الحمد لله وبعد ،،
فمبارك عليك أختنا الكريمة وجدانك قلبك بعد فقدانه ، والحمد لله أن قيض الله لك من الإخوة من رقى كلامهم وساوس صدرك
فبارك الله فيهم وفيك
أحببت فقط أن أثبت في موضوع استشكالك ووهمك أفضلية الرجل في الإسلام عن المرأة ، وأقول إن هذا محض تخيل ، وحديث واحد قاله النبي صلى الله عليه وسلم كفيل بحل تلك المشكلة لكل متخيل ومتصور ومتوهم للعكس .
وهو فيما روي عن عائشة وأنس بن مالك رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما النساء شقائق الرجال " ، والحديث صحيح أخرجه الألباني في صحيح الجامع برقم 2333
وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله عن معنى الحديث فقال : ( معنى كون النساء شقائق الرجال أن المرأة شقيقة الرجل بمعنى أنها جزء منه لأن المرأة بنت لأبيها فهي بضعة منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة بنت محمد رضي الله عنها (فاطمة بضعة مني) وله معنى آخر شقائق الرجال أي مساويات للرجال فيما فرض الله عز وجل على الرجال والنساء مما لا تختص به المرأة أو لا يختص به الرجل )
وقوله : مما لا تختص به المرأة أو لا يختص به الرجل هو أكبر فارق بين نظرتنا للنساء ونظرة الغرب لها .
فالغرب يريد المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وفي ذلك ظلم لهما معا ، إذ إن خلق النساء مفاوت لخلق الرجال وكذا العكس ، وقد خلق الله لكلٍّ مقوماته ومؤهلاته التي لا تستقيم سوى في بني جنسه ، فالنساء أقدر على أمور ليس للرجال بها قبل ولا طاقة ، والرجال أقدر على أمور ليس للنساء بها قبل ولا طاقة ، فإن ذهبنا مذهب الغرب في المساواة المطلقة أثقلنا كليهما وكلفناه ما فوق الطاقة وما وراء الفاقة ، فعاد الأمر كله فساداً وإفساداً لا صلاحاً وإصلاحاً .
ولذا فإن الاصطلاح الإسلامي هو العدل : العدل بين الرجل والمرأة بما يستطيع كلٌّ ، والعدل وضع الشيء في الموضع اللائق به ، وعليه يلزم كلٌّ مكانه وموضعه الذي جبله الله عليه وخلقه له ، وبهذا يتحقق المقصود والمراد .
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
المفضلات