وفي هذا الفصل مواضع يسألون عنها، وكلّها قريبة المغزى على من أمعن من مطالعة كتبهم، وعرف نبوات أنبيائهم،ِ منها قوله: "أنا قبل أن يكون إبراهيم". وإنما يريد قبلية الاصطفاء والاجتباء، وتقدير الكلام: "أنّ الله قدّر لي النبوة واصطفاني للرسالة قبل خلق إبراهيم". وهذا محمل يتعين حمل هذا الكلام عليه إن صحّ نسبته إليه، ولو كان الأمر على ما ينهق به النصارى من دعوى الربوبية لم يخصص القبلية بإبراهيم ولقال: "أنا كنت قبل خلق العالم، وأنا الذي نفخت الروح في حواء وآدم"، ولو جاز أن يتمسك بقوله: "أنا قبل أن يكون إبراهيم"، لجاز ذلك في سليمان فقد قال عليه السلام في حكمته: "أنا كنت قبل الدني، وأنا كنت مع الله حين مدَّ الأرض، وكنت صبيّاً ألهو بين يديه".
فإن قالوا: هذا مُأَوَّل لأن سليمان من بني إسرائيل، فكيف يكون قبل الدنيا؟!.
قلنا: ويسوع المسيح من ولد إبراهيم، فكيف يكون قبل إبراهيم؟! فاستوت الحال وترجح جانب سليمان في هذه القَبْليِّة
_____________
** نقلاً عن كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل للقاضي أبي البقاء الجعفري ، وقد قال محقق الكتاب [محمود عبد الرحمن قدح] في معرض رد المؤلف على هذا الاستدلال الفاسد بإلهية المسيح الأتي : إن كلام المؤلِّف في الردّ على استدلال النصارى على ألوهية المسيح بقوله: "أنا قبل أن يكون إبراهيم"، مقتبس من كلام الحسن بن أيوب - وقد كان نصرانياً ثم أسلم - في الرّدّ على النصارى، وكتابه مفقود، إلاّ أن الإمام ابن تيمية قد نقل أغلب كتابه في الجواب الصحيح 2/340، 341، كما ذكر الرّدّ أيضاً المهتدي نصر بن يحيى المتطبّب في النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية ص 276، 277
kr] vhzu lojwv gkw : "rfg Yfvhidl Hkh ;hzk" ggrhqd Hfd hgfrhx hg[utvd
المفضلات