أضرار المحمول
حقيقة أم مجرد أوهام
تصاعد الجدل المثار حول الأضرار الصحية للهواتف المحمولة في الآونة الأخيرة ،لدرجة أن المستخدم أصابه التخبط نتيجة هذه " الهوجة " من الدراسات، فلا نكاد نقرأ دراسة تبرهن على أن الهواتف المحمولة هي السبب الرئيسي وراء العديد من الأمراض، إلا وتأتي دراسة جديدة لتبرئ ساحته من كافة التهم الموجهة إليه، وتؤكد أن تلك الادعاءات ما هي إلا أوهام زائفة لا أساس لها من الصحة ، والبعض مؤيد والباقي معارض، كل حسب أدلته وبراهينه، ويبقى الكلام الأخير في النهاية للمتخصصين في هذا المجال ..
تحقيق / محمد السيد
فهناك سيل جارف من الأبحاث التي أجريت عن أخطار الهواتف المحمولة، منها ما يؤكد أنه يجلب الأورام السرطانية بحسب بحث أجري في السويد، ومنها ما يقول أنه يضر بالخلايا الدماغية ويتلفها، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة بشكل تدريجي، وبالتالي موت خلايا الدماغ والإصابة بمرض الزهايمر، كما جاء في دراسة نشرت في المجلة الطبية الأردنية، ودراسة أخرى تقول إنه قد يؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية بحسب ما حذرت منه مؤسسة "كليفلاند كلينك" الأمريكية، وأخيراً ثبت علمياً، بحسب دراسات قدمت لمؤتمر علمي في كولومبيا، أن الهواتف المحمولة تفاقم بشكل متزايد من ظاهرة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.
أخطار المحمول.. حقيقة لا تقبل النقاش
وبسؤال البعض عن جدوى تلك الدراسات، وهل يشككون في صحة نتائجها أم أنهم لا يلتفتون لها من الأساس...
تقول "سمر مرتضي - بكاليوريوس طب " : "أؤمن بالطبع بنتائج معظم الدراسات التي أجريت حول أخطار الهواتف المحمولة، لأنها أجريت في مراكز بحثية مشهورة على مستوى العالم، ومشهود لها بالدقة والحياد، وقد أجريت على مدى أكثر من عشر سنوات، وناقشت أضراره من عدة جوانب، وأثبتت أنه يصيب بالعديد من الأمراض، لكن على المدى البعيد".
وأضافت: " أما مسألة الدراسات التي تكذب تلك الحقائق وتقول إن الموضوع ما هو إلا أوهام، فإنها قائمة في المقام الأول على الدعاية وفقط، لأن المستخدم إذا أدرك أخطار المحمول وما يجلبه من أضرار على المدى البعيد فسوف يفكر ألف مره قبل أن يقدم علي اقتنائه، وبالتالي سوف تصاب شركات الاتصالات والشركات المصنعة للهواتف المحمولة بخسائر اقتصادية فادحة، ومن أجل ذلك تفضل تلك الشركات تمويل بعض الدراسات التي تطعن في صحة حقائق علمية ثابتة، بحجة أنها أوهام، لكي تحتفظ بعملائها دون نقص، وتستطيع بالعروض الضخمة التي تقدمها أن تغري مستخدميها على اقتناء المحمول".
ويتفق محمد على بدوي خريج هندسة اتصالات مع سمر، على أن المحمول يجلب أخطار جسيمة على الإنسان، ويقول إن الدراسات التي تجرى لتكذب ذلك ما هي إلا حملات تقوم بها شركات المحمول لتحتفظ بعملائها، وقال إنه قرأ دراسة مصرية طريفة "على حد قوله"، تقول إن هناك أنواعاً من المحمول تسبب أضرار وأخري لا تسبب.
وأضاف أن الدراسة صنفت أكثر أنواع التليفونات أمناً وهي ألكاتيل وموتورولا 130 ونوكيا وباناسونيك وسيمنس، وأن أخطرها هي بوش جي إس إم، وأسكوم، وإريكسون إل إكس 588، وميتسوبيشي إم تي .30، وموتورولا "في 66" وفيليبس جيني 900، وسامسونج إن 100، وسوني.
وتسائل بدوي متهكماً: "هو فيه محمول ليه أضرار ومحمول ما ليهوش.. ازاى وإن اثنين شغالين على نفس الشبكة، وتنبعث منهم نفس الأشعة الكهرومغناطيسية الضارة ؟!، وحتى لو كان الكلام صحيح أكيد هيكون فيه ضرر على المدى البعيد على الأقل"، وقال إن مثل هذه الدراسات دعائية بالدرجة الأولي .
وفي المقابل، هناك بعض الأشخاص لا يعترفون بأخطار المحمول، مستندين إلى دراسة أجريت بجامعة النرويج للعلوم والتكنولوجيا، حيث أكدت أن تأثيرات الهواتف المحمولة على أدمغة البشر ما هي إلا أوهام زائفة، وأن التعرض للموجات اللاسلكية للهواتف المحمولة لا يسبب ألما في الرأس أو ارتفاعا في ضغط الدم، وأن سبب شعور البعض بتلك الأعراض هو أنهم يتوقعون أنها ستحدث.
واستندوا أيضاً إلى تحقيق أجراه المعهد الدانمركي لوباء السرطان، تمحور حول مستخدمي أجهزة المحمول في الدانمرك لمدة طويلة، حيث أكد أن هذه الأجهزة ليس لها أي تأثير علي خطر الإصابة بالسرطان، حيث وضع أكثر من 421 ألف مستخدم للهاتف المحمول لأكثر من 21 عاماً، ووجد أن هؤلاء الأشخاص لديهم الفرصة نفسها للإصابة بالسرطان مثل باقي سكان البلاد، وقد أجري نفس البحث علماء من بريطانيا والنرويج وتوصلوا لنفس النتائج، إلا أنهم زادوا عليها أن أضرار الهواتف المحمولة من الممكن أن تظهر على أصحابها، ولكن على المدى البعيد .
وتقول منى محمد المهدي بكالوريوس تجارة: أنا شخصيا لا اعتقد في الدراسات التي أجريت حول أخطار المحمول، لأنها تصل في النهاية إلى طريق مسدود، ومعظم نتائجها افتراضية لا أكثر، فلم أسمع يوما ما أن أحد الأشخاص قد أصيب بأمراض خطيرة أو مات مثلاً بسبب اقتنائه للمحمول.
وأضافت قائلة "نحن نضع شبكة تقوية لإحدى شركات المحمول في مصر أعلى منزلنا، وذلك منذ أكثر من أربعة سنوات، ولم يحدث لنا أي أضرار، بدليل أنني أتحدث معك الآن، وقد سألنا شركة المحمول بالفعل عن خطورة تلك الشبكات على الصحة، وبادرونا بالقول إن الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع ما هي إلا مجرد أوهام ، وأخبرونا بأننا لو أثبتنا لهم بالفعل بأن هذه الشبكات تجلب أضرار من أي نوع سوف يقومون بنزع تلك الشبكات فوراً ودون تردد".
من جهة أخري، نجد أن بعض الأشخاص يعترفون بخطورة المحمول ولكنهم مجبرين على حمله لأسباب كثيرة، منهم حسن عفيفي موظف بإحدي شركات السياحة ، الذي بادرنا بقوله "أنا شخصيا لا أستطيع أن استغنى عن المحمول بأي حال من الأحوال، لأن شغلي كله متوقف عليه، فهو همزة الوصل بيني وبين الشركة، والزبائن، وأنا أعترف بخطورته وتأثيراته على الجسم، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن استغنى عنه، وزى ما بيقولوا "المضطر يركب الصعب".
ويري أحمد حمدي صاحب محال لبيع المحمول، أن زبائنه في ازدياد مستمر، ومن وجهة نظره أنهم لا يتأثرون بنتائج الدراسات التي تحذر من خطورة المحمول، لأن الشعب المصري بطبعه يحب "المنظرة" والتجديد باستمرار، ولا يهمه أن هذا يؤثر أو لا يؤثر، المهم أنه يحمل موبايل أحدث طراز وبس.
حسم الخلاف
وحول هذه الآراء المتناقضة، كان لابد لنا أن نحسم هذا الخلاف... وبسؤال الدكتور أحمد عبدالمنعم جابر استشاري المخ والأعصاب والمدرس بكلية الطب جامعة عين شمس، عن جدوى الدراسات التي أجريت حول أخطار المحمول، أشار إلى أن هناك العديد من الدراسات التي تناولت تأثيرات المحمول السلبية على وظائف الجسم وخاصة المخ، وأكد أنها لم تأت من فراغ، حيث أن الإشعاعات التي تنبعث من جهاز المحمول تؤدى إلى تسريع زمن استجابة المخ، الأمر الذي يؤدى إلى التوتر والقلق المستمرين.
ونصح الدكتور عبدالمنعم بعدم ترك أجهزة المحمول داخل غرف النوم، لأنها تؤثر علي نوم الإنسان، وهو الأمر الذي يؤثر على المدى الطويل على جهاز المناعة، وهو الذي يقوم بدور كبير في منع تحويل بعض الخلايا العادية إلي خلايا سرطانية، وذلك بزيادة من 5% إلي 9.5 %.
وحول خطورة الهواتف المحمولة على الأطفال، أكد الدكتور أشرف فوزي عضو الجمعية الأوروبية لطب الأطفال، أن استخدام الأطفال للمحمول حتى ولو لدقائق قليلة يؤدى إلى خلل في وظائف أجسادهم لمدة ساعة تقريباً.
من جهة أخرى، أشار الدكتور عبدالسلام الظواهري استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم إلى أنه على الرغم من أن الدراسات لم تثبت حتى الآن تأثيرات المحمول على الأعضاء الداخلية للجسم مثل الكليتين والأعضاء التناسلية، ولكنها جميعا تؤكد وجود نسبة من الضرر.
وأكد أنه خلافا للاعتقاد السائد، فإن سماعات الأذن لا تقلل من تلك المخاطر، وإذا كان هناك حل فسيكون استخدام واق داخل الجهاز، وهو عبارة عن شريحة معدنية ملتصقة بالهاتف تساعد على امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية، وبالتالي تأثيراتها على المخ.
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=9807hqvhv hg[ih. hglpl,g
المفضلات