جاء ذكر النصارى في القرآن أكثر من مرة .. و لكنهم ذكروا على أكثر من شاكلة ويمكن أن نقسمهم إلى ثلاثة فرق
الفرقة الأولى
هي طائفة آمنت بربها وعبدته دون ان تشرك به شيئا . فهؤلاء ذكرهم القرآن بالخير وأنه لا خوف عليهم وأن أجرهم لن يضيع .. وكان هذا التنبيه ضروري .. لعلم الله سبحانه أن هذه الطائفة سوف يأتي عليها زمن وتكاد تنقرض وتسود الطائفة الضالة بدلا منها .. ولذلك ( و حتى لا يظن البعض أن كل النصارى ضالون أولهم وآخرهم و حتى لا يتم الخلط بين عامة طوائفهم وخاصة الموحدون منهم وقد عاشوا قروناً طويلة قبل الاسلام والشكل الأخير الذي آل إليه حال النصارى الآن ) فقد طمأن الله سبحانه وتعالى الموحدون منهم في القرآن الكريم .. ومن أمثلة تلك الآيات
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 62 - البقرة
لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ 113 يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ 114 وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ 115 - آل عمران
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 199 – آل عمران
------------------------------------------------------------
فمن هي هذه الطائفة التي قصدها الله في كتابه الكريم وماذا حدث لهم ؟ وكيف ضل النصارى ؟ وماذا قال عنهم القرآن هذا ما سيأتي ذكره لاحقاً .
أهل التوحيد من هم الأريسيين
ترجع الأريوسية إلى أريوس الأسقف المصري الذي عارض محاولات تفسير الديانة المسيحية ونسبتها إلى مفاهيم قديمة بالتثليث أو ما يسمى بالطبيعة المزدوجة وكان من بدا هذا هو بولس وفي مصر أثاناسيوس ولكن لن نستسرد طويلا في تفاصيل الخلاف الذي نشأ بين افكار هؤلاء القديسيين اليونانيي الأصل والمصريين .. ولمن أراد الاستزادة عليه بقراءة التاريخ بشكل محايد .. وسنوضح فقط جوهر الخلاف ونتائجة
لقد كان آريوس وأتباعه يقولون
تتلخص الآريوسية في : أن الله هو الواحد الأحد الذي تنزه عن الشريك والمثل . وأن المسيح مخلوق غير أزلي صاحبته النعمة الألهية ( فالآريوسية : تعني ببساطة وحدانية الله مع عدم الخلط بين المسيح وبين الله ) وكانوا يقولون كلاماً قريبا جدا ومتوافق مع ما جاء به الإسلام من بعد وللك نجد ان سيرتهم مشوهة وتم محاولة طمسها من قبل الفرق المسيحية وخاصة الأرثوزوكسية ( فهي خصمها الأول ) في مصر – وسياتي لاحقاً سبب ذلك العداء - , ونجدهم يحاولون البعد عن فكرة أن الآريسين كانوا موحدين وذلك حتى لا يقعوا في اشكالية أخرى أمام تابعي الكنيسة وحتى لا يفكر أحد من أتباعها في الأحداث التاريخية وما نتج عنها وقد يصل البعض من هؤلاء الأتباع في النهاية لنتيجة توضح ما حدث من إضلال حتى وصلت الكنيسة لما هي عليه الآن من شرك بالله ومن تطبيق طقوس بعيدة كل البعد عن ما جاء به عيسى عليه السلام .. ولنرى ماذا كان يقول الآريسييون .. كانوا يقولون أن
الله الواحد الأحد , القائم وحده ( القيوم ) , وهو الوحيد الذي لم يولد , ليس له بداية أو نهاية , لا يمكن إدراكه أو التعبير عنه , وليس له معادل أو مكافئ على الإطلاق. وأن الابن لا يمت بأدنى صلة لجوهر الأب وإنما هو كائن مستقل ومنفصل تماما ومختلف عن الجوهر أو الطبيعة الإلهية إذ لو كان له نفس الجوهر لكان هناك إلهان , إن الامر على العكس من ذلك فإن الإبن مثله مثل كل المخلوقات العاقلة له مشيئة حرة ومعرض للتغيير..
* وقد ذكر ابن البطريق في تاريخه وهو من رجال القرن الثالث الهجري وكان من مترجمي الخليفة المأمون - في بيان مذهب اريوس: إنهم كانوا يقولون إن الأب وحده هو الله وأن الابن مخلوق مصنوع وقد كان الأب حينما لم يكن الابن ( أي ان الإبن ليس مخلوقاً منذ القدم ) وقد تبعه مشايعون كثيرون وكانت كنيسة أسيوط على هذا الرأي وعلى رأسها ميلتوس.
* كما ذكر ابن حزم أن أتباع عبد الله بن أريس كانوا أهل مملكة هرقل
* كما جاء في "لسان العرب" ذكر عن معنى كلمة آريسيين التالي : وقيل : إِنهم أَتباع عبد الله بن أَريس.
وكان أنصاره في الإسكندرية نفسها، وتبعه عدد كبير في فلسطين ومقدونية والقسطنطينية وفي مجمع نيقية حكم عليه بالطرد من الكنيسة وتكفيره بعد أن أصدر ذلك المجمع قراره بألوهية المسيح ورفضه بشدة
* كما أن هناك شهادات أخرى لأشخاص غير آريوس وقد كانوا موحدين أيضاً مما يدل على انتشار التوحيد في الشرق ( المكان الذي ولد فيه المسيح عليه السلام ) فهناك بولس الشعشاطي تحدث عنه ابن حزم في كتابه "الفصل والملل والنحل"، وكان يقول: وإن عيسى عبد الله ورسوله كأحد الأنبياء عليهم السلام خلقه الله في بطن مريم من غير ذكر وأنه إنسان لا إلهية فيه.
إذا فالتوحيد لم يكن آريوس هو أول من دعا إله ولكن كان التوحيد هو المذهب السائد في الشرق وبدأت الآريسية في الظهور رداً على محاولات تبديل هذا المنهج وإدعاء ألوهية المسيح والروح القدس من قبل البعض وفي مصر خاصة كان رائد هذا القول هو أثاناسيوس وهو ما سيدفعنا للبدء في توضح الفرقة الثانية من النصارى والتي جاء ذكرها في القرآن الكريمhgkwhvn td hgrvNk >> vf;l dkh]d;l tig jsj[df,k ?
المفضلات