نسبة كبيرة من المصريين وخاصة المسيحيين يعتقدون أن الصليب هو الجبهة الأخرى للإخوان، وللأسف بعض المتطرفين من الطرفين يغذون تلك الروح العدائية، فحكم الإخوان معناه اضطهاد الأقباط والمسيحيين، وكونك مسيحيا معناه أنك بالتاكيد ضد الإخوان المسلمين لأنهم سيهرولون وراء البنات في الكنائس ليخطفوهن و» يحجبوهن « ويجبروا الجميع على دخول الإسلام، وهذا كله محض هراء وترهات.
أنتم تعلمون أنني بدأت كصحفي في أكثر من جريدة وتلك الصحف التي كنت أعمل بها كانت لها الجرأه والسبق في الوقوف أمام نظام مبارك والمجلس العسكري، ولن أذكر اسم الجريدة التي كنت أعمل بها مؤخرا واستقلت منها تحفظا على بعض ما تنشر، حتى لا يتم رفع دعوى قضائيه في أول مقال لي في جريدة « الشاهد»، ولكن أظن أن الأغلبيه يعرفون الاسم، وكان عدد خاص تتحدث فيه الجريدة عن مرض الرئيس مرسي ويتهكمون على زوجته، وذلك اليوم لا أعرف لماذا شعرت بأن هناك شيئا خطأً. زوجة الرئيس مرسي لا علاقه لها بالسياسة ولا علاقه لها حتى بالمشروعات العامة ليتم ذكرها بشكل غير مقبول.
ذلك اليوم قدمت استقالتي من تلك الجريدة وقررت أن أفتش عن سر العداء بين البعض وجماعة الإخوان المسلمين وخاصة المسيحين، لماذا هناك حالة خوف من تلك الجماعة وبدأت في قراءه تاريخ الإخوان المسلمين، وكانت المفاجآت تتوالى، فتلك الجماعة تم اضطهادها من الجميع، لم يمر على كرسي الرئاسة شخص إلا واضطهد الإخوان إلا الرئيس السادات لبعض الوقت، وفي بداية حكم مبارك حاول أن يظهر بمظهر الرجل العادل ثم عاد ليتحول إلى إله تعذيب لكل ما يمت بصلة للإخوان المسلمين.
لكن لأرسم الصورة بشكل صحيح قررت أن أعود إلى تاريخ الإخوان المسلمين مع الصليب منذ نشأتهم إلى يومنا هذا وتلك الحادثة المشهورة التي أظهرت كم التفاهم بين أقباط مصر والشيخ حسن البنا رحمه الله عندما توفي الشيخ ورفضت حكومة الملك فاروق أن يحضر أي شخص الجنازة من داخل الإخوان المسلمين أومن خارجها حتى لا تتحول الجنازة إلى مظاهرات شعبية إلا شخص واحد رفض أوامر الملك وقرر أن يحمل نعش الشيخ البنا إنه السياسي المصري والقبطي « مكرم عبيد باشا « هو وحده مع والد الشيخ البنا حضروا الجنازة والدفن وإن كانت تلك الحادثة معلومة للجميع إلا أن علاقة الإخوان المسلمين بالأقباط تطورت ولم تتوقف ولم تشق ولم تتوقف التحالفات السياسية بين الإخوان والأقباط داخل الأحزاب السياسه مثل الوفد وغيره طوال تاريخ طويل، ولم يتوقف الإخوان عن مشاركة الأقباط في كل مظاهر احتفالهم، وقررت أن أجعل من ذلك الموضوع الهام أجزاء مقالتي القادمة «أنا والصليب والإخوان» وسأظهر خلال المقالات القادمة طبيعة العلاقه بين الإخوان والأقباط بداية من عصر الملك فاروق وتأسيس الجماعة ومرورا بعبد الناصر والبابا كيرلوس ومن البابا شنودة وعصر السادات ومبارك ووصولا إلى البابا تواضروس وسأوضح العلاقه بين الإخوان المسلمين وبين جميع من جلس علي كرسي الباباويه وكرسي الرئاسة المصرية والأقباط.
انتظروني في الجزء الثاني من «أنا والصليب والإخوان المسلمين». صحيفته نالت لقب أسوأ جريدة مهنيا وأخلاقيا وفق تقييم المجلس الأعلى للصحافة
الكاتب الصحفى المسيحى رامى جانhgho,hk ,hgwgdf
المفضلات