حقيقة الاسلحة الامريكية المباعة لدول العالم الاسلامي
في إطار التمهيد لإبادة شعوب العالم الإسلامي بأقل الخسائر الممكنة للغرب .. تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بفرض رقابة صارمة على البحوث التكنولوجية المتقدمة التي يمكن إجراؤها في دول العالم الإسلامي .. وخصوصا في مجال التسليح .. وفي مقدمتها الحظر النووي المفروض على الدول العربية .. تحت مبرر أن الدين الإسلامي هو دين إرهاب ، وأن العالم الإسلامي هو عالم همجي يمكن أن يسئ استخدام هذه الأسلحة عند امتلاكه لها ..!! وهو ما يترتب عليه تهديد الأمن القومي ـ كما يدّعون ـ للولايات المتحدة .. ولدول الغرب المسيحي ..!! وحتى لا يحرم الغرب المسيحي ـ مشكورا ـ الشعوب الإسلامية .. من وهم الإحساس بالأمن والطأنينة .. وأنها تمتلك من السلاح ما يكفي للدفاع عن نفسها .. لذا تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بعقد صفقات هائلة مع الأنظمة الحاكمة لهذه الشعوب ـ وخصوصا السعودية ودول الخليج ـ لتزويدها بالسلاح اللازم لها . ولكن في حقيقة الأمر أن جميع ما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ـ ومعها دول الغرب ـ بتوريده من سلاح إلى الدول العربية .. هو سلاح فاسد تماما ..!!
فقد كشفت صحيفة : " فرونتير بوست " الباكستانية عن قيام الولايات المتحدة بزرع معدات إلكترونية خفية في المقاتلات الأمريكية الصنع وهذه المعدات يمكنها أن تستقبل إشارة من قمر صناعي أمريكي يترتب عليها شلل الأجهزة الإلكترونية في الطائرة تماما وخروجها عن سيطرة قائدها ، وهو ما يعني سقوط الطائرة من تلقاء نفسها بدون إطلاق قذيفة واحدة عليها . [ المصدر : مجلة النصر العسكرية المصرية / العدد 753 مارس 2002 م ] .
والتاريخ الحديث خير شاهد ؛ فمن المعلوم جيدا ـ ومن شهود العيان ـ أن صفقات السلاح التي تمت مع الغرب قبل بداية حرب 1948 مع اليهود .. شملت توريد أسلحة فاسدة إلى الجيش المصري .. حيث أثبتت بعض التدريبات الخفيفة التي قامت بها بعض وحدات الجيش المصري فساد جانب كبير من الذخيرة .. وكانت صفقات الأسلحة الفاسدة هي واحدة من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 في مصر . وبديهي لم يتغير فكر الغرب كثيرا عما سبق لصالحه ولصالح إسرائيل .. ولكن مع التقدم التكنولوجي وتطور العلوم الحديثة ـ عبر العقود الأخيرة من القرن العشرين ـ أمكن تغيير شكل ومفهوم السلاح الفاسد ..!!
ففيما مضى كان اسم " السلاح الفاسد " يطلق على كل سلاح لا يعمل بصورة طبيعية أو ينفجر عند استخدامه الاستخدام العادي المخصص من أجله . ولكن مع التطور التكنولوجي الحديث أصبح اسم " السلاح الفاسد " يطلق على كل سلاح يعمل بصورة طبيعية ما لم تختلف سياسة المستخدم ( أو المستورد ) مع سياسة ( المورد ) القائم بتصنيع السلاح ..!! كما يبقى عمل السلاح تحت هيمنة المورد ـ دون علم المستخدم ـ والذي يستطيع ( أي المورد ) إيقاف عمل السلاح أو جعله يخرج عن سيطرة المستخدم ـ بطرق خارجية ـ إذا اختلفت سياسة المستخدم عن سياسته ( أي سياسة المورد ) ..!! بمعنى أنه يمكن إيقاف عمل الصواريخ .. وعمل الرادارات .. وإسقاط الطائرات .. إلى آخره .. عند الحاجة دون إطلاق قذيفة واحدة عليها .. إذا استخدمت هذه الأسلحة في أعمال ضد سياسة أو رغبة مورد السلاح ..!!
ومن السخريات أن تطلق الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الطراز من الأسلحة الفاسدة التي لا تعمل ضدها أو ضد سياساتها اسم : " الأسلحة الصديقة " ..!! وربما أطلقت عليها هذا الاسم .. أي اسم " الأسلحة الصديقة " لكي تبيعها في : " سوق الحمقى "..!! وبالتأكيد لا يخفى على الأنظمة العربية الحاكمة هذا .. ومع ذلك ـ على الرغم من علمها ـ لا تتوقف عن استيراد هذا السلاح الفاسد من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما .. لأسباب نذكرها فيمابعد ..!!
• طرق إفساد الأسلحة الموردة إلى المنطقة العربية ..
مع التقدم التكنولوجي أمكن إفساد عمل السلاح عند الحاجة بالطرق الأربعة التالية :
الطريقة الأولى : بزرع الفيروسات الكامنة : وهي الطريقة الأهم ، فمن المعروف ـ في الوقت الحاضر ـ أن جميع أنظمة التحكم في التسليح الحديث أصبحت تعمل الآن تحت هيمنة الحاسبات الإلكترونية . وهي الحاسبات التي يمكن إفسـادها بسهولة بالغة باستخدام : " الفيروسات الكامنة : Resident Viruses " .. وهو ما اكتشفته ـ بداية ـ دول حلف شمال الأطلنطي في السلاح الأمريكي الذي يستخدمه الحلف .. واحتجت عليه دول الحلف في بداية تسعينات القرن الماضي ( 1990 ) ، ولكن تم التكتيم عليه إعلاميا ـ بل ومحوة من الذاكرة ـ لينتهي احتجاج دول الحلف إلى الصمت .
وفي هذه الطريقة يتم زرع فيروسات كامنة أثناء التصنيع في الدوائر الإلكترونية في كود كمبيوتر السلاح الذي يتحكم في عمل السلاح . ومن هذا المنظور يظل السلاح يعمل بصورة طبيعية في حالة السلم فقط .. أما في حالة حرب لا ترضى عنها الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل .. فهنا يلزم إيقاف عمل السلاح . وعندما يراد إبطال عمل السلاح يتم تنشيط هذه الفيروسات الكامنة بإشارة لاسلكية خارجية ( من خلال الأقمار الصناعية ) .. فتقوم بإفساد دوائر التحكم بحيث يخرج السلاح من تحت سيطرة المستخدم له .. وهو ما يسبب سقوط الطائرات ـ عند قفل دوائر الوقود .. مثلا ـ دون الحاجة إلى إطلاق أي قذيفة أو صاروخ واحد عليها .
وفلسفة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للفيروسات الكامنة في السلاح المورد لدول حلف شمال الأطلنطي .. تنبع من خوف الولايات المتحدة من أن تقع ثورات في هذه الدول .. أو أن تقوم مجموعات مناهضة لسياستها بالاستيلاء على هذه الأسلحة وتستخدمها ضدها .. وهنا يلزم إيقاف عمل هذه الأسلحة ..!! ومن هذا المنظور أيضا ؛ فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم ـ يقينا ـ أن الأنظمة العربية هي نظم دكتاتورية وغير ديموقراطية وفي حالة الإطاحة بها بثورات مضادة .. فإن الأسلحة الأمريكية المتطورة يمكن أن تستخدم في غير صالحها أو صالح إسرائيل .. لذا يلزم إبطال عمل هذا السلاح .
ويمتد استخدام الولايات المتحدة للفيروسات الكامنة حتى مع الدول الحليفة ( كإنجلترا أكبر حليف لها ) . حيث نشرت مجلة النصر العسكرية المصرية ( أبريل 2006 ص : 5 ) عن صحيفة الديلي تلجراف البريطانية ؛ بأن بريطانيا هددت الولايات المتحدة الأمريكية بإلغاء صفقة السلاح معها ، والبالغ قيمتها 12 مليار جنيه استرليني لتوريد 150 طائرة مقاتلة من طـراز ( جونيت سترايك ) ، مالم تمنح الولايات المتحدة الأمريكية القوات المسلحة البريطانية الحق في الدخول الكامل على كود الكمبيوتر الخاص بتلك الطائرات المقاتلة ..!! حتى يمكنها التأكد من خلو هذه الصفقة من وجود أي فيروسات كامنة يمكن أن تؤثر على استخدام الطائرات الموردة ..!!
هذا وقد أثير موضوع الاسلحة الفاسدة على موقع : " ساحات الطيران العربي " :
http://www.4flying.com/vb/
في ساحة المواضيع المميزة تحت عنوان : الأسلحة الأمريكية الفاسدة التي تتسلح بها الجيوش العربية . وقد أثار هذا الموضوع جدلا واسعا على الموقع .. ولكن الغريب أن يأتي مجموعة من المهندسين الجهابذة ـ من السعودية ومصر ـ للرد على هذه الكارثة .. فيقوموا بالتوسع في شرح إنتاج المصانع العربية من الكروت الإلكترونية .. وحجم الاستثمارات في هذه المصانع .. وعدد الكروت التي تنتجها المصانع .. وحجم العمالة في المصانع .. وصالوا وجالوا .. حتى خلت أني أسمع إلى أحد السكاري ..!! الذي راح يبحث عن عملة سقطت منه .. وكان أحد المارة يراقبه .. فلما طال الوقت .. سأله المار : هل سقطت منك العملة في هذا المكان ..؟!! فأجاب السكران .. لا .. بل سقطت مني في مكان مظلم بعيد .. لا أستطيع أن أرى فيه ..!! فهذا هو حال رد مهندسينا ـ الجهابذة ـ بالضبط ..!!
والسؤال المطروح على هؤلاء المهندسين الجهابذة ..!! ما علاقة حجم إنتاج مصانعكم ـ وحتى إنتاج كل مصانع الأرض ـ للكروت الإلكترونية .. بكروت طائرة موردة بالكامل من الخارج وكل دوائرها الإلكترونية عبارة عن " صناديق سوداء : Black Boxes " بالنسبة لكم .. وبالنسبة لغيركم أيضا ..!! ولا يمكنكم ـ يقينا ـ اكتشاف ما تم زرعه فيها .. كما لا يمكنكم ـ يقينا ـ استبداله ..!! وهو ما دفع بإنجلترا ـ بقدرها التكنولوجي ـ للتهديد بإلغاء صفقة الطائرات مع الولايات المتحدة ما لم تعطها ـ الولايات المتحدة ـ حق الدخول على كود الكمبيوتر الخاص بصفقة الطائرات حتى تتأكد من خلوها من أي فيروسات يمكن أن تزرعها الولايات المتحدة في دوائر الطائرات بدون علمها . لذا أتمنى من السادة المهندسين ـ الجهابذة ـ أن يتسم ردهم بالعقل والموضوعية .. ولا يعتقدوا بهذا الرد ـ غير الموضوعي ـ أنهم يضللون العامة .. لأن في حقيقة الأمر هم لا يضللون إلا أنفسهم ..!!
ولي أن أنبه بشدة ـ وأكرر بشدة ـ أن فلسفة تنويع السلاح من روسيا أو الصين لا تضمن صلاحية السلاح أيضا وخلوه من الفيروسات الكامنة ..!! فالقاعدة العامة أن السلاح لا يعمل ضد سياسة ـ المورد ـ صانع السلاح ..!! لذلك فالوسيلة الوحيدة لضمان عمل السلاح هو الاعتماد على النفس في إنتاج السلاح .
وأود أن أوجه نظر جهابذة الرد على موضوع الفيروسات الكامنة ـ من محدودي ثقافة التسليح الحديث ـ أن طريقة الفيروسات الكامنة تستخدم ـ أيضا ـ على الأسلحة التي يطلق عليها لفظ : " أطلق وانسى : Fire and Forget " .. لأن ـ في جميع الأحوال ـ يتم تعقب السلاح للهدف إما باستخدام الاشعة الحرارية أو باستخدام الأشعة الرادارية التي تنعكس بدورها بعد اصطدامها بالهدف إلى كمبيوتر السلاح الأصلي ليصحح مسار السلاح حتى يظل السلاح يتبع الهدف إلى أن يصطدم به ويفجّره .. وهنا يمكن إفساد استجابة كمبيوتر السلاح للإشارة المنعكسة من الهدف ( في حالة التتبع الراداري ) ، أو الصادرة من الهدف ( في حالة التتبع الحراري ) .. وبالتالي يمكن تضليل السلاح وإخراجه عن مساره الصحيح في تعقب الهدف وتدميره ..!!
الطريقة الثانية : تتم بزرع برامج خاصة في حاسبات السلاح : وفي هذه الطريقة يتم زرع برامج خاصة في حاسبات السلاح الإلكترونية لتسجيل المعدلات التكرارية لعمل السلاح التي تختلف في حالة الحرب عنها في حالة السلم .. وبذلك يمكنها وقف عمل السلاح أثناء الحرب بأسلوب ذاتي دون الحاجة إلى إشارة من مصدر خارجي .
الطريقة الثالثة : التحكم في توجيه السلاح : وتتم هذه الطريقة بوضع إحداثيات معينة أو اتجاهات معينة في ذاكرة السلاح لا يمكن توجيه السلاح إليها .. كطائرات وصواريخ العدو .. وكذا دولة إسرائيل مثلا ..!!
الطريقة الرابعة : الصدأ هو الحل : وتتم هذه الطريقة بـ " التحكم في توريد عدد قطع غيار السلاح " أو وقف توريدها تماما ، والتي تنتهي بجعل السلاح قطعة من الحديد لا قيمة لها . وتعرف هذه الطريقة باسم : " الصدأ هو الحل : Rust Solution " ..!!
وقد طبقت الولايات المتحدة هذه الطريقة بالفعل مع تنظيم القاعدة ..!! فالمعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد زودت تنظيم القاعدة في أثناء حربها مع السوفييت بصواريخ " ستنجر " المضادة للطائرات والتي تطلق من فوق كتف المقاتل الأفغاني ( وأرجو أن يتنبه القاريء لهذا المعنى .. فإسامة بن لادن كان أحد العملاء الأساسيين للمخابرات الأمريكية CIA ) ..!! وقد خلفت حرب القاعدة مع السوفييت حوالي ( 500 - 600 ) صاروخا من هذا الطراز .. ولكن الولايات المتحدة كانت تعلم جيدا أن هذه الصواريخ لن تستخدم ضد طائراتها في حربها ضد أفغانستان .. لسبب بسيط جدا : هو أن تلك الصواريخ تعمل ببطاريات خاصة كمصدر للطاقة وأن هذه البطاريات انتهت فترة تشغيلها وصلاحيتها فأصبحت تلك الصواريخ قطعة من الخردة لا قيمة لها ..!! وهكذا ؛ يصبح التحكم في قطع غيار السلاح وسيلة ـ إضافية ـ للهيمنة والتحكم في السلاح الذي تستورده الدول العربية من الولايات المتحدة الأمريكية .
وباستخدام جميع الطرق السابقة ؛ تصبح جميع الأسلحة الموردة إلى المنطقة العربية هي أسلحة فاسدة .. وتقع جميعها تحت الهيمنة الأمريكية ودول الغرب ..!! وليس هذا فحسب ؛ بل أن المميزات والمواصفات التكتيكية للسلاح الذي تقوم الولايات المتحدة ـ ودول الغرب ـ بتوريده للدول العربية يختلف تماما عن المميزات والمواصفات التكتيكية لنفس السلاح ـ وأكرر لنفس السلاح ـ الذي تزود به الولايات المتحدة إسرائيل . وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي :
[ .. وعادة ما يتم احترام طلبات السلاح الخاصة بـ " الحلفاء العرب الأغنياء " ، لأنه في كل مرة يتم فيها توريد نوع من الأسلحة التقليدية إلى العرب ـ من أجل ازدهار صناعات التسليح في الولايات المتحدة الأمريكية ـ تقوم الولايات المتحدة بإمـداد إسرائيل بسلاح أكثر تقدما ( وربما يتم تحميل سعره ضمن سعر الصفقة العربية ) .. ففي مقابل بيع المقاتلات الأمريكية للسعودية والكويت قام ديك تشيني بإمداد إسرائيل بعشر طائرات اعتراضيه إضافية من طراز " إف إيجل ـ 15 " وهذه الطائرات قادرة على تدمير أقوى الطائرات في القوات الجوية العربية ] ( المصدر : " حفارو القبور / الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها " ؛ روجيه جارودي . دار الشروق ص : 39 / 40 ) .
وأرجو أن يتنبه القاريء العربي لهذه المأساة التي يقررها جارودي .. فإلى جانب تدني مواصفات السلاح المورد للمنطقة .. فإن أنظمة الحكم العربية تدفع ـ ربما تدري أو لا تدري ـ ثمن تزويد إسرائيل بالسلاح المتقدم ..!!
والسؤال الآن : هـل تعلم الأنظمة العربية هذه الحقائق عن فساد .. وطرق إفساد نظم التسليح الحديث ..؟!! وهل تعلم هذه الأنظمة تدني نوع السلاح التي يتم التعاقد عليه ( إلى جانب فساده ) بالمقارنة لما يتم تزويد إسرائيل به ..؟!! وإذا كانت الأنظمة العربية تعلم هذا جيدا ..!! فلماذا ـ إذن ـ التعاقد على صفقات سلاح فاسد ومتدن بميزانيات تسليح هـائلة وخيالية ..؟!! ولماذا لا توجه هذه الأنظمة ميزانياتها الهائلة المخصصة لاستيراد صفقات السلاح من الغرب ـ أو على الأقل جزء من هذه الميزانيات ـ إلى البحوث العسكرية .. لإنتاج سلاحها الذاتي .. بدلا من استيراد سلاح فاسد في الغالب الأعم يستطيع الغرب إبطال وإيقاف عمله وتدميره متى شاء .. وكيف شاء ..؟!!
• من أسباب تعاقد الأنظمة العربية الحاكمة على صفقات سلاح متدني وفاسد .. بميزانيات هائلة ..؟!!
باختصار شديد .. يمكننا تلخيص هذه الأسباب في البنود التالية ..
أولا : هي مبالغ مدفوعة ( كأتاوة ) للبلطجي الأمريكي ( أو البلطجي الغربي بصفة عامة ) في مقابل بقاء الأنظمة الحاكمة في الملك والحفاظ على مصالحها .. فصفقات السلاح تعقد لإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية ( والغرب بصفة عامة وعلى رأسه بريطانيا وفرنسا ) .. فهذه الصفقات تعتبر نهر الذهب المتدفق إلى اقتصاديات الدول الغربية .
كما تستخدم أموال هذه الصفقات الهائلة ـ أيضا ـ لأغراض أخرى ؛ فعلى سبيل المثال استخدمت الرياض " صفقة اليمامة " ( سيأتي تفاصيلها في الفقرة التالية ) للضغط على بريطانيا ، لإرغامها على ترحيل عدد من ناشطي المعارضة السعودية المقيمين فيها ، وعودة رحلات الخطوط البريطانية الى الرياض التي أوقفت بسبب العمليات التي نفذها ناشطون في القاعدة ، أو متعاطفون معها في السعودية خلال الأعوام الماضية ، واستهدفت مصالح بريطانية وغربية . وتحت اسم " صفقة اليمامة " تم أرسال ـ إلى السجون السعودية ـ أكثر من سبع الآف قضيب معدني للتعذيب بالصدمات الكهربائية ، ومعدات أخرى للتعذيب لا تقل عنها خطورة بل محرم تصنيعها دوليا .
ثانيا : هي وسيلة لتأمين ملك وأمن الأنظمة الحاكمة وليس لتأمين وأمن الشعوب .
ثالثا : عمولات صفقات السلاح ..!! وأكبر مثال على هذه العمولات : " صفقة اليمامة السعودية " ( سيأتي تفاصيلها في الفقرة التالية ) مع بريطانيا .. والتي تحولت من أكبر وأضخم صفقة في تاريخ السلاح إلى أكبر فضيحة سياسية دولية . والرشاوي في هذه الصفقة بلغت مليارات من الدولارات .. وشقق .. وبائعات هوى .. وسيارات فاخرة ( كمثال : تلقت زوجة الأمير تركي بن ناصر سيارة رولزرويس مذهبة كهديّة في عيد ميلادها . كما وضعت تحت تصرّفها وحاشيتها طائرة شحن خاصّة من طراز بوينج 747 لنقل مشترياتهم ) . والأمير تركي بن ناصر هو من أكبر المرتشين في هذه الصفقة . وقد وصفت جريدة " الأوبزرفر " البريطانية هذه الصفقة بأنها الأكبر والأكثر فسادا في التاريخ البريطاني ..!!
ويقول جاردنر ـ أحد المسئولين في شركة " بي . ايه . إي . سيستيمز : BAE systems " المسئولة عن تنفيذ الصفقة ـ للتلفزيون البريطاني ( برنامج " مال " ) ، بناء على تعليمات الشركة .. كان علينا أن نوفر للأمير تركي ولحاشيته الفنادق والسيارات والأموال والطائرات الخاصّة والحراسات الخاصّة وإجازات مثيرة ..!! كما كانت لدينا تعليمات بتوفير الأموال للأمير تركي وعائلته ، في صورة أموال سائلة أو تحويلات مصرفية أو فواتير البطاقات الإئتمانية ..!! ويعلق جاردنر على ذلك بقوله لبرنامج " المال " إن أسلوب حياة الأمير وأسرته فاق أسلوب حياة نجوم السينما .. لقد كان النجوم يرتادون الفنادق التي كنا نزورها ، لكنهم لا يعيشون في هذا المستوى من البذخ والاسراف .
رابعا : حتمية وجود " صفقات السلاح " لإيهام الشعوب العربية ـ شعوب العار ـ المغيبة بأن لديها جيش يمكن الدفاع عنها .. حتى لا يحرمها ذلك من الطمأنينة النفسية .. وبهذا يمكن إبادتها ـ بهدوء ـ وهي مغيبة عن هذه الحقائق ..!!
وربما الأسباب المذكورة هي أهم الأسباب التي تدفع الأنظمة العربية الحاكمة لعقد صفقات السلاح الفاسد مع الولايات المتحدة الامريكية .. ودول الغرب ..!!
• من صفقات الأسلحة الفاسدة / سفه الشياطين في تبديد أموال المسلمين ..
في ديسمبر/ أيلول من عام 1985 عقدت صفقة التاريخ .. " صفقة اليمامة " بين المملكة السعودية وبريطانيا ، والتي خمنت الصحافة البريطانية ـ في ذلك الحين ـ أن قيمتها قد تصل إلى 150 بليون دولار ، وقيمة الرشاوى فيها ما بين 12 الى 20 بليون دولار ..!! ووردت اسماء عديدة في هذه الصفقة على رأسهم الأمير سلطان بن عبد العزيز ، وأبناءه : بندر وخالد ، وزوج ابنته : تركي بن ناصر ، وغيرهم ..
حيث تقوم لندن بمقتضى هذه الصفقة ببيع الرياض ( 72 ) مقاتلة من طراز تورنادو ، و( 30 ) مقاتلة من طراز هوك ، وجري تجديدها عام 1993 حين طلب السعوديون بيعهم ( 48 ) مقاتلة أخري من طراز تورنادو ، كما اتفق البلدان في المرحلة الثالثة من الصفقة التي تم توقيعها العام الماضي 2006 علي قيام بريطانيا ببيع السعودية ( 72 ) مقاتلة أخري من طراز يوروفايتر .
وقد عُرضت ـ بطريق الخطأ ـ وثيقة في الارشيف الوطني البريطاني تكشف عن أن مسؤول كبير في وزارة الدفاع السعودية قد طلب رفع سعر طائرة التورنادو ( 72 طائرة ) بنسبة الثلث ( 33 % ) على أن يكون الفرق لحساب الرشاوي المدفوعة ..!! وأظهرت رسالة للسفير البريطاني في الرياض " ويلي موريس " أن هذا المسؤول لديه اهتمامات فساد في كل العقود .
وعندما بدأ مكتب جرائم الفساد والجريمة البريطاني ــ في حزيران / يونيو 2004ــ التحقيق حول الرشاوي وتسهيل الدعارة لأطراف من العائلة الملكيّة السعودية في صفقة اليمامة .. وجّهت السعودية في منتصف شهر كانون الأول /ديسمبر 2006 ( الماضي ) ، إنذاراً الى بريطانيا وتهديداً بقطع العلاقات الديبلوماسية ، في حال استمرار التحقيقات .. بل وأمهلت السعودية حكومة بلير البريطانية العمالية عشرة أيام فقط ، فإما أن تغلق ملف الفضيحة تماماً ، وإما أن تقطع العلاقات الدبلوماسية معها ، كما توقف إجراءات صفقة الطائرات الأخيرة ( 72 طائرة يوروفايتر ) إذا لم يتوقف التحقيق .
وكان الجواب البريطاني أسرع ما يكون .. ففي خلال 24 ساعة وليست عشرة أيام .. أصدر رئيس الوزراء البريطاني " توني بلير " أوامره إلى النائب العام ـ اللورد جولد سميث ـ بوقف التحقيقات في رشاوي هذه الصفقة نهائياً . وقد ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز أن الولايات المتحدة احتجت رسميا لدى الحكومة البريطانية بسبب قرارها وقف التحقيقات في هذه القضية .
ولكي يدرك القاريء العربي حجم هذه الصفقات الهائلة .. أذكر له أن المحطة الفضائية العالمية التي باشرت نشاطها في سنة 2000 ، وسوف تنتهي أعمال البناء فيها بشكل كامل عام 2010 ، وتشارك فيها ستة عشرة دولة ( الولايات المتحدة وروسيا .. وكل من البرازيل واليابان وكندا .. وأحد عشر دولة أوروبية تمثل وكالة الفضاء الأوربية ) .. لن تتجاوز تكاليفها ( 100 ) مليار دولار ..!!
أي كان يمكن للشعوب العربية ـ بدون معاونة خارجية ـ إنشاء محطة فضائية عربية .. ندخل بها التاريخ والتقدم العلمي والتكنولوجي من أوسع الأبواب .. من مجرد نفقات صفقة واحدة .. صفقة واحدة من صفقات التعاقد مع الشيطان .. على الأسلحة الفاسدة ..!!
فأين شعوب هذه الأمة .. وأين عقول ساستها .. وأين مشايخها التي أدمنت على حقن الشعوب بالجرعات المخدرة .. حتى أسكنتها القبور .. وتركت الأنظمة الحاكمة تسحق شعوبها .. وتدوس عليهم بكل نعال الأرض ..!! وليس هذا فحسب .. بل ولم تشر مشايخنا ولو بكلمة إلى تآمر الانظمة الحاكمة مع الغرب أيضا لإبادتهم .. ومحو الإسلام من الوجود .. فبأي وجه ـ يا شيوخ الأمة ـ ستقابلون المولى ( عز وجل ) في الآخرة ..!!
وتذرف العيون الدماء .. على السفه في تبديد أموال المسلمين ..
ولا يقتصر الحزن على تبديد أموال المسلمين ، بل جعلت هذه الصفقات من الأمة العربية والمسلمين أكبر مسخرة تاريخية ..!!
ومما يذكر ـ حول صفقات السلاح ـ أن دول مجلس التعاون الخليجي الست ( السعودية / الكويت / قطر / البحرين / سلطنة عمان / الإمارات العربية المتحدة ) أنفقت منذ حرب الخليج 1991 وحتى عام 2001 أكثر من ستين مليار دولار للتسلح ، وقد تم ربط جيوش هذه الدول في فبراير 2001 في هذه الصفقات للمرة الأولى بنظام الإنذار المبكر . [ المصدر : مجلة النصر العسكرية المصرية / العدد 724 أبريل 2001 م ] .
ويجزم الكاتب بأن كل شبكات الربط بين غرف العمليات ( أي الربط بين الجيوش ) في دول مجلس التعاون الخليجي هي تحت الهيمنة الأمريكية تماما والتي قد تصل إلى حد إذاعة كارتون : " توم وجيري : Tom & Jerry " .. على شاشات هذه الغرف إذا قامت حرب لا تسمح بها الولايات المتحدة الأمريكية .. واستخدم فيها السلاح الأمريكي على غير هواها .. وعلى غير ما تسمح به . أو وضع مواقف عسكرية مضللة على شاشات غرف العمليات .. وإبطال عمل أنظمة التعارف .. وهو ما يعني تضليل الجيوش العربية .. وجعلها تحارب بعضها البعض ـ على أنها أعداء ـ بدون أن تدري ..!! وليس أدل على هذا من أن أول طائرتين تم اسقاطهما في حرب الخليج من قبل الدفاع الجوي السعودي كانتا طائرتان بحرينيتان ، أي نيران صديقة .. نيران صديقة قل من نجى منها ..!!
كما نذكر صفقة طائرات الفانتوم الأخيرة التي وقعتها دولة الإمارات العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية .. وقد جاء التوقيع على هامش معرض " ترايدكس ـ 2000 " للأسلحة الذي أقيم في أبو ظبي في خلال شهر مارس 2000 . وبموجب هذا العقد سيتم توريد عدد ( 80 ) طائرة " إف 16 ـ بلوك ـ 60 " إلى دولة الإمارات بقيمة قدرها ( 6.4 ) مليار دولار . كما ستحصل الإمارات ـ أيضا ـ على ذخيرة وصواريخ لهذه الطائرات بقيمة إضافية قدرها ( 1.3 ) مليار دولار ..!! [ المصدر : جريدة الشعب ]
وقد تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ـ في ذلك الوقت ـ نبأ توقيع هذه الصفقة موجهة الانتقادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإمدادها دولة عربية بأحدث طراز من طائرات " إف ـ 16 " .. والتي لم تحصل عليها حتى ذلك الوقت أي دولة خارج دول حلف شمال الأطلنطي ( الناتو ) ..!! وبديهي احتجاج إسرائيل على هذه الصفقة هو جزء من : " سيناريو مسبق ومتفق عليه " لتوزيع الأدوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. لأن إسرائيل تعلم ـ يقينا ـ بأن هذه الطائرات فاسدة .. ولن تعمل ليس ضدها فحسب ، بل لن تعمل على وجه مطلق إذا أرادت هي أو الولايات المتحدة ذلك ..!!
كما وقعت الكويت حديثا ( نهاية عام 2002 ) صفقة أسلحة أمريكية تصل قيمتها إلى ملياري دولار تشتري الكويت بمقتضاها 16 طائرة من طراز أباتشي تبدأ تسليمها في عام 2005 وصواريخ جو / أرض ومحركات من طرازات مختلفة [ المصدر : رويترز + الجزيرة . نت بتاريخ 30 / 8 / 2002 ] .
وكذلك أعلنت واشنطن مؤخرا ( عام 2002 ) عن صفقة أسلحة أمريكية جديدة لمصر تبلغ قيمتها 400 مليون دولار .. وتشمل تزويد القوات البحرية المصرية بـ ( 53 ) صاروخا " سطح / سطح " من طراز " هاربون بلوك ـ 2 " .. وأربعة زوارق داوريه من طراز " إمباسادور " مخصصة لإطلاق هذا النوع من الصواريخ عالية الدقة [ المصدر : " الحادث الصاعقة .. 11 سبتمبر .. قبل وبعد " ، محمد عبد المنعم . الهيئة المصرية العامة للكتاب . مكتبة الأسرة . ص : 158 ] . وتؤكد الشركة المنتجة أن هذا الصاروخ يعد " أنجح صاروخ مضاد للسفن على مستوى العالم " ..!! والمعروف أن عملية توجيه هذا النوع من الصواريخ تتم بواسطة الأقمـار الصناعية .. أي هي خاضعة تماما لتحكم الولايات المتحدة فيها ولا أدري ألا تخجل الأنظمة من إذاعة هذه الصفقات ..!!
وأذكر أيضا طائرات : " منظومة السيطرة والإنذار المبكر المحمولة جوا " الأواكس الأمريكية ( AWACS ) ـ باهظة الثمن ـ والتي تتجسس على المنطقة العربية بأسرها لصالح أمريكا وإسرائيل .. فالطائرات بأموال السعودية .. وتشغيلها بأموال سعودية .. والطيارون العرب يعملون ـ إن صح التعبير ـ كمضيفين على هذه الطائرات وعلى حساب السعودية .. وصور التجسس تدفع ثمنها السعودية لكنها لا تحصل عليها بل تحصل عليها أمريكا وإسرائيل في نفس الوقت ..!!
ونكتفي بهذا القدر من السياحة في هذا المستنقع القذر ..!!
والسؤال الآن ؛ طالما وأن الوضع أصبح جد خطير بالنسبة إلى السلاح الفاسد الذي يمدنا به الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية .. فما هو الحل .. إذاً ..؟!! بديهي لكي نتجنب مثل هذه الكارثة المحتملة ـ لضمان استمرار حياتنا وحياة أجيالنا القادمة على الأقل ـ ليس علينا فقط المراجعة الشاملة لما نملك من نظم دفاعية .. لأن كشف مثل هذه الأمور يمثل المستحيل بعينه وخصوصا في مجال الكمبيوتر وأجهزة التحكم التي تعمل تحت هيمنته .. بل لابـد لنا من تحقيق الاعتماد على الذات .. خصوصا في مجال تصنيع الأسلحة ذات التكنولوجيات المتقدمة والحرجة .
منقول
http://twitmail.com/email/599768356/...A7%D9%85%D9%8A
prdrm hghsgpm hghlvd;dm hglfhum g],g hguhgl hghsghld
المفضلات