5106 - ( لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا ؛ لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 180 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 82/ 2 و 314/ 2 و 2/ 288 - ط) ، وابن دوست في "الأمالي" (ق 117/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 477/ 4113) عن عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن طاوس عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن بمنى يقول : ... فذكره .
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 106/ 2 و 11/ 53/ 11022 - ط) من طريق يزيد بن قبيس ، والرئيس أبو القاسم بن الجراح في "ستة مجالس من الأمالي" (ق 186/ 2) من طريق إسحاق بن حاتم العلاف قالا : أخبرنا عبدالمجيد ابن عبدالعزيز بن أبي رواد به ؛ إلا أنهما لم يذكرا في إسناده : الحسن بن عمارة .
قلت : ولعل ذلك من عبدالمجيد ؛ فإن يزيد بن قبيس ثقة من رجال "التهذيب" .
وكذلك العلاف ثقة ؛ كما في "تاريخ بغداد" (6/ 315) .
وأما عبدالمجيد ؛ ففيه كلام كثير ، وقد قال الحافظ :
"صدوق يخطىء ، أفرط ابن حبان فقال : متروك" .
قلت : فالظاهر أنه - لسوء حفظه - كان يضطرب في إسناده ، فتارة يثبت فيه الحسن بن عمارة ، وتارة يسقطه .
والحديث حديث ابن عمارة ، ويدل عليه أمران :
الأول : أنه تابعه على إثباته : أبو مطيع البلخي ؛ فقال الطبراني (11021) : حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني : أخبرنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني : أخبرنا أبو مطيع قاضي بلخ عن الحسن - يعني : ابن عمارة - عن الحكم به .
وأبو مطيع : هو الحكم بن عبدالله الخراساني الفقيه الحنفي ، وهو - وإن كان ضعيفاً - ؛ فيشهد له الأمر الآتي :
الثاني : أن ابن عدي ساق الحديث في ترجمة الحسن بن عمارة ، وقد أطال فيها جداً ، وختمها بقوله :
"هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق" . وقال الحافظ :
"متروك" .
قلت : فهو علة الحديث .
ولا أدري كيف خفي هذا على الحافظ الهيثمي ؛ فقال (3/ 277) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفي إسناده من لم أعرفه" !!
(112/1)
5107 - ( إن استطعت أن تعمل لله بالرضا مع اليقين فافعل ، وإن لم تستطع ؛ فإن في الصبر على ما يكره خيراً كثيراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 182 :
$ضعيف$
أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في "رسالة التوبة" (ص 250 - جامع الرسائل) مشيراً لضعفه بتصديره إياه بقوله : "روي ..." ؛ وعلق عليه محققه صديقنا الدكتور محمد رشاد سالم بقوله :
"قال العراقي عن هذا الحديث في تعليقه على "الإحياء" (12/ 34) : "الترمذي من حديث ابن عباس" ، ولم أستطع معرفة مكان الحديث" !!
قلت : أورده الغزالي في "الإحياء" في موضعين :
الأول : في "رياضة النفس" (3/ 51) بلفظ :
"اعبد الله في الرضا ، فإن لم تستطع ؛ ففي الصبر على ما تكره خير كثير" .
فقال الحافظ العراقي في "تخريجه" (3/ 51 - طبع الحلبي ،ق 109/ 1 - مخطوطة الظاهرية) :
"الطبراني في "الكبير"" !!
والآخر : في "الصبر والشكر" (4/ 54) بلفظ :
"في الصبر على ما تكره خير كثير" .
فقال الحافظ العراقي (4/ 54 - ط ،ق 144/ 1 - مخطوطة) :
"الترمذي من حديث ابن عباس ، وقد تقدم" !!
فأقول - وبالله التوفيق - :
حديث الترجمة واللفظان اللذان ذكرهما الغزالي ؛ كل ذلك طرف من حديث ابن عباس المعروف الذي أوله :
"يا غلام ! احفظ الله يحفظك ..." الحديث ؛ أخرجه أحمد ، والترمذي ، وأبو يعلى ، والطبراني في "الكبير" وغيرهم من طرق عن ابن عباس مرفوعاً - يزيد بعضهم على بعض - ، وقد ذكرها الحافظ ابن رجب في شرحه للحديث في "جامع العلوم والحكم" (ص 132-140) دون أن يخرجها ، وقد خرجت أنبأنا طائفة منها في "تخريج السنة لابن أبي عاصم" (316-318) .
وقد ذكر ابن رجب (ص 140) أن حديث الترجمة في رواية عمر مولى غفرة وغيره عن بن عباس .
قلت : ورواية عمر هذا ؛ أخرجها هناد في "الزهد" (1/ 304/ 536) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 203/ 10000) ، وهي عند الطبراني في "الكبير" (3/ 126/ 2) أيضاً عن عكرمة عن ابن عباس ، لكن ليس فيها عند الطبراني حديث الترجمة . وإنما وجدته في رواية أخرى عن ابن عباس ؛ أخرجها الحاكم (3/ 541) بإسناد منقطع ، وفيه إلى ذلك راو متروك ، وآخر مختلف فيه ؛ كما قال الذهبي .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 314) من طريق الحجاج بن فرافضة عن رجلين سماهما عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس به ، وفيه :
"فاعمل لله تعالى بالرضا واليقين ، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً" .
والحجاج بن فرافصة ؛ ضعيف ؛ قال الحافظ :
"صدوق عابد يهم" .
ومن طريقه : أخرجه أحمد (1/ 307) ؛ ولكنه أعضله ؛ فقال : عنه ، رفعه إلى ابن عباس ... فذكره مقتصراً على الشطر الثاني من حديث الترجمة .
والحديث له شاهد ؛ أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 125) من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً وفيه :
"اعبد الله بالصبر مع اليقين" .
وإسناده ضعيف جداً ؛ كما بينته في "تخريج السنة" (318) .
وجملة القول : أن حديث الترجمة من حديث ابن عباس ضعيف ؛ كما أشار إليه ابن تيمية رحمة الله عليه ؛ لأن طرقه كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، ولشدة ضعف شاهده .
وأن عزوه لرواية الترمذي وهم ، وإنما روى أصله ، وليس فيه حديث الترجمة .
وكذلك عزوه لرواية الطبراني ؛ إلا أن يعني أنه رواه من غير طريق ابن عباس ، كأبي سعيد الخدري مثلاً ، فذلك من الممكن . والله أعلم .
وقد روي من حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لعبدالله ابن عباس :
"يا غلام ! ألا أعلمك ..." الحديث ؛ وفيه حديث الترجمة .
ذكره أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (ص 406 - مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق ابن أبي الدنيا : حدثنا أبو سعد المدني : أخبرنا أبو بكر ابن شيبة الحزامي : أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن المطلب : أخبرنا زهرة بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زهرة بن عمرو ؛ أورده ابن أبي حاتم (1/ 2/ 615) من رواية ثقتين آخرين عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأبو سعيد بن المطلب ؛ مقبول عند الحافظ .
وأبو بكر بن شيبة الحزامي ؛ صدوق يخطىء .
وأبو سعد المدني ؛ لم أعرفه .
(113/1)
5108 - ( من سرق وأخاف السبيل ؛ فاقطع يده بسرقته ، ورجله بإخافته ، ومن قتل ؛ فاقتله ، ومن قتل وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام ؛ فاصلبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 185 :
$منكر$
أخرجه ابن جرير الطبري في "التفسير" (10/ 276/ 11854) عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب : أن عبدالملك بن مروان كتب إلى أنس بن مالك يسأله عن هذه الآية ، فكتب إليه أنس يخبره أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر العرنيين ، وهم من بجيلة ، قال أنس : فارتدوا عن الإسلام ، وقتلوا الراعي ، وساقوا الإبل ، وأخافوا السبيل ، وأصابوا الفرج الحرام . قال أنس : فسأل رسول الله صلي الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن القضاء فيمن حارب ؛ فقال : ... فذكره . وقال :
"في إسناده نظر" . ونحوه قول ابن كثير (2/ 51) :
"إن صح سنده" .
وتبعه صديق حسن خان ، فقال في "نيل المرام من تفسير آيات الأحكام" (ص 210) - تبعاً للشوكاني في "فتح القدير" (2/ 34) - :
"وهذا - مع ما فيه من النكارة الشديدة - لا يدرى كيف صحته" .
قلت : وهو ظاهر الضعف ، وله علتان :
الأولى : ضعف ابن لهيعة ؛ فإنه سيىء الحفظ ؛ إلا فيما رواه عنه العبادلة .
واحتجاج الشيخ أحمد شاكر به مطلقاً ؛ مما لا وجه له عندي ، بل مخالف لما عليه الأئمة النقاد من قبلنا كابن حجر وغيره .
والأخرى : تدليس الوليد بن مسلم ؛ فإنه كان يدلس تدليس التسوية ، وقد عنعن في الإسناد كله كما ترى .
وأما قول صديقنا الأستاذ محمود شاكر في تعليقه على "التفسير" :
"ثم إن يزيد بن أبي حبيب لم يدرك أن يسمع من أنس ، ولم يذكر أنه سمع منه" !
قلت : فهو إعلال عجيب غريب ؛ فإنه إذا كان لم يدرك أن يسمع من أنس ، فما فائدة قوله : "ولم يذكر أنه سمع منه" ؛ فإن هذا إنما يقال إذا أدركه ، وكان يمكنه السماع منه وكان موصوفاً بالتدليس ! وهذا وذاك من النفي منفي بالنسبة ليزيد بن أبي حبيب ؛ فإنه مات سنة ثمان وعشرين ومئة ، وقد قارب الثمانين ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" ، وابن حبان نحوه في "الثقات" (3/ 295) ، وقد توفي أنس رضي الله عنه سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين ، ومعنى هذا أنه أدرك من حياة أنس نحو خمس وثلاثين سنة ، فكيف يقال :
"لم يدرك أن يسمع من أنس" ؟! ثم هو لم يوصف بالتدليس ؛ فما معنى أن يقال فيه :
"ولم يذكر أنه سمع منه" ؟! فالمعاصرة كافية في مثله لإثبات الاتصال عند الجمهور ، كما هو معلوم .
وجملة القول : أن الحديث ضعيف ؛ لضعف ابن لهيعة ، وعنعنة الوليد .
ولذلك ؛ فلا يصح الاستدلال به على ما ذهب إليه الجمهور من أن آية المحاربة منزلة على أحوال ؛ نحو ما في هذا الحديث من التفصيل .
وذهب آخرون إلى أن (أو) فيها للتخيير ؛ كما في قوله تعالى : (فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) ونحوها من الآيات ؛ وهو الظاهر .
وقد ذهب إليه الشوكاني وصديق حسن خان ، وهو قول ابن عباس - في رواية - ، وسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وعطاء ، وغيرهم ؛ وحكي عن الإمام مالك . والله أعلم .
ثم رأيت الإمام الشافعي قد أخرج الحديث في "مسنده" (ص 111 - طبع المطبوعات العلمية) : أخبرنا إبراهيم عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس موقوفاً عليه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي - متروك .
وصالح مولى التوأمة ضعيف .
(114/1)
5109 - ( من قال : جزى الله عنا محمداً بما هو أهله ؛ أتعب سبعين كاتباً ألف صباح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 188 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 449 - مصورة الجامعة الإسلامية) قال : حدثنا ابن رشدين : حدثنا هانىء بن المتوكل : حدثنا معاوية بن صالح عن جعفر بن محمد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن عكرمة إلا جعفر ، ولا عنه إلا معاوية ، تفرد به هانىء" .
قلت : قال ابن حبان :
"كان تدخل عليه المناكير ، وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال ، فمن مناكيره ..." .
قلت : فساق له أحاديث ، هذا أحدها .
ومن طريقه : أخرجه الطبراني في "الكبير" أيضاً (3/ 124/ 2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 230) .
وأشار المنذري في "الترغيب" (2/ 282) إلى تضعيف الحديث . وقال الهيثمي (10/ 163) :
"هانىء ضعيف" .
(115/1)
5110 - ( من صلى علي في يوم [الجمعة] ألف مرة ؛ لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 189 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن سمعون في "الأمالي" (172/ 1) عن محمد ابن عبدالعزيز الدينوري : أخبرنا قرة بن حبيب القشيري : أخبرنا الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس بن مالك مرفوعاً .
ومن هذا الوجه : أخرجه ابن شاهين في "الترغيب والترهيب" (ق 261/ 2) ؛ وإليه عزاه المنذري (2/ 281) مشيراً إلى تضعيفه .
قلت : وعلته : الحكم بن عطية ؛ فإنه ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
والدينوري شر منه ؛ قال الذهبي :
"ليس بثقة ؛ أتى ببلايا" .
لكن رواه الأصبهاني في "ترغيبه" (ص 234 - مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق محمد بن عبدالله بن محمد بن سنان القزاز البصري : أخبرنا قرة بن حبيب به .
ومحمد بن عبدالله بن محمد ؛ لم أعرفه ، ولعل الأصل : "... عن محمد بن سنان" ؛ فإن محمد بن سنان القزاز البصري معروف ، وهو ضعيف . والله أعلم .
وقال السخاوي في "القول البديع" (ص 95) :
"رواه ابن شاهين في "ترغيبه" وغيره ، وابن بشكوال من طريقه ، وابن سمعون في "أماليه" ؛ وهو عند الديلمي من طريق أبي الشيخ الحافظ ، وأخرجه الضياء في "المختارة" وقال :
"لا أعرفه من حديث الحكم بن عطية ، قال الدارقطني : حدث عن ثابت أحاديث لا يتابع عليها . وقال أحمد : لا بأس به ؛ إلا أن أبا داود الطيالسي روى عنه أحاديث منكرة . قال : وروي عن يحيى بن معين أنه قال : هو ثقة" .
قلت (السخاوي) : وقد رواه غير الحكم ، وأخرجه أبو الشيخ من طريق حاتم ابن ميمون عن ثابت ؛ ولفظه :
"لم يمت حتى يبشر بالجنة" .
وبالجملة ؛ فهو حديث منكر : كما قاله شيخنا" .
يعني الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله .
وقال في مكان آخر (145) :
"أخرجه ابن شاهين بسند ضعيف" .
قلت : وسقط الحديث من مطبوعة "المختارة" ، وليس فيه ترجمة لـ (الحكم ابن عطية) عن ثابت عن أنس . فالظاهر أنها كانت قصاصة من القصاصات التي كان يلحقها بمكانها ، وقد شاهدت منها الشيء الكثير في نسخة الظاهرية ، وهي بخط المؤلف رحمه الله ، وهذه ربما ضاعت أو لم تصور .
(116/1)
المفضلات