حزب الكاتدرائية بيتنا وغزوة الصناديق
بقلم / محمود القاعودما رأيت في حياتي أسخف وأقبح وأسوأ من أدعياء الليبرالية والعلمانية في مصر الذين يمثلون الإرهاب والتطرف والخيانة في أبشع صورها .. يتمتع هؤلاء السفلة بصفاقة لا مثيل لها علي وجه الأرض ، بما قد يصيبك بحيرة لتحدد جنس هؤلاء الذين هم دون الخنازير ..
أعلن حزب الكاتدرائية بيتنا ، النفير العام .. أعلنت قيادات الحزب التعبئة العامة .. جاءوا بالصبيان والجواري من الغرز والكباريهات .. خرجوا في حملة صليبية جديدة .. لابد من شغل الرأي العام المصري بمسرحيتهم الهزلية .. الحزب النجس أحضر راجمات الصواريخ الإعلامية لقصف كل مسلم بعد تصريحات الشيخ محمد حسين يعقوب التي تحدث فيها عقب ظهور نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي جرت يوم 19 مارس 2011 ، وجاءت نتيجته بموافقة 77 % من المصريين على هذه التعديلات ..
الشيخ حسين يعقوب ، بشر يخطئ ويصيب ، وقد انتقدت موقفه من قبل عندما أرسل له بعض الشباب يطالبونه بالرد على المفتريات التي يبثها شنودة الثالث في عدة فضائيات تنصيرية عن طريق زكريا بطرس و يوتا مرقص عزيز وغيرهم ، فنصحهم الشيخ بعدم مشاهدة هذه القنوات ، وقلت وقتها أن الحل ليس في المنع من المشاهدة بل في الرد وكشف حقيقة ديانتهم الوثنية ، خاصة أن الشيخ يظهر في عدة برامج وله جماهيرية عريضة ، بما يؤهله أن يزلزل شنودة وعبدته ، بل ويهدى الله علي يديه العديد من النصاري .
إذاً .. لا عصمة ولا قداسة ولا كهنوت في الإسلام .. كل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم .. ولابد للعلماء والشيوخ أن يقبلوا النقد والاختلاف ، لكن هذا لا يعني الابتذال إلي حد الطريقة التى وصل إليها حزب الكاتدرائية بيتنا في التعامل مع الشيخ يعقوب عقب تصريحاته التى وصف فيها نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية بـ ” غزوة الصناديق ” .. قامت الدنيا ولم تقعد .. وتحولت القضية من اختلاف مع الشيخ إلي حرب شرسة ضد الإسلام والدعوة لحظر أى مظهر إسلامي في البلد !
معركة سخيفة سمجة بلغت بذاءاتها أن تصدر جريدة وبها أكثر من 12 مقالا عن ” غزوة الصناديق ” ، والحديث عن أن الغزوة تعني ” مهاجمة الكفار ” ! وتمادي بعضهم في الحديث عن ” الجزية “ و ” المؤامرة السلفية ” و ” إقامة الحدود ” و ” جمهورية إمبابة ” بما يُثير الشكوك حول تعاطيهم ” حبوب هلوسة ” من التي يتحدث عنها القذافي !
والعجيب جد عجيب أن هذه الحملة البذيئة المسفة تزامنت مع جريمة المدعو يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء الذى استهزأ بمقام الله تعالى في تلفزيون الدولة الرسمي ، الذى احتشد حزب الكاتدرائية بيتنا للدفاع عنه حتى جروا معهم البعض والذين دافعوا عنه بسذاجة منقطعة النظير وانتقدوا الذين استنكروا تصريحاته المشينة وعمالته للكنيسة وتحرشه بالمادة الثانية من الدستور وتكفيرالسلفيين وإخراجهم من الإسلام ، وكأن المطلوب أن نقول آمين ليحي الجمل حتى لا يعد ذلك تعصبا وثورة مضادة !
محمد حسين يعقوب لم يسب الله تعالى ولا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. ولم يستنجد بأمريكا ولا إسرائيل ، ولم يروج بين أتباعه لإقامة ” الدولة السلفية ” ولم يخزن الأسلحة في المساجد ، ولم يخطف الفتيات والسيدات .. ولم يحصل على تمويلات أمريكية .. الرجل عبر عن رأيه ، فأبي حزب الكاتدرائية بيتنا إلا أن يُقيم له محاكم التفتيش من خلال حفلات تطبير فى كل وسائل الإعلام .. هذا بعض ما جاء في خطبته أو بالأحري ما تسبب في الضجة المفتعلة الحقيرة التى تندرج ضمن ” الثورة المضادة ” التى يتهمون بها من يستنكر بذاءات نائب رئيس الوزراء اللا مسئول :
” أحبتي بالله بلغتني أخبار سارة بنعم كانت هذه غزوة إسمها غزوة الصناديق .. كان أهل السلف عليهم رحمة الله يقولون لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز .. اليوم في زماننا يقول لنا بيننا وبينكم الصناديق ، وقد جعلنا بيننا وبينهم الصناديق .. وقالت الصناديق للدين نعم كانوا مخوفينا .. كان كل جرايدهم وإعلامهم. كان مولد .. هم دلوقتي طالعين في نغمة إيه الدين هيدخل في كل حاجة ؟ واحنا بنقولهم نعم .. مش أنتوا قولتوا الصناديق تقول .. والشعب قال: نعم للدين .. مش هي دي الديمقراطية بتاعتكوا اللي بيقول ايه دي بقت بلد منعرفش نعيش فيها .. أنت حر.. ألف سلامة.. يعني ايه عندهم تأشيرات أمريكا وكندا .. هم حرين .. لكن ديمقراطيتكوا بتقول الشعب بيقول ايه الشعب قال عايز دين، خلاص عايز دين اديلوا دين وإحنا بتوع الدين ” أ.هـ
هذا هو كلام الشيخ الذى قلبوا من أجله الدنيا ، حتي صرت أخشي اتهام الشيخ بأنه يقف وراء تفجير مفاعل ” فوكوشيما ” النووي باليابان !
ما هو الخطأ في هذا الكلام ؟ هل يوجد به ما يستدعى هذه الضجة التي يقف خلفها الصليبي البائس المتطرف نجيب ساويرس ؟ ما هو الجرم الذى ارتكبه الشيخ من خلال هذه التصريحات ؟ هل صارت كلمة ” غزوة ” تعني إنفلونزا الطيور ؟ ثم لماذا لم تقم مثل هذه الضجة مع القساوسة والقمامصة الذين حشدوا أتباعهم في الكنائس للتصويت بـ ” لا ” واعتبار ” لا ” تعني التقرب لإلههم ؟ لماذا الاستئساد على الشيخ يعقوب والانبطاح أمام النصاري ؟ لماذا الكيل بمكياليين ؟
هو منطق التربص الذي يتحكم في تصرفات هؤلاء السفلة الذين كانوا هم أول من أضير من الثورة المباركة ، لأن سيدهم الصهيوني المخلوع حسني باراك ، كان يعلفهم وينفق عليهم وجعلهم صفوة المجتمع ومنحهم الجوائز والعطايا والمنح وعالجهم على نفقة الدولة ووضع في أرصدتهم ملايين الدولارات من أجل التشهير بالإسلام ودعاته ، وبعد الثورة المباركة ، وجدوا أن ” حنفية الفلوس الحرام “ قد تم إغلاقها بخلع سيدهم الصهيوني الذي جعل من ” سب الإسلام ” قضية أمن قومي مثل قضية مياه النيل .
حزب الكاتدرائية بيتنا الآن يبحث عن قضية يشغل بها الرأى العام ، فوجد ضالته في ” غزوة الصناديق ” والحديث عن المنتقبات اللائى شاركن في ” الغزوة ” بالتوقيع أكثر من مرة فى عدة دوائر بسبب رفضهن خلع ” الجوانتي ” لوضع أصابعهن في الحبر الفسفوري كما ذكرت صحيفة حقيرة صفراء .. فهل علمتم من الذي يقود الثورة المضادة ؟ ومن الذى يفتعل المشكلات ويتشنج ويجر البلد إلى فوضي لا يعلم مداها إلا الله ؟ ومن الذى يستحق المحاكمة والتنديد في الصحف والمجلات وبرامج التوك شو .. الشيخ يعقوب أم يحيي الجمل الذى استهزأ بالله تعالى وكفر السلفيين لأنهم لا يركعون أمام سيده صاحب القداسة ولا يقبلون يده الملوثة بدماء وفاء قسطنطين وأخواتها .
المضحك أن هؤلاء السفلة الذين يرجمون الشيخ يعقوب في الصحف والفضائيات ، هم أنفسهم الذين أيدوا المنحرف مكرم اسكندر وشهرته “ الأنبا بيشوي ” عندما سب القرآن الكريم واتهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم – وحاشاه – بالكذب ، فراحوا يتحدثون عن حرية الرأي وإن من حق بيشوي التعبير عن رأيه مثلما يقوم خطباء المساجد بلعن ” الأقباط ” و الدعاء عليهم !
فلماذا لم يعتبروا ما قاله يعقوب حرية رأي وفكر ؟ ولماذا يعتبرون سب الله ورسوله حرية فكر ؟ ذلك أنهم لا مشكلة لهم في الحياة إلا مع الإسلام والتربص به وبأهله .
إن حزب الكاتدرائية بيتنا يمثل الفاشية في أقبح صورها ، وهو الذي يقوم بالثورة المضادة لتعطيل مسيرة التنمية لتظل مصر في الظلام الذى كنا نعيش فيه في عهد الصهيوني حسني باراك ، ولتظل بذاءاتهم ضد الإسلام مستمرة ، وليظل كل تافه منهم رمزا للمجتمع تفتح له الضفائيات والصحف وتُعين له الحراسات المشددة التى ترافقه في حله وترحالة بزعم الخوف من ” طيور الظلام ” !
آن لأفراد هذا الحزب النجس أن يستحوا ويكفوا عن مساخرهم ومهازلهم .. فهم نازيون وفاشيون وأعداء للديمقراطية ، وهم الذين يروّجون للدولة الدينية الشنودية وهم الذين يعملون على الثورة المضادة لأنهم فشلة ومرتزقة والديمقراطية الحقيقية ستذهب بهم إلى مزابل المجتمع ، وستأتي بمن يختاره الشعب .p.f hg;hj]vhzdm fdjkh ,y.,m hgwkh]dr
المفضلات