الأساليب التبشيرية في العصر الحديث
أهدافها إتجهاتها وعلاقتها بالسياسة والتعاون القائم بينهما وأهدافه وأثر هذا التعاون على الدعوة الإسلامية والأمة الإسلامية
للدكتور علي محمد جريشة عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
(تمهيد)
1ـ التبشير الحديث.. صورة العصر للغزو الفكري..
الذي صار بديلا عن الغزو العسكري، بعد أن فشل الأخير في تحقيق أهدافه خلال الحروب الصليبية.
2ـ بيد أن الغزو الفكري أخطر من الغزو العسكري..!
ـ فلئن كان الأخير يحتل منا الأرض والتراب..
فإن الأول يحتل منا العقل والقلب والروح. وهي لعمري أعز على الله من الأرض والتراب.!
ـ كذلك فإن الأخير ينتبه له الغافلون والنوم ويستيقظون، أما الأول فيتدسس ويتدلس فما يحسه النوم والغافلون.. حتى يحتل منهم أعز ما خلق فيهم الله وأكرم!
ـ وأخيرا فإن المتعاونين مع الغزو العسكري..
يوصمون بالغدر والخيانة ويلفظهم بنو أوطانهم أما المتعاونون مع الغزو الفكري.. بل الفاعلون الأصليون فيه ـ فإنهم يوصفون بأوصاف أقلها.. الوطنية، والتقدمية والاصلاح وقد يرتفعون في أوطانهم إلى مقام الزعامة.. الفكرية.. أو السياسة وحقيقتهم.. أنهم.. أشد خيانة من الأولين!
3ـ والتبشير الحديث.. يرتبط بالعمل السياسي إرتباطا لا يقبل التجزئة فالأخير هو الذي يخطط له، ثم هو الذي يتولى الإشراف على تنفيذه، ويحميه بالقوة السياسية والقوة العسكرية إن لزم الأمر.. ثم هو في النهاية الذي يجني ثماره، ويستثمر قطافه.. بما يحقق الغاية المرجوة والهدف المنشود!
4ـ وأخيرا.. فلم يعد التبشير الحديث قاصرا على ما يصدره الغرب.. لقد أتقن الشرق كذلك الصناعة وصدر كذلك البضاعة.. واختلف مع الغرب أو اتفق. لكنه شاركه الوسيلة والهدف.. وإن غايره في شيء من التخطيط!
5ـ وهذا البحث جديد بإذن الله.. فيما يحاول أن يكشف من وسائل التبشير الحديثة، وما يكشف عن الغاية منها والباعث من ورائها.. ليعرف المسلمون كيف يحاربون، ومن أين يحاربون.. وليعرفوا بعد ذلك..
إلى أين المفر.. وكيف يكون المستقر..!
ليعرف المسلمون.. موقفهم دعوة، وأمة، ودولة..مما يراد لهم، ومما يراد بهم ليحددوا لأنفسهم.. الطريق.. والهدف والوسيلة والغاية
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
وفي فصل أول نتحدث بمشيئة الله عن:
التبشير في الغرب.. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة. وفي فصل ثان نتحدث بمشيئة الله عن:
التبشير في الشرق.. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة.
وفي فصل ثالث نتحدث عن:
موقف الإسلام.. دعوة وأمة
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
.......يُتبعhgHshgdf hgjfadvdm td hguwv hgp]de
المفضلات