صفحة 80 من 87 الأولىالأولى ... 105070767778798081828384 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 791 إلى 800 من 870
 
  1. #791
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    حوار مع قلبي

    جَلسَتْ وَحِيدةً في غُرْفتِها،
    بعد أن أمضتْ يومًا مُمِلاًّ دون أن تفعل شيئًا،
    لم يكن هذا اليوم يُشبه البارحةَ الذي أمضتْه في لهو ولعب،
    وضعتْ رأسَها على الوِسادة واسترخت،
    عينُها تنظر إلى السقف، استنشقت الهواء ببطء،
    ثم استنثرته بسرعة قائلة: "الله"!

    وفي صمت يمْلأُ المكان،
    سمعتْ دقاتٍ تدقُّ داخل صدرها واحدةً تلو الأخرى،
    أحسَّتْ كأنها تحمل فيه شيئًا ثقيلاً يريد الخروج،
    أول مرة يأتيها هذا الإحساس الغريب،
    تساءلتْ وهي متعجِّبة: ما هذا؟!
    هل هذا الشيء الغريب أحمله أنا؟!

    ازدادت الدقَّات والنبضات: ما هذا؟!

    أجابها صوتٌ بعيد، كأنه آتٍ من نفقٍ طويل: أنا "قلبكِ".

    قالت: "قلبي"؟! وما الذي أيقظك من نومك؟!



    قال لها:

    مَلِلْتُ، مللتُ السُّبَاتَ، والجُلوس وحدي دون مَن يرْعاني ويسأل عني،
    حتى أصابني الهمُّ والغمُّ، وأصبحتُ تعيسًا مريضًا نحيفًا،
    فقررت أن أستجمع قِوايَ التي لم يبقَ منها إلا القدرُ الذي أقبض به على يديَّ،
    وأُوجِّهها إلى باب صدركِ، وأضرب عليه ضربةً تلو الأخرى؛ لعل أحدًا يسمعني،
    ويلتفت إليَّ قبل أن يقضي عليَّ اليأسُ.

    قالت: وما الذي تريده يا "قلبي"؟

    فردَّ عليها بسرعة: وما الذي تريدينه أنتِ؟ كأنه يعاتبها.

    أدهشها هذا الردُّ منه، صمتتْ قليلاً، ثم حوَّلت عينيها إلى فوق وأرجعتهما،
    أجابتْه: لا أدري.

    قال "قلبي": نعم، كنتُ أعلم، من هنا دخل المرض!

    قالتْ له: وهل أكون سببًا لمرضك وأنا بعيدة عنك؟



    قال: نعم، منذ أن تركتِني وأنا لم أذقْ طعمَ الاطمئنان والسعادة،
    كنتُ دائمًا ألتقطُ ما يأتيني منكِ من ألوان الملذَّات؛
    لعلي أرتوي منها، لكنها بمجرَّد ما تقترب منِّي تتحوَّلُ إلى
    سِهام سوداء تنغمس في جسدي الرَّطب فتؤذيني.

    قالت: ولِمَ لم تنادِني وتنبِّهْني؟

    أجاب "قلبي": فعلتُ ذلك مرارًا، حتى أصبح صوتي شاحبًا،
    فيه كالطعنة، كنتُ أصرخ وأنادي،
    ومما زادني يأسًا كثرةُ الصَّخب الذي كان في صدرك.

    قالت: ومن أين ذلك الصخب؟



    قال: منذ أن حلَّ فصلُ "الغفلة"،
    والحارسُ الذي اسمه "الذِّكْرُ" ترك الباب،
    أصبح الصدرُ فارغًا، فاستعمره الخنَّاس مع جيشه "الهوى".

    برغم جرحي وآلامي ظللتُ أقاوم العدوَّ، كنت دائمًا أنتظر إعانةً منكِ؛
    لتعزِّزِي من مُقاوَمتي، لكن يا ليتني ما فعلت!

    قالت بدهشة: لماذا؟!

    قال: ما كان يأتي منكِ لم يكن إلا ليقوي العدو.

    قالت: وكيف ذلك؟!



    قال "قلبي":

    أعلم أنكِ لم تكوني تعلمين، إنه هكذا دائمًا جوُّ الغفلة،
    تكون فيه الأحوالُ غيرَ واضحة، لكن سأخبركِ.

    قال: اعلمي أنه لكل جيش منا سِلاحُهُ،
    فسلاحُ عدوِّي مُعزز بِدُرُوع الجَهْل، ورِماح اللهو واللعب،
    وكانت الموسيقى والأغاني التي تأتي من منفذ الأذن تُكثر من كِنَانَةِ العدو،
    وكانت سيوف الأفلام والمسلسلات
    والنظر في المحرَّمات حادةً جدًّا، وتتسَلَّلُ من ثغر العين،
    وكان التبرج والعشق الفاسد يدمِّرانِ جُدرانَ حِصْني.

    طالما بكيتُ لِمَا وجدتُه من وحْدَةٍ وقلَّةِ الحيلة،
    لم أكن أملِكُ سلاحًا سوى الصرَاخِ، لعله يأتي يومٌ تسمعينني،
    إنكِ لا تعلمين مدى حجم الدمار الذي خلَّفه العدوُّ في صدركِ،
    أحْزنَنِي ذلك كثيرًا؛ حتى أصابني الغمُّ والهم والفشل،
    ظلَّ حالي هكذا مدةً من الزمن، إلى أن آنسْتُ غفلةً من العدو،
    وجاءتني تلك الجرعة من الأمل فأيقظتْني.



    قالت: وما هي تلك الجرعة؟

    قال "قلبي":
    لَمَّا قلتِ: "الله"، غَمرَ المكانَ نورٌ عجيب،
    تحرَّك له جرسُ الأمل، فأيقظني،
    وأول ما فعلتهُ هو أنني طرقتُ الباب؛
    لتسمعيني وتلتفتي إليَّ.

    قالت بصوت مرهف:
    سامحني، سامحني يا قلبي، فأنا التي كنت سببَ تعاستِك وشقائِك،
    أنا التي سَمحْتُ لعدوِّك بالهجوم عليك والإضرار بك، لن أتخلى عنك أبدًا،
    لن أدعَك وحيدًا منذ الآن، وسأعتني بك ما حييتُ،
    وسأعمل جاهدةً على فعل كل ما يشفيك ويُطَمْئنك.



    قال "قلبي": إذًا؛ أول شيء تفعلينه هو
    الشراب من كأس التوبة النصوح؛
    لتغسلي صدرك من مخلفات الحرب، ولكي أرتوي منه؛
    فأنا ضعيف وأحتاج إلى ما يقويني،
    واعلمي أنه لا بد لَكِ من مُعينٍ يعينكِ.

    قالت: وأين أجد هذا المُعينَ؟

    قال: هل عندكِ كتاب الله؟

    قالت: أظن ذلك.

    قال "قلبي": ابحثي عنه.

    فوجدتْه داخل دولاب، تحت بعض الكتب والمجلات، أخرجتْه ونفضتْ عنه الغبار،
    وضمَّتْه إلى صدرها قائلة: سامحني يا ربي!

    قالت لقلبي: ها هو ذا كتاب الله.



    قال لها: لا تغفلي عنه ثانية؛ فهو الشفاء والهدى والرحمة؛ كما قال فيه مُنزلُه - جل جلاله:

    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
    [يونس: 57].


    قالت: نعم.

    قال: استخرجي منه المِفتاح.

    قالت: وما المِفتاح؟

    قال:

    {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].

    قالت: نعم.

    قال لها: استخرجي منه مَاسِحة الذنوب.

    قالت: وما مَاسِحة الذنوب؟

    قال:

    {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
    [هود: 114].


    قالت: نعم.



    قال لها: استخرجي منه عِفَّتَكِ وعِزَّتكِ.

    قالت: وما عِفَّتي وعِزتي؟

    قال:

    {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
    وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}
    [النور: 31].


    قالت: نعم.

    قال لها: استخرجي منه الحَياة الطيِّبة.

    قالت: وما الحياة الطيِّبة؟

    قال:

    {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}
    [النحل: 97].


    قالت: نعم.



    قال لها: ثم افتحي باب سَيِّدِ الاستغفار.

    قالت: وما سيِّدُ الاستغفار؟

    قال:

    اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ،
    أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَّ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي،
    فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.


    قالت: نعم.

    فتَحرَّكتْ عَينُها، ونزلتْ منها قطرةٌ تشبه قطرةَ المَاء،
    تحْمِلُ معها مرض "قلبي"؛ لتذهب به بعيدًا.



    ثم هشت بالبُكاء فوق سريرها وهي تقول:

    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

    ابتسَم "قلبي"،

    وأشرقتْ شمسُ الإيمان في صدرها،

    ورجع الحارس "الذِّكْرُ" إلى بابه طاردًا العدوَّ،
    رافعًا لواءَ السعادة والطمأنينة وهو يُرَدِّد:

    ألاَ بذكر الله تطمئن القلوب،

    ألا بذِكر الله تطمئن القلوب،

    ألاَ بذكر الله تطمئن القلوب.




    منقول









  2. #792
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    عهود ذهبية


    أراد أحد المسلمين أن يخرج زكاته في عهد السلطان محمد الفاتح ,
    إلا أنه لم يجد فقيراً ، وبعد البحث عن أي فقير عدة أيام ولم يجد
    قام بوضع مال الزكاة داخل كيس كبير مكتوب عليه :

    "يا أخي لم أجد أي فقير لإعطاء زكاتي, خذ الكيس هذا بلا حرج إذا كنت في حاجة إليه "

    و علقه على شجرة في وسط المدينة ..

    تذكر كتب التاريخ أن الكيس بقي عالقاً على الشجرة لمدة ثلاثة أشهر

    منقول









  3. #793
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    صدمة



    يقول :

    أكتُبُ الآن مذكراتي... لستُ أدري لماذا أكتب؟!

    ليس ذلك من عادتي... لكني مصدوم!

    عقلي مشتَّت الفكر... مبلبل...

    لولا بقايا كبرياء الرجولة في أعماقي لبكيت!

    تتعجب أيها القارئ لمذكراتي... أن تجد رجلاً له حسٌّ مرهف!!

    حسنًا لن أطيلَ التساؤلاتِ، ولن أضيع الوقت في وصف شعوري،
    سأتركك مع مذكراتي...

    أو في الواقع مع ورقات قليلة منها...

    "تبدأ القصة منذ أن كنتُ شابًّا في ريعان الصِّبا... في الثانوية العامة...
    هداني الله للالتزام،
    فأطلقت لحيتي، وواظبتُ على الصلاة في المسجد... هذه المظاهر العامَّة.


    أمَّا المظاهر الخاصَّة فلن أحدِّثك عنها أيها القارئ،
    يكفي أن تعلم أنني التزمتُ حقًّا وصدقًا، قلبًا وقالبًا.



    لا تصدق؟!

    سأُثبتُ لك... صوتي الذي كان يجلجل في المنزل منازعًا أهلي
    صار منخفضًا مهذبًا.
    عيناي التي كنتُ أطلِقُها يمنةً ويسرة صارت غضيضة.
    قلبي الذي كان يغلي بغضب الانتقام مِن كل مَن تسوِّل له نفسُه النظرَ إليَّ شذرًا
    صار رؤوفًا رحيمًا يتألم لألم المسلمين، ويفرح لفرحهم.

    هل أزيدك؟! أَقتنعتَ؟!
    حسنًا، يكفي هذا.

    دخلتُ الجامعة وكُلِّي أمل في الحياة.
    قضيت أعوامي في كلية القمة أدعو إلى الله،
    ولا آلو جهدًا في مساعدة المسلمين، وتخرَّجت.

    أنتَ انتقلتَ من سطر إلى سطر بسلاسة قارئ محنَّك يجيد العربية،
    أما أنا فأذكُر كلَّ لحظة مرَّت من عمري حتى... تخرجت؛
    لأنَّ الجامعة كانت أفراحًا وأتراحًا...
    مُعيدٌ يستفزُّه مظهري الملتزم، وأستاذ يغيظه أن يتفوَّق... إرهابيٌّ!

    لا عليك من كل تلك التفاصيل، المهم أنني تخرجت.



    التحقتُ بعدَّة أعمال مناسبة لتخصّصي،
    حتى وجدت ضالَّتي في شركةٍ مديرُها ملتزم يصلي في المسجد؛
    بل يصلي كلّ العاملين في المسجد وتغلق أبواب الشركة.
    الشركة إدارتها وأغلب العاملين فيها ملتزمون؛
    بل ومالِكُها الأصلي ملتزم جدًّا، أحسبه على خير،
    ولا أزكي على الله أحدًا.

    كنت سعيدًا كطير يحلِّق في أجواء السماء،
    أخيرًا أنا الآن في مكان يلائِمُني، أخيرًا أنا في مكان يحتويني... الحمد لله!

    كنتُ أعمل بكل همَّة ونشاط واجتهاد،
    مهما وصفتُ لك مشاعري في العمل لن أوفيها أبدًا.
    ترقَّيتُ في عملي لمَّا رأى المدير همَّتي ودقتي في العمل...
    العمل الذي أعطيتُه روحي... أصدُقُك القول،
    لم أكن أستطيع إلا أن أعطيَه روحي؛
    فالله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه،
    كما أنه كان عملاً يخدم المسلمين بحق،
    ولم أكن أستطيع ألا أن أتقنه.



    أبلغني رئيس القسم بالترقية
    في رسالة على البريد الداخلي للشركة،
    وفيها تفاصيل كل العمل المتعلّق بهذه الترقية.
    كان العمل الثاني أشدَّ من الأول،
    ويحتاج لدقَّة أكبر، أذكر ها هنا ملحوظة:
    أن راتبي متغير؛ بمعني أنَّ الراتب متعلق طرديًّا بالعمل،
    ليس على الوقت الذي أقضيه في العمل؛
    بل على نوعية العمل الذي أؤديه، وهناك أعمال إضافية،
    لكن ليس لها مقابل؛ يعني تُعَدُّ ضمنيًّا من العمل،
    ولا يمكن إنجاز العمل بدونها، وتستهلك وقتًا وجهدًا،
    لكن عند احتساب الراتب المتغير لا تدخل في تقييمه.

    ملحوظة أخرى:
    أنَّ الراتب ليس كمثيله في الشركات الأخرى،
    لكنني كنت سعيدًا جدًّا،
    لا يهم الراتب، سيزيد مع الوقت، ويكفيني فخرًا
    أنهم اختاروني لهذه الترقية برغم صغر سني، وحداثة تخرجي.



    قضيت الشهر الأول أعمل وأعمل و... أعمل!

    هل رأيت ثورًا في ساقية؟!
    هل رأيت العبيد في السخرة؟!

    لكني كنت سعيدًا.
    إلى هنا أنت لا تَجِدُ مشكلة.

    ربَّما تتَّهمني كما اتهمني أبي وأمي أنني ساذج،
    وأنني لم أسأل عن حقوقي، ربَّما أنت مُحقٌّ؛
    ولكن تذكَّر أنت لستَ أنا، وأنت لم تكن في موضعي،
    لعلَّك لو كنتَ في موضعي، ورأيتَ مَن أتحدَّث عنهم؛
    لمَا توقَّعت إلا الخير... والخير... والخير!

    ثم جاء الأسبوع الأخير في الشهر...

    نسيتُ أن أُخْبِرك أنَّ كمَّ العملِ اليومي صار ضِعفين من العمل
    الذي كنتُ أمارسه قبل الترقية، ونسيتُ أيضًا أن أخبرك أنَّ مقدِّمات
    العمل التي يجب إنجازها؛ ليتمَّ العمل - والذي لا يتعلَّق به المرتب -
    قدِ ازداد إلى حدٍّ مخيف... لا يمكنني إلا أن أقوم بهذه الأعمال الإضافية
    وإلا فسَدَ العمل، وفي الوقت نفسه لن يَزيد مرتَّبي لهذه الأعمال،
    إذًا وقت إضافي بدون مقابل!



    كل هذا لا يهم يا صديقي!

    الأسبوع الأخير... آه! نعود للأسبوع الأخير،
    كان هذا الأسبوع هو أسبوع التسليم العاجل لبعض الأعمال
    بالإضافة للعمل الأساسي.

    تضحك؟!

    نعم... أنا أيضًا كنت أضحك!

    لا تَسألْني عن المنطق،
    ولا تسألني كيف تمكنت من إتمام العمل...
    هل أخبرك أنني كنتُ أعمل من السابعة صباحًا
    إلى الثانية بعد منتصف الليل؟!!

    نعم... حدث هذا!

    ثُمَّ جاء يوم قبض المرتَّب... ذهبت للعمل ومررتُ على الخزانة؛
    لأخذ مرتبي...
    الحقيقة لن أذكر المبلغ الذي تقاضيته، ولن أذكر مفردات المرتب،
    ولن أذكر أي شيءٍ لك يا صديقي، فقط أخبرك - وقولي ثقة -
    أنَّ المقابل كان أقلَّ من أن يسد رمقي في هذا الشهر.



    تضحك؟!
    أما أنا فلم أضحك!

    دخلت للمدير العام للشركة،
    فقد كان ثَمَّ اجتماعٌ مطول هذا اليوم بينه وبيني،
    دار بيننا حوار في العمل...
    الغريب أنَّه كان يذكر لي أشياء متعلّقةً بالعمل
    تُناقِض ما كان يخبرني به رئيس القسم!

    أخبرتُه بموضوع المرتَّب على استحياء،
    وشرحت له الموقف،
    أظهر تعاطُفًا معي، وقال لي بعدما راجعَ بعضَ التقارير:
    إنَّ المرتَّب كان على هذه الصورة؛
    لأنَّ الكمَّ اليومي الذي يعتمد عليه المرتب،
    والذي حققته - كان قليلاً!

    شرحتُ له أنَّ العمل كان كثيرًا،
    وأنني قضيت الوقت ساهرًا لإنجازه... تخيَّل ماذا كان ردُّه؟!

    قال لي: أعتقد أنك تدقِّق في عملك بصورةٍ مبالغ فيها!

    قلتُ له مندهِشًا: أنا أراعي جودة العمل؛
    لأني لن أقف أمام الله يوم القيامة متَّهمًا بعدم إتقان العمل!

    قال: نعم أتقنْ كما تشاء؛ لكن أنت تتقن بطريقة زائدة جدًّا!

    سكتُّ مندهشًا!!

    ثم قلت: الحقيقة أنَّ الأعمال التي كنت أقوم بها هذا الشهر بالذات
    كانت تحتاج ما هو أكثر مما بذلتُه.

    قال لينهي اللقاء: على أي حال سأراجع الحسابات مرَّة أخرى.

    انصرفتُ.



    في المساء تحدَّثت إلى بعض زملائي في الشركة،
    أخبرت صاحبي هذا بما حدث، قال لي: عجبًا برغم أنَّ الترقية
    التي حصلتَ عليها تعني زيادة في المرتب!

    قلت له: لا، لا يوجد زيادة في المرتَّب الأساسي،
    ومعي ورقة الحسابات، الكم اليومي المطلوب الضعف
    والمقابل هو نفس المقابل!

    نسيتُ أن أُخْبِرك أخي القارئ أنَّ المرتَّب يُعدُّ سرًّا حربيًّا في هذه الشركة،
    يَدَّعون أن إفشاءه يحدث مشاكلَ!

    أعلم أنَّ هذا قد يكون صحيحًا في الشركات التي لا يحكمها الالتزامُ،
    ولا يراعي العاملون فيها ربَّ العزة؛ لكننا جميعًا... ملتزمون!



    المهم... اتَّصلتُ بالمُحاسب ودار بيننا حوار طويل...
    لم أفهم منه أيَّ شيء؛ لأنَّ الرجل لم يَبُحْ بأسرار العمل!
    كنت فقط أريد أن أفهم هل المفروض أن يزيد مرتبي مع الترقية أم لا؟!

    أنهى حوارَه: أنَّ المدير العامَّ على علم بكل شيء،
    وأنه هو مَن يبلغ قسم الحسابات بمرتبات العمَّال، تعجبت!!
    فالمدير أظهر لي جهلاً بالغًا بِما حدث!
    تحدَّثت مع السكرتير، وتحدثت مع رئيس القسم...

    حسنًا!

    أظنّكم تدركون الآن!

    كذب... وكذب... وكذب!

    لحظة!

    ليس السكرتير هو مَن يكذب، وليس المُحاسب،
    لا والله حتى لحظة كتابة هذه السطور ما جرَّبتُ على أحدهما كذبًا قط،
    ليس فقط فيما يتعلَّق بالمرتب؛ بل في كثير من الحوار الذي دار بيننا،
    والذي لم أذكره؛ لأنَّه متعلّق بأسرار العمل.



    اتَّصلتُ برئيس القسم مرَّة أخرى،
    وتحدَّثْتُ معه طويلاً، أمور كثيرة بدَتْ لي في تلك المُهاتفة،
    علِمْتُ أنَّ كلاًّ من المدير ورئيس القسم قد استمرآ الكذبَ،
    حتى صار خُلقًا أصيلاً لديهما،
    أخبرْتُه أنَّني اكتشفتُ أنَّ مرتَّبي لم يزدَدْ مع الترقية وزيادة العمل،
    تعجبَ
    (والله أنا الذي أتعجب أن يبلغ الجهل برئيس القسم ألا يعلم مرتَّبي!!)
    ووعدني أنه سينظر الأمر.

    مرَّ يومان وأنا مستمرّ في عملي،
    ثُمَّ سألْتُ رئيسَ القسم إن كان تَحدَّث مع المدير، فماطَلنِي،
    فأرسلتُ بريدًا داخليًّا للمدير أستفهِم منه الأمر، وقلت له:
    إنَّني أريد أن أعرف موقفي؛ لأنَّ قرارَكم الموقَّر سيتوقَّف عليه
    استِمراري في العمل من عدمه، ماذا كان جوابه؟!!

    استهزاء... سخرية... إهانة!!!

    رددت عليه بكل أدب أنَّني مستمرّ في العمل
    حتى انتهاء المشروع الذي أعمل عليه، ثم لن أستمرَّ في العمل،
    اتَّصل بي رئيس القسم وهو في قمَّة التوتّر، ووبَّخني على ما فعلت،
    وعاتبني على عدم صبري، وقال لي أنه متمسّك بي... إلخ هذا الكلام.

    ولِمَ لا يتمسَّكون بي؟؟؟
    هل سيجدون أحدًا أكثر سذاجةً مني يلقون عليه أعباء العمل،
    ويلقون له بالفتات؟؟
    بالإضافة إلى توبيخِه على مهارته وإتقانه، وأنَّهما أكثر من المطلوب!!

    سكتُّ ثم قلت له: إنني أُهِنت وأنا لا أقبل الإهانة، ظلَّ يعتذِر لي،
    فوعدتُه بالتفكير في الاستمرار في العمل.



    في اليوم التالي جاءنا بريد داخلي من بعض الإخوة يشتكون
    كثرة العمل اليومي المطلوب وقلَّة المرتَّب، ماذا كان الرَّدّ؟!

    إهانة من المدير العام شخصيًّا، وختم إهاناته بقوله:
    مَن أراد الاستمرار فليستمرَّ بغير شكوى،
    ومَن أراد أن يترك العمل فليفعل بدون شوشرة!

    هنا، وهنا فقط طفَح الكيل!

    أرسلت رسالة أنَّني تاركٌ العملَ بغير رجعة.

    إلى هذا الحد؟! ظلم، كذب، إهانة، استغلال!!

    إنا لله وإنا إليه راجعون!

    انتظر! لا تظلم الملتزمين!

    مرَّت الشهور،
    ثُمَّ علِمت أنَّ هذا المدير ورئيس القسم قد تمَّ فصلُهما من العمل،
    وأنَّ صاحب الشركة قد اكتشف التَّجاوُزات التي مارسها كلاهما،
    والكذب، والظلم...



    أتعرف مِن أين عرفتُ؟!
    من المدير الجديد الذي راح يتَّصل بالكفاءات القديمة؛
    لتعود للشركة مرة أخرى.

    أتعرف؟!

    كان المدير العام يتقاضى راتبه بالدولار!
    وراتبه أعلى من رواتبنا مجتمعةً! وكان كذابًا.
    وإني لأتساءلُ الآن وأنا أعمل في الشركة من جديد وقد وُفيتُ حقي:

    كيف سيقابل أيُّ شخص استرعاه الله رعيةً ربَّه يوم القيامة
    وقد خان رعيتَه، وكذَب عليهم، وظلمهم، واستغلَّهم؟!

    كيف سيقابل الله - عز وجل - وهو يعلم عقاب الظالم والكذاب؟!

    يا ليت قومي يعلمون!!




    منقول









  4. #794
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الكلمة الطيبة صدقة



    في ليلة من ليالي الشتاء الباردة !
    كان المطر يهطل بشده , معانقا الأرض
    التي اشتاق لها كثيرا .. بعد طول غياب

    كان البعض ممسكا بمظله تحميه من المطر
    والبعض يجري ويحتمي بسترته من المطر

    في هذا الجو البارد والمطر الشديد
    كان هناك رجل واقف كالصنم !
    بملابس رثه .. قد تشقق البعض منها
    لا يتحرك .. حتى أن البعض ظنه تمثالا !
    شارد الذهن .. ودمعة تبعث الدفء على خده
    نظر له أحد المارة باستحقار .. سائلا ..
    " ألا تملك ملابس أفضل ؟ "
    واضعا يده في محفظة النقود
    وبعينيه نظرة تكبر قائلا :
    هل تريد شيئا ؟

    فرد بكل هدوء : أريد أن تغرب عن وجهي !

    فما كان من السائل إلا أن ذهب وهو يتمتم
    تبا لهذا المجنون !



    جلس الرجل تحت المطر لا يتحرك
    إلى أن توقف المطر !

    ثم ذهب بعدها إلى فندق في الجوار !!

    فأتاه موظف الاستقبال ...
    لا يمكنك الجلوس هنا
    ويمنع التسول هنا رجاءا !

    فنظر إليه نظرة غضب ..
    وأخرج من سترته مفتاح عليه رقم b 1
    (( رقم 1 هو أكبر وأفضل جناح في الفندق
    حيث يطل على النهر ))

    ثم أكمل سيره إلى الدرج

    والتفت إلى موظف الاستقبال قائلا !

    سأخرج بعد نصف ساعة ..
    فهلا جهزت لي سيارتي أل رولز رايس ؟
    صعق موظف الاستقبال من الذي أمامي ..
    فحتى جامعي القمامة
    يرتدون ملابس أفضل منه !!



    ذهب الرجل إلى جناحه
    وبعد نصف ساعة خرج رجل
    ليس بالذي دخل !!
    بدلة فاخره .. وربطة عنق وحذاء
    يعكس الإضاءة من نظافته !

    لا يزال موظف الاستقبال في حيرة من أمره !
    خرج الرجل راكب سيارته الرولز رايس !
    مناديا الموظف ... كم مرتبك ؟
    الموظف 3000 دولار سيدي
    الرجل : هل يكفيك ؟
    الموظف : ليس تماما سيدي
    الرجل : هل تريد زيادة ؟
    الموظف : من لا يريد سيدي
    الرجل : أليس التسول ممنوع هنا ؟
    الموظف بإحراج : بلا
    الرجل : تباً لكم .. ترتبون الناس حسب أموالهم
    فسبحان من بدل سلوكك معي في دقائق



    وأردف قائلا :

    في كل شتاء أحاول أن أجرب شعور الفقراء !
    اخرج بلباس تحت المطر كالمشردين ..
    كي أحس بمعاناة الفقراء !

    أما انتم فتبا لكم .. من لا يملك مالا ليس له احترام ..
    وكأنه عار على الدنيا
    إن لم تساعدوهم ... فلا تحتقروهم...

    فالكلمة الطيبة صدقة



    يقول رب العزة تبارك وتعالى :

    "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
    أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا
    وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ*وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ
    كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ"

    "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"

    "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"

    "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ"


    منقول









  5. #795
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    إنها زوجتي!!



    يقول :

    ليس من المعتاد أن نقرأ لزوج يمدح زوجته، ولا لزوجة تُثني على زوجها،
    وإنما نقرأ ونسمع دائمًا من أحد الطرفين الشكوى من الطرف الآخر، والتحسر على ما كان
    الواحد منهما يستطيع تحصيله من سعادة، لو لم يرتبط بذلك الزوج.

    وتفسير ذلك في رأيي: أن الإنسان عادةً ما يحب وضع نفسه في صورة المظلوم مغبون الحق،
    الذي يؤدي ما عليه من واجبات على أكمل وجه، ثم لا يجد من شريك حياته إلا عدم الوفاء.

    كما أن الإنسان قد يفعل ذلك لنقص في دينه؛ فهو لا يلتزم بقول الله تعالى:

    {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]،


    وهذا أنزله الله تعالى في المطلقين، فكيف الحال بالأزواج؟!



    ولكنني فكرت ذات مرةٍ في حال زوجتي معي، وفي مشاعري نحوها؛
    لكي أحاول أن أكون منصفًا معها، وأذكر لها حقها؛ فوجدتُها تحبني حُبًّا جمًّا،
    يدفعها إلى أن تكون معي في كل حال؛ فهي تتمنى لو كان عملي بالبيت؛
    كي لا أغيب عن ناظِرَيها لحظة، على عكس كثير من النساء اللائي
    لا يسعدن ولا يرتحن إلا في السويعات التي يغيبها الزوج في العمل!!

    إن زوجتي تحبني، وتدلِّل على حبها لي كل لحظة؛ فهي تحاول تدليلي ومداعبتي؛
    كي تفرِّج عنِّي همومي، وإذا كنت حزينًا أصابها الحزن لحزني، واجتهدت لتدفعني
    كي أبوح لها بما يحزنني، حتى تزيل عنى الكآبة والهم.

    تُشاغلني زوجتي دومًا بالحديث كي أشعر بها، ولا أفكر في شيء سواها،
    وتحادثني هاتفيًّا إذا خرجت كي تبوحَ لي بحبها، وتبثني لواعجَ شوقها إليَّ.



    تزوجتُها من بيتٍ راقٍ لم تكن تقوم فيه بأعمال المنزل؛ فلديها من يَكْفِينها هذه الأمور،
    ولكني وجدتُها بعد الزواج - وأنا لا أستطيع أن أُخدِمَها إحداهنَّ - تجتهد في أعمال المنزل
    محاولةً القيام بها على ما يُرَام حتى لا أشعر بنقص.

    ليست زوجتي من النساء اللاتي يهوَيْن الذهبَ وجمعَهُ؛ بل إنها سارعت لبيع ذهبها
    حينما احتجنا إليه في شراء بيتٍ أفضل من الذي كنَّا نسكنه، وواجهتنا مشاكل ومضايقات،
    وعندما حاولت ذات مرة أن أُحضِر لها بديلاً عن جزء من ذهبها، رفضت وجعلت المال
    الذي أعطيتها إياه فيما يحتاجه البيت.

    وجدتُ زوجتي ترضى بالقليل ما دمنا سعداء معًا، وهي التي اعتادت أن تطلب فتُلَبَّى..

    وإذا عبَّرت لها عن أسفي لعدم قدرتي على توفير المزيد من رغد العيش وجدتُها تبادرني
    بذكر نِعَمِ الله الفياضة علينا، وأننا لسنا في حاجة لشيء إلا رضا الله - سبحانه وتعالى.



    أمَّا تربيتها لولدينا ؛ فأشهد أنها نِعْم الأم والمربية؛ فقد آثرَت التفرغَ لتربيتهما على الانتهاء
    من دراستها؛ فتأخرت فيها، ولكننا كسبنا ولدين ممتازين، يشهد الأقارب والمحيطون بحسن
    تربيتهما، وأسلوبهما الراقي، وشخصيتهما السوية.

    تعامل جاراتها أفضل مما تعامل المسلمة جارتها، فلا تتوانَى عن مساعدتهنَّ،
    وتحب الإهداء إليهنَّ كما يحب المرء أن يُهدَى إليه.

    وتحب التصدق بما في يدها كما يحب الغني الشحيح المال..

    تُبغِض السوء من الأخلاق، وتُبغِض المعاصي، وترتعد إذا شاهدت رجلاً وامرأة في الطريق
    في وضع محرَّم، وقد وجدتها تبكي أكثر من مرة لرؤية مشهد كهذا.



    وجدتها حريصة على إرساء مبدأ طاعة الزوجة لزوجها بين صديقاتها،
    وكم من مرة فارقت من كانت صديقتها؛ لأنها سارت في طريق مختلف من
    عنادٍ للزوج، أو إساءة له!!

    جَعَلَت زوجتي بيتها في المقام الأول في حياتها، وهي غير نادمة على ذلك،
    وأنا في الوقت نفسه شديد السعادة بها، وبولديَّ، وببيتي الذي أعده جَنَّة أُحِب المقام فيها،
    ولا أرغب -في الدنيا- عنها حِوَلاً، وأحب أن أقرأ عند دخولي إياه

    {مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39].

    نَعَمْ أيها الإخوة،
    إنها زوجتي، وهي التي أحبها،
    وأرجو أن يجعلها الله تعالى زوجتي
    في الفردوس الأعلى من الجنة..


    إنها زوجتي التي بها أُفاخِر...



    منقول










  6. #796
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    ضيف على الرصيف، ولا من مُضيف!



    يقول :

    كعادتي كلَّ خميس، عدتُ من السوق الأسبوعي
    بعدما قضيت مآربي، فكَّرت أن أغيِّر طريقي صوب مركز المدينة،
    واختصرت المسير، وكأني فعلتُ ذلك بدافع لا أعرف سبَبَه الرئيس!

    وبينما أنا أسير أحسست أني ما زلت أسيرًا لأصوات الباعة، شاردَ الفكر،
    مشتَّتَ الذهن، أخبط بخطاي خبط عشواء.

    وما هي إلا لحظات، حتى وجدت نفسي في منتصف الطريق،
    وأمام منظر - على الرصيف - يبعث على الحزن العميق؛ جثة هامدة،
    ولا حراك، تتوسد دراجة عادية، وكأن يدًا خفية وضعتها بحنو على هذه الهيئة،
    فارقَتِ القبعة البيضاء رأسَه الحليق، وقد استسلمتْ هي الأخرى للنوم العميق،
    إنه شاب وسيم، ذو لحية خفيفة، وقميص رمادي، فارق نعلاه رجلَيْه.



    والمشهد في نهاية المطاف يوحي أن الشاب سقط من دراجته لسبب من الأسباب؛
    لسرعة صرعته، أو لمصيبة فاجعته، فآل أمره إلى ما ترى، قد يكون المشهد مألوفًا؛
    نظرًا لكثرة حوادث السير في بلداننا، ولكن الذي استوقفني متأملاً، ومستغربًا، ومتسائلاً:
    لماذا لم يقترب منه أحد؛ ليمدَّ له يدَ المساعدة، ولإنقاذ حياته، إن قُدِّر له أن يعيش؟

    لما أمعنتُ النظر، وضعت الإصبع على سبب الخطر؛ إنه شاب ملتزم، يُهاب حيًّا وميتًا،
    للصورة القاتمة التي صنَعَها الإعلام الغربي، وإعلامنا العربي الإسلامي للأسف،
    يُهاب أن يكون قنبلةً موقوتة تخرب العمران، وتُودِي بحياة الإنسان؛
    لذلك لم يستطع أن يدنوَ منه دانٍ، أو أن يتحسسه إنسانٌ.



    حرَّك المنظرُ الرهيب دواخلي، وتحرَّكتْ عواطفي،
    فانحنيت في ثبات أناديه: أخي، قم، أخي، ما بك؟!

    لمست يده المتدلية، فإذا هي أبرد من الثلج، أزلتُ ما علِق بها من تراب،
    وعاودت الكرَّة، ولا حركة، وما هي إلا دقائق معدودة، حتى اقترب الناس مني
    بخطوة إلى الأمام، وخطوتين إلى الخلف، وفجأة اقتحم شاب مُلتحٍ الصفوفَ
    يحمل كوب ماء، فشرع يرشه بالماء على أطرافه، وهو يقول - مخبرًا
    عن حقيقة الحادث -: مسكين، عَلِم بوفاة أخته، فأغمي عليه!

    ما يزال في غيبوبته، رفعت رأسي أقرأ وجوه الجموع،
    فإذا بشاحنة استوقفها الحادث، تَحمل أهلَ بادية مجاورة، ونزل
    الناس مِن على متنها، فتعالت صيحاتهم ناصحين - وقد امتلأت
    قلوبُهم شفقة ورِقَّة -: "احملوا الرجل إلى الداخل".



    هؤلاء بقُوا على طينتهم صالحين،
    لم يُغيِّر فيهم الإعلامُ الفاسد خصالَ الخير،
    تعوَّدوا أن بيوتهم في البادية بيتُ كرم وإِحسان،
    على عكس الفِرقة التي صنعتْها الحضارة
    والمدنيَّة المزيفة في المدن.

    وثَبْنا مجتمعين لحمل الشاب إلى منزل بالجوار،
    حتى وضعناه على سرير في إحدى الغرف، فشرعت أتلو
    على مسمعه ما تيسَّر من القرآن، إلى أن أفاق المسكين بالأنين
    على وجع الموت، عانقني عناقًا حارًّا، دمعَتْ له عيناي،
    واختنقت به أنفاسي، بادرتُه بكلمات أعزِّيه:
    "إن لله - تعالى - ما أخذ، وله ما أعطى،
    وكل شيء عنده بأجل مسمى؛
    فلتصبر، ولتحتسب، إنا لله وإنا إليه راجعون".



    بكى بكاءً شديدًا، لا تسخُّطَ فيه،
    وما هي إلا الدموعُ التي يغلي بها قِدْرُ الفؤادِ المتصدِّعِ
    من موت أخته، والمنفطرِ من ألَمِ الفراق، هدأ روعه وبكاؤه،
    فاستودعتُه اللهَ وانصرفت إلى حال سبيلي، أردِّد قول الشاعر:

    إِنِّي مُعَزِّيكَ لاَ أَنِّي عَلَى ثِقَةٍ *** مِنَ الحَيَاةِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدِّيــنِ
    فَلاَ المُعَزَّى بِبَاقٍ بَعْـدَ مَيِّتِهِ *** وَلاَ المُعَزِّي وَلَوْ عَاشَا إِلَى حِينِ

    انصرفتُ والدموعُ تنهمر على خدِّي؛
    حسرةً وألمًا على ما وصلتْ إليه وضعيةُ الملتزم الملتحي
    في مجتمعاتنا، والنظرة السيئة التي يتوجَّه بها الناس إليه؛
    يتصيَّدون عَثَراتِه، ويتتبَّعون عَوْراتِه، ويجمعون سقطاتِه،
    ينظرون إليه وكأنه نبي مرسَل، أو مَلَك منزل.



    فلا غرابة أن تجد بعض الملتزمين يخصُّونك بالسلام من دون
    المارة - برغم كونهم مسلمين - ولا أرى لها من تأويل، إلا الغربة التي
    يعاني منها المسكين، وكأنك - أخي القارئ - تسمع كلامًا يقول لك:
    "أيها الملتزم، لن تصبح مواطنًا صالحًا، حتى يترضى عليك
    الإعلامُ الفاجر، و يلقى منظرُك القَبولَ لديهم".

    هذه حالة واحدة من حالات كثيرة لا يحصيها العدُّ،
    يعيش فيها الملتزم غربةً بين أهله وذويه؛
    فأين المفرُّ، وممن المهرب؟!




    منقول










  7. #797
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    أنا والفجر

    يقول :

    يا إلهي، إلى متى سوف أبقى مقصِّرًا في صلاة الفجر؟!
    يومًا حاضرًا، وعشرة قضاءً، يومًا في المسجد، ومائة في المنزل،
    متى سيُصلح الله حالي؟!

    "ما خاب مَن استشار"، سألت وسألت.

    وكانت خلاصة التوصيات كما يلي:

    أ- الدعاء؛ فأنت بالله قويٌّ، وبنفسك ضعيف، اسألِ اللهَ العونَ.

    ب- النوم مبكِّرًا؛ فقد كان الحبيب - صلى الله عليه وسلم –
    يَكره النومَ قبل العشاء، والسمرَ بعدها.

    ج- لا تَنَم خلال النهار؛ حتى لا تصاب بالقلق عند النوم،
    ولِتجد الرغبة الشديدة فيه مباشرة بعد صلاة العشاء.

    د- لا نوم بعد صلاة الفجر؛ فهو وقت خير، وبركة، ورزق.

    هـ- استخدِمْ منبهًا؛ حتى يعينك على الاستيقاظ، ولا تنم إلا على طهور.



    وبدأتُ أعمل بالتوصيات:

    لم أشعر بالنُّعاس في أول يوم، لكن ظللتُ راقدًا؛ حتى تعتاد نفسي الأمر،
    ولم أنم بعد الفجر ولا أثناء النهار، وبالكاد استطعتُ أن أبقى مستيقظًا حتى
    صلاة العشاء، وبمجرد انتهائي من الصلاة، كان أجمل شيء في الدنيا هي
    الوسادة، وذهبت في نوم عميق، لم أستيقظ منه إلا في التاسعة صباحًا.

    يا إلهي! ألم يعمل المنبه؟! (بلى)، لكني لم أسمعه؛ فقد رُزقت نومًا ثقيلاً.

    شكوتُ للناصحين ما حدث معي، فنصحني أحدُهم بزيادة عدد المنبهات إلى
    اثنين، والتنويع في أنواعها، وكانت النتيجة: الاستيقاظ في العاشرة صباحًا!



    شكوتُ للناصحين ثانية، قال أحدهم: سأطرق باب بيتك، قلت: أنا في الطابق
    الثاني، وباب العمارة مغلق، فأنَّى لك الولوج؟!

    قال: دَعِ البابَ الرئيس مفتوحًا، وسأصعد بعد أذان الفجر،
    وأرن جرس البيت وأوقظك.

    عاتبتُه في الصباح: لماذا لم ترن؟ قال: أنا لم أرن؟! رننتُ ورننت ورننت،
    حتى إقامة الصلاة، ولم تستيقظ! قلتُ: والله ما شعرت بشيء.

    شكوت للناصحين ثانية، قال أحدُهم: اربط رِجلَك بحبل،
    ودَلِّه لي من الشباك، وسأسحب الحبل لإيقاظك.

    نعم، لقد استيقظت للصلاة - بحمد الله - ثلاثة أيام، لكن في اليوم الرابع عاتبتُه:
    لماذا لم توقظني للصلاة؟

    قال: حسبتك قد فارقتَ الحياة، فقد سحبتُ وسحبت،
    حتى ظننتُك ميتًا، قلتُ: والله ما شعرت بشيء.



    خطرت ببالي فكرة غريبة، ذهبتُ للمهندس الكهربائي،
    قلت له: هذا جرس (بحجم جرس المدرسة)، أريدك أن تصِلَهُ بالمُنبِّه،
    بحيث إذا جاء الموعد المؤقت، يرن جرس المدرسة بدلاً من جرس المنبه.

    وبالفعل أجابني لمَا طلبت، وصنع لي دائرة كهربائية خاصة بذلك،
    وأصبح جرس المدرسة يرنّ بدلاً من المنبه، ويتوقف بإيقاف المُنبِّه.

    ولا أُخفِي عليكم شدةَ الفزع الذي أصابني لما رنَّ جرسُ المُنبِّه
    - جرس المدرسة - لأول مرة، وكيف سارعتُ في إغلاقه، لقد استمرَّ
    قلبي يخفق لعشرة دقائق متواصلة بسرعة كبيرة؛ من شدة الفزع.

    وبحمد الله عشرة أيام متواصلة لم تفُتْني صلاةُ الفجر جماعةً في المسجد،
    حتى جاء اليوم الحادي عشر، حيث استيقظت في الثامنة صباحًا.

    قلت في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، لقد نسيتُ ضبط المنبه أمسِ؛
    لكن عندما نظرتُ إلى المنبه، وجدت جرس المدرسة متفحمًا
    "يا الله! ما الذي حدث؟!".



    وبمجرَّد خروجي من العمارة، وجدتُ الجيران بانتظاري،
    كلهم يشكو لي ما أصابهم وعيالَهم مِن فزعٍ؛ بسبب مُنبِّه المدرسة،
    الذي بقي يرنّ ويرنّ، والجيران يطرقون باب المنزل، وأنا نائم،
    ولا حياة لمن تنادي، والله ما سمعتُ صوتًا،
    ولا شعرتُ بشيء مِن حولي! واللهِ.

    قال لي الجميع: إنك معذور؛ فمثلك قد ابتلاه الله بمثل هذا النومِ العميق،
    وأنت حالة نادرة لا علاج لها.

    لكني أُحبُّ صلاة الفجر، ويعزّ عليَّ أن أصلي قضاءً،
    وكيف يصلي إخواني في المسجد، وأصلي في البيت كما النساء؟!

    لا، لا عذر لي، فما العمل؟



    ذهبتُ للمسجد، وصليت العشاء، وبعد فراغ الناس وانصرافهم،
    شاغلت المؤذِّن قبل إغلاقه للباب الخلفي، ودخلت وبِتُّ في المسجد،
    فوجئ بي عند أذان الفجر، كيف دخلت؟! وزجرني عن فعل ذلك ثانية.

    قلت: سأبيت، لا حل لمشكلتي سوى ذلك، رفض رفضًا صارمًا.

    جاء اليوم التالي، أخرَجَ الجميع، وكان حريصًا على إخراجي،
    قلت له: سأبيت عند باب المسجد من الخارج، وبالفعل لما اكتسى
    الليل بالسواد، وخلَتِ الشوارع من المارة، أخذتُ وسادتي وغطائي،
    وذهبت للباب الخلفي وبِت عنده.

    أيقظني المؤذن وقال: فعلتَها؟ قلت: نعم، إن لم تسمح لي بالنوم في الداخل،
    سأنام في الخارج، واستمرَّ الحالُ ثلاثة أيام، حتى شعر بصدق حالي، فأعطاني
    نسخةً من مفتاح المسجد، وسمح لي بالمبيت داخله، لم تفُتْني تكبيرةُ الإحرام
    خلال خمس سنوات، بحمد الله.



    هل انتهى الأمر؟ كلاَّ، ابتلاءٌ جديد (تزوَّجتُ).

    قلت لزوجتي: نومي ثقيل، فعليكِ الاعتمادُ بعد الله - عز وجل –
    في إيقاظي لصلاة الفجر.

    قالت: لا تعتمد عليَّ؛ فإني أستيقظ أحيانًا، وأحيانًا أخرى لا أستيفظ،
    فالحال بعضه من بعض.

    قلت لها: فما العمل؟ فأنا لا أستطيع الآن المبيت في المسجد.

    قالت: لا أدري.

    حزنتُ حزنًا شديدًا، ما العمل؟ تذكرتُ قولهم: "إنك معذور؛
    فمثلك قد ابتلاه الله بمثل هذا النوم العميق، وأنت حالة نادرة لا علاج لها".



    قلت: كلاَّ، يا زوجتي، يا حبيبتي، أمامك خياران؛ فأنت لستِ أغلى عليَّ من ديني:
    أ- أن أطلِّقك وأعودُ للمبيت إلى المسجد.
    ب- أن نتقاسم الليل؛ تسهرين إلى منتصف الليل وأنامه، ثم توقظينني وتنامين،
    فإن أذَّن الفجر أيقظتك وصلينا، ثم نمنا جميعًا.

    والحمد لله، كسبتُ أنا وزوجتي كلَّ يوم قيامَ الليل في الثلث الأخير،
    ولم تَفُتْنا صلاةُ فجر أبدًا، وكنا قدوةً حسنة لأبنائنا، وأسأله - سبحانه
    وتعالى - أن يدخلنا الجنة من باب الصلاة.

    منقول










  8. #798
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الزميل الجديد



    اشترى صبي صغير حوض اسماك زينة
    ليستمتع بمنظر الأسماك الملونة وهى تلهو وترقص
    بمرح وذات يوم رأى الصبي في متجر بيع الأسماك سمكة
    جميلة مخططة لا يملك مثله في الحوض فأراد أن يقتنيها حذر
    البائع الصبي قائلا إن الأسماك لابد أن تشترى في أزواج
    ونصحه بان ينتظر حتى يجلب له سمكة مخططة أخرى
    لكن الصبي أصر على شرائها , وهنا قال له البائع: إذن
    عليك أن تضعها أولا في كيس بلاستيكي شفاف مملوء بالماء
    وتغمس الكيس في الحوض لبضعة أيام ثم تطلق سراحها بعد ذلك
    هذه هي الطريقة الوحيدة لجعل بقية الأسماك تألف وجودها ولا
    تهاجمها وتعاملها كفرد من العائلة.



    عاد الصبي إلى منزله سعيدا بالضيف الجديد
    لكنة لم يطق صبرا على تنفيذ نصيحة البائع فقد كان متلهفا
    إلى رؤية السمكة الصغيرة وهى تسبح مع رفاقها. وفى اليوم التالي
    ذهب الصبي بمجرد استيقاظه ليتأمل سمكته الجديدة فإذا بها قد ماتت ،
    شعر الصبي بألم شديد وانّب نفسه كثيرا لأنه لم يستمع لنصيحة البائع
    ولم يعط السمكة المسكينة فرصة التأقلم على الوضع الجديد والتعرف
    على زملائها الذين قتلوها ظنا منهم أنها عدو لهم .

    واليوم كبر الصبي وأصبح مديرا كبيرا وصار يحرص
    على إعطاء الموظفين الجدد فترة تمهيدية لتدريبهم وتأهيلهم
    قبل تعيينهم ليتأكد من فهمهم لطبيعة العمل وانسجامهم مع زملائهم
    لأنه لم ينس يوما الدرس الذي تعلمه من مصير السمكة المخططة .



    إضاءة

    مما لا شك فيه أنّ بعض الموظفين يتعاملون مع
    زملائهم الجدد، بنوع من التعالي نظرا لمعرفتهم بكافة
    خبايا العمل،ويقومون بتهميش الزملاء الجدد؛لأنهم يتوقعون أنهم
    سيشكلون في المستقبل خطرا عليهم، فلن يكونوا شركاء مساعدين
    لهم بل أندادا يحاولون الانتصار عليهم، وبذلك تبدأ العلاقة مع الزميل
    الجديد بتوتر يستمر لفترة محددة حتى يألفونه و ينسجمون معه بعدها
    تبنى صداقة بين الطرفين ينتفع بها الجميع. ولذلك فالدور الأكبر يقع
    على المدير لترتيب الأجواء وكسر الحواجز بين الموظفين
    القدامى والموظف الجديد.



    منقول










  9. #799
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    حتى نعود إلى الله



    يحكى أن
    ابنة هولاكو كانت تطوف في بغداد
    فوجدت جمعا من الناس حول رجل منهم
    فسألت عن هذا الرجل ،
    فإذا هو عالم من علماء المسلمين
    فأمرت بإحضاره،



    فلما أحضروه،
    سألته : ألستم المؤمنين بالله؟
    قال: بلى،
    قالت : ألا تزعمون أن الله يؤيدكم بنصره،
    قال : بلى،
    قالت : ألم ننتصر عليكم؟
    قال : بلى،
    قالت : فنحن أحب إلى الله منكم!
    قال : لا
    قالت : لم؟!



    قال : أتعرفين راعي الغنم؟
    قالت : نعم،
    قال : أليس معه في قطيعه كلاب ؟
    قالت : بلى،
    قال : ماذا يفعل الراعي
    عندما يشرد منه قطيعه ؟
    قالت : يرسل عليهم كلابه!
    قال : إلى متى ؟
    قالت : حتى يعود القطيع!
    قال : فأنتم كلاب،
    أرسلكم الله علينا
    طالما بقينا شاردين عن دينه
    حتى نعود إليه !



    منقول










  10. #800
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    عامل

    يقول :

    كان العامل الفقير يَفرح كثيرًا
    عندما ندْعوه للإفطار معنا في غرفة المهندسين،
    وكان لا يأكل كثيرًا؛ حتى يَهُمَّ بعمل الشاي لنا وله،
    لكن بعد فترة زاد فيها راتِبُه ورُقِّي إلى وظيفة
    مُراقِب موقع، صار لا يأتي إلينا إن دعوناه،
    ويأتي هو بعامل جديد إلى مَأدُبتِه.


    منقول










 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 109 (0 من الأعضاء و 109 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نداء إلى كل مسلم
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 2011-07-04, 10:55 PM
  2. إقرأ عن البعوضه ثم قل سبحان الله العظيم
    بواسطة قطر الندى في المنتدى العلم والثقافة العامة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2010-07-21, 07:20 PM
  3. هام لكل مسلم
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 2010-07-07, 09:02 PM
  4. إقرأ القرآن الكريم على جهازك
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى التفسير وعلوم القرآن
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2009-09-29, 10:56 AM
  5. إقرأ الرقم‎ ......
    بواسطة nada في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2009-06-17, 01:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML