قال: عليَّ به
إنسان يريد أن يأخذ من الشريعة ما أراد ويترك ما أراد، في قلبه زيغ وليس له إلا السيف.
- يذكر الدارمي قصة
صبيغ بن عسل مع عمر في أول السنن بسند صحيح، فيأتي أحد الصحابة إلى عمر رضي الله عنه
ويقول: عندنا رجل قارن بين الآيات وما استطعنا أن نجيبه،وكان صبيغ في الجيش يقول: كيف تجمعون لي بين قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوا * فَالْحَامِلاتِ وِقْراً [الذاريات:1-2] وبين قوله تعالى: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً [النازعات:1] وبين قوله: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً [المرسلات:1] وبين قوله كذا وكذا؟ فأخبر عمر قال: عليَّ به، وجهز له عمر دواءً شافياً بإذن الواحد الأحد، عصا من النخل القوي الخضراء، فأتى الرجل، وكان عمر ضليع الجسم قوي البنية هماماً:
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها بفضل ربك حصناً من أعاديها
فأتى بالرجل فضربه ضربة حتى أغمي على الرجل، قال: رشوه بالماء،
فهذه أول عملية في غرفة الإنعاش،
يطرد بها الشياطين، واستفاق الرجل بعد هذه النومة الهانئة، يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله، قال: فلما قال عمر : أعقلت؟ قال: نعم.
فضربه حتى أغمي عليه.
فقال: رشوه بالماء، فرشوه فأصبح ورأى الفجر والنور، قال: يا أمير المؤمنين! إن كنت تريد قتلي فاقتلني،
وإن كنت تريد دوائي فقد داويتني دواء يبرئني إن شاء الله،
فهذا علاج يخرج الشياطين من الرءوس، فاشترط عليه عمر ألا يكلم أحداً من المسلمين، ولا يكلمه أحد، ولا يجلس مع أحد، ويبقى منفرداً حتى تصح توبته.
قال بعض أهل العلم: جلس سنة،
وقال بعضهم: ستة أشهر،
فجلس منزوياً حتى تاب وذهبت الشياطين وعرف أنه المنهج الرباني،
وأن الله هو الذي أنزل: وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً [الذاريات:1] وأنزل: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً [النازعات:1] وليس له أن يتكلف ولا يدخل بعقله في مسارات الوحي؛ لأن الوحي أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض، ليس بكلام مسيلمة
الشيخ الدكتورعائض القرنيrhg: ugd~Q fi
المفضلات