صفحة 63 من 64 الأولىالأولى ... 3353596061626364 الأخيرةالأخيرة
النتائج 621 إلى 630 من 634
 
  1. #621
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5391 - ( من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله ؛ فليس ذلك بمؤمن ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 654 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الخرائطي في "مساوي الأخلاق" (ق 36/ 1- مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق سويد بن عبدالعزيز : حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وزاد :
    "وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
    الأولى : سويد بن عبدالعزيز ؛ قال الذهبي :
    "واه جداً" .
    الثانية : عثمان بن عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - ضعيف ؛ كما قال العسقلاني وغيره .
    الثالثة : أبوه عطاء ؛ قال الحافظ :
    "صدوق ، يهم كثيراً ، ويرسل ويدلس" .
    وأما الزيادة ؛ فهي صحيحة ؛ لورودها من طرق عن جمع من الصحابة ، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" تحت الحديث (549) .
    (تنبيه) : أورد المنذري الحديث في "الترغيب" (3/ 236) بزيادة :
    "أتدري ما حق الجار ؟ ..." الحديث . وقال :
    "رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" . وأشار إلى ضعفه ! والذي رأيته في "مكارم الأخلاق" المطبوعة (ص 40) أوله : "أتدري ..." إلخ ؛ ليس في أوله حديث الترجمة ، وقد سبق تخريجه برقم (2587) ، وإسنادهما واحد ، فلا أدري أوهم المنذري فجعلهما حديثاً واحداً ، أم هو رواية في "المكارم" المطبوعة ؟! وظني أن فيها خرماً ، أو أن المنذري استجاز جعلهما حديثاً واحداً ؛ لما رأى وحدة سندهما ! والله أعلم .

    (/1)


    5392 - ( صلاة المرابط تعدل خمس مئة صلاة ؛ ونفقة الدينار والدرهم فيه أفضل من سبع مئة دينار ينفقه في غيره ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 655 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (101/ 2) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (ص 245) من طريق أبي الشيخ ، وهذا عن ابن أبي عاصم ، والبيهقي في "الشعب" (4/ 43/ 4295) بسنده عن جميع ابن ثوب عن خالد بن معدان عن أبي أمامة به مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته جميع - بالفتح ؛ ويقال : بالضم - ؛ وهو ضعيف جداً ؛ كما يفيده قول البخاري فيه :
    "منكر الحديث" .
    وكذا قال الدارقطني وغيره . وقال النسائي :
    "متروك الحديث" .
    والحديث ؛ أورده المنذري (2/ 152) من رواية البيهقي ، وأشار إلى تضعيفه ، وأتبعه بقوله :
    "وروى أبو الشيخ وغيره من حديث أنس : "إن الصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة" . وفيه نكارة" .

    (/1)


    5393 - ( إن فيهم - يعني : قريشاً - لخصالاً أربعة (!) : إنهم لأصلح الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة عند مصيبة ، وأوشكهم كرة بعد فرة ، وأمنعهم من ظلم الملوك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 656 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 207 - نسختي) : حدثنا أحمد بن رشدين قال : أخبرنا عبدالملك بن شعيب بن الليث قال : أخبرنا عبدالله بن وهب قال : أخبرنا الليث بن سعد قال : حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال : قال المستورد الفهري : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول - وذكر قريشاً - : ... فذكره . وقال :
    "تفرد به عبدالملك بن شعيب بن الليث" .
    قلت : هو ثقة من رجال مسلم ، وكذلك من فوقه .
    لكن الراوي عنه أحمد بن رشدين - وهو أحمد بن محمد بن الحجاج المصري - ؛ قال ابن عدي - كما في "الميزان" - :
    "كذبوه ، وأنكرت عليه أشياء" .
    ثم ذكر الذهبي أحاديث أنكرت عليه من أباطيله . وكان ينبغي أن يذكر هذا الحديث منها ؛ لمخالفة ابن رشدين للإمام مسلم في "صحيحه" ؛ فإنه قال (8/ 176) : حدثنا عبدالملك بن شعيب بن الليث : حدثني عبدالله بن وهب ... فساقه إلى المستورد القرشي قال - عند عمرو بن العاص - : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "تقوم الساعة والروم أكثر الناس" .
    فقال له عمرو : أبصر ما تقول ! قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم .
    قال : لئن قلت ذلك ؛ إن فيهم لخصالاً أربعاً ... فذكرها ؛ كما في حديث الترجمة ؛ إلا أنه قال : "لأحلم" مكان : "لأصلح" . وزاد : "وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك" .
    ومن هذا يتبين أن الحديث عند عبدالملك موقوف على عمرو بن العاص ، جعله ابن رشدين مرفوعاً من رواية المستورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قاله في قريش !
    وذلك من أكاذيبه أو أخطائه .
    وخفي هذا على الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (10/ 26-27) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه أحمد بن رشدين ، وهو ضعيف ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !

    (/1)


    5394 - ( من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر ، أو إدخال سرور ؛ رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 657 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم - 3518) من طريق إدريس ابن يونس الحراني قال : أخبرنا يحيى بن عمر بن صباح قال : حدثنا سليمان بن وهب عن إبراهيم بن أبي عبلة عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء مرفوعاً به . وقال :
    "لم يروه عن إبراهيم إلا سليمان ، ولا عن سليمان إلا يحيى ، تفرد به إدريس ابن يونس" .
    قلت : قال ابن القطان :
    "لا يعرف حاله" .
    ويحيى بن عمر بن صباح ؛ لعله الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 174) :
    "يحيى بن عمر الليثي ، روى عن العلاء بن عبدالكريم ، ومسكين أبي فاطمة ، و ... روى عنه عبدالله بن أحمد الدورقي . قال أبي : لا أعرفه" .
    قلت : ولعل آفة الحديث شيخه سليمان بن وهب ؛ فقد أخرجه أبو الفضل بن طاهر في "الكلام على أحاديث الشهاب" من طريق أخرى عنه به ؛ قال :
    "سليمان بن وهب : هو النخعي . ووهب جده ، وهو سليمان بن عمرو" .
    قلت : وهو معروف بالكذب والوضع ، وقد تقدمت له أحاديث .
    والحديث ؛ سكت عنه المنذري (3/ 252) ثم الهيثمي (8/ 192) !
    وعزاه الأول لـ "كبير الطبراني" أيضاً .
    وقد روي نحوه من حديث عائشة وابن عمر بإسنادين واهيين جداً ، وسيأتي تخريجهما برقم (5771) .
    ثم رأيته في "الترغيب" للأصبهاني (1/ 482-483) من طريق عبدالوهاب ابن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش عن شريح بن عبيد عن أبي الدرداء به .
    وعبدالوهاب هذا متروك .

    (/1)


    5395 - ( رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطاً ؛ جرى عليه عمله الذي كان يعمل ، وأمن الفتان ، ويبعث يوم القيامة شهيداً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 659 :
    $منكر بذكر (الشهيد)$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6179) : حدثنا بكر بن سهل : حدثنا شعيب بن يحيى عن نافع بن يزيد قال : أخبرني معاوية ابن يزيد بن شرحبيل أن عبدالله بن الوليد مولى المغيرة حدثه أنه سمع ابن أبي زكريا يحدث عن شرحبيل بن السمط :
    أنه رأى سلمان الفارسي وهو مرابط بساحل حمص ، فقال : ما لك على هذا ؟ قال : مرابط . قال سلمان : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ بكر بن سهل ضعيف ؛ كما قال النسائي وغيره .
    ومعاوية بن يزيد بن شرحبيل ، وشيخه عبدالله بن الوليد مولى المغيرة ؛ لم أعرفهما .
    ولعل الهيثمي أرادهما بقوله في "مجمع الزوائد" (5/ 290) :
    "رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم" .
    وسائر الرواة معروفون .
    وابن أبي زكريا اسمه عبدالله الخزاعي ، وهو ثقة ، وقد توبع كما يأتي .
    وفي "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 388) :
    "معاوية بن يزيد بن أبي الزرقاء البغدادي ، روى عن عبدالرحمن بن محمد المحاربي" .
    فيحتمل أن يكون هو ابن شرحبيل ؛ فإنه من هذه الطبقة . والله أعلم .
    والحديث ؛ أخرجه أحمد (5/ 440،441) من طريقين آخرين عن ابن أبي زكريا به ؛ دون قوله :
    ".. ويبعث يوم القيامة شهيداً" .
    فهي زيادة منكرة ؛ لتفرد الطبراني بها في هذا الطريق المظلم .
    ومما يؤكد ذلك : أنه تابعه جمع من الثقات عن شرحبيل بن السمط به ؛ دون الزيادة .
    أخرجه مسلم (6/ 51) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 101-102) ، والحاكم (2/ 80) ، والطبراني أيضاً (6177،6178،6180) .
    ثم رواه الطبراني (6077،6134) من طريقين آخرين عن سلمان به نحوه ، دون الزيادة ؛ فهي زيادة باطلة .




    5396 - ( يقول الله عز وجل : من عادى لي ولياً ؛ فقد ناصبني بالمحاربة ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ؛ كترددي عن الموت المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته .

    وربما سألني وليي المؤمن الغنى ؛ فأصرفه من الغنى إلى الفقر ، ولو صرفته إلى الغنى ؛ لكان شراً له .

    إن الله عز وجل قال : وعزتي ، وجلالي ، وعلوي ، وبهائي ، وجمالي ؛ وارتفاع مكاني ! لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه ؛ إلا أثبت أجله عند بصره ، وضمنت السماء والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 661 :

    $ضعيف جداً$

    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12719) : حدثنا عبيد بن كثير التمار : حدثنا محمد بن الجنيد : حدثنا عياض بن سعيد الثمالي عن عيسى بن مسلم القرشي عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .

    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً مظلم ؛ فإن ما بين ابن عباس والشيخ التمار ؛ لم أجد لهم ترجمة ، وقال الهيثمي (10/ 270) :

    "رواه الطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم" .

    قلت : الشيخ التمار متروك الحديث ؛ كما قال الأزدي والدارقطني . وقال ابن حبان :

    "أدخلت عليه نسخة مقلوبة" .

    قلت : فهو آفة الحديث ؛ فما كان للهيثمي أن يغفل عنه !

    (/1)


    5397 - ( يا جارية ! هذه صفة المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك (يعني : حاتماً الطائي) مسلماً ؛ لترحمنا عليه ! خلوا عنها ؛ فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 661 :

    $موضوع$

    أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (باب وفد طيىء - من المجلد الثاني - مخطوطة الأوقاف الحلبية) ، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 32/ 1 و 19/ 223/ 1) عن أبي سعيد عبيد بن كثير بن عبدالواحد الكوفي : حدثنا ضرار بن صرد قال : حدثنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبدالرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال : قال علي ابن أبي طالب :

    لما أتي بسبايا طيىء وقفت جارية [حمراء ، لعساء ، دلفاء ، عيطاء ، شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء الكعبين ، خدلة الساقين ، لفاء الفخذين ؛ خميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين .

    قال : فلما رأيتها أعجبت بها ، وقلت : لأطلبن إلى رسول الله [أن] يجعلها في فيئي ، فلما تكلمت ؛ أنسيت جمالها من فصاحتها] ؛ فقالت : يا محمد ! إن رأيت أن تخلي عنا ، ولا تشمت بنا أحياء العرب ؛ فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقري الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ولم يرد طالب حاجة قط ! أنبأنا ابنة حاتم طيىء . فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .

    فقام أبو بردة بن نيار فقال : يا رسول الله ! تحب مكارم الأخلاق ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

    "والذي نفسي بيده ! لا يدخل أحد الجنة إلا بحسن الخلق" .

    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وله علل :

    الأولى : جهالة عبدالرحمن بن جندب ؛ أورده الحافظ في "اللسان" ، وقال :

    "مجهول" .

    الثانية : أبو حمزة الثمالي - واسمه ثابت بن أبي صفية - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :

    "ضعيف رافضي" .

    الثالثة : ضرار بن صرد ؛ قال الحافظ :

    "صدوق له أوهام" .

    الرابعة : عبيد بن كثير - وهو التمار ، شيخ الطبراني في الحديث المتقدم قبله - ، وهو ضعيف جداً كما عرفته .

    وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير بقوله عقب الحديث :

    "هذا حديث حسن المتن ، غريب الإسناد جداً ، عزيز المخرج" !

    وأما تحسينه لمتنه ؛ فالظاهر أنه يعني : الحسن اللغوي ، لا الاصطلاحي ؛ أي : من حيث المعنى ، ولعله عنى المقدار المرفوع منه فقط ، وإلا ؛ فيد الصنع والوضع ظاهرة فيه عندي ، لا سيما في وصف علي رضي الله عنه للجارية ، كما لو كان رآها عارية أمام النبي صلي الله عليه وسلم ! وإلا ؛ فمن أين له أن يصفها بقوله :

    (خدلة الساقين) ؛ أي : ممتلئة الساقين ؟! بل قوله :

    (لفاء الفخذين) ؛ أي : سمينتهما ، بحيث تدانيا من السمن ؟! وقوله :

    (خميصة الخصرين) ؛ أي : ضامرة الخصرين ؟! وقوله :

    (ضامرة الكشحين) ؛ وكأنه تفسير لما قبله ؛ فإن الكشح ما بين الخاصرة والضلوع ؟! وقوله :

    (مصقولة المتنين) ؛ أي : ناعمة المنكبين ؟!

    ومعنى (حمراء) : البيضاء أو الشقراء ، ومنه الحديث الموضوع :

    "خذوا نصف دينكم عن الحميراء" ؟! وقوله :

    (لعساء) ؛ أي : باطن شفتها أسود ؟! وقوله :

    (دلفاء) ؛ أي : تمشي رويداً ، وتقارب الخطى من سمنها ؟! وقوله :

    (عيطاء) ؛ أي : طويلة العنق ؟! وقوله :

    (درماء الكعبين) ؛ أي : غطاهما اللحم والشحم ، حتى لم يبن لهما حجم ؟!

    ثم رأيت الحافظ ابن حجر قد ساق الحديث في "تخريج المختصر" (ق 45/ 1-2) من طريق البيهقي به ؛ واقتصر على تضعيفه بقوله :

    "هذا حديث غريب ، أخرجه الحاكم في "الإكليل" هكذا ، والبيهقي في "الدلائل" من طريقه ..." !

    ولم يبين علله !!

    (/1)


    5398 - ( إذا رأيت من أخيك ثلاث خصال ؛ فارجه : الحياء ، والأمانة ، والصدق . وإذا لم ترها منه ؛ فلا ترجه ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 664 :

    $ضعيف جداً$

    أخرجه ابن عدي في مقدمة "الكامل" (ص 252 - طبع بغداد) من طريق أبي زهير قال : حدثنا رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :

    "لم نكتبه إلا بهذا الإسناد" .

    قلت : وهو ضعيف جداً ؛ رشدين هذا ؛ قال أحمد ، والبخاري :

    "منكر الحديث" .

    وضعفه جماعة . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 302) :

    "كثير المناكير ، يروي عن أبيه أشياء ليست حديث الأثبات عنه ، كان الغالب عليه الوهم والخطأ" .

    والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" للديلمي أيضاً .

    وقد ذكر المعلق على "ابن عدي" - الأستاذ السامرائي - أنه في "مسند الفردوس" (مخطوط ورقة 23 - تسديد القوس) .

    ونقل عن العلائي أنه قال في رشدين : "ضعيف" . لكن وقع في نقله : (راشد) ، وكذلك وقع في المقدمة ! وهو من الأخطاء المطبعية الكثيرة والكثيرة جداً ، التي وقعت في مطبوعته هذه ، والظاهر أنه لم يقم هو بنفسه على تصحيح تجاربها . والله أعلم .

    (/1)


    5399 - ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال ، فيغفرها الله لهم ، ويضعها على اليهود والنصارى ... فيما أحسب ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 665 :

    $شاذ$

    أخرجه مسلم (8/ 105) من طريق شداد أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . قال أبو روح : لا أدري ممن الشك ؟!

    أورده شاهداً لما ساقه من قبل من ثلاثة طرق عن أبي بردة بلفظ :

    "إذا كان يوم القيامة ؛ دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً ، فيقول : هذا فكاكك من النار" .

    هذا لفظ طلحة بن يحيى عن أبي بردة . ولفظ عون وسعيد بن أبي بردة :

    "لا يموت رجل إلا أدخل الله مكانه النار يهودياً أو نصرانياً" .

    قلت : وهذا أخرجه أحمد (4/ 391،398) - عنهما - ، والطيالسي (499) - عن سعيد وحده - . وتابعهما عمارة القرشي : عند أحمد (4/ 407) .

    وأما لفظ طلحة بن يحيى ؛ فأخرجه أحمد أيضاً (4/ 410) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 80) .

    وقد تابعه عليه بريد - وهو ابن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري - : عند أحمد (4/ 402) .

    وتابعه أيضاً محمد بن المنكدر ، ومعاوية بن إسحاق : عنده (4/ 407-408) .

    وعبدالملك بن عمير : عند ابن عساكر بنحوه ، وتقدم لفظه في "الصحيحة" برقم (1381) .

    قلت : وطلحة بن يحيى وإن كان فيه كلام من قبل حفظه ؛ حتى قال الحافظ فيه :

    "صدوق يخطىء" !

    فحديثه قوي بهذه المتابعات الكثيرة ، لا سيما وله شاهد من حديث أنس ، ذكرته تحت الرقم المذكور ، فالحديث بهذين اللفظين صحيح .

    وأما اللفظ الأول ؛ فهو منكر أو شاذ على الأقل ؛ لأنه تفرد به الراسبي ، وهو وإن كان وثقه أحمد وغيره ؛ فقد ضعفه شيخه عبدالصمد بن عبدالوارث . وقال العقيلي :

    "له غير حديث لا يتابع عليه" . وقال ابن حبان :

    "ربما أخطأ" . وقال الدارقطني :

    "يعتبر به" . وقال الحاكم أبو أحمد :

    "ليس بالقوي عندهم" .

    قلت : فهذه الأقوال تدل على أن الرجل لم يكن قوياً في حفظه ، وإن كان صدوقاً في نفسه . ولذلك ؛ لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد ؛ كهذا الحديث . وقال الحافظ في "التقريب" :

    "صدوق يخطىء" .

    فمثله حديثه مرشح للتقوية بالشاهد والمتابعة ، أو للضعف بالمخالفة كحديث الترجمة .

    وبها أعله البيهقي ، فقال في "شعب الإيمان" (1/ 266-267) - بعد أن ساق الحديث الصحيح من الطرق الثلاث عند مسلم وأتبعه بحديث الترجمة - :

    "فهذا حديث شك فيه [بعض] رواته ، وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه ، وإن كان مسلم استشهد به في كتابه ؛ فليس هو ممن يقبل منه ما يخالف فيه ، والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد ، وهو واحد ، وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه ، فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه ، مع خلاف ظاهر ما رواه الأصول الصحيحة الممهدة في أن لا تزر وازرة وزر أخرى . والله أعلم" .

    قلت : وهذا منه رحمه الله في غاية التحقيق ، وإليه يرجع الفضل في تنبهي لهذه العلة ، بعد أن كنت أوردت الحديث في "صحيح الجامع" برقم (7891) اعتماداً مني على الإمام مسلم ، وليس بتحقيقي ؛ اتباعاً للقاعدة الغالبة : أن ما أخرجه الشيخان أو أحدهما ؛ فقد جاوز القنطرة ، لا سيما والعمر أقصر ، والوقت أضيق من التوجه إلى نقد "الصحيحين" ؛ للتعرف على الأحاديث القليلة التي يمكن أن تكون معلولة عند العارفين بهذا العلم . بينما مجال نقد أحاديث غيرهما من كتب السنة واسع جداً .

    وهذا ما جريت عليه في كل مؤلفاتي ؛ إلا في بعض الأحوال النادرة ، مما جرني إليه البحث والتحقيق ، أو نبهني على ذلك بعض من سبقني من أهل العلم والتوفيق ، كهذا الحديث ، والحمد لله وحده .

    من أجل ذلك - وتعاوناً على البر والتقوى - أرجو من كل من كان عنده نسخة من "ضعيف الجامع الصغير" أن ينقل إليه هذا الحديث ، والله تعالى أسأل أن يغفر لنا خطايانا ، وأن لا يؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا ؛ إنه سميع مجيب !

    هذا ؛ وممن لم يتنبه لعلة هذا الحديث الإمام النووي رحمه الله ؛ فإنه تأوله توفيقاً بينه وبين الأصول التي أشار إليها البيهقي رحمه الله تعالى ؛ ولا حاجة إلى ذلك كما سبق .

    وأما كون الكافر في النار مكان المسلم فيها . وفكاكاً له منها ؛ فقد جاء بيانه في قوله صلي الله عليه وسلم :

    "ما منكم من أحد إلا له منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فإذا مات فدخل النار ؛ ورث أهل الجنة منزله ، فذلك قوله تعالى : (أولئك هم الوارثون)" .

    وهو مخرج في "الصحيحة" (2279) .

    ونحوه في "صحيح البخاري" (6569) ، وهو من حديث أبي هريرة .

    وبه احتج البيهقي على ما ذكرنا من المعنى ، فقال عقبه :

    "ويشبه أن يكون هذا الحديث تفسيراً لحديث الفداء ، فالكافر إذا أورث على المؤمن مقعده من الجنة ، والمؤمن إذا أورث على الكافر مقعده من النار ؛ يصير في التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر . والله أعلم" .

    ونحوه في "شرح مسلم" للنووي ؛ فراجعه إن شئت .

    (/1)


    (فائدة) : قد أطال الإمام البخاري الكلام في إعلال حديث الفداء الصحيح هذا بذكر طرقه عن أبي بردة عن أبيه - وقد ذكرت آنفاً بعضها - ، ثم ختم ذلك بقوله (1/ 1/ 37-39) :

    "والخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم في الشفاعة ، وأن قوماً يعذبون ثم يخرجون : أكثر وأبين وأشهر" !

    ولست أرى فيما ذكره ما يصح أن يعل الحديث به ؛ لأنه ليس صريحاً في نفي العذاب عن كل مؤمن ، حتى على الرواية التي صدر بها كلامه بلفظ :

    إن أمتي أمة مرحومة ، جعل عذابها بأيديها في الدنيا" ، وقد خرجته في "الصحيحة" (959) ! ولذلك ؛ قال البيهقي في الرد عليه - بعد أن ذكر خلاصة كلامه - :

    "والحديث قد صح عند مسلم وغيره رحمهم الله من الأوجه التي أشرنا إليها وغيرها ، ووجهه ما ذكرناه ، وذلك لا ينافي حديث الشفاعة ؛ فإن حديث الفداء - وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن - فيحتمل أن يكون المراد به كل مؤمن قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته ، ففي بعض ألفاظه :

    "إن أمتي أمة مرحومة ، جعل الله عذابها بأيديها ، فإذا كان يوم القيامة ؛ دفع الله إلى رجل من المسلمين رجلاً من أهل الأديان ؛ فكان فداءه من النار" . وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تصر ذنوبه مكفرة في حياته . ويحتمل أن يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة . والله أعلم" .

    (/2)


    5400 - ( شهر رمضان شهر أمتي ، ترمض فيه ذنوبهم ، فإذا صامه عبد مسلم ، ولم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها ) .

    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 670 :

    $ضعيف جداً$

    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ص 228) عن الحاكم معلقاً عليه بسنده إلى عصام بن طليق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .

    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وفيه علتان :

    الأولى : أبو هارون العبدي متروك ، وتقدم مراراً .

    والأخرى : عصام بن طليق ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وقال ابن معين :

    "ليس بشيء" .

    والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" من رواية أبي الشيخ ، وأشار إلى تضعيفه ، ولفظه :

    "إن شهر رمضان شهر أمتي ، يمرض مريضهم فيعودونه ، فإذا صام مسلم لم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ، سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها" .

    وتعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" (124/ 1) بما خلاصته : أن عزوه لأبي الشيخ وهم ، وإنما هو في "مسند الفردوس" وغيره .

    قلت : قد سقت الحديث بلفظ "المسند" . وبمقابلته باللفظ المعزو لأبي الشيخ ؛ يظهر أن بينهما فرقاً جلياً ؛ فإن في كل منهما من الزيادة ما ليس في الآخر ، فإن ثبت الوهم - وهذا ما أستبعده - ؛ فهو وهم في المتن أيضاً . والله أعلم .

    ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ يرويه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي : حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي عن عمرو بن محمد الأصبهاني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به . وقال : ... الحديث بطوله .

    أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 28) في ترجمة (عمرو بن محمد الأصبهاني) ، وقال :

    "يروي عن زيد بن أسلم ، وأراه صحفه بعض الرواة ، وهو عندي (عمر بن محمد بن صبهان)" .

    قلت : وهذا ؛ قال الذهبي في "المغني" :

    "ساقط . قال أبو زرعة : واه" .

    والآفة : من الراوي عنه (محمد بن إبراهيم الشامي) ؛ فإنه كذاب ؛ كما قال الدارقطني ، ولعله الذي صحف اسم شيخ شيخه عمداً ! وقال الحاكم :

    "روى عن الوليد بن مسلم وسويد بن عبدالعزيز أحاديث موضوعة" . وقال ابن حبان :

    "يضع الحديث على الشاميين" .

    ورأيت الحديث في "الدر المنثور" (1/ 188) برواية أبي الشيخ مثل لفظ "الترغيب" ؛ ومن الظاهر أنه نقله منه !

    (/1)









  2. #622
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5401 - ( يا جبريل ! ما لي أراك متغير اللون ؟! فقال :
    ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    يا جبريل ! صف لي النار ، وانعت لي جهنم ! فقال جبريل :
    إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداءً مظلمة ، لا يضيء شررها ، ولا يطفأ لهبها . والذي بعثك بالحق ! لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم ؛ لمات من في الأرض كلهم جميعاً من حره . والذي بعثك بالحق ! لو أن ثوباً من ثياب النار علق بين السماء والأرض ؛ لمات من في الأرض جميعاً من حره . والذي بعثك بالحق ! لو أن خازناً من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا ، فنظروا إليه ؛ لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه . والذي بعثك بالحق ! لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا ؛ لا رفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى السفلى . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    حسبي يا جبريل ! لا ينصدع قلبي فأموت . قال : فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي . فقال :
    تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت به ؟! قال :
    وما لي لا أبكي ! أن أحق بالبكاء ؛ لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس ؛ فقد كان من الملائكة . وما يدريني لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت . قال : فبكى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وبكى جبريل عليه السلام ، فما زالا يبكيان حتى نوديا أن : يا جبريل ! ويا محمد ! إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه .
    فارتفع جبريل عليه السلام ، وخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون ؛ فقال :
    أتضحكون ووراءكم جهنم ؟! فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ، ولما أسغتم الطعام والشراب ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل .
    فنودي : يا محمد ! لا تقنط عبادي ، إنما بعثتك ميسراً ، ولم أبعثك معسراً . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : سددوا وقاربوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 674 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 2750 - مصورتي) من طريق الحكم بن مروان الكوفي قال : أخبرنا سلام الطويل عن الأجلح بن عبدالله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال : قال عمر بن الخطاب :
    جاء جبريل إلى النبي صلي الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ، فقام إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... فذكره . وقال :
    "لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سلام" .
    قلت : قال الهيثمي (10/ 387) :
    "وهو مجمع على ضعفه" .
    قلت : بل اتهمه بعضهم بالكذب . بل قال ابن حبان (1/ 339) :
    "يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها" . وقال الحاكم :
    "روى أحاديث موضوعة" .
    قلت : وهذا في نقدي من موضوعاته ؛ فإن قوله عن إبليس :
    "كان من الملائكة" ؛ مخالف لقوله تعالى : (كان من الجن ففسق عن أمر ربه) .
    ولا يصح تفسير الآية بأن المراد الملائكة وأنه أطلق عليهم (الجن) ؛ لأنهم لا يرون ؛ لأن القرآن والسنة مصرحان بأن إبليس خلق من نار ، والحديث يصرح بأن الملائكة خلقت من نور .
    وكذلك ذكره فيه هاروت وماروت ، فيه إشارة إلى قصتهما المعروفة مع الزهرة ، وهي من الإسرائيليات الباطلة التي لا يصح نسبتها إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؛ كما تقدم برقم (170،912،913) .

    (/1)


    5402 - ( إن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم حزيناً لا يرفع رأسه ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم :
    ما لي أراك - يا جبريل - حزيناً ؟! قال :
    إني رأيت لفحة من جهنم ؛ فلم يرجع إلي روحي بعد ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 675 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 5472) عن محمد ابن علي بن خلف العطار قال : أخبرنا محمد بن علي بن عبدالله بن محمد بن عمر ابن علي قال : حدثني أبي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر به ، وقال :
    "لم يروه عن زيد بن أسلم إلا علي بن عبدالله ، تفرد به محمد بن علي بن خلف" .
    قلت : هو متهم ؛ قال ابن عدي :
    "عنده عجائب ، وهو منكر الحديث" .
    وأما الخطيب ؛ فذكر توثيقه في "التاريخ" (3/ 57) عن محمد بن منصور !
    وأما محمد بن علي بن عبدالله ... فلم أجد له ترجمة .
    وكذا أبوه .
    لكني وجدت في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 194) :
    "علي بن عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب . روى عنه داود ابن عبدالله بن أبي الكرام الجعفري . سمعت أبي يقول : سمعت داود الجعفري يقول : قال لي علي بن عبيدالله - وكان أبصر الناس بالطب - وفي نسخة : بالطلب -" .
    قلت : فلعله هذا .
    وعلى كل حال ؛ فهو مجهول .

    (/1)


    5403 - ( ينشىء الله سحابة لأهل النار ، فيقال : يا أهل النار ! أي شيء تطلبون ؟ فيذكرون سحابة الدنيا ، فيقولون : يا ربنا ! الشراب . فتمطرهم أغلالاً تزيد في أغلالهم ، وسلاسل تزيد في سلاسلهم ، وجمراً تلتهب عليهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 676 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ق 143/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (4115 - ط) ، وابن عدي (6/ 394) من طريق منصور بن عمار (وقال الطبراني : ابن عباد . وهو تصحيف) قال : أخبرنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية رفع الحديث إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره ، ولم يذكر ابن أبي الدنيا الرفع - والسياق للطبراني - وقال :
    "لا يروى عن يعلى إلا بهذا الإساد ، تفرد به منصور" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 176) عن أبيه :
    "ليس بالقوي ، صاحب مواعظ" . وقال ابن عدي :
    "منكر الحديث" .
    وبشير بن طلحة ؛ قال أحمد :
    "ليس به بأس" .
    وخالد بن دريك : هو الشامي ، ثقة ؛ لكنه عن يعلى بن منية مرسل .
    فالحديث له علتان ؛ بل ثلاث :
    الإرسال ، وضعف ابن عمار ، واضطرابه في رفعه ووقفه .
    وقد أشار إلى هذه العلة الأخيرة الحافظ المنذري ، فقال (4/ 232) :
    "رواه الطبراني ، وقد روي موقوفاً عليه ، وهو أصح" .
    وأما الهيثمي ؛ فقال (10/ 390) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من فيه ضعف قليل ، ومن لم أعرفه" !

    (/1)


    5404 - ( الرفق يمن ، والخرق شؤم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 677 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4243) عن إسماعيل ابن توبة القزويني قال : أخبرنا محمد بن الحسن عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن المعلى إلا محمد ، تفرد به إسماعيل" .
    قلت : وهو صدوق .
    وشيخه محمد بن الحسن - وهو الفقيه الشيباني تلميذ أبي حنيفة - لينه النسائي من قبل حفظه .
    فالآفة من المعلى بن عرفان ؛ فإنه منكر الحديث ؛ كما قال البخاري . وقال النسائي :
    "متروك الحديث" .
    وبه أعله الهيثمي ، فقال (8/ 19) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه المعلى بن عرفان ، وهو متروك" .
    قلت : وقد روي من حديث عائشة رضي الله عنها ، وقد مضى الكلام عليه برقم (3889) .

    (/1)


    5405 - ( لما فتح الله على نبيه صلي الله عليه وسلم خيبر ؛ أصابه من سهمه أربعة أزواج نعال ، وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواقي ذهب وفضة ، وحمار أسود . قال : فكلم النبي صلي الله عليه وسلم الحمار ، فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد ابن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً ، كلهم لم يركبهم إلا نبي ، ولم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، أتوقعك أن تركبني ، وكنت قبلك لرجل من اليهود ، وكنت أعثر به عمداً ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : قد سميتك يعفوراً ، يا يعفور ! قال : لبيك . قال : أتشتهي الإناث ؟ قال : لا ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركبه في حاجته ؛ فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل ، فيأتي الباب فيقرعه برأسه ، فإذا خرج إليه صاحب الدار ؛ وأمأ إليه أن : أجب رسول الله صلي الله عليه وسلم . قال : فلما قبض النبي عليه الصلاة والسلام ؛ جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان ؛ فتردى فيها ، فصارت قبره ؛ جزعاً منه على رسول الله صلي الله عليه وسلم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 679 :
    $موضوع$
    أورده ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" (3/ 308) في ترجمة محمد بن مزيد أبي جعفر مولى بني هاشم عن أبي حذيفة موسى بن مسعود عن عبدالله بن حبيب الهذلي عن أبي عبدالرحمن السلمي عن أبي منظور - وكانت له صحبة - قال : ... فذكره . وقال عقبه :
    "وهذا حديث لا أصل له ، وإسناده ليس بشيء ، ولا يجوز الاحتجاج بهذا الشيخ" .
    وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 294) ، وقال :
    "هذا حديث موضوع ، فلعن الله واضعه ؛ فإنه لم يقصد إلا القدح في الإسلام والاستهزاء به !" .
    ثم نقل كلام ابن حبان المذكور آنفاً ، وأقروه عليه ، كالحافظ الذهبي في "الميزان" ، والعسقلاني في "اللسان" ، وفي "الفتح" (كتاب الجهاد) .
    وقد خفي حال أبي جعفر هذا على الخطيب البغدادي ، فترجمه في "التاريخ" (3/ 287-288) دون أن يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً !

    (/1)


    5406 - ( دخل رجل على أهله ، فلما رأى ما بهم من الحاجة ؛ خرج إلى البرية ، فلما رأت امرأته ؛ قامت إلى الرحى فوضعتها ، وإلى التنور فسجرته ، ثم قالت : اللهم ارزقنا ! فنظرت ؛ فإذا الجفنة قد امتلأت ، قال : وذهبت إلى التنور فوجدته ممتلئاً . قال : فرجع الزوج قال : أصبتم بعدي شيئاً ؟ قالت امرأته : نعم ؛ من ربنا ؛ فأم إلى الرحى [فرفعها] ؛ فذكر ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم ؟! فقال :
    أما إنه لو لم يرفعها ؛ لم تزل تدور إلى يوم القيامة .
    شهدت النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول :
    والله ! لأن يأتي أحدكم صبيراً ، ثم يحمله ؛ يبيعه فيستعف منه ؛ خير له من أن يأتي رجلاً يسأله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 680 :
    $......$
    أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 513) قال : حدثنا ابن عامر : أنبأنا أبو بكر عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال : ... فذكره .
    ثم قال (2/ 421) : حدثنا هاشم بن القاسم قال : حدثنا عبدالحميد - يعني : ابن بهرام - قال : حدثنا شهر بن حوشب قال : قال أبو هريرة :
    بينما رجل وامرأة له في السلف الخالي لا يقدران على شيء ؛ فجاء الرجل من سفره ، فدخل على امرأته جائعاً قد أصابته مسبغة شديدة ، فقال لامرأته : أعندك شيء ؟ قالت : نعم ؛ أبشر أتاك رزق الله ! فاستحثها فقال : ويحك ! ابتغي إن كان عندك شيء ، قالت : نعم ، هنية نرجو رحمة الله ، حتى إذا طال عليه الطوى قال : ويحك ! قومي فابتغي إن كان عندك خبز فأتيني به ؛ فإني قد بلغت وجهدت ! فقالت : نعم ، الآن ينضج التنور فلا تعجل ، فلما إذ سكت عنها ساعة ، وتحينت أيضاً أن يقول لها ؛ قالت هي من عند نفسها : لو قمت فنظرت إلى تنوري ، فقامت فوجدت تنورها ملآن جنوب الغنم ، ورحييها تطحنان ، فقامت إلى الرحى ، فنفضتها وأخرجت ما في تنورها من جنوب الغنم . قال أبو هريرة :
    فوالذي نفس أبي القاسم بيده - عن قول محمد صلي الله عليه وسلم - ! :
    "لو أخذت ما في رحييها ولم تنفضها ؛ لطحنتها إلى يوم القيامة" .

    (/1)


    5407 - ( كان يعلق أصابعه ؛ ثلاثاً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 681 :
    $شاذ$
    أخرجه الترمذي في "الشمائل" (رقم 140) : حدثنا محمد بن بشار : حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه به .
    قلت : وهو إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين .
    وابن كعب بن مالك : هو إما عبدالله ، أو عبدالرحمن ، وبالأخير جزم بعض الرواة كما يأتي .
    وأيهما كان ؛ فهو ثقة من رجالهما ، وعلى هذا ؛ فالإسناد صحيح .
    لكن المتن شاذ ؛ لأن ابن بشار قد خولف فيه ؛ فقال الإمام أحمد (3/ 454) : حدثنا عبدالرحمن به . فذكره بلفظ :
    رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يلعق أصابعه الثلاث من الطعام .
    وهكذا أخرجه مسلم (2032) عن شيوخه الثلاثة : أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ومحمد بن حاتم قالوا : حدثنا ابن مهدي به .
    وقال ابن أبي شيبة في روايته : عن عبدالرحمن بن كعب عن أبيه .
    قلت : فاتفاق هؤلاء الحفاظ على هذا اللفظ : (الثلاث) ؛ يدل على وهم وشذوذ ابن بشار بروايته بلفظ : (ثلاثاً) .
    ولعل الترمذي قد أشار إلى ذلك بقوله عقب حديث الترجمة :
    "وروى غير محمد بن بشار هذا الحديث قال : (يلعق أصابعه الثلاث)" .
    ويؤيده : ما أخرجه هو (143) ، ومسلم ، وأبو داود (3848) ، والدارمي (2/ 97) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 194 و 195) ، والبيهقي (7/ 278) ، وأحمد أيضاً (6/ 386) من طرق عن هشام بن عروة عن عبدالرحمن ابن سعد المدني عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال :
    كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ، ويلعق يده قبل أن يمسحها .
    والأحاديث في اللعق والأمر به كثيرة ، وقد خرجت بعضها في "إرواء الغليل" (1969) .
    وأما تثليث اللعق ؛ فلا أعلم فيه حديثاً غير هذا ، وقد عرفت أنه خطأ ، وأن المحفوظ الأكل بالأصابع الثلاثة .

    (/1)


    5408 - ( كان يتختم في يمينه ويقول : اليمين أحق بالزينة من الشمال ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 682 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 125) عن محمد بن إسحاق بن يزيد الأنطاكي : أخبرنا الفريابي المقدسي : أخبرنا الحسن بن مخلد عن المفضل بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : الحسن بن مخلد ؛ قال الأزدي :
    "روى عن علي بن مسهر مناكير" .
    والأخرى : محمد بن إسحاق بن يزيد الأنطاكي ؛ في "الميزان" :
    "حدث بدمياط عن الهيثم بن جميل ، تكلم فيه" . قال الحافظ :
    "وقال مسلمة بن قاسم : مجهول" .
    وأما المفضل بن فضالة ؛ فإن كان البصري فضعيف ، وإن كان المصري فثقة .
    وقوله : "واليمين أحق بالزينة" ؛ قد روي في آخر حديث أنس بلفظ :
    "تختموا بالعقيق ؛ فإنه ينفي الفقر ، واليمين أحق بالزينة" .
    وقد تكلمت عليه فيما سبق برقم (227) .

    (/1)


    5409 - ( كان يتختم في يمينه ، وقبض والخاتم في يمينه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 683 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه أبو الشيخ (ص 125) من طريق عبيد بن القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، ورجاله ثقات ؛ غير عبيد هذا - وهو الأسدي الكوفي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، كذبه ابن معين ، واتهمه أبو داود بالوضع" .
    قلت : وإنما أوردت هذا والذي قبله ؛ للشطر الثاني من كل منهما .
    وإلا ؛ فالشطر الأول صحيح ثابت في "الصحيحين" وغيرهما عن جمع من الصحابة ، قد خرجت بعضها في "إرواء الغليل" (رقم 820) .

    (/1)


    5410 - ( كان عليه الصلاة والسلام قبل الإسراء والمعراج يصلي ركعتين صباحاً ، وركعتين مساءً ؛ كما كان يفعل النبي إبراهيم عليه السلام . رواه البخاري ) !
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 684 :
    $لا أصل له$
    كذا رأيته في كتاب "التربية الإسلامية للصف الخامس الابتدائي" (ص - 44) تأليف عبدالحميد السائح ، عبدالعزيز الخياط ، عز الدين الخطيب التميمي ، يوسف العظم ، زهير كحالة .
    هكذا جاء في طرة الكتاب من الطبعة الثانية عشرة ! طبع مطابع الجمعية العلمية الملكية بعمان .
    قلت : وهذا حديث لا أصل له ؛ كما كنت بينته في كتابي "دفاع عن الحديث النبوي" في الرد على "فقه الدكتور البوطي" (ص 42) الذي ذكر فيه عن النبي صلي الله عليه وسلم مثل ما ذكر هؤلاء المؤلفون مما تراه أعلاه ، ولعلهم قلدوه في ذلك ! ولكنهم زادوا عليه قولهم :
    "رواه البخاري" !
    وهذا كذب على الإمام البخاري ؛ فإنه لم يرو شيئاً من هذا ؛ لا هو ولا غيره من أئمة السنة والحديث . ولهذا ؛ قلت في ردي على الدكتور البوطي :
    "أقول : لا أعرف لهذا الحديث إسناداً ؛ فإن كان الدكتور قد وقف عليه ؛ فليذكر لنا مصدره لندرسه ، وما إخاله يصح . نعم ؛ ذكر ابن سيد الناس في "عيون الأثر" (1/ 91) عن مقاتل بن سليمان :
    "وفرض الله أول الاسلام الصلاة ركعتين بالغداة ، وركعتين بالعشي ، ثم فرض الخمس ليلة المعراج" . ثم ذكر نحوه عن الحربي (1/ 149) ، ونقل عن ابن عبدالبر ؛ أنه قال :
    "لا يوجد هذا في أثر صحيح" .
    ثم أشار ابن سيد الناس (1/ 152) إلى تضعيف قول الحربي .
    قلت : ومقاتل بن سليمان متروك شديد الضعف ، قال الحافظ :
    "كذبوه وهجروه ، ورمي بالتجسيم" .
    قلت : فمثله لا يكون حديثه إلا موضوعاً . هذا لو وصله وأسنده ، فكيف به وقد أرسله وأعضله ؟!
    فيا للعجب من هؤلاء الأساتذة الخمسة ؛ ألم يكن فيهم رجل واحد يتنبه لهذا الخطأ الفاحش المزدوج ، يحول بينهم وبين الوقوع في الكذب - لغة - على الإمام البخاري ، بل وعلى النبي صلي الله عليه وسلم ؟!
    ومن هذا القبيل : ما وقع في كتاب "الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية" (ص 34) ما نصه - بعد أن ساق سورة (العصر) - :
    "ولذلك ؛ وصف رسول الله صلي الله عليه وسلم سورة العصر بأنها تعدل ثلث القرآن" . "صحيح البخاري" الجزء (6/ 233)" !!
    كذا قال مؤلفه الدكتور ! وهذا يشبه ما قبله في الكذب المخالف للواقع ، بل هو فيه أغرق ؛ لأنه ذكر الجزء والصفحة ، ولا شيء منه هناك !

    (/1)






  3. #623
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5411 - ( كان يحب القثاء ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 686 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي في "الشمائل" (رقم 203) قال : حدثنا محمد ابن حميد الرازي : حدثنا إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت :
    بعثني معاذ بن عفراء بقناع من رطب وعليه أجر من قثاء زغب ، وكان صلي الله عليه وسلم يحب القثاء ، فأتيته وعنده حلية قد قدمت عليه من البحرين ، فملأ يده منها ، فأعطانيه .
    ثم أخرجه هو (رقم 204،349) ، وأحمد (6/ 359) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 215) من طريق شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت :
    أتيت النبي صلي الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زغب ، فأعطاني ملء كفه حلياً ، أو قالت : ذهباً .
    قلت : والإسناد الأول ضعيف مسلسل بالعلل :
    أولاً : أبو عبيدة بن محمد وثق توثيقاً ليناً . وإلى ذلك أشار الذهبي في "الكاشف" بقوله :
    "وثق" . والحافظ في "التقريب" بقوله :
    "مقبول" .
    ثانياً : عنعنة محمد بن إسحاق ؛ فإنه كان مدلساً .
    ثالثاً : إبراهيم بن المختار ؛ فإنه ضعيف ؛ كما في المصدرين السابقين .
    رابعاً : محمد بن حميد الرازي ضعيف .
    لكنهما لم ينفردا به في الجملة ؛ فقد تابعهما يونس عن محمد بن إسحاق به مختصراً جداً بلفظ :
    كان يعجبه القثاء .
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم - 6723) ، وقال :
    "تفرد به يونس بن بكير" !
    كذا قال ! وقد وفاته متابعة إبراهيم بن المختار المتقدمة .
    كما فاته متابعة شريك في الطريق الثانية ؛ لكن ليس فيه حديث الترجمة .
    وشريك - وهو ابن عبدالله القاضي - فيه ضعف من قبل حفظه .
    لكن لعل حديثه يتقوى بالطريق الأخرى ؛ ولا عكس ؛ لأن في الأولى من الزيادة ما ليس في الأخرى . والله أعلم .

    (/1)
    5412 - ( كان يأكل متكئاً ، فنزل عليه جبريل عليه السلام ، فقال : انظروا إلى هذا العبد كيف يأكل متكئاً ؟!
    قال : فجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 688 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/ 275) من طريق ابن لهيعة عن عبيدالله بن أبي جعفر عن إسماعيل الأعور قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ إسماعيل : هو ابن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي أبو محمد القرشي مولاهم الكوفي الأعور ، وهو السدي الأكبر ؛ وهو من رجال مسلم ؛ وفيه ضعف .
    وابن لهيعة معروف بالضعف وسوء الحفظ .
    وله شاهد يرويه بقية بن الوليد قال : حدثني الزبيدي قال : حدثني الزهري عن أحمد بن عبدالله بن عباس قال : كان ابن عمر (!) رضي الله عنهما يحدث :
    أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلي لله عليه وسلم ملكاً من الملائكة ومعه جبرئيل عليه السلام ، فقال الملك : إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبداً نبياً ، وبين أن تكون ملكاً . فالتفت رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا ، بل أكون عبداً نبياً" . فما أكل بعد ذلك طعاماً متكئاً .
    أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 16-17) من طريق أحمد بن شعيب النسائي بسنده الصحيح عن بقية به . وقال :
    "قال لنا أحمد بن شعيب : لا نعلم أحمد بن عبدالله هذا إلا أحمد بن محمد بن عبدالله بن عباس ، كأن الزهري نسبه إلى جده ، لا نعلم له سماعاً من جده" !
    قلت : كذا وقع في الأصل هنا وفيما تقدم : "أحمد بن عبدالله" ! وما أراه إلا محرفاً : من "محمد بن عبدالله" ؛ فقد أورد الحديث الحافظ المزي في "التحفة" (5/ 232) في ترجمة محمد بن عبدالله بن العباس عن أبيه ابن عباس ، ثم ساق الحديث من رواية النسائي في "الوليمة" يعني : من "سننه الكبري" ؛ وهو في جزء صغير منه ، محفوظ في مكتبة الظاهرية بدمشق - حرسها الله تعالى - لا تطوله يدي ؛ فإني أكتب هذا وأنا في عمان بعد هجرتي إليها في أول رمضان سنة (1400) . وقال الحافظ المزي :
    "ذكره أبو القاسم (يعني : ابن عساكر) في ترجمة محمد بن علي بن عبدالله ابن عباس عن جده ،وقال في آخره : "كذا قال : محمد بن عبدالله" ، وإنما هو : محمد بن علي بن عبدالله . كذا قال أبو القاسم ! والصواب : (محمد بن عبدالله) ؛ كما جاء في الرواية . وكذلك ذكره البخاري في "التاريخ" (ج 1 ق 1 ص 124) فيمن اسمه (محمد بن عبدالله) . وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه محمد بن عبدالله" .
    وكذلك أورده الحافظ في "الفتح - كتاب الأطعمة" ، لكنه في "النكت الظراف" تعقب الحافظ المزي في تعقبه المتقدم على ابن عساكر ؛ فقال :
    "قلت : ذكره الذهلي في "علل حديث الزهري" عن يزيد بن عبدربه عن بقية في ترجمة محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، ووقع في السند (محمد ابن عبدالله بن عباس) . فالذهلي سلف ابن عساكر في دعوى أن "علياً" سقط بين "محمد" و "عبدالله" . وذكر شيخي في "شرح الترمذي" : أن أبا الشيخ أخرجه من الوجه الذي أخرجه منه النسائي ، فوقع عنده في السند : "محمد بن علي بن عبدالله بن عباس" . وكذلك رويناه في "فوائد أبي محمد بن صاعد" من طريق عبدالله بن سالم عن الزبيدي . ورواه معمر عن الزهري قال : بلغنا أن النبي صلي الله عليه وسلم جاءه ... فذكر الحديث . وقيل : إن هذا أرجح طريق ، والله أعلم" .
    قلت : إذا عرفت هذا ؛ تبين لك أن الرواة اختلفوا على الزهري في إسناد الحديث على وجوه ؛ أهمها :
    أ- عنه عن محمد بن عبدالله بن عباس .
    ب- عنه عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس .
    وعليه ؛ فما وقع في إسناد الطحاوي : "أحمد بن عبدالله" خطأ مطبعي على الغالب . وقوله عن النسائي :
    "... إلا أحمد بن محمد بن عبدالله بن عباس" خطأ آخر ! ولعل الأصل : "ولا نعلم محمد بن عبدالله هذا إلا محمد بن علي بن عبدالله بن عباس" ؛ بدليل ما تقدم . والله أعلم .
    وأيضاً ؛ فقوله في إسناد الحديث : "كان ابن عمر" خطأ ثالث ، والصواب : "كان ابن عباس" ؛ كما نقله الحافظان المزي والعسقلاني عن النسائي .
    ولم يتنبه لهذا : الشيخ حسن النعماني المعلق على "المشكل" ، فذكر في التعليق أن الرواية عن ابن عمر لا عن ابن عباس !
    وجملة القول : أن هذا الشاهد ضعيف ؛ لأنه إن كان عن محمد بن عبدالله ابن عباس ؛ فهو مجهول لم يوثقه أحد ، وإن كان عن ابن أخيه محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ؛ فإنه منقطع ؛ كما أشار إلى ذلك الطحاوي بقوله :
    "لا نعلم له سماعاً من جده" .
    ثم إنه لو صح الحديث ؛ لكان نصاً في تفسير قوله صلي الله عليه وسلم :
    "إني لا آكل متكئاً" . رواه البخاري وغيره ؛ كما تراه مخرجاً في "مختصر الشمائل" (رقم 124،125) ، و"الإرواء" (1966) ؛ فقد اختلفوا في تفسير الاتكاء فيه على أقوال تراها في "الفتح" ، وقد ذكر أن ابن الجوزي جزم بأنه الميل على أحد الشقين ، ولم يلتفت لإنكار الخطابي ذلك .
    قلت : وهو الذي يتبادر لي هنا . والله أعلم .

    (/1)
    5413 - ( رجب شهر عظيم ، يضاعف الله فيه الحسنات ؛ فمن صام يوماً من رجب ؛ فكأنما صام سنة ، ومن صام منه سبعة أيام ؛ غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ، ومن صام منه ثمانية أيام ؛ فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، ومن صام منه عشرة أيام ؛ لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ، ومن صام منه خمسة عشر يوماً ؛ نادى مناد في السماء : قد غفر لك ما مضى ، فاستأنف العمل ، ومن زاد ؛ زاده الله عز وجل . وفي رجب حمل الله نوحاً في السفينة ، فصام رجب ، وأمر من معه أن يصوموا ؛ فجرت بهم السفينة ستة أشهر ، آخر ذلك يوم عاشوراء ؛ أهبط على الجودي ، فصام نوح ومن معه والوحش ؛ شكراً لله عز وجل . وفي يوم عاشوراء أفلق الله البحر لبني إسرائيل . وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلي الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس ، وفيه ولد إبراهيم صلي الله عليه وسلم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 691 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراي في "المعجم الكبير" (5538) من طريق عثمان ابن مطر الشيباني عن عبدالغفور - يعني : ابن سعيد - عن عبدالعزيز بن سعيد عن أبيه - قال عثمان : وكانت لأبيه صحبة - قال : ... فذكره مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عثمان بن مطر ؛ قال ابن حبان (2/ 99) :
    "يروي الموضوعات عن الأثبات" .
    وشيخه عبدالغفور ؛ قريب منه . وبه أعله الهيثمي ، فقال (3/ 188) :
    "وهو متروك" .
    قلت : وقال ابن حبان (2/ 148) :
    "كان ممن يضع الحديث على الثقات على كعب وغيره ، لا يحل كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار" .
    وقوله في إسناد الطبراني :
    "يعني : ابن سعيد" ! خطأ لا أدري ممن هو ؟! فإنه عبدالغفور بن عبدالعزيز أبو الصباح الواسطي ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 55) - بعد أن ساق نسبه هكذا - :
    "روى عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وسلم ، روى عنه عثمان بن مطر الشيباني" .
    وقال الحافظ في ترجمة سعيد الشامي - والد عبدالعزيز - من "الإصابة" :
    "جاءت عنه أحاديث من رواية ولده عنه . تفرد بها عبدالغفور أبو الصباح بن عبدالعزيز عن أبيه عبدالعزيز عن أبيه سعيد ..." ؛ ثم ساق بعضها .
    وعبدالعزيز بن سعيد والد عبدالغفور ؛ لم أجد من ترجمه .

    (/1)
    5414 - ( كان شديد البياض ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 693 :
    $منكر$
    قال ابن كثير في "السيرة" من "البداية" (6/ 17) : وقال يعقوب ابن سفيان : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء : حدثني عمرو بن الحارث : حدثني عبدالله بن سالم عن الزبيدي : أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... فذكره . وقال :
    "وهذا إسناد حسن ، ولم يخرجوه" !
    كذا قال !
    وأقول : وأنى له الحسن ، وإسحاق هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يهم كثيراً ، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب" ؟!
    ومحمد بن مسلم : هو الإمام الزهري .
    ثم إن الحديث منكر ؛ فقد جاءت أحاديث كثيرة عن غير ما واحد من الصحابة في وصف النبي صلي الله عليه وسلم بأنه كان أبيض ، وفي بعضها :
    أنه كا مشرباً بحمرة . وفي غيرها :
    أبيض ليس بالأبهق ، وهو الكريه البياض كلون الجص ، يريد أنه كان نير البياض ؛ كما في "النهاية" ، وليس في شيء منها أنه كان شديد البياض ، وقد ذكر طائفة منها ابن كثير نفسه ، وروى بعضها الترمذي في "الشمائل" ؛ فانظر كتابي "مختصر الشمائل" (رقم 1،5،10،12) .

    (/1)
    5415 - ( من لم يستحي مما قال أو قيل له ؛ فهو لغير رشدة ، حملته أمه على غير طهر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 694 :
    $موضوع$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (7236) : حدثنا محمد بن خالد الراسبي : حدثنا أبو ميسرة النهاوندي : حدثنا الوليد بن مسلمة الحراني : حدثنا عبيدالله ابن عبدالله بن عمرو بن شويفع عن أبيه عن جده شويفع مرفوعاً .
    قلت : سكت عنه صاحبنا السلفي ؛ فلم يعلق عليه بشيء ، وهو موضوع ؛ آفته الوليد بن مسلمة هذا - وهو الطبري - ؛ قال الحافظ في "الإصابة" :
    "تفرد به الوليد ، وهو ضعيف ، نسبوه إلى وضع الحديث" .
    وله ترجمة سيئة في "الميزان" ، و"اللسان" .
    وأبو ميسرة النهاوندي : اسمه أحمد بن عبدالله بن ميسرة ؛ قال ابن عدي :
    "يحدث عن الثقات بالمناكير ، ويسرق حديث
    الناس" . وقال ابن حبان :
    "لا يحل الاحتجاج به" .

    (/1)
    5416 - ( من جلب طعاماً إلى مصر من أمصار المسلمين ، فباعه بسعر يومه ؛ كان له عند الله أجر شهيد في سبيل الله عز وجل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 694 :
    $ضعيف$
    رواه الخطيب في "تاريخه" (13/ 442) بسند صحيح عن الوليد ابن صالح : حدثنا عيسى بن يونس : حدثنا أبو عمرو البصري عن فرقد عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبدالله مرفوعاً .
    وهذا سند ضعيف ؛ فرقد هذا : هو ابن يعقوب السبخي ، وهو لين الحديث كثير الخطأ ؛ كما في "التقريب" .
    وأبو عمرو البصري لم أعرفه .
    وأما الوليد بن صالح ؛ فوثقه أبو حاتم وغيره ، وله ترجمة في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 7) ، و"تاريخ بغداد" ، وفي ترجمته ساق الحديث .
    وقد خالفه عبدالوهاب بن نجدة الحوطي ، فقال : حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم به .
    أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (رقم 129) ، والجرجاني في "تاريخ جرجان" (ص 44،356) ، والإسماعيلي في "المعجم" (59/ 2) من طرق عن إبراهيم بن فيل البالسي : حدثنا عبدالوهاب به .
    وهذا إسناد ظاهره
    الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات .
    فقد أسقط ابن نجدة : أبا عمرو البصري وفرقداً بين عيسى وإبراهيم ، وجعل مكانهما الأعمش .
    وهو ثقة ؛ لكنه موصوف بالتدليس ، فأخشى أن يكون بينه وبين إبراهيم فرقد هذا . ولذلك ؛ فإني أتوقف عن تصحيح الحديث إلى أن يثبت سماعه إياه من إبراهيم .
    والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (2/ 240/ 1) للديلمي فقط ! وكذلك فعل في رسالته : "أبواب السعادة في أسباب الشهادة" (رقم 45 - مصر) .
    وعزاه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 189) لابن مردويه في "التفسير" بسند ضعيف .
    وانظر : "أبشر ؛ فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد ..." .

    (/1)
    5417 - ( من سعى على امرأته وولده وما ملكت يمينه ، يقيم فيهم أمر الله ، ويطعمهم من حلال ؛ كان حقاً على الله أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم .. ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 696 :
    $باطل$
    أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 353 - مخطوطة الظاهرية) عن الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن منظور عن أبي معاذ عن أبي كاهل رفعه في حديث طويل ؛ هذا قطعة منه . وقال :
    "إسناده مجهول ، فيه نظر ، لا يعرف إلا من هذا الوجه" . وقال الذهبي في ترجمة الفضل بن عطاء هذا :
    "سنده مظلم ، والمتن باطل" .
    وأقره الحافظ في "اللسان" . وقال ابن عبدالبر في ترجمة أبي كاهل :
    "له حديث منكر طويل ، فلم أذكره" .
    وأقره الحافظ في "الإصابة" ، وعزاه لأبي أحمد - يعني : ابن عدي - ، وابن السكن أيضاً ، وقال هذا الأخير :
    "إسناده مجهول" .
    وأما السيوطي ؛ فعزاه في "أبواب السعادة في أسباب الشهادة" (رقم 46 - مصر) للطبراني فقط في "الكبير" ، ونقل عن الذهبي قوله : "إسناده مظلم" فقط دون ما بعده : "والمتن باطل" !

    (/1)
    5418 - ( الثوم من طيبات الرزق ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 697 :
    $مقطوع ضعيف$
    أخرجه الترمذي (1812 - حمص) : حدثنا محمد بن حميد : حدثنا زيد الحباب عن أبي خلدة عن أبي العالية قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
    قلت : ومع وقفه لا يصح الإسناد إليه ؛ لأن محمد بن حميد - وهو الرازي - مع حفظه ؛ فقد ضعفوه .
    وإنما حملني على تخريج هذا المقطوع - خلافاً لعادتي - : أنني رأيت أحد المعلقين على رسالة "موضوعات الصغاني" قد وهم وهماً فاحشاً في هذا ، فقال (ص 60) :
    ".. فقد صح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : "الثوم من طيبات الرزق" . وهذا الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" ، كتاب الأطعمة ، باب ما جاء في الرخصة في أكل الثوم : "تحفة الأحوذي" (5/ 530) عن أبي العالية بسند صحيح" !!
    هذا كلامه بالحرف الواحد ! فهو ينقله مقطوعاً ، ويصيره مرفوعاً ، فعلى ماذا يدل هذا التناقض ؟! أقل ما يقال : إنه لم يفهم هذا العلم بعد ، فلا يجوز لمثله أن يتولى فن التخريج والتحقيق إلا بعد أن يمضي عليه زمن يشعر هو في نفسه بأنه قد استوى عوده ، ويشهد له من له سابقة في هذا المجال ، ولهذا أنصح دائماً إخواننا الناشئين في هذا العلم أن لا يتسرعوا بنشر ما يخرجونه أو يحققونه ، وإنما يحتفظون بذلك لأنفسهم إلى أن ينضجوا فيه .
    والحق والحق أقول : إن من فتن هذا الزمان حب الظهور وحشر النفس في زمرة المؤلفين ، وخاصة في علم الحديث الذي عرف
    الناس قدره أخيراً بعد أن أهملوه قروناً ، ولكنهم لم يقدروه حق قدره ، وتوهموا أن المرء بمجرد أن يحسن الرجوع إلى بعض المصادر من مصادره والنقل منها ؛ صار بإمكانه أن يعلق وأن يؤلف ! نسأل الله السلامة من العجب والغرور !!

    (/1)
    5419 - ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 698 :
    $ضعيف بهذا السياق$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (ق 301/ 1 - النسخة القديمة 4/ 1519 - النسخة الحديثة الهندية) ، وتمام في "الفوائد" (ق 279/ 2) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ 413/ 2) عن إسماعيل بن عياش الحمصي عن الوليد بن عباد عن عامر الأحول عن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ كما كنت بينته في "تخريج فضائل الشام ودمشق" (الحديث التاسع والعشرون) ، فلا داعي لإعادة الكلام ، وإنما ذكرته في هذه "السلسلة" لأمور ، أهمها اثنان :
    الأول : زيادة مصادر في التخريج .
    والآخر : التأكد أو التحقق من أن إسناد الحديث عند أبي يعلى يدور على الوليد بن عباد ؛ فقد كان كلام الهيثمي على الحديث شككني في ذلك ؛ لأنه لما عزاه في مكان للطبراني ؛ أعله بجهالة الوليد هذا ، ولما عزاه في مكان آخر لأبي يعلى قال :
    "ورجاله ثقات" ! وتساءلت هناك : هل إسناد أبي يعلى من الوجه المذكور أم لا .. ؟ ولم أكن وقفت يومئذ على إسناد أبي يعلى ، فلما تفضل الله علي بالوقوف عليه ؛ بادرت إلى إزالة الشك ، والتحقق من أن الإسناد واحد ، وأن توثيق الهيثمي لرجال أبي يعلى إنما هو اعتماد منه على توثيق ابن حبان للوليد المذكور في سند الطبراني أيضاً ، وذلك مما يفعله الهيثمي كثيراً ، وهو من تساهله المعروف لدى العارفين بهذا العلم الشريف !
    واعلم أن أصل الحديث صحيح ؛ بل متواتر ، جاء عن جمع من الصحابة ، منهم أبو هريرة دون ذكر أبواب دمشق وبيت المقدس ، خرجت الكثير الطيب منها في "الصحيحة" فانظر "صحيح الجامع" (7164-7173) .
    وقد رويت هذه الزيادة بلفظ :
    قالوا : وأين هم ؟ قال : "بيت المقدس ، وأكناف بين المقدس" ! لكن في إسنادها جهالة ؛ كما بينته في "الصحيحة" تحت الحديث (1957) .
    نعم ؛ صح عن معاذ موقوفاً عليه بلفظ : وهم أهل الشام .
    انظر الحديث (1958) من "الصحيحة" .

    (/1)
    5420 - ( لا تسبو الدنيا ؛ فنعم مطية المؤمن ، عليها يبلغ الخير ، وبها ينجو من الشر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 699 :
    $موضوع$
    رواه الهيثم بن كليب في "السند" (47/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 12/ 2) ، والضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي نصر العكبري وغيره" (183/ 1) عن إسماعيل بن أبان : أخبرنا السري بن إسماعيل عن عامر عن مسروق عن عبدالله مرفوعاً . وقال ابن عدي :
    "وإسماعيل بن أبان الغنوي ؛ عامة رواياته مما لا يتابع عليه ؛ إما إسناداً وإما متناً . قال ابن معين : كذاب . وقال البخاري : متروك الحديث . تركه أحمد . وقال أحمد : كتبنا عنه هشام بن عروة وغيره ، ثم حدث - أحاديث في الخضرة - أحاديث موضوعة ، أراه عن فطر أو غيره ، فتركناه" .
    قلت : وهذا الحديث ذكره الذهبي في ترجمته من مناكيره . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 128) :
    "كان يضع الحديث على الثقات . قال ابن معين : وضع على سفيان أحاديث لم تكن" .
    قلت : وشيخه السري بن إسماعيل ليس خيراً منه ؛ أورده ابن حبان أيضاً في "المجروحين" (1/ 355) ، وقال :
    "كان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل ؛ قال يحيى القطان : استبان لي كذبه في مجلس واحد . وكان يحيى بن معين شديد
    الحمل عليه" .
    قلت : وهو من الأحاديث التي سود بها المدعو : (عز الدين بليق اللبناني) كتابه "منهاج الصالحين" ، فأورده فيه (ص 117/ رقم 68) من رواية الديلمي ، وأشار في مقدمته (ص 7) أنه استبعد عنه الأحاديث الضعيفة والموضوعة !
    والواقع يشهد أنه بخلاف ذلك ؛ وهذا مثال من أمثلة كثيرة ، قد نتعرض لذكر بعضها .

    (/1)





  4. #624
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5421 - ( من أحب أن يكون أعز الناس ؛ فليتق الله ، ومن أحب أن يكون أقوى الناس ؛ فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس ؛ فليكن بما في يد الله أغنى منه بما في يده ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 701 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي الدنيا في "القناعة" (2/ 3/ 1) قال : حدثنا سليمان بن منصور : حدثنا أبو المطرف المغيرة بن مطرف عن أبي المقدام عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعاً .
    ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (30/ 1) من طريق عباد بن عباد عن هشام بن زياد عن محمد بن كعب به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته أبو المقدام هشام بن زياد ، وهو ضعيف بمرة ؛ فقد أورده الذهبي في "الميزان" ، وحكى تضعيفه عن جمع من الأئمة دون خلاف بينهم . ولذلك ؛ قال في "الكاشف" :
    "ضعفوه" .
    وبعضهم ضعفه أشد التضعيف ؛ فقال ابن حبان في "المجروحين" :
    "كان يروي الموضوعات عن الثقات ، والمقلوبات عن الأثبات ، حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها" . وقال الحافظ في "التقريب" - تبعاً لقول النسائي فيه - :
    "متروك" .
    ومن طريقه : رواه عبدالله بن أحمد في زوائد "الزهد" (ص 295) ، وابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 54) - وسكت عليه ؛ لأنه ساق إسناده ، فبرئت بذلك ذمته ، وجهل ذلك الحلبيان اللذان اختصرا "التفسير" ؛ فأورداه في "مختصريهما" ؛ مع أنهما صرحا في مقدمتيهما أنهما التزما أن لا يوردا إلا الأحاديث الصحيحة ! فأخلا بذلك في كثير من الأحاديث ، وقد تقدم التنبيه على بعضها .

    (/1)


    5422 - ( قال ربكم : وعزتي وجلالي ! لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ، ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 702 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة : حدثني أبي عن أبيه قال : كتب إلي المهدي بعهدي ، وأمرني أن أصلب في الحكم ، وقال في كتابه : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعاً به .
    ومن طريقه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 44) .
    ومن هذا الوجه : أخرجه أيضاً أبو الشيخ ابن حيان - كما في "الترغيب" (3/ 148) - ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (ق 49/ 1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 466/ 1 و 15/ 274/ 1 و 18/ 31/ 2) .
    أورده أبو نعيم في ترجمة والد المهدي أبي جعفر المنصور ، وقال :
    "روى عنه ابنه المهدي أحاديث" . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وكذلك فعل الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 53-61) ، وقد أطال في ترجمته ، الأمر الذي يدل أنه كان غير معروف حاله في الرواية عندهم .
    ومثله ابنه المهدي - واسمه محمد - ترجمه الخطيب (5/ 391-401) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وفي ظني أنه هو وأباه المقصودان بقول الهيثمي في "المجمع" (7/ 267) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفهم" .
    وقد أعله المنذري بعلتين أخريين :
    الأولى : أحمد بن محمد ؛ شيخ الطبراني ؛ قال :
    "فيه نظر" !
    والأخرى : قال :
    "وجد المهدي : هو محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، وروايته عن ابن عباس مرسلة" !
    قلت : والجواب عن الأولى : أنه قد تابعه أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي ومحمد بن الحسن بن فيل وغيرهما عند ابن عساكر في المجلد (18) .
    وأما الأخرى : فالذي يظهر لي أن الجد هنا إنما هو علي بن عبدالله بن عباس لا ابنه محمد ؛ فإن المهدي هو محمد بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس . فقول المهدي : "حدثني أبي" صريح في أنه يعني : المنصور . وقوله : "عن أبيه" إنما يعني أبا المنصور محمد بن علي . فقوله : "عن جده" إنما يعني - إذن - علي بن عبدالله بن عباس ، وهذا ظاهر ، والله أعلم .
    (تنبيه) : هذا الحديث مما عزاه مؤلف "منهاج الصالحين" لرواية الإمام أحمد برقم (583) ! وهو من أخطائه الفاحشة التي طف بها كتابه ، وأنا الآن في صدد تتبعها والكشف عنها ؛ تحذيراً وتذكيراً .

    (/1)


    5423 - ( يا سلمان ! ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم ، فيلقي له وسادةً إكراماً له ؛ إلا غفر الله له ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 704 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 124-125) ، وأبو الشيخ في "الأخلاق" (ص 266) ، والطبراني في "الكبير" (6068) ، والحاكم (3/ 599) من طريق عمران بن خالد الخزاعي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال :
    دخل سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وهو متكىء على وسادة ، فألقاها له ، فقال سلمان : صدق الله ورسوله ! فقال عمر : حدثنا يا أبا عبدالله ! قال :
    دخلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو متكىء على وسادة ؛ فألقاها إلي ، ثم قال لي : ... فذكره .
    قلت : أورده ابن حبان في ترجمة عمران هذا ، وقال :
    "روى عنه أهل البصرة العجائب ، وما لا يشبه حديث الثقات ، فلا يجوز الاحتجاج به" .
    وأما الحاكم ؛ فسكت عنه ! وبيض له الذهبي في "تلخيصه" !
    ولكنه قال في "الميزان" :
    "وهذا خبر ساقط" .
    قلت : ومن هذا الوجه : رواه الطبراني في "الصغير" أيضاً (ص 157 - هندية) بلفظ مقلوب أوله ؛ فقال :
    دخل عمر بن الخطاب على سلمان ... والباقي مثله !
    وأورده الهيثمي بروايتي الطبراني ؛ وقال عقب كل واحدة منهما :
    "وفيه عمران بن خالد الخزاعي ، وهو ضعيف" !
    وهذا الحديث مما سود به مؤلف "منهاج الصالحين" كتابه هذا (1138) ، وقد زعم أنه استبعد عنه الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وقد استدركت عليه أكثر من ثلاث مئة حديث من النوعين .
    ثم رواه الطبراني (6188) من طريق سويد بن عبدالعزيز عن أبي عبدالله النجراني عن القاسم أبي عبدالرحمن قال : قال سلمان الفارسي : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "إذا زار أحدكم أخاه ، فألقى له شيئاً يقيه من التراب ؛ وقاه الله عذاب النار" .
    قلت : وسويد هذا واه جداً .
    ولم يورده الهيثمي (8/ 174) عقب الروايتين السابقتين ، وكأنه استغنى بهما عن هذا ! والله أعلم .

    (/1)


    5424 - ( استوصوا بالكهول خيراً ، وارحموا الشباب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 705 :
    $موضوع$
    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 49 - مختصره) من طريق عثمان بن عبدالله القرشي : حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن أبيه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : قال الحافظ عقبه :
    "قلت : عثمان متروك" .
    قلت : وهو عثمان بن عبدالله الأموي ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 102) :
    "يروي عن الليث ومالك وابن لهيعة ، ويضع عليهم الحديث ، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار" .
    وكلمات سائر الأئمة تدور كلها حول اتهامه بالوضع .
    وقد أطال ابن حجر ترجمته في "لسان الميزان" ؛ فليراجعه من شاء .

    (/1)


    5425 - ( من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه ؛ فكأنما ينظر في النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 706 :
    $ضعيف جداً$
    رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (ق 40/ 1) ، والحاكم (4/ 270) من طريق أبي المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب عن ابن عباس مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته هشام هذا ؛ فإنه متروك ؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" ، والذهبي من قبل في "التلخيص" .
    وقد تابعه - عند الحاكم - محمد بن معاوية : حدثنا مصادف بن زياد المديني قال : سمعت محمد بن كعب به مختصراً بلفظ :
    "لا ينظر أحد منكم في كتاب أخيه إلا بإذنه" .
    سكت الحاكم عن الحديث من الوجهين ! فتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : هشام متروك ، ومحمد بن معاوية كذبه الدارقطني ، فبطل الحديث" .
    ولذلك ؛ قال الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص 229) :
    "طرقه واهية" .

    (/1)


    5426 - ( لا تظهر الشماتة لأخيك ؛ فيرحمه الله ويبتليك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 707 :
    $ضعيف$
    أخرجه الترمذي (2508) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 186) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 96) ، وكذا المخلص في "الفوائد المنتقاة" (7/ ) ، وأبو الحسن الحربي في "الأمالي" (247/ 1) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (158/ 2) ، والماليني في "الأربعين" (42/ 2) ، والطبراني في "المنتقى منه" (81/ 2) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 310/ 1) ، والخطيب أيضاً في "الموضح" (2/ 5) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (5/ 177/ 2) ، وأبو جعفر الطوسي في "الأمالي" (ص 20) ، و ابن حبان في "المجروحين" (2/ 213-214) من طريق عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني والقاسم بن أمية الحذاء كلاهما عن حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً به . وقال أبو نعيم :
    "غريب من حديث برد ومكحول ، لم نكتبه إلا من حديث حفص بن غياث النخعي" . وقال الترمذي :
    "هذا حديث حسن غريب ، ومكحول قد سمع من واثلة بن الأسقع" !
    قلت : وقد خالفه ابن حبان ، فقال :
    "وهذا لا أصل له من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ القاسم بن أمية شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" .
    قلت : وهذا الإعلال رده الحافظ ابن حجر في "التهذيب" بقوله :
    "كذا قال ! وشهادة أبي زرعة وأبي حاتم له أنه صدوق أولى من تضعيف ابن حبان" .
    وسبقه إلى هذا المعنى الذهبي في "الميزان" .
    ولذلك ؛ لا تطمئن النفس لهذا الإعلال ، وإن تبعه عليه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 224) ! على أن السيوطي قد رده من جهة أخرى ، وهي أن القاسم هذا قد تابعه آخران سماهما ، فانظر "اللآلي" (4/ 428) .
    ولذلك ؛ أورده الحافظ ابن حجر في جملة الأحاديث التي حكم القزويني بوضعها ، ورد ذلك عليه ، وهي مطبوعة في آخر "المشكاة" (3/ 311- بتحقيقي) ، ولكنه لم يحقق القول فيه على خلاف عادته ؛ فإنه ادعى أن الترمذي إنما حسنه لاعتضاده بشاهد ساقه الترمذي له بمعناه ! ومع أن هذا لا يصلح في الشواهد ؛ لأن فيه متهماً بالكذب ؛ كما تقدم نقله عند تخريج حديثه برقم (178) ؛ لأن الترمذي قد وصف حديث الترجمة بأنه :
    "حسن غريب" ، وما يحسنه لشواهده إنما يقول فيه :
    "حسن" فقط ؛ كما صرح بذلك في آخر كتابه "السنن" .
    فالصواب أنه حسنه لذاته ؛ لثقة رجاله ، واتصال إسناده عنده . أما الثقة ؛ فلا مجال للنظر فيها لما سبق ، وإنما النظر في الاتصال المذكور ؛ فإن تصريحه بسماع مكحول من واثلة قد خالفه فيه شيخه البخاري ؛ فقال : إنه لم يسمع منه .
    ولا يشك عارف بهذا الفن أنه أعلم منه بعلل الحديث ورجاله ، ولا سيما أنه وافقه على ذلك أبو حاتم الرازي ، فأخشى أن يكون الترمذي اعتمد في ذلك على رواية لا تثبت ؛ فقد جاء في "التهذيب" ما نصه :
    "قال أبو حاتم : قلت لأبي مسهر : هل سمع مكحول من أحد من الصحابة ؟! قال : من أنس . قلت : قيل : سمع من أبي هند ؟ قال : من رواه ؟ قلت : حيوة عن أبي صخرة عن مكحول : أنه سمع أبا هند . فكأنه لم يلتفت إلى ذلك . فقلت له : فواثلة بن الأسقع ؟ فقال : من يرويه ؟ قلت : حدثنا أبو صالح : حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال : دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة ! فكأنه أومى برأسه" .
    قلت : فهذا لو صح عن مكحول ؛ ثبت سماعه منه ، ولكن في الطريق إليه ما يدفعه ؛ فأبو صالح - وهو عبدالله بن صالح المصري - كثير الغلط ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
    والعلاء بن الحارث كان اختلط ، ولهذا لم يعتد به أبو حاتم ، وهو الراوي له ، فنفى سماعه منه ؛ كما تقدم .
    وأيضاً ؛ لو ثبت سماعه منه في الجملة ؛ لم يلزم ثبوت سماعه لهذا الحديث منه ؛ لأن ابن حبان رماه بالتدليس .
    نعم ؛ إن صح ما في رواية الشهاب القضاعي من طريق أبي يعلى الساجي : أخبرنا القاسم بن أمية الحذاء قال : سمعت حفص بن غياث يقول : سمعت برداً يقول : سمعت مكحولاً يقول : سمعت واثلة يقول ...
    قلت : ففي هذا الإسناد التصريح بسماع مكحول .
    والساجي - واسمه زكريا بن يحيى - أحد الأثبات ؛ كما قال الذهبي .
    لكن لا أدري ما حال الذين دون الساجي ؛ فإن الكناشة التي عندي لم أكتبهم فيها يوم نسخت الأحاديث فيها من أصولها المحفوظة في المكتبة الظاهرية ، ولا سبيل الآن إلى الرجوع إلى الأصل ؛ لأني أكتب هذا التحقيق وأنا في عمان .
    وعلى كل حال ؛ فأنا في شك كبير في ثبوت سماعه في هذه الطريق ؛ لمخالفتها لسائر طرق الحديث عند كل من ذكرنا من المخرجين .
    والخلاصة : أن علة الحديث عندي : الانقطاع بين مكحول وواثلة . والله أعلم .
    بقي شيء واحد ؛ وهو أن السيوطي ذكر له شاهداً من حديث ابن عباس ، وضعفه بإبراهيم بن الحكم بن أبان .
    وقد ضعفه البخاري جداً ؛ فلا يستشهد به ، والله أعلم .

    (/1)


    5427 - ( من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله ؛ فلينظر كيف منزلة الله عنده ؛ فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 710 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 512،575) ، ومن طريقه ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 81) ، والبزار في "مسنده" (ص 295 - زوائد ابن حجر) ، والحاكم (1/ 494-495) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 321) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ 268/ 2) من طريق عمر بن عبدالله مولى غفرة قال : سمعت أيوب بن خالد بن صفوان الأنصاري يقول : قال جابر بن عبدالله : ... فذكره مرفوعاً ، وزادوا في أوله :
    "يا أيها الناس ! إن لله سرايا من الملائكة ، تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض ، فارتعوا في رياض الجنة ؟" . قالوا : أين رياض الجنة ؟ قال : "مجالس الذكر ؛ فاغدوا وروحوا في ذكر الله وذكروه أنفسكم ، من كان ..." وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
    "قلت : عمر ضعيف" . وفي ترجمته أورد الحديث ، وقال :
    "كان يقلب الأخبار ، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره إلا على سبيل الاعتبار" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعيف" . وقال الهيثمي في "المجمع" :
    "رواه أبو يعلى ، والبزار ، والطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمر مولى غفرة ؛ وقد وثقه غير واحد ، وضعفه جماعة ، وبقية رجالهم رجال (الصحيح)" .
    ونحوه في "الترغيب" (3/ 234) ؛ إلا أنه قال :
    "والحديث حسن . والله أعلم" !
    قلت : وهو تساهل منه ! وقد ذكره الذهبي فيما أنكر على عمر ، مع تصريحه بضعفه آنفاً . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث قد رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص 242) من طريق غيلان يحدث عن مطرف (وهو ابن الشخير) قال : سمعته يقول :
    من أحب أن يعلم ما له عند الله ؛ فلينظر ما لله عنده .
    وإسناده صحيح مقطوع .
    وغيلان : هو ابن جرير البصري .
    فلعل أصل الحديث موقوف ، رفعه ذاك الضعيف . والله أعلم .
    والحديث ؛ أورده شارح "الطحاوية" في بحث الفوقية ، ولم يصرح بأنه مرفوع ؛ فإنه قال :
    "جاء في الأثر ..." فذكره ؛ لكنه قال : "في قلبه" مكان : "عنده" ! و : "من قلبه" مكان : "من نفسه" !
    وكنت لما خرجت الشرح المذكور علقت عليه بقولي :
    "لا أعرفه" .
    وها قد عرفته فيما بعد مقطوعاً صحيحاً بطرفه الأول ، وبتمامه مرفوعاً ضعيفاً ، فبادرت إلى نشره ، مع الشكر لمن كان السبب إلى إرشادي إلى وجوده في "المستدرك" ، كما أشرت بذلك في الطبعة التاسعة من الشرح المذكور (ص 290) .
    وأما مخرجه الشيخ شعيب الأرناؤوط فقد علق عليه (ص 389 - طبع مؤسسة الرسالة) بقوله :
    "أطلق المؤلف كلمة (الأثر) على المأثور من كلام السلف ؛ كما هو في اصطلاح الفقهاء ؛ فإن النص الذي أورده ليس بحديث" !
    كذا قال ! وهذا من تهوره وادعاء ما لم يحط به علمه ، فهلا وقف عند قولي : "لا أعرفه" ، أو ما هو بمعناه مثل قولهم : "لم أجده" ،أو "لم أقف عليه" ؟!

    (/1)


    5428 - ( لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل ، ولا وحدة أوحش من العجب ، ولا استظهار أوفق من المشاورة ، ولا عقل كالتدبير ، ولا حسب كحسن الخلق ، ولا ورع كالكف ، ولا عبادة كالتفكر ، ولا إيمان كالحياء والصبر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 713 :
    $موضوع$
    رواه الطبراي في "المعجم الكبير" (2688) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/ 306-307) من طريق عثمان بن سعيد الزيات : حدثنا محمد ابن عبدالله أبو رجاء الحبطي التستري : حدثنا شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعاً . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن شعبة إلا الحبطي ، تفرد به عثمان بن سعيد الزيات ، ولا يروى عن علي رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : وهو موضوع ؛ آفته الحبطي هذا ؛ قال الهيثمي (10/ 283) :
    "كذاب" . وهو معنى قول ابن حبان في الحبطي هذا :
    "يروي عن شعبة ما ليس من حديثه ، ممن يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات" .
    وهو من الأحاديث التي سود بها المدعو (عز الدين بليق) كتابه الذي سماه "منهاج الصالحين" (رقم 1575) . ومن مصائبه أنه عزاه لابن ماجه أيضاً ، فكأنه قلد في ذلك الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" !
    وقد أخطأ هذا خطأ آخر ، فقال :
    "رواه ابن ماجه ، والطبراني عن أبي ذر ، وفي الباب عن علي بن أبي طالب" !!
    ووجه الخطأ : أنه جعل حديث الترجمة لأبي ذر عند ابن ماجه ، وإنما هو لعلي عند الطبراني ،ولأبي ذر - لدى الأول - جملة العقل واللتان بعدها ، وقد رويت من طرق أخرى عن غيره من الصحابة ؛ وكلها ضعيفة ، وقد سبق تخريجها رقم (1910) .
    ثم إن في الحديث علة أخرى ، وهي الحارث - وهو ابن عبدالله الأعور - ؛ فيه لين ؛ كما قال الذهبي في "الكاشف" .
    ولأبي نعيم في "الحلية" (2/ 36) الجملة الأولى والثانية . وللقضاعي (ق 71/ 1) أكثره .
    وأورده السيوطي في "الجامع الكبير" (914) مختصراً من رواية أبي بكر بن كامل في "معجمه" وابن النجار عن الحارث عن علي !

    (/1)


    5429 - ( أول شيء كتب الله عز وجل في اللوح المحفوظ : بسم الله الرحمن الرحيم ، إنه من استسلم لقضائي ، ورضي بحكمي ، وصبر علي بلائي ؛ بعثته يوم القيامة مع الصديقين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 714 :
    $موضوع$
    أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" عن إسماعيل بن بشر : حدثنا حماد بن قريش : حدثنا سليمان بن عمرو عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قال الحافظ في "الغرائب الملتقطة" (1/ 1/ 3) :
    "قلت : جويبر ضعيف ، والضحاك لم يسمع من ابن عباس . والراوي عنه تالف . وفي السند أيضاً ..." ! كذا بياض بخط الحافظ .
    قلت : والتالف : هو سليمان بن عمرو ، وهو أبو داود النخعي الكذاب ؛ كما وصفه الذهبي ، وذكر أن أحمد قال :
    "كان يضع الحديث" . وقال يحيى :
    "كان أكذب الناس" . وفي "اللسان" :
    "قال ابن المديني : كان من الدجالين . وقال ابن راهويه : لا أدري في الدنيا أكذب منه" ! قال الحافظ ابن حجر :
    "قلت : الكلام فيه لا يحصر ؛ فقد كذبه ونسبه إلى الوضع من المتقدمين والمتأخرين ممن نقل كلامهم في الجرح والعدالة فوق الثلاثين نفساً" .
    قلت : وهو من أقبح الأحاديث التي شان بها الكاتب بليق كتابه "المنهاج" (1612) !

    (/1)


    5430 - ( يؤتى بحسنات العبد وسيئاته ، فيقتص بعضها ببعض ، فإن بقيت حسنة ؛ وسع الله له في الجنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 715 :
    $ضعيف$
    أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 113) ، والطبري في "التفسير" (26/ 12) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12832) من طريق الحكم بن أبان العدني عن الغطريف أبي هارون عن جابر بن زيد عن ابن عباس مرفوعاً به - زاد غير البخاري - عن الروح الأمين قال - زاد الطبراني - : قال الرب عز وجل ... فذكره .
    أورده البخاري في ترجمة (الغطريف) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكذلك فعل ابن أبي حاتم ، وذكر أنه يماني ؛ فهو مجهول .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (10/ 218) :
    "رواه الطبراني ، وإسناده جيد" !
    قلت : فالظاهر أنه - أعني : الغطريف - وثقه ابن حبان ؛ فإن الهيثمي كثير الاعتماد على توثيقه ، وقد أشار إلى ذلك في مكان آخر ، فقال (10/ 355) :
    "رواه البزار [3456] ، ورجاله وثقوا ، على ضعف في بعضهم" .
    والبعض الذي أشار إليه : هو الحكم بن أبان ؛ فقد قال الحافظ فيه :
    "صدوق عابد ، وله أوهام" .
    ثم رأيت الحافظ ابن كثير قد أورد الحديث في "التفسير" (4/ 158) من رواية ابن جرير وابن أبي حاتم من هذا الوجه ؛ وقال :
    "وهو حديث غريب ، وإسناده جيد لا بأس به" !!

    (/1)






  5. #625
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    5431 - ( ما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 716 :
    $ضعيف$
    رواه ابن عدي (207/ 2) ، وابن عساكر في "التوبة" (4/ 1) عن غسان بن عبيد : حدثنا أبو عاتكة طريف بن سليمان عن أنس مرفوعاً . وقال ابن عدي :
    "طريف بن سليمان أبو عاتكة ؛ عامة ما يرويه عن أنس لا يتابعه عليه أحد من الثقات" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 382) :
    "منكر الحديث جداً" . وقال البخاري :
    "منكر الحديث" .
    وغسان بن عبيد فيه ضعف .
    وأخرجه الديلمي (4/ 20) من طريق أحمد بن محمد بن غالب عن أنس مرفوعاً .
    وابن غالب هذا : هو غلام خليل الزاهد ، وهو متروك .
    والحديث ؛ أورده السيوطي من رواية أبي المظفر السمعاني في "أماليه" عن سلمان ، وله عنده تتمة .
    (/1)



    5432 - ( سبعة من السنة في الصبي يوم السابع : يسمى ، ويختن ، ويماط عنه الأذى ، ويثقب أذنه ، ويعق عنه ، ويحلق رأسه ، ويلطخ بدم عقيقته ، ويتصدق بوزن شعره في رأسه ذهباً أو فضة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 717 :
    $منكر بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 552 - بترقيمي) عن رواد بن الجراح عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس قال : سبعة ... الحديث . وقال :
    "لم يروه عن عبدالملك إلا رواد" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ لاختلاطه واختلاف العلماء فيه ؛ فمنهم من وثقه ، ومنهم من ضعفه ، ومنهم من بالغ في تضعيفه ؛ كالدارقطني فقال :
    "متروك" . ولخص أقوالهم الحافظ ابن حجر ، فقال في "التقريب" :
    "صدوق ، اختلط بآخره فترك ، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد" .
    قلت : فالعجب منه كيف احتج به لشرعية ثقب أذن الصبي ، وقال - عقبه - :
    "وهو يستدرك على قول بعض الشارحين : لا مستند لأصحابنا في قولهم : إنه سنة" !
    قلت : وكيف يجوز إثبات السنة بمثل هذا الإسناد الواهي ؟! ولا سيما وفي متنه جملة مستنكرة ، وهي أنه يلطخ رأسه بدم عقيقته ؛ فإن هذا التلطيخ كان في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام أمر النبي صلي الله عليه وسلم أن يجعل مكان الدم خلوقاً ، وقد ذكر الحافظ نفسه في "الفتح" بعض الأحاديث الواردة في ذلك (9/ 594) ، وخرجت أنا بعضها في "الإرواء" (4/ 388-389) ؛ فليراجعها من شاء .
    هذا ؛ ولعل الحافظ لم يتيسر له الرجوع إلى سند الحديث ؛ فاعتمد على قول شيخه الهيثمي في "المجمع" (4/ 59) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله ثقات" !
    وهذا مع كونه غير مسلم - لما فيه من إهمال الجرح المفسر بالاختلاط عمداً أو سهواً - ؛ فإنه لا يعني أن الإسناد قوي ، كما سبق التنبيه عليه مراراً .
    ومن المحتمل أن ذلك كان بسبب العجلة . ومما يشعر بذلك : أنه لم يسق الحديث بتمامه ، بل طرفه الأول ، ثم موضع الشاهد منه ، فقال :
    "فذكر السابع منها : وثقب أذنه" . فهذا خطأ ظاهر فإنه الرابع منها ، ولا تعليل له إلا العجلة ، والله أعلم .
    (/1)
    5433 - ( إنك لم تدع لنا شيئاً ، قال الله : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) ، فرددناها عليك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 719 :
    $منكر$
    أخرجه أحمد في "الزهد" - كما في "الدر المنثور" (2/ 188) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (6114) ، والخطيب (14/ 44) أيضاً ، وابن جرير في "التفسير" (5/ 120) من طريق هشام بن لاحق عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال :
    جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله ! فقال :
    "وعليك [السلام] ورحمة الله" . ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ! ورحمة الله .
    فقال : "وعليك [السلام] ورحمة الله وبركاته" .
    ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ! ورحمة الله وبركاته . فقال له : "وعليك" .
    فقال له الرجل : يا نبي الله ! بأبي أنت وأمي ؛ أتاك فلان وفلان ، فسلما عليك ، فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟! فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير هشام بن لاحق ؛ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 33) - بعد أن عزاه للطبراني - :
    "وفيه هشام بن لاحق ؛ قواه النسائي ، وترك أحمد حديثه ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !
    قلت : وأورده ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 90-91) ، وقال :
    "منكر الحديث ، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من المقلوبات عن أقوام ثقات" .
    قلت : وعزاه السيوطي لابن المنذر أيضاً ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه بسند حسن !
    كذا قال ! وفيه تساهل ظاهر ؛ فإن هشاماً هذا لم يوثقه - غير النسائي - إلا ابن عدي ؛ فقال :
    "أحاديثه حسان ، أرجو أنه لا بأس به" .
    وتناقض فيه ابن حبان ، فأورده في "الثقات" أيضاً ، فقال :
    "روى عن عاصم . وعنه أحمد بن هشام بن بهرام نسخة ، في القلب من بعضها" !
    ذكره في "اللسان" . وفيه أن العقيلي ذكره في "الضعفاء" ، وقال هو والساجي :
    "قال البخاري : هو مضطرب الحديث ، عنده مناكير ، أنكر شبابة أحاديثه" . قال الساجي :
    "وهو لا يتابع" .
    قلت : فقد ضعفه الجمهور ، وقولهم مقدم على قول من وثقه ؛ لأنه جرح مفسر ، حتى في كلام ابن حبان في "الثقات" ، فهو يلتقي مع طعنه فيه في "الضعفاء" ؛ ويتحصل من مجموع كلمتيه أن الرجل صدوق في نفسه ؛ لكنه يخطىء ، فهو لذلك بكتاب "الضعفاء" أليق . وقال ابن الجوزي في "العلل" (2/ 231) :
    "لا يصح . قال أحمد : تركت حديث هشام بن لاحق . قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به" .
    وأقره الحافظ في "تخريج الكشاف" (ص 46) .
    ثم إن قول الهيثمي المتقدم :
    "وبقية رجاله رجال (الصحيح)" ! فهو غير صحيح ؛ لأن الراوي عن هشام - عند الطبراني - عبدالله بن أحمد بن حنبل ؛ وإن كان ثقة ؛ فليس من رجال "الصحيح" ؛ فإنه لم يرو عنه من الستة إلا النسائي !
    وللحديث شاهد من حديث نافع أبي هرمز عن عكرمة عن ابن عباس به نحوه .
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (12007) وفي "الأوسط" أيضاً ؛ كما في "المجمع" ؛ وقال :
    "وفيه نافع بن هرمز ، وهو ضعيف جداً" .
    قلت : فمثله لا يستشهد به .
    وأما الحديث الذي رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 771 - بترقيمي) في ترجمة (أحمد بن يحيى الحلواني) بسنده الصحيح عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لها :
    "يا عائشة ! هذا جبريل يقرأ عليك السلام" .
    فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . فذهبت تزيد ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
    "إلى هذا انتهى السلام" ، فقال : " (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) " . وقال الطبراني :
    "لم يروه عن العلاء بن المسيب إلا عباد بن العوام" .
    قلت : وهو ثقة من رجال الشيخين ، وكذلك من فوقه .
    إلا أن العلاء بن المسيب قد تكلم فيه من قبل حفظه ، حتى قال الحاكم :
    "له أوهام في الإسناد والمتن" . وأشر إلى ذلك الحافظ في "التقريب" بقوله :
    "ثقة ربما وهم" .
    قلت : وأنا أظن أن قوله في هذا الحديث : فذهبت تزيد ... إلخ ؛ غير محفوظ فيه ؛ لأنه قد جاء من طرق عن عائشة رضي الله عنها بدونها .
    كذلك أخرجه البخاري (3768،6249،6253) ، ومسلم (7/ 139) ، والنسائي في "عشرة النساء" ، والدارمي (2/ 277) ، وابن سعد (8/ 67-68،79) ، وأحمد (6/ 146،150،208،224) من طرق كثيرة عن عائشة دون الزيادة .
    فهي شاذة في نقدي . والله سبحانه تعالى أعلم .
    ولعل سبب الوهم : أنه جاء في بعض الآثار ما يشبه هذه الزيادة ، فاشتبه الأمر على الراوي ، ودخل عليه رواية في أخرى ، وهي ما رواه مالك في "الموطأ" (3/ 132) عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه قال :
    (/1)
    كنت جالساً عند عبدالله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ ثم زاد شيئاً مع ذلك أيضاً ، قال ابن عباس - وهو يومئذ قد ذهب بصره - : من هذا ؟ قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك ، فعرفوه إياه . قال : فقال ابن عباس :
    إن السلام انتهى إلى بركة .
    قلت : وإسناده صحيح .
    ونحوه : ما رواه مالك أيضاً (3/ 133-134) عن يحيى بن سعيد :
    أن رجلاً سلم على عبدالله بن عمر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، والغاديات والرائحات ! فقال له عبدالله بن عمر : وعليك آنفاً ! كأنه كره ذلك .
    قلت : وإسناده منقطع بين يحيى وابن عمر .
    لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" من طريق عبدالله بن بابيه قال :
    جاء رجل إلى ابن عمر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته . فقال : حسبك إلى : "وبركاته" ؛ انتهى إلى : "وبركاته" .
    ومن طريق زهرة بن معبد قال : قال عمر : انتهى السلام إلى "وبركاته" .
    ورجاله ثقات ؛ كما قال الحافظ في "الفتح" (11/ 6 - السلفية) ، ولم يتعرض بذكر للإسناد إلى عبدالله بن بابيه - ويقال : ابن باباه - ، وهو ثقة .
    ولا يخفى أن أثر ابن عمر هذا لو صح لا يشهد - كأثر ابن عباس - لحديث الترجمة ، وذلك لأمرين :
    1- أن الحديث مرفوع ، والأثر موقوف .
    2- أن الحديث في رد السلام ، والأثر في إلقائه .
    ويؤيد ذلك : أنه ثبت عن ابن عمر وغيره من السلف ما يخالف هذا الحديث الضعيف : فروى البخاري في "الأدب المفرد" (ص 49 - دار الكتب العلمية) عن عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال :
    كان ابن عمر إذا سلم عليه ، فرد ؛ زاد ، فأتيته وهو جالس ، فقلت : السلام عليكم . فقال : السلام عليكم ورحمة الله . ثم أتيته مرة أخرى فقلت : السلام عليكم ورحمة الله . قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ثم أتيته مرة ثالثة فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته .
    قلت : ورجاله ثقات معروفون ؛ غير سالم هذا ، وقد وقع في "الأدب" - كما ترى - أنه مولى ابن عمر ، وكذلك وقع في "الفتح" نقلاً عنه !
    ويبدو أنه خطأ قديم ؛ فإنه في كتب الرجال : أنه مولى عبدالله بن عمرو ، منها "التاريخ الكبير" للبخاري نفسه ، ويبدو أنه مجهول ؛ لأنه لم يذكروا راوياً عنه غير ابن شعيب هذا . وأما ابن حبان : فذكره في "الثقات" على قاعدته المعروفة ، ولكن ذلك لا يمنع من الاستشهاد به ؛ كما لا يخفى على الخبراء بهذا العلم الشريف .
    ثم روى في "الأدب المفرد" (ص 147،165) عن زيد بن ثابت : أنه كتب إلى معاوية - والظاهر أنه جواب كتاب من معاوية إليه - :
    "والسلام عليك - أمير المؤمنين ! - ورحمة الله وبركاته ومغفرته" ، زاد في الموضع الأول : "وطيب صلواته" .
    قلت : إسناده صحيح . وسكت عنه الحافظ وعن الذي قبله . وذكر عن ابن دقيق العيد أنه نقل عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى : (فحيوا بأحسن منها) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدىء .
    ثم ذكر بعض الأحاديث المرفوعة الصريحة في ذلك ، ثم قال :
    "وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت ؛ قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على (وبركاته)" .
    ومن تلك الأحاديث الصريحة : ما ذكره من رواية البيهقي في "الشعب" - بسند ضعيف - من حديث زيد بن أرقم :
    كنا إذا سلم علينا النبي صلي الله عليه وسلم قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .
    قلت : وفاته أنه أخرجه البخاري أيضاً في "التاريخ" ؛ كما كنت خرجته في "الصحيحة" (1449) ، وذهبت هناك إلى تجويد إسناده ؛ لأنه ليس في رجاله من ينظر فيه غير إبراهيم بن المختار الرازي ، وهو وإن كان مختلفاً فيه ؛ فقد اعتمدت على قول أبي حاتم فيه :
    "صالح الحديث" ؛ مع تشدده المعروف في التوثيق ، لا سيما وقد وافقه على ذلك أبو داود ، وهو مقتضى توثيق ابن شاهين وابن حبان إياه ؛ إلا أن هذا قال :
    "يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه" .
    وهذا ليس من روايته عنه ، بل من رواية محمد بن سعيد بن الأصبهاني عنه ، كما ذكرته هناك ؛ خلافاً لأحد الطلبة الأفاضل الذي كتب إلى يرجح أنه محمد ابن حميد ؛ دون أيما دليل سوى أن كلاً منهما روى عن إبراهيم بن المختار ، غير ملتفت إلى أن الأول من شيوخ البخاري يقيناً ، والآخر لم يذكره أحد في شيوخه أو أنه روى عنه ، مع تصريحهم بأنه تركه . وهذا ظاهره أنه حدث عنه مطلقاً لعلمه بشدة ضعفه ، أو أنه تبين له ذلك بعد أن سمع منه . وأما أنه حدث عنه وصار من جملة شيوخه ثم تركه ؛ فهذا مما لا يفهمه أحد له معرفة بهذا العلم ؛ إلا أن ينص أحد أنه كان من شيوخه ثم تركه ، فهذا ما لم يقله أحد ؛ خلافاً لما رمى إليه المشار إليه بقوله :
    "والبخاري قد أتى ابن (كذا بالضم ولعله سبق قلم) حميد ثم تركه" !
    (/2)
    وجملة القول : أن الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن ؛ لمخالفته لظاهر آية رد التحية بأحسن منها ، والأحاديث والآثار الموافقة لها . والله تعالى أعلم .
    ثم إن حديث الترجمة ؛ قد أورده ابن علان في "شرح الأذكار" (5/ 291) ؛ وقال - ولعله نقله عن "نتائج الأفكار" للحافظ ابن حجر - :
    "أخرجه أحمد في "الزهد" ، ولم يخرجه في "المسند" ؛ لضعف هشام بن لاحق عنده ، وقد وثقه غيره" .
    قلت : وقد سبق بيان أن الراجح التضعيف ، لا سيما وقد تركه الإمام أحمد ؛ كم تقدم نقله عن جمع من الأئمة . ومع ذلك ؛ فإنه لم يعجب الكاتب المشار إليه آنفاً ؛ فإنه أخذ يحاول التشكيك في ثبوت ذلك عن الإمام أحمد في مقال له آخر ، أرسله إلي بعد كتابه الأول ، فقال :
    "ولم أجد هذا القول مستفيضاً عن أحمد" !!
    وهذا مما يدل الواقف على كلامه ونقده للأحاديث على أنه ناشىء في هذا المجال ؛ - وهذا أقل ما يمكن أن يقال - ، وإلا ؛ فمتى كان شرطاً في قبول قول الإمام أن يكون مستفيضاً ؟! ألا ترى أنه يمكن لمخالفه أن يعارضه بقوله هذا فيما مال هو إليه من الاعتماد على قول أحمد الآخر :
    "لم يكن به بأس" ؟! أليس في ذلك كله مخالفة صريحة لقول العلماء :
    "الجرح مقدم على التعديل" بشرطه المعروف ؟! وهل يمكن لأحد اليوم أن يصنف أقوال أئمة الجرح والتعديل من حيث روايتها عنهم ، فيقول : هذا القول آحاد عن فلان ! وهذا مستفيض عنه أو عن غيره ! وهذا متواتر ؟!
    وللمشار إليه من مثل هذا النقد المخالف للعلماء أمور أخرى حول هذا الحديث وغيره ، لا نطيل الكلام ببيان فسادها .
    وقد كنت كتبت إليه بشيء من ذلك في الرد على كتابته الأولى إلي ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك قريباً ، لذلك ؛ لم أنشط للرد عليه في مقاله الآخر ، لا سيما وقد تجاهل فيه ردي عليه المومى إليه ولو بكلمة واحدة ، مع إعراضه عن كلام الحافظ الذي كنت نقلته إليه ؛ ذهب فيه إلى شرعية الزيادة على ".. وبركاته" في رد السلام خلافاً للكاتب ؛ فإنه أصر على عدم مشروعيتها في مقال آخر ! فإنه بعد أن تكلم على حديث الترجمة بما عنده من علم ؛ كشفت آنفاً عن بعضه ! أخذ يسوق شواهد له تقويه بزعمه ، تدل المبتدىء في هذا العلم أنه لم يصل فيه بعد إلى مقامه ! فإنه بعد أن ساق حديث عائشة الذي بينت آنفاً شذوذه ؛ أتبعه ببعض الآثار عن الصحابة ، منها أثر ابن عباس وابن عمر المتقدمين ، وهي لا تشهد للحديث مطلقاً ؛ لأنها في رد الزيادة على ".. وبركاته" في ابتداء السلام ، والحديث إنما هو في رده ؛ كما لا يخفى على البصير .
    وبدهي جداً : أن يخفى على مثله ما هو أدق من ذلك على الباحثين ؛ فقد نقل من "شرح ابن علان للأذكار" (5/ 292) قول الحافظ في حديث عائشة المتقدم :
    "هذا حديث حسن غريب جداً ، قد أخرج لرواته في "الصحيح" ؛ إلا أن ابن المسيب لم يسمع من عائشة" .
    فعقب عليه بقوله :
    "وما أدري ما وجه قوله : "ابن المسيب لم يسمع من عائشة" ؟! فلينظر "الأوسط" أو "مجمع البحرين" ..." !!
    قلت : فخفي عليه أن (ابن المسيب) هذا ليس هو سعيد بن المسيب التابعي الجليل ، وإنما هو العلاء بن المسيب ، وهو علة الحديث ؛ كما تقدم منقولاً من مصورة "المعجم الأوسط" ، فهو معذور أن يخفى ذلك عليه ؛ لأن كل مراجعه إنما هي من المطبوعات ، فبالأولى أن يخفى عليه خطأ الحافظ في إعلاله بالانقطاع !
    وكأنه لم يتنبه - الحافظ - لقول العلاء بن المسيب : "عن أبيه" ، أو أنه لم يقع ذلك في نسخته من "الأوسط" ، والظاهر الأول ، وإلا ؛ لأعله شيخه الهيثمي بالانقطاع لظهوره . والله أعلم .
    والحقيقة : أن العلة إنما هي المخالفة والشذوذ من العلاء كما سبق بيانه ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في تمام كلامه السابق ، ولأمر ما لم ينقله الكاتب ! فقال الحافظ :
    "وسيأتي حديثها بدون هذه الزيادة في (باب الحكم السلام)" .
    يشير إلى رواية الشيخين المتقدمة من طرق .
    ثم تبين لي أن في متن حديث الترجمة نكارة تؤكد ضعفه ، وهي قوله في الرد على الرجل الأخير الذي انتهى سلامه إلى "وبركاته" :
    "وعليك" ؛ وقوله في آخر الحديث :
    "فرددناها عليك" ؛ فإن السياق يقتضي أن يرد عليه بالمثل ؛ أي : إلى قوله : "وبركاته" ، وكون الرجل لم يدع مجالاً للزيادة عليه لا يستلزم أن يكون الرد بـ : "وعليك" ؛ لأنه دون المثل ، كما هو ظاهر من الآية الكريمة : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) . قال الحسن البصري في تفسيرها :
    إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال : السلام عليك ؛ فقل : السلام عليكم ورحمة الله ، (أو ردوها) : يقول : إن لم تقل له : السلام عليك ورحمة الله ؛ فرد عليه كما قال : السلام عليكم ؛ كما سلم ، ولا تقل : وعليك .
    أخرجه البيهقي من طريق المبارك بن فضالة عنه ؛ كما في "الدر" (2/ 188) .
    ولهذا ؛ قال الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 456) - وتبعه صديق حسن خان في "نيل المرام" (ص 161) - :
    (/3)
    "ومعنى قوله : (أو ردوها) : الاقتصار على مثل اللفظ الذي جاء به المبتدىء ، فإذا قال : السلام عليكم ؛ قال المجيب : وعليكم السلام" .
    قلت : فثبت أن قوله في الحديث : "وعليك" منكر ؛ لأنه دون الرد بالمثل ، بله الرد بالأحسن .
    فالحديث ضعيف سنداً ومتناً . هذا ما ظهر لي ؛ (وفوق كل ذي علم عليم) .
    (/4)
    5434 - ( إن محرم الحلال كمحلل الحرام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 730 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 103) ، وأبو بكر النيسابوري في "الفوائد" (142/ 1) ، والقاسم السرقسطي في "الدلائل" (2/ 146/ 2) ، وأبو بكر اليزدي في "مجلس له" (68/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (82/ 2) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن يحيى بن عباد بن حارثة الليثي أن أباه أخبره : أنه كان يصحب عبدالله بن عمر في الحج والعمرة ، فقال : قال لي ابن عمر : إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    أورده ابن حبان في ترجمة إبراهيم هذا ، وقال فيه :
    "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل" . ثم روى عنه ابن معين أنه قال فيه :
    "ليس بشيء" . ثم قال عقب الحديث :
    "وهذا من قول ابن عمر محفوظ ، فأما من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فلا" .
    قلت : ويحيى بن عباد بن حارثة الليثي وأبوه : أوردها ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 77-78 و 4/ 2/ 172) ، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
    وأما ابن حبان ؛ فذكر عباداً في "الثقات" دون ابنه ! والله أعلم .
    وجملة القول : أن هذا الإسناد ضعيف ؛ لضعف إبراهيم ، وجهالة شيخه يحيى ابن عباد وأبيه عباد .
    لكن للحديث إسناد آخر ؛ فقال الطبراني في "المعجم الأوسط" (8148 - بترقيمي) : حدثنا موسى بن هارون : حدثنا أبو موسى الأنصاري : حدثنا عاصم بن عبدالعزيز الأشجعي عن الحارث بن عبدالرحمن بن أبي ذباب عن عبيدالله ابن عبدالله بن عمر عن أبيه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد زعم الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 176) أن رجاله رجال "الصحيح" ! وهو من أوهامه رحمه الله ؛ فإن من دون الحارث - باستثناء الأنصاري - ليسوا من رجال "الصحيح" .
    وفي الأشجعي وشيخه الحارث ضعف ؛ كما يشير إلى ذلك قول الحافظ في كل منهما :
    "صدوق يهم" .
    والأشجعي أضعف ؛ فإنه ضعفه الأكثر . بل قال فيه البخاري :
    "فيه نظر" .
    فالظاهر أنه هو علة هذا الإسناد . وقد أورده ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 308) من هذا الوجه ، وقال :
    "قال أبي : هذا حديث منكر" .
    قلت : وقد صح موقوفاً على عبدالله بن مسعود ؛ فأخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (20573) ، وعنه الطبراني في "المعجم الكبير" (8852) ، والبغوي في "حديث علي بن الجعد" (9/ 113/ 1) من طرق عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به . وقال الهيثمي (1/ 177) :
    "ورجاله رجال (الصحيح)" .
    وفي رواية للطبراني (8853) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق قال :
    كنت جالساً عند عبدالرحمن بن عبدالله ، فأتاه رجل يسأله عن ابنه القاسم ؟ فقال : غدا إلى الكناسة يطلب الضباب . فقال : أتأكله ؟ فقال عبدالرحمن : ومن حرمه ؟! سمعت عبدالله بن مسعود يقول : ... فذكره . قال الهيثمي أيضاً (4/ 39) :
    "ورجاله رجال (الصحيح)" .
    قلت : وهو كما قال ؛ إلا أن أبا إسحاق هذا - وهو السبيعي - كان اختلط .
    لكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 17/ 2) من طريق المسعودي عن سماك بن حرب عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه قال : ... فذكره .
    ثم روى ابن عساكر عن الحافظ أحمد العجلي قال :
    "عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود ؛ يقال : إنه لم يسمع من أبيه إلا حرفاً واحداً ..." . ثم ذكر هذا الحديث .
    وكأنه يشير إلى رواية الطبراني المتقدمة من طريق إسرائيل ؛ فإنها صريحة في سماع عبدالرحمن من أبيه ابن مسعود .
    (/1)
    5435 - ( يسلم الرجال على النساء ، ولا يسلم النساء على الرجال ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 733 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (243) ، وابن حبان في "الضعفاء" (1/ 190) من طريق بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً .
    أورده ابن حبان في ترجمة بشر هذا ، وقال :
    "له نسخة فيها مئة حديث ؛ كلها موضوعة ، لا يجوز الاحتجاج به بحال .." ، ثم ساق له بهذا الإسناد أحاديث هذا أحدها .
    وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 234) ، وقال :
    "لا يصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقال أبو حاتم الرازي : بشر وبكار مجهولان" .
    والحديث ؛ عزاه الحافظ في "الفتح" (11/ 34) لأبي نعيم (!) في "عمل يوم وليلة" ، وقال :
    "وسنده واه ، ومن حديث عمرو بن بن حريث مثله موقوفاً عليه ، وسنده جيد" !
    ذكره تحت شرح (باب : تسليم الرجال على النساء ، والنساء على الرجال) ، وحكى خلاف العلماء في ذلك ، وانتهى من ذلك إلى الجواز إذا أمنت الفتنة ، وهو الراجح ؛ لثبوت سلام النبي صلي الله عليه وسلم على النساء .
    وكذلك صح سلام الصحابة على العجوز التي كانت تقدم إليهم أصول السلق مطبوخاً مع الطحين بعد صلاة الجمعة .
    رواه البخاري في "صحيحه" (6248) .
    وروى في "الأدب المفرد" (1046) بسند حسن عن الحسن (وهو البصري) قال :
    كن النساء يسلمن على الرجال .
    (/1)
    5436 - ( رأس هذا الأمر الإسلام ، ومن أسلم سلم ، وعمودة الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، لا يناله إلا أفضلهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 734 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 55/ 96) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
    ثم رواه (8/ 266/ 7885) من طريق أخرى عن عثمان به مختصراً ؛ دون ما قبل الذروة .. ولم يذكر معاذاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علي بن يزيد - وهو الألهاني - ضعيف .
    وبه أعله الهيثمي (5/ 274) .
    ونحوه عثمان بن أبي العاتكة . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني" .
    بيد أنه قد خالفه في متن الحديث وإسناده : أبو عبدالرحيم - وهو الحراني خالد بن أبي يزيد الثقة - ؛ فقال : عن أبي عبدالملك عن القاسم عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
    "الإسلام ثلاثة أبيات : سفلى ، وعليا ، وغرفة .
    فأما السفلى ؛ فالإسلام ؛ دخل عليه عامة المسلمين ، فلا يسأل أحد منهم إلا قال : أنا مسلم .
    وأما العليا ؛ فتفاضل أعمالهم ؛ بعض المسلمين أفضل من بعض .
    وأما الغرفة العليا ؛ فالجهاد في سبيل الله ، لا ينالها إلا أفضلهم" .
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (18/ 318/ 822) . وقال الهيثمي :
    "وأبو عبدالملك لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !
    قلت : هو علي بن يزيد الألهاني ، وأبو عبدالملك كنيته ، وهو صاحب القاسم ، وقد عرفت ضعفه مما تقدم .
    ومما يؤكد ذلك : اضطرابه في متن الحديث وسنده .
    أما المتن ؛ فظاهر .
    وأما السند ؛ فرواه عثمان عنه عن القاسم عن أبي أمامة عن معاذ .
    ورواه أبو عبدالرحيم عنه عن القاسم عن فضالة .
    وهو عن معاذ معروف من طرق عنه مختصراً ومطولاً .
    وقد رواه شعبة عن الحكم قال : سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ بن جبل قال : ... فذكر حديثه الطويل الذي أوله :
    "لقد سألت عن عظيم ..." الحديث ، وفي آخره :
    "وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟!" .
    ورواه الترمذي وغيره من طريق أخرى عن معاذ ، وهو مخرج في "الإرواء" (413) .
    وأما طريق شعبة هذه ؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في أول كتاب "الإيمان" رقم (1) ، وأحمد (5/ 337) ، والطبراني في "الكبير" (20/ 147/ 304) من طرق عن شعبة به نحو حديث الترمذي ، وفيه حديث الترجمة دون قوله :
    "لا يناله إلا أفضلهم" .
    ورجاله ثقات ؛ إلا أن عروة بن النزال فيه جهالة ، مع انقطاع ؛ بينه أحمد (5/ 233) من رواية روح عن شعبة :
    قال شعبة : فقلت له : سمعه من معاذ ؟ قال : لم يسمعه منه وقد أدركه .
    وجملة القول : أن الحديث بهذه الزيادة :
    "لا يناله إلا أفضلهم" ؛ ضعيف لا يصح ؛ لتفرد الألهاني به ، واضطرابه في سنده ومتنه . والله سبحانه وتعالى أعلم .
    (/1)
    5437 - ( سألت جبريل عليه الصلاة والسلام عن هذه الآية : (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) ؛ من الذي لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال :
    هم الشهداء ، يتقلدون أسيافهم حول عرشه ، تتلقاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت ، [أزمتها الدر [الأبيض] ، برحال [الذهب ، أعنتها] السندس والإستبرق] ، نمارها ألين من الحرير ، مد خطاها مد أبصار الرجال ، يسيرون في الجنة [على خيول] ، يقولون عند طول النزهة : انطلقوا بنا إلى ربنا ؛ لننظر كيف يقضي بين خلقه ؟ يضحك إليهم إلهي ، وإذا ضحك إلى عبد في موطن ؛ فلا حساب عليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 737 :
    $منكر بهذا التمام$
    قال في "الدر المنثور" (5/ 336) :
    "أخرجه أبو يعلى ، والدارقطني في "الأفراد" ، وابن المنذر ، والحاكم - وصححه - ، وابن مردويه ، والبيهقي في "البعث" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... (فذكره)" .
    قلت : وفي عزوه بهذا التمام للحاكم نظر ؛ فإنه إنما أخرجه في "المستدرك" (2/ 253) دون قوله : "يتقلدون أسيافهم .." إلخ ؛ عن أبي أسامة عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة . وقال :
    "صحيح الإسناد" . وأقره المنذري في "الترغيب" (2/ 199) .
    وأما الذهبي ؛ فزاد في "التلخيص" :
    ".. على شرط البخاري ومسلم" .
    قلت : وهو الصواب ؛ فإن رجاله كلهم على شرطهما .
    وعمر هذا : هو ابن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب المدني ؛ نزيل عسقلان ، ولم يعرفه الحافظ ابن كثير كما يأتي . ثم قال المنذري :
    "ورواه ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن عياش أطول منه ؛ وقال فيه : (هم الشهداء ، يبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه ...)" !
    قلت : وإسماعيل بن عياش - وهو الحمصي الشامي - مختلف فيه . والذي استقر عليه رأي الحفاظ النقاد فيه : أنه ثقة فيما يرويه عن الشاميين ، ضعيف فيما يرويه عن غيرهم ، ولذلك ؛ كان الواجب على المنذري أن يسمي لنا شيخه فيه !
    وقد وقفت عليه بواسطة "تفسير ابن كثير" ؛ فإنه - جزاه الله خيراً - ذكر إسناد أبي يعلى ، فقال :
    "وقال أبو يعلى : حدثنا يحيى بن معين : حدثنا أبو اليمان : حدثنا إسماعيل ابن عياش عن عمر بن محمد ..." فذكره كما تقدم في إسناد الحاكم . ثم قال :
    "رجاله كلهم ثقات ؛ إلا شيخ إسماعيل بن عياش ؛ فإنه غير معروف . والله سبحانه وتعالى أعلم" !
    وأقول : بل هو معروف ؛ فإنه من ذرية عمر بن الخطاب كما تقدم ؛ فقد ذكر الحافظ المزي - شيخ ابن كثير - في ترجمة عمر بن محمد هذا أنه روى عن زيد بن أسلم ، وعنه جماعة منهم إسماعيل بن عياش فهو علة تلك الزيادة التي لم يروها الحاكم ؛ لأن شيخه عمر هذا مدني كما تقدم ،وقد عرفت من ترجمته آنفاً أنه ضعيف فيما يرويه عن المدنيين وغيرهم .
    وقد يقول قائل : قد ذكرت آنفاً أن عمر هذا كان نزيل (عسقلان) ؛ وهي من بلاد الشام ، فيمكن أن يكون إسماعيل سمعه منه فيها ، وأنه حفظه عنه ؟!
    فأقول : هذا ممكن ، ولكن لا بد له من مرجح ، وهذا مفقود ، وحينئذ يبقى حكم هذه الزيادة على الضعف ، حتى يتبين المرجح ؛ كشأن المختلط الذي لم يعلم أحدث بالحديث قبل الاختلاط أم بعده ؟ فهو على الضعف حتى يتبين أنه حدث به قبل الاختلاط .
    على أنه يترجح عندي ضعف هذه الزيادة من جهة أخرى ؛ وهي مخالفة إسماعيل لأبي أسامة - واسمه حماد بن أسامة - ، وهو ثقة ثبت ، ولم يروها كما تقدم من تخريج الحاكم . ويبعد جداً أن يكون حدث بها عمر بن محمد ، ولا يحفظها أبو أسامة عنه ، ويحفظها إسماعيل ، مع ما فيه من القال والقيل ! ولذلك ؛ فإن هذه الزيادة منكرة عندي ،بخلاف ما قبلها ، ولذلك ؛ لم أوردها مع حديث الحاكم في "صحيح الترغيب" (2/ 147/ 1378) ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
    (تنبيه) : قد عزا الحديث لأبي يعلى الحافظ ابن حجر أيضاً في "المطالب العالية" (3/ 365/ 3721) ، وذكر الشيخ الأعظمي في تعليقه عليه : أن البوصيري قد سكت عليه ! وقد كشفنا لك عن علته بفضل الله وتوفيقه .
    ولم أره في "مجمع الزوائد" للهيثمي ، ولا عزاه المنذري لأبي يعلى كما تقدم ! فلعله في بعض النسخ منه . والله أعلم .
    ثم إن متن الحديث قد نقلته من "تفسير ابن كثير" ، والزيادات التي بين المعكوفات [] ؛ إنما هي من "الترغيب" ، وبعضها من "الدر" . ووقع فيه : "البرهة" مكان : "النزهة" ! ولعله تصحيف .
    ثم رأيت الحافظ قد ساق إسناد أبي يعلى في "المطالب العالية المسندة" (2/ 45/ 2) كما ساقه ابن كثير .
    وقد رواه آخرون عن إسماعيل ، وعن محمد بن عمر ؛ دون قوله :
    "تتلقاهم الملائكة ..." . وتقدم برقم (3685) .
    (/1)
    5438 - ( إن جبريل أتى رسول الله صلي الله عليه وسلم - حين قبض سعد بن معاذ [من جرح أصابه يوم الخندق] - من جوف الليل معتجراً بعمامة من إستبرق ، فقال : يا محمد ! من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش ؟ قال : فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم سريعاً يجر ثوبه إلى سعد ، فوجده قد مات ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 740 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" (3/ 271) : حدثني معاذ بن رفاعة الزرقي قال : حدثني من شئت من رجال قومي : إن جبريل ... الحديث .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة شيخ معاذ بن رفاعة .
    على أن هذا نفسه فيه نظر ؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان ، وحكى أبو الفتح الأزدي عن عباس الدوري عن ابن معين أنه قال فيه :
    "ضعيف" . قال الأزدي :
    "ولا يحتج بحديثه" ؛ كما في "التهذيب" .
    وقد روى عنه جمع ، ولم يذكر فيه البخاري في "التاريخ" ، وابن أبي حاتم في كتابه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال ؛ إن لم يكن ضعيفاً .
    وأما الحافظ ؛ فقال :
    "صدوق" !
    وبيض له الذهبي في "الكاشف" .
    وقد خولف ابن إسحاق في إسناده ومتنه ؛ فقال يزيد بن الهاد : عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبدالله قال : ... فذكره مختصراً نحوه ، ولفظه :
    جاء جبريل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؛ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ؟
    قال : فخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فإذا سعد بن معاذ .
    أخرجه البيهقي في "الدلائل" - كما في "السيرة" لابن كثير (3/ 245) - ، رواه عن شيخه الحاكم ، وقد أخرجه هذا في "المستدرك" (3/ 206) مختصراً نحوه ؛ ليس فيه ذكر جبريل عليه السلام ، فصار الحديث من قول النبي صلي الله عليه وسلم ، وليس من قول جبريل .
    وكذلك رواه الإمام أحمد (3/ 327) ، والنسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" (2/ 379) - ، وعزاه إليه الذهبي أيضاً في "سير أعلام النبلاء" (1/ 293) ؛ لكن ذكره بلفظ البيهقي الذي فيه ذكر جبريل ، وكأنه من أوهامه ؛ إذا صح ما في "التحفة" ! وتبعه على الوهم المعلق عليه ؛ فعزاه لأحمد والحاكم ، وقد عرفت أن روايتهما كرواية النسائي !
    وجملة القول : أن حديث الترجمة ضعيف عندي ؛ للجهالة ، والضعف الذي في بعض رواته ، ومخالفة ابن إسحاق لابن الهاد في إسناده ومتنه .
    وقد وجدت له طريقاً أخرى ، ولكنها واهية أيضاً ، فلا يستشهد بها ؛ يرويه أبو قرة محمد بن حميد : حدثنا سعيد بن تليد : حدثنا محمد بن فضالة عن أبي طاهر عبدالملك بن محمد بن أبي بكر عن عمه عبدالله بن أبي بكر قال :
    مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم الخندق شهيداً ، قال : فلبغني أن جبريل عليه السلام نزل في جنازته معتجراً .. الحديث مثله .
    أخرجه ابن عبدالبر في ترجمة (سعد بن معاذ) من "الاستيعاب" .
    قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ فإنه مع كونه بلاغاً من عبدالله بن أبي بكر ، وهو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري التابعي ؛ فيما يظهر لي ؛ فإن في الطريق إليه جمعاً لا يحتج بهم :
    الأول : عبدالملك بن محمد بن أبي بكر - وهو الحزمي - ؛ أورده البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 431) ، وابن أبي حاتم (2/ 2/ 369) من رواية ابن وهب عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    ويحتمل عندي أنه الذي في "الميزان" و "اللسان" :
    "عبدالملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
    "ليس في القبلة وضوء" .
    وعنه بقية . قال الدارقطني : عبدالملك ضعيف" .
    قلت : وهو من طبقة الحزمي هذا ، وحديثه في القبلة في "سنن الدارقطني" (1/ 136) معلقاً .
    الثاني : محمد بن فضالة ؛ لم أعرفه ، ويحتمل - على بعد - أنه الذي في "الميزان" و "لسانه" :
    "محمد بن فضالة بن الصقر ، شيخ شامي . حدث عن هشام بن عمار . قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر" .
    وإنما استبعدت أن يكون هو هذا ؛ لأمرين :
    الأول : أنه متقدم الطبقة على هذا .
    والآخر : أني أخشى أن يكون اسم (محمد) محرفاً من (المفضل) ؛ فقد جاء في ترجمة (سعيد بن تليد) من "التهذيب" أنه روى عن المفضل بن فضالة ، وهو المصري ؛ فإن يكن هو ؛ فهو ثقة . والله أعلم .
    والثالث : أبو قرة محمد بن حميد - وهو ابن هشام الرعيني - ؛ ذكره الحافظ المزي فيمن روى عن سعيد بن تليد ، ولم أجد له ترجمة .
    واعلم أن الكلام على هذا الحديث وإيراده هنا في هذا الكتاب ؛ إنما هو من أجل ما فيه من ذكر جبريل واعتجاره بعمامة الإستبرق .
    وإلا ؛ فجملة : "اهتز العرش" منه صحيحة ، جاءت من وجوه كثيرة متواترة ؛ كما قال ابن عبدالبر ، والذهبي ، وبعضها في "الصحيحين" ، فانظر : ترجمة سعد في "سير النبلاء" ، و "فتح الباري" (7/ 123-124) ، و "الصحيحة" (1288) ، و "الإرواء" (3/ 166-167) ، و "مختصر الشمائل" (31/ 16) ، و "الظلال" (1/ 247-248) .
    (/1)
    5439 - ( سئلت اليهود عن موسى ؟ فأكثروا [فيه] وزادوا ونقصوا ؛ حتى كفروا . وسئلت النصارى عن عيسى ؟ فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا ؛ حتى كفروا .
    وإنه سيفشو عني أحاديث ، فما أتاكم من حديثي ؛ فأقرأوا كتاب الله واعتبروه ، فما وافق كتاب الله ؛ فأنا قلته ، وما لم يوافق كتاب الله ؛ فلم أقله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 744 :
    $منكر$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 316/ 13224) : حدثنا علي بن سعيد الرازي : حدثنا الزبير بن محمد بن الزبير الرهاوي : حدثنا قتادة ابن الفضيل عن أبي حاضر عن الوضين عن سالم بن عبدالله عن عبدالله بن عمر مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم مسلسل بالعلل :
    1- الوضين : هو ابن عطاء الدمشقي ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق سيىء الحفظ ، ورمي بالقدر . من السادسة" .
    2- أبو حاضر ؛ أورده ابن أبي حاتم في "الكنى" (4/ 2/ 362) برواية قتادة بن الفضيل عنه ، وقال عن أبيه :
    "مجهول" .
    وكذا في "الميزان" و "اللسان" .
    ثم أوردوا ثلاثتهم في "الأسماء" ، فقالوا - واللفظ للأول - :
    "عبدالملك بن عبدربه بن زيتون أبو حاضر . روى عن رجل عن ابن عباس . روى عنه عيسى بن يونس" .
    ونحوه في "التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 1/ 424) ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    وأما الذهبي ؛ فقال :
    "عبدالملك بن عبدربه الطائي عن خلف بن خليفة وغيره ، منكر الحديث ، وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع ، وله عن شعيب بن صفوان" !
    قلت : والظاهر أن هذا غير الذي ترجم له ابن أبي حاتم والبخاري ؛ فإنه متأخر عنه ، وليس هو - بالتالي - أبا حاضر هذا الذي روى عن الوضين ؛ للسبب نفسه .
    ولكن هل هو ابن زيتون أبو حاضر ؟
    صنيع ابن أبي حاتم يدل على الفرق بينهما ؛ بترجمته لكل منهما .
    وخالفه الحافظ المزي ؛ فذكره في شيوخ قتادةة بن الفضيل ، وفي الرواة عن الوضين : عبدالملك بن عبدربه أبو حاضر . فالله أعلم .
    وقد تبعه على ذلك الهيثمي ، فأعل الحديث به ؛ فقال في "مجمع الزوائد" (1/ 170) :
    "رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه أبو حاضر عبدالملك بن عبدربه ، وهو منكر الحديث" !
    ولكنه لفق بين ما ذهب إليه المزي ، وبين قول الذهبي في الطائي : "منكر الحديث" . وقد عرفت أن أبا حاضر هذا غير الطائي ، وأنه مجهول ؛ كما قال أبو حاتم ، وتبعه الذهبي والعسقلاني ؛ فهو غير عبدالملك بن عبدربه الطائي الذي قال فيه الذهبي : "منكر الحديث" . والله أعلم .
    3- قتادة بن الفضيل ؛ قال أبو حاتم :
    "شيخ" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" .
    وروى عنه جمع ، ومع ذلك قال فيه الحافظ :
    "مقبول" ! يعني : عند المتابعة ، وإلا ؛ فلين الحديث .
    4- الزبير بن محمد الرهاوي ؛ قد ذكروه في الرواة عن قتادة بن الفضيل ، ولكني لم أجد له ترجمة .
    والشطر الثاني من الحديث ؛ قد نص كثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين على أنه من وضع الزنادقة ، وقد ذكرت طرفاً منه في الرد على "منهاج الصالحين" للمدعو (عز الدين بليق) ، رقم الحديث (247) .
    (/1)
    5440 - ( يا معاذ ! إذا كان في الشتاء ؛ فغلس بالفجر ، وأطل القراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم . وإذا كان الصيف فأسفر بالفجر ؛ فإن الليل قصير ، والناس ينامون ، فأمهلهم حتى يدركوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 746 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 75 - النهضة) ، وعنه البغوي في "شرح السنة" (2/ 198/ 356) ، والديلمي في "مسنده" (3/ 282-283) من طريق يوسف بن أسباط : حدثنا المنهال بن الجراح عن عبادة ابن نسي عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال :
    بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ، ومتن منكر ، والمتهم به : المنهال بن الجراح - وهو الجراح بن المنهال أبو العطوف - ، قلب اسمه يوسف بن أسباط الضعيف وغيره . وقد أورده - أعني : الجراح هذا - ابن حبان في "الضعفاء" ، وقال (1/ 218) :
    "كنيته أبو العطوف ، وبه يعرف ، وكان رجل سوء ؛ يشرب الخمر ، ويكذب في الحديث" . وقال الدارقطني :
    "متروك" .
    وضعفه آخرون .
    ثم إن الحديث مخالف للأحاديث الصحيحة المتفقة على أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي الفجر بغلس ؛ وهي مخرجة في "الإرواء" (1/ 278-281) :
    وقد تابعه على الشطر الأول منه محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي به في حديث له طويل .
    أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (10/ 618) .
    ومحمد بن سعيد هذا : هو الشامي المصلوب في الزندقة ، كذبوه . وقال ابن عساكر :
    "وقد روي هذا من وجه آخر أتم من هذا ، بإسناد أشبه منه" .
    ثم ساقه من طريق البغوي : حدثني السري بن يحيى أبو عبيدة التميمي : أخبرنا سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري السلمي - وكان فيمن بعثه النبي صلي الله عليه وسلم مع عمال اليمن - ، فقال : ... فذكر الحديث بطوله ، وفيه الحديث بشطريه .
    وقد قال الحافظ في ترجمة (عبيد) هذا من "الإصابة" :
    "ذكره البغوي وغيره في الصحابة ، وقال ابن السكن : يقال : له صحبة ، ولم يصح إسناد حديثه .
    وأخرج هو ، والبغوي ، والطبري من طريق سيف بن عمر عن سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد ..." .
    قلت : فذكر طرفه الأول من الحديث الطويل .
    وفي إسناد هؤلاء الثلاثة (سيف بن عمر) ، وليس له ذكر في رواية ابن عساكر عن البغوي ؛ فإما أن يكون رواية أخرى للبغوي ، لم تتيسر للحافظ ، أو أنه لم يقف عليها ، أو أن في إسنادها عند ابن عساكر شيئاً من الخطأ أو السقط . والله أعلم .
    وعلى كل حال ؛ ففي الإسناد عندهم جميعاً : (يوسف) والد (سهل) - وهو يوسف بن سهل بن مالك الأنصاري - ، كذا ساقه المزي في ترجمة (سيف بن عمر) ، وقد ذكر في شيوخه : ابنه هذا (سهلاً) ، وهو ثقة ؛ بخلاف أبيه (يوسف بن سهل) ؛ فإني لم أجد له ترجمة فيما عندي من المراجع ، حتى ولا في "ثقات ابن حبان" !
    وأما (سيف بن عمر) ؛ فمعروف ؛ لكنه متهم بالوضع ؛ قال الذهبي في "المغني" :
    "له تواليف ، متروك باتفاق" .
    بخلاف السري بن يحيى ؛ فإنه صدوق ؛ كما قال ابن أبي حاتم .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 302) .




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  6. #626
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5441 - ( إن الله عز وجل يقول :
    أنتقم ممن أبغض بمن أبغض ، ثم أصير كلاً إلى النار ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 749 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 3500 - بترقيمي) عن أحمد بن بكر البالسي قال : أخبرنا عروة بن مروان الرقي قال : أخبرنا معتمر بن سليمان عن الحجاج بن أرطاة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً . وقال :
    "لم يروه عن ابن المنكدر إلا الحجاج ، ولا عن الحجاج إلا معتمر ، تفرد به عروة بن مروان" .
    قلت : وهو ضعيف ؛ قال الدارقطني :
    "كان أمياً ، ليس بالقوي في الحديث" .
    والحجاج بن أرطاة مدلس ، وقد عنعنه .
    والبالسي ضعيف ؛ كما قال الدارقطني . وقال ابن عدي :
    "روى مناكير عن الثقات" . وأما الأزدي ؛ فقال :
    "كان يضع الحديث" .
    وفي مقابله ابن حبان ؛ فإنه ذكره في "الثقات" ؛ ولكنه قال :
    "كان يخطىء" .
    وبه وحده أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (7/ 289) :
    "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه أحمد بن بكر البالسي ، وهو ضعيف" !
    قلت : وإعلاله بمن فوقه ممن ذكرنا أولى ؛ فإن كلام الطبراني يشعر أنه لم يتفرد به . والله أعلم .

    (/1)
    5442 - ( قال ربكم : ابن آدم ! أنزلت عليك سبع آيات ، ثلاث لي ، وثلاث لك ، وواحدة بيني وبينك : فأما التي لي ؛ فـ (الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين) ، [والتي بيني وبينك] : (إياك نعبد وإياك نستعين) ؛ منك العبادة وعلي العون لك . وأما التي لك : (اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 750 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 6547 - بترقيمي) من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي ابن كعب قال :
    قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم فاتحة الكتاب ؛ ثم قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ابن أرقم هذا ؛ فإنه متروك ؛ كما قال الذهبي في "الكاشف" ، والهيثمي في "المجمع" (2/ 112) ، وبه أعله .
    ثم إن في متنه نكارة ؛ فقد صح بلفظ :
    "قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ؛ ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : (الحمد لله رب العالمين) قال الله : حمدني عبدي ..." الحديث . رواه مسلم ، وأبو عوانة في "صحيحيهما" وغيرهما ، وهو مخرج في "الإرواء" (502) .
    (تنبيه) : ما بين المعكوفتين سقط من الأصل ، ويظهر أنه سقط قديم ؛ فإنه كذلك في "المجمع" برواية "الأوسط" ، وقد استدركته من "الدر المنثور" (1/ 6) ، و "الجامع الكبير" (1/ 599) ؛ لكن وقع فيه : (طب) ؛ أي : الطبراني في "الكبيرط ! والظاهر أنه خطأ من
    الناسخ ؛ فإنه ليس فيه .

    (/1)
    5443 - ( كان يقول عند الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم ، اللهم ! اصرف [عني] شره . وفي رواية : شر فلان ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 751 :
    $منكر بزيادة الصرف$
    أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص 103 - التازية) من طريق عبدالملك بن الخطاب بن عبيدالله بن أبي بكرة قال : حدثني راشد أبو محمد عن عبدالله بن الحارث قال : سمعت ابن عباس يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
    الأولى : راشد هذا - وهو ابن نجيح الحماني - قال أبو حاتم :
    "صالح الحديث" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال :
    "ربما أخطأ" . ولخص هذا الحافظ ، فقال :
    "صدوق ، ربما أخطأ" .
    والأخرى : عبدالملك بن الخطاب ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال ابن القطان :
    "حاله مجهولة" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "مقبول" .
    قلت : فهو العلة .
    ولا يقويه أنه رواه الطبراني في "الكبير" (10/ 386/ 10772) عن خالد ابن يوسف السمتي : حدثنا أبي عن راشد بن نجيح (الأصل : ابن أبي نجيح !) به . والزيادة له ؛ وكذا الرواية .
    وهذا إسناد أشد ضعفاً من الذي قبله ، وآفته يوسف هذا ؛ فقال الذهبي في ترجمة ابنه خالد :
    "أما أبوه فهالك ، وأما هو فضعيف" .
    والحديث صحيح محفوظ من طريق أخرى عن ابن عباس به ، دون قوله :
    "اللهم ! اصرف عني شره .." .
    فقد أخرجه البخاري (6346،7426) ، وفي "المفرد" أيضاً ؛ ومسلم (8/ 85) ، والترمذي (3431) - وصححه - ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (414/ 652-653) ، وابن ماجه (3883) ، والطيالسي (2651) ، وأحمد (1/ 228،254،339،356) ، وابن أبي شيبة (10/ 196/ 9204) ، و الطبراني في "الكبير" (12/ 158) وفي "الدعاء" (2/ 1274/ 1023،1024) من طريق أبي العالية عن ابن عباس به دون الزيادة .
    فهي منكرة .
    فيتعجب من الحافظ كيف سكت عليها في "الفتح" (11/ 147) ؛ وقد ذكرها من طريق "الأدب المفرد" ؟! وزاد أحمد والطبراني والنسائي :
    ثم يدعو .
    وسنده صحيح .

    (/1)
    5444 - ( بينا أنا جالس ؛ إذ جاء جبريل ، فوكز بين كتفي ، فقمت إلى شجرة مثل وكري الطير ، فقعد في إحداهما ، وقعدت في الأخرى ، فسمت فارتفعت ؛ حتى سدت الخافقين ؛ وأنا أقلب بصري ، ولو شئت أن أمس السماء لمسست ، فنظرت إلى جبريل كأنه حلس لاطىء ، فعرفت فضل علمه بالله علي ، وفتح لي بابين من أبواب الجنة ، ورأيت النور الأعظم ، وإذا دون الحجاب رفرف الدر والياقوت ، فأوحى إلي ما شاء أن يوحي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 753 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 209-210- مكتبة الكليات الأزهرية) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/ 171) ، والبزار في "مسنده" (1/ 47/ 58) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 99/ 59 - مجمع البحرين) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 316) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 109 - هندية) من طريق الحارث بن عبيد الإيادي عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك مرفوعاً . وقال أبو نعيم مضعفاً :
    "غريب ، لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران ، تفرد به الحارث بن عبيد أبو قدامة" .
    قلت : قال الذهبي في "الكاشف" :
    "ليس بالقوي ، وضعفه ابن معين" . وقال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق يخطىء" .
    قلت : ولم يصرح أحد بتوثيقه .
    ومع ذلك ؛ رجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله توثيقه ، وقد رددت عليه في "شرح الطحاوية" (ص 348 - الطبعة السادسة) .
    ومما يؤكد ضعفه : أنه خالفه حماد بن سلمة ؛ فقال : أخبرنا أبو عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي - زاد بعضهم - عن أبيه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    أخرجه البيهقي هكذا بالزيادة ، وعلقه قبيل ذلك بدونها . وهكذا رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 194) ، وكذا ابن المبارك في "الزهد" ، والحسن بن سفيان في "مسنده" - كما في "اللسان" - ، وقال :
    "وجزم البخاري وابن أبي حاتم والعسكري وابن حبان [يعني في "الثقات" (3/ 234)] بأنه مرسل" .
    وذكره نحوه في ترجمة محمد بن عمير هذا من "الإصابة" ، وقال :
    "قال ابن منده : ذكر في الصحابة ، ولا يعرف له صحبة ولا رؤية" . ثم قال الحافظ :
    "وأما أبوه : فلا أدري هل له إدراك أم لا ؟ فإني لم أجد أحداً ممن صنف في الصحابة ذكره ، وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبوي" !
    وأقول : نعم ؛ لو صح ذكره في الإسناد ؛ ولكن الظاهر أنه شاذ لا يصح ؛ كما يشعر بذلك إعلال الأئمة إياه بالإرسال ، وعدم ذكره في روايتهم - إلا البيهقي - على ما في ثبوتها في كتابه من الشك كما سبقت الإشارة إليه . والله سبحانه وتعالى أعلم .

    (/1)
    5445 - ( اعمم ولا تخص ؛ فإن بين الخصوص والعموم كما بين السماء والأرض ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 755 :
    $ضعيف$
    أخرجه الديلمي في "مسند
    الفردوس" (2/ 1/ 14) من طريق الدارقطني عن محمد بن إسماعيل الصائغ عن علي بن جرير الخراساني عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن علي قال :
    مر رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا أقول : اللهم ! ارحمني ، فضرب بيده بين كتفي فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون ؛ مترجمون في "التهذيب" ؛ غير علي بن جرير الخراساني ؛ والظاهر أنه الذي في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 178) :
    "علي بن جرير الباوردي ، روى عنه .. (بياض) . سئل أبي عنه ؟ فقال : صدوق" .
    فإن (الباوردي) نسبة إلى (أبيورد) ؛ وهو بلد بـ (خراسان) ، كما في "معجم البلدان" وغيره ، ولم أجد له ترجمة في غير المصدر المذكور ، وهي غير كافية ؛ لجهالة من روى عنه ، فهو شبه المجهول عندي ، لا سيما وقد خولف في إسناده .
    فأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 130) من طريق العيشي : حدثنا حماد بن سلمة : حدثنا ثابت عن عمرو بن شعيب :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم أتى على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد خرج لصلاة الفجر ؛ وعلي يقول : اللهم ! اغفر لي وارحمني ، اللهم ! تب علي . فضرب النبي صلي الله عليه وسلم على منكبه ، وقال : ... فذكره ، دون قوله :
    "ولا تخص" .
    وكذا رواه أبو داود في "المراسيل" ؛ كما ذكره البيهقي عقبه ، وهو في النسخة المطبوعة من "المراسيل" (ص 11-12) ؛ لكنها مختصرة من الأسانيد وبعض المتون ؛ كما تبين لنا بالمراجعة ، فلم نعرف هل هو من طريق العيشي هذا أم غيره ؟!
    وبالجملة ؛ فالصواب في الحديث أنه مرسل عمرو بن شعيب ، أخطأ الخراساني في وصله عن علي ؛ لأن العيشي - وهو عبيدالله بن محمد - ثقة اتفاقاً .
    ثم إن المتن منكر مخالف لكثير من الأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي صلي الله عليه وسلم في أدعيته ؛ فإنها بصيغة الإفراد ، حتى في الصلاة . ومنها قوله صلي الله عليه وسلم بين السجدتين :
    "اللهم ! اغفر لي ، وارحمني ، واجبرني ، وارفعني ، واهدني ، وارزقني" .
    انظر كتابي "صفة الصلاة" ، والرد على (عز الدين بليق) ؛ وقد أورد هذا الحديث في كتابه الذي سماه "منهاج الصالحين" ! وإنما هو منهاجه هو ؛ لجهله بالشريعة ، وكثرة الأحاديث الضعيفة فيه والموضوعة والمنكرة ، وقد جاوزت الأربع مئة حديث في ردي المشار إليه ، وهذا منها برقم (168) .
    وقد أورده السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 124) من رواية الديلمي وأبي داود والبيهقي مرفوعاً .
    ثم ذكره (3/ 160) في مسند علي من رواية الديلمي كما تقدم ! ومعلوم أن ما عزاه إليه ضعيف ، يكفي ، مجرد العزو إليه عن بيان ضعفه ؛ كما نص عليه في المقدمة .

    (/1)
    5446 - ( دثر مكان البيت ، فلم يحج هود ولا صالح ؛ حتى بوأه الله لإبراهيم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 757 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه أبو إسحاق الحربي في "المناسك" (ص 482) من طريق إبراهيم بن محمد بن عبدالعزيز الزهري عن أبيه عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت : دثر ... إلخ . قال عروة : قلت لعائشة : عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قالت : عن رسول الله .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم وأبوه محمد متروكان ، مترجمان في "الميزان" ، و "اللسان" ، وغيرهما .
    ومحمد هذا : هو الذي بمشورته جلد الإمام مالك ؛ كما هو مصرح به في "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 1/ 167) ، و"الصغير" أيضاً (ص 190) ، و"الضعفاء" لابن حبان (2/ 264) وغيرها .
    لكن وقع مثله في ترجمة ابنه إبراهيم من "الميزان" و "اللسان" !
    فالظاهر أنه خطأ . والله أعلم .
    والحديث ؛ أورده الذهبي - ثم العسقلاني - في مناكير إبراهيم هذا .

    (/1)
    5447 - ( لا تكن فتاناً ، ولا مختالاً ، ولا تاجراً إلا تاجر خير ؛ فإن أولئك المسبوقون في العمل ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 758 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطيالسي في "مسنده" (رقم 96) : حدثنا شعبة عن الحكم عن رجل من أهل البصرة - ويكنونه أهل البصرة : أبو المودع ، وأهل الكوفة يكنونه بـ :أبي محمد ، وكان من هذيل - عن علي بن أبي طالب مرفوعاً به . وفيه قصة .
    وأخرجه أحمد (1/ 87) من طريقين آخرين عن شعبة به ؛ إلا أنه قال في الطريق الأخرى منهما : (مورع) - بالراء - بدل (مودع) - بالراء أيضاً - .
    وكذلك أعاده أحمد (1/ 139) من الطريق الأخرى .
    ثم رواه عبدالله من طريق حجاج بن أرطاة عن الحكم بن عتيبة عن أبي محمد الهذلي عن علي .
    قلت : وأبو محمد هذا - أو أبو المودع ، أو أبو المورع ، وقيل : أبو المروع - ؛ قال الحسيني :
    "مجهول" ؛ كما في "التعجيل" ؛ وقال الذهبي في كنيته الأولى والثالثة :
    "لا يعرف" .
    قلت : وذلك ؛ لأنه لم يرو عنه غير الحكم بن عتيبة .
    وأما قول الهيثمي في "المجمع" (5/ 173) - بعدما عزاه لأحمد وابنه - :
    "ولم أجد من وثقه ، وقد روى عنه جماعة" .
    فهو خطأ ، قلده فيه الشيخ المناوي في "الجامع الأزهر" (3/ 107/ 1) ؛ يتبين ذلك لكل من رجع إلى ترجمته في "تعجيل المنفعة" .
    هذا ؛ ويغلب على ظني أنه ثعلبة بن يزيد المترجم في "التهذيب" ؛ فقد رأيت الحديث في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ (ص 233- ظاهرية) من طريق أبان بن تغلب عن الحكم بن عتيبة عن ثعلبة بن يزيد عن علي بن أبي طالب به دون الاستثناء .
    وكذا رواه الطحاوي في "المشكل" (3/ 15) بالاستثناء .
    ويؤيد ذلك : أن ثعلبة هذا كوفي يروي عن علي ، وعنه الحكم وغيره ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 207) :
    "كان غالياً في التشيع ، لا يحتج بأخباره التي ينفرد بها عن علي" .
    ثم تناقض فأورده في "الثقات" (4/ 98 - دائرة المعارف) من روايته عن علي ، وعنه حبيب بن أبي ثابت ! وقال الحافظ المزي في "التهذيب" (4/ 399 - الرسالة) :
    "قال البخاري : في حديثه نظر ، لا يتابع في حديثه . روى له النسائي في "مسند علي" وقال : ثقة" .
    واعلم أن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله قد حسن إسناد الحديث في تعليقه على "المسند" (2/ 69) ؛ مع أنه نقل قول الذهبي المتقدم في أبي محمد :
    "لا يعرف" ! ولكنه عقب عليه بقوله :
    "وأنا أرى أن التابعين على الستر والثقة حتى نجد خلافهما" !!
    قلت : وعلى هذا جرى في كثير من أحاديث "المسند" ! وهو توسع غير محمود عندي ؛ لأن النفس لا تطمئن لكون التابعي أياً كان على الستر والثقة ؛ لأننا نخشى في روايته غير اتهامه في نفسه ، وهو احتمال أن يكون ضعيفاً في حفظه ، فلو أنه اشترط إلى ذلك أن يكون معروفاً برواية جمع من الثقات عنه ، ولم يتبين في حديثه ما يضعف به من الخطأ والمخالفة للثقات ؛ لكان مقبولاً . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث قد أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 39/ 90) من طريق أبان بن تغلب به ؛ إلا أنه قال : ثعلبة بن يزيد ، أو يزيد بن ثعلبة ... وذكر الاستثناء ، ثم قال :
    "وهذا خبر - عندنا - صحيح سنده ، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح ، وذلك ؛ أنه خبر لا يعرف لبعض ما فيه مخرج عن علي عن النبي صلي الله عليه وسلم يصح إلا من هذا الوجه . وأخرى : أن في إسناده شكاً فيمن حدث عن علي رحمة الله عليه ؛ أثعلبة بن يزيد هو أم يزيد بن ثعلبة ؟ والثالثة : أن الذي فيه من ذكر (التاجر) إنما روي عن علي موقوفاً عليه من كلامه غير مرفوع إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وبخلاف اللفظ الذي فيه" !
    ثم ساق عدة روايات موقوفة على علي رضي الله عنه ، وأتبعها بقوله :
    "وقد وافق علياً رحمة الله عليه في روايته عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بذم التجارة جماعة من الصحابة ، نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده" .
    ثم ساق عدة أحاديث في أن التجار هم الفجار إلا من بر وصدق ، ونحو ذلك ، وبعضها مخرج في "الصحيحة" (366) .
    ولكن إن كان هذا يشهد لما في حديث الترجمة من ذكر التاجر ؛ فإنه لم يجب عن الأمر الآخر الذي أورده هو على نفسه ؛ وهو الشك في الراوي عن علي : ثعلبة ابن يزيد أو العكس ؟! فإن كان الأول ؛ فقد عرفت البخاري وغيره فيه ، وإن كان الآخر فمن هو ؟ ولا نعلم في الرواة من يسمى يزيد بن ثعلبة .
    ولا يخفى أن الطبري رحمه الله لا تتم دعواه إلا بعد أن يجيب عن الشك المذكور بترجيح أحد طرفيه ، ثم بيان أن الذي رجحه ثقة عند المحدثين ! وهذا ما لم يفعله ، فنحن على الضعف الذي ظهر لنا ، حتى يتبين لنا ما يضطرنا إلى الانتقال إلى ما ذهب إليه الإمام الطبري من
    الصحة . والله أعلم .
    (تنبيه) : قوله : "المسبوقون" ! كذا في رواية الطيالسي وأحمد في الموضع الأول . وفي الرواية الأخرى له وابنه عبدالله :
    "المسوفون" ؛ وكذا في رواية ثعلبة عند الطحاوي ؛ خلافاً لرواية الطبري عنه ؛ فإنها باللفظ الأول .

    (/1)
    وهذا الاختلاف مما قد يزيد في ضعف الحديث ؛ لأنه يدل على أن راويه لم يضبطه . والعلم عند الله تعالى .
    (/2)
    5448 - ( (يمحو الله ما يشاء) ؛ إلا الشقاوة ، والسعادة ، والحياة ، والموت ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 762 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 9626 - مصورتي) من طريق محمد بن جابر عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال :
    "لم يروه عن ابن أبي ليلى إلا محمد بن جابر ، ولا رواه عن نافع إلا ابن أبي ليلى" .
    قلت : وهو محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الكوفي الفقيه ، وهو صدوق سيىء الحفظ جداً ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
    ونحوه الراوي عنه : محمد بن جابر - وهو الحنفي اليمامي - ؛ قال الحافظ أيضاً :
    "صدوق ، ذهبت كتبه ؛ فساء حفظه وخلط كثيراً ، وعمي فصار يلقن ، ورجحه أبو حاتم على ابن لهيعة" .
    وبه وحده أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (7/ 43) :
    "وهو ضعيف من غير تعمد كذب" .
    ولذلك ؛ جزم السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 66) بأن سنده ضعيف ، وعزاه لابن مردويه أيضاً .
    وتبعه على ذلك الشوكاني في "فتح القدير" (3/ 85) .
    ويحتمل عندي احتمالاً قوياً أن أصل الحديث الموقوف على ابن عباس ؛ أخطأ في إسناده ورفعه : محمد بن جابر عن ابن أبي ليلى ؛ فقد خالفه سفيان وغيره من الثقات فرووه عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به موقوفاً .
    أخرجه ابن جرير في "التفسير" (16/ 478 - شاكر) . ونسبه السيوطي لعبدالرزاق أيضاً ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "الشعب" .
    وقد رواه ابن جرير عن مجاهد أيضاً مقطوعاً . وسنده صحيح .
    وكأنه تلقاه عن ابن عباس رضي الله عنه فإنه من تلامذته .
    وثبت خلافه عن عمر وغيره ، فروى ابن جرير (16/ 181-182) من طريق أبي حكيمة عن أبي عثمان النهدي :
    أن عمر بن الخطاب قال - وهو يطوف بالبيت ويبكي - : اللهم ! إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنباً ؛ فامحه ؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب ، فاجعله سعادة ومغفرة .
    ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 63) في ترجمة عصمة أبي حكيمة هذا . وقد قال فيه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 20) عن أبيه :
    "محله الصدق" .
    وذكره ابن حبان في "الثقات" .
    والظاهر أنه قد توبع ؛ فقد رواه ابن جرير من طريق معتمر عن أبيه عن أبي حكيمة عن أبي عثمان ، وأحسبني قد سمعته من أبي عثمان مثله .
    وأبو المعتمر : اسمه سليمان بن طرخان التيمي ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
    ثم روى ابن جرير من طريق شريك عن هلال بن حميد عن عبدالله بن عكيم عن عبدالله أنه كان يقول :
    اللهم ! إن كنت كتبتني في السعداء ؛ فأثبتني في السعداء ؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب .
    ورجاله ثقات ؛ لولا ضعف حفظ شريك ؛ لكنه يتقوى بطريق حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول :
    اللهم ! إن كنت كتبتني في أهل الشقاوة ؛ فامحني ، وأثبتني في أهل السعادة .
    رواه ابن جرير ، والطبراني في "الكبير" (8847) .
    ورجاله ثقات رجال مسلم إلا أن أبا قلابة لم يدرك ابن مسعود ؛ كما قال الهيثمي (10/ 185) ، ولكنه شاهد قوي للطريق الموصولة قبله . والله أعلم .
    ولعل الواسطة بينهما أبو وائل شقيق بن سلمة ؛ فقد روى الأعمش عنه :
    أنه كان يكثر أن يدعو بهؤلاء الكلمات .
    رواه ابن جرير بسند صحيح عنه .
    وكان أبو وائل من أعلم أهل الكوفة بحديث ابن مسعود .
    واعلم أن المفسرين اختلفوا اختلافاً كثيراً في تفسير آيتي (الرعد) : (لكل أجل كتاب . يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) على أقوال كثيرة ، استوعبها الشوكاني في "الفتح" ، وذكر بعضها ابن جرير ، ثم ابن كثير ، واختار هذا ما هو أقرب للسياق ؛ فقال :
    "أي : لكل كتاب أجل ، يعني : لكل كتاب أنزله الله من السماء مدة مضروبة عند الله ، ومقدار معين ، فلهذا : (يمحو الله ما يشاء) : منها : (ويثبت) ؛ يعني : حتى نسخت كلها بالقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلوات الله وسلامه عليه" .
    فالمحو والإثبات فيهما خاص بالأحكام في الكتب المتقدمة أو في الشريعة المحمدية ، ينسخ منها ما يشاء ، ويثبت ما يشاء . وهو يلتقي مع ما رواه ابن جرير (16/ 485) وغيره بسند فيه ضعف عن ابن عباس : (يمحو الله ما يشاء) ، قال :
    من
    القرآن ؛ يقول : يبدل الله ما يشاء فينسخه ، ويثبت ما يشاء فلا يبدله . (وعنده أم الكتاب) ، يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب ، الناسخ والمنسوخ ، وما يبدل ، كل ذلك في كتاب .
    وقد وجدت ما يقويه من رواية عكرمة عن ابن عباس ، من وجهين عن عكرمة :
    الأول : رواه يزيد النحوي عنه ابن عباس ؛ في قوله :
    (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) ، وقال : (وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل ...) الآية ، وقال : (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ؛ فأول ما نسخ من
    القرآن القبلة ... الحديث .
    رواه النسائي أواخر "الطلاق" ، وأبو داود مختصراً .

    (/1)
    وإسناده حسن ؛ كما هو مبين في "الإرواء" (7/ 161/ 2080) .
    والآخر : رواه سليمان التيمي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ في قول الله عز وجل :
    (يمحو الله ما يشاء) ، قال : من أحد الكتابين ؛ هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت . (وعنده أم الكتاب) ؛ أي : جملة الكتاب .
    رواه ابن جرير (16/ 480،481) ، والحاكم (2/ 349) . وقال :
    "صحيح غريب" . ووافقه الذهبي .
    قلت : وفي رواية لابن جرير (16/ 491) من طريق علي عن ابن عباس :
    (وعنده أم الكتاب) ، يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب ؛
    الناسخ والمنسوخ ،، وما يبدل وما يثبت ، كل ذلك في كتاب .
    وفي سنده انقطاع وضعف .
    ثم اعلم أنه - وإن كان المحو والإثبات في الآية خاصاً بالأحكام الشرعية ؛ كما تقدم - ؛ فليس في الشرع ما ينفيهما في غيرها ، بل إن ظواهر بعض النصوص تدل على خلاف ذلك ؛ كمثل قوله صلي الله عليه وسلم :
    "لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر" ؛ وهو حديث حسن مخرج في "الصحيحة" (154) . وقوله صلي الله عليه وسلم :
    "من أحب أن يبسط له في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره (وفي بعض الطرق : في آجله) ؛ فليصل رحمه" . متفق عليه ، وهو مخرج في المصدر السابق برقم (276) .
    وقد صح عن ابن عباس أنه قال :
    لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر .
    أخرجه الحاكم (2/ 350) . وقال :
    "صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
    إذا عرفت ما تقدم ؛ فاعلم أن المحو المذكور والزيادة في الرزق والعمر ؛ إنما هو بالنسبة للقضاء أو القدر المعلق ، وأما القضاء المبرم المطابق للعلم الإلهي ؛ فلا محو ولا تغيير ، كما كنت شرحت ذلك في تعليقي على "مختصر مسلم" للمنذري (ص 470) ؛ فراجعه فإنه هام !
    ثم رأيت القرطبي قد أشار إلى ذلك في تفسيره "الجامع" ، فقال (5/ 332) :
    "والعقيدة : أنه لا تبديل لقضاء الله ، وهذا المحو والإثبات مما سبق به القضاء ، وقد تقدم أن من القضاء ما يكون واقعاً محتوماً - وهو الثابت - ، ومنه ما يكون مصروفاً بأسباب - وهو الممحو - والله أعلم . قال الغزنوي :
    وعندي : أن ما في اللوح خرج عن الغيب ؛ لإحاطة بعض الملائكة ، فيحتمل التبديل ؛ لأن إحاطة الخلق بجميع علم الله محال ، وما في علمه من تقدير الأشياء لا يبدل" .
    وإذا عرفت هذا ؛ سهل عليك فهم كثير من النصوص المرفوعة والآثار الموقوفة ، وقد تقدم بعضها ، وتخلصت من الوقوع في تأويلها . والله الهادي .
    ثم وقفت على كلام جيد لشيخ الإسلام ابن تيمية ، يؤيده ما ذهبت إليه في "مجموع الفتاوى" (8/ 516-518،540،541) و (14/ 488-492) ، فراجعه ؛ فإنه مهم !

    (/2)
    5449 - ( (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ؛ قال : يمحو من الرزق ويزيد فيه ، ويمحو من الأجل ويزيد فيه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 768 :
    $ضعيف جداً$
    رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 574) : أخبرنا عفان ابن مسلم قال : أخبرنا همام بن يحيى عن الكلبي في قوله : (يمحو الله ما يشاء ويثبت) قال : ... فذكره . فقلت : من حدثك ؟ قال : حدثني أبو صالح عن جابر بن عبدالله بن رئاب الأنصاري عن النبي صلي الله عليه وسلم .
    ورواه ابن جرير (16/ 484-485) من طريق أخرى عن عفان به .
    وهذا إسناد ضعيف جداً ، إن لم يكن موضوعاً ؛ آفته الكلبي هذا ؛ فإنه سبئي متهم بالكذب ، بل قد اعترف هو بذلك .
    فروى ابن حبان (2/ 254) : أخبرنا عبدالملك بن محمد قال : حدثنا عمر ابن شبة قال : حدثنا أبو عاصم قال : قال لي سفيان الثوري : قال لي الكلبي :
    ما سمعته مني عن أبي صالح عن ابن عباس ؛ فهو كذب .
    ورجال هذا الإسناد ثقات ؛ على ضعف في عبدالملك هذا - وهو الرقاشي - ، وليس لفظه صريحاً بالاعتراف المذكور ، لا سيما وقد رواه ابن أبي حاتم (3/ 271) :أخبرنا عمر بن شبة بلفظ : زعم لي سفيان الثوري قال : قال لنا الكلبي :
    ما حدثت عني عن أبي صالح عن ابن عباس ؛ فهو كذب ؛ فلا تروه .
    وهذا إسناد صحيح ؛ فهو يحتمل أن الكذب من أبي صالح ؛ وهو المسمى (باذام) أو (باذان) مولى أم هانىء وهو صاحب التفسير الذي رواه عن ابن عباس ، ورواه عنه الكلبي هذا ؛ كما في "طبقات ابن سعد" (6/ 296) ، وهو ضعيف ، أو أشد . انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (رقم 225) ، فكأن الكلبي يتهم بذلك أبا صالح نفسه ! ويرجح هذا رواية أخرى عند ابن حبان أيضاً (2/ 255) بإسناده المتقدم بلفظ :
    .. عن سفيان قال : قال لي الكلبي : قال لي أبو صالح : كل ما حدثتك فهو كذب .
    ويقويه رواية يحيى بن سعيد عن سفيان قال : قال لي الكلبي : قال لي أبو صالح : كل شيء حدثتك ؛ فهو كذب .
    أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 101) : قال لنا علي : حدثنا يحيى بن سعيد .
    وكذلك رواه في "التاريخ الصغير" (ص 158) .
    وهذا إسناد صحيح غاية ؛ فهو أصح من الأول ، لا سيما والرواية الأخرى منه بمعناه ؛ فهو المعتمد .
    وقد سقط من رواية "الميزان" (تحقيق البجاوي) قوله : "قال لي أبو صالح" ؛ فصارت العبارة فيه :
    كل ما حدثتك عن أبي صالح ؛ فهو كذب !
    والخلاصة : أن القائل : "كل شيء حدثتك فهو كذب" ؛ إنما هو أبو صالح ؛ وليس هو الكلبي ، وإنما هو الراوي لذلك عن أبي صالح ، ولذلك ؛ حذر من التحديث بذلك بقوله للثوري :
    فلا تروه .
    ومن البداهة في مكان : أن أبا صالح - على ضعفه - لا يدان بذلك ؛ لوهاء الكلبي ؛ فتنبه ، ولا تتورط بما وقع في "الميزان" ؛ كما وقع لي فيما تقدم من الكلام على الحديث (111) من هذه "السلسلة" ، والمعصوم من عصمه الله تعالى !
    وجملة القول : أن حديث الترجمة ضعيف جداً ؛ لأن مداره على الكلبي عن أبي صالح ، وقد عرفت وهاءهما الشديد . ولهذا ؛ لم يحسن السيوطي بسكوته على الحديث في "الدر المنثور" (4/ 66) ؛ لا سيما وقد وقع فيه :
    ... عن الكلبي رضي الله عنه ! فأوهم أن الكلبي صحابي ! وإنما هو من صغار التابعين ، والترضي خاص بالصحابة عرفاً . وأما أتباعهم فيترحم عليهم ؛ وما أدري إذا كان الكلبي السبئي يستحق الترحم عليه ؟!
    (تنبيه) : قد ذكر أبو السعود في "تفسيره" من الأقوال التي قيلت في تفسير آية (يمحو الله ما يشاء ...) قول :
    "يمحو الأجل أو السعادة والشقاوة" ، ثم قال :
    "وبه قال ابن مسعود ، وابن عمر رضي الله عنهم ، والقائلون به يتضرعون إلى الله أن يجعلهم سعداء ، وهذا رواه جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام" !!
    ففيه ثلاثة أخطاء :
    الأول : قوله : "وابن عمر" ! . صوابه "عمر" ؛ كما تقدم في الحديث الذي قبله .
    الثاني : قوله : "رواه جابر" ؛ فليس لجابر إلا حديث الترجمة .
    الثالث : أطلق العزو لجابر ؛ فأوهم أنه جابر بن عبدالله بن عمرو - لأنه المتبادر عند الإطلاق - ، وليس به ، وإنما هو جابر بن عبدالله بن رئاب كما تقدم ، وكلاهما أنصاري ؛ فتنبه !

    (/1)
    5450 - ( يا أبا بكر ! برد أمرنا وصلح ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 771 :
    $ضعيف جداً$
    رواه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ص 21 - مصورة الجامعة الإسلامية) ، وابن عبدالبر في "التمهيد" (24/ 73) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 28/ 2) ، والخطابي في "غريب الحديث" (ق 33/ 1- ظاهرية و 1/ 180-181- جامعة أو القرى) عن الحسين بن حريث : حدثنا أوس ابن عبدالله بن بريدة : حدثني الحسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة عن أبيه :
    أن النبي صلي الله عليه وسلم لما توجه نحو المدينة ؛ خرج بريدة الأسلمي في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم ، فيتلقى نبي الله صلي الله عليه وسلم ليلاً . فقال له :
    "من أنت ؟" . قال : بريدة . فالتفت إلى أبي بكر ، وقال :
    "يا أبا بكر ! برد أمرنا وصلح" . ثم قال :
    "ممن ؟" . قال : من أسلم . قال لأبي بكر : "سلمنا" . ثم قال :
    "ممن ؟" . قال : من بني سهم . قال :
    "خرج سهمك" .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أوس هذا متروك ؛ كما قال الدارقطني . ونحوه قول البخاري :
    "فيه نظر" .
    وله طريق أخرى ، ولكنها واهية أيضاً ؛ لأنها من رواية عبدالعزيز بن عمران : حدثنا أفلح بن سعيد عن سليمان بن فروة عن أبيه عن بريدة الأسلمي به مختصراً ؛ قال :
    لما أقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم في مهاجره ؛ لقي ركباً ، فقال :
    "يا أبا بكر ! سل القوم ممن هم ؟" . قالوا : من أسلم . قال :
    "سلمت يا أبا بكر ! سلهم من أي أسلم ؟" . قالوا : من بني سهم . قال :
    "ارم بسهمك يا أبا بكر !" .
    أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 301-302- كشف الأستار) ، وقال :
    "لا نعلم رواه إلا بريدة ، ولا نعلم له إلا هذا الطريق" !
    كذا قال ! والطريق الأولى ترد عليه . وقد أعل هذه الهيثمي في "المجمع" (6/ 55) بقوله :
    "وعبدالعزيز بن عمران الزهري متروك" .
    (تنبيه) : كان الداعي إلى تخريج الحديث : أنني شرعت قريباً في أواسط شهر الله المحرم سنة (1404) في اختصار كتاب ابن قيم
    الجوزية : "تحفة المودود في أحكام المولود" ، فمر بي هذا الحديث ، وقد عزاه في موضع لابن أبي خيثمة ، وفي آخر لأبي عمر بن عبدالبر في "الاستذكار" ؛ ساكتاً عليه فيهما ، فتذكرت أن شيخه ابن تيمية كان قد ذكر طرفاً منه في كتابه "الكلم الطيب" الذي كنت حققته وخرجت أحاديثه ، ثم طبعته سنة (1385) في المكتب الإسلامي ، ذكره مع أحاديث أخرى (ص 125-127) قائلاً :
    "هذه الأحاديث في (الصحاح)" .
    فعلقت عليه يومئذ بأنني لم أعثر عليه ، وأبديت شكي في كونه في "الصحاح" ! والآن تأكدت من خطأ عزوه إليها ، وتبينت أن إسناد الحديث ضعيف جداً : والله تعالى هو الموفق الهادي .
    واعلم أن ابن أبي خيثمة : هو الحافظ أحمد بن زهير بن حرب النسائي البغدادي صاحب "التاريخ الكبير" ، فالظاهر أن ابن القيم منه نقله ، ومن طريقه : أخرجه ابن عبدالبر في "الاستذكار" ؛ فقد رأيته أخرجه في "الاستيعاب" أيضاً في ترجمة بريدة بن الحصيب رضي الله عنه من رواية قاسم بن أصبغ قال : أخبرنا أحمد بن زهير : قال : أخبرنا حسين بن حريث عن الحسين بن واقد به ، وزاد في أوله :
    كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يتطير ، ولكن يتفاءل ، فركب بريدة في سبعين راكباً ...
    وهكذا أورده ابن القيم أيضاً في "مفتاح دار السعادة" - من رواية "الاستذكار" - :
    "الحسين بن حريث عن الحسين بن واقد" ؛ ليس بينهما (أوس بن عبدالله) المتروك ! وكأنه سقط من بعض النساخ ، بدليل أنه زاد فيه - أعني : "الاستذكار" - عقب الحديث :
    "قال أحمد بن زهير : قال لنا أبو عمار [قلت : هو الحسين بن حريث] : سمعت أوساً يحدث هذا الحديث بعد ذلك عن أخيه سهل بن عبدالله عن أبيه عبدالله بن بريدة ، فأعدت ثلاثاً : من حدثك ؟ قال : سهل أخي" .
    قلت : فهذا صريح في أن ابن حريث سمع الحديث أولاً من أوس يحدث به عن ابن واقد ، ثم سمعه بعد منه عن أخيه سهل بن عبدالله ، وهو متروك أيضاً .
    فهذا يدلنا على أمرين :
    الأول : أن مدار الحديث عند ابن عبدالبر في كتابيه على أوس .
    والآخر : أن أوساً كان يضطرب في إسناده : فمرة يرويه عن ابن واقد - وهو صدوق - ، وأخرى عن أخيه سهل المتروك .
    ويؤيد الأول : أن السيوطي أورد الزيادة التي عند ابن عبدالبر في كتابه "الجامع الصغير" من رواية الحكيم ، والبغوي عن بريدة .
    فقال المناوي في "شرحه" عليه :
    "ورواه عنه قاسم بن أصبغ ، وسكت عليه عبدالحق مصححاً له . قال ابن القطان : وما مثله يصحح ؛ فإن فيه أوس بن عبدالله بن بريدة ، منكر الحديث" .
    وقد عرفت أن الحديث عند ابن عبدالبر من طريق قاسم بن أصبغ ؛ ففيه إذن أوس بن عبدالله ؛ وهو متروك .

    (/1)
    وقد خفي هذا على محقق "الوابل الصيب" لابن القيم - الشيخ إسماعيل الأنصاري - ؛ فإنه مع كونه لم يفصح عن درجته ؛ خلافاً لما نص عليه في مقدمته ؛ فإنه تكلف جداً في تأويل عزو ابن تيمية الحديث هذا لـ "الصحاح" كما تقدم ، وقد تبعه ابن القيم في "الوابل" ! بل وأوهم الشيخ القراء بأنه صحيح ، فقال :
    "فيمكن أن يكون مرادهما بكونه في "الصحاح" : أنه في الأحاديث الصحيحة ؛ لأن عبارة "في الصحيح" قد تطلق على الصحيح المقابل للحسن والضعيف ، كما تطلق على ما في بعض الكتب التي التزم مؤلفوها فيها
    الصحة" !!
    قلت : الإطلاق الآخر هو المتبادر والمعروف عند علماء الحديث .
    وأما الأول ؛ فغير معهود إلا نادراً جداً ، ولقرينة قوية ، وإلا ؛ كان تدليساً وتضليلاً ، وليس هنا في كلام الشيخين أية قرينة ، بل القرينة فيه تؤكد أنه بالمعنى المعروف ؛ فإن الأحاديث التي أورداها في فصل "الفأل والطيرة" ، كلها في "الصحاح" بالمعنى المعهود ؛ فهذا يبعد أن يكونا أراد بذلك المعنى النادر .
    ثم هب أن هذا هو المراد ؛ فهل الحديث صحيح الإسناد ، حتى يؤول كلامهما بذاك التكلف البارد ؟! نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصدع بالحق ، وأن لا تأخذنا في ذلك لومة لائم ، ولا جلالة عالم .
    ثم إن مما يؤكد ضعف هذا الحديث : أن أوس بن عبدالله قد خالفه في متنه قتادة - الإمام الثقة - فرواه عن عبدالله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً بلفظ آخر ، تراه مخرجاً في الكتاب الآخر : "الصحيحة" (762) ، فليراجعه من شاء .

    (/2)





  7. #627
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5451 - ( إنه سيولد لك بعدي ولد ، فسمه باسمي وكنه بكنيتي . قاله لعلي ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 776 :
    $منكر بهذا اللفظ$
    أورده ابن القيم في "تحفة المودود" (ص 83-84- الهندية ######### ساكتاً عليه ، فقال : وقال ابن أبي خثيمة في "تاريخه" : حدثنا ابن الأصبهاني : حدثنا علي بن هاشم عن فطر عن منذر عن ابن الحنفية قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وزاد :
    فكانت رخصة من رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي .
    قلت : ورجاله ثقات ؛ على كلام في علي بن هاشم - وهو ابن البريد - ، وهو صدوق ، ولكنه شيعي ، وقد تكلم بعضهم فيه من قبل حفظه ، فقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 110) :
    "كان غالياً في التشيع ؛ مم يروي المناكير عن المشاهير ؛ حتى كثر ذلك في رواياته ، مع ما يقلب من الأسانيد" .
    وجرى على ظاهر إسناده : الأخ عبدالقادر أرناؤوط ؛ فقال في تعليقه على "التحفة" (ص 143 - دار البيان) :
    "وإسناده حسن" !
    فلم يتنبه لكون ابن البريد قد خالفه الثقات في لفظه ، على ما فيه من ضعف في حفظه كما تقدم ، وهم :
    1- أبو أسامة حماد بن أسامة ؛ قال : عن فطر به ، ولفظه :
    قال علي للنبي صلي الله عليه وسلم : إن ولد لي غلام بعدك ؛ أسميه باسمك ، وأكنيه بكنيتك ؟ قال :
    "نعم" .
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 668) : حدثنا أبو أسامة به .
    ومن طريقه : أخرجه أبو داود (4967) ، وعن هذا البيهقي (9/ 309) .
    2- وكيع بن الجراح ؛ قال : حدثنا فطر به ، وزاد :
    فكانت رخصة من رسول الله صلي الله عليه وسلم لعلي .
    أخرجه أحمد (1/ 95) : حدثنا وكيع به .
    3 و 4- قال ابن سعد في "الطبقات" (5/ 91) : أخبرنا الفضل بن دكين وإسحاق بن يوسف الأزرق قالا : حدثنا فطر بن خليفة به .
    والفضل بن دكين : كنيته أبو نعيم .
    ومن طريقه : أخرجه البيهقي ، وكذا الحاكم (4/ 478) ، وقال :
    "صحيح على شرط الشيخين" ! ووافقه الذهبي .
    وأقول : إنما هو على شرط البخاري وحده ؛ فإن فطر بن خليفة لم يخرج له مسلم شيئاً ؛ علي أن البخاري روى له مقروناً .
    5- أبو غسان ؛ قرنه الحاكم بأبي نعيم .
    6- يحيى بن سعيد القطان : حدثنا فطر بن خليفة به .
    أخرجه الترمذي (2846) ، وقال :
    "هذا حديث صحيح" .
    7- إبراهيم ؛ وهو ابن موسى ، أبو إسحاق الفراء الرازي .
    أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (843) .
    قلت : فهؤلاء سبعة ثقات حفاظ قد خالفوا علي بن هاشم في لفظه ؛ فلم يرفعوه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فلوأن واحداً منهم فقط خالفه ؛ لكان كافياً في الحكم على لفظه بالنكارة ، فكيف بهم مجتمعين ؟!
    وإنما يقع المرء في مثل هذا الخطأ : من فوقه عند الظاهر السند ، دون إفراغ الجهد في تتبع الطرق والأسانيد والألفاظ ، والنظر فيها بعين الناقد البصير ! وهذا ما يفعله الجم الغفير من المشتغلين بالتخريج في العصر الحاضر ، بل وفيما قبله أيضاً .
    واعلم أن الزيادة المتقدمة قد اتفق من ذكرنا من الثقات على ذكرها في الحديث دون الأول منهم ، وهي صريحة في أنها رخصة خاصة بعلي رضي الله عنه ، فلا يعارضها قوله صلي الله عليه وسلم :
    "تسموا باسمي ، ولا تكنوا بكنيتي" . متفق عليه . وقد قال الحافظ في "الفتح" (10/ 573) :
    "روينا هذه الرخصة في "أمالي الجوهري" . وأخرجها ابن عساكر في الترجمة النبوية من طريقه ، وسندها قوي" .
    وقد عزا الحديث لابن ماجه أيضاً ، وهو وهم ! وتقوية الحافظ لسند الحديث فيه إشعار بأنه لم يرتض إعلال البيهقي إياه بالانقطاع . وقد رد عليه ابن التركماني في "الجوهر النقي" بما يوضح أن لا انقطاع فيه .
    فإن قال قائل : ألا يقوي حديث الترجمة ما رواه ابن سعد (5/ 91-92) : أخبرنا محمد بن الصلت وخالد بن مخلد قالا : حدثنا الربيع بن المنذر الثوري عن أبيه قال :
    وقع بين علي وطلحة كلام ، فقال له طلحة : لا كجرأتك على رسول الله صلي الله عليه وسلم ! سميت باسمه ، وكنيت بكنيته ، وقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يجمعهما أحد من أمته بعده ؟ فقال علي : إن الجريء من اجترأ على الله وعلى رسوله ، اذهب يا فلان ! فادع فلاناً وفلاناً - لنفر من قريش - ، قال : فجاءوا فقال : بم تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
    "إنه سيولد لك بعدي غلام ، فقد نحلته اسمي وكنيتي ، ولا تحل لأحد من أمتي بعده" ؟
    والجواب : لا ؛ لأسباب :
    الأول : أن الربيع بن المنذر الثوري لا يعرف حاله ؛ فقد ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" ، وابن أبي حاتم ، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
    الثاني : أنه منقطع بين منذر الثوري وعلي رضي الله عنه .
    ويؤكد ذلك : أن الحاكم أخرجه في "علوم الحديث" (ص 190) من طريق أخرى عن ابن الصلت قال فيه : عن أبيه - أظنه - عن ابن الحنفية .
    الثالث : أن لفظه مخالف أيضاً للفظ المحفوظ عن فطر بن خليفة برواية الثقات عنه كما تقدم ، وكذلك هو مخالف للفظ ابن الصلت عند الحاكم ؛ فإنه قال :

    (/1)


    .. فشهدوا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم رخص لعلي أن يجمعهما ، وحرمهما على أمته من بعده .
    ومثله في النكارة : ما رواه الحاكم - من طريق عبدالعزيز بن الخطاب - ، وأبو بكر القطيعي في زياداته في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (2/ 676) ، ومن طريق الخطيب في "التاريخ" (11/ 218) ، وعنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 245) - من طريق الحسن بن بشر - كلاهما عن قيس بن الربيع عن ليث عن محمد بن الأشعث عن ابن الحنفية عن علي مرفوعاً مختصراً بلفظ :
    "يولد لك ابن ؛ قد نحلته اسمي وكنيتي" . وقال ابن الجوزي :
    "لا يصح ، والحسن بن بشر منكر الحديث" .
    قلت : تعصيب الجناية به - وقد تابعه عبدالعزيز بن الخطاب ، كما ذكرنا ، وهو صدوق عند الحافظ - مما لا يجوز .
    وإنما العلة من قيس بن الربيع ؛ أو شيخه الليث - وهو ابن أبي سليم - ؛ فإنهما ضعيفان .
    (/2)
    5452 - ( ما سميتموه ؟ فقلنا : محمداً . فقال : هذا اسمي ، وكنيته أبو القاسم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 780 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (25/ 187/ 459) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" ، والحاكم (3/ 374-375) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان عن محمد بن عبدالرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة : حدثتني ظئر لمحمد بن طلحة قالت :
    لما ولد محمد بن طلحة ؛ أتينا به النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فقال : ... فذكره .
    سكت عنه الحاكم ، وكأنه لوهائه . وقد قال الذهبي عقبه :
    "قلت : أبو شيبة واه" . وقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 49) :
    "رواه الطبراني ، وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة ، وهو متروك" .
    وقال الحافظ في "التقريب" : "متروك الحديث" .
    قلت : فالعجب منه ؛ كيف أورد الحديث في "الفتح" (10/ 573) من رواية الطبراني من طريق عيسى بن طلحة .. ولم يذكر أن فيه هذا المتروك ، بل إنه أوهم القراء أنه صحيح ؛ لأنه احتج به لقول من قال : إن النهي الثابت في "الصحيح" عن التكني بكنيته صلي الله عليه وسلم خاص بزمانه صلي الله عليه وسلم . وقال :
    "وهذا أقوى" .
    وأعجب من ذلك : أن الطبراني نفسه جزم في مكان آخر من "المعجم" (19/ 242) أن النبي صلي الله عليه وسلم هو الذي كناه ؛ فقال في ترجمة محمد بن طلحة بن عبيدالله :
    "ولد في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، وسماه محمداً ، وكناه أبا القاسم" !
    ثم ساق بسند آخر قصة أخرى ؛ فيها نهي عمر عن أن يدعى محمداً ! وإن محمد بن طلحة قال له : أذكرك الله يا أمير المؤمنين ! فوالله ! لمحمد صلي الله عليه وسلم سماني محمداً .
    ورواه أحمد أيضاً (4/ 216) . وسنده صحيح .
    وليس فيه عندهما أنه كناه أبا القاسم ، فهذا يؤكد بطلان ما رواه أبو شيبة من التكنية . والله أعلم .
    وقد روي خلافه ؛ فقال ابن أبي خيثمة : وقيل : إن محمد بن طلحة لما ولد ؛ أتى طلحة النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال : أسمه محمداً ، وأكنيه أبا القاسم . فقال :
    "لا تجمعهما له ، هو أبو سليمان" .
    ذكره ابن القيم في "التحفة" (ص 47 - هندية) .
    قلت : وهذا أولى بالصحة ؛ لموافقته للأحاديث الصحيحة ، وإن كنت لم أقف على إسناده .
    (/1)
    5453 - ( لا يأخذ أحدكم من طول لحيته ، ولكن من الصدغين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 782 :
    $ضعيف جداً$
    رواه ابن عدي (260/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 323-324) ، والخطيب في "تاريخه" (5/ 187) عن عفير بن معدان عن عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً . وقال ابن عدي :
    "عفير بن معدان ؛ عامة رواياته غير محفوظة" . وفي "التقريب" :
    "ضعيف" .
    قلت : ولبعضه شاهد موقوف ؛ أخرجه المحاملي في "الأمالي" (ج 12/ رقم 65) عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى : (ثم ليقضوا تفثهم) قال :
    التفث : حلق الرأس ، وأخذ الشارب ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وقص الأظفار ، والأخذ من العارضين ، ورمي الجمار ، والوقوف بعرفة والمزدلفة .
    ورجاله كلهم ثقات ؛ إلا أن هشيماً كثير التدليس ، وقد عنعنه ؛ ولولا ذاك لحكمت على إسناده بالصحة .
    ثم وجدت الإمام الطبري قد أخرج هذا الأثر في تفسير الآية المذكورة (17/ 109) من طريق هشيم قال : أخبرنا عبدالملك عن عطاء عن ابن عباس به .
    فقد صرح هشيم بالإخبار ؛ فأمنا بذلك شر تدليسه ؛ فصح إسناده والحمد لله .
    ثم روى عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية :
    (ثم ليقضوا تفثهم) : رمي الجمار ، وذبح الذبيحة ، وأخذ من الشاربين واللحية والأظفار ، والطواف بالبيت والصفا والمروة .
    قلت : وإسناده صحيح .
    ثم روى نحوه في قص اللحية عن مجاهد مثله .
    وسنده صحيح .
    وكان الباعث على تخريج حديث الترجمة ورود سؤال من أحد الإخوان السلفيين عن صحته ، وأرانيه في رسالة بيده بعنوان : "إعفاء اللحى وقص الشارب" للشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي ، فأمرته أن يخرجه من "تاريخ بغداد" ؛ فأريته ضعفه بسبب عفير بن معدان ، فرأيت تخريجه في هذه "السلسلة" تعميماً للفائدة ، ولأنبه على بعض الأمور :
    أولاً : أن الشيخ المذكور أورد الحديث من رواية الخطيب ساكتاً عليه عقب نقله عن النووي قوله :
    "والمختار تركها على حالها ، وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلاً" .
    والحديث ؛ مع ضعفه حجة عليه ؛ لأنه صريح في جواز الأخذ من (الصدغين) تثنية (الصدغ) : جانب الوجه من العين إلى الأذن . والمراد :
    الشعر الذي فوقه .
    ثانياً : لم يورد جملة الصدغين ؛ فلا أدري أكان ذلك عمداً أو سهواً ؟!
    ثالثاً : يبدو أن المؤلف لم يكن دقيقاً في نقل الأحاديث من مصادرها الأصيلة ، ولعله كلف بعض الطلبة بنقلها ، وتصحيح تجارب الرسالة ؛ فقد رأيت فيها بعض الأخطاء التي لا تحتمل ، فانظر إلى قوله (ص 4) :
    "ولمسلم : قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "خالفوا المجوس ؛ لأنهم كانوا يقصرون لحاهم ويطولون الشوارب" ..." !
    هكذا وقعت هذه الجملة التعليلية : "لأنهم كانوا ..." بين الهلالين المزدوجين ؛ وليست من الحديث لا عند مسلم ولا عند غيره ، وإنما هي من كلام المؤلف ! فكان حقها أن تقع بعد الهلالين الأخيرين . فالظاهر أن الشيخ لم يشرف بنفسه على تصحيح تجارب الرسالة .
    والحديث ؛ قطعة من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ :
    "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس" . رواه مسلم (1/ 153) .
    وقد أورده الشيخ في الصفحة التالية (5) دون هذه الجملة الأخيرة : "خالفوا المجوس" ، وقدمها في الصفحة التي قبل هذه ، ومعها الإدراج الذي أشرت إليه آنفاً .
    رابعاً : ذكر (ص 7) حديث زيد بن أرقم مرفوعاً بلفظ :
    "من لم يأخذ شاربه فليس منا" ، وقال : "صححه الترمذي" !
    وأقول : نص الحديث عند الترمذي (2762) : ".. من شاربه .." بزيادة : "من" ، وكذلك هو في "المشكاة" (4438) برواية آخرين ، وكذلك رواه ابن حبان (1481 - موارد) ، والضياء المقدسي .
    ولا يخفى الفرق بين هذا وبين ما وقع في الرسالة ؛ فإن الأول يدل على أن الأخذ إنما هو من بعض الشارب ، وليس كله كما يرى المؤلف ، وذلك بقص ما طال على الشفة ، وهو المراد بالحف والجز الوارد في بعض الأحاديث الصحيحة ؛ كما بينته السنة العملية . وراجع لهذا "آداب الزفاف" (ص 120) .
    خامساً : قال (ص 14) : "ورخص بعض أهل العلم في أخذ ما زاد على القبضة ؛ لفعل ابن عمر" . وعلق عليه ، فقال :
    "الحجة في روايته لا في رأيه ؛ ولا شك أن قول الرسول وفعله أحق وأولى بالاتباع من قول غيره أو فعله ؛ كائناً ما كان" !
    فأقول : نعم ؛ لكن نصب المخالفة بين النبي صلي الله عليه وسلم وابن عمر خطأ ؛ لأنه ليس هناك حديث من فعله أنه كان صلي الله عليه وسلم لا يأخذ من لحيته . وقوله :
    "وفروا اللحى" ؛ يمكن أن يكون على إطلاقه ، فلا يكون فعل ابن عمر مخالفاً له ، فيعود الخلاف بين
    العلماء إلى فهم النص . وابن عمر - باعتباره راوياً له - يمكن أن يقال : الراوي أدرى بمرويه من غيره ، لا سيما وقد وافقه على الأخذ منها بعض السلف كما تقدم ، دون مخالف له منهم فيما علمنا . والله أعلم .
    (/1)
    ثم وقفت على أثر هام يؤيد ما تقدم من الأخذ ، مروياً عن السلف ؛ فروى البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 263/ 1) : أخبرنا أبو طاهر الفقيه : حدثنا أبو عثمان البصري : حدثنا محمد بن عبدالوهاب : أنبأنا يعلى بن عبيد : حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال :
    كانوا يأخذون من جوانبها وينظفونها . يعني : الليحة .
    قلت : وهذا إسناد جيد ؛ من فوق البصري كلهم ثقات من رجال "التهذيب" .
    وأما أبو عثمان البصري ؛ فهو عمرو بن عبدالله ؛ كما في ترجمة محمد بن عبدالوهاب - وهو الفراء النيسابوري - من "التهذيب" . وقد ذكره الحافظ الذهبي في وفيات سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة ، وسمى جده "درهماً المطوعي" ، ووصفه بأنه :
    "مسند نيسابور" في كتابه "تذكرة الحفاظ" (4/ 847) .
    وأما أبو طاهر الفقيه ؛ فهو من شيوخ الحاكم المشهورين الذين أكثر عنهم في "المستدرك" ، وشاركه في الرواية عنه تلميذه البيهقي ؛ واسمه : محمد بن محمد ابن محمش الزيادي ، أورده الذهبي في "التذكرة" أيضاً في وفيات سنة عشر وأربع مئة ، ووصفه بأنه :
    "مسند نيسابور العلامة" . وله ترجمة في "طبقات الشافعية" للسبكي (3/ 82) .
    (/2)
    5454 - ( إن الأقلف لا يترك في الإسلام حتى يختن ؛ ولو بلغ ثمانين سنة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 787 :
    $موضوع$
    رواه البيهقي (8/ 324) من طريقين عن أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي : حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه علي رضي الله عنه قال :
    وجدنا في قائم سيف رسول الله صلي الله عليه وسلم في الصحيفة ... فذكره . وقال البيهقي :
    "وهذا حديث ينفرد به أهل البيت عليهم السلام بهذا الإسناد" !
    قلت : هذا كلام لا يروي ولا يشفي .
    ونحوه قول ابن القيم في "تحفة المودود في أحكام المولود" (ص 56) - بعد أن عزاه (ص 54) للبيهقي وأقره على ما قال - :
    "حديث لا يعرف ، ولم يروه أهل الحديث ، ولم يخرج إلا من هذا الوجه وحده ، تفرد به موسى بن إسماعيل عن آبائه بهذا السند ، فهو نظير أمثاله من الأحاديث التي تفرد بها غير الحفاظ المعروفين بحمل الحديث" !
    قلت : وكأنه يشير إلى أن علة الحديث جهالة موسى بن إسماعيل بن موسى هذا ، وهو - وإن كان كما يشير - ؛ فإني لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال المعتمدة عندنا .
    وكذلك أبوه إسماعيل بن موسى .
    وإنما أوردهما النجاشي في "رجاله" (ص 19،292) ، ولم يزد في ترجمتيهما على أن ذكر لهما بعض الكتب من رواية محمد بن محمد بن الأشعث هذا ؛ ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً ، كما هو الغالب عليه .
    والحقيقة التي تجب أن تقال : إن تعصيب علة الحديث بهذين
    الرجلين العلويين خطأ ؛ لأن ابن الأشعث هذا متهم ، أورده الذهبي في "الميزان" ؛ وقال :
    "قال ابن عدي : كتبت عنه ، وحمله شدة تشيعه أن أخرج إلينا نسخة قريباً من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن آبائه بخط طري عامتها مناكير . فذكرنا ذلك للحسين بن علي بن الحسين بن عمر بن علي بن الحسين بن علي العلوي شيخ أهل البيت بمصر ؛ فقال : كان موسى هذا جاري بالمدينة أربعين سنة ، ما ذكر قط أن عنده رواية لا عن أبيه ولا عن غيره . قال السهمي :
    سألت الدارقطني عنه فقال : آية من آيات الله ! وضع ذلك الكتاب ، يعني : (العلويات)" .
    قلت : فهذا الأفاك هو آفة الحديث .
    فالعجب من البيهقي - ثم ابن قيم
    الجوزية - كيف لم يبينا ذلك ؟! فلعلهما لم يستحضرا ترجمته . والله أعلم .
    هذا حال
    الرجل عند علمائنا .
    وأما عند الشيعة ؛ فقد أورده النجاشي في "رجاله" (ص 268) ، فقال :
    "ثقة ، من أصحابنا ، سكن مصر ، له كتاب "الحج" ؛ ذكر فيه ما روته العامة عن جعفر بن محمد عليه السلام في الحج" !!
    كذا قال ! ولم يتعرض لذكر النسخة التي أشار إليها ابن عدي وما فيها من المناكير ، ولا لكتابه "العلويات" الذي وضعه ، كما شهد بذلك الإمام الدارقطني ! وما ذاك إلا لتعصب الشيعة لأصحابهم ، وعدم اهتمامهم بعلم أئمتنا ونقدهم إياهم ، ومع ذلك ؛ فإن بعض معاصريهم اليوم يدعون إلى التقريب بين السنة والشيعة ! وهذا في رأيي مستحيل ؛ ما لم يتفقوا معنا على القواعد العلمية الصحيحة التي لا تحابي سنياً ولا شيعياً ، وهيهات هيهات !
    وللطرف الأول من الحديث شاهد من رواية أو الأسود قالت : سمعت منية بنت عبيد بن أبي برزة تحدث عن جدها أبي برزة عن النبي صلي الله عليه وسلم : في الأقلف يحج بيت الله ؟ قال :
    "لا ؛ حتى يختتن" .
    أخرجه البيهقي (8/ 324) . وعزاه ابن القيم لرواية ابن المنذر ، وقال :
    "هذا إسناد مجهول لا يثبت" .
    قلت : يشير إلى حال منية هذه ؛ بكسر النون بعدها تحتانية ؛ قال الحافظ في "التقريب" ، و "اللسان" :
    "لا يعرف حالها" .
    قلت : وأشار إلى ذلك الذهبي في "الميزان" ؛ بإيراده إياها في "فصل النسوة المجهولات" .
    ثم أورد في "الكنى" أم الأسود هذه ، فقال :
    "مولاة أبي زرعة ، عن منية بنت عبيد وأم نائلة . قال النسائي في آخر "الضعفاء" : غير ثقة" .
    ثم قدر تخريجه فيما يأتي برقم (5526) .
    (/1)
    5455 - ( كان يحفي شاربه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 790 :
    $ضعيف جداً$
    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 166) وقد ذكره من حديث أم عياش :
    "رواه الطبراني ، وفيه عبدالكريم بن روح ، وهو متروك" !
    قلت : والمراد بـ (الطبراني) عند الإطلاق ؛ إنما هو "المعجم الكبير" من "معاجمه" الثلاثة . على هذا جرى هو وغيره من الحفاظ ، وإليه عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" ! ولم أره في ترجمة أم عياش من المجلد الخامس والعشرين ، وقد طبع أخيراً بهمة أخينا الفاضل حمدي عبدالمجيد السلفي - جزاه الله خيراً - ، وقد أورد لها فيه (ص 91-92) خمسة أحاديث ، ليس منها حديث الترجمة ؛ فلعله أورده في غيرها لمناسبة ما !
    وليس هو في "المعجم الصغير" ؛ فإنه ليس فيه أي حديث ؛ كما يستفاد من كتابي "الروض النضير" ، وقد كنت رتبت به "المعجم الصغير" على أسماء الصحابة ، ورتبت تحتها أحاديث كل منهم على الحروف .
    ولا هو في "المعجم الأوسط" ، وإنما فيه من الخمسة حديثان في ترجمة محمد بن أحمد بن هشام الحربي (2/ 21) رقم (5401،5402) ، وقد كنت رقمت أحاديثه ، وفهرست أسماء رواته من الصحابة ، وذكرت أرقام أحاديث كل واحد منهم تحت اسمه ، فلم أجد في اسم أم عياش سوى الرقمين المذكورين ؛ ولكن النسخة التي فهرستها فيها - مع الأسف - خرم ، وأستبعد أن يكون الحديث فيما سقط منها ؛ لأن أحداً لم يعزه "لأوسط الطبراني" ، ولأن الحافظ ابن حجر لم يعزه في "الإصابة" إلا لابن منده . فالله أعلم .
    والحديث ؛ قال المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" :
    "إسناده ضعيف ، وقول المؤلف : حسن ؛ غير حسن" .
    وإنما أخذ تحسين السيوطي من الرمز له بالحسن في "الجامع" ! والاعتماد على رموزه فيه ؛ مما لا يحسن ؛ لأسباب كنت ذكرتها في مقدمة كتابي : "صحيح الجامع" و "ضعيف الجامع" .
    ثم إن مما يحسن التنبيه عليه : أن ثاني تلك الأحاديث الخمسة قد رواه ابن ماجه أيضاً ، وفيه عبدالكريم هذا ، فنقل الشيخ حمدي السلفي عن "الزوائد" أنه قال :
    "وعبدالكريم مختلف فيه" !
    فهذا القول من البوصيري مؤلف "الزوائد" غير دقيق ، وذلك ؛ لأن أحداً لم يصرح بتوثيقه ، كل ما في الأمر أن ابن حبان أورده في كتاب "الثقات" ، وقال :
    "يخطىء ويخالف" .
    هكذا ذكروا في "تهذيب المزي" و "تهذيبه" للعسقلاني ! وهذا في نقدي من الأمور التي ينبغي أن يؤخذ على ابن حبان في كتابه هذا "الثقات" ؛ فإن من كان من شأنه أن يخطىء ويخالف ؛ كيف يكون ثقة ؟!
    إن وصفه إياه بهاتين الصفتين يجعله بكتابه "الضعفاء" أليق من كتابه "الثقات" ، كما لا يخفى على أولي النهى ! ولذلك ؛ جزم الحافظ في "التقريب" بضعف عبدالكريم هذا . وقال الذهبي في "الكاشف" :
    "فيه لين" .
    ولذلك ؛ فإنه لم يحسن صنعاً حين نقل قول ابن حبان السابق دون أن يعزوه إلى كتابه "الثقات" ، وتبعه على ذلك الخزرجي في "الخلاصة" ؛ لأن هذا الصنيع يوهم من لا علم عنده أنه قال ذلك في كتابه "الضعفاء" ؛ لما ذكرته آنفاً . وقد أورد فيه ابن حبان جماعة من الضعفاء ؛ لقوله فيهم : "كان يخطىء" ونحوه . فانظر مثلاً ترجمة إسحاق بن إبراهيم (1/ 134) ، وأيمن بن نابل (1/ 183) ، وثابت بن زهير (1/ 206) ، والصباح بن يحيى (1/ 377) ؛ بل قال في جعفر ابن الحارث أبي الأشهب (1/ 212) :
    "كان يخطىء في الشيء بعد الشيء ، ولم يكثر خطؤه حتى يصير من المجروحين في
    الحقيقة ؛ ولكنه ممن لا يحتج به إذا انفرد ، وهو من الثقات يقرب" .
    وذكر نحوه في آخرين ؛ فانظر (1/ 260،262،353) .
    ومما لا يرتاب فيه عارف بهذا الفن : أن قوله في الراوي :
    "يخطىء ويخالف" ؛ إن لم يكن أقرب إلى الجرح من قوله في أبي الأشهب هذا :
    ".. ولم يكثر خطؤه ..." ؛ فليس هو خيراً منه .
    وبعد ؛ فإن تناقض ابن حبان في بعض الرواة معلوم عند العارفين به ، فكثيراً ما يورد الراوي الواحد في كتابيه : "الثقات" و "الضعفاء" ، فهذا الراوي قريب منه ؛ إلا أنه أورده في "الثقات" ، ووصفه فيه بصفة الضعفاء !!
    وجملة القول : أن الحديث ضعيف الإسناد جداً ، ولم أجد في معناه غيره ؛ اللهم ؛ إلا ما رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 449) من طريق حماد بن سلمة قال : أخبرنا عبيدالله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن ابن جريج : أنه قال لابن عمر :
    رأيتك تحفي شاربك ؟! قال :
    رأيت النبي صلي الله عليه وسلم يحفي شاربه .
    قلت : وهذا إسناد ظاهره
    الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير أن حماد بن سلمة إنما أخرج له البخاري تعليقاً ، وقد تكلم فيه بعضهم ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "أثبت
    الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة" . وقال الذهبي في "الميزان" :
    "وكان ثقة ، له أوهام" . وقال في "الكاشف" :
    "هو ثقة صدوق يغلط ، وليس في قوة مالك" .
    قلت : وأنا أظن أن هذا الحديث من أغلاطه ؛ وذلك ؛ لأن المحفوظ عن عبيدالله ابن عمر - وهو العمري المصغر - عن سعيد عن ابن جريج قال :
    (/1)
    قلت لابن عمر : أربع خلال رأيتك تصنعهن ، لم أر أحداً يصنعهن ؟! قال : ما هي ؟ قال : رأيتك تلبس هذه النعال السبتية ، ورأيتك تستلم هذين الركنين اليمانيين ؛ لا تستلم غيرهما ، ورأيتك لا تهل حتى تضع رجلك في الغرز ، ورأيتك تصفر لحيتك ؟! قال :
    أما لبسي هذه النعال السبتية ؛ فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يلبسها ، أو يتوضأ فيها ، ويستحبها .
    وأما استلام هذين الركنين ؛ فإني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يستلمهما ، لا يستلم غيرهما .
    وأما تصفيري لحيتي ؛ فإني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يصفر لحيته .
    وأما إهلالي إذا استوت بي راحلتي ؛ فإني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا وضع رجله في الغرز واستوت به راحلته أهل .
    أخرجه أحمد (2/ 17-18) : حدثنا يحيى عن عبيدالله به .
    قلت : ويحيى : هو ابن سعيد القطان الإمام ؛ قال الحافظ :
    "ثقة متقن حافظ ، إمام قدوة" .
    قلت : فهذا هو الحديث ؛ ساقه هذا الحافظ المتقن عن عبيدالله بن عمر بتمامه ؛ فأخطأ عليه حماد بن سلمة ، فلم يسقه بتمامه ، وذكر مكان الخلة : إحفاء الشارب .
    وكذلك رواه الإمام مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ؛ مثل رواية يحيى عن عبيدالله .
    وأخرجه الشيخان وغيرهما عن مالك به ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1554) .
    وكذلك رواه الطيالسي (1928) عن العمري عن سعيد به .
    ولعل أصل الحديث الذي وهم فيه حماد - على ما بينا - موقوف على ابن عمر ؛ فقد علقه البخاري (10/ 334 - فتح) بقوله :
    "وكان ابن عمر يحفي شاربه ، حتى ينظر إلى بياض الجلد ؛ ويأخذ هذين ؛ يعني : بين الشارب واللحية" .
    لكن في سنده ضعف ؛ فقد قال الحافظ :
    "وصله أبو بكر الأثرم من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه قال : رأيت ابن عمر يحفي شاربه حتى لا يترك منه شيئاً . وأخرج الطبري من طريق عبدالله بن أبي عثمان : رأيت ابن عمر يأخذ من شاربه أعلاه وأسفله" .
    قلت : عمر بن أبي سلمة ضعفه جمع . وقال الحافظ :
    "صدوق يخطىء" .
    وعبدالله بن أبي عثمان - وهو القرشي - ؛ قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
    "صدوق ؛ لا بأس بحديثه" .
    قلت : فإن صح السند إليه - كما هو الظاهر - ؛ فهو جيد ؛ ولكنه لا يصلح شاهداً لرواية عمر بن أبي سلمة ؛ لأن المتبادر من حديثه خلافها ؛ لأن قوله : يأخذ من شاربه أعلاه وأسفله ؛ صريح - أو كالصريح - في أنه كان لا يحفيه ؛ وإلا ؛ لو أراد الإحفاء لم يكن لقوله : أعلاه وأسفله ؛ معنى كما هو ظاهر .
    وقريب من حديث ابن أبي عثمان هذا : ما رواه البيهقي (1/ 151) من طريق أخرى عن ابن عمر :
    أنه كان يستعرض سبلته فيجزها ، كما تجز الشاة أو يجز البعير .
    ورجاله ثقات ؛ غير شيخ شيخ البيهقي أبي بكر محمد بن جعفر المزكي ؛ فلم أعرفه .
    لكن الظاهر أنه لم يتفرد به ؛ فقد سكت عنه الحافظ في "الفتح" (10/ 348) ؛ وعزاه للطبري أيضاً ، وهو في طبقة المزكي هذا بل أعلى .
    ويقويه ما عند البيهقي أيضاً من طريق ابن عجلان عن عبيدالله بن أبي رافع قال :
    رأيت أبا سعيد الخدري ، وجابر بن عبدالله ، وابن عمر ، ورافع بن خديج ؛ وأبا أسيد الأنصاري ، وابن الأكوع ، وأبا رافع ينهكون شواربهم حتى الحلق .
    وإسناده حسن ؛ إن كان شيخ ابن عجلان : عبيدالله بن أبي رافع هذا ؛ فقد قال البيهقي عقبه :
    "كذا وجدته . وقال غيره : عن عثمان بن عبيدالله بن أبي رافع ، وقيل : ابن رافع" .
    وكأنه يعني بـ "غيره" : إبراهيم بن سويد ؛ فقد قال : حدثني عثمان بن عبيدالله بن رافع : أنه رأى أبا سعيد الخدري ... إلخ ؛ إلا أنه لم يذكر أبا رافع معهم .
    أخرجه الطبراني (1/ 212/ 668) . وقال الهيثمي (5/ 166) :
    "وعثمان هذا لم أعرفه" !
    كذا قال هنا ! وقال في موضعين آخرين (5/ 163،164) :
    "وعثمان ؛ ذكره ابن أبي حاتم ، ولم يضعفه" !
    قلت : وقال (3/ 156) :
    "روى عنه ابن أبي ذئب" .
    قلت : وإبراهيم بن سويد أيضاً - كما ترى في هذه الرواية - ، وهو إبراهيم بن سويد بن حبان المدني ، وهو ثقة . وهو أقوى من محمد بن عجلان ، فروايته أرجح .
    وروى أيضاً إبراهيم بن طهمان : عند الطبراني (2/ 196/ 1740 و 4/ 262/ 4240) في أثر آخر .
    فقد روى عن عثمان هذا ثلاثة من الثقات ، فالنفس تطمئن لروايته ، ولا سيما وقد وثقه ابن حبان (3/ 177) . فالإسناد حسن . والله أعلم .
    لكن قد خالف ابن عمر ومن معه من الصحابة جمع آخر منهم :
    فأخرج الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 255/ 3218) ، والبيهقي - واللفظ له - من طريق شرحبيل بن مسلم الخولاني قال :
    رأيت خمسة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يقصون (ولفظ الطبراني : يقمون) شواربهم ، ويعفون لحاهم ، ويصفرونها : أبوأمامة الباهلي ، وعبدالله بن بسر ، وعتبة ابن عبدالسلمي ، والحجاج بن عامر الثمالي ، والمقدام بن معدي كرب الكندي ؛ كانوا يقصون (ولفظ الطبراني : يقمون) شواربهم مع طرف الشفة .
    قلت : وإسناده جيد ، كما قال الهيثمي (5/ 167) .
    (/2)
    وسكت عنه الحافظ ، ووقع فيه وهم فاحش ؛ فإنه لم يذكر فيه قوله : كانوا يقصون ... إلخ ، بل ذكره عقب رواية عبيدالله بن أبي رافع المتقدم ؛ فإنه قال عقبها :
    "لفظ الطبري . وفي رواية البيهقي : يقصون ..." إلخ !
    فأوهم أنها رواية في حديث عبيدالله ، وإنما هي من رواية شرحبيل ! فلعل هذا الخلط من أحد النساخ أو الطباع .
    وإذا عرفت ما تقدم ؛ يتبين لك أن الإحفاء غير ثابت عن النبي صلي الله عليه وسلم فعلاً ، وإنما ثبت عن بعض الصحابة ، كما ثبت عن بعضهم خلافه ، وهو إحفاء ما على طرف الشفة ، وهو الذي من فعله صلي الله عليه وسلم في شارب المغيرة كما سيأتي بعد صفحات . وهذا الإحفاء هو المراد بالأحاديث القولية الآمرة بالإحفاء وما في معناها ، وليس أخذ الشارب كله ؛ لمنافاته لقوله صلي الله عليه وسلم :
    "من لم يأخذ من شاربه ...". والأحاديث يفسر بعضها بعضاً ، وهو الذي اختاره الإمام مالك ، ثم النووي وغيره ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى .
    واختار الطحاوي الإحفاء ، وأجاب عن حديث المغيرة بقوله :
    "فليس فيه دليل على شيء ؛ لأنه يجوز أن يكون النبي صلي الله عليه وسلم فعل ذلك ولم يكن بحضرته مقراض يقدر على إحفاء الشارب" !
    قلت : وهذا الجواب ظاهر التكلف ؛ فإن النبي صلي الله عليه وسلم كان في بيته ؛ لأن في الحديث - كما تقدم - أن المغيرة كان ضيفاً عليه صلي الله عليه وسلم لما قص شاربه ، فهل يعقل أن لا يكون عنده صلي الله عليه وسلم مقراض بل مقاريض ؛ إذا تذكرنا أنه كان له تسع زوجات ؟!
    فلعل الطحاوي لم يستحضر ضيافة المغيرة عليه صلي الله عليه وسلم ، أو أنها لم تقع له ، وهذا هو الأقرب الذي يقتضيه حسن الظن به ؛ لأنه إنما روى الحديث مختصراً .
    وكذلك ذكره الشوكاني (1/ 101) ، وقال عقبه - بعد أن حكى خلاصة كلام الطحاوي بقوله : "قال : وهذا لا يكون معه إحفاء" - :
    "ويجاب عنه أنه محتمل ، ودعوى أنه لا يكون معه إحفاء ممنوعة ، وهو إن صح كما ذكر ؛ لا يعارض تلك الأقوال منه صلي الله عليه وسلم" !
    قلت : وجواب الشوكاني أبعد عن الصواب من جواب الطحاوي ؛ لأن الاحتمال المذكور باطل ؛ لا يمكن تصوره من كل من استحضر قص الشارب على السواك .
    وأما ترجيح أقواله صلي الله عليه وسلم ؛ فهو صحيح لو كانت معارضة لفعله معارضة لا يمكن التوفيق ، وليس الأمر كذلك ؛ لما سبق بيانه .
    واعلم أن الباعث إلى تخريج هذا الحديث : أنني رأيت الشوكاني ذكره من حديث ابن عباس نقلاً عن ابن القيم ، فارتبت في ذلك ، فرجعت إلى كتابه "زاد المعاد" ؛ فرأيته فيه بلفظ : كان يجز شاربه .
    فعرفت أنه تحرف على الشوكاني أو
    الناسخ أو الطابع لفظ : (يجز) إلى : (يحفي) ! ويؤكد ذلك أن ابن القيم قال عقب حديث ابن عباس هذا مباشرة :
    "قال الطحاوي : وهذا (يعني : الجز) الأغلب فيه الإحفاء ، وهو يحتمل الوجهين" .
    قلت : فلو كان لفظ الحديث : (يحفي) ؛ لما صح تفسيره بما ذكر ، كما هو ظاهر .
    ثم اعلم أن حديث ابن عباس ورد من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً بألفاظ ؛ هذا أحدها .
    أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 333) .
    والثاني : بلفظ :
    كان يقص شاربه .
    أخرجه الإمام أحمد (1/ 301) ، والدينوري في "المجالسة" (26/ 25-26) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ 166/ 2) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11725) ، وزادوا :
    وكان أبوكم إبراهيم من قبله يقص شاربه .
    والثالث : بلفظ :
    كان يقص أو يأخذ من شاربه ، وكان إبراهيم خليل الرحمن يفعله .
    أخرجه الترمذي (2761) من طريق إسرائيل عن سماك به .
    واللفظان قبله أخرجهما من ذكرنا من طريق حسن بن صالح عن سماك به .
    والحسن بن صالح وإسرائيل ؛ كلاهما ثقة . فالظاهر أن هذا الاختلاف في لفظه ؛ إنما هو من سماك بن حرب ؛ فإنه متكلم فيه إذا روى عن عكرمة ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق ، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وقد تغير بأخرة ؛ فكان ربما يلقن" .
    أقول هذا تحقيقاً للرواية ، وإلا ؛ فلا فرق عندي بين هذه الألفاظ الثلاثة من حيث الدراية ؛ فإن لفظ : (يجز) هو بمعنى : (يقص) ، وبمعناه اللفظ الآخر : (يأخذ من شاربه) ؛ فإن (من) تبعيضية ؛ فهو كقوله صلي الله عليه وسلم :
    "من لم يأخذ من شاربه فليس منا" . أخرجه الترمذي وغيره وصححوه .
    وقد جاء بيان صفة الأخذ في السنة العملية ؛ فإليها المرجع في تفسير النصوص القولية المختلف في فهمها ؛ فإن من القواعد المقررة : أن الفعل يبين القول حتى لو كان من كلام الله تعالى .
    وإليك ما وقفت عليه من السنة :
    أولاً : عن المغيرة بن شعبة قال :
    ضفت النبي صلي الله عليه وسلم ذات ليلة .. وكان شاربي وفى ، فقصه لي على سواك .
    رواه أبو داود وغيره . وإسناده صحيح ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (182) و "مختصر الشمائل" (140) .
    وفي رواية للطحاوي والبيهقي :
    فدعا بسواك وشفرة ، فوضع السواك تحت الشارب ، فقص عليه .
    ثانيا : عن أيوب السختياني عن يوسف بن طلق بن حبيب :
    (/3)
    أن حجاماً أخذ من شارب النبي صلي الله عليه وسلم ، فرأى شيبة في لحيته ... الحديث .
    رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 433) .
    قلت : ورجاله ثقات ؛ غير يوسف بن طلق بن حبيب ؛ فلم أعرفه ! ومن المحتمل أن يكون قوله : (يوسف بن) خطأ من
    الناسخ أو الطابع ، أو محرفاً عن شيء ؛ كأن يكون (أبي يوسف طلق بن حبيب) ؛ فإن طلقاً هذا قد ذكر المزي في الرواة عنه من "تهذيبه" : أيوب السختياني . فإذا ثبت هذا الاحتمال ؛ فيكون الإسناد صحيحاً مرسلاً ؛ فهو شاهد قوي لما قبله .
    ثالثاً : عن مندل عن عبدالرحمن بن زياد عن أشياخ لهم قالوا :
    كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأخذ الشارب من أطرافه .
    أخرجه ابن سعد (1/ 449) .
    لكن مندل هذا - وهو ابن علي العنزي - ضعيف لسوء حفظه .
    وعبدالرحمن بن زياد لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون عبدالرحمن بن زياد ؛ تابعي روى له الترمذي . أو عبدالرحمن بن زياد مولى بني هاشم ، وكلاهما مقبول عند الحافظ . والله أعلم .
    (/4)
    5456 - ( فما عدلت بينهما ؛ يعني : في القبلة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 803 :
    $موضوع$
    ذكر البيهقي من حديث أبي أحمد بن عدي : حدثنا القاسم بن مهدي : حدثنا يعقوب بن كاسب : حدثنا عبدالله بن معاذ عن معمر عن الزهري عن أنس :
    أن رجلاً كان جالساً مع النبي صلي الله عليه وسلم ، فجاء بني له ، فقبله ، وأجلسه في حجره ، ثم جاءت بنيته ، فأجلسها إلى جنبه ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    كذا أورده ابن القيم في "تحفة المودود في أحكام المولود" (ص 76 - هندية) ، وكأنه ساقه بسنده لتبرأ ذمته منه . ولما بدأت في أواخر محرم 1404 هـ باختصار الكتاب المذكور ، كان من منهجي فيه أن أحذف منه لم يصح من الأحاديث والأحكام ، ولما وصلت إلى هذا الحديث كان لا بد من دراسة سنده ، فتبين لي أنه مما يجب حذفه ؛ لأن إسناده ضعيف جداً ؛ آفته القاسم بن مهدي شيخ ابن عدي ، وهو القاسم بن عبدالله بن مهدي الإخميمي ؛ قال فيه الدارقطني :
    "متهم بوضع الحديث" .
    وذكر له الذهبي حديثاً موضوعاً باطلاً ، ولما حكى عن ابن عدي أنه قال : "وهو عندي لا بأس به" تعقبه بقوله :
    "قلت : قد ذكرت له حديثاً باطلاً ، فيكفيه" .
    قلت : وأنا أظن أن هذا الحديث من أباطيله أيضاً .
    ثم وجدت له متابعاً في "كامل ابن عدي" ، وأشار إلى تحسينه ، فنقلته إلى "الصحيحة" (3098) .
    (/1)





    5457 - ( إن نطفة الرجل بيضاء غليظة ، فمنها يكون العظام والعصب ، وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة ، فمنها يكون الدم واللحم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 804 :
    $ضعيف$
    أخرجه أحمد (1/ 465) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 213/ 10360) من طريقين عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه قال : قال عبدالله :
    مر رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فجعل
    الناس يقولون : هذا رسول الله . فقال يهودي : إن كان رسول الله فسأسأله عن شيء ، فإن كان نبياً علمه . فقال : يا أبا القاسم ! أخبرني ؛ أمن نطفة الرجل يخلق الإنسان أم من نطفة المرأة ؟ فقال : ... فذكره . والسياق للطبراني ؛ وزاد أحمد :
    فقام اليهودي فقال : هكذا كان يقول من قبلك .
    ومن هذا الوجه : رواه البزار في "مسنده - كشف الأستار) (ق 218/ 1 - المصورة) - ولم يسق لفظه - ، وقال :
    "لا نعلم رواه عن القاسم هكذا إلا عطاء ، وعنه إلا أبو كدينة" !
    قلت : اسمه يحيى بن المهلب البجلي ، وهو صدوق من رجال البخاري ؛ لكنه قد توبع ؛ فإنه عند الطبراني عن حمزة الزيات - وهو من رجال مسلم - عن عطاء بن السائب .
    فالعلة من عطاء ؛ فإنه كان اختلط .
    وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (8/ 241) ، فقال :
    "رواه أحمد ، والطبراني ، والبزار بإسنادين ، وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك ، وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات ، وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب ، وقد اختلط" !
    قلت : في هذا التخريج تسامح كبير لا يعبر عن الواقع ! فإن رواية عامر بن مدرك - عند البزار - ليس فيها هذا التفصيل الذي في رواية عطاء ؛ فإن لفظ عامر :
    "ماء
    الرجل أبيض غليظ ، وماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا ؛ غلب الشبه" .
    وعامر هذا - وإن كان لين الحديث ؛ فإن - لحديثه شواهد في "صحيح مسلم" وغيره ، خرجت بعضها في "الصحيحة" (1342) ؛ بخلاف حديث عطاء ؛ فإن ما فيه من العظام والعصب ، واللحم والدم ؛ لم يرد في شيء من تلك الشواهد ، فكان منكراً ، ولذلك ؛ خرجته هنا .
    ولحديث عامر شاهد من حديث ابن عباس نحوه ؛ وزاد في آخره :
    "وإن اجتمعا ؛ كان منها ومنه" . قالوا : صدقت .
    أخرجه البزار (2375) : حدثنا السكن بن سعيد : حدثنا أبو عامر عبدالملك ابن عمرو : حدثنا إبراهيم بن طهمان عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس به . وقال :
    "لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه ، وقد روي عن غيره من وجوه ، وفي حديث ابن عباس زيادة" .
    قلت : يشير إلى ما ذكرت من الزيادة فيما أظن . وفي ثبوتها نظر عندي ؛ لمخالفته للأحاديث الصحيحة المشار إليها آنفاً .
    وأيضاً فـ (مسلم) الراوي عن مجاهد ؛ إن كان هو (الملائي الأعور) ؛ فهو ضعيف ، وإن كان هو (مسلماً البطين) ؛ فهو ثقة ، وقد روى كلاهما عن مجاهد ؛ كما في "تهذيب المزي" .
    فمن الصعب - والحالة هذه - تحديد هذه - تحديد المراد منهما هنا ، وبخاصة أنهما لم يذكرا في شيوخ إبراهيم بن طهمان ؛ لكن الحديث بالأول منهما أشبه . والله أعلم .
    والسكن بن سعيد - شيخ البزار - لم أعرفه !
    (/1)
    5458 - ( يبعث يوم القيامة قوم من قبورهم ؛ تأجج أفواههم ناراً . فقيل : من هو ؟ قال : ألم تر أن الله يقول : (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً) ... الآية ) ؟! .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 806 :
    $موضوع$
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1797) ، وعنه ابن حبان في "صحيحه" (2580 - موارد) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 151-152/ 1) من طريق يونس بن بكير : حدثنا زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث عن أبي برزة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته نافع هذا أو زياد .
    والأول : هو نفيع أبو داود الأعمى ؛ كما جزم به في "التهذيب" ، وهو متروك . وقد كذبه ابن معين ؛ كما في "التقريب" . وقال فيه ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 55) :
    "كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات توهماً ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على جهة الاعتبار" .
    فإن قيل : فكيف روى له هذا الحديث في "الصحيح" ؟!
    فأقول : الظاهر - والله أعلم - أنه توهم أنه غير نفيع هذا ، ومع ذلك ؛ فإنه لم يورده في التابعين من "الثقات" ؛ بخلاف ما فعله في الراوي عنه : زياد بن المنذر ، كما يأتي .
    والآخر : زياد بن المنذر - وهو أبو الجارود الثقفي - ؛ قال الحافظ :
    "رافضي ، كذبه يحيى بن معين" .
    قلت : وأورده ابن حبان أيضاً في "الضعفاء" ، وقال :
    "كان رافضياً ، يضع الحديث في مثالب أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ، ويروي في فضائل أهل البيت أشياء ما لها أصول ، لا تحل كتابة حديثه" . قال الحافظ عقبه في "التهذيب" :
    "قلت : وفي "الثقات" لابن حبان : "زياد بن المنذر . روى عن نافع بن الحارث ، وعنه يونس بن بكير" . فهو هو ، غفل عنه ابن حبان" .
    قلت : وفي "الميزان" ترجمة أخرى ؛ قال عقب (ابن المنذر) المتقدم :
    "زياد بن المنذر ، أبو حازم ، شيعي ، ضعفه أبو حاتم ، ولم يذكره ولده عبدالرحمن في كتابه" .
    قلت : وكذلك لم يذكره الحافظ في "اللسان" ، فكأنه ذهب عليه ، أو سقط من قلم بعض النساخ . وإنما أورده رجلاً آخر من زياداته ، ونسبه (الطائي) ، ثم أفاد أنه انقلب اسمه على الراوي ، وأن الصواب : (المنذر بن زياد) ، فلعل ابن حبان توهم أيضاً أن زياداً هذا : هو أبو حازم الذي ضعفه أبو حاتم . والله أعلم .
    وبالجملة ؛ فآفة الحديث هو أو شيخه نفيع . وبالأول أعله ابن عدي ؛ فقال الحافظ في "تخريج الكشاف" (4/ 39) - بعد ما عزاه لـ "صحيح ابن حبان" - :
    "وفي إسناده زياد أبو المنذر ، كذبه ابن معين . وشيخه نافع بن الحارث ، ضعيف أيضاً ، وقد أورده ابن عدي في "الضعفاء" في ترجمة زياد ، وأعله به" .
    والحديث ؛ عزاه ابن كثير لابن أبي حاتم أيضاً ، وابن مردويه من الوجه المتقدم .
    وزاد عليهم السيوطي في "الدر" (2/ 124) : ابن أبي شيبة في "مسنده" ، والطبراني .
    وإذا علمت حال إسناد هذا الحديث ؛ فقد أساء الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على "البيضاوي" (ق 101/ 2) ؛ حيث قال :
    "رواه ابن حبان وغيره" !
    فسكت عنه ؛ فأوهم صحته ! ولعله قلد في ذلك الحافظ ابن كثير ، فهو أولى بالانتقاد ؛ لما عرف به أنه من الحفاظ النقاد .
    ولذلك ؛ اغتر بسكوته مختصر كتابه الشيخ الصابوني (1/ 361) ؛ فإنه سكت عليه ؛ وقد عزاه لابن مردويه فقط ‍‍‍‍!! وذلك قل من جل مما يدل على مبلغ معرفة
    الرجل بهذا العلم .
    وكذلك أشار إلى هذا الحديث : العلامة ابن القيم في "تحفة المودود" (ص 103) ساكتاً عليه ! وكان هو الباعث على تخريجه وتحقيق الكلام على إسناده ؛ لأتمكن من الإبقاء عليه أو حذفه من "مختصره" ، الذي أنا في صدده ، فقد حذفته .
    (تنبيه) : وقع الحديث في "تفسير ابن كثير" بلفظ : "القوم" ! وواضح أنه خطأ مطبعي ، ومع ذلك خفي على الشيخ الصابوني ؛ فأورده كما وجده !
    (/1)
    5459 - ( نظرت - يعني : ليلة أسري به - ؛ فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل ، وقد وكل بهم من يأخذ بمشارفهم ، ثم يجعل في أفواههم صخراً من نار يخرج من أسافلهم . قلت : يا جبريل ! من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ؛ إنما يأكلون في بطونهم ناراً ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 809 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن جرير في "التفسير" (4/ 184) عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : حدثنا النبي صلي الله عليه وسلم عن ليلة أسري به قال : نظرت ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو هارون هذا - واسمه عمارة بن جوين - متروك ، ومنهم من كذبه .
    والحديث ؛ عزاه السيوطي لابن أبي حاتم أيضاً ، وإسناده من هذا الوجه الواهي ؛ كما تراه في "تفسير ابن كثير" (1/ 456) .
    وهو قطعة من الحديث الطويل جداً في الإسراء والمعراج ؛ أخرجه ابن جرير أيضاً (15/ 10-12) ، والبيهقي في "الدلائل" (2/ 136-142) من طريق أبي هارون المذكور . وقد ساقه ابن كثير بطوله في "تفسيره" من طريقه ، وقال :
    "وهو مضعف عند الأئمة ، على غرابة الحديث وما فيه من النكارة" .
    قلت : ومما فيه قوله :
    "ثم مضيت هنية ؛ فإذا أنبأنا بنساء يعلقن بثديهن ، فسمعتهن يصحن إلى الله عز وجل . قلت : يا جبريل ! من هؤلاء النساء ؟ قال : هؤلاء الزناة من أمتك ..." الحديث بطوله .
    وقصة النساء هذه ؛ مما أشار إليه ابن القيم أيضاً في "التحفة" (ص 103) ؛ دون أن ينبه على ضعفها ، بل ساقه مساق المسلمات ! والله المستعان .
    (/1)
    5460 - ( إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم ؛ فأحسنوا أسماءكم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 810 :
    $ضعيف$
    أخرجه أبو داود (4948) ، والدارمي (2/ 294) ، وابن حبان (1944) ، والبيهقي (9/ 306) ، وأحمد (5/ 194) ، وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (ق 29/ 1) ، والبغوي في "حديث علي بن الجعد" (9/ 110/ 1) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (12/ 327/ 3360) ، وابن عساكر في "التاريخ" (6/ 17/ 1 و 8/ 529/ 2) كلهم من طريق داود بن عمرو عن عبدالله بن أبي زكريا الخزاعي عن أبي الدرداء مرفوعاً به . وقال أبو داود - معللاً إياه بالانقطاع - :
    "ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء" .
    وتبعه جمع ، فقال البيهقي عقبه :
    "هذا مرسل ؛ ابن أبي زكريا لم يسمع من أبي الدرداء" .
    وكذا قال المنذري في "الترغيب" (3/ 85) . وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 577) :
    "ورجاله ثقات ؛ إلا أن في سنده انقطاعاً بين عبدالله بن أبي زكريا - راويه عن أبي الدرداء - وأبي الدرداء ؛ فإنه لم يدركه" !
    وفيما ذكره من التوثيق نظر ؛ فإن داود بن عمرو فيه كلام ؛ أورده الذهبي في "الميزان" ، وقال :
    "وثقه ابن معين . وقال العجلي : ليس بالقوي ، انفرد بهذا الحديث" .
    قلت : والحافظ نفسه ضعفه في "التقريب" بقوله فيه :
    "صدوق يخطىء" .
    ومن هذا التحقيق ؛ يتبين للباحث خطأ النووي في قوله في "الأذكار" :
    "روينا في "سنن أبي داود" بالإسناد الجيد عن أبي الدرداء ..." فذكره !
    وكذا ابن القيم في قوله في "تحفة المودود" (ص 36) :
    "رواه أبو داود بسند حسن" !
    ووهم مؤلف "أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب" وهماً آخر أفحش من هذا ؛ فقال (ص 61-62) :
    "رواه البخاري" !
    ومن الغرائب : أن المناوي بعد أن نقل في "فيض القدير" تجويد النووي لإسناده ، وتعقبه بالانقطاع الذي نقلناه آنفاً عن البيهقي وغيره ، وجزم بقوله تبعاً لهم :
    "فالحديث منقطع" !
    عاد في كتابه الآخر "التيسير" - وهو مختصر الأول كما نص عليه في مقدمته - فقال :
    "وإسناده جيد ؛ كما في "تهذيب الأسماء" وغيره" !
    فما أسرع ما نسي !
    (/1)





  8. #628
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5461 - ( يا أبا عبيدة ! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مئة رجل واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل ، فأمروا من قتلهم بالمعروف ، ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعاً من آخر النهار في ذلك اليوم ، وهو الذين ذكر الله عز وجل ؛ يعني : قوله تعالى : (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 812 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن جرير (3/ 144-145) ، والبغوي في "تفسيره" (2/ 118 - المنار) ، وكذا ابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 355) - وغيرهم من طريق محمد بن حمير قال : حدثنا أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي عبيدة بن الجراح قال :
    قلت : يا رسول الله ! أي
    الناس أشد عذاباً يوم القيامة ؟ قال :
    "رجل قتل نبياً ، أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف" . ثم قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من
    الناس ...) ؛ إلى أن انتهى إلى : (وما لهم من ناصرين) . ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكر حديث الترجمة .
    قلت : سكت عنه ابن كثير ، وهو حديث منكر عندي ، وإسناده ضعيف مجهول ؛ علته أبو الحسن هذا ؛ فإنه مجهول ؛ كما قال الذهبي في آخر "الميزان" ، والحافظ ابن حجر في "اللسان" .
    وبه أعله الحافظ في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/ 24) .
    وأنكر من هذا الحديث : الأثر الذي ساقه ابن كثير عقب هذا من رواية [ابن] أبي حاتم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
    قتلت بنو إسرائيل ثلاث مئة نبي من أول النهار ، وأقاموا سوق بقلهم من آخره . وقال في مكان آخر (1/ 102) :
    "قال أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبدالله بن مسعود قال : ... فذكره بلفظ :
    كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاث مئة نبي ، ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار" .
    قلت : وهذا إسناد صحيح ؛ إن كان الطيالسي قد ثبت السند إليه به ؛ فإنه ليس في "مسنده" المطبوع ، وهو المفروض ؛ لأنه ليس من شرطه ؛ فإنه موقوف على ابن مسعود .
    فإن صح عنه ؛ فهو من الإسرائيليات الباطلة التي يكذبها العقل والنقل :
    أما العقل ؛ فإنه من غير المعقول أن يتوفر هذا العدد الكبير من
    الأنبياء في وقت واحد وبلد واحد ، ويتمكن اليهود من ذبحهم ذبح النعاج قبل انتهاء النهار ، وفي آخره يقيمون سوقهم ! هذا من أبطل الباطل .
    وأما النقل ؛ فهو قوله صلي الله عليه وسلم :
    "كانت بنو إسرائيل تسوسهم
    الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ..." الحديث ؛ متفق عليه ، وهو مخرج في "الإرواء" (2473) .
    فهذا صريح في أن أنبياء بني إسرائيل كان يخلف بعضهم بعضاً ، ويأتي أحدهم بعد الآخر ؛ كقوله تعالى : (ثم أرسلنا رسلنا تترى) ؛ أي : متواترين واحداً بعد واحد .
    نعم ؛ ذلك لا ينفي أن يرسل الله أكثر من رسول - بله نبي - واحد في وقت واحد لحكمة يعلمها ؛ مثل هارون مع موسى ، وقوله في أصحاب القرية : (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) .
    وأما بعث مثل ذاك العدد الضخم من
    الأنبياء في زمن واحد ؛ فليس من سنة الله تبارك وتعالى .
    ولا بد من التنبيه هنا على موقفين متباينين تجاه هذا الأثر ؛ من رجلين معاصرين :
    الأول : الشيخ محمد علي الصابوني مختصر "تفسير الحافظ ابن كثير" ؛ فإن هذا
    الرجل ؛ مع أنه صرح في المقدمة تحت عنوان : طريقة الاختصار (ص 9) أنه اقتصر على الأحاديث الصحيحة ، وحذف الضعيف منها ، كما حذف الروايات الإسرائيلية !
    ومع ذلك ؛ فإنه لم يف بهذا ، وهو أمر طبيعي بالنسبة إليه ؛ فإنه ليس من رجال هذا الميدان ؛ فقد أبقى في كتابه هذا "المختصر" كثيراً من الأحاديث الضعيفة والواهية ، والإسرائيليات المنكرة ! والمثال على كل من الأمرين ظاهر بين يديك ؛ فالحديث - مع ضعف إسناده الظاهر عند المحدثين ونكارته البينة عند المحققين - انطلى عليه أمره ، وغره فيه أن ابن كثير لما أورده سكت عليه ولم يبين ضعفه ! وخفي عليه - لجهله وبعده عن هذا العلم - أن المحدث إذا ساق الحديث بإسناده ؛ فقد برئت ذمته منه .
    ولذلك ؛ كان من الواجب عليه أحد أمرين :
    إما أن يختصر هذا النوع من الحديث ؛ فلا يورده في "مختصره" .
    وإما أن يبين درجته إذا احتفظ به ؛ وهذا مما لا سبيل له إليه ؛ لما ذكرنا أنه ليس من رجال هذا العلم . ولكن إذا كان قد اغتر بسكوت ابن كثير على بعضها ، وكان عاجزاً عن أن يعرف بنفسه درجة الحديث ؛ فما له أورد كثيراً من الأحاديث الضعيفة الأخرى التي بين ابن كثير بنفسه وهاءها وضعفها ؛ ونقل هو ذلك عنه في الحواشي ؟! خلافاً لشرطه ! فانظر مثلاً الأحاديث الواردة في (المجلد الأول) صفحة (103،111،119،158،195،226،277،361،543،549،609،613،6 19،633) .

    (/1)
    فهذه الأحاديث المشار إليها كلها ضعفها ابن كثير ، فأين دعوى مختصره : أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة ، وحذف الضعيف ؟! فكيف وبعضها موضوع ؛ كحديث (ص 619) :
    "من أعان ظالماً ؛ سلطه الله عليه" . قال ابن كثير :
    "وهو حديث غريب" ! وهذا من تساهله كما بينته في "الضعيفة" (1937) .
    على أن هناك أحاديث أوردها ساكتاً عليها كغالب عادته ، وهي مما ضعفه ابن كثير ؛ كحديث ابن مردويه في نزول آية : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار ...) في علي (1/ 245) ؛ قال ابن كثير :
    "فيه عبدالوهاب بن مجاهد ، وهو ضعيف" !
    قلت : بل هو متروك ، وكذبه الثوري ؛ كما قال الحافظ .
    وحديث ابن مردويه الآخر (1/ 540) ؛ قال ابن كثير :
    "هذا حديث غريب جداً" ؛ وهو مخرج في "الضعيفة" (4439) .
    وعلى العكس من ذلك ؛ أوهم بجهله صحة حديث عن ابن عباس ضعفه ابن كثير مرفوعاً ، وصححه موقوفاً نقلاً عن الترمذي ، فقال المختصر - بعد التضعيف - :
    "وقد روي بإسناد صحيح عن ابن عباس" ! فأسقط منه قول الترمذي : "موقوفاً" !
    ورأيته في حديث واحد في المجلد الأول من "مختصره" (ص 566) قائلاً :
    "الحديث ؛ وإن كان ضعيف السند ؛ ففي أحاديث الشفاعة ما يؤيده ويؤكده" !
    كذا قال ! وهو مما يدل على جهل بالغ ؛ لأنه ليس في شيء من الأحاديث التي أشار إليها ما في هذا الحديث الضعيف من النكارة ، ينبئك عنها طرفه الأول منه :
    "إن ربي عز وجل استشارني في أمتي : ماذا أفعل بهم ؟ فقلت : ما شئت .. فاستشارني الثانية ..." !!
    ولا أدري كيف استساغ هذا المختصر مثل هذا التعبير الذي فيه رائحة التشبيه بالعبيد : (وأمرهم شورى بينهم) ؟! مع ضعف إسناده ؛ فإن فيه ابن لهيعة ، وهو معروف بالضعف ، وله تخاليط كثيرة .
    ومن جهل هذا
    الرجل : أنه تأول أثر ابن مسعود - المتقدم - في قتل اليهود للأنبياء بالمئات في اليوم الواحد ؛ مع أنه اشترط على نفسه - كما سبق - أن يحذف الروايات الإسرائيلية ، فقد أخل به أيضاً - حين أورده - ، ولظهور نكارته تأوله بتأويل بارد ؛ فعلق عليه بقوله (1/ 71) :
    "وعبارة : "في اليوم" لا تعني كل يوم ، ولكن بعض الأيام" !
    ولقد كان الأولى به - لو كان عنده علم وبصيرة فيه - أن لا يورده ؛ وفاءً بشرطه ، وأن يستريح من تكلف تأويله البارد الظاهر بطلانه بداهة ، لا سيما بالنسبة للفظ ابن أبي حاتم المتقدم :
    "قتلت بنو إسرائيل ثلاث مئة نبي من أول النهار ..." ؛ فإنه أصرح في إبطال تأويله ، وهو على علم به ؛ فقد أورده في "مختصره" (1/ 274) ، دون أن يتنبه لبطلانه ! والله المستعان .
    وأما
    الرجل الآخر المعاصر ؛ فهو المدعو (عز الدين بليق) ، مؤلف ما سماه بـ "منهاج الصالحين" ، فلقد كان موقفه من هذا الأثر موقفاً آخر معاكساً لموقف الشيخ الصابوني تماماً ؛ فإنه أنكره أشد الإنكار في أول كتابه : "موازين القرآن الكريم" (ص 13-14) ، وكتابه الآخر : "موازين القرآن والسنة" (ص 69) .
    وبقدر ما أصاب في إنكاره إياه ؛ فقد أخطأ أقبح الخطأ في اعتباره إياه مثالاً لبعض الأحاديث الموضوعة التي وردت في كتب التفسير ، وجهل أو تجاهل - لسوء طويته - أنه ليس حديثاً ؛ وإنما هو من الإسرائيليات !
    فتأمل تباين موقف
    الرجلين من هذا الأثر ، ثم تأمل كيف يلتقيان في الإساءة - بجهلهما - إلى الإسلام ، وتوهمهما الأثر حديثاً ، ذاك بتأويله إياه ، وهذا بضربه له مثالاً للأحاديث الموضوعة ، لا سيما وقد أتبعه بمثال آخر ، وهو قوله صلي الله عليه وسلم :
    "خلق الله التربة يوم السبت ..." الحديث ، وهو صحيح لا غبار عليه سنداً ومتناً ؛ رواه مسلم في "صحيحه" ! ومع ذلك جعله (بليق) مثالاً آخر للأحاديث الموضوعة ! وسود لإثبات ذلك - زعم - ست صفحات (15-21) !
    وأصل ضلاله هذا ؛ إنما هو من سوء الفهم ، ولربما من سوء القصد - أيضاً - ؛ فإنه فسر (التربة) فيه بأنها الأرض ! والصواب أنها التراب ، كما يدل عليه تمام الحديث واللغة ، على ما بينته في آخر المجلد الرابع من "السلسلة" الأخرى : "الصحيحة" (الاستدراك 15) .
    ومن عجيب حال هذا
    الرجل : أنه في الوقت الذي يطعن في عشرات الأحاديث الصحيحة في كتابه الثاني المتقدم ، وبعضها متواتر ؛ كأحاديث عيسى عليه السلام وغيرها فهو في الوقت نفسه قد حشا كتابه "المنهاج" بمئات الأحاديث الضعيفة والمنكرة ، وبعضها من الموضوعات ، كحديث عرض الحديث على القرآن ؛ فإن وافقه قبل ، وإن خالفه رفض ! وهو من وضع الزنادقة ؛ كما بينته في غير ما موضع ! وغيره كثير وكثير . فالله المستعان .
    هذا ؛ وقوله في أول حديث الترجمة .
    "أشد
    الناس عذاباً رجل قتل نبياً" ؛ قد جاء بإسناد حسن عن ابن مسعود ، وهو مخرج في "السلسلة" الأخرى برقم (281) .

    (/2)
    5462 - ( إذا مات أحدكم ؛ فقد قامت قيامته ؛ فاعبدوا الله كأنكم ترونه ، واستغفروه كل ساعة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 819 :
    $موضوع$
    أخرجه الديلمي (1/ 1/ 151- زهر
    الفردوس) من طريق عنبسة ابن عبدالرحمن : حدثنا محمد بن زاذان عن أنس مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عنبسة هذا ؛ فإنه كان يضع الحديث .
    وقد مضى له غير ما حديث موضوع ؛ فانظر اسمه في فهرس المجلد الأول والثاني من هذه "السلسلة" .
    وقريب منه : شيخه محمد بن زاذان ؛ فإنه متروك ، فانظر الحديث (435،518) .
    والحديث ؛ ذكره السخاوي في "المقاصد" (ص 75) من رواية العسكري عن أنس بلفظ :
    "الموت
    القيامة ، إذا مات أحدكم ؛ فقد قامت قيامته ، يرى ما له من خير وشر" .
    ولم يتكلم على إسناده بشيء ، لا في رواية العسكري ولا في رواية الديلمي ، وقد ذكرها تحت حديث :
    "من مات ؛ فقد قامت قيامته" (ص 428) مشيراً إلى أنه لا أصل له بهذا اللفظ الأخير . وقال :
    "وللطبراني من حديث زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال :
    يقولون :
    القيامة القيامة ، وإنما قيامة المرء موته .
    ومن رواية سفيان بن أبي قيس قال :
    شهدت جنازة فيها علقمة ، فلما دفن قال : أما هذا ؛ فقد قامت قيامته" .

    (/1)
    5463 - ( يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم ؛ ستراً من الله عز وجل عليهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 820 :
    $باطل$
    رواه ابن عدي في "الكامل" (ق 17/ 2) عن إسحاق بن إبراهيم الطبري : حدثنا مروان الفزاري عن حميد الطويل عن أنس مرفوعاً . وقال :
    "منكر المتن بهذا الإسناد" .
    وأقره الذهبي في "الميزان" ، وابن حجر في "اللسان" .
    ومن قبلهما ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 248) ؛ فإنه أورد الحديث من طريق ابن عدي ، ثم قال :
    "هذا حديث لا يصح ، والمتهم به إسحاق ، قال ابن عدي ..." . وقال ابن حبان في إسحاق هذا (1/ 138) :
    "منكر الحديث جداً ، يأتي عن الثقات بالأشياء الموضوعات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" .
    ثم ساق له عدة أحاديث موضوعة تدل على حاله السيئة ؛ فليراجعه من شاء . ولذلك ؛ قال الحاكم في - "المدخل" كما في "اللسان" - :
    "روى عن الفضيل وابن عيينة أحاديث موضوعة" .
    ولذلك ؛ فالحديث باطل ؛ كما قال ابن القيم في "مناره" (ص 51) ، قال :
    "والأحاديث الصحيحة بخلافه ، قال البخاري في "صحيحه" : (باب ما يدعى
    الناس يوم القيامة بآبائهم) . ثم ذكر حديث : "ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ، فيقال : هذه غدرة فلان ابن فلان" .
    ومن عجائب السيوطي : أنه تعقب - في "اللآلي" (2/ 449) - ابن الجوزي بقوله :
    "قلت : له طريق آخر ..." .
    ثم ساق حديث ابن عباس المتقدم برقم (434) ، وهو موضوع أيضاً ؛ فيه كذاب ؛ كما بينته هناك .
    ولذلك ؛ تعقبه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" بقوله (2/ 381) :
    "هو من طريق إسحاق بن بشر ؛ وهو كذاب وضاع ، فلا يصلح شاهداً" .
    ولهذا ؛ فقد أساء السيوطي بتعقبه المذكور من جهة ، وبسكوته عليه وفيه الكذاب من جهة أخرى ، كما سكت عليه أيضاً في كتابه الآخر "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" (80/ 118 - تحقيق الأخ الفاضل محمد الصباغ) !
    وقريب من ذلك : ما صنعه الزرقاني في "مختصر المقاصد الحسنة" (76/ 222) ؛ فإنه أورد الحديث ، وقال :
    "ضعيف" !
    فأوهم أنه ليس شديد الضعف ، ليس فيه من رمي بالكذب والوضع ! وهذا إنما يأتي من التقليد وقلة التحقيق .
    ونحوه في "تذكرة الموضوعات" للشيخ محمد طاهر الفتني (ص 224) .

    (/1)
    5464 - ( لا أجمعهما له ، هو أبو سليمان ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 822 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن أبي خثيمة في "التاريخ" (328) : أخبرنا الزبير بن بكار قال : حدثني محمد بن يحيى عن إبراهيم بن أبي يحيى عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ قال :
    لما ولد محمد بن طلحة بن عبيدالله ؛ أتى به طلحة النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال :
    "أسمه محمداً" . فقال : يا رسول الله ! أكنيه أبا القاسم ؟ قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ ابن قنفذ تابعي لم يدرك القصة . وإبراهيم ابن أبي يحيى ؛ الظاهر أنه إبراهيم بن أبي حية اليسع ؛ فإن كنيته اليسع أبو يحيى ؛ ولقبه أبو حية ؛ كما في "اللسان" . قال البخاري :
    "منكر الحديث" . وقال الدارقطني :
    "متروك" .
    وقد أشار ابن عبدالبر إلى ضعف هذا الحديث في "الاستيعاب" .
    لكن قد صح النهي عن الجمع بين اسمه صلي الله عليه وسلم وكنيته في غير هذا الحديث ، كما بينته في التعليق على "مختصر تحفة المودود" لابن القيم بقلمي . ولم يصح أن النبي صلي الله عليه وسلم كناه بأبي القاسم ؛ خلافاً لما ذكره ابن عبدالبر !

    (/1)
    5465 - ( إذا كان يوم القيامة ؛ خرج صائح من عند الله ، فنادى بأعلى صوته : يا أمة محمد ! إن الله قد عفا لكم عن حقه قبلكم ، فتعافوا فيما بينكم ، وادخلوا الجنة بسلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 823 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (341) : حدثنا محمد ابن بشير الكندي قال : أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي وعبدالله بن إبراهيم الغفاري عن زيد بن عبدالرحمن بن أبي نعيم الليثي عن محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه عن جده عن عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته زيد هذا ؛ فإنه مجهول ؛ كما قال الذهبي في ترجمة (عبدالله بن إبراهيم الغفاري) من "الميزان" .
    وأورد فيها حديثين آخرين من روايته عن زيد ، فقال ابن عدي :
    "لم أسمع بزيد إلا في هذين الحديثين ، ولا أعلم روى عنه إلا عبدالله بن إبراهيم" !
    قلت : ويرده هذا الحديث ؛ فقد روى عنه معن بن عيسى الأشجعي ؛ وهو ثقة ثبت ؛ حتى قال أبو حاتم :
    "هو أثبت أصحاب مالك" .
    لكن الراوي عنه محمد بن بشير الكندي فيه كلام ؛ قال يحيى :
    "ليس بثقة" . وقال الدارقطني :
    "ليس بالقوي" .

    (/1)
    5466 - (من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم أتى الركن ليستلمه ؛ خاض في الرحمة ، فإذا استلمه فقال : بسم الله والله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ غمرته الرحمة ، فإذا طاف بالبيت ؛ كتب الله له بكل قدم سبعين ألف حسنة ، وحط عنه سبعين ألف سيئة ، ورفع له سبعين ألف درجة ، وشفع في سبعين من أهل بيته ، فإذا أتى مقام إبراهيم ، فصلى عنده ركعتين إيماناً واحتساباً ؛ كتب الله له عتق أربعة عشر محرراً من ولد إسماعيل ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 824 :
    $منكر$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (104/ 2 - مصورة الجامعة الإسلامية : الثانية) من طريق عيسى بن إبراهيم الطرسوسي : حدثنا آدم بن أبي إياس : حدثنا إسماعيل بن عياش عن المغيرة بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ المغيرة بن قيس بصري منكر الحديث ؛ كما قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 227-228) عن أبيه .
    وابن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، وهذه منها .
    والطرسوسي ؛ لم أعرفه .

    (/1)
    5467 - ( يوشك أن تظهر فتنة لا ينجي منها إلا الله ، أو دعاء كدعاء الغريق ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 825 :
    $منكر$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (123/ 1) من طريق يحيى ابن المتوكل عن يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً به .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف بمرة ؛ يحيى بن المتوكل : هو المدني أبو عقيل ؛ مجمع على ضعفه . بل قال ابن حبان (3/ 116) :
    "منكر الحديث ، ينفرد بأشياء ليس لها أصول من حديث النبي عليه الصلاة والسلام ، لا يسمعها الممعن في الصناعة إلا لم يرتب أنها معمولة" .
    ويعقوب بن سلمة : هو الليثي مولاهم المدني ، وهو مجهول الحال .
    وأبوه لين الحديث ؛ كما في "التقريب" !
    وحقه أن يقول في أبيه : إنه مجهول ؛ لأنه لم يذكر له في "التهذيب" راوياً غير ابنه ، بل ختم ترجمته فيه بقوله :
    "لا يعرف" ، وهو الذي جزم به الذهبي في "الميزان" .

    (/1)
    5468 - ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إلى خلقه ، وإذا نظر الله إلى عبد ؛ لم يعذبه أبداً ، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين ؛ أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله ، فإذا كانت ليلة الفطر ؛ ارتجت الملائكة ، وتجلى الجبار بنوره - مع أنه لا يصفه الواصفون - ؛ فيقول للملائكة - وهم في عيدهم من الغد - : يا معشر الملائكة - يوحي إليهم - ! ما جزاء الأجير إذا أوفى عمله ؟ فتقول الملائكة : يوفى أجره . فيقول الله تعالى : أشهدكم أني قد غفرت لهم ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 826 :
    $موضوع$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 189-190) من طريق حماد بن مدرك : حدثنا عثمان ابن عبدالله الشامي : حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال ابن الجوزي عقبه :
    "هذا حديث موضوع على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وفيه مجاهيل ، والمتهم به عثمان ابن عبدالله ؛ قال ابن عدي : حدث بمناكير عن الثقات ، وله أحاديث موضوعة . وقال ابن حبان : يضع على الثقات" .
    قلت : وحماد بن مدرك ؛ لم أجد له ترجمة ، والظاهر أنه من المجاهيل الذين أشار إليهم ابن الجوزي ، وقد أقره السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 100-101) .
    ومع هذا كله ؛ أورد المنذري هذا الحديث في "ترغيبه" (2/ 68-69) من رواية الأصبهاني هذه ! وذلك من تساهله الذي حملني على جعل كتابه إلى قسمين : "صحيح الترغيب" و "ضعيف الترغيب" ؛ وقد شرحت تساهله هذا في مقدمة "الصحيح" بما لا تجده في غيره ، وقد تم طبع المجلد الأول منه ، يسر الله لنا طبع سائرها مع "الضعيف" .

    (/1)
    5469 - ( إذا كان أول ليلة من رمضان ؛ فتحت أبواب السماء ؛ فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان .
    فليس من عبد مؤمن يصلي ليلة ؛ إلا كتب الله له ألفاً وخمس مئة حسنة بكل سجدة ، ويبنى له بيت في
    الجنة من ياقوتة حمراء ، لها ستون ألف باب [لكل باب] منها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء .
    فإذا صام أول يوم من رمضان ؛ غفر له ما تقدم إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان .
    ويستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب ، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمس مئة عام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 827 :
    $موضوع$
    أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 314/ 3635) ، والأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) من طريق محمد بن مروان السدي عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة العبدي وعن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
    قلت : والسدي هذا - وهو الصغير - متهم بالكذب .
    ولست أدري لماذا لم يورد ابن الجوزي حديثه هذا في "الموضوعات" ؟! وقد أورد له حديثاً في الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ؛ وقال فيه :
    "كذاب" ؛ كما تقدم برقم (203) ؛ فلعله لم يقف عليه .
    وقد أساء المنذري بإيراده إياه في "الترغيب" (2/ 66-67) دون أن يبين حال راويه ؛ فإنه لم يزد على قوله :
    "رواه البيهقي ، وقال : "قد روينا في الأحاديث المشهورة ما يدل على هذا ، أو لبعض معناه" . كذا قال رحمه الله" !!
    وكأن المنذري أشار إلى نقد كلام البيهقي ؛ فإنه ليس في الأحاديث المعروفة ما في هذا إلا الفقرة الأولى ؛ فإنها في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة نحوه .
    وقنع المنذري بالإشارة إلى تضعيفه فقط !
    وقلده المعلقون الثلاثة ، فصرحوا بأنه "ضعيف" ؛ مع أنهم عزوه للبيهقي والأصبهاني بالأرقام ! ولا يحسنون إلا هذا :
    كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول .

    (/1)
    5470 - ( إذا كان غداة الفطر ؛ قامت الملائكة على أفواه الطرق فنادوا : يا معشر الناس ! اغدوا إلى رب رحيم ، يمن بالخير ويثيب الجزيل ؛ أمركم بصوم النهار فصمتوه ، فإذ أطعتم ربكم فاقبضوا أجوركم .
    فإذا صلوا نادى مناد من السماء : ارجعوا إلى منازلكم راشدين ؛ فقد غفرت ذنوبكم ، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 829 :
    $ضعيف$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (618) ، والمعافى بن زكريا في "الجليس" (4/ 83) ، والأصبهاني في "الترغيب" (188/ 1) من طريقين عن سعيد بن عبدالجبار [عن توبة] عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه مرفوعاً به . والزيادة للطبراني .
    وكذلك رواه الحسن بن سفيان في "مسنده" ؛ إلا أنه قال : عن توبة أو أبي توبة .
    وكذلك أخرجه المعافى في "الجليس" ؛ لكنه قال :
    عن أبي توبة .. بغير شك ، وكذا نقله في "الإصابة" .
    قلت : وأبو توبة - أو توبة - لم أعرفه . ومن المحتمل أن يكون هو الذي في "الجرح" (1/ 1/ 446) :
    "توبة بن نمر الحضرمي المصري ، وكان قاضي مصر ، فلما مات استقضي عبدالله بن لهيعة ، وابنته تحت ابن لهيعة . روى عن أبي عفير عن ابن عمر . روى عنه الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث ، وابن لهيعة" .
    ولعله مما يرجح الاحتمال المذكور : أن الراوي عنه - سعيد بن عبدالجبار - هو حضرمي أيضاً ، وهو سعيد بن عبدالجبار بن وائل الحضرمي ، وهو ضعيف .
    وعلى كل حال ؛ فقد روي الحديث من طريق أخرى عند الطبراني (617) من رواية عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الزبير عن سعيد بن أوس الأنصاري به .
    وهذا إسناد واه بمرة ؛ أبو الزبير مدلس ؛ وقد عنعنه .
    لكن الآفة ممن دونه ؛ فإن جابراً هذا - وهو الجعفي - متروك .
    وعمرو بن شمر شر منه . قال الحاكم :
    "كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي ، وليس يروي تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره" .
    وأعله الهيثمي (2/ 201) بالجعفي وحده ، فقصر .
    ومدار الطريقين على سعيد بن أوس الأنصاري ، ولم أجد من ترجمه .
    ووقع في "ترغيب الأصبهاني" : سعد بن أوس ولم أجده أيضاً ؛ فهو علة الحديث . والله أعلم .

    (/1)








  9. #629
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5471 - ( إن الله يحب [أهل] البيت الخصب ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 830 :
    $ضعيف$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (209/ 2) من طريق ابن أبي
    الدنيا قال : حدثني محمد بن قدامة الجوهري : حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مع إعضاله ؛ فإن ابن جريج - واسمه عبدالملك ابن عبدالعزيز بن جريج - لم يثبت له لقاء أحد من الصحابة .
    وفي الطريق إليه محمد بن قدامة الجوهري ، وفيه لين ؛ كما في "التقريب" .
    وأعله السيوطي في "الجامع الصغير" بالإعضال فقط ! والزيادة منه .

    (/1)
    5472 - ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 831 :
    $ضعيف$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (210/ 1) من طريق ابن أبي
    الدنيا بسنده عن عبدالمجيد بن عبدالعزيز عن [ابن] جريج عن علي ابن زيد بن جدعان قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ ابن جدعان تابعي معروف بالضعف .
    وابن جريج مدلس .
    وعبدالمجيد بن عبدالعزيز - وهو ابن أبي رواد المكي - ضعيف أيضاً . وبالغ فيه ابن حبان ؛ فقال في "الضعفاء" (2/ 161) :
    "منكر الحديث جداً ، يقلب الأخبار ، ويروي المناكير عن المشاهير ؛ فاستحق الترك" !
    والحديث ؛ أعله السيوطي في "الجامع" بالإرسال فقط .
    وزاد المناوي إعلاله بضعف ابن جدعان .
    واعلم أنني إنما أوردت الحديث هنا لهذه الزيادة :
    "في مأكله ومشربه" ! لتفرد هذه الطريق بها ؛ فإنها - مع ضعفها - مخالفة للطرق الأخرى التي روت الحديث موصولاً مسنداً عن ابن عمرو ، ووالد أبي الأحوص دونها ؛ وهما مخرجان في "غاية المرام" (75) .

    (/1)
    5473 - ( إنا أمرنا أن نأخذ الخير بأيماننا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 831 :
    $منكر$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (211/ 1) من طريق عبدالعزيز ابن أبان : حدثنا محمد بن بشر بن بشير بن معبد الأسلمي قال : حدثني أبي عن جدي - وكان من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم - :
    أنه كان بـ (أذربيجان) ، فأتوا بطعام ، وعندهم ناس من الدهاقين ، فلما فرغوا ؛ أتوا بماء يغسلون أيديهم ، وأتوا بأشنان ، فأخذه بيمينه ، فتغامزت الدهاقين ! فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالعزيز هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "متروك ، وكذبه ابن معين" .
    وقد خالفه في متنه : طلق بن غنام - وهو ثقة - فقال : حدثنا محمد بن بشر ابن بشير عن أبيه بشر بن بشير :
    أنه أتي بأشنان يغسل يده ، فأخذه بيده اليمنى ، قال : إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا .
    رواه البخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 96) .
    فهذا موقوف ، وهو الصواب .
    وإن كان معنى المرفوع صحيحاً ، يدل على ذلك حديث الأمر بالأخذ والإعطاء باليمين ، وهو مخرج في الكتاب الآخر (1236) .

    (/1)
    5474 - ( السلطان ظل الله تعالى في الأرض ، فإن أحسنوا ؛ فلهم الأجر ، وعليكم الشكر ، وإن أساءوا ؛ فعليهم الإصر وعليكم الصبر ، لا يحملنكم إساءته على تخرجوا من طاعته ؛ فإن الذل في طاعة الله خير من خلود في النار ، لولاهم ما صلح الناس ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 833 :
    $موضوع$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (ق 214/ 2) من طريق عمرو بن عبدالغفار عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن سعد بن سعيد الأنصاري وعبدالله بن عبدالرحمن بن معمر عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
    قلت : يا رسول الله ! أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب ، وخضعت له الأجساد ؛ ما هو ؟ قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمرو بن عبدالغفار ؛ قال ابن عدي :
    "اتهم بوضع الحديث" .
    وقد رواه غيره من المتهمين بإسناد آخر عن ابن عمر مرفوعاً نحوه ؛ وقد مضى برقم (604) .

    (/1)
    5475 - ( اطلب العافية لغيرك ؛ ترزقها في نفسك ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 833 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (226/ 2) من طريق محمد ابن كثير الفهري : حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ابن لهيعة ضعيف .
    لكن الآفة من الفهري هذا ؛ فإنه متروك ؛ قال ابن معين :
    "ليس بثقة" . وقال ابن عدي :
    "روى بواطيل ، والبلاء منه" .

    (/1)
    5476 - ( ثلاثة يتحدثون في ظل العرش آمنين ، والناس في الحساب : رجل لم تأخذه [في الله] لومة لائم ، ورجل لم يمد يديه إلى ما لا يحل له ، ورجل لم ينظر إلى ما حرم عليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 834 :
    $موضوع$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (232/ 2) من طريق غسان ابن مالك السلمي : حدثا عنبسة بن عبدالرحمن القرشي عن محمد بن رستم عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ والبلاء من عنبسة هذا ؛ فإنه متروك ، رماه أبو حاتم بالوضع . وقال ابن حبان (2/ 178) :
    "صاحب أشياء موضوعة ، وما لا أصل له" .
    وغسان بن مالك ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 50) عن أبيه :
    "ليس بالقوي ، بين في حديثه الإنكار" .
    لكن روى عنه أبو زرعة الرازي ؛ فهو ثقة عنده .
    وعلى كل حال ؛ فالآفة من شيخه عنبسة .

    (/1)
    5477 - ( يا بني أكثر من الدعاء ؛ فإنه يرد القضاء المبرم . يا بني ! أكثر من قول : لا إله إلا الله ؛ فإنها أثقل من سبع سماوات ومن الأرضين وما فيهن . يا بني ! لا تغفل عن قراءة القرآن إذا أصبحت وإذا أمسيت ؛ فإن القرآن يحيي القلب الميت ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، وبالقرآن تسير الجبال . يا بني ! أكثر من ذكر الموت ؛ فإنك إذا أكثرت ذكر الموت : زهدت في الدنيا ، ورغبت في الآخرة ، وإن الآخرة هي دار القرار ، والدنيا غرارة لأهلها ، والمغرور من اغتر بها ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 835 :
    $موضوع$
    أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (238/ 1) من طريق أبي محمد بن حيان : حدثنا أبو إسحاق بن أحمد الفارسي : حدثنا سهل بن زياد القطان عن كثير بن سليم عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً .
    قلت : وهذا موضوع ؛ آثار الصنع عليه ظاهرة ، وهو من صنع كثير هذا ؛ فقد قال فيه ابن حبان (2/ 223) :
    "كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه من غير رؤيته ، ويضع عليه ، ثم يحدث به" . ونحوه قول أبي حاتم فيما رواه ابنه عنه (3/ 2/ 152) :
    "ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، لا يروي عن أنس حديثاً له أصل من رواية غيره" .
    وقد مضى له حديث آخر استنكره أبو زرعة برقم (117) .


    5478 - ( ثلاث من كن فيه ؛ آواه الله في كنفه ، ونشر عليه رحمته ، وأدخله في محبته : من إذا أعطي شكر ، وإذا قدر غفر ، وإذا غضب فتر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 835 :
    $موضوع$
    أخرجه الحاكم (1/ 125) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (4/ 105/ 4433) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ق 236/ 1) من طريق يعقوب ابن سفيان : حدثنا عمر بن راشد - كان ينزل (الجار) - : حدثنا محمد بن عبدالرحمن ابن أبي ذئب عن هشام بن عروة عن محمد بن علي عن ابن عباس مرفوعاً . وقال الحاكم :
    "صحيح الإسناد ؛ فإن عمر بن راشد شيخ من أهل الحجاز من أهل المدينة ، قد روى عنه أكابر المحدثين" !! وتعقبه الذهبي بقوله :
    "قلت : بل واه ؛ فإن عمر قال فيه أبو حاتم : وجدت حديثه كذباً" .
    قلت : تمام كلام أبي حاتم في رواية ابنه عنه (3/ 1/ 108) :
    ".. وزوراً ، والعجب من يعقوب بن سفيان كيف روى عنه ؟! لأني في ذلك الوقت وأنا شاب ؛ علمت أن تلك الأحاديث موضوعة ، فلم تطب نفسي أن أسمعها ، فكيف خفي على يعقوب بن سفيان ذلك ؟!" .
    قلت : وفي ذلك إشارة إلى أن رواية الثقة عن شيخ لا يكون توثيقاً له ، وهو الصحيح ؛ حتى ولو كان ينص على عدالة شيوخه ، كما قال الحافظ ابن كثير في "مختصره" (ص 106) ؛ خلافاً لما أشار إليه كلام الحاكم المتقدم :
    "قد روى عنه أكابر المحدثين" !
    فلا جرم أن الحافظ الذهبي لم يعرج عليه .
    وكأن الحاكم أشار بذلك إلى رواية يعقوب بن سفيان عنه .
    ثم أخرجه البيهقي (4434) من طريق ابن عدي ، وهذا في "الكامل" (6/ 378) : حدثنا أحمد بن داود بن أبي صالح : حدثنا أبو مصعب المديني - يقلب (مطرف) - : حدثني محمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب به نحوه .
    ساقه ابن عدي مع أحاديث أخرى في ترجمة (مطرف) هذا ؛ وقال :
    "يأتي بمناكير" .
    فتعقبه الذهبي في "الميزان" بقوله :
    "قلت : هذه أباطيل ؛ حاشا مطرفاً من روايتها ! وإنما البلاء من أحمد بن داود ، فكيف خفي هذا على ابن عدي ؟! فقد كذبه الدارقطني ، ولو حولت هذه إلى ترجمته كان أولى" .
    ونحوه في "التهذيب" لابن حجر .

    (/1)
    5479 - ( في الجنة شجرة أصلها من ذهب ، وأغصانها الفضة ، وثمرها الياقوت والزبرجد ، ينبعث لها ريح ؛ فيحك بعضها بعضاً ، فما سمع شيء قط أحسن منه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 837 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (4/ 56/ 2) : أخبرنا عتاب ابن بشير عن عبدالله بن مسلم بن هرمز الهرمزي عن مجاهد قال :
    قيل لأبي هريرة : هل في
    الجنة سماع ؟ قال : نعم ؛ شجرة ... إلخ .
    قلت : وهذا - مع وقفه - ؛ فيه ابن هرمز هذا ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
    وعتاب صدوق يخطىء ؛ مع كونه من رجال البخاري .
    وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعاً .
    أخرجه أبو نعيم في "صفة
    الجنة" من طريق مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن رجل عن أبي هريرة مرفوعاً به .
    قلت : مسلمة هذا متروك .
    وتابعيه مجهول لم يسم .
    وله شاهد ؛ يرويه حفص بن عمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
    "إن في
    الجنة ..." فذكره بنحوه .
    أخرجه ابن الجوزي في "جامع المسانيد" (ق 42/ 1) .
    وحفص هذا ؛ الظاهر أنه ابن عمر بن سعد القرظ المدني المؤذن ؛ فإنه من هذه الطبقة . فإن يكن هو ؛ فهو مقبول عند الحافظ .
    وبالجملة ؛ فالحديث لا يزال في
    مرتبة الضعف ؛ لتعريه عن شاهد معتبر . والله أعلم .

    (/1)
    5480 - ( اقضيا يوماً آخر ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 838 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (94/ 1) : عن ابن جريج قال : قلت : لابن شهاب : أحدثك عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :
    "من أفطر في تطوع ؛ فليقضه" ؟
    قال : لم أسمع من عروة في ذلك شيئاً ، ولكني سمعت في خلافة سليمان ابن عبدالملك من ناس عن بعض من
    نساء عائشة أنها قالت :
    كنت أنا وحفصة صائمتين ، فقرب إلينا طعام ، فابتدرناه فأكلناه ، فدخل النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فبادرتني إليه حفصة - وكانت ابنة أبيها - ؛ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .

    (/1)






  10. #630
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    5481 - ( عشر مباح للمسلمين في مغازيهم : العسل ، والماء ، والتراب ، والخل ، والملح ، والحجر ، والعود - ما لم ينحت - والجلد الطري ، والطعام يخرج به ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 839 :
    $موضوع$
    أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (4/ 95/ 2) : أخبرنا عبدالملك بن محمد الشامي - وهو صاحب الأوزاعي - : أخبرنا أبو سلمة العاملي : حدثني الزهري : حدثني عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم - يوم حنين بالجعرانة - ... فذكره . وقال :
    "حديث منكر ، وعبدالملك عندهم في حد الترك" .
    قلت : وقد وثقه بعضهم ، وهو لين الحديث ؛ كما قال الحافظ .
    وإنما آفة الحديث : شيخه أبو سلمة العاملي - واسمه : الحكم بن عبدالله بن خطاف - ، وهو متروك ، ورماه أبو حاتم بالكذب .

    (/1)
    5482 - ( من مات وعليه صوم نذر ؛ فليصم عنه وليه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 839 :
    $منكر$
    أخرجه ابن راهويه في "المسند" (4/ 95/ 2-96/ 1) : أخبرنا عبدالله بن واقد الجزري : أخبرنا حيوة بن شريح : أخبرني سالم بن غيلان عن عروة ابن الزبير عن عائشة مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ومتن منكر ؛ بزيادة : "نذر" ! تفرد به الجزري هذا ، وهو متروك ، وكان أحمد يثني عليه ، وقال :
    "لعله كبر واختلط ، وكان يدلس" !
    قلت : قد صرح هنا بالتحديث ؛ فالعلة من سوء حفظه .
    ويؤكد ذلك : أن ابن وهب تابعه في أصل الحديث دون هذه الزيادة ، فقال : قال حيوة به .
    أخرجه أحمد (6/ 69) .
    وكذلك أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق أخرى عن عروة به ؛ وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2079) .
    وأما قول ابن راهويه عقب الحديث .
    "السنة على هذا" .
    فهو الراجح من الناحية الفقهية ، وعليه حمل هذا الحديث عند المحققين ؛ فكأن الجزري روى الحديث بالمعنى الذي يراه ، وهذا من شؤم الرواية بالمعنى !

    (/1)
    5483 - ( إن الدين يقتص من صاحبه يوم القيامة إذا مات ولم يقضه ؛ إلا من تدين في ثلاث :
    رجل تذهب قوته [في سبيل الله] ، فيدين ما يتقوى به على عدو الله وعدو رسوله ؛ فمات فلم يقضه .
    ورجل مات عنده مسلم ؛ فلم يجد ما يكفنه إلا بدين ؛ فمات ولم يقضه .
    ورجل خاف على نفسه العزبة ولم يكن عنده ما يتزوج ، فاستدان فتزوج ؛ ليعف نفسه خشية على دينه . فالله يقضي عن هؤلاء الدين يوم
    القيامة ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 841 :
    $ضعيف$
    أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (4/ 112/ 2-113/ 1) - والسياق له - ، ويعقوب الفسوي في "التاريخ" (2/ 525-526) ، وابن ماجه (2/ 83) - والزيادة لهما - ، والبزار (1340) ، وكذا أبو يعلى - كما في "زوائد ابن ماجه" للبوصيري (ق 151/ 1) - من طريق الإفريقي عبدالرحمن بن زياد ابن أنعم عن عمران بن عبدالمعافري عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل الإفريقي .
    ومثله شيخه عمران ؛ فقد ضعفه ابن معين ، وتبعه الحافظ ، ولم يلتفت إلى توثيق الفسوي له . وكذلك فعل الذهبي ، فقال فيه في "الكاشف" :
    "لين" .
    وأعله الهيثمي (4/ 133) بالإفريقي فقط من رواية البزار ! وهو قصور ظاهر قلده عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على "كشف الأستار" (2/ 118) كما هي عادته !

    (/1)
    5484 - ( أمر عماراً أن يفعل هكذا ؛ وضرب بيديه الأرض ، ثم نفضهما ، ومسح على وجهه ويديه ، وقال سلمة : ومرفقيه ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 841 :
    $منكر بذكر المرفقين$
    أخرجه ابن ماجه (1/ 201) من طريق حميد بن عبدالرحمن عن ابن أبي ليلى عن الحكم وسلمة بن كهيل :
    أنهما سألا عبدالله بن أبي أوفى عن التيمم ؟ فقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا متن منكر ، وإسناده ضعيف ؛ علته ابن أبي ليلى - واسمه محمد ابن عبدالرحمن - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
    "صدوق ؛ سيىء الحفظ جداً" .
    قلت : وضعفه وسقوطه عن
    مرتبة الاحتجاج به ؛ أمر معروف عند المشتغلين بهذا العلم الشريف ، ولولا أني رأيت المعلق على ترجمة سلمة بن كهيل من "تهذيب التهذيب" نقل تصحيح بعضهم لهذا الإسناد ؛ لما خرجته كما ستراه في الحديث التالي ، لا سيما وحديث التيمم في "الصحيحين" وغيرهما من حديث عمار ليس فيه ذكر المرفقين ، وهو مخرج في "الصحيحة" (694) ، و "صحيح أبي داود" (343) .
    (تنبيه) : قد أعل الحديث البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (ق 41/ 2) بضعف حفظ ابن أبي ليلى ؛ ولكنه قال :
    "ولم ينفرد به ابن أبي ليلى ؛ فقد رواه ابن أبي شيبة في "مسنده" عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن ابن أبي أوفى عن أبيه ... فذكره" !
    كذا وقع في "المخطوطة" :
    "عن أبيه" ! فلعلها مقحمة من بعض النساخ ؛ فإنهم لم يذكروا لأبي أوفى رواية مطلقاً ، لا من رواية ابنه عبدالله ، ولا غيره .
    وكذلك وقع في المطبوعة (1/ 80) ، ووقع فيها : "مصنفه" مكان : "مسنده" ؛ وهو خطأ أيضاً ؛ فإن الحديث ليس في "مصنف ابن أبي شيبة" .
    ثم لينظر في قول البوصيري : "فذكره" ؛ هل يعني أنه بلفظ سلمة : "ومرفقيه" ، وهو منكر كما تقدم ، أم بلفظ الحكم : "يديه" ، وهو المحفوظ ؟!

    (/1)
    5485 - ( لا تنفخ ؛ فإن النفخ كلام ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 843 :
    $منكر$
    أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (4/ 214/ 2) : أخبرنا يونس ابن بكير : أخبرنا عنبسة بن الأزهر عن سلمة بن كهيل عن أم سلمة :
    أنها قالت لذي قرابة لما قام فصلى فنفخ : لا تفعل ؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول لغلامه رباح : ... فذكره .
    قلت : وهذا متن منكر ، وإسناد ضعيف منقطع ؛ فإن سلمة بن كهيل ما أظنه لقي أم سلمة ؛ فإنه كوفي وهي مدنية ، وقد ماتت وله من العمر نحو (15) عاماً ، وقد قال ابن المديني في "العلل" :
    "لم يلق سلمة أحداً من الصحابة إلا جندباً وأبا جحيفة" .
    واستدرك عليه بعضهم بأن ابن ماجه روى في "باب التيمم" من "سننه" بإسناد صحيح عن الحكم وسلمة بن كهيل : أنهما سألا عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن التيمم ... الحديث !
    فأقول : هذا ممكن ؛ فان ابن أبي أوفى تأخرت وفاته ؛ فإنه مات سنة (87) بالكوفة ، وهو آخر من مات فيها من الصحابة ؛ لكن قوله :
    "بإسناد صحيح" ! غير صحيح ، كما تقدم بيانه آنفاً .
    ثم إن عنبسة بن الأزهر ويونس بن بكير ؛ فيهما ضعف من قبل حفظهما .
    وقد خولفا في إسناده ولفظه ، فأخرجه ابن راهويه أيضاً ، وأحمد (6/ 301،323) ، والترمذي (381،382) ، وابن حبان (483) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (ص 379) من طرق ثلاث عن أبي صالح مولى طلحة عن أم سلمة قالت :
    رأى النبي صلي الله عليه وسلم غلاماً لنا - يقال له : أفلح - إذا سجد نفخ ، فقال :
    "يا أفلح ! ترب وجهك" . وضعفه الترمذي بقوله :
    "وإسناده ليس بذاك ، وميمون أبو حمزة ضعفه بعض أهل العلم" .
    وأقره الحافظ في "الفتح" (3/ 85) .
    لكن أبو حمزة قد توبع عند أحمد وابن حبان ؛ فعلة الحديث أبو صالح هذا ؛ فإنه لا يعرف ؛ كما قال الذهبي .

    (/1)
    5486 - ( يا أيها الناس ! حرم هذا المسجد على كل جنب من الرجال ، أو حائض من النساء ؛ إلا النبي ، وأزواجه ، وعلياً ، وفاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ألا بينت الأسماء أن تضلوا ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 844 :
    $منكر$
    أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 38) ، وابن حزم في "المحلى" (2/ 252 - طبع الجمهورية) من طريق عطاء بن مسلم عن ابن أبي غنية عن إسماعيل عن جسرة - وكانت من خيار النساء - قالت : كنت مع أم سلمة رضي الله عنها ، فقالت :
    خرج النبي صلي الله عليه وسلم من عندي ، حتى دخل
    المسجد فقال : ... فذكره . وقال ابن حزم :
    "باطل ، عطاء بن مسلم الخفاف منكر الحديث . وإسماعيل مجهول" .
    قلت : وقد رواه أفلت بن خليفة عن جسرة به نحوه مختصراً .
    وأعله ابن حزم بأفلت هذا ، وأعله غيره بجسرة ؛ وهو الراجح عندي ؛ كما بينته في "ضعيف أبي داود" (32) ، فلا نعيد القول فيه .

    (/1)
    5487 - ( لا ترقدوا في مسجدي هذا ، فخرج الناس ، وخرج علي رضي الله عنه ، فقال لعلي : [ارجع] فقد أحل لك فيه ما أحل لي ، كأني بك تذودهم على الحوض ، وفي يدك عصا عوسج ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 845 :
    $منكر جداً$
    أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 37-38) من طريق حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال :
    أخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم أناساً من
    المسجد ، وقال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ حرام هذا ؛ قال الشافعي وغيره :
    "الرواية عن حرام حرام" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 269) :
    "كان غالياً في التشيع ، منكر الحديث فيما يرويه ، يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل" .
    وساق له الذهبي مما أنكر عليه عدة أحاديث ؛ هذا منها ، وقال :
    "وهذا حديث منكر جداً" .

    (/1)
    5488 - ( لما تجلى الله تعالى للجبل ؛ طارت لعظمته ستة أجبل ، فوقعت ثلاثة في المدينة ، وثلاثة في مكة : وقع بالمدينة أحد ، وورقان ، ورضوى ، ووقع بمكة ثبير ، وحراء ، وثور ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 846 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 79) ، والخطيب في "التاريخ" (10/ 441) عن عبدالعزيز بن عمران عن معاوية بن عبدالله عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس مرفوعاً . وقال الخطيب :
    "هذا الحديث غريب جداً ، لم أكتبه إلا بهذا الإسناد" .
    قلت : ثم روى عن ابن معين أنه قال في عبدالعزيز هذا - وهو ابن عمران بن عبدالعزيز الزهري المدني - :
    "ليس بثقة ؛ إنما كان صاحب شعر" . وعن البخاري :
    "منكر الحديث ، لا يكتب حديثه" . وعن النسائي :
    "متروك الحديث" .
    ولذلك ؛ أورد ابن الجوزي الحديث في "الموضوعات" (1/ 120-121) ؛ وقال :
    "قال ابن حبان : هذا حديث موضوع لا أصل له ، وعبدالعزيز بن عمران يروي المناكير عن المشاهير" .
    وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 24) بأن له متابعاً ! متروكاً .
    ورده عليه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 144) بقوله :
    "بل هو كذاب ؛ فلا يصلح تابعاً" . وهو كما قال .
    قلت : والجلد بن أيوب ؛ قال الدارقطني :
    "متروك" ، وقال أحمد :
    "ضعيف ، ليس يسوى حديثه شيئاً" .
    وفي ترجمته أورد الحديث ابن حبان في "ضعفائه" (1/ 211) ، وقال :
    "موضوع ، لا أصل له" .
    وذكر أن إسماعيل بن علية كان يرميه بالكذب .
    قلت : وهذه العلة لم يتعرض لذكرها من ذكرنا من النقاد : ابن الجوزي ، والسيوطي ، وابن عراق !

    (/1)
    5489 - ( هل تدرون ما اسم هذا الجبل ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ! قال : هذا [حمت] جبل من جبال الجنة ، اللهم ! بارك فيه ، وبارك لأهله فيه ، وقال للروحاء : هذه سجاسج واد من أودية الجنة ، ولقد مر بها موسى ؛ عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء ؛ في سبعين ألفاً من بني إسرائيل حاجين البيت العتيق ، ولا تمر الساعة حتى يمر بها عيسى ابن مريم عبدالله ورسوله حاجاً أو معتمراً ؛ أو يجمع الله له ذلك كله ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 847 :
    $ضعيف جداً$
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 16/ 12،13) - والسياق له - ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 80) - مختصراً - من طريق كثير بن عبدالله المزني عن أبيه عن جده قال :
    غزونا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم - أول غزوة غزاها - الأبواء ، حتى إذا كنا بـ (الروحاء) ؛ نزل بـ (عرق الظبية) ، فصلى ، ثم قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ لأن كثيراً ضعيف متهم بالكذب .
    وقد اقتصر الهيثمي في "المجمع" (6/ 68) على تضعيفه ! وقد استدركت الزيادة التي بين المعكوفيين منه ومن "التاريخ" ؛ فقد سقطت من "المعجم" .
    واعلم أن إيراد الحديث في هذا الكتاب إنما هو باعتبار النصف الأول منه ؛ لغرابته ونكارته ؛ إلا ؛ فالنصف الآخر ثابت في بعض الأحاديث الصحيحة ، فانظر "التعليق الرغيب على الترغيب والترهيب" (2/ 115-117) .
    ومن أحاديث كثير المذكور الحديث التالي :

    (/1)
    5490 - ( أربعة أجبال من أجبال الجنة ، وأربعة أنهار من أنهار الجنة ، وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة ، قيل : فما الجبال ؟ قال :
    أحد يحبنا ونحبه - جبل من جبال
    الجنة ، [و (ورقان) جبل من جبال الجنة] ، والطور جبل من جبال الجنة ، ولبنان من جبال الجنة .
    والأنهار الأربعة : النيل ، والفرات ، وسيحان ، وجيحان .
    والملاحم : بدر ، وأحد ، والخندق ، وحنين ) .
    قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 848 :
    $موضوع بهذا التمام$
    أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 18/ 19) - والسياق له - ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 80-81) - مختصراً - بإسنادهما المتقدم ، والزيادة من "التاريخ" ؛ والظاهر أنها سقطت من أصل رواية الطبراني ؛ فإنها لم ترد أيضاً في "مجمع الزوائد" (4/ 14) .
    وقد عزاه للطبراني ، وضعفه بكثير !
    وهو عندي بهذا السياق موضع ؛ لكن صح منه :
    "أحد جبل يحبنا ونحبه" ؛ فقد رواه البخاري وغيره ، وهو مخرج في "فقه السيرة" (ص 291) ، وقد أخرجه ابن شبة عن جمع من الصحابة .
    "وأربعة أنهار من
    الجنة ..." مخرج في "الصحيحة" (110) .
    ثم روى ابن شبة الحديث (1/ 85) من طريق عبدالعزيز عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه بتقديم وتأخير .
    وهذا إسناد ضعيف جداً كسابقه ؛ عبدالعزيز : هو ابن عمران الزهري المدني ، وهو متروك كما تقدم بيانه في الحديث الآنف الذكر (4588) .
    وأبو معشر : اسمه نجيح بن عبدالرحمن ؛ ضعيف .

    (/1)





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 11 (0 من الأعضاء و 11 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-10-26, 07:31 AM
  2. السلسلة الصحيحة للالباني
    بواسطة الهزبر في المنتدى مصطلح الحديث وعلومه
    مشاركات: 1235
    آخر مشاركة: 2010-10-20, 06:23 AM
  3. فهرسة فتاوى الأحاديث الضعيفة والموضوعة من الشبكة الإسلامية
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-10-12, 05:07 PM
  4. اضرار الكهرباء (لا للقلوب الضعيفة ))
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 2010-05-12, 05:43 PM
  5. بعض الاحاديث القدسية الضعيفة والموضوعه والتي سئل عنها شيخ الاسلام ابن تيمية
    بواسطة ركن الدين في المنتدى الأحاديث الموضوعة والقصص والواهية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2009-08-31, 11:13 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML