السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعترض صاحب الشبهة هداه الله على الحديث الذي أخرجه الألباني في السلسة الصحيحة من حديث عائشة رضي الله عنها .. " النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني ، و تزوجوا ؛ فإني مكاثر بكم الأمم ، و من كان ذا طول فلينكح ، و من لم يجد فعليه بالصيام ، فإن الصوم له وجاء "

فيكتب جاهلاً باللغة العربية او مدلساً على الجهلاء بها " كيف يدعو رسول الإسلام إلى النكاح وأن من رفض النكاح فهو بريء منه وأن النكاح هو الوطء "

رد الشبهة ..

الجذر " ن ك ح " جاء في لسان العرب لابن منظور على النحو التالي

" نَكَحَ فلان امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: باضعها أَيضاً، وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها؛ وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج:
ولا تَقْرَبَنَّ جارةً، إِنَّ سِرَّهـاعليك حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا
الأَزهري: وقوله عز وجل: الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك؛ تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية، وكذلك الزانية لا يتزوجها إِلا زان؛ وقد قال قومٌ: معنى النكاح ههنا الوطء، فالمعنى عندهم: الزاني لا يطأُ إِلا زانية والزانية لا يطؤُها إِلا زان؛ قال: وهذا القول يبعد لأَنه لا يعرف شيء من ذكر النكاح في كتاب الله تعالى إِلا على معنى التزويج "

http://www.alwaraq.net/Core/AlwaraqSrv/LisanSrchOneUtf8

ولم يأتي لفظ النكاح في القرآن إلا بمعنى الزواج كما في قوله تعالى :

(فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ) النساء الآية 3.

(وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) النور الآية 32.

(وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ) النساء الآية 25.
وإن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي طريته التي سلكها وسبيله التي ندبها قد حثت على النكاح وهو الزواج فقد كان الرسول يأكل ويشرب وينام ويتزوج وأنجب وأنفق على بيته حاله كحال رسل الله من قبله .. النكاح سنتي   : "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً " الرغد الآية 38.

وللحديث شواهد تدل على أن المراد هو الزواج ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود :
" يا معشر الشباب ، من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء "

وكم حمل هذا الحديث من معاني عظيمة لعفة النفس والحديثان يصبان في نفس المعنى وهو الحث على الزواج على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن اعرض عن هذه السنة اعراضاً عنها ، أو إنكاراً لها ، فليس من الرسول في شيء إلا من لم يستطع لعلة .. فمن لم يستطع الزواج بعليه بالصيام لأنه أكبح للشهوة وقامع له

وسيتباهى الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بكثرة أمته كما صح في قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة "أخرجه الألباني في ارواء الغليل .

هكذا حث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التكاثر وحفظ الذرية بالطريقة الشرعية فلننظر ما الذي يأمر به الكتاب المقدس على سبيل التمثيل لا الحصر

(( أول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الأرض قد زنت زنى تاركة الرب. فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا )) ( هوشع 1 : 2 – 3 ) .


وقد دعى رب المسيحية المزعوم إلى الإنقراض بدل التكاثر

" يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، من استطاع أن يقبل فليقبل " ( متى 19: 12 )

ماذا إن قبل الجميع ؟
وهل خصى يسوع نفسه ؟
وهل خصى قساوستكم أنفسهم ؟



والحمد لله رب العالمين







v] hgk;hp lk skjd