بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحي الذي لا يموت
ردا على البابلي و تلميذه جوكر أقول و بالله التوفيق :
ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث طويل :
ثم قال إن الله أمرني بأمر قال فاصنع ما أمر ربك قال وتعينني ؟ قال وأعينك قال فإن الله أمرني أن أبني بيتا ها هنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفــعــا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يـــأتي بالحجارة وإبراهيم يبــــني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } . قال فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك السميع العليم }.
انظروا إلى قوله :
رفعا بصيغة المثنى .فيكون الواو في و إسماعيل للمعية أي و مع إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل عليه السلام.
رفــعــا
رفــعــا
رفــعــا
و انظر إلى الحديث يفسر :
وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }
وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }
وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }
أخرج الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله بسنده إلى سعيد بن جبير، عن ابن عباس:"وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" قال، هما يرفعان القواعد من البيت ويقولان:"ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" قال، وإسماعيل يحمل الحجارة على رقبته، والشيخ يبني.
و قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين :
قوله تعالى: { وإسماعيل } عطفاً على قوله تعالى: { إبراهيم }؛ فهو مشارك لأبيه في رفع القواعد.
ذكر أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي في كتابه الكليات مثالا لحذف الكلام الأول في كتاب الله لدلالة الثاني عليه:
وحذف الصلة نحو : ( واتقوا يوما لا تجزي نفس ( أي : فيه
وحذف الموصول نحو : ( آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ( أي : والذي أنزل إليكم
وحذف متعلق ( أفعل ) التفضيل نحو : ( يعلم السر وأخفى ( ، ) خير وأبقى (
وحذف الفعل تطرد إذا كان مفسرا نحو : ( وإن أحد من المشركين استجارك (
وحذف القول نحو : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا ( أي : يقولان)
وحذف همزة الاستفهام نحو : ( هذا ربي ).
في إعراب القرآن لابن سيده:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَهِيمُ}: هذه الجملة معطوفة على ما قبلها، فالعامل في إذ ما ذكر أنه العامل في إذ قبلها. ويرفع في معنى رفع، وإذ من الأدوات المخلصة للمضارع إلى الماضي، لأنها ظرف لما مضى من الزمان. والرفع حالة الخطاب قد وقع. وقال الزمخشري: هي حكاية حال ماضية، وفي ذلك نظر.
{مِنَ الْبَيْتِ}: يحتمل أن يكون متعلقاً بيرفع، ويحتمل أن يكون في موضع الحال من القواعد، فيتعلق بمحذوف تقديره: كائنة من البيت. ولم تضف القواعد إلى البيت، فكان يكون الكلام قواعد البيت، لما في عدم الإضافة من الإيضاح بعد الإبهام وتفخيم شأن المبين. {وإسماعيل}: معطوف على إبراهيم.
إسماعيل معطوف على إبراهيم.
إسماعيل معطوف على إبراهيم.
إسماعيل معطوف على إبراهيم.
إن الإعراب لم يشهد لما قلتم بشيء .
و تشنيعكم التقدير لا يبين إلا جهلكم.
و الآن أنقلكم إلى علم القراءات .لنرد على فرية جوكر و أستاذه البابلي :
قال الحافظ المقرئ ابن الجزري في النشر في القراءات العشر :
(والوقف الكافي) يكثر من الفواصل وغيرهانحو (ومما رزقناهم ينفقون، وعلى: من قبلك، وعلى: هدى من ربهم، وكذا: يخادعون الله والذين آمنوا، وكذا: إلا أنفسهم، وكذا: إنما نحن مصلحون) هذا كله كلام مفهوم، والذي بعده كلام مستغن عما قبله لفظاً وإن اتصل معنى. وقد يتفاضل في الكفاية كتفاضل التام نحوه (في قلوبهم مرض) كاف (فزادهم الله مرضاً) أكفى منه (بما كانوا يكذبون) أكفى منهما وأكثر ما يكون التفاضل في رؤوس الآي نحو (ألا إنهم السفهاء) كاف (ولكن لا يعلمون) أكفى. نحو (وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم) كاف و (كنتم مؤمنين) أكفى،ونحو (ربنا تقبل منا) كاف (أنت السميع العليم) أكفى..
ونحو (ربنا تقبل منا) كاف (أنت السميع العليم) أكفى.
ونحو (ربنا تقبل منا) كاف (أنت السميع العليم) أكفى.
ونحو (ربنا تقبل منا) كاف (أنت السميع العليم) أكفى.
:
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
سورة البقرة الآية: (127)
إليكم نوع الوقف في الآية :
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ. كافٍ.
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا. كافٍ
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. أكفى
ما يريده الأقباط في الآية موجود في آيات أنزلها الله تعالى لهداية البشر :
:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ.
سورة فصلت الآية 30.
و قال عز من قائل :
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
سورة الأحقاف الآية: (13)
لاحظوا باء ربنا كيف هو مضموم مع التشديد .
رَبُّنَا اللَّهُ.
رَبُّنَا اللَّهُ.
رَبُّنَا اللَّهُ.
أما في الآية التي جاءا بها ففيها :
رَبَّنَا.
رَبَّنَا.
رَبَّنَا.
بفتح الباء المشددة.
هل بقي للبابلي و تلميذه من ماء وجه؟
بل هل بقي لهما من شيء يقولانه بعد هذا؟
إنها و الله فضيحة و عار و شنار أن يعمدا إلى التحريف . و معروف لدى المسلمين أصحاب التحريف و تبديل الكلام .
بعد هذا الرد أرجو أن يعترف البابلي و تلميذه بكل أمانة و شجاعة أنهما قالا مقالتهما و لم يصيبا بل أخطآ .
و المخزي والفاضح أنهما لم يستطيعا الدفاع عن مقالتهما إلا بأقوال شخصية من بنات أفكارهما .
نعم لم يوردا للاحتجاج نصا من نصوص العلماء :
علماء القراءات .
علماء التفسير.
علماء النحو و البلاغة.
أقصى ما ظن البابلي و الجوكر الاستشهاد به مزيج من الكلام الدارج الصعيدي و اللبناني يوهمان به أنهما سيقيمان الحجة على المسلمين.
لقد سبق و قلت لهما و لغيرهما إنني سأقيم عليكم الحجة باللغة العربية وهي السلاح الماضي الذي يقطع
و البرهان الذي يسطع.
و السيف الذي يلمع .
وقد دفعت بلغات كثيرة إلى ظلمات مدلهمة من زوايا التاريخ .
لغة لا تعرف التحابي و لا المجاملة .
قوتها فيها.
وهي لا تعرف إلا من عرفها .
و لا تثمر إلا لمن سقى جذورها و قلب أغصانها .
وارفة الظلال لا يستظل بظلها إلا من تذوق أساليبها و عرف حلاوة منطقها .
أما من يلوي أعناق قواعدها .و يخوض بأحذية الوسخ و القذارة في شواطئ بحارها حري أن تجرفه أمواجها .وقد فعلت .و ها هي اللغة العربية تفضح البابلي و الجوكر و تهزأ بهما .و تجعلهما يتيهان وسط أمواج مدلهمة .لا يخرجهما منها إلا قارب الاعتراف بالخطإ مع مجدافي الشجاعة و التواضع .
الاعتراف بخطإ الإساءة إلى اللغة العربية في المصدر النقي لها و هو كلام الله تعالى .الاعتراف بكل شجاعة دون خوف من أحد مع تواضع يضمن لذلك الاعتراف أن يخرج سلسلا من قلب مفعم بالاحترام لا يعرف للكراهية سبيلا .
إنه ليحز في نفسي أن أرى بشرا يدعون التطور و التحضر و هم أبعد الناس عنه .و قد سبق و قلت لكم :
لو قلتم هذا في لغة الانجليز و الفرنسيين أو الطليان أو الأمريكان لما قبلوا بل أنتم لا تقبلون من يحرف نصوص كتابكم بزعمكم أفيرضيكم لكي تسيئوا إلينا أن تقولوا عدما غير موجود ؟
لقد شهد للغة العربية العرب المشركون و هم أشد عداوة للنبي صلى الله عليه و سلم .
أخرج الإمام البيهقي في دلائل النبوة عن عكرمة قال : جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : اقرأ علي ، فقرأ عليه إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون . قال : أعد ، فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله ، إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر .
و قال المستشرق يوسف أرنست رينان :
" من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها ، ولم يُعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولةٌ ولا شيخوخةٌ ، ولا نكاد نعلم من شأنها إلاّ فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة ".
و في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب قالت المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه :
" كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمالَ هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد ؟ ، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة ، فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللغة العربية بشغفٍ ، حتى إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً ، بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلّت إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها لغة محمد ".
و قال المستشرق الألماني كارل بروكلمان :
" بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات الدنيا ، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم.
و ختاما هذه الملاحظة :
لماذا الهجوم على إبراهيم عليه السلام الذي قال فيه ربه :
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
سورة آل عمران الآية : (67)
و تتركون نبيا بل أنبياء قد قال فيه أو فيهم يهوه ربكم مقالة شنيعة .فلم تهتز قلوبكم لهؤلاء و لم تشنعوا عليهم ؟
نذكركم بسليمان الذي قال فيه ربكم كما في سفر الملوك الأول الإصحاح 11
:
11: 4 و كان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه املن قلبه وراء الهة اخرى و لم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه
11: 5 فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين و ملكوم رجس العمونيين
11: 6 و عمل سليمان الشر في عيني الرب و لم يتبع الرب تماما كداود ابيه
11: 7 حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموابيين على الجبل الذي تجاه اورشليم و لمولك رجس بني عمون
11: 8 و هكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن و يذبحن لالهتهن
11: 9 فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين
11: 10 و اوصاه في هذا الامر ان لا يتبع الهة اخرى فلم يحفظ ما اوصى به الرب
سليمان لم يحفظ وصايا ربكم لأنه نبي وثني و باعتراف ربكم .أما إبراهيم الخليل فمسلم موحد شهد له ربه .
فمن نصدق ؟
ربنا الذي هو أصدق القائلين ؟
أم أنتم و قد بان كذبكم ؟
ألا فلتبكوا على أنبياء يهوه الوثنيين أولا .و دعكم من أنبياء الله المسلمين ثانيا .لأنكم إنما تسيئون إلى أنفسكم لا أقل و لا أكثر.
الصارم الصقيل
المغرب الأقصى.
المفضلات