثابت إلا عمر" .
    قلت : قال الهيثمي (1/ 326) :
    "وقد أجمعوا على ضعفه" . وقال أحمد :
    "تركنا حديثه وحرقناه" . وقال النسائي وغيره :
    "متروك" .
    لكن الشطر الثاني من الحديث صحيح ؛ لأنه ورد عن جمع من الصحابة ؛ منهم أبو هريرة والبراء بن عازب وغيرهم ، وأحاديثهم مخرجة في "صحيح أبي داود" رقم (528) .

    (42/1)
    5038 - ( لو أقسمت ؛ لبررت ؛ إن أحب عباد الله إلى الله : لرعاة الشمس والقمر - يعني : المؤذنين - ؛ إنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 65 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 25 - زوائده) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 99) عن جنادة بن مروان الأزدي الحمصي : حدثنا الحارث بن النعمان : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : الحارث بن النعمان - وهو ابن أخت سعيد بن جبير ؛ كما صرحت به رواية الطبراني - ؛ وهو متفق على ضعفه ، بل قال البخاري :
    "منكر الحديث" .
    والأخرى : جنادة بن مروان ؛ قال الذهبي :
    "اتهمه أبو حاتم" .
    وبهذا أعله الهيثمي (1/ 326-327) ، وفي ذلك بعض النظر ؛ فإن نص أبي حاتم عند ابنه (1/ 1/ 516) :
    "ليس بقوي ، أخشى أن يكون كذب في حديث عبدالله بن بسر : أنه رأى في شارب النبي صلي الله عليه وسلم بياضاً بحيال شفتيه" .
    قال الحافظ في "اللسان" - متعقباً على الذهبي ما ذكره من الاتهام - :
    "قلت : أراد أبو حاتم بقوله : "كذب" : أخطأ ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ وأخرج له هو والحاكم في "الصحيح" ..." .
    قلت : فإعلال الحديث بشيخه الحارث أولى ؛ كما لا يخفى .
    والحديث مما أشارالمنذري (1/ 109) إلى تضعيفه .
    والجملة الأخيرة من الحديث ؛ عزاها الحافظ لابن حبان ، فقال في "التلخيص" (1/ 208) :
    "وفي "صحيح ابن حبان" من حديث أبي هريرة : "يعرفون بطول أعناقهم يوم
    القيامة" زاد السراج : "لقولهم : لا إله إلا الله" . وفيه عن ابن أبي أوفى : "إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة ؛ لذكر الله" ..." !
    قلت : فيه ما يأتي :
    أولاً : ما عزاه لابن حبان وهم ؛ فإن لفظه : "المؤذنون أطول
    الناس أعناقاً يوم القيامة" (1668) ؛ وهكذا رواه هو (1667) ، ومسلم (52/ 5) ، والسراج في "مسنده" (ق 23/ 2) وغيرهما عن معاوية رضي الله عنه .
    ثانياً : زيادة السراج المذكورة منكرة عندي ؛ وفي سندها جهالة ، وقد تقدم تخريجه .
    ثالثاً : حديث : "إن خيار عباد الله ..." حسن لغيره ؛ كما تبين لي أخيراً في "الصحيحة" (3440) .

    (43/1)
    5039 - ( من بنى بيتاً يعبد الله فيه من مال حلال ؛ بنى الله له بيتاً في الجنة من در وياقوت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 67 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 19/ 1) : حدثنا محمد بن النضر الأزدي : حدثنا سعيد بن سليمان : حدثنا سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً .
    وأخرجه البزار في "مسنده" (ص 46 - زوائده) : حدثنا محمد بن مسكين : حدثنا سعيد بن سليمان به ؛ دون قوله : "من در وياقوت" . وقال الطبراني :
    "لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سعيد" .
    قلت : وهو النشيطي ؛ ضعيف ؛ لكن شيخه اليمامي أضعف منه ؛ فقد قال فيه البخاري :
    "منكر الحديث" . وذكره العقيلي في "الضعفاء" (ص 197) ، وساق له هذا الحديث من طريق ثالث عن سعيد بن سليمان ، ثم ساقه من طريق أخرى عن أبان العطار : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمود بن عمرو عن أبي هريرة نحوه موقوفاً . وقال :
    "هذا أولى" .
    وقال الحافظ في ترجمة اليمامي من "اللسان" - بعد أن ساق الحديث - :
    "والمستغرب منه قوله : "من در وياقوت" ؛ فإن للحديث طريقاً جيدة ليس هذا فيها" .
    قلت : وكأنه يشير إلى رواية أبان العطار المتقدمة ، ولكنها موقوفة ؛ كما سبق .
    قد وجدت له طريقاً آخر مرفوعاً مختصراً ؛ يرويه المثنى بن الصباح عن عطاء ابن أبي رباح عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه بلفظ :
    "من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في
    الجنة" .
    أخرجه الطبراني أيضاً ؛ وقال :
    "تفرد به المثنى" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ لكنه بهذا اللفظ صحيح ؛ له شواهد كثيرة صحيحة ، بعضها في "الصحيحين" ، وهي مخرجة عندي في "الروض النضير" تحت رقم (883) .
    ورواه المثنى أيضاً عن عطاء عن عائشة مرفوعاً بلفظه المتقدم ؛ لكنه زاد فيه :
    "لا يريد به رياءً ولا سمعة" .
    وهو منكر أيضاً ؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" عنه .
    وتابعه عنده كثير بن عبدالرحمن عن عطاء به دون الزيادة ؛ وقال :
    "لم يروه عن عطاء إلا كثير" .
    قلت : وهو كثير بن أبي كثير العامري ، وهو ضعيف ؛ لكن لفظه هو الصحيح ؛ لشواهده التي سبقت الإشارة إليها .

    (44/1)
    5040 - ( كان في بني إسرائيل أخوان ملكان على مدينتين ، وكان أحدهما باراً برحمه ، عادلاً على رعيته ، وكان الآخر عاقاً برحمه ، جائراً على رعيته ، وكان في عصرهما نبي ، فأوحى الله إلى ذلك النبي : إنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين ، وبقي من عمر العاق ثلاثون سنة ، فأخبر النبي رعية هذا ورعية هذا ، فأحزن ذلك رعية العادل ، وأحزن ذلك رعية الجائر ، ففرقوا بين الأمهات والأطفال ، وتركوا الطعام والشراب ، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل ، ويزيل عنهم الجائر ؛ فأقاموا ثلاثاً ، فأوحى الله إلى ذلك النبي : أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم ، وأجبت دعاءهم ، فجعلت ما بقي من عمر البار لذلك الجائر ، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار . فرجعوا إلى بيوتهم ، ومات العاق لتمام ثلاث سنين ، وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة ، ثم تلا رسول الله صلي الله عليه وسلم : (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 69 :
    $ضعيف$
    رواه أبو الحسن بن معروف ، والخطيب ، وابن عساكر عن عبدالصمد ابن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعاً ؛ كما في "الجامع الكبير" للسيوطي .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن عبدالصمد هذا ليس بحجة ؛ كما تقدم في حديث آخر له برقم (2898) .

    (45/1)





  2. #592
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5041 - ( انكحوا إلى الأكفاء ، وأنكحوهم ، واختاروا لنطفكم ، وإياكم والزنج ؛ فإنه خلق مشوه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 69 :
    $باطل بهذا التمام$
    أخرجه الدارقطني في "سننه" (415) من طريق أبي أمية بن يعلى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد واه ؛ فيه أبو أمية بن يعلى ، قال الذهبي في "الميزان" - وتبعه الحافظ في "اللسان" - :
    "ضعفه الدارقطني ، وقال ابن حبان : لا تحل الرواية عنه إلا للخواص" .
    قلت : والحديث أورده ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 404) من هذا الوجه ؛ ثم قال :
    "قال أبي : هذا الحديث باطل ، لا يحتمل هشام بن عروة هذا . قلت : فممن هو ؟ قال : من راويه . قلت : ما حال أبي أمية بن يعلى ؟ قال : ضعيف الحديث" .
    ثم قال (1/ 407) :
    "سمعت أبي وأبا زرعة وذكرا حديث هشام بن عروة ... [يعني : هذا الحديث] فقالا جميعاً : لا يصح هذا الحديث" .
    قلت : لكن الطرف الأول منه قد جاء من طرق أخرى عن هشام ، ومن طريق آخر عن عائشة ، ومن حديث ابن عمر ؛ ولذلك ؛ خرجته في "الصحيحة" (1067) .

    (46/1)
    5042 - ( هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الخلاء ؛ فليقل : بسم الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 70 :
    $منكر بهذا اللفظ$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 332) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (19) من طريق قطن بن نسير : حدثنا عدي بن أبي عمارة الذارع قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالم مرفوعاً به . وزاد العقيلي :
    ".. اللهم ! إني أعوذ بك من الخبث والخبائث والشيطان
    الرجيم" . وقال :
    "عدي هذا بصري ، في حديثه اضطراب ، قال عبدالله بن أحمد : سألت أبي عنه ؛ قلت : كيف هو ؟ قال : شيخ" . وقال الحافظ في "اللسان" :
    "ومن أغلاطه : أنه روى عن قتادة عن أنس في القول عند دخول الخلاء ، وإنما رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم . وقيل : عن النضر بن أنس عن أبيه . والأول أصح" .
    قلت : وقد سبقه إلى هذا الترجيح البيهقي ، وبينت وجهه في كتابي الآخر (1070) ، وذكرت هناك أن لقتادة فيه إسناداً آخر عن زيد بن أرقم ، وأن كلاً منهما صحيح ، فراجعه إن شئت .
    ثم إن عدياً هذا قد أخطأ في متن الحديث أيضاً ، فزاد في أوله : "بسم الله" ، وفي آخره : "والشيطان
    الرجيم" ! ومن أجل هذه الزيادة أوردته هنا ، وإلا فهو بدونها صحيح ، كما رواه شعبة وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، كما خرجته هناك .
    نعم ؛ في التسمية عند دخول الخلاء حديث آخر صحيح ، وهو مخرج عندي في "إرواء الغليل" برقم (50) .

    (47/1)
    5043 - ( من دخل على قوم لطعام لم يدع إليه ، فأكل شيئاً ؛ أكل حراماً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 71 :
    $ضعيف$
    رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 133/ 1) عن بقية بن الوليد عن يحيى بن خالد عن روح بن القاسم عن المقبري عن عروة عن عائشة مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن روح إلا يحيى ؛ تفرد به بقية" .
    قلت : وهو ثقة ؛ ولكنه مدلس وقد عنعنه .
    وشيخه يحيى بن خالد مجهول ؛ كما قال ابن عدي ؛ وساق له هذا الحديث ، وقال :
    "إنه منكر" . وقال الذهبي :
    "باطل" .
    ومن طريقه رواه البزار ، وابن عدي بلفظ :
    "... لم يدع له ؛ دخل فاسقاً ، وأكل حراماً" .
    واقتصر الهيثمي (4/ 55) على إعلاله بيحيى هذا فقط ؛ وهو قصور ؛ لما علمت من عنعنة بقية .
    لكن أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 180) : حدثنا أحمد بن الفرج الحجازي قال : حدثنا بقية بن الوليد قال : حدثنا يحيى بن خالد أبو زكريا به .
    قلت : فصرح فيه بقية بالتحديث ؛ لكن أحمد بن الفرج ضعفه محمد بن عوف الطائي ، وقال ابن عدي :
    "لا يحتج به" ؛ فلا قيمة لتصريحه المذكور .
    وقد خولف في إسناده ؛ فقال الطيالسي في "مسنده" (ص 306 - رقم 2337) : حدثنا اليمان أبو حذيفة عن طلحة بن أبي عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
    وهذا إسناد ضعيف ؛ اليمان هذا - وهو ابن المغيرة - ضعيف ؛ كما جزم به الحافظ في "التقريب" .
    وشيخه طلحة بن أبي عثمان لم أعرفه ! وفي "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 483) :
    "طلحة بن عثمان ، رجل من الحجبة . روى عن المقبري . روى عنه روح بن القاسم" .
    قلت : فلعله هذا ، وتكون أداة الكنية (أبي) مقحمة من
    الناسخ .
    ويحتمل أنه طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي المتروك . والله أعلم .
    وأخرج أبو داود (2/ 136) من طريق أبان بن طارق عن نافع قال : قال عبدالله بن عمر : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره بلفظ :
    ".. ومن دخل على غيره دعوة ؛ دخل سارقاً ، وخرج مغيراً" .
    وأبان هذا مجهول الحال ؛ كما في "التقريب" . وفي "الميزان" :
    "قال ابن عدي : هذا حديث منكر ، لا يعرف إلا به . وقال أبو زرعة : مجهول" .
    ومن طريقه أخرجه البزار ؛ كما في "المجمع" ؛ وقال :
    "وهو ضعيف" !
    كذا قال ! والصواب أنه مجهول ؛ فإنه لم يضعفه أحد .
    ثم إن في الحديث جملة في أوله صحيحة ؛ وقد خرجته في الكتاب الآخر (1085) .

    (48/1)
    5043/ م - ( من صلى الفجر - أو قال : الغداة - ، فقعد في مقعده ، فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا ، يذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات ؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ؛ لا ذنب له ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 74 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسند عائشة" (7/ 329/ 4365) من طريق طيب بن سليمان قال : سمعت عمرة تقول : سمعت أم المؤمنين تقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الطيب هذا ؛ قال الدارقطني :
    "بصري ضعيف" .
    وأورده ابن أبي حاتم (2/ 1/ 497) ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ووثقه ابن حبان والطبراني !
    وتساهل ابن حبان في التوثيق معروف ، وكأن الطبراني جرى في ذلك على سننه !
    ولعله لذلك أشار المنذري في "الترغيب" (1/ 166) إلى تضعيف حديثه هذا .
    والمعروف في أحاديث الجلوس بعد الصلاة الغداة والصلاة بعد طلوع
    الشمس : أن له أجر حجة وعمرة ، فقوله :
    "خرج من ذنوبه ..." إلخ ؛ منكر عندي ، والله أعلم .
    (تنبيه) : الطيب بن سليمان ؛ كذا وقع في "المسند" : (سليمان) ، وهو كذلك في "الميزان" و "اللسان" .
    وفي نسخة من "الميزان" : (سلمان) ؛ وهو الصواب - والله أعلم - ؛ لمطابقته لما في "الجرح" ؛ و "ثقات ابن حبان" (6/ 493) ، و "سؤالات البرقاني للإمام الدارقطني" ؛ كما حققته في ترجمته من كتابي الجديد : "تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان" يسر الله لي إتمامه بمنه وكرمه .
    والحديث ؛ قال المعلقون الثلاثة على "الترغيب" (1/ 370) :
    "حسن ، قال الهيثمي ..." !

    (49/1)
    5044 - ( من أم قوماً ؛ فليتق الله ، وليعلم أنه ضامن مسؤول لما ضمن ، وإن أحسن ؛ كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه من غير أن ينتقص من أجورهم شيئاً ، وما كان من نقص ؛ فهو عليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 75 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 30/ 1) من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام : حدثنا يوسف بن الحجاج - هو البلدي - عن المعارك بن عباد عن يحيى بن أبي الفضل عن أبي الجوزاء عن عبدالله بن عمر مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن أبي الجوزاء إلا يحيى ، ولا عنه إلا المعارك ، تفرد به يوسف" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل :
    الأولى : يحيى بن أبي الفضل ؛ لم أجد له ترجمة ، وقد أورده ابن حجر في "التهذيب" في شيوخ معارك بن عباد ، وكذا المزي في "تهذيبه" ؛ لكن وقع فيه :(يحيى بن الفضل) .
    الثانية : المعارك بن عباد ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" ، وقال :
    "ضعفه الدارقطني وغيره" .
    ولذلك ؛ جزم الحافظ في "التقريب" بأنه ضعيف .
    الثالثة : يوسف بن الحجاج ؛ لم أجد له ترجمة أيضاً ، وقد ذكره المزي في الرواة عن المعارك ونسبه : "البلدي" ، ولم يورده السمعاني في هذه النسبة ، ولا ياقوت في "معجم البلدان" ، مما يشعر بأنه غير مشهور ولا معروف . والله تعالى أعلم .
    والحديث ؛ قال في "مجمع الزوائد" (2/ 66) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه معارك بن عباد ؛ ضعفه أحمد والبخاري وأبو زرعة والدارقطني وغيره ، وذكره ابن حبان في "الثقات"" .
    قلت : وقال ابن حبان :
    "يخطىء ويهم" .
    فلو نقله الهيثمي عنه لأصاب ؛ فإنه يلتقي حينئذ قوله مع أقوال المضعفين ؛ كما لا يخفى .
    نعم ؛ قد صح من الحديث قوله : "الإمام ضامن" وقوله : "إن أحسن فله ؛ وإلا فعليه" ؛ ثبت ذلك من حديث أبي هريرة ، وعقبة بن عامر ، وهما مخرجان في "صحيح أبي داود" (530،593) .

    (50/1)
    5045 - ( تزاحموا تراحموا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 77 :
    $لا أعرف له أصلاً$
    وقد اشتهر عند بعض أئمة مساجد دمشق اليوم !
    ولعل أصله ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 32/ 2) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 114) من طريق مجالد عن الشعبي عن الحارث عن علي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "استووا تستوي قلوبكم ، وتماسوا تراحموا" . قال سريج (ابن يونس ، أحد رواته) :
    "تماسوا" ؛ يعني : ازدحموا في الصلاة .
    وقال غيره " "تماسوا" : تواصلوا .
    وقال الطبراني :
    "لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سريج" .
    قلت : وهو ثقة ؛ لكن مجالداً ليس بالقوي .
    وأضعف منه الحارث - وهو الأعور - ، وبه أعله الهيثمي فقال (2/ 90) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه الحارث ، وهو ضعيف" .

    (51/1)
    5046 - ( من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي أحداً ؛ أضعف الله له أجر الصف الأول ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 77 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 33/ 1) من طريق الوليد ابن الفضيل العنزي : حدثنا نوح بن أبي مريم عن زيد العمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
    "لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الوليد" .
    قلت : وهو متهم بالوضع ؛ قال ابن حبان :
    "يروي الموضوعات ، لا يجوز الاحتجاج به بحال" . وقال الحاكم ، وأبو نعيم ، وأبو سعيد النقاش :
    "روى عن الكوفيين الموضوعات" .
    قلت : ولم يعرفه أبو حاتم ؛ فقال ابنه (4/ 2/ 13) عنه :
    "وهو مجهول" !
    وشيخه نوح بن أبي مريم أشهر منه بالوضع ، وبه أعله الهيثمي ؛ لكنه قال (2/ 95-96) :
    "وهو ضعيف" !!
    وزيد العمي ضعيف .
    والحديث أشار المنذري (1/ 174) إلى تضعيفه ؛ فقصر !!
    والحديث سرقه بعض الضعفاء ؛ فقال الحكيم الترمذي في "الرياضة" (367-368) : حدثنا الفضل بن محمد : حدثنا زريق بن الورد الرقي : حدثنا سلم بن سالم بن (كذا) عبدالغفار بن ميمون عن عبدالملك الجزري به مرفوعاً .
    قلت : والفضل بن محمد هذا ؛ الظاهر أنه الباهلي الأنطاكي الأحدب العطار ؛ قال ابن عدي :
    "كتبنا عنه بأنطاكية ، حدثنا بأحاديث لم نكتبها عن غيره ، ووصل أحاديث ، وسرق أحاديث ، وزاد في المتون" ، وقال :
    "له أحاديث لا يتابعه الثقات عليها" . وقال الدارقطني وابن عدي :
    "كذاب" .
    ومن فوقه لم أعرفهم .
    ويحتمل أن سلم بن سالم بن عبدالغفار ... إلخ ؛ خطأ من
    الناسخ ، والصواب : سلم بن سالم عن عبدالغفار بن ميمون ، فإن يكن كذلك ؛ فسلم بن سالم معروف ؛ وهو البلخي الزاهد ؛ ضعفه ابن معين وغيره .

    (52/1)
    5047 - ( من سد فرجة في الصف غفر له ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 79 :
    $ضعيف$
    أخرجه البزار في "مسنده" (ص 58 - زوائده) : حدثنا عبدالرحمن ابن الأسود بن مأمول الوراق : حدثنا يحيى بن السكن : حدثنا أبو العوام - وأظنه صدقة ابن أبي سهل - عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه مرفوعاً . وقال :
    "لم نسمعه إلا من عبدالرحمن ، وكان من أفاضل
    الناس" .
    قلت : هو من شيوخ الترمذي والنسائي وغيرهما ؛ مات بعد الأربعين ومئتين ، وجزم الحافظ في "التقريب" بأنه ثقة ؛ مع أنه لم يحك توثيقه في "التهذيب" عن أحد !
    وشيخه يحيى بن السكن ؛ قال الذهبي :
    "ليس بالقوي ، وضعفه صالح جزرة" !
    قلت : كلام صالح فيه يدل على أنه أسوأ من ذلك ؛ فقد روى الخطيب في ترجمة يحيى من "التاريخ" (14/ 146) عنه أنه قال فيه :
    "بصري ، كان يكون بالرقة ، وكان أبو الوليد يقول : هو يكذب ، وهو شيخ مقارب ، كان يكون بالرقة وببغداد" .
    ثم روى الخطيب أيضاً عنه - أعني : صالحاً - أنه قال :
    "لا يسوى فلساً" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! ولعله عمدة المنذري (1/ 175) في قوله - وإن تبعه الهيثمي (2/ 91) - :
    "رواه البزار بإسناد حسن" !
    وأما أبو العوام ؛ فليس هو صدقة بن أبي سهل ؛ كما ظنه الظان - وأظنه البزار نفسه - ! وإنما هو عمران القطان ؛ فقد ذكره الخطيب في شيوخ يحيى بن السكن ، وهو صدوق يهم .
    ومما تقدم بيانه ؛ تعلم تساهل المنذري وكذا الهيثمي في قولهما السابق آنفاً .
    وفي فضل سد الفرج حديث آخر من رواية عائشة رضي الله عنها ، بعض أسانيده صحيحة ، وقد خرجته في "الصحيحة" (1892،2532) .

    (53/1)
    5048 - ( إن اليهود قوم سئموا دينهم ، وهم قوم حسد ، ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث : على رد السلام ، وإقامة الصفوف ، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة : آمين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 81 :
    $ضعيف بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 38/ 1) : حدثنا عمرو بن إسحاق : حدثنا أبي : حدثنا عمرو بن الحارث عن عبدالله بن سالم عن الزبيدي : حدثنا عيسى بن يزيد أن طاوساً أبا عبدالرحمن حدثه أن منبهاً أبا وهب حدثه يرده إلى معاذ :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم جلس في بيت من بيوت أزواجه ، وعنده عائشة ، فدخل عليه نفر من اليهود فقالوا : السام عليك يا محمد ! قال :
    "وعليكم" . فجلسوا فتحدثوا ، وقد فهمت عائشة تحيتهم التي حيوا بها النبي صلي الله عليه وسلم ، فاستجمعت غضباً وتصبرت ، فلم تملك غيظها فقالت : بل السام عليكم وغضب الله ولعنته ، بهذا تحيون نبي الله صلي الله عليه وسلم ! ثم خرجوا ، فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم :
    "ما حملك على ما قلت ؟!" . قالت : أو لم تسمع كيف حيوك يا رسول الله ؟! والله ما ملكت نفسي حين سمعت تحيتهم إياك ، فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم :
    "كيف رأيت رددت عليهم ؟ إن اليهود قوم ..." الحديث . وقال :
    "لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد ، ولا تعلم منبهاً أبا وهب أسند غير هذا الحديث" .
    قلت : وهو حديث غريب بهذا السياق ، وله علل :
    الأولى : منبه هذا ؛ فإنه غير معروف ، وقد أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 418) من رواية طاوس هذه ، وأشار إلى أنه لا يعلم أحداً روى عنه ؛ فهو مجهول العين .
    الثانية : عيسى بن يزيد مجهول أيضاً ؛ أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 291) ، وقال :
    "... الشامي ، سمع طاوساً . روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي" .
    الثالثة : عمرو بن الحارث - وهو الزبيدي الحمصي - ؛ قال الذهبي :
    "تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم : زبريق ، ومولاة له اسمها علوة ؛ فهو غير معروف العدالة ، وزبريق ضعيف" .
    الرابعة : إسحاق والد عمرو - وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ، بن زبريق - ؛ ضعفه الذهبي كما رأيت آنفاً ، وقال الحافظ :
    "صدوق يهم كثيراً ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب" .
    الخامسة : ولده عمرو ؛ فلم أجد له ترجمة .
    قلت : ومن هذا التخريج ؛ يتبين للقارىء الكريم مبلغ تساهل الحافظ المنذري (1/ 178) - وإن تبعه الهيثمي (2/ 112-113) - في قوله :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن" !! وقلده الثلاثة (1/ 397) !!
    ثم إن المنذري وهم فيه وهماً آخر ؛ حيث جعله من حديث عائشة ؛ فإنه - بعد أن ساق حديثها من رواية ابن ماجه ورواية أحمد - قال :
    "ورواه الطبراني ..." إلخ كلامه المتقدم ! وإنما هو من حديث معاذ كما رأيت ، وكذلك ذكره الهيثمي .
    وحديث عائشة المشار إليه ؛ قد رواه ابن خزيمة بنحو حديث معاذ ، لكن ليس فيه ذكر إقامة الصفوف . وكذلك رواه أنس بن مالك ، وقد خرجتهما في "الصحيحة" (691،692) .
    لكني وجدت لحديثها طريقاً أخرى فيه الزيادة المذكورة ، أخرجه أبو بكر المعدل في "اثنا عشر مجلساً" (8/ 2) من طريق سليمان بن عبدالجبار : حدثنا منصور ابن أبي نويرة : حدثنا أبو بكر بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ :
    "إن اليهود يحسدون أمتي على ثلاث خصال : تحية أهل
    الجنة ، والصلاة في الصف كما تصف الملائكة ، وآمين جعلها الله على ألسنتهم" .
    وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ غير منصور بن أبي نويرة ؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 179) ، وقال :
    "... العلاف ، روى عن أبي بكر بن عياش ، أدركه أبي" .
    فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول عنده .
    وقال البخاري في "التاريخ" (7/ 349) :
    "روى عنه أبو الأزهر ، سمع القاسم بن محمد" !
    كذا وقع فيه ! وقد نظر فيه محققه ؛ فراجعه ؛ وذكر أن ابن حبان أورده في الطبقة الرابعة بروايته عن الحسن بن صالح وأبي بكر بن عياش ، روى عنه محمد ابن سفيان بن أبي الزرد .
    وأما سليمان بن عبدالجبار ؛ فهو سامرائي ، كتب عنه أبو حاتم بها ، وقال أحمد فيه :
    "صدوق" .
    وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف بهذا السياق والتمام ، وجله صحيح ، ويحتمل أن يكون منه الزيادة المذكورة ؛ والله أعلم .
    لا سيما ولها شاهد من حديث أنس ، تقدم تخريجه برقم (1516) .

    (54/1)
    5049 - ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب ؟! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 84 :
    $ضعيف شاذ بهذا اللفظ$
    أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (504- موارد و 2280 - الإحسان) ، والطبراني في "الأوسط" (5/ 132/ 4251) من طريق الربيع بن ثعلب : حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن محمد بن ميسرة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم به . وقال الطبراني :
    "تفرد به الربيع" .
    قلت : والربيع بن ثعلب ثقة صالح ؛ له ترجمة في "الجرح والتعديل" (3/ 456/ 2060) ، وفي "تاريخ بغداد" (8/ 418) .
    وأبو إسماعيل المؤدب اسمه إبراهيم بن سليمان بن رزين الأردني ؛ مختلف فيه ؛ قال الذهبي :
    "وهو مشهور بكنيته ، ضعفه يحيى بن معين مرة ، وقال أخرى : ليس بذاك . وقال هو وأحمد : ليس به بأس ، ووثقه الدارقطني" . وقال الحافظ :
    "صدوق يغرب" .
    ومحمد بن ميسرة : هو محمد بن أبي حفصة البصري ؛ مختلف فيه أيضاً ؛ فوثقه ابن معين وأبو داود . وقال ابن معين في رواية :
    "صويلح ، ليس بالقوي" . وقال النسائي :
    "ضعيف" . وقال ابن حبان في "الثقات" :
    "يخطىء" . وقال ابن المديني :
    "ليس به بأس" . وقال ابن عدي في "الضعفاء" (ق 372/ 1) :
    "وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم" . وقال الحافظ :
    "صدوق يخطىء" .
    قلت : وقد خالفه جمع من الثقات - كشعبة والحمادين وغيرهم - ، فرووه بلفظ : "... رأس الحمار" . أخرجه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" برقم (634) ، و "الإرواء" (510) .
    فهذا هو المحفوظ ، ولفظ الترجمة شاذ أو منكر ؛ أخطأ فيه محمد بن ميسرة هذا ، أو الراوي عنه .
    ومن هذا التحقيق ؛ تعلم خطأ قول المنذري (1/ 180) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد جيد" ! ونحوه قول الهيثمي (2/ 78) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله ثقات ؛ خلا شيخ الطبراني العباس ابن الربيع بن ثعلب ؛ فإني لم أجد من ترجمه" .
    قلت : ترجمه الخطيب (12/ 149-150) ، وذكر وفاته سنة (291) ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    لكن تابعه - عند ابن حبان - الهيثم بن خلف الدوري ؛ ترجمه الخطيب أيضاً (14/ 63) ، وروى عن الإسماعيلي أنه أحد الأثبات .
    وقد وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 225) من طريق يوسف بن عدي : حدثنا معمر بن سليمان عن زيد بن حبان عن مسعر عن محمد بن زياد به . وقال :
    "هذا من غرائب حديث مسعر ، ذاكر به القدماء قديماً ؛ من حديث يوسف ابن عدي ، وأنه من مفاريده ، رواه غير واحد من المتأخرين عن جماعة عن مسعر ، فروي من حديث وكيع ، ومحمد بن عبدالوهاب القتات ، وعبدالرحمن بن مصعب الكوفي بأسانيد لا قوام لها مما وهمت فيه الضعاف عن قريب" .
    قلت : ومن هؤلاء الضعاف : زيد بن حبان في الطريق الأولى ؛ فقال الدارقطني :
    "ضعيف الحديث ، لا يثبت حديثه عن مسعر" . وقال العقيلي :
    "حدث عن مسعر بحديث لا يتابع عليه" . وقال الحافظ :
    "صدوق كثير الخطأ ، تغير بآخره" .
    قلت : فمثله لا يحتج بحديثه ، لا سيما مع المخالفة لأحاديث الثقات .
    نعم ؛ قد صح الحديث موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه قال :
    ما يؤمن أحدكم - إذا رفع رأسه في الصلاة قبل الإمام - أن يعود رأسه رأس كلب ؟!
    أخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (2/ 373/ 3752) ، والطبراني في "الكبير" (9/ 274/ 9174-9175) من طريقين عن زياد بن فياض عن تميم ابن سلمة عنه .
    وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم .
    ثم استدركت فقلت : إنه منقطع ؛ فإن تميماً هذا لم يدرك ابن مسعود ؛ بين وفاتيهما نحو سبعين سنة ، فلعل هذا الحديث الموقوف هو أصل هذا الحديث المرفوع ، اختلط على بعض رواته الضعفاء ، فتوهم أن المرفوع لفظه لفظ هذا الموقوف ، فرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم توهماً ، وإنما المحفوظ عنه صلي الله عليه وسلم مرفوعاً بلفظ :
    "... رأس الحمار" ، كما تقدم ، وهو رواية لابن حبان (2279) .

    ولعل الحافظ ابن حجر يشير إليها بقوله الآتي - والله أعلم - ؛ فقد جاء في حاشية "الموارد" ما نصه :
    "بهامش الأصل : من خط شيخ الإسلام ابن حجر : بل بلفظ : ... رأس حمار" .
    وبهذا اللفظ الصحيح : أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 185،358،457 و 6/ 447 و 8/ 96 و 9/ 118) من طرق كثيرة عن محمد بن زياد ؛ وبعضها عن مسعر بن كدام عنه .

    (55/1)
    5050 - ( ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله ؛ فلا يدرون ما يتلى مما ترك ؟! هكذا خرجت عظمة الله من قلوب بني إسرائيل ؛ فشهدت أبدانهم ، وغابت قلوبهم ، ولا يقبل الله من عبد عملاً حتى يشهد بقلبه مع بدنه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 88 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن نصر في "كتاب الصلاة" (ق 28/ 2-29/ 1) : حدثنا يحيى بن يحيى : أخبرنا يحيى بن سليم عن عثمان بن أبي دهرش قال :
    بلغني أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلى صلاة جهر فيها بالقراءة ، فلما فرغ من صلاته قال :
    "يا فلان ! هل أسقطت من هذه السورة شيئاً ؟" قال : لا أدري يا رسول الله ! قال : فسأل آخر ؟ فقال : لا أدري يا رسول الله ! قال :
    "هل فيكم أبي ؟" . قالوا : نعم يا رسول الله ! قال :
    "يا أبي ! هل أسقطت من هذه السورة من شيء ؟" . قال : نعم يا رسول الله ! آية كذا وكذا . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عثمان بن أبي دهرش ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 149) :
    "روى عنه ابن عيينة ، ويحيى بن سليم الطائفي ، وابن المبارك" .
    ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو مجهول الحال .
    ويحيى بن سليم - وهو الطائفي - سيىء الحفظ ، وقد خولف في إسناده ؛ فقال ابن نصر عقبه : حدثنا صدقة بن الفضل قال : أخبرنا ابن عيينة عن عثمان بن أبي دهرش عن رجل من آل الحكم بن أبي العاص قال :
    صلى رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة جهر فيها ... فذكر الحديث .
    قلت : وابن عيينة ثقة حافظ ؛ فروايته أصح ، وفيها أن ابن أبي دهرش تلقاه عن رجل من آل الحكم لم يسمه ، والظاهر أنه لم يعرفه .
    فهو علة الحديث ؛ الظاهر أنه تابعي ؛ فهو - مع الجهالة - مرسل .
    والحديث ؛ أورده المنذري (1/ 185) من الطريق الأولى ، وقال :
    "رواه محمد بن نصر المروزي في "كتاب الصلاة" هكذا مرسلاً ، ووصله أبو منصور الديلمي في "مسند
    الفردوس" بأبي بن كعب ، والمرسل أصح" !
    قلت : أخرجه الديلمي (3/ 54/ 1) من طريق [أحمد بن محمد النسوي : حدثنا أحمد بن إبراهيم الصيدلاني : حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم : حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ... عن أبي بن كعب] .

    (56/1)






  3. #593
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5051 - ( هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر ؛ يعني : سنة الفجر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 89 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 203/ 2) عن يحيى ابن أيوب عن عبيدالله بن زحر عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
    "(قل هو الله أحد) تعدل ثلث
    القرآن ، و (قل يا أيها الكافرون) تعدل ربع القرآن" ؛ وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر ، وقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ليث بن أبي سليم ضعيف ؛ وكان اختلط .
    وعبيدالله بن زحر ضعيف . وخالفه عبدالواحد بن زياد فقال : عن ليث قال : حدثني أبو محمد قال :
    رافقت ابن عمر شهراً ، فسمعته في الركعتين قبل صلاة الصبح يقرأ ... الحديث نحوه مرفوعاً دون حديث الترجمة .
    أخرجه أبو يعلى (10/ 83/ 5720) .
    وقد عرفت أن مدار الحديث على ليث ، وهو ضعيف ، وأن إسناد الطبراني أشد ضعفاً . وقد وهم فيه المنذري والهيثمي ، فقال الأول منهما (1/ 202) :
    "رواه أبو يعلى بإسناد حسن ، والطبراني في "الكبير" - واللفظ له -" !
    وقال الهيثمي (2/ 218) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وأبو يعلى بنحوه ؛ وقال : عن أبي محمد عن ابن عمر . وقال الطبراني : عن مجاهد عن ابن عمر ، ورجال أبي يعلى ثقات" !
    قلت : كيف ذلك ؛ وفيه - كالطبراني - ليث بن أبي سليم كما عرفت ؟!
    نعم ؛ الحديث باستثناء حديث الترجمة حديث صحيح ؛ لشواهده الكثيرة ، وقد خرجت منه : "(قل يا أيها الكافرون) تعدل ربع
    القرآن" في "الصحيحة" (586) ، وخرجت هناك بعض شواهده ، فراجعه .

    (57/1)
    5052 - ( كان يستحب أن يصلي بعد نصف النهار ، فقالت عائشة : يا رسول الله ! أراك تستحب الصلاة هذه الساعة ؟! قال : تفتح فيها أبواب السماء ، وينظر الله تبارك وتعالى بالرحمة إلى خلقه ، وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 91 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه البزار (ص 76 - زوائده) عن عتبة بن السكن الحمصي : حدثنا الأوزاعي : أخبرني صالح بن جبير : حدثني أبو أسماء الرحبي : حدثني ثوبان مرفوعاً به . وقال :
    "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن ثوبان بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو واه جداً ؛ وعلته هذا ؛ قال الدارقطني :
    "متروك الحديث" . وقال البيهقي :
    "واه ، منسوب إلى الوضع" . وقال القراب :
    "روى عن الأوزاعي أحاديث لم يتابع عليها" . وقال ابن حبان :
    "يخطىء ويخالف" .

    (58/1)
    5053 - ( من صلى قبل الظهر أربع ركعات ؛ كأنما تهجد بهن من ليلته ، ومن صلاهن بعد العشاء ؛ كن كمثلهن من ليلة القدر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 91 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 56/ 2) عن ناهض بن سالم الباهلي : حدثنا عمار أبو هاشم عن الربيع بن لوط عن عمه البراء بن عازب مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن الربيع إلا عمار" .
    قلت : وعمار : هو ابن عمارة أبو هاشم
    الزعفراني ؛ وهو ثقة . وكذا الربيع بن لوط ؛ لكن ذكر الحافظ في ترجمة عمار أن بينه وبين ابن لوط رجلاً سماه ؛ لكن في النسخة سقط ، فيراجع له أصله "تهذيب الكمال" للمزي .
    وناهض بن سالم الباهلي ؛ لم أجد له ترجمة .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (2/ 221) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه ناهض بن سالم الباهلي وغيره ، ولم أجد من ذكرهم" !!
    وغير الباهلي لم أدر المعني به ؛ إلا أن يكون شيخ الطبراني ؛ فقد قال : حدثنا محمد بن علي الصائغ : حدثنا سعيد بن منصور : حدثنا ناهض بن سالم الباهلي ...
    لكن الهيثمي ليس من عادته الكلام على شيوخ الطبراني المجهولين أو المستورين الذين لم يرد لهم ذكر في "الميزان" مثلاً . والله أعلم .
    وقد روي الحديث بإسناد أسوأ حالاً من هذا ، ويأتي قريباً إن شاء الله تعالى برقم (5058) .
    والجملة الأولى من الحديث قد رويت عن ابن مسعود موقوفاً عليه قال :
    ليس بشيء يعدل صلاة الليل من صلاة النهار ؛ إلا أربعاً قبل الظهر ، وفضلهن على صلاة النهار ؛ كفضل صلاة الجماعة على صلاة الواحد .
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 35/ 1) عن بشر بن الوليد الكندي : حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود ومرة ومسروق قالوا : قال عبدالله : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق : هو السبيعي ، وكان اختلط ، وهو مدلس .
    وشريك - وهو ابن عبدالله القاضي - سيىء الحفظ .
    والكندي فقيه مشهور ، ولكنه متكلم فيه ؛ كما تراه مبسوطاً في "اللسان" .
    وقال المنذري (1/ 203) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وهو موقوف لا بأس به" !!
    كذا قال ! ونحوه قول الهيثمي (2/ 221) :
    "... وفيه بشر بن الوليد الكندي ، وثقه جماعة ، وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !!
    كذا قال ! وشريك - مع ضعفه - لم يحتج به في "الصحيح" ، وإنما أخرج له مسلم متابعة ؛ كما في "الميزان" ؛ فتنبه .
    وروى النسائي في "سننه" (4954-4955) من طريق أيمن مولى ابن الزبير (وفي الموضع الثاني : ابن عمر) عن تبيع عن كعب قال :
    من توضأ فأحسن وضوءه ، ثم شهد صلاة العتمة في جماعة ، ثم صلى إليها أربعاً مثلها ، يقرأ فيها ، ويتم ركوعها وسجودها ؛ كان له من الأجر مثل ليلة القدر .
    قلت : وهذا إسناد لا بأس به ؛ إن كان أيمن هذا هو ابن عبيد الحبشي .
    ولكنه مقطوع موقوف على كعب - وهو كعب الأحبار - ، ولو أنه رفع الحديث لم يكن حجة ؛ لأنه في هذه الحالة يكون مرسلاً ، فكيف وقد أوقفه ؟!

    (59/1)
    5054 - ( صلاة الهجير مثل صلاة الليل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 94 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 16/ 2) : حدثنا المقدام بن داود : أخبرنا ذؤيب : أخبرنا سليمان بن سالم عن عبدالرحمن بن حميد عن أبيه عن جده مرفوعاً .
    فسألت عبدالرحمن بن حميد عن (الهجير) ؟ فقال : إذا زالت
    الشمس .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه ثلاث علل :
    الأولى : سليمان بن سالم هذا - وهو أبو أيوب المدني مولى عبدالرحمن بن حميد - ؛ كذا ترجمه البخاري في "التاريخ" (7/ 18) ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وابن أبي حاتم (2/ 1/ 119) ، وقال :
    "سألت أبي عنه ؟ فقال : شيخ" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" .
    قلت : وقد روى عنه جمع ، فالعلة ممن دونه .
    الثانية : ذؤيب - وهو ابن عمامة السهمي - قال الذهبي :
    "ضعفه الدارقطني ، ولم يهدر" . وقال في ترجمة المقدام الآتي :
    "وذؤيب ضعيف" . لكن قال أبو زرعة :
    "هو صدوق" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" .
    الثالثة : المقدام بن داود ؛ قال النسائي :
    "ليس بثقة" . وقال ابن يونس وغيره :
    "تكلموا فيه" .
    وضعفه الدارقطني . وقال مسلمة بن قاسم :
    "رواياته لا بأس بها" .
    ومن هذا التحقيق ؛ يتبين تساهل الهيثمي في قوله (2/ 221) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ؛ ورجاله موثقون" !
    فإن المقدام هذا لم يوثقه أحد ! وقول مسلمة : "رواياته لا بأس بها" ؛ ليس صريحاً في التوثيق مع تصريح غيره بتضعيفه .
    على أن قول الهيثمي : ".. موثقون" ؛ فيه إشعار منه بأن توثيق من وثقهم ليس قوياً . فتأمل !
    وقال المنذري (1/ 203) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفي سنده لين" .

    (60/1)
    5055 - ( من حافظ على أربع ركعات قبل العصر ؛ بنى الله عز وجل له بيتاً في الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 95 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1702) عن يحيى بن سليم قال : سمعت محمد بن سعد المؤذن عن عبدالله بن عنبسة قال : سمعت أم حبيبة بنت أبي سفيان تقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن عنبسة ، ومحمد بن سعد المؤذن ؛ لم أعرفهما .
    ويحيى بن سليم - وهو الطائفي - فيه ضعف من قبل حفظه .
    والحديث ؛ أعله المنذري (1/ 204) - ثم الهيثمي (2/ 222) - بالمؤذن ، فقال فيه الأول منهما :
    "لا يدرى من هو ؟" . وقال الآخر :
    "لم أعرفه" .

    (61/1)
    5056 - ( من صلى أربع ركعات قبل العصر ؛ لم تمسه النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 96 :
    $ضعيف$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 470) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 57/ 1) - والسياق له - من طريق حجاج بن نصير : حدثنا اليمان ابن المغيرة العبدي عن عبدالكريم بن أبي أمية عن مجاهد أخبره عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال :
    جئت ورسول الله صلي الله عليه وسلم قاعد في أناس من أصحابه ؛ منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأدركت آخر الحديث ورسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال الطبراني :
    "لا يروى عن عبدالله بن عمرو إلا بهذا الإسناد ، تفرد به حجاج" .
    قلت : وهو ضعيف كان يقبل التلقين .
    وشيخه اليمان بن المغيرة ضعيف أيضاً .
    ومثله عبدالكريم بن أبي أمية .
    فهو إسناد مسلسل بالضعفاء . فالعجب من الهيثمي حيث أعله بضعف ابن أبي أمية فقط ! وأفاد أنه في "كبير الطبراني" مختصراً بلفظ :
    "... حرمه الله على النار" !!
    قلت : وكذلك رواه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 305) مختصراً من طريقين آخرين عن اليمان بن مغيرة به ؛ إلا أنه وقع فيه : "عبدالله بن عمر" ، وقال :
    "تفرد به اليمان عن عبدالكريم" .
    وكذلك أخرجه الطبراني في "الكبير" من حديث أم سلمة مرفوعاً بزيادة :
    قلت : يا رسول الله ! قد رأيتك تصلي وتدع ؟! قال :
    "لست كأحدكم" . قال الهيثمي :
    "وفيه نافع بن مهران وغيره ، ولم أجد من ذكرهم" .
    قلت : ولذلك أشار إلى تضعيفه .

    (62/1)
    5057 - ( لا تزال أمتي يصلون هذه الأربع ركعات قبل العصر ؛ حتى تمشي على الأرض مغفوراً حتماً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 97 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 57/ 1) من طريق عبدالوهاب بن عبدالله بن يحيى الأسدي : حدثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعاً . وقال :
    "لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو موضوع ؛ آفته عبدالملك بن هارون ؛ فقد كذبه يحيى والسعدي وغيرهما . وقال ابن حبان :
    "يضع الحديث" . وقال صالح بن محمد :
    "عامة حديثه كذب" . وقال الحاكم في "المدخل" :
    "روى عن أبيه أحاديث موضوعة" .
    قلت : والراوي عنه عبدالوهاب بن عبدالله بن يحيى الأسدي ؛ لم أعرفه .
    واقتصر الهيثمي (2/ 222) على إعلال الحديث بعبدالملك وقال :
    "وهو متروك" . وقال المنذري (1/ 204) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ وهو غريب" .
    قلت : ورواه الخطيب (14/ 308) من طريق يوسف بن أحمد بن عبدالله ابن كركا الخياط : حدثنا أحمد بن يعقوب البصري : حدثنا هشيم - في رحبة عبيدالله بن المهدي - : حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ :
    "من صلى أربع ركعات قبل صلاة العصر ؛ غفر الله له مغفرة عزماً" .
    أورده في ترجمة يوسف هذا ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو آفته ، أو شيخه أحمد بن يعقوب البصري ؛ فإني لم أجد من ذكره .
    ومن فوقه ثقات من رجال "الصحيحين" .
    ثم رأيت لعبدالوهاب - الذي في إسناد الطبراني - متابعاً ، أخرجه السلفي في "آخر مجلس من أمالي أبي مطيع المصري" (ق 64/ 2) عن محمد بن يوسف العائدي : حدثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة به نحوه بلفظ :
    "... دخل
    الجنة ألبتة" .

    (63/1)
    5058 - ( أربع قبل الظهر : كعدلهن بعد العشاء ، وأربع بعد العشاء : كعدلهن من ليلة القدر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 99 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 58/ 2) عن يحيى ابن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس مرفوعاً به . وقال :
    "لم يروه عن ابن جحادة إلا يحيى" .
    قلت : وهو متهم بالوضع ؛ قال ابن أبي حاتم :
    "يفتعل الحديث" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث" .
    وضعفه سائر الأئمة . وشذ عنهم أبو علي بن السكن فقال :
    "صالح الحديث" !
    والحديث أعله الهيثمي (2/ 230) بـ (يحيى) هذا ، فقال :
    "وهو ضعيف جداً" .
    وأشار المنذري إلى تضعيف الحديث (1/ 205) .
    وقد روي الحديث بإسناد خير من هذا من حديث البراء بن عازب ؛ وقد مضى برقم (5053) .

    (64/1)
    5059 - ( من صلى صلاة الغداة ، فجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ؛ كان له حجاباً من النار - أو قال : ستراً من النار - ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 100 :
    $موضوع$
    أخرجه الحافظ أبو محمد القاري في "حديثه" (1/ 196/ 2) ، وابن عدي (ق 173/ 1) عن خالد العمري : حدثنا سفيان الثوري عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون قال : سمعت الحسن بن علي يقول : ... فذكره . وقال :
    "غريب ، تفرد بروايته خالد بن يزيد العمري عن الثوري" .
    قلت : العمري كذبه أبو حاتم ويحيى . وقال ابن حبان :
    "يروي الموضوعات عن الأثبات" .
    وساق له في "الميزان" و "اللسان" بعض موضوعاته .
    لكن فوقه سعد بن طريف ؛ وهو قريب منه ؛ فقد اتفقوا على تضعيفه . وقال ابن معين :
    "لا يحل لأحد أن يروي عنه" . وقال النسائي والدارقطني :
    "متروك الحديث" . وقال ابن عدي :
    "وهو بين الضعف جداً" . وقال ابن حبان :
    "كان يضع الحديث" .
    قلت : فهو علة الحديث ؛ لأن العمري قد تابعه أبو معاوية عن سعد به .
    أخرجه ابن عدي .
    ولذلك ؛ أخرج الحديث في ترجمة سعد .
    وأشار إلى ما ذكرته قول الحافظ أبي محمد عقبه :
    "ورواه العلاء بن راشد عن سعد بن طريف به" .
    ثم إن عمير بن مأمون ؛ قال الدارقطني :
    "لا شيء" .
    والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" (1/ 165) من رواية البيهقي عن الحسن بن علي نحوه . وقال في آخره :
    "وأخذ الحسن بجلده فمده . رواه البيهقي" ؛ وصدره بقوله : "روي" ؛ مشيراً به إلى ضعفه .

    (65/1)
    5060 - ( من صلى العشاء في جماعة ، وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد ؛ كان كعدل ليلة القدر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 101 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 22/ 1) : حدثنا محمد ابن الفضل السقطي : حدثنا مهدي بن حفص : حدثنا إسحاق الأزرق عن أبي حنيفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ابن عمر إلا محارب ، ولا عنه إلا أبو حنيفة ؛ تفرد به إسحاق" .
    قلت : وهو ابن يوسف الواسطي ؛ وهو ثقة ، وكذلك سائر رجال الإسناد ؛ غير أبي حنيفة رحمه الله ؛ فإن الأئمة قد ضعفوه ، كما تقدم بيان ذلك مبسوطاً بما لا تراه في كتاب تحت الحديث (458) . ولذلك ؛ قال الحافظ العراقي :
    "لم يصح" ؛ كما نقله الشوكاني (3/ 16) .
    وقد أشار إلى تضعيف أبي حنيفة الحافظ الهيثمي بقوله عقب الحديث :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ؛ وفيه من ضعف [في] الحديث" .
    وكأنه لم يتجرأ على الإفصاح باسمه ؛ اتقاء منه لشر متعصبة الحنيفة في زمانه ، كفانا الله شر التعصب وأهله !!
    وسائر رجال الحديث مترجمون في "التهذيب" ؛ غير السقطي ، فترجمته في "تاريخ بغداد" (3/ 153) ؛ قال الخطيب :
    "وكان ثقة ، وذكره الدارقطني فقال : "صدوق" . مات سنة ثمان وثمانين ومئتين" .
    وروي الحديث بلفظ :
    "من صلى أربع ركعات خلف العشاء الآخرة ، قرأ في الركعتين الأوليين : (قل يا أيها الكافرون) ، و (قل هو الله أحد) ، وفي الأخريين : (تبارك الذي بيده الملك) و (آلم تنزيل) ؛ كتبن له كأربع ركعات من ليلة القدر" .
    أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 60 - المكتبة الأثرية) من طريق أبي فروة عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : أبو فروة ؛ اسمه يزيد بن سنان بن يزيد الجزري الرهاوي .
    وهو ضعيف ، وتركه النسائي .
    ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" .
    لكن الحديث قد صح موقوفاً عن جمع من الصحابة ؛ دون قوله : "قبل أن يخرج من
    المسجد" ؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 72/ 1) ، وابن نصر أيضاً عن عبدالله بن عمرو قال :
    من صلى بعد العشاء الآخرة أربع ركعات ؛ كن كعدلهن من ليلة القدر .
    قلت : وإسناده صحيح .
    ثم أخرج ابن أبي شيبة مثله عن عائشة ، وابن مسعود ، وكعب بن ماتع ، ومجاهد ، وعبدالرحمن بن الأسود موقوفاً عليهم .
    والأسانيد إليهم كلهم صحيحة - باستثناء كعب - ، وهي وإن كانت موقوفة ؛ فلها حكم الرفع ؛ لأنها لا تقال بالرأي ؛ كما هو ظاهر .

    (66/1)





  4. #594
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5061 - ( كان إذا صلى العشاء ؛ ركع أربع ركعات ، وأوتر بسجدة ، ثم نام حتى يصلي - بعد - صلاته بالليل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 103 :
    $منكر$
    أخرجه أحمد (4/ 4) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 203-204) من طريق منصور بن سلمة أبي سلمة الخزاعي : حدثنا عبدالرحمن بن أبي الموالي قال : أخبرني نافع بن ثابت عن عبدالله بن الزبير قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله ثقات رجال البخاري ؛ غير نافع بن ثابت ، وهو حفيد عبدالله بن الزبير ، ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/ 457) برواية آخرين عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وقال :
    "مات في المدينة سنة خمس وخمسين ومئة ، وهو ابن ثلاث وسبعين" .
    قلت : فأفاد أن ولادته كانت سنة (82) ، وعليه ؛ فهو لم يدرك جده عبدالله بن الزبير ؛ فإنه مات قبله بثمان سنين ، فهو منقطع ، . وبه أعله الهيثمي فقال (2/ 272) :
    "رواه أحمد ، والطبراني في "الكبير" ؛ وفيه نافع بن ثابت ، وثابت : هو ابن عبدالله بن الزبير ، ولم يدركه ، وإنما روى عن أبيه ثابت" .
    قلت : والحديث - مع ضعفه وانقطاعه - ؛ فإنه منكر عندي ؛ لأن المعروف من حديث عائشة وابن عباس وغيرهما عن النبي صلي الله عليه وسلم : إنما هو إيتاره بعد صلاة الليل . وفي هذا خلافه ، فهو منكر .

    (67/1)
    5062 - ( إذا وضعت جنبك على الفراش ، وقرأت فاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) ؛ فقد أمنت من كل شيء إلا الموت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 104 :
    $ضعيف$
    أخرجه البزار من حديث أنس مرفوعاً . وقال المنذري (3/ 139/ 1) :
    "ورجاله رجال "الصحيح" ؛ إلا غسان بن عبيد" !
    قلت : وكذا قال الهيثمي (10/ 121) ؛ إلا أنه بين حال غسان هذا ؛ فقال :
    "وهو ضعيف ، ووثقه ابن حبان" .
    وإليه أشار الحافظ ابن حجر بقوله في "بذل الماعون في فضل الطاعون" (ق 36/ 1) :
    "وفي مسنده راو ضعيف" .

    (68/1)
    5063 - ( من بات ليلة في خفة من الطعام والشراب يصلي ؛ تدالت حوله الحور العين حتى يصبح ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 105 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 139/ 1) عن أصرم بن حوشب : أخبرنا عبدالله بن إبراهيم عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ مسلسل بالضعفاء والمتروكين :
    أولاً : عباد بن منصور ؛ قال الحافظ :
    "صدوق ، رمي بالقدر ، وكان يدلس ، وتغير بأخرة" .
    ثانياً : عبدالله بن إبراهيم ؛ الظاهر أنه أبو محمد الغفاري المدني ، وهو متروك ، ونسبه ابن حبان إلى الوضع ؛ كما في "التقريب" .
    قلت : وقال الحاكم :
    "روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة لا يرويها غيره" .
    ثالثاً : أصرم بن حوشب ؛ قال يحيى :
    "كذاب خبيث" . وقال البخاري ومسلم والنسائي وأبو حاتم :
    "متروك الحديث" . وقال ابن حبان :
    "كان يضع الحديث" . وقال الحاكم والنقاش :
    "يروي الموضوعات" .
    قلت : إن سلم من شيخه ؛ فهو آفة هذا الحديث ، وبه أعله الهيثمي (2/ 255) ، وقال :
    "وهو متروك" .
    وأشار المنذري (1/ 219) إلى تضعيف الحديث ، ولو أنه حذفه من كتابه لأصاب .

    (69/1)
    5064 - ( ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل ، فافتتح سورة البقرة وآل عمران ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 106 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 61/ 2) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 129-130) عن بشر بن يحيى المروزي : حدثنا فضيل بن عياض عن ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعاً . وقالا :
    "لم يروه عن الشعبي إلا ليث ، ولا عنه إلا فضيل ، تفرد به بشر" .
    قلت : وهو مجهول الحال ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 370) :
    "سمع منه أبي بالري وهو حاج ، وسمعته يقول : كان صاحب رأي" .
    وليث بن أبي سليم ضعيف ، كما تقدم مراراً . وبه أعله الهيثمي فقال (2/ 254) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه ليث بن أبي سليم ، وفيه كلام ، وهو ثقة مدلس" !
    أقول : ووصفه إياه بأنه ثقة مدلس وهم ظاهر مزدوج ؛ فإن أحداً من الأئمة لم يطلق عليه أنه ثقة ، ولا وصفه أحد بالتدليس ، بل هو مجمع على تضعيفه ؛ لولا ما روى أبو داود قال : سألت يحيى عن ليث ؛ فقال :
    "لا بأس به" ! وهو مخالف لما رواه غيره عن ابن معين من التضعيف ، وهو المعتمد ؛ لموافقته لسائر أقوال الأئمة المضعفة له .
    ومن الوهم أيضاً ؛ قول المنذري (1/ 219) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ وفي إسناده بقية" !
    فإن بقية لا علاقة له بهذا الحديث ألبتة .

    (70/1)
    5065 - ( إن في الجنة باباً يقال له : الضحى ، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم ، فادخلوه برحمة الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 107 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 59/ 1) من طريق سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن يحيى إلا سليمان" .
    قلت : وهو متروك ؛ كما قال الهيثمي (2/ 239) .
    والحديث ؛ أشار المنذري إلى تضعيفه (1/ 237) !

    (71/1)
    5066 - ( ألا أهب لك ؟! ألا أبشرك ؟! ألا أمنحك ؟! ألا أتحفك ؟! قال : نعم يا رسول الله ! قال : تصلي أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة بـ (الحمد) وسورة ، ثم تقول بعد القراءة - وأنت قائم قبل الركوع - :
    سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، خمس عشرة مرة ، ثم تركع ، فتقولهن عشراً تمام هذه الركعة قبل أن تبتدىء بالركعة الثانية ، تفعل في الثلاث ركعات كما وصفت لك ؛ حتى تتم أربع ركعات ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 108 :
    $موضوع بهذا السياق$
    أخرجه الحاكم (1/ 319) : حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ - إملاء من أصل كتابه - : حدثنا أحمد بن داود بن عبدالغفار - بمصر - : حدثنا إسحاق بن كامل : حدثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد ابن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال :
    وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة ، فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه ، ثم قال : ... فذكره . وقال :
    "هذا إسناد صحيح لا غبار عليه" !!
    كذا قال ! ووافقه الذهبي ! وهذا عجيب ؛ فإن أحمد بن داود هذا أورده الذهبي نفسه في "الميزان" وقال :
    "كذبه الدارقطني وغيره ، ومن أكاذيبه ..." . ثم ساق له حديثين موضوعين غير هذا . وقال ابن حبان وابن طاهر :
    "كان يضع الحديث" !
    ولذلك ؛ تعقب الحاكم المنذري بقوله في "الترغيب" (1/ 238) :
    "وشيخه أحمد بن داود بن عبدالغفار أبو صالح الحراني ثم المصري ؛ تكلم فيه غير واحد من الأئمة ، وكذبه الدارقطني" .
    قلت : وقوله : "وشيخه أحمد ..." وهم ؛ كما نبه عليه الحافظ الناجي ، وحكيته عنه في "التعليق الرغيب" ؛ فإنما هو شيخ شيخه أبي علي الحافظ ؛ كما تقدم .
    والحديث قد روي عن جمع من الصحابة ؛ أشهرهم ابن عباس ، وأبو رافع ، وابن عمرو ، بأتم من هذا ، وليس فيها : "ولا قوة إلا بالله" ، فهي زيادة منكرة .
    وفيها : أن في كل ركعة خمساً وسبعين تسبيحة وتحميدة وتهليلة وتكبيرة ، خلافاً لهذا ، ففيه خمس وعشرون فقط ؛ وقد خرجت الأحاديث المشار إليها في "صحيح أبي داود" (1173،1174) .
    وفيها أيضاً : أن المخاطب بهذا الحديث إنما هو العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلي الله عليه وسلم . نعم ؛ في رواية لأبي داود (1175) من طريق عروة بن رويم : حدثني الأنصاري : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لجعفر ... بهذا الحديث ، فذكر نحوه ؛ أي : نحو حديث ابن عمرو الذي في "السنن" قبله . وفي سنده جهالة كما بينته في "صحيح أبي داود" (1175) .
    فإذا ثبت هذا ؛ ففيه دليل على أنه صلي الله عليه وسلم خاطب جعفراً بمثل ما خاطب به عمه العباس . والله أعلم .
    ونحو حديث الترجمة في النكارة : ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 64/ 1) من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبدالقدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له :
    "يا غلام ! ألا أحبوك ؟! ألا أنحلك ؟! ألا أعطيك ؟!" . قال : قلت : بلى - بأبي أنت وأمي - يا رسول الله ! قال : فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال ، فقال :
    "أربع ركعات تصليهن ..." فذكره مثل حديث أبي رافع وغيره ؛ لكنه زاد في آخره :
    "فإذا فرغت ؛ قلت بعد التشهد وقبل التسليم : اللهم ! إني أسألك توفيق أهل الهدى ، وأعمال أهل اليقين ..." إلخ الدعاء ، وفي آخره :
    "فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس ! غفر الله لك ذنوبك ؛ صغيرها وكبيرها ، وقديمها وحديثها ، وسرها وعلانيتها ، وعمدها وخطأها" .
    قلت : وإسناده ضعيف جداً ؛ عبدالقدوس بن حبيب متروك متهم بالوضع .
    وموسى بن جعفر : هو الأنصاري ، لا يعرف ؛ كما قال الذهبي ، وأقره الحافظ .
    وأعله الهيثمي (2/ 282) بابن حبيب ، فقال :
    "وهو متروك" .
    ثم أخرجه الطبراني من طريق يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء قال :
    قال لي ابن عباس : يا أبا الجوزاء ! ألا أحبوك ؟! ألا أتحفك ؟! ألا أعطيك ؟! قلت : بلى . فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "من صلى أربع ركعات ..." فذكر نحوه ، وزاد فيه :
    "من صلاهن ؛ غفر له كل ذنب كان أو هو كائن" . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن محمد بن جحادة إلا يحيى" .
    قلت : وهو ضعيف جداً . بل قال ابن أبي حاتم :
    "يفتعل الحديث" . وقال ابن معين :
    "كذاب خبيث عدو الله" . وقول الهيثمي فيه :
    "وهو ضعيف" !
    فيه تساهل كبير .

    (72/1)
    5067 - ( إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربع وعشرون ساعة ؛ ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ست مئة عتيق من النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 111 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه أبو يعلى (2/ 882) من طريق عوام البصري عن عبدالواحد بن زيد عن ثابت عن أنس مرفوعاً . قال :
    ثم خرجنا من عنده فدخلنا على الحسن ، فذكرنا له حديث ثابت ، فقال : سمعته ، وزاد فيه :
    "كلهم قد استوجب النار" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالواحد بن زيد - وهو البصري الزاهد - ؛ قال البخاري :
    "عبدالواحد صاحب الحسن ؛ تركوه" .
    وعوام البصري ؛ أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 23) :
    "عوام بن المقطع ؛ رجل من كلب ، يعد في البصريين ، سمع أباه ، روى عنه بكر بن معبد ، سمعت أبي يقول ذلك : ويقول : هما مجهولان" .
    واعلم أنه وقع في نسختنا من "أبي يعلى" تحريف في بعض الرواة الذين تحت عوام البصري ، وصورته هكذا : حدثنا عبدالله بن عبدالصمد ثابت (!) عبدالصمد بن علي عن عوام البصري ...
    وعبدالله بن عبدالصمد شيخ أبي يعلى : هو عبدالله بن عبدالصمد بن أبي خداش - واسمه علي الموصلي الأسدي - ، وهو ثقة مات سنة (255) ، وقد روى عن جمع منهم أبوه ، وعليه ؛ فمن المحتمل احتمالاً قوياً أن قوله في النسخة : "ثابت" محرف ، وصوابه : "حدثنا أبي" أو نحوه . ويؤيده قول الهيثمي (2/ 165) :
    "رواه أبو يعلى من رواية عبدالصمد بن أبي خداش عن أم (!) عوام البصري ، ولم أجد من ترجمها" !!
    وعبدالصمد بن أبي خداش : هو والد عبدالله بن عبدالصمد كما علمت ، ولم أجد له ترجمة .
    وأم عوام ؛ كذا وقع في "المجمع" ! وأظن أن أداة الكنية (أم) مقحمة من بعض النساخ . والله أعلم .
    ثم إن الهيثمي ذهل عن العلة القادحة فيمن فوق من لم يعرفها ؛ وهو عبدالواحد بن زيد المتروك !
    وأشار المنذري (1/ 250) إلى تضعيف الحديث ، وقال :
    "ورواه البيهقي باختصار ، ولفظه : "لله في كل جمعة ست مئة ألف عتيق من النار" ..." .

    (73/1)






  5. #595
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي



    5068 - ( الزكاة قنطرة الإسلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 113 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن شاهين في (الخامس) من "الأفراد" (ق 34/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 84/ 2) وابن عدي في "الكامل" (204/ 1) ، والقضاعي في "مسند شهاب" (ق 17/ 2) ، وعبدالغني المقدسي في "السنن" من طريق الطبراني ؛ كلهم عن بقية بن الوليد عن الضحاك بن حمرة عن حطان بن عبدالله الرقاشي عن أبي الدرداء مرفوعاً . وقال ابن شاهين :
    "حديث غريب ، لا أعلم حدث به عن الضحاك بن حمرة إلا بقية" . ونحوه قول الطبراني :
    "لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد ، تفرد به بقية" .
    قلت : وهو ثقة ؛ ولكنه مدلس وقد عنعنه .
    لكن شيخه الضحاك بن حمرة - بضم المهملة - ضعيف ؛ كما جزم به في "التقريب" ؛ فإعلاله به أولى ، وفيه توثيق لين ؛ أشار إليه الهيثمي بقوله (3/ 62) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، و "الأوسط" ، ورجاله موثقون ؛ إلا أن بقية مدلس ، وهو ثقة" .
    وأما قول المنذري (1/ 263) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، و "الكبير" ، وفيه ابن لهيعة ، والبيهقي ؛ وفيه بقية بن الوليد" !
    ففيه ما هو مخالف لحال إسناده عند جميع مخرجيه ، فلعل قوله : "وفيه ابن لهيعة" مقحم من بعض النساخ ؛ فإنه لا ذكر لابن لهيعة عند أحدهم ، لا سيما وقد صرحوا بأن بقية تفرد به .
    والحديث ؛ قال الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على "تفسير البيضاوي" (ق 19/ 2) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، والبيهقي في "شعب الإيمان" مرفوعاً ، وسنده ضعيف" .
    ثم رأيت الحافظ ابن حجر أعله في أول كتابه "تخريج أحاديث الكشاف" بابن حمرة ؛ وجزم بضعفه .
    (74/1)
    5069 - ( ما خالطت الصدقة - أو قال : الزكاة - مالاً ؛ إلا أفسدته ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 114 :
    $ضعيف$
    أخرجه البزار (ص 94 - زوائده) عن عثمان بن عبدالرحمن الجمحي : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال مسلم ؛ غير الجمحي هذا ، وهو متفق على تضعيفه ، ولذلك ؛ قال الهيثمي في "زوائد البزار" - أو الحافظ - :
    "قلت : إسناده لين" .
    قلت : وأشار إلى ذلك المنذري في "الترغيب" (1/ 270) .
    وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 64) :
    "رواه البزار ، وفيه عثمان بن عبدالرحمن الجمحي ؛ قال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به" .
    قلت : وقد انكشفت لي علة أخرى ، وهي أن أحد رواته أخطأ في اسم الجمحي هذا ، وإنما هو محمد بن عثمان ، فقال الحميدي : حدثنا محمد بن عثمان ابن صفوان الجمحي قال : حدثنا هشام بن عروة به .
    وكذلك رواه جمع ؛ منهم الإمام أحمد كما في "شعب البيهقي" (22 باب ق 184/ 1) ؛ وابن عدي ، وقال :
    "ومحمد بن عثمان يعرف بهذا الحديث ، ولا أعلم أنه رواه عن هشام بن عروة غيره" .
    قلت : فإذا كان تفرد به محمد بن عثمان عن هشام ؛ فمن رواه عن عثمان بن عبدالرحمن فقد وهم ، وأظنه من مخرجه البزار نفسه ؛ فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه كما هو معلوم ؛ وقد خرجت رواية الحميدي وغيره في "تخريج أحاديث مشكلة الفقر" (رقم 63) .
    (75/1)
    5070 - ( ظهرت لهم الصلاة فقبلوها ، وخفيت لهم الزكاة فأكلوها ، أولئك هم المنافقون ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 116 :
    $موضوع$
    أخرجه البزار (ص 94) : حدثنا قتيبة : حدثنا عبدالله - هو ابن إبراهيم الغفاري - : حدثنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
    "لم يتابع عليه عبدالله بن إبراهيم ، وهو ضعيف" !
    قلت : كذا قال ! وتبعه الهيثمي فقال (3/ 64) أيضاً :
    "وهو ضعيف" !
    قلت : وهو شر من ذلك بكثير ؛ فقد اتهمه ابن حبان وغيره بوضع الحديث ، كما تقدم مراراً تحت أحاديث كثيرة منها الحديث (92) .
    ونحوه شيخه عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، فانظر الحديث (25،333) .
    (76/1)
    5071 - ( إن في النار حجراً يقال له : (ويل) ؛ يصعد عليه العرفاء وينزلون فيه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 116 :
    $ضعيف$
    أخرجه البزار في "مسنده" (ص 96 - زوائده) من طريق أسد ابن موسى : حدثنا خالد بن سليمان الزيات - رجل من أهل العراق - : حدثنا هاشم ابن موسى : حدثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه مرفوعاً . وقال :
    "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن سعد" . وقال الحافظ العسقلاني :
    "إسناده ضعيف" .
    قلت : وهو كما قال ؛ فإن هاشم بن موسى وخالد بن سليمان ؛ لم أر من ترجمهما . ولذلك ؛ أشار المنذري (1/ 280) إلى تضعيف الحديث . وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 89) :
    "رواه أبو يعلى ، وفيه جماعة لم أجد من ذكرهم" !
    وعزوه إياه لأبي يعلى سبق قلم ، أو سهو من
    الناسخ ؛ فليس الحديث في "مسند أبي يعلى" ، ولم يعزه المنذري إلا للبزار .
    (77/1)
    5072 - ( طوبى له إن لم يكن عريفاً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 117 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 982) : حدثنا محمد : أخبرنا مبارك : أخبرنا عبدالعزيز عن أنس :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم مرت به جنازة ، فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير مبارك - وهو ابن سحيم البصري مولى عبدالعزيز بن صهيب - ، وهو متروك بإجماعهم .
    والظاهر أنه التبس على المنذري بغيره ، فقال (1/ 280) :
    "رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن إن شاء الله تعالى" !
    وكذا التبس أمره على الهيثمي فقال (3/ 89) :
    "رواه أبو يعلى عن محمد ؛ ولم ينسبه فلم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !
    قلت : وكأنهما ظنا أنه مبارك بن حسان السلمي ، أو مبارك بن فضالة مولى زيد بن الخطاب ، وكلاهما بصري من هذه الطبقة ، يرويان عن الحسن البصري وغيره ! وليس كذلك ؛ فقد نسبه أبو يعلى في حديث قبل هذا الحديث فقال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي : أخبرنا مبارك مولى عبدالعزيز بن صهيب : أخبرنا عبدالعزيز : أخبرنا أنس ... ثم ساق بهذا الإسناد حديثاً ثانياً ، ونسب فيه شيخه محمداً كما نسبه في الأول . ثم ساق به هذا الحديث الثالث ، ولكنه لم ينسبه كما رأيت ، وهو هو كما هي عادة أصحاب "المسانيد" ؛ مما هو معروف عند العارفين بهذا العلم الشريف ، فلا أدري كيف لم يتنبه الهيثمي لذلك ، كما لم يتنبه هو والمنذري لكون المبارك في إسناد هذا الحديث هو مولى عبدالعزيز الذي في الإسناد الأول !
    (78/1)
    5073 - ( ما الذي يعطي من سعة بأعظم أجراً من الذي يقبل من حاجة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 118 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 245) عن يوسف بن أسباط عن عائذ بن شريح عن أنس بن مالك مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عائذ هذا ؛ قال أبو حاتم :
    "في حديثه ضعف" . وقال ابن طاهر :
    "ليس بشيء" .
    ويوسف بن أسباط ؛ ضعيف أيضاً .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (3/ 101) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عائذ بن شريح ؛ وهو ضعيف" .
    وذكره بنحوه من حديث ابن عمر ، وقال :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه مصعب بن سعيد ، وهو ضعيف" .
    قلت : هو أبو خيثمة المصيصي ؛ قال ابن عدي :
    "يحدث عن الثقات بالمناكير ، والضعف على رواياته بين" .
    قلت : وساق له الذهبي أحاديث منها ، ثم قال :
    "قلت : ما هذه إلا مناكير وبلايا" .
    (79/1)
    5074 - ( ما نقصت صدقة من مال قط ، وما مد عبد يده بصدقة ؛ إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ، ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى ؛ إلا فتح الله عليه باب فقر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 119 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 149/ 2) : حدثنا محمد بن أبان الأصبهاني : أخبرنا الحسين بن محمد بن شيبة الواسطي : أخبرنا يزيد بن هارون : أنبأنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس رفعه قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله كلهم ثقات معروفون ؛ غير يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم - ؛ قال الحافظ :
    "ضعيف ، كبر فتغير ، وصار يتلقن" .
    ومثله شريك - وهو ابن عبدالله القاضي - ، قال الحافظ :
    "صدوق ، يخطىء كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع" .
    فهو أو شيخه علة الحديث . وأما قول الهيثمي (3/ 110) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه من لم أعرفه" !!
    قلت : فلا أدري وجهه ؛ فكلهم من رجال "التهذيب" ؛ غير محمد بن أبان الأصبهاني ؛ فلعله الذي عناه بقوله : "لم أعرفه" ؛ وحق له ذلك ؛ فإن ترجمته عزيزة ؛ فقد ترجمه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" ، ثم أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 224) ، وهو ثقة كثير الحديث ؛ مات سنة ثنتين - وقال أبو نعيم : ثلاث - وتسعين ومئتين .
    والحديث ؛ أشار المنذري (2/ 20) إلى تضعيفه .
    ثم إنني إنما خرجته من أجل الجملة الوسطى منه ، وإلا ؛ فسائره ثابت في أحاديث صحيحة : فالجملة الأولى في حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ :
    "ما نقصت صدقة من مال ..." الحديث ، وهو مخرج في "الصحيحة" (2328) ، و "الإرواء" (2200) .
    والجملة الأخيرة ؛ جاءت في حديث لابن عباس ، قواه المنذري في "الترغيب" (2/ 3) .
    وله شاهد من حديث أبي هريرة خرجته هناك برقم (2231،2543) .
    (80/1)
    5075 - ( من صام الأيام في الحج ، ولم يجد هدياً إذا استمتع ؛ فهو ما بين إحرام أحدكم إلى يوم عرفة ؛ فهو آخرهن ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 121 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 194/ 2) : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة : حدثنا أبي عن أبيه : حدثني النعمان بن المنذر قال : زعم سالم بن عبدالله عن أبيه ، وزعم عن عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أحمد هذا - وهو البتلهي الدمشقي - ؛ قال الذهبي :
    "عن أبيه ، له مناكير ، قال أحمد الحاكم : فيه نظر ، وحدث عنه أبو الجهم
    الشعراني ببواطيل" ؛ ثم ساق له حديثين باطلين .
    قلت : وقد غمز منه ابن حبان كما يأتي قريباً .
    وقال أبو عوانة في "صحيحه" - بعد أن روى عنه - :
    "سألني أبو حاتم : ما كتبت بالشام - قدمتي الثالثة - ؟ فأخبرته بكتبي مئة حديث لأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، كلها عن أبيه . فساءه ذلك ؛ وقال : سمعت أن أحمد يقول : لم أسمع من أبي شيئاً . فقلت : لا يقول : حدثني أبي ، وإنما يقول : عن أبيه إجازة" .
    أقول : قد قال في هذا الحديث : "حدثني أبي" ، وكذلك قال في حديثين آخرين قبله في "المعجم الكبير" ؛ فهذا قد يدل على كذبه ؛ لأن الإمام الطبراني حافظ ثقة ، وقد صرح عنه بالتحديث ، ولا ينافيه قول الإسفراييني : "إنما كان يقول : عن أبيه إجازة" ؛ فإنه يروي ما وقع له - وهو حافظ ثقة أيضاً - ؛ فالظاهر أنه كان يحدث تارة هكذا ، وتارة هكذا ! ولعل تصريحه بالتحديث لم يكن كذباً مقصوداً منه ؛ فقد قال أبو أحمد الحاكم :
    "الغالب علي أنني سمعت أبا الجهم - وسألته عن حال بن محمد - ؛ فقال : قد كان كبر ؛ فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن" .
    أي : أنه اختلط في آخره ؛ فلعله في هذه الحالة صرح بالتحديث . والله أعلم .
    وأبوه محمد بن يحيى بن حمزة ؛ قال ابن حبان :
    "هو ثقة في نفسه ، يتقى من حديثه ما رواه عنه أحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة وأخوه عبيد ؛ فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء" .
    قال الحافظ في "اللسان" عقبه :
    "قلت : وقد تقدم في ترجمة أحمد أن محمداً هذا كان قد اختلط" !
    قلت : وهذا وهم من الحافظ رحمه الله ! فالذي اختلط إنما هو أحمد كما رأيت .
    ومثل هذا ؛ قول الهيثمي في تخريجه لهذا الحديث في "المجمع" (3/ 237) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه حمزة بن واقد ، ولم أجد من ترجمه" !
    قلت : ليس له ذكر في رواة الحديث ، ولا علاقة له بهذا الحديث ، وإنما هو من رواية ابنه يحيى بن حمزة : حدثني النعمان ؛ فإنه من رواية أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة : حدثني أبي (يعني : محمد بن يحيى بن حمزة) عن أبيه (يعني : يحيى بن حمزة) : حدثني النعمان بن المنذر ...
    وليحيى بن حمزة حديث آخر ، يرويه عن النعمان بن المنذر : عند الطبراني في "معجمه" (3/ 201/ 2) .
    فالحديث حديثه وليس حديث أبيه .
    (81/1)





  6. #596
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5076 - ( أحذركم الدجالين الثلاث . فقال ابن مسعود : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! قد أخبرتنا عن الدجال الأعور ، وعن أكذب الكذابين ؛ فمن الثالث ؟ فقال : رجل يخرج في قوم ؛ أولهم مثبور ، وآخرهم مثبور ، عليهم اللعنة دائبة في فتنة الجارفة ، وهو الدجال الأليس ؛ يأكل عباد الله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 123 :
    $منكر بمرة$
    أخرجه الحاكم (4/ 513) عن صالح بن عمر بن شعيب قال : سمعت جدي شعيب بن عمر الأزرق قال :
    حججنا فمررنا بطريق المنكدر ، وكان
    الناس إذ ذاك يأخذون فيه ، فضللنا الطريق ، قال : فبينا نحن كذلك ؛ إذ نحن بأعرابي كأنما نبع علينا من الأرض ، فقال : يا شيخ ! تدري أين أنت ؟ قلت : لا . قال : أنت بالربائب ، وهذا التل الأبيض الذي تراه عظام بكر بن وائل وتغلب ، وهذا قبر كليب وأخيه مهلهل . قال : فدلنا على الطريق ، ثم قال : ها هنا رجل له من النبي صلي الله عليه وسلم صحبة ، هل لكم فيه ؟ قال : فقلت : نعم ، قال : فذهب بنا إلى شيخ معصوب الحاجبين بعصابة في قبة أدم . فقلنا له : من أنت ؟ قال : أنا العداء بن خالد ، فارس الصحبا (!) في الجاهلية ، قال : فقلنا له : حدثنا رحمك الله عن النبي صلي الله عليه وسلم بحديث ؟ قال : كنا عند النبي صلي الله عليه وسلم ؛ إذ قام قومة له كأنه مفزع ، ثم رجع ؛ فقال : ... فذكره . وقال :
    "قال محمد : وهو أبعد
    الناس من شيبة" . وقال الحاكم :
    "رواه الإمام ابن خزيمة ولم يضعفه" !
    وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : شعيب مجهول ، والحديث منكر بمرة" .
    قلت : أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 350) ، وقال :
    "روى عن جدته أم صالح عن عائشة ، روى عنه معلى بن أسد" .
    وكذا في "تاريخ البخاري" (2/ 2/ 224) ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    قلت : ومن العجائب أن الذهبي - مع حكمه عليه بالجهالة هنا في "التلخيص" - لم يورده في "الميزان" مطلقاً ، ولم يستدركه عليه الحافظ في "اللسان" !!
    ومثله صالح بن عمر بن شعيب لم يورداه أيضاً ، لا هما ولا اللذان قلبهما .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (7/ 334) مع اختلاف في بعض الأحرف ؛ وقال :
    "رواه الطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم" .

    (82/1)
    5077 - ( أظل الله عبداً - في ظله يوم لا ظل إلا ظله - أنظر معسراً ، أو ترك لغارم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 124 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 73) عن العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد القرشي عن أبيه عن محجن مولى عثمان عن عثمان مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً مسلسل بالعلل :
    الأولى : محجن مولى عثمان ؛ قال الذهبي :
    "قال البخاري : لم يصح حديثه" . وتبعه ابن عدي .
    قلت : وهو في عداد المجهولين ، وإن أورده ابن حبان في "الثقات" ، وقال :
    "روى عنه أهل المدينة" ! فقد تعقبه الحافظ بقوله في "التعجيل" (ص 395) :
    "قلت : الراوي عنه ضعيف ، ولم يذكروا عنه راوياً غيره" .
    الثانية : زياد القرشي ؛ قال أبو حاتم :
    "حديثه ليس بالمرضي" . قال الحافظ في "التعجيل" (ص 141-142) :
    "قلت : أظنه والد أبي المقدام هشام بن زياد ، وقد لينه البخاري . وقال العقيلي : ليس بالمرضي . وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال : ابنه ضعيف" .
    الثالثة : ابنه هشام بن زياد القرشي - وهو أبو المقدام المدني - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك" .
    الرابعة : العباس بن الفضل الأنصاري ؛ قال الحافظ :
    "متروك ، واتهمه أبو زرعة" .
    قلت : ونحوه قول أحمد - فيما رواه ابنه عبدالله - قال :
    "لم يسمع منه أبي ، ونهاني أن أكتب عن رجل عنه" .
    قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى - :
    "فالعجب لعبدالله أن يخرج حديثه في "زيادات المسند" بعد نهي أبيه" .
    قلت : لعله نسي !

    (83/1)
    5078 - ( اذهب بضعفائنا ونسائنا ؛ فليصلوا الصبح بمنى ؛ وليرموا جمرة العقبة قبل أن يصيبهم دفعة الناس ؛ قاله للعباس ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 126 :
    $منكر$
    أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 412) عن إسماعيل بن عبدالملك بن أبي الصفير عن عطاء قال : أخبرني ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال للعباس ليلة المزدلفة : ... فذكره . قال :
    فكان عطاء يفعله بعدما كبر وضعف .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته ابن أبي الصفير هذا ، أورده ابن حبان في "المجروحين" (1/ 110) ، وقال :
    "تركه ابن مهدي ، وضعفه ابن معين ، سيىء الحفظ ، رديء العزم ، يقلب ما يروي" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق كثير الوهم" .
    قلت : ومع ذلك سكت الحافظ في "الفتح" (3/ 415) على هذا الحديث مع ما فيه من الضعف الظاهر ، فدل هذا وأمثاله على أنه ينبغي أن ينظر إلى ما سكت عنه فيه بتحفظ ، ولا يبادر إلى القول بتحسينه ؛ كما اشتهر عنه ؛ أن ما سكت عليه في "الفتح" فهو حسن ؛ فتأمل !
    ومثل هذا الحديث في النكارة : ما رواه شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال :
    كنت فيمن بعث به النبي صلي الله عليه وسلم يوم النحر ، فرمينا الجمرة مع الفجر .
    أخرجه الطحاوي أيضاً .
    قلت : وشعبة هذا ؛ قال فيه الحافظ :
    "صدوق سيىء الحفظ" . وقال ابن حبان (1/ 357) :
    "يروي عن ابن عباس ما لا أصل له ، كأنه ابن عباس آخر ، قال مالك : لم يكن بثقة" .
    قلت : ومما يدل على نكارة هذين الحديثين : أن المحفوظ عن ابن عباس من طرق عنه : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لغلمان عبدالمطلب :
    "لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع
    الشمس" .
    وهو حديث صحيح ، وقد حسنه الحافظ ، وقد خرجته في "الإرواء" (1076) .
    على أن حديث الترجمة ليس صريحاً في الرمي قبل طلوع
    الشمس كما هو ظاهر ، وبنحوه أجاب عنه الطحاوي فراجعه .

    (84/1)
    5079 - ( من كذب على والديه أو علي ؛ لم يرح رائحة الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 128 :
    $منكر$
    أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 314) عن إسماعيل بن عياش : حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن محيريز عن أبيه عن أوس بن أوس رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أورده في ترجمة عبدالرحمن هذا - وهو الجمحي القرشي - ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ويظهر أنه مجهول ؛ فإن أباه عبدالله ابن محيريز - مع ثقته وفضله - لم يذكروا ابنه هذا في الرواة عنه ! وهو مكي نزل الشام وسكن بيت المقدس ؛ ولا وجدت أحداً غير البخاري ذكر عبدالرحمن هذا .
    وإسماعيل بن عياش ثقة في الشاميين ، ولعل روايته لهذا الحديث من هذا القبيل . والله أعلم .
    والحديث ؛ أخرجه ابن عساكر أيضاً في "تاريخ دمشق" (10/ 15/ 2) من الوجه المذكور بلفظ :
    "... على نبيه أو على عينيه أو على والديه ..." والباقي مثله .

    (85/1)
    5080 - ( من كذب علي ؛ وقي الشفاعة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 128 :
    $منكر$
    أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 371) من طريق معرف ابن واصل : حدثنا يعقوب بن أبي سارة عن عبدالرحمن عن أنس مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أورده في ترجمة عبدالرحمن هذا ، ولم ينسبه ؛ مما يشعر أنه مجهول .
    وفي "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 305-306) رواة آخرون بهذا الاسم ؛ لم ينسبوا ، رووا كلهم عن أنس فيهم موثق .
    ويعقوب بن أبي سارة لم أعرفه . وفي شيوخ معرف بن واصل من "التهذيب" (10/ 229) : يعقوب بن أبي نباتة ، ولم أعرفه أيضاً .

    (86/1)
    5081 - ( أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً ، لم يعطهن نبي قبلي :
    أما واحدة ؛ فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إليهم ، ومن نظر الله إليه ؛ لم يعذبه أبداً .
    وأما الثانية ؛ فإنهم يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك .
    وأما الثالثة ؛ فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم .
    وأما الرابعة ؛ فإن الله يأمر جنته : أن استعدي وتزيني لعبادي ، فيوشك أن يذهب عنهم نصب
    الدنيا وأذاها ، ويصيرون إلى رحمتي وكرامتي .
    وأما الخامسة ؛ فإذا كان آخر ليلة ؛ غفر الله لهم جميعاً .
    فقال قائل : هي ليلة القدر يا رسول الله ؟ قال : لا ، ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم ؟! ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 129 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين" (ق 70/ 1) ، وكذا عبدالخالق الشحامي في "أربعينه" (ق 31/ 2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 65/ 1) عن الهيثم بن أبي الحواري عن زيد العمي عن أبي نضرة عن جابر بن عبدالله مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زيد العمي - وهو ابن الحواري أبو الحواري ، العمي - ضعيف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" . وقال ابن عدي :
    "عامة ما يرويه ضعيف ، على أن شعبة قد روى عنه ، ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه" . واتهمه ابن حبان ، فقال :
    "يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها ، حتى يسبق إلى
    القلب أنه المتعمد لها ، وكان يحيى يمرض القول فيه ، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ، ولا أكتبه إلا للاعتبار" .
    قلت : والهيثم بن أبي الحواري ؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي .
    والحديث ؛ قال المنذري (2/ 65-66) :
    "رواه البيهقي ، وإسناده مقارب ، أصلح مما قبله" !
    قلت : ويشير إلى ما ذكره من رواية أحمد ، والبزار ، والبيهقي ، وأبي الشيخ في "كتاب الثواب" عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه ؛ ولم يذكر الخصلة الأولى ، وذكر بديلها :
    "وتصفد فيه مردة الشياطين ، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره" .
    قلت : وأشار المنذري إلى تضعيفه بتصديره إياه بقوله : "روي" .
    وعلته : أنه من رواية هشام بن أبي هشام عن محمد بن الأسود عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة .
    هكذا أخرجه أحمد (2/ 292) ، والبزار (963 - كشف) ، وكذا ابن نصر في "قيام الليل" (ص 187 - هند - المكتبة الأثرية) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 142) ، والباطرقاني في "أماليه" (رقم 8 - نسختي) ، وأبو نعيم في "حديث محمد بن يونس الكديمي" (ق 27/ 1) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (4/ 176) ، والدينوري كما في "المنتقى من المجالسة" (ق 260/ 1-2) ، وابن عساكر في "فضل رمضان" (ق 3/ 1) ، وأبو اليمن ابن عساكر في "أحاديث رمضان" (ق 37/ 1) .
    وكتب الحافظ محمد بن عبدالله بن المحب على هامش "فضل رمضان" :
    "هو في تاسع "أمالي زرقويه" ، والثالث من "مسند الحارث بن أبي أسامة" ..." .
    قلت : هو في "زوائده" (ق 40/ 1) .
    وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته هشام هذا - وهو ابن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام - ضعفوه ، واتهمه ابن حبان ، وقال الحافظ :
    "متروك" .
    ومحمد بن الأسود : هو محمد بن محمد بن الأسود ؛ كذلك وقع عند بعض مخرجي الحديث ، وهو من بني زهرة ، وأمه من ولد سعد ، قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 87) :
    "روى عن خاله عامر بن سعد ، روى عنه عبدالله بن عون" .
    قلت : فهو عندي مجهول . وقال الحافظ :
    "مستور" .

    (87/1)
    5082 - ( أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلي الله عليه وسلم : ما مر بالمؤمنين شهر خير لهم منه ، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه ، إن الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يدخله ، ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله ، وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة للعبادة من النفقة ، ويعد المنافق اتباع غفلة الناس واتباع عوراتهم ، فهو غنم للمؤمن ، يغتنمه الفاجر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 132 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1884) ، وأحمد (2/ 330،374،524) ، عن كثير بن زيد : حدثني عمرو بن تميم عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال ابن خزيمة :
    "عمرو بن تميم ؛ هذا يقال له : مولى بني رمانة ، مدني" !
    قلت : كذا وقع : "رمانة" بالراء المهملة . وفي "تاريخ البخاري" (3/ 2/ 318) : "زمانة" ، وكذا في "التعجيل" (ص 305) نقلاً عن البخاري . وقال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 222) :
    "مولى بني مازن" .
    ولعل الصواب ما في "التاريخ" ؛ وإليه جنح الحافظ .
    ثم إن
    الرجل مجهول ، ونقل الذهبي عن البخاري أنه قال :
    "في حديثه نظر" . وفي نقل "التعجيل" عنه :
    "فيه نظر" .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !
    وأما أبوه تميم ؛ فلم أجد له ترجمة . نعم ؛ في "التعجيل" :
    "تميم بن يزيد مولى بني زمعة عن رجل ، له صحبة . وعنه عثمان بن حكيم . مجهول . قلت : أخرج له ابن خزيمة في "صحيحه" حديثاً في فضل رمضان ..." .
    قلت : تميم بن يزيد ؛ أورده البخاري ، ثم ابن أبي حاتم ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً . وأستبعد أن يكون هو والد عمرو هذا ؛ لأنهما قد ترجما لعمرو ، فلو كان هو ؛ لذكرا أنه روى عنه ابنه عمرو أيضاً . والله أعلم .
    وفي "اللسان" :
    "تميم بن عويم الهذلي . روى محمد بن سليمان بن مشمول عن عمرو بن تميم ابن عويم عن أبيه عن جده ... (فذكر حديثاً) قال شيخ شيخنا العلائي : لا أعرف عمراً ولا تميماً ... ومحمد بن سليمان ضعفوه . انتهى .
    وفي الرواة : عمرو بن تميم مدني ؛ روى عن أبيه عن أبي هريرة . روى عنه كثير ابن زيد ؛ فإن يكن هو ؛ فقد ارتفعت جهالة عينه" .
    والحديث ؛ أورده الهيثمي (3/ 140-141) باختصار من أوله ، ثم قال :
    "رواه أحمد ، والطبراني في "الأوسط" عن تميم مولى ابن (كذا) رمانة ، ولم أجد من ترجمه" !

    (88/1)
    5083 - ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 134 :
    $شاذ بزيادة : "وما تأخر"$
    أخرجه النسائي في "الكبرى" (ق 73/ 2 - مخطوطة الظاهرية) : أخبرنا محمد بن عبدالله بن يزيد قال : حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم به .
    قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير ابن يزيد هذا - وهو القرشي العدوي مولى آل عمر بن أبي عبدالرحمن المقرىء المكي - ، وهو ثقة بلا خلاف نعلمه ؛ وإنما حكمت على هذه الزيادة بالشذوذ للأسباب الآتية :
    أولاً : مخالفة ابن يزيد لكل من روى الحديث من الثقات الحفاظ المشهورين عن سفيان - وهو ابن عيينة - ؛ فإن أحداً منهم لم يأت بها عنه ، وهم جمع :
    1- الإمام أحمد ؛ فإنه في "المسند" (2/ 341) : حدثنا سفيان عن الزهري به دون الزيادة . وقال : سمعته أربع مرات من سفيان ، وقال مرة :
    "من صام رمضان" .
    قلت : يعني : مكان : "من قام رمضان" ؛ وهي رواية كثيرين ممن يأتي ذكره .
    2- الإمام الشافعي ؛ قال (رقم 664 - ترتيبه) : حدثنا سفيان بن عيينة به دون الشطر الثاني . ومن طريق الشافعي : أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 121) .
    3- الإمام الحميدي ؛ فقال في "مسنده" (950،1007) : حدثنا سفيان به .
    4- علي بن المديني ؛ فقال البخاري (1/ 500) : حدثني علي بن عبدالله قال : حدثنا سفيان قال : حفظناه - وأيما حفظ - من الزهري به .
    5-6- مخلد بن خالد ، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف ؛ أخرجه عنهما أبو داود ؛ فقال (1372) : حدثنا مخلد بن خالد وابن أبي خلف قالا : حدثنا سفيان بخ .
    7- عمرو بن علي الفلاس الحافظ ؛ فقال ابن خزيمة في "صحيحه" (1894) : حدثنا عمرو بن علي : أخبرنا سفيان به دون الشطر الثاني . لكنه أخرج هذا القدر بالإسناد نفسه في مكان آخر برقم (2202) .
    8- إسحاق بن راهويه الإمام ؛ قال ابن نصر في "قيام الليل" (ص 181 - الأثرية) : حدثنا إسحاق : أخبرنا سفيان به دون الشطر الأول . وقد أخرجه بتمامه من طريق يحيى عن أبي سلمة ؛ كما يأتي .
    وأخرجه النسائي في "الصغرى" (1/ 308) و "الكبرى" (ق 73/ 2) عن إسحاق أيضاً بالشطر الأول دون الثاني .
    9- قتيبة بن سعيد ؛ فقال النسائي في "الكبرى" : أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا سفيان به ؛ إلا أنه قال : "من صام ومضان ..." ، وهكذا هو في "الصغرى" ؛ لكن ليس فيه الشطر الثاني ، وقال فيه : أخبرنا قتيبة ومحمد بن عبدالله بن يزيد قالا : حدثنا سفيان به ؛ إلا أنه قال :
    "من صام رمضان - وفي حديث قتيبة : من قام شهر رمضان - ..." والباقي مثله سواء .
    وإني لألاحظ فرقاً واختلافاً بيناً بين رواية قتيبة في "الكبرى" و "الصغرى" وبين روايته في "الصغرى" المقرونة مع رواية ابن يزيد ؛ ففي هذه التصريح بأن لفظ حديث قتيبة : "من قام شهر رمضان" ، وفي تلك أنه قال : "من صام رمضان" !
    والصواب عندي من هذا الاختلاف هو أن لفظ قتيبة : "من صام ..." لاتفاق "الصغرى" و "الكبرى" عليه من جهة ، ولأن رواية ابن يزيد قد أفردها في "الكبرى" ، وهي بلفظ : "من قام ..." من جهة أخرى ، وهو لفظ حديث الترجمة ، وإنما سبب هذا الوهم أنه جمع رواية ابن قتيبة وابن يزيد في "الصغرى" في سياق واحد ، وأراد أن يبين الفرق بين لفظيهما ؛ وهم ، فأعطى لفظ هذا لهذا ، وبالعكس .
    لكن ؛ يشكل على هذا : أن ابن الجارود أخرجه أيضاً في "المنتقى" (404) عن ابن يزيد المقرىء بلفظ قتيبة بن سعيد فقال : حدثنا ابن المقرىء قال : حدثنا سفيان بلفظ : "من صام رمضان ..." الحديث بتمامه !
    فلعل ابن يزيد لم يضبط هذا اللفظ ، فكان يرويه تارة هكذا ، وتارة هكذا ، أو أن كلاً من اللفظين صحيح ، فكان يروي هذا تارة ، وهذا تارة . والله أعلم .
    وهنا مشكلة أخرى ، وهي أن الحافظ المنذري قال في "الترغيب" (2/ 64) - بعد أن عزا الحديث للشيخين وغيرهما ، ومنهم النسائي - قال :
    "قال النسائي : وفي حديث قتيبة : "وما تأخر" ..." !
    فأقول : ليست هذه الزيادة في "صغرى النسائي" مطلقاً ، لا عن قتيبة ولا عن غيره ! نعم ؛ هي في "كبراه" ، مضروباً عليها في حديث قتيبة ، ومثبتة في رواية ابن يزيد المقرىء كما تراه في حديث الترجمة ؛ ولكن فيها فوقها إشارة التضبيب (صـ) ؛ وهي تعني - في الاصطلاح - أن الكلمة ثابتة في رواية الكتاب ، وأن فيها شيئاً من الفساد لفظاً أو معنى . قال السيوطي في "التدريب" (ص 299) :
    "فيشار بذلك إلى الخلل الحاصل ، وأن الرواية ثابتة به ؛ لاحتمال أن يأتي من يظهر له فيه وجه صحيح" .
    والذي يظهر لي : أن المقصود بها هنا الإشارة إلى شذوذ هذه الزيادة ؛ لعدم ورودها في رواية أولئك الحفاظ الذين ذكرناهم ، وقد يتيسر لنا الوقوف على غيرهم فيما بعد .

    (89/1)
    ولا فرق عندي في ذلك بين أن تكون الزيادة من قتيبة بن سعيد كما ذكر المنذري وغيره كما يأتي ، أو من محمد بن عبدالله بن يزيد المقرىء ؛ فإن الخطأ ليس لازماً لأحدهما دون الآخر ، أو دون غيرهما ؛ فقد قال المنذري بعد كلامه السابق :
    "انفرد بهذه الزيادة قتيبة بن سعيد عن سفيان ، وهو ثقة ثبت ، وإسناده على شرط (الصحيح)" !
    وقد أشار الحافظ إلى الرد عليه في دعواه التفرد ؛ فقال - بعد أن ذكر الزيادة من رواية النسائي عن قتيبة - (4/ 99) :
    "وتابعه حامد بن يحيى عن سفيان . أخرجه ابن عبدالبر في "التمهيد" واستنكره ؛ وليس بمنكر ؛ فقد تابعه قتيبة كما ترى ، وهشام بن عمار ؛ وهو في الجزء الثاني عشر من "فوائده" ، والحسين بن الحسن المروزي ؛ أخرجه في "كتاب الصيام" له ، ويوسف بن يعقوب النجاحي ؛ أخرجه أبو بكر بن المقرىء في "فوائده" ؛ كلهم عن سفيان . والمشهور عن الزهري بدونها" .
    قلت : الذين لم يذكروها عن سفيان أكثر عدداً ، وأقوى ضبطاً وحفظاً ، فلا جرم أن أعرض عن إخراجها الشيخان وغيرهما ممن ألف في "الصحيح" ؛ فهذا وحده يكفي لعدم اطمئنان النفس لثبوتها عن سفيان ؛ فضلاً عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فكيف إذا انضم إلى ذلك الأسباب الآتية :
    ثانياً : لقد تابع سفيان في الشطر الأول جماعة من الثقات الحفاظ في روايته عن الزهري ، فلم يأت أحد منهم عنه بهذه الزيادة ، وإليك ذكر من وقفنا عليه منهم :
    1- مالك عن ابن شهاب به دون الزيادة .
    أخرجه في "الموطأ" (1/ 113/ 2) ، وعنه أبو داود (1371) ، والنسائي في "الصغرى" (1/ 308) ، و"الكبرى" (ق 73/ 2) ، وعبدالرزاق في "المصنف" (4/ 258/ 7719) .
    2- معمر بن راشد الأزدي عن الزهري به دونها .
    أخرجه عبدالرزاق (7719) ، وعنه مسلم (2/ 177) ، والنسائي في "كتابيه" ، وكذا أبو داود (1371) ، والترمذي (1/ 154) - وقال : "حسن صحيح" - ، وأحمد (2/ 281) ؛ كلهم عن عبدالرزاق .
    وتابعه عبدالأعلى عند أحمد .
    3- عقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب به .
    أخرجه البخاري (1/ 499 - أوربا) .
    4- يونس الأيلي عن ابن شهاب به .
    أخرجه النسائي في "كتابيه" .
    5- صالح بن كيسان عن ابن شهاب به .
    أخرجه أيضاً في "كتابيه" .
    6- شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به .
    أخرجه أيضاً فيهما .
    7- محمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب عن ابن شهاب به .
    أخرجه الإمام أحمد (2/ 289) .
    8- سليمان بن كثير عن الزهري به .
    علقه البخاري ، ووصله الذهلي في "الزهريات" .
    9- الأوزاعي عن الزهري به .
    أخرجه النسائي في "الكبرى" (ق 74/ 1) .
    قلت : فهؤلاء تسعة من الثقات الحفاظ لم يأت أحد منهم بتلك الزيادة ، فدل على شذوذ من خالفهم بذكرها ، وقد وافقهم سفيان بن عيينة في رواية الثمانية الأولين من الثقات الحفاظ ، فالأخذ بروايته الموافقة لهؤلاء التسعة أولى من الأخذ برواية من شذ عنهم . ويزداد هذا الترجيح قوة بالسبب الآتي :
    ثالثاً : لقد تابع الزهري عن أبي سلمة ثلاثة من الثقات ، كلهم لم يذكروا الزيادة - إلا أحدهم فقد اختلف عليه فيها ، والمحفوظ عنه عدم ذكرها - وهم :
    1- يحيى بن أبي كثير قال : حدثنا أبو سلمة به .
    أخرجه البخاري (1/ 17،474) ، ومسلم (2/ 177) ، والنسائي في "الكبرى" (73/ 1،74/ 1) ، والدارمي (2/ 26) ، والطيالسي (2360) ، وأحمد (2/ 408،423) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 152) والبيهقي (4/ 306) .
    2- يحيى بن سعيد عن أبي سلمة به .
    أخرجه النسائي (1/ 308) ، وابن ماجه (1641) ، وأحمد (2/ 232،473) .
    3- محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة به .
    أخرجه ابن ماجه (1326) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 121) ، وأحمد (2/ 503) من طرق عنه .
    وخالفهم حماد بن سلمة فقال : أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم - قال حماد وثابت عن الحسن عن النبي صلي الله عليه وسلم - قال : ... فذكر الشطر الأول منه بلفظ : "من صام .." ، وزاد : ".. وما تأخر" !
    أخرجه أحمد (2/ 385) .
    قلت : وهذه زيادة شاذة بل منكرة ؛ لمخالفة حماد لرواية الجماعة عن محمد بن عمرو ، ولكل من روى الحديث في كل الطبقات مما سبق ويأتي ، لا سيما وحماد ابن سلمة فيه كلام في روايته عن غير ثابت . وروايته عنه هنا مرسلة ؛ لأنه رواها عن الحسن - وهو البصري - ؛ فلا تقوم بها حجة ؛ لاسيما مع المخالفة .
    قلت : فلحماد بن سلمة فيه إسنادان :
    أ- عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً .
    ب- عن ثابت عن الحسن مرسلاً . وهكذا ذكره في "الفتح" (4/ 218) .
    هذه هي
    الحقيقة ؛ خلافاً لقول المنذري - عقب كلامه السابق - :
    "ورواه أحمد بالزيادة بعد ذكر الصوم بإسناد حسن ؛ إلا أن حماداً شك في وصله أو إرساله" !
    قلت : فلم يشك حماد ، وإنما انتقل من إسناد موصول إلى إسناد آخر مرسل . أقول هذا بياناً للحقيقة ، وإن كان لا حجة في شيء من ذلك ؛ لما ذكرته قريباً .

    (89/2)
    ومنه ؛ تعلم أن تحسين المنذري لإسناده - وإن تبعه عليه الحافظ العراقي في "التقريب - بشرحه طرح التثريب" (4/ 160) ، وسكت عليه الحافظ في "الفتح" - ؛ كل ذلك ليس بحسن ؛ لأنهم نظروا إلى الإسناد نظرة مجردة عن النظر في الأسانيد الأخرى التي بها يمكن الكشف عن العلل ؛ لا سيما ما كان منها خفياً ، كما فعلنا هنا . والله الموفق .
    رابعاً : أن أبا سلمة بن عبدالرحمن قد تابعه جماعة أيضاً على روايته عن أبي هريرة بدون الزيادة ؛ وهم :
    1- حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة ... بالشطر الأول منه .
    أخرجه البخاري (1/ 17،499) ، ومسلم (2/ 176) ، والنسائي في "كتابيه" ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2203) ، وعبدالرزاق في "مصنفه" (7720) ، وابن نصر (ص 151) ، وأحمد (2/ 486) ؛ كلهم عن مالك عن ابن شهاب عنه .
    2- الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه بالشطر الثاني دون الزيادة .
    أخرجه مسلم (2/ 177) ، والنسائي في "الكبرى" ، والبيهقي (4/ 307) - وعزاه للبخاري أيضاً ! ولم أره فيه ، ولا عزاه إليه الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (4/ 161) ، ومن قبله المنذري في "الترغيب" (2/ 72) - .
    3- إسحاق بن عبدالله مولى زائدة قال :
    لقي أبو هريرة كعب الأحبار فقال : كيف تجدون رمضان في كتاب الله ؟ قال كعب : بل كيف سمعت صاحبك يقول فيه ؟ قال : سمعته يقول فيه : ... فذكر الشطر الأول منه دون الزيادة .
    أخرجه الطحاوي في "المشكل" (2/ 120-121) ، وإسناده حسن .
    خامساً : أن أبا هريرة رضي الله عنه قد تابعه جمع من الصحابة بدون الزيادة أيضاً ، وهم :
    1- عائشة رضي الله عنها مرفوعاً بالشطرين .
    أخرجه النسائي في "كتابيه" من طريقين عن الزهري : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته بالشطر الأول ، ومن أحدهما بالشطر الآخر .
    وإسناده صحيح .
    2- عبدالرحمن بن عوف مرفوعاً بهما نحوه .
    أخرجه النسائي ، وابن نصر (ص 151) ، وابن ماجه (1328) ، والطيالسي (224) ، وأحمد (1/ 191،194-195) من طريق النضر بن شيبان قال : لقيت أبا سلمة بن عبدالرحمن فقلت : حدثني بحديث سمعته من أبيك يذكره في شهر رمضان . قال : نعم : حدثني أبي ... وقال النسائي :
    "هذا خطأ ، والصواب : أبو سلمة عن أبي هريرة" .
    قلت : ورجاله ثقات ؛ غير النضر هذا ؛ فإنه لين الحديث ، وقد صرح بسماع أبي سلمة من أبيه ، وذلك مما اتفقوا - أو كادوا - على نفيه ؛ فقال أحمد وابن المديني وجماعة :
    "حديثه عن أبيه مرسل" .
    قلت : وقد خالفه يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة عن عبدالرحمن بن عوف به .
    أخرجه الطحاوي ؛ وقال :
    "هكذا روى هذا الحديث : مالك بن أنس ويونس عن الزهري ، وأما ابن عيينة فرواه عن الزهري بخلاف ذلك" .
    ثم ساقه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، كما تقدم من طرق كثيرة ؛ منها : مالك ويونس .
    فالظاهر أنه روي عن مالك كرواية يونس هذه ، وأنا لا أستبعد أن تكون هاتان الروايتان ثابتتين عن الزهري ، فقد لاحظت - فيما تقدم - أن له أسانيد عدة في هذا الحديث ؛ ألخصها لك الآن :
    أ- عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
    ب- عن حميد بن عبدالرحمن عنه .
    ج- عن عروة عن عائشة .
    د- عن أبي سلمة أيضاً عن أبيه عبدالرحمن بن عوف .
    مثل هذه الأسانيد في الحديث الواحد للزهري تحتمل منه ؛ نظراً لحفظه وإتقانه ، إذا كان الراوي عنه ثقة حافظاً .
    3- أبو سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
    "من صام رمضان ، وعرف حدوده ، وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ ؛ كفر ما قبله" .
    أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (879 - موارد) ، والبيهقي في "السنن" (4/ 304) ، وأحمد (3/ 55) ، وأبو يعلى (1058) ، والخطيب في "التاريخ" (8/ 392) من طريق عبدالله بن قريط عن عطاء بن يسار عنه .
    وابن قريط هذا ؛ فيه جهالة ؛ كما بينته في "التعليق الرغيب" (2/ 65) .
    وسائر رجاله ثقات .
    4- عبادة بن الصامت مرفوعاً بالشطر الثاني دون الزيادة .
    أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 182) : حدثنا إسحاق : أخبرنا بقية ابن الوليد : حدثني بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت .
    قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ، وإسحاق : هو ابن راهويه الإمام .
    لكن خالفه من هو مثله في الحفظ والضبط ، فقال أحمد (5/ 324) : حدثنا حيوة بن شريح : حدثنا بقية ... به ، فزاد في آخره :
    "وما تأخر" . وقال ابن كثير في "التفسير" (4/ 531) :
    "إسناده حسن" !
    قلت : كلا ؛ فإنه منقطع ؛ قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
    "لم يصح سماع خالد من عبادة بن الصامت" .
    ولعل الإمام أحمد رحمه الله قد أشار إلى هذا ؛ بإيراده الحديث عقب حديث آخر من طريق حيوة بن شريح وغيره بسنده المذكور ، لكنه قال : عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت ؛ فبين خالد وعبادة شخصان !

    (89/3)
    وللحديث طريق أخرى ، وقد وقع فيها من الاختلاف ما وقع في الأولى ، فأخرجه أحمد (5/ 324) من طريق عبيدالله بن عمرو عن عبدالله بن محمد ابن عقيل عن عمر بن عبدالرحمن عن عبادة بن الصامت به دون الزيادة .
    ثم أخرجه (5/ 318) من طريق سعيد بن سلمة - يعني : ابن أبي الحسام - و (5/ 321) من طريق زهير بن محمد ؛ كلاهما عن عبدالله بن محمد بن عقيل بها .
    وابن سلمة وزهير - وإن كان فيهما كلام - ؛ فإن مما لا شك فيه أن أحدهما يشد من عضد الآخر ؛ فالنفس تطمئن للأخذ بما زادا على عبيدالله بن عمرو - وهو الرقي الثقة - .
    ولكن ابن عقيل نفسه فيه ضعف من قبل حفظه ، فالظاهر أن هذا الاختلاف منه ، فهو الذي كان يذكر هذه الزيادة تارة ، ولا يذكرها أخرى ، وكل من أولئك الثلاثة حدث بما سمع منه ، وفي هذه الحالة لا يحتج به ؛ لاضطرابه في هذه الزيادة ، ولمخالفته بها جميع روايات الحديث المحفوظة على ما سبق بيانه مفصلاً .
    على أن شيخه عمر بن عبدالرحمن غير معروف ؛ فقد أورده البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 171) ، وابن أبي حاتم (3/ 1/ 120) برواية ابن عقيل هذه عنه عن عبادة ؛ ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وجملة القول : أن حديث عبادة هذا ليس له إسناد ثابت ، فالأول منقطع ، والآخر فيه ذاك المجهول . وقد غفل عن هذه
    الحقيقة الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (4/ 163) ؛ حين وقف عند ابن عقيل قائلاً :
    "وحديثه حسن" ! دون أن ينظر إلى ما بيناه من الانقطاع والجهالة . ومثل ذلك صنيع الهيثمي (3/ 185) ، ونحوه قول الحافظ ابن حجر (4/ 99) :
    "حديث عبادة عند الإمام أحمد من وجهين ، وإسناده حسن" !
    ومثل هذه الأقوال من هؤلاء الأئمة كان حملني برهة من الزمن على تحسين هذه الزيادة في حديث عبادة ، وتصحيحها في حديث أبي هريرة ، ورمزت بذلك لها على نسختي من "الترغيب" التي كنت أدرس منها على الإخوان ما كان من الأحاديث الثابتة ، والآن - وقد يسر الله لي جمع طرق الحديث وسردها على وجه يكشف لكل طالب علم بصير أن الزيادة المذكورة لا تصح بوجه من الوجوه - ؛ فقد رجعت عن الرمز المذكور إلى التضعيف . والله ولي التوفيق ، هو حسبي ، عليه توكلت ، وإليه أنيب !

    (89/4)
    5084 - ( من زوج كريمته من فاسق ؛ فقد قطع رحمها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 147 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 233) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 260) من طريق الحسن بن محمد البلخي عن حميد عن أنس مرفوعاً . وقالا :
    "حديث باطل ، وإنما هو من كلام الشعبي ، والبلخي يروي عن الثقات الأشياء الموضوعة والأحاديث المقلوبة ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه بحال" .
    وكذا قال الذهبي ، وتبعه السيوطي في "اللآلي" (2/ 163) .
    وقد مضى له حديث آخر برقم (830) ، ويأتي له ثالث بعده .

    (90/1)
    5085 - ( إذا حملت المرأة ؛ فلها أجر الصائم القائم القانت المخبت المجاهد في سبيل الله عز وجل ، فإذا ضربها الطلق ؛ فلا يدري أحد من الخلائق ما لها من الأجر ، فإذا وضعت ؛ فلها بكل وضعة عتق نسمة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 147 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 233) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 274) من طريق ابن عدي ، وهذا في "كامله" (ق 90/ 1) ؛ كلاهما عن الحسن بن محمد البلخي : حدثنا عوف الأعرابي عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال ابن حبان :
    "هذا الحديث لا أصل له" ؛ واتهم به البلخي هذا وسبق كلامه فيه آنفاً . وقال ابن عدي :
    "هذا منكر ، والحسن ليس بمعروف ، منكر الحديث عن الثقات" .
    ولم يتكلم السيوطي في "اللآلي" (2/ 175) على الحديث بشيء ، فلا أدري ؛ أسقط كلامه عليه من
    الناسخ ، أم أنه أقر ابن الجوزي على وضعه ؟ والأول هو الأقرب عندي . والله أعلم .

    (91/1)





  7. #597
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5086 - ( كان يصوم شعبان كله . قالت عائشة : يا رسول الله ! أحب الشهور إليك أن تصوم شعبان ؟ قال :
    إن الله يكتب على كل نفس منيته تلك السنة ، فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 148 :
    $منكر$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1201) : حدثنا سويد بن سعيد : أخبرنا مسلم بن خالد بن طريف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عائشة حدثتهم : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ...
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : مسلم بن خالد - وهو الزنجي - ؛ كما جزم به الهيثمي (3/ 192) ، وقال :
    "وفيه كلام ، وقد وثق" .
    قلت : ساق له الذهبي أحاديث أنكرت عليه في "الميزان" ، وختم ترجمته بقوله :
    "فهذه الأحاديث وأمثالها يرد بها قوة
    الرجل ويضعف" .
    فلا جرم قال فيه الإمام البخاري في "تاريخه" (4/ 1/ 260) :
    "منكر الحديث" .
    والأخرى : سويد بن سعيد ؛ قال الحافظ :
    "صدوق في نفسه ؛ إلا أنه عمي ، فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول" .
    ومع هذا كله ؛ حسن إسناده المنذري ، فقال (2/ 79) :
    "رواه أبو يعلى ، وهو غريب ، وإسناده حسن" !
    وسكت عنه الحافظ في "الفتح" (4/ 187) !
    (تنبيه) : "ابن طريف" ، هكذا وقع في "المسند" ! وفي "تهذيب التهذيب" :
    "مسلم بن خالد بن فروة ، ويقال : ابن المخزومي " كذا في الأصل بياض قدر كلمة ، فلعل الأصل : "طريف" . لكن قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 183) :
    "وهو ابن خالد بن سعيد بن جرجة ..." ! فالله أعلم .
    وقد وجدت للحديث طريقاً أخرى ، ولكنها لا تساوي شيئاً ؛ يرويه إسماعيل ابن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت قال : حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به .
    أخرجه المحاملي في "الثاني من الأمالي" (ق 201/ 2) .
    وإسماعيل هذا ضعيف جداً ؛ قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني :
    "منكر الحديث" .
    لكن الجملة الأولى من حديث الترجمة صحيحة من حديث يحيى بن أبي كثير : حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن : حدثتني عائشة قالت :
    ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم من أشهر السنة أكثر من صيامه من شعبان ، كان يصومه كله .
    أخرجه ابن خزيمة (2078) ، وأحمد (6/ 84،128،189،233،249) من طرق عن يحيى به .
    وأخرجه البخاري (3/ 186 - فتح) ؛ لكن دون قوله : كان يصومه كله . وكذا رواه مسلم (3/ 161) .
    قلت : وهي زيادة محفوظة عن يحيى . وقد تابعه محمد بن عمرو : حدثنا أبو سلمة به بلفظ :
    كان يصوم شعبان إلا قليلاً ، بل كان يصومه كله .
    أخرجه أحمد (6/ 143،165) .
    ويشهد لها رواية عبدالله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول :
    كان أحب الشهور إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يصومه : شعبان ، ثم يصله برمضان .
    أخرجه ابن خزيمة (2077) ، وأحمد (6/ 188) ، وغيرهما بإسناد صحيح .
    (تنبيه) : عزا الزيادة المذكورة : المنذري في "الترغيب" (2/ 80) لرواية البخاري ومسلم ! وذلك من أوهامه رحمه الله .
    ويقابله أن الحافظ لما ذكرها في "الفتح" ؛ لم يخرجها مطلقاً ! وتبعه على ذلك البدر العيني في "عمدة القاري" (5/ 311) !

    (92/1)
    5087 - ( من قال : الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته ، والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته ، والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه ، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته ؛ فقالها يطلب بها ما عنده ؛ كتب الله له بها ألف حسنة ، ورفع له بها ألف درجة ، ووكل به سبعين ألف ملك ، يستغفرون له إلى يوم القيامة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 151 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 206/ 1) عن يحيى بن عبدالله البابلتي : أخبرنا أيوب بن نهيك قال : سمعت مجاهداً يقول : سمعت ابن عمر يقول : ... فذكره مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : أيوب بن نهيك ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 259) :
    "سمعت أبي يقول : هو ضعيف الحديث . وسمعت أبا زرعة يقول : لا أحدث عنه ؛ ولم يقرأ علينا حديثه ، وقال : هو منكر الحديث" . وقال الأزدي :
    "متروك" .
    وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" ؛ ولكنه قال :
    "يخطىء" ! قال الحافظ في "اللسان" :
    "ومن مناكيره عن مجاهد ..." فساق هذا الحديث من رواية ابن عساكر في "تاريخه" ! وفاته أنه في "المعجم" ، ثم قال :
    "ويحيى ضعيف ؛ لكنه لا يحتمل هذا" .
    قلت : يشير إلى أن ابن نهيك أشد ضعفاً من يحيى البابلتي ؛ وهذا من رجال "التهذيب" ؛ وجزم الحافظ بضعفه في "التقريب" . وأما الذهبي فقال في "المغني" :
    "تركوه" .
    وهو العلة الثانية .

    (93/1)
    5088 - ( من صام يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة ، ثم تصدق يوم الجمعة بما قل من ماله أو كثر ؛ غفر له كل ذنب عمله ، حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 152 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 197/ 1) : حدثنا أبو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني : أخبرنا يحيى بن عبدالله البابلتي : أخبرنا أيوب بن نهيك قال : سمعت محمد بن قيس المدني أبا حازم يقول : سمعت ابن عمر يقول : ... فذكره مرفوعاً .
    وأخرجه الحافظ عبدالغني المقدسي في جزء له عنوانه "الجزء الثالث والسبعون" (ق 1/ 2 - بخطه) من طريق أخرى عن أبي شعيب عبدالله بن الحسن الحراني به ؛ إلا أنه قال : ... سمعت محمد بن قيس المدني : حدثنا أبو حازم قال : سمعت ابن عمر ...
    قلت : فهذا خلاف ما في "الطبراني" ، وليس هو خطأ من
    الناسخ ، بل هكذا الرواية عنده ، وقد أشار إلى ذلك الناسخ بكتبه لفظة : "صح" بين : "المدني" و : "أبا حازم" . ويؤكده أن الطبراني ساق عقبه ثلاثة أحاديث أخرى بإسناده المذكور بلفظ : ... سمعت محمد بن قيس المدني يقول : سمعت ابن عمر يقول ... فأسقط منه : "أبا حازم" .
    ولم نجد في الرواة من يسمى محمد بن قيس المدني أبا حازم ، سمع ابن عمر ! ولذلك ؛ قال الهيثمي (3/ 199) :
    "رواه الطبراني ، وفيه محمد بن قيس المدني أبو حازم ؛ ولم أجد من ترجمه" !
    قلت : وأنا أظن أن الصواب رواية المقدسي : سمعت محمد بن قيس المدني : حدثنا أبو حازم قال : سمعت ابن عمر ...
    فإن محمد بن قيس المدني معروف من أتباع التابعين ، وهو قاص عمر بن عبدالعزيز ؛ وهو ثقة من رجال مسلم .
    وأبو حازم - من هذه الطبقة - جماعة ، والذي يروي منهم عن ابن عمر - سماعاً - : سلمان الأشجعي الكوفي ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
    وقد يتبادر إلى الذهن أنه سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المدني القاص ؛ مولى الأسود بن سفيان المخزومي ، وله رواية عن ابن عمر ! ولكنهم صرحوا أنه لم يسمع منه ، وهنا قد صرح بالسماع منه ، فليس به .
    فإن قيل : فهذا الاختلاف بين رواية الطبراني ورواية المقدسي في تابعي الحديث ؛ ممن هو ؟
    قلت : لا يتعدى ذلك أيوب بن نهيك أو البابلتي .
    لكن من المحتمل أن يكون من أبي شعيب الحراني ؛ فإنه - مع كونه ثقة ، وله ترجمة حسنة في "تاريخ بغداد" (9/ 435) - ؛ فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ وقال :
    "يخطىء ويهم" .
    قلت : فمن المحتمل أن يكون هو الذي اضطرب في إسناده ، فرواه مرة هكذا ، ومرة هكذا . والله أعلم .
    وجملة القول : أن آفة هذا الحديث ؛ إنما هو أيوب بن نهيك ، وقد عرفت حاله من الحديث الذي قبله .
    ثم رأيت الحديث قد روي عنه على وجه آخر من طريق عبدالله بن واقد قال : حدثني أيوب بن نهيك - مولى سعد بن أبي وقاص - عن عطاء عن ابن عمر به .
    أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 295) وقال :
    "عبدالله بن واقد غير قوي ، وثقه بعض الحفاظ ، وضعفه بعضهم . ورواه يحيى البابلتي عن أيوب بن نهيك عن محمد بن قيس عن أبي حازم عن ابن عمر . والبابلتي ضعيف . وروي في صوم الأربعاء والخميس والجمعة من أوجه أخر أضعف من هذا عن أنس" .
    قلت : حديث أنس سيأتي - بإذن الله تعالى - برقم (5193،5194) .

    (94/1)
    5089 - ( من مثل بذي روح ثم لم يتب ؛ مثل الله به يوم القيامة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 155 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (2/ 92،115) من ثلاث طرق عن شريك عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أن (وفي الطريقين : أراه) ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير شريك بن عبدالله القاضي ؛ فإنه وإن كان من رجال مسلم ؛ فإنه لم يحتج به ، وإنما روى له متابعة ؛ كما نص عليه الحافظ الذهبي في آخر ترجمته من "الميزان" ، ومن قبله الحافظ المنذري في آخر كتابه "الترغيب" وحكى اختلاف
    العلماء فيه . ولخص أقوالهم الحافظ ابن حجر في "التقريب" ، فقال :
    "صدوق يخطىء كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة" .
    ومن ذلك ؛ تعلم تساهل المنذري - في تخريجه الحديث - بقوله (2/ 6) :
    "رواه أحمد ؛ ورواته ثقات مشهورون" ! ونحوه قول الهيثمي (3/ 32) - وتبعه الشيخ الساعاتي في "الفتح الرباني" (16/ 29) - :
    "رواه أحمد ، ورجاله ثقات" !
    والمحفوظ عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
    "لعن الله من مثل بالحيوان" .
    أخرجه الشيخان ، وأحمد (2/ 13،43،60،86،103،141) ، وغيرهم .

    (95/1)
    5090 - ( العمرتان تكفران ما بينهما ، والحج المبرور ليس له ثواب - أو قال : جزاء - إلا الجنة ، وما سبح الحاج من تسبيحة ، ولا هلل من تهليلة ، ولا كبر من تكبيرة ؛ إلا بشر بها تبشيرة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 156 :
    $منكر بالشطر الثاني$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (ق 134/ 1) عن أبي مروان عبدالملك بن محمد القاضي : أخبرنا عبدالله بن زيدان البلجي : أخبرنا الحسن بن علي : أخبرنا سليمان بن حرب : أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن عبيدالله بن عمر - قال : ثم لقيت عبيدالله بن عمر فحدثني - عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد رجاله من الحسن بن علي - وهو الخلال الحلواني - فمن فوقه ؛ كلهم ثقات رجال الشيخين .
    أما من دونهم ؛ فلم أعرفهما ، ولعل المناوي أشار إليهما حين قال - وقد عزاه السيوطي للبيهقي في "شعب الإيمان" - :
    "فيه من لم أعرفهم ، ولم أرهم في كتب الرجال" .
    قلت : فأحد المشار إليهما : هو آفة الشطر المذكور ، وإلا ؛ فالشطر الأول منه صحيح ، رواه جماعة من الثقات عن سمي به ؛ ومنهم عبيدالله بن عمر المذكور في إسناد الحديث - وهو العمري المصغر - :
    فقال الطيالسي في "مسنده" (2425) : حدثنا العمري عن سمي به ؛ دون الشطر الثاني . وكذلك أخرجه مسلم (4/ 107) : حدثنا ابن نمير : حدثنا أبي : حدثنا عبيدالله به ، وتابعه :
    1- مالك عن سمي به .
    أخرجه في "الموطأ" (1/ 346/ 65) ، وعنه البخاري (4/ 476 - فتح) ، ومسلم أيضاً ، والنسائي (2/ 4) ، وابن ماجه (2888) ، والبيهقي (5/ 261) ، وأحمد (2/ 462) كلهم عن مالك به .
    2- وتابعه سهيل عن سمي به .
    أخرجه مسلم ، والنسائي ، والطيالسي (2423) .
    3- وسفيان الثوري عنه .
    أخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (5/ 3/ 8798) ، ومسلم ، وأحمد (2/ 461) ، والترمذي (1/ 175-176) . وقال :
    "حديث حسن صحيح" .
    4- وسفيان بن عيينة عنه .
    فقال أحمد (2/ 246) ، والحميدي (1003) : حدثنا سفيان : حدثنا سمي به .
    وأخرجه مسلم ، وابن الجارود في "المنتقى" (502) من طرق عن ابن عيينة به .
    5- ومحمد بن عجلان عن سمي به .
    أخرجه البيهقي .
    قلت : فهؤلاء خمسة متابعون ثقات لعبيدالله العمري ، كلهم لم يذكروا الشطر الثاني من حديث الترجمة . وكذلك الطيالسي وابن نمير في روايتيهما عن العمري لم يذكروها كما رأيت ؛ فلا شك في نكارته وعدم ثبوته .
    فالعجب من المنذري ؛ كيف ذكر في "الترغيب" (2/ 106) هذه الزيادة من رواية الأصبهاني ساكتاً عليها ؟! فذلك هو الذي حملني على تحقيق القول فيها وإثبات نكارتها وأنا في صدد المرحلة التي قبل الأخيرة من إنجاز مشروعي : "صحيح الترغيب والترهيب" ، و "ضعيف الترغيب والترهيب" .

    (96/1)





  8. #598
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5091 - ( الحاج يشفع في أربع مئة أهل بيت - أو قال : من أهل بيته - ، ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 158 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه البزار في "مسنده" (1154 - كشف) عن عبدالله بن عيسى - رجل من أهل اليمن - عن سلمة بن وهرام عن رجل عن أبي موسى رفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
    الأولى :
    الرجل الذي لم يسم . وبه أعله المنذري (2/ 108) ، والهيثمي (3/ 211) .
    الثانية : سلمة بن وهرام ؛ مختلف فيه ، فوثقه بعضهم ، وضعفه آخرون .
    الثالثة : عبدالله بن عيسى - وهو الجندي اليمني - ؛ ذكره العقيلي في "الضعفاء" ؛ وساق له حديثاً آخر في الحج ، مضى برقم (543) ، وقال :
    "إسناد مجهول ، فيه نظر" .
    وأما الشطر الثاني ؛ فقد صح من حديث أبي هريرة بلفظ :
    "من حج الله فلم يرفث ولم يفسق ؛ رجع كيوم ولدته أمه" .
    أخرجه الشيخان وغيرهما ؛ وهو في "مختصر البخاري" برقم (756) .

    (97/1)
    5092 - ( إن آدم أتى البيت ألف أتية - لم يركب قط فيهن - من الهند على رجليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 159 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (ق 176/ 1 ، ورقم 2792 - المطبوعة) عن القاسم بن عبدالرحمن : حدثنا أبو حازم - وهو نبتل مولى ابن عباس - عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
    "في
    القلب من القاسم بن عبدالرحمن شيء" .
    قلت : وهو الأنصاري ؛ قال ابن معين :
    "ضعيف جداً" ؛ كما في "الميزان" وساق له في "اللسان" هذا الحديث ونقل كلام ابن خزيمة المذكور فيه وأقره . وقال المنذري (2/ 108) :
    "القاسم هذا واه" .
    وأما أبو حازم نبتل ؛ فهو ثقة ؛ كما رواه ابن أبي حاتم (4/ 1/ 508) عن أحمد .
    ومن هذا التخريج ؛ يتبين جهل المعلقين الثلاثة على "ترغيب المنذري" ، بل وتظاهرهم بالتحقيق والعلم ! فإنهم قالوا في تخريج الحديث (2/ 113) :
    "ضعيف ، رواه ابن خزيمة في "صحيحه" ؛ وانظر : "ميزان الاعتدال" (3/ 374) - ترجمة القاسم بن عبدالرحمن" !
    كذا قالوا ! هداهم الله وعرفهم أنفسهم . وفيه جهالات :
    أولاً : اقتصارهم على قولهم : "ضعيف" ! والصواب : "ضعيف جداً" ؛ لقول ابن معين الصريح بذلك .
    ثانياً : أعادوا قول المنذري : "رواه ابن خزيمة في "صحيحه" ..." دون بيان منهم لمكان الحديث منه بالجزء والصفحة ؛ كما يقتضيه أصول التخريج .
    ثالثاً : لم يعبأوا بقول المنذري في الراوي : "هذا واه" ؛ الذي يستلزم شدة ضعف الحديث .
    رابعاً : أحالوا في ترجمة الراوي على "الميزان" ؛ وفي الصفحة التي أشاروا إليها أربع تراجم باسم (القاسم بن عبدالرحمن) ؛ أحدهم ثقة ، والثاني ضعيف ، والثالث ضعيف جداً - وهو هذا - ، والربع مجهول ! ولجهلهم بالمراد منهم في هذا الحديث ؛ أطلقوا ولم ينسبوه ! فماذا أفادوا القراء بتعليقهم هذا ؟!
    نعم لقد كشفوا به - وبأمثاله - عن جهلهم وظلمهم وتعديهم على هذا العلم . هداهم الله تعالى !

    (98/1)
    5093 - ( إن للكعبة لساناً وشفتين ، ولقد اشتكت إلى الله فقالت : يا رب ! قل عوادي ، وقل زواري ! فأوحى الله عز وجل : إني خالق بشراً خشعاً سجداً ، يحنون إليك كما تحن الحمامة إلى بيضها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 160 :
    $باطل$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 110/ 2) ، وابن عدي من طريق سهل بن قرين : حدثني أبي : حدثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا سهل" .
    كذا في مسودتي ، ولعله سقط منها أو من الأصل : "عن أبيه" أو نحو ذلك !
    وسهل هذا ؛ قال الذهبي :
    "وهو بصري ؛ غمزه ابن حبان وابن عدي ، وكذبه الأزدي" . وقال ابن عدي :
    "منكر الحديث" .
    وساق له بهذا الإسناد حديثين آخرين ؛ وقال :
    "ليس له غيرها ، وهي باطلة ؛ متونها وأسانيدها إلا الثالث ..." .
    وأبوه قرين ؛ لم أجد له ترجمة .
    والحديث ؛ قال الهيثمي (3/ 208) .
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ وفيه سهل بن قرين ؛ وهو ضعيف" .

    (99/1)
    5094 - ( إن داود النبي قال : إلهي ! ما لعبادك عليك إذا هم زاروك في بيتك ؟ قال : إن لكل زائر على المزور حقاً ؛ يا داود ! إن لهم علي أن عافيهم في الدنيا ، وأغفر لهم إذا لقيتهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 161 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 110/ 2) عن محمد بن حمزة الرقي عن الخليل بن مرة عن الوضين بن عطاء عن ابن أبي عن أبي ذر مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء :
    الأول : الوضين بن عطاء ؛ قال الحافظ :
    "صدوق سيىء الحفظ" .
    الثاني : الخليل بن مرة ؛ ضعفه الجمهور ، بل قال البخاري :
    "منكر الحديث" ، ولذلك ؛ جزم الحافظ بضعفه في "التقريب" .
    الثالث : محمد بن حمزة الرقي ؛ قال الذهبي :
    "منكر الحديث" . وقال الحافظ في "اللسان" :
    "وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال : يروي عن الخليل ؛ وهو ضعيف" .
    قلت : وبه أعله الهيثمي ، فقال (3/ 208) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن حمزة الرقي ؛ وهو ضعيف" .

    (100/1)
    5095 - ( ما راح مسلم في سبيل الله مجاهداً ، أو حاجاً مهلاً أو ملبياً ؛ إلا غربت الشمس بذنوبه ، وخرج منها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 162 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 96/ 6161) : حدثنا محمد بن حنيفة الواسطي قال : حدثنا أحمد بن الفرج الجوري قال : حدثنا حفص بن أبي داود عن الهيثم بن حبيب عن محمد بن المنكدر عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن الهيثم بن حبيب إلا حفص بن أبي داود ، تفرد به أحمد بن الفرج" .
    قلت : وهو الجشمي المقرىء ؛ كما في إسناد حديث قبله في "الأوسط" ، وكذا ترجمه الخطيب في "التاريخ" (4/ 341) ، وساق له حديثاً آخر عن أبي أمامة ، فيه كذاب ، وقد تقدم برقم (345) ، ثم روى عن ابن بكير الحافظ أنه قال :
    "أحمد بن الفرج الجشمي ضعيف" .
    وأقره الذهبي في "الميزان" ، والحافظ في "اللسان" .
    لكن شيخه حفص بن أبي داود مثله ، أو أسوأ حالاً منه ، وهو (حفص بن سليمان الأسدي أبو عمرو البزار الكوفي الغاضري) صاحب عاصم بن أبي النجود ؛ فقد ذكروه في الرواة عن الهيثم بن حبيب ، وذكر الحافظ في ترجمة (الجوري) من "التبصير" (1/ 369) أنه روى عن حفص الغاضري ؛ وهو متروك الحديث - مع إمامته في القراءة - ؛ كما قال في "التقريب" .
    ولم يعرفه الهيثمي - وربما معه غيره - فقال في "المجمع" (3/ 209) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ وفيه من لم أعرفه" !
    وأقره الثلاثة الجهلة (2/ 118) !!
    ويمكن أن يكون الهيثمي عنى بقوله المذكور (أحمد بن الفرج الجوري) أيضاً ؛ فإن ترجمته عزيزة كما رأيت .
    وأما شيخ الطبراني محمد بن حنيفة الواسطي ؛ فليس من عادته أن يتكلم فيهم إلا نادراً . وقال فيه الدارقطني :
    "ليس بالقوي" ؛ كما في "التاريخ" (2/ 296) ، و "الميزان" ، و "اللسان" .
    لكنه قد توبع من قبل أحمد بن محمد بن تميم الواسطي : أخبرنا أحمد - يعني : ابن الفرج الفارسي - : حدثنا حفص بن أبي داود به .
    أخرجه الخطيب (4/ 402) في ترجمة (الواسطي) هذا ، وذكر أنه روى عنه المعافى بن زكريا الجريري ، وأبو القاسم بن الثلاج ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    (تنبيه) : الهيثم بن حبيب المذكور في إسناد الحديث : هو الصيرفي الكوفي ، وهو ثقة من أتباع التابعين ، وهو غير (الهيثم بن حبيب) الذي اتهمه الذهبي بخبر باطل في المهدي ، هذا متأخر عن الأول ، وهو متروك ، وقد ميز بينهما الحافظ في "التهذيب" - تبعاً لأصله - ، وفي "التقريب" ، ثم نسي فجعلهما واحداً في "اللسان" ! كما بينته في "تيسير الانتفاع" .

    (101/1)
    5096 - ( من خرج في هذا الوجه - لحج أو عمرة - فمات ؛ لم يعرض ولم يحاسب ، وقيل له : ادخل الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 164 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 111/ 2) : حدثنا محمد ابن أحمد : حدثنا محمد بن صالح العدوي : حدثنا حسين بن علي الجعفي عن جعفر بن برقان : حدثني الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن الزهري إلا جعفر ، تفرد به حسين" .
    قلت : وهو ثقة من رجال الشيخين - وكذا من فوقه ؛ إلا ابن برقان ؛ فإن البخاري لم يخرج له ، ثم هو متكلم فيه روايته عن الزهري ، وهذه منها ؛ فقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق ، يهم في حديث الزهري" .
    وقد جاء في حاشية "مجمع الزوائد" (3/ 208) ما نصه :
    "فائدة : هو من رواية جعفر بن برقان عن الزهري ، وهو ضعيف في الزهري خاصة ، وذكر الطبراني أن جعفراً انفرد به" .
    قلت : وأظنه من تعليقات الحافظ ابن حجر على "المجمع" .
    ويحتمل عندي أن يكون الوهم ليس من جعفر ، وإنما ممن دونه ، فإني لم أعرف محمد بن أحمد هذا شيخ الطبراني ، ولا شيخه محمد بن صالح العدوي ؛ بل وجدت الثقة قد خالفه في إسناده ؛ فقال أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1133) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 215-216) : حدثنا الحسن بن حماد : أخبرنا حسين - يعني : الجعفي - عن ابن السماك عن عائذ عن عطاء عن عائشة به . وزاد :
    قالت : وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    "إن الله يباهي بالطائفين" .
    والحسن بن حماد : هو الحضرمي البغدادي ، أو الضبي الكوفي الصيرفي ، وكلاهما روى عنه أبو يعلى ، وكلاهما ثقة .
    وقد تابعه الحسن بن أبي الربيع : حدثنا حسين بن علي الجعفي به .
    أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 262) .
    وابن أبي الربيع : هو ابن يحيى بن الجعد الجرجاني ، وهو ثقة أيضاً .
    فهذان ثقتان خالفا العدوي في إسناده ، فلم يذكرا فيه : جعفر بن برقان عن الزهري عن عروة . فالوهم ليس من جعفر ؛ إذ لم يثبت أن هذا مما حدث به ، وإنما هو من العدوي أو الراوي عنه ، والحديث إنما هو عن الجعفي عن ابن السماك عن عائذ عن عطاء عنها .
    وقد تابعه عبدالحميد بن صالح : عند ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 172/ 2) ، ويحيى بن أيوب العابد : عند الخطيب في "التاريخ" (5/ 369) ؛ كلاهما عن محمد بن صبيح بن السماك به .
    فالحديث - إذن - حديث ابن السماك عن عائذ .
    وابن السماك صدوق متكلم فيه ؛ لكنه لم يتفرد به ، فتابعه يحيى بن يمان : عند العقيلي (342) ، وابن عدي (ق 255/ 2) ، وتمام في "الفوائد" (ق 205/ 1) .
    وتابعه محمد بن الحسن الهمداني : عند الدارقطني في "سننه" (ص 288) ؛ كلاهما عن عائذ بن نسير به .
    فالحديث قد دارت طرقه على عائذ ، وقد صرح أبو نعيم (8/ 216) أنه لم يروه عن عطاء إلا عائذ . وبه صرح ابن عدي قبله ، فقال :
    "لا يرويه غير عائذ ، وهو غير محفوظ" . وقال العقيلي :
    "هو منكر الحديث ، قال ابن معين : ليس به بأس ، ولكن روى أحاديث مناكير . وفي رواية عنه قال : حديثه ضعيف" .
    والحديث ؛ أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 417) ، وأعله بعائذ هذا .
    وتعقبه السيوطي وغيره بأنه لم يتهم بكذب ، وساق له بعض الشواهد التي لا تساوي شيئاً لشدة ضعفها ! فيبقى الحديث في
    مرتبة الضعف .
    وقد أشار إلى تضعيفه : المنذري في "الترغيب" (2/ 112) . وقال الهيثمي (3/ 208) :
    "رواه أبو يعلى ، والطبراني في "الأوسط" ؛ وفي إسناد الطبراني محمد بن صالح العدوي ، ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله رجال "الصحيح" (!) ، وإسناد أبي يعلى فيه عائذ بن نسير ، وهو ضعيف" !
    قلت : والزيادة المتقدمة : "إن الله يباهي بالطائفين" ؛ رواها غير أبي يعلى ، وقد سبق تخريجها برقم (3114) ؛ ونبهت هناك على أن (نسير) ضبطه بالنون والسين المهملة ؛ خلافاً لمن وهم .
    وقد روي الحديث عن ابن السماك بلفظ آخر وهو : ............
    ث وجدت للحديث شاهداً من حديث عائشة من رواية مدرك بن قزعة عن محمد بن مسلم عنها .
    أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (198/ 2) .
    ومدرك هذا لم أجده .
    ومحمد بن مسلم ؛ الظاهر أنه أبو الزبير ؛ فقد ذكروا له رواية عن عائشة ، ولكنه مدلس .
    والحديث ؛ صححه الدكتور القلعجي في فهرس الأحاديث الصحيحة الذي وضعه في آخر "ضعفاء العقيلي" (ص 522) ! وذلك ؛ لأن العقيلي ذكره عقب حديث عائشة من طريق أخرى ضعيفة عن عطاء مرسلاً ، وقال :
    "هذا أولى" ! فما أجهله بهذا العلم !! وما أجرأه على الخوض فيما لا يعلم !!

    (102/1)


    5097 - ( من بلغ الثمانين من هذه الأمة ؛ لم يعرض ولم يحاسب ، وقيل : ادخل الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 168 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 215) : حدثنا أبو عبدالله محمد بن سلمة العامري الفقيه : حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله محمد بن المقري : حدثنا علي بن حرب : حدثنا حسين الجعفي عن محمد بن السماك عن عائذ ابن نسير عن عطاء عن عائشة مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن عطاء إلا عائذ ، ولا عنه إلا ابن السماك" .
    قلت : وفيه ضعف .
    وعائذ أسوأ منه ؛ كما تقدم في الحديث الذي قبله .
    وقد رواه جمع عن ابن السماك باللفظ السابق ، فهو اللفظ منكر ؛ لتفرد هذه الطريق به .
    وعلي بن حرب - وهو الطائي الموصلي ؛ وإن كان ثقة - ؛ فاللذان دونه لم أعرفهما .
    (103/1)
    5098 - ( يا عكراش ! كل من حيث شئت ؛ فإنه من غير لون واحد ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 169 :
    $ضعيف$
    رواه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (97-98) : حدثنا إسماعيل القاضي : أخبرنا أبو الهذيل العلاء بن الفضل بن عبدالملك بن أبي سوية المنقري : حدثني عبيدالله بن عكراش : حدثني أبي قال :
    بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقدمت عليه المدينة ، فوجدته جالساً مع المهاجرين والأنصار ، فأتيته بإبل كأنها عروق الأرطى ، فقال :
    "من
    الرجل ؟" ، فقلت : عكراش بن ذؤيب ، قال :
    "ارفع في النسب" ، فقلت : ابن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد ، وهذه صدقات بني مرة بن عبيد ، فتبسم رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قال :
    "هذه إبل قومي ؛ هذه صدقات قومي" . ثم أمر بها رسول الله صلي الله عليه وسلم أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها ، ثم أخذ بيدي ، فانطلق بي إلى منزل أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم فقال :
    "هل من طعام ؟" ، فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر فأقبلنا نأكل منها ، فأكل رسول الله صلي الله عليه وسلم مما بين يديه ، وجعلت أخبط في نواحيها ، فقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال :
    "يا عكراش ! كل من موضع واحد ؛ فإنه طعام واحد" ، ثم أتينا بطبق فيه ألوان من رطب أو تمر - شك عبيدالله بن عكراش رطباً كان تمراً - ، فجعلت آكل من بين يدي ، وجالت يد رسول الله صلي الله عليه وسلم في الطبق ، ثم قال : ... (فذكر الحديث) ، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلي الله عليه وسلم يديه ، ثم مسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ثم قال :
    "يا عكراش ! هكذا الوضوء ، مما غيرت النار" .
    وكذا رواه ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 183-184) ، والترمذي - مختصراً - (1949) ، وكذا ابن ماجه (3274) . وقال الترمذي :
    "حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل" .
    قلت : وفي ترجمته أورده ابن حبان ، وقال فيه :
    "كان ينفرد بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير ، لا يعجبني الاحتجاج بأخباره التي انفرد بها" . وقال في عبيدالله بن عكراش (2/ 64) :
    "منكر الحديث جداً ، فلا أدري المناكير في حديثه وقعت من جهته أو من العلاء بن الفضل ؟ ومن أيهما كان ؛ فهو غير محتج به على الأحوال" .
    والحديث قد تقدم تخريجه - مختصراً - تحت الحديث (1127) من هذه "السلسلة" .
    (104/1)
    5099 - ( ليدركن الدجال قوماً مثلكم أو خيراً منكم (ثلاث مرات) ، ولن يخزي الله أمة أنا أولها ، وعيسى ابن مريم آخرها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 171 :
    $ضعيف$
    أخرجه الحاكم (3/ 41) عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال :
    لما اشتد جزع أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم على من قتل يوم مؤتة ؛ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
    "صحيح على شرط الشيخين" !
    قلت : وكأنه توهم أن جبير بن نفير صحابي ، ولعل السبب أنه أدرك زمان النبي صلي الله عليه وسلم ، وروى عنه وعن أبي بكر الصديق ؛ ولكن مرسلاً ؛ كما في "التهذيب" . وقال أبو حاتم :
    "ثقة ، من كبار تابعي أهل الشام القدماء" .
    وإنما الصحبة لأبيه ، ولذلك تعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : ذا مرسل ، وهو خبر منكر" .
    (105/1)
    5100 - ( زني شعر الحسين ، وتصدقي بوزنه فضة ، وأعطي القابلة رجل العقيقة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 171 :
    $منكر$
    أخرجه الحاكم (3/ 179) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 304) من طريق سعيد بن عبدالرحمن المخزومي : حدثنا حسين بن زيد العلوي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه :
    أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر فاطمة رضي الله عنها ، فقال : ... فذكره . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" !
    قلت : ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : لا" .
    وأقول : وله علتان :
    الأولى : ضعف حسين بن زيد ؛ فقد أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
    "قال أبو حاتم : تعرف وتنكر" .
    والأخرى : المخالفة في السند والمتن ؛ وقد أشار إليها البيهقي بقوله عقب الحديث :
    "كذا قال ، وروى الحميدي عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه : أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعطى القابلة رجل العقيقة . ورواه حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلاً ؛ في أن يبعثوا إلى القابلة منها برجل" .
    قلت : فقد خالف الحميدي سعيد بن عبدالرحمن المخزومي في الإسناد والمتن .
    أما الإسناد ؛ فإنه لم يذكر فيه : عن جده عن علي ؛ فهو مرسل ، بل معضل .
    وأما المتن ؛ فإنه أوقفه على علي وجعله من فعله ، ولم يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
    ولعل هذا الاختلاف إنما هو من العلوي نفسه - وهو مما يدل على ضعفه - ؛ فقد تابعه على إرساله حفص بن غياث ؛ كما رأيت فيما علقه البيهقي ، وقد وصله في مكان آخر (9/ 302) من طريق أبي داود في "المراسيل" عن محمد بن العلاء عن حفص به مرسلاً ؛ ولفظه :
    "أن النبي صلي الله عليه وسلم قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين عليهما السلام : أن يبعثوا إلى القابلة منها برجل ، وكلوا وأطعموا ، ولا تكسروا منها عظماً" .
    وكذلك رواه الخلال من طريق أخرى عن حفص به مرسلاً ؛ كما نقله ابن القيم في "تحفة المودود في أحكام المولود" (ص 27 - هندية) ، ولم يسق منه إلا الشطر الأخير المتعلق برجل العقيقة .
    والواقع أنني ما أخرجت الحديث هنا إلا من أجل الشطر المذكور وإلا ، فطرفه الأول ثابت ؛ لوروده في عدة أحاديث يقوي بعضها بعضاً ، أقواها حديث عبدالله ابن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع قال :
    لما ولدت فاطمة حسناً رضي الله عنهما قالت ... قال صلي الله عليه وسلم :
    "احلقي شعره ، وتصدقي بوزنه من الورق على الأوفاض أو على المساكين" - يعني : أهل الصفة - ؛ ففعلت ذلك ، فلما ولدت حسيناً ؛ فعلت مثل ذلك .
    أخرجه البيهقي ؛ وأحمد (6/ 390،392) .
    قلت : وإسناده حسن . وقال الهيثمي (4/ 57) :
    "رواه أحمد ؛ والطبراني في "الكبير" ، وهو حديث حسن" .
    وفي الباب عن أنس بن مالك ، وعبدالله بن عباس ، وعلي بن أبي طالب ؛ وهي مخرجة في "المجمع" (4/ 57،59) .
    وقد روى مالك في "الموطأ" (2/ 45) عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه قال :
    وزنت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم ، فتصدقت بزنة ذلك فضة .
    وعن محمد بن علي بن الحسين أنه قال : ... فذكره ؛ دون ذكر زينب وأم كلثوم .
    (106/1)






  9. #599
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5101 - ( الحمد لله الذي أطعمني الخمير ، وألبسني الحرير ، وزوجني خديجة ، وكنت لها عاشقاً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 174 :
    $موضوع$
    أخرجه الحاكم (3/ 182) عن سهل بن سليمان النبلي - بواسط - : حدثنا منصور بن المهاجر : حدثنا محمد بن الحجاج : حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : سكت عنه الحاكم ، وتبعه الذهبي ! فأخطآ خطأً فاحشاً ؛ فإنه - مع إرساله - موضوع ؛ آفته محمد بن الحجاج هذا ؛ وهو اللخمي الواسطي ، المترجم في "الميزان" وغيره بأنه كذاب خبيث ، وضع حديث الهريسة المتقدم برقم (690) ، ولا أدري كيف خفي حاله على الذهبي مع شهرة هذا الكذاب ، وكونه واسيطاً ، وشيخه ومن دونه كلهم واسطيون ؟! ففي ذلك ما يكفي لدلالة الحافظ مثله على تحديد شخصيته ، وأنه ليس غيره ممن شاركه في اسمه واسم أبيه !
    وسفيان بن حسين ثقة من رجال الشيخين ؛ لكنهم ضعفوه في روايته عن الزهري ، ولذلك ؛ لم يخرجا له عنه شيئاً .
    على أن متن الحديث باطل عندي ؛ فإني أكاد أقطع بأنه يستحيل أن يحمد النبي صلي الله عليه وسلم ربه على أن ألبسه الحرير ، وهو القائل :
    "من لبس الحرير في
    الدنيا ؛ فلن يلبسه في الآخرة" . أخرجه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في "الصحيحة" (384) ، وغيره من الأحاديث الصحيحة المحرمة لبس الحرير على الرجال .

    (107/1)
    5102 - ( من طاف بالبيت خمسين مرة ؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 175 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي (1/ 164) ، والمخلص في "الفوائد" (ق 184/ 2) ، وعنه ابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 56/ 1) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (ق 132/ 1) عن سفيان بن وكيع : حدثنا يحيى ابن يمان عن شريك عن أبي إسحاق عن عبدالله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً . وقال الترمذي - مضعفاً - :
    "حديث غريب ؛ سألت محمداً - يعني : البخاري - عن هذا الحديث ؟ فقال : إنما يروى هذا عن ابن عباس قوله" .
    قلت : وهو مسلسل بالعلل :
    الأولى : أبو إسحاق - وهو السبيعي - ، وهو مدلس ، وكان اختلط .
    الثانية : شريك - وهو ابن عبدالله القاضي - ؛ قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة" .
    الثالثة : يحيى بن يمان ؛ قال الحافظ :
    "صدوق عابد ، يخطىء كثيراً ، وقد تغير" .
    الرابعة : سفيان بن وكيع ؛ قال الحافظ :
    "كان صدوقاً ؛ إلا أنه ابتلي بوراقه ، فأدخل عليه ما ليس من حديثه ، فنصح ، فلم يقبل ، فسقط حديثه" .
    (تنبيه) : حكى الناجي في "العجالة" (ق 132/ 2) عن المحب الطبري أن الحديث رواه الطبراني بلفظ :
    "خمسين أسبوعاً" ! وقد راجعته في "مسند ابن عباس" من "المعجم الكبير" للطبراني (ج 3 ق 74-187) ؛ فلم أعثر عليه ! فالله أعلم .
    أما الموقوف الذي أشار إليه البخاري ؛ فلم أره الآن ، وما أراه يصح أيضاً .

    (108/1)
    5103 - ( ما وسعني أرضي ولا سمائي ، ووسعني قلب عبدي المؤمن ، النقي التقي الوادع اللين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 176 :
    $لا أصل له!$
    وإنما هو من الإسرائيليات ؛ كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه ؛ ففي "مجموعة الفتاوى" (18/ 122،376) :
    "هذا مذكور في الإسرئيليات ، ليس له إسناد معروف عن النبي صلي الله عليه وسلم ، ومعناه : وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي .
    وإلا ؛ فمن قال : إن ذات الله تحل في قلوب
    الناس ؛ فهو أكفر من النصارى الذين خصوا ذلك بالمسيح وحده" .
    وأقره الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 373) ، ومن قبله الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 13) ؛ فقال - وقد ذكره الغزالي بقوله : "وفي الخبر ....." - :
    "لم أر له أصلاً" .
    وإذا عرفت هذا ؛ فقول شيخ الإسلام في مكان آخر (2/ 384) :
    "وفي حديث مأثور : "ما وسعني أرضي ولا سمائي ..."" فذكره بتمامه ؛ فهو مما ينبغي أن لا يؤخذ على ظاهره ، ولعل ذلك كان منه قبل أن يتحقق من أنه لا أصل له . والله أعلم .
    ويغني عن حديث الترجمة - في معناه الذي فسره به ابن تيمية - قوله صلي الله عليه وسلم :
    "إن لله تعالى آنية من أهل الأرض ، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين ، وأحبها إليه ألينها وأرقها" .
    أخرجه الطبراني وغيره بسند حسن ؛ كما بينته في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1691) .

    (109/1)
    5104 - ( ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف ، فيستقبل القبلة بوجهه ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير (مئة مرة) ، ثم يقول : (قل هو الله أحد) (مئة مرة) ، ثم يقول : اللهم ! صل على محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وإنك حميد مجيد ، وعلى سامعهم (مئة مرة) ؛ إلا قال الله تعالى : يا ملائكتي ! ما جزاء عبدي هذا ؟ سبحني وهللني ، وكبرني وعظمني ، وعرفني ، وأثنى علي ، وصلى على نبيي ؟! اشهدوا ملائكتي ! أني قد غفرت له ، وشفعته في نفسه ، ولو سألني عبدي هذا ؛ لشفعته في أهل الموقف كلهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 178 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن عساكر في "جزء فضل عرفةط (4/ 2-5/ 1) من طريق البيهقي ، بسنده عن عبدالرحمن بن محمد الطلحي : حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله مرفوعاً . وقال البيهقي :
    "هذا متن غريب ، وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع" . وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه" ؛ كما في "اللآلي" (2/ 70) :
    "رواته كلهم موثقون ؛ إلا الطلحي ؛ فإنه مجهول" !
    قلت : لم أر من وصفه بالجهالة ، وأنا أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 281) :
    "عبدالرحمن بن محمد بن طلحة بن مصرف . روى عن أبيه . روى عنه يحيى بن آدم . سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بالقوي" .
    ونقله عنه - باختصار - الذهبي في "الميزان" ، والحافظ في "اللسان" .
    وقد تابعه أحمد بن ناصح : حدثنا المحاربي به نحوه .
    أخرجه الديلمي ، وابن النجار من طريقين عنه به .
    وأحمد بن ناصح - وهو المصيصي - صدوق ، فبرئت ذمة الطلحي منه . وقد أشار إلى ذلك أحد رواته عند ابن النجار - وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن مهران البغدادي الحافظ - ، فقال عقبه :
    "تفرد به المحاربي عن محمد بن سوقة" .
    قلت : والمحاربي - وإن كان أخرج له الشيخان - ؛ فقد قال أحمد :
    "كان يدلس" . وقد عنعنه في رواية البيهقي عن الطلحي ، وكذا في رواية ابن النجار عن بن ناصح ، بخلاف رواية الديلمي عنه ؛ فقد صرح فيها بالتحديث ، وكذلك في نقل السيوطي للحديث عن البيهقي .
    فإن كان محفوظاً ؛ فالحديث ثابت . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث في "الشعب" (3/ 463/ 4074) من طريق الطلحي عن المحاربي معنعناً ؛ فهي العلة .

    (110/1)
    5105 - ( يا مالك يوم الدين ! إياك نغبد وإياك نستعين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 179 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8163) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (329) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 164) عن عبدالسلام بن هاشم قال : حدثنا حنبل عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال :
    كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزاة ، فلقي العدو ، فسمعته يقول : ... (فذكره) . فلقد رأيت الرجال تصرع ؛ تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حنبل هذا - وهو ابن عبدالله - مجهول ؛ كما قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 304) عن أبيه ؛ وتبعه الذهبي .
    وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" (3/ 53) !
    وعبدالسلام بن هاشم ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
    "قال أبو حاتم : ليس بقوي . وقال الفلاس : لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه" .
    وبه أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (5/ 378) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عبدالسلام بن هاشم ؛ وهو ضعيف" .
    والحديث ؛ أورده شيخ الإسلام في بعض رسائله مشيراً لضعفه دون أن يعزوه لأحد ، ولذلك ؛ بادرت إلى تخريجه ، وبيان علته المؤكدة لضعفه . والحمد لله على توفيقه .

    (111/1)





  10. #600
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5106 - ( لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا ؛ لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 180 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 82/ 2 و 314/ 2 و 2/ 288 - ط) ، وابن دوست في "الأمالي" (ق 117/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 477/ 4113) عن عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن طاوس عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن بمنى يقول : ... فذكره .
    وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 106/ 2 و 11/ 53/ 11022 - ط) من طريق يزيد بن قبيس ، والرئيس أبو القاسم بن الجراح في "ستة مجالس من الأمالي" (ق 186/ 2) من طريق إسحاق بن حاتم العلاف قالا : أخبرنا عبدالمجيد ابن عبدالعزيز بن أبي رواد به ؛ إلا أنهما لم يذكرا في إسناده : الحسن بن عمارة .
    قلت : ولعل ذلك من عبدالمجيد ؛ فإن يزيد بن قبيس ثقة من رجال "التهذيب" .
    وكذلك العلاف ثقة ؛ كما في "تاريخ بغداد" (6/ 315) .
    وأما عبدالمجيد ؛ ففيه كلام كثير ، وقد قال الحافظ :
    "صدوق يخطىء ، أفرط ابن حبان فقال : متروك" .
    قلت : فالظاهر أنه - لسوء حفظه - كان يضطرب في إسناده ، فتارة يثبت فيه الحسن بن عمارة ، وتارة يسقطه .
    والحديث حديث ابن عمارة ، ويدل عليه أمران :
    الأول : أنه تابعه على إثباته : أبو مطيع البلخي ؛ فقال الطبراني (11021) : حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني : أخبرنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني : أخبرنا أبو مطيع قاضي بلخ عن الحسن - يعني : ابن عمارة - عن الحكم به .
    وأبو مطيع : هو الحكم بن عبدالله الخراساني الفقيه الحنفي ، وهو - وإن كان ضعيفاً - ؛ فيشهد له الأمر الآتي :
    الثاني : أن ابن عدي ساق الحديث في ترجمة الحسن بن عمارة ، وقد أطال فيها جداً ، وختمها بقوله :
    "هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق" . وقال الحافظ :
    "متروك" .
    قلت : فهو علة الحديث .
    ولا أدري كيف خفي هذا على الحافظ الهيثمي ؛ فقال (3/ 277) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفي إسناده من لم أعرفه" !!

    (112/1)
    5107 - ( إن استطعت أن تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل ، وإن لم تستطع ؛ فإن في الصبر على ما يكره خيراً كثيراً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 182 :
    $ضعيف$
    أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في "رسالة التوبة" (ص 250 - جامع الرسائل) مشيراً لضعفه بتصديره إياه بقوله : "روي ..." ؛ وعلق عليه محققه صديقنا الدكتور محمد رشاد سالم بقوله :
    "قال العراقي عن هذا الحديث في تعليقه على "الإحياء" (12/ 34) : "الترمذي من حديث ابن عباس" ، ولم أستطع معرفة مكان الحديث" !!
    قلت : أورده الغزالي في "الإحياء" في موضعين :
    الأول : في "رياضة النفس" (3/ 51) بلفظ :
    "اعبد الله في الرضا ، فإن لم تستطع ؛ ففي الصبر على ما تكره خير كثير" .
    فقال الحافظ العراقي في "تخريجه" (3/ 51 - طبع الحلبي ،ق 109/ 1 - مخطوطة الظاهرية) :
    "الطبراني في "الكبير"" !!
    والآخر : في "الصبر والشكر" (4/ 54) بلفظ :
    "في الصبر على ما تكره خير كثير" .
    فقال الحافظ العراقي (4/ 54 - ط ،ق 144/ 1 - مخطوطة) :
    "الترمذي من حديث ابن عباس ، وقد تقدم" !!
    فأقول - وبالله التوفيق - :
    حديث الترجمة واللفظان اللذان ذكرهما الغزالي ؛ كل ذلك طرف من حديث ابن عباس المعروف الذي أوله :
    "يا غلام ! احفظ الله يحفظك ..." الحديث ؛ أخرجه أحمد ، والترمذي ، وأبو يعلى ، والطبراني في "الكبير" وغيرهم من طرق عن ابن عباس مرفوعاً - يزيد بعضهم على بعض - ، وقد ذكرها الحافظ ابن رجب في شرحه للحديث في "جامع العلوم والحكم" (ص 132-140) دون أن يخرجها ، وقد خرجت أنبأنا طائفة منها في "تخريج السنة لابن أبي عاصم" (316-318) .
    وقد ذكر ابن رجب (ص 140) أن حديث الترجمة في رواية عمر مولى غفرة وغيره عن بن عباس .
    قلت : ورواية عمر هذا ؛ أخرجها هناد في "الزهد" (1/ 304/ 536) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 203/ 10000) ، وهي عند الطبراني في "الكبير" (3/ 126/ 2) أيضاً عن عكرمة عن ابن عباس ، لكن ليس فيها عند الطبراني حديث الترجمة . وإنما وجدته في رواية أخرى عن ابن عباس ؛ أخرجها الحاكم (3/ 541) بإسناد منقطع ، وفيه إلى ذلك راو متروك ، وآخر مختلف فيه ؛ كما قال الذهبي .
    وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 314) من طريق الحجاج بن فرافضة عن رجلين سماهما عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس به ، وفيه :
    "فاعمل لله تعالى بالرضا واليقين ، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً" .
    والحجاج بن فرافصة ؛ ضعيف ؛ قال الحافظ :
    "صدوق عابد يهم" .
    ومن طريقه : أخرجه أحمد (1/ 307) ؛ ولكنه أعضله ؛ فقال : عنه ، رفعه إلى ابن عباس ... فذكره مقتصراً على الشطر الثاني من حديث الترجمة .
    والحديث له شاهد ؛ أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 125) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً وفيه :
    "اعبد الله بالصبر مع اليقين" .
    وإسناده ضعيف جداً ؛ كما بينته في "تخريج السنة" (318) .
    وجملة القول : أن حديث الترجمة من حديث ابن عباس ضعيف ؛ كما أشار إليه ابن تيمية رحمة الله عليه ؛ لأن طرقه كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، ولشدة ضعف شاهده .
    وأن عزوه لرواية الترمذي وهم ، وإنما روى أصله ، وليس فيه حديث الترجمة .
    وكذلك عزوه لرواية الطبراني ؛ إلا أن يعني أنه رواه من غير طريق ابن عباس ، كأبي سعيد الخدري مثلاً ، فذلك من الممكن . والله أعلم .
    وقد روي من حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لعبدالله ابن عباس :
    "يا غلام ! ألا أعلمك ..." الحديث ؛ وفيه حديث الترجمة .
    ذكره أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (ص 406 - مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق ابن أبي
    الدنيا : حدثنا أبو سعد المدني : أخبرنا أبو بكر ابن شيبة الحزامي : أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن المطلب : أخبرنا زهرة بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زهرة بن عمرو ؛ أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/ 615) من رواية ثقتين آخرين عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وأبو سعيد بن المطلب ؛ مقبول عند الحافظ .
    وأبو بكر بن شيبة الحزامي ؛ صدوق يخطىء .
    وأبو سعد المدني ؛ لم أعرفه .

    (113/1)
    5108 - ( من سرق وأخاف السبيل ؛ فاقطع يده بسرقته ، ورجله بإخافته ، ومن قتل ؛ فاقتله ، ومن قتل وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام ؛ فاصلبه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 185 :
    $منكر$
    أخرجه ابن جرير الطبري في "التفسير" (10/ 276/ 11854) عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب : أن عبدالملك بن مروان كتب إلى أنس بن مالك يسأله عن هذه الآية ، فكتب إليه أنس يخبره أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر العرنيين ، وهم من بجيلة ، قال أنس : فارتدوا عن الإسلام ، وقتلوا الراعي ، وساقوا الإبل ، وأخافوا السبيل ، وأصابوا الفرج الحرام . قال أنس : فسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن القضاء فيمن حارب ؛ فقال : ... فذكره . وقال :
    "في إسناده نظر" . ونحوه قول ابن كثير (2/ 51) :
    "إن صح سنده" .
    وتبعه صديق حسن خان ، فقال في "نيل المرام من تفسير آيات الأحكام" (ص 210) - تبعاً للشوكاني في "فتح القدير" (2/ 34) - :
    "وهذا - مع ما فيه من النكارة الشديدة - لا يدرى كيف صحته" .
    قلت : وهو ظاهر الضعف ، وله علتان :
    الأولى : ضعف ابن لهيعة ؛ فإنه سيىء الحفظ ؛ إلا فيما رواه عنه العبادلة .
    واحتجاج الشيخ أحمد شاكر به مطلقاً ؛ مما لا وجه له عندي ، بل مخالف لما عليه الأئمة النقاد من قبلنا كابن حجر وغيره .
    والأخرى : تدليس الوليد بن مسلم ؛ فإنه كان يدلس تدليس التسوية ، وقد عنعن في الإسناد كله كما ترى .
    وأما قول صديقنا الأستاذ محمود شاكر في تعليقه على "التفسير" :
    "ثم إن يزيد بن أبي حبيب لم يدرك أن يسمع من أنس ، ولم يذكر أنه سمع منه" !
    قلت : فهو إعلال عجيب غريب ؛ فإنه إذا كان لم يدرك أن يسمع من أنس ، فما فائدة قوله : "ولم يذكر أنه سمع منه" ؛ فإن هذا إنما يقال إذا أدركه ، وكان يمكنه السماع منه وكان موصوفاً بالتدليس ! وهذا وذاك من النفي منفي بالنسبة ليزيد بن أبي حبيب ؛ فإنه مات سنة ثمان وعشرين ومئة ، وقد قارب الثمانين ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" ، وابن حبان نحوه في "الثقات" (3/ 295) ، وقد توفي أنس رضي الله عنه سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين ، ومعنى هذا أنه أدرك من حياة أنس نحو خمس وثلاثين سنة ، فكيف يقال :
    "لم يدرك أن يسمع من أنس" ؟! ثم هو لم يوصف بالتدليس ؛ فما معنى أن يقال فيه :
    "ولم يذكر أنه سمع منه" ؟! فالمعاصرة كافية في مثله لإثبات الاتصال عند الجمهور ، كما هو معلوم .
    وجملة القول : أن الحديث ضعيف ؛ لضعف ابن لهيعة ، وعنعنة الوليد .
    ولذلك ؛ فلا يصح الاستدلال به على ما ذهب إليه الجمهور من أن آية المحاربة منزلة على أحوال ؛ نحو ما في هذا الحديث من التفصيل .
    وذهب آخرون إلى أن (أو) فيها للتخيير ؛ كما في قوله تعالى : (فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) ونحوها من الآيات ؛ وهو الظاهر .
    وقد ذهب إليه الشوكاني وصديق حسن خان ، وهو قول ابن عباس - في رواية - ، وسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وعطاء ، وغيرهم ؛ وحكي عن الإمام مالك . والله أعلم .
    ثم رأيت الإمام الشافعي قد أخرج الحديث في "مسنده" (ص 111 - طبع المطبوعات العلمية) : أخبرنا إبراهيم عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس موقوفاً عليه .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي - متروك .
    وصالح مولى التوأمة ضعيف .

    (114/1)
    5109 - ( من قال : جزى الله عنا محمداً بما هو أهله ؛ أتعب سبعين كاتباً ألف صباح ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 188 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 449 - مصورة الجامعة الإسلامية) قال : حدثنا ابن رشدين : حدثنا هانىء بن المتوكل : حدثنا معاوية بن صالح عن جعفر بن محمد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن عكرمة إلا جعفر ، ولا عنه إلا معاوية ، تفرد به هانىء" .
    قلت : قال ابن حبان :
    "كان تدخل عليه المناكير ، وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، فمن مناكيره ..." .
    قلت : فساق له أحاديث ، هذا أحدها .
    ومن طريقه : أخرجه الطبراني في "الكبير" أيضاً (3/ 124/ 2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 230) .
    وأشار المنذري في "الترغيب" (2/ 282) إلى تضعيف الحديث . وقال الهيثمي (10/ 163) :
    "هانىء ضعيف" .

    (115/1)
    5110 - ( من صلى علي في يوم [الجمعة] ألف مرة ؛ لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 189 :
    $ضعيف جداً$
    رواه ابن سمعون في "الأمالي" (172/ 1) عن محمد ابن عبدالعزيز الدينوري : أخبرنا قرة بن حبيب القشيري : أخبرنا الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس بن مالك مرفوعاً .
    ومن هذا الوجه : أخرجه ابن شاهين في "الترغيب والترهيب" (ق 261/ 2) ؛ وإليه عزاه المنذري (2/ 281) مشيراً إلى تضعيفه .
    قلت : وعلته : الحكم بن عطية ؛ فإنه ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
    والدينوري شر منه ؛ قال الذهبي :
    "ليس بثقة ؛ أتى ببلايا" .
    لكن رواه الأصبهاني في "ترغيبه" (ص 234 - مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق محمد بن عبدالله بن محمد بن سنان القزاز البصري : أخبرنا قرة بن حبيب به .
    ومحمد بن عبدالله بن محمد ؛ لم أعرفه ، ولعل الأصل : "... عن محمد بن سنان" ؛ فإن محمد بن سنان القزاز البصري معروف ، وهو ضعيف . والله أعلم .
    وقال السخاوي في "القول البديع" (ص 95) :
    "رواه ابن شاهين في "ترغيبه" وغيره ، وابن بشكوال من طريقه ، وابن سمعون في "أماليه" ؛ وهو عند الديلمي من طريق أبي الشيخ الحافظ ، وأخرجه الضياء في "المختارة" وقال :
    "لا أعرفه من حديث الحكم بن عطية ، قال الدارقطني : حدث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها . وقال أحمد : لا بأس به ؛ إلا أن أبا داود الطيالسي روى عنه أحاديث منكرة . قال : وروي عن يحيى بن معين أنه قال : هو ثقة" .
    قلت (السخاوي) : وقد رواه غير الحكم ، وأخرجه أبو الشيخ من طريق حاتم ابن ميمون عن ثابت ؛ ولفظه :
    "لم يمت حتى يبشر ب
    الجنة" .
    وبالجملة ؛ فهو حديث منكر : كما قاله شيخنا" .
    يعني الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله .
    وقال في مكان آخر (145) :
    "أخرجه ابن شاهين بسند ضعيف" .
    قلت : وسقط الحديث من مطبوعة "المختارة" ، وليس فيه ترجمة لـ (الحكم ابن عطية) عن ثابت عن أنس . فالظاهر أنها كانت قصاصة من القصاصات التي كان يلحقها بمكانها ، وقد شاهدت منها الشيء الكثير في نسخة الظاهرية ، وهي بخط المؤلف رحمه الله ، وهذه ربما ضاعت أو لم تصور .

    (116/1)





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML