أولاً : رأي الجمهور في هذه المسألة أنها حالة خاصة بسالم مولى أبي حذيفة و ليست حالة عامة .
ثانياً : قال الإمام مسلم في صحيحه (( وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكِ الْغُلاَمُ الأَيْفَعُ الَّذِى مَا أُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَىَّ. قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَمَا لَكِ فِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُسْوَةٌ قَالَتْ إِنَّ امْرَأَةَ أَبِى حُذَيْفَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَالِمًا يَدْخُلُ عَلَىَّ وَهُوَ رَجُلٌ وَفِى نَفْسِ أَبِى حُذَيْفَةَ مِنْهُ شَىْءٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللّه-صلى الله عليه وسلم- « أَرْضِعِيهِ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكِ ». ))
لاحظ قوله صلى الله عليه و سلم (( أرضعيه حتى يدخل عليك )) فهذا النص صريح و واضح أنها قبل أن ترضعه ليس بإمكانه الدخول عليها فضلاً عن أن يرى ثديها و يرضع الحليب منه ، فكيف بالله عليك ستهدأ نفس زوجها إن التقم ثديها و رضع منه و هو لم يحتمل مجرد دخول سالم عليها ؟؟؟
ثالثاً : لا يوجد بالأحاديث التي ذكرت القصة ما يدل أن مقصود النبي هو ارضاعه من ثديها بل ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه و سلم هو اكتسابه حكم الرضاعة .
رابعاً : قال الإمام ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث
(( وقد كان سالم يدخل عليها وترى هي الكراهة في وجه أبي حذيفة ولولا أن الدخول كان جائزا ما دخل ولكان أبو حذيفة ينهاه فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم بمحلها عنده وما أحب من ائتلافهما ونفي الوحشة عنهما أن يزيل عن أبي حذيفة هذه الكراهة ويطيب نفسه بدخوله فقال لها أرضعيه ولم يرد ضعي ثديك في فيه كما يفعل بالأطفال ولكن أراد احلبي له من لبنك شيئا ثم ادفعيه إليه ليشربه ليس يجوز غير هذا لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها إلى أن يقع الرضاع فكيف يبيح له ما لا يحل له وما لا يؤمن معه من الشهوة ))
المفضلات