بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،و أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
يتساءل العالم اليوم عن سر خمود الثورة السورية في وقت نجاح ثورة الشعب المصري والتونسي ونشاط الثورة الليبية،لكن الكثير من المراقبين لا يعرفون عن حقيقة النظام السوري و الطائفة التي تحكم سوريا وواقع الشعب السوري ومعاناته من هذا النظام.
الرئيس السوري بشار الأسد وعائلته من طائفة تدعى بالنصيرية ويسمون أنفسهم بالعلوية,جذور هذه الطائفة باطنية رافضية مغالية متشددة تعود لطائفة الإسماعيلية،حيث يتفرع عن الإسماعيلية فرقة القرامطة،والدروز،والنصيرية،والبهرة،ورغم الاختلاف البسيط في المسميات والفروع إلا أن وجوه الشبه فيها كثيرة،إذ أن أصل معتقداتهم مجوسي يعود لرسائل أخوان الصفا ،حيث قالوا في رسائلهم:"لدينا متسع لجميع العقائد والفرق"وبناءاً على ذلك فكل شخص لديه اطلاع على عقيدة هذه الفرق يعرف بأن عقائدهم مزيج من النصرانية والصوفية والوثنية والرفض وغيرها.
مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270ه ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي( العاشر ) والحسن العسكري ( الحادي عشر ) والإمام (الموهوم ) (الثاني عشر) .
- زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري ، وأنه وارث علمه ، والحجة والمرجع للشيعة من بعده ، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي (عج) .
- ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية .
- خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب .
- ثم اعقبه أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 - 287 ه ، وكنيته العابد والزاهد، سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته إلى السيد الخصيبي .
- حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيببي : المولود سنة 260 ه مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا ، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية في الموصل وحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري .
- وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول .
- انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها .
- انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 - 427ه .
- اشتدت هجمات الاكراد والاتراك عليهم مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 - 638ه ومداهمة المنطقة مرتين ، فشل في حملته الاولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية.
- ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700ه 1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية .
- وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا ، وقد توفي في اللاذقية سنة 836 / 1432م .
- نجد بعد ذلك رؤساء تجمعات نصيرية كتلك التي أنشأها الشاعر القمري محمد بن يونس كلاذي 1011ه /1602م قرب أنطاكية ، وعلي الماخوس وناصر نصيفي ويوسف عبيدي .
- سليمان أفندي الأذني : ولد في أنطاكية سنة 1250 ه وتلقى تعاليم الطائفة لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار هذه الطائفة ، استدرجه النصيريون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية .
- عرفوا تاريخيا باسم النصيرية ، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب سياسي في سوريا باسم ( الكتلة الوطنية ) أراد الحزب أن يقرب النصيرية إليه ليكسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين وصادف هذا هوى في نفوسهم وهم يحرصون عليه الآن . هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 م .
- محمد أمين غالب الطويل : شخصية نصيرية ، كان أحد قادتهم أيام الإحتلال الفرنسي لسوريا ، ألف كتاب تاريخ العلويين يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة .
- سليمان المرشد : الذي شجعه الفرنسيين وأعانوه على ادعاء الربوبية ، كما اتخذ له رسولا ( سليمان الميده ) ، ولقد قضت عليه حكومة الإستقلال وأعدمته شنقاً عام 1946 م .
جاء بعده ابنه مجيب ، وادعى الألوهية ، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951 م ، وما تزال فرقة ( المواخسة ) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم .
- ويقال بأن الأبن الثاني لسليمان المرشد اسمه ( مغيث ) وقد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه.
الإختلاف مع الشيعة
يتفق العلويون مع الشيعة عامة بالرواية التاريخية لمرحلة الرسول وما بعد الرسول, ولكنهم يختلفون بالنظريات الدينية والتفاسير القرآنية , ويزعمون انهم يعرفون النصف الآخر من الحقيقة الظاهرة بالتواتر عن الأئمة المعصومين .. أكثر مايركز عليه العلويون هو أهتمامهم بالعقل , حيث يرمزون بالعقل للرسول الكريم (ص) . أهم النظريات :عقيدتهم
1-التقمص أو التجايل : وهي تعني أن الإنسان يعيش حيوات متتالية مختلفة يختبر فيها مختلف الظروف من الغنى والفقر والقوة والعجز والإسلام والمسيحية وغيرها .. وأن الروح قد تخلق في الذكر وقد تخلق في الانثى . نظرية التقمص هذه هي الإجابة الأساسية لمبدأ العدالة الإلاهية , كما تسمح بقبول الأديان والمذاهب الأخرى على أساس أن الإنسان سيتجايل مرات عديدة أخرى وقد يصبح علوي فيما بعد . وتكثر الأحاديث بين اوساط العلويين عن قصص التقمص التي تشاهد في القرى والتجمعات , حيث يزعمون صحة مايروية الأطفال من ذكريات لحيوات سابقة عاشوها .
2-الحجاب : يرى العلويون ان ما يسمى حاليا بـالحجاب ليس فريضة إسلامية , فهو نوع من الحشمة المحببة التي تظهر تعفف المرأة وطهارتها , ويرون ضرورتة في الصلاة ولكنهم لايجبرون النساء على ارتداء الحجاب .. ويملك العلويون تفاسير من القرآن الكريم يدعمون بها رأيهم ويفصلون بين الآيات المنزلة بحق نساء ال بيت الرسول وبحق باقي نساء المسلمين .
3-الظاهر والباطن : يعتقد العلويون ان للأمور ظاهر وباطن وأن روح العبادات مختلف عن كونها حركات فيزيائية ينفذها الإنسان بعناية وتكرار , ويعتقدون أن بواطن الأمور تورث من الأئمة المعصومين حسب قولهم ويردها الله لمن يشاء من عباده المصطفين بالبصيرة والعقل ..
4- الدعوة للدين : لايدعي العلويون للمذهب العلوي أو يحاولون نشره كما تفعل معظم الفرق , ويقولون ان الدخول بالمذهب يتطلب الإنتقاء الإلاهي بخلق الإنسان في أسرة علوية بعد تطور الروح ورقيها في أجيال متعددة .. يعتقد العلويين ان الدعوة للدين والفتوحات الإسلامية انتهت على عهد الرسول , ولايجوز القيام بالحروب على الآخرين من اجل نشر الإسلام , فهذه مهمة الرسل والرسول الكريم كان خاتم الرسل , وينتظرون ظهور المهدي الذي يملا الدنيا قسطا وعدلا بعد أن تملأ جورا وظلما .
5- الكرامات يؤمن الكثير من العلويين بالكرامات التي يمنحها الله للخصوص وتظهر على شكل ظواهر إعجازية غير مألوفة عند بعض الأولياء , كالقدرة على الشفاء من بعض الأمراض مثلا .
يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للإمامية الإثناعشرية إلا أن أفراد بعض الفرق الأخرى يكفرونهم لتقديسهم علي بن أبي طالب مع الرسول محمد. ولقلة الأدبيات العلوية، تبقى العلوية من المعتقدات المبهمة لحرص الطائفة على بقاء مطبوعات الطائفة ضمن نطاق ضيق من التداول.ان تقديس النصيرية للامام علي(ع) يشبه الى حد بعيد تقديس المسيحية للنبي عيسى(ع)، حيث يعتبروه صورة الله على الارض.
- يعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك أبا الحسن ، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه .
- يعتقدون أن علياً خلق محمد صلى الله عليه وسلم وان محمداً خلق سلمان الفارسي وان سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم :
- المقداد بن الأسود ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود .
- أبو ذر الغفاري : الموكل بدوران الكواكب والنجوم .
- عبد الله بن رواحة : الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر .
- عثمان بن مظعون : الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان .
- قنبر بن كادان : الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام .
لم يكن ظهور ( الإله علي ) في صورة الناسوت إلا إيناساً لخلقه وعبيده
_معروفين بشدة حقدهم على أهل السنة وجرائم سلفهم القرامطة معروفة في كتب التاريخ .
_أراد الاستعمار الفرنسي أن يخلع عليهم عباءة تقربهم إلى عوام المسلمين وجهالهم فسموهم ب"العلوية"بدلاً من النصيرية ،ويعتقد الكثيرون إلى اليوم بأن هؤلاء الأوغاد من نسل علي وفاطمة رضي الله عنهما وأرضاهما.
ـ يحبون ( عبد الرحمن بن ملجم ) قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه .
ورغم الطامة الأخيرة التي ينبغي أن تستدعي جنون الرافضة الاثني عشرية عليهم _ التي هي تقديسهم لعبد الرحمن بن ملجم الخارجي قاتل علي رضي الله عنه وأرضاه_ إلا أن الرافضة ولشدة حقدهم على أهل السنة والجماعة قد تواطأوا معهم أقبح تواطؤ،فلقد بقيت سوريا محكومة برؤساء من أهل السنة أو محسوبين عليهم على أقل تقدير حتى العام جاءت عائلة الأسد،وسر وصول حافظ الأسد إلى كرسي الحكم هو أنه باع الجولان لإسرائيل و كان وقتها وزيراً للدفاع،وكان دستور سوريا وقتها أن الرئيس يتوجب أن يكون مسلماً،والنصيرية كفار عند أهل السنة والرافضة،فقام موسى الصدر الذي كان أكبر مرجع رافضي في لبنان وقتها بإصدار فتوى تقر بإسلام النصيرية ولولا هذه الفتوى لما وصل إلى الرئاسة قبحه الله.
ومجازر هذا الأخير بحق الشعبين السوري واللبناني عندما كان الجيش السوري في لبنان أكثر من أن تعد أو تحصى وسأكتفي بذكر مجزرة محافظة حماه الشهيرة:
قام الشعب السوري في الثمانينات بانتفاضة مسلحة ضد هذا النظام،ونجحت إلى درجة أن حافظ الأسد وعائلته توجهوا إلى مطار دمشق الدولي للهرب إلى فرنسا،لكن الخونة في صفوف الثوار السوريين تداركوا فشله بإبلاغه عن أماكن قيادة الثورة فانقلب الأمر على أهل السنة إلى يومنا هذا.
سيعتقد الكثيرون أن ما سيقرأونه من قبيل المبالغة أو التهويل ولكنها حقائق معروفة ما زال أهل حماة ،بل والشعب السوري يتداولها ويتجرع مرارتها.
نلفت النظر أولاً إلى أن عدد الثوار المسلحين في حماة لم يتجاوز المئتين وهذا أمر معروف لدى النظام وقتها،وجميع التفاصيل التي سأذكرها ذكرتها صحف فرنسية وإيطالية وتقارير من منظمة العفو الدولية وحقوق الإنسان التي لا هم لها سوى إحصاء عدد الضحايا دون جدوى.
لقد تميزت مجزرة حماة الكبرى التي ارتكبها جنود النظام السوري البعثي الحاكم ضدأبناء مدينة حماة في شباط/ فبراير 1982 بانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان، تداخلتأشكالها ومحاورها.
ويكاد يجمع المراقبون على أن المجزرة التي كانت من أبشعأشكال العدوان على الإنسان في تاريخ سورية المعاصر، اشتملت على كل أشكال انتهاكحقوقه المعروفة. ويبقى أهم انتهاك حملته في طياتها العمل على هدم ما يتمتع بهالإنسان من كرامة، وتشهد على ذلك المعاناة النفسية والمعنوية الصعبة التي عانى منهاعشرات الآلاف من أبناء حماة طوال عقدين بعد المجزرة.
بلغ عدد ضحايا المجزرةحسب تقدير اللجنة السورية لحقوق الإنسان ما بين 30 و40 ألف إنسان، غالبيتهم العظمى من المدنيين.
ويصعب التأكد من العدد الكلي الدقيق للقتلى، نظراً لكبر عددضحايا المجازر ودفنهم في المقابر الجماعية، وصعوبة التعرف على جميع الضحايا، ولأنهناك ما بين 10 آلاف و15 ألف مدني اختفوا منذ وقوع المجزرة في عام 1982، ولا يُعرفأفي الأحياء هم أم في الأموات.
وقد اتخذ انتهاك حق الإنسان في الحياة خلال مجزرة حماة أشكالاً مختلفة، نذكر منها:
1- قتل الأفراد:
تواترت قصص قتل الأفراد طوال شهر كامل من المجزرة. ومعظم قصص القتل الفردي التي ثبتها الناجون في شهاداتهم وقعت في منازل المدنيين، إذ اعتادت قوات الحكومة اقتحام البيوت، وقتل من فيها، بعد محاولة النهب والاعتداء على العرض فيكثير من الأحيان.
كما وردت قصص عن قتل أفراد تحت التعذيب، أو قتل فرد كمقدمةلقتل أسرته، أي لارتكاب مجزرة جماعية.
القتل الجماعي:
تعرضت كثير من الأسر لعملية قتل جماعي، سواء تحت القصف بالمدفعية الثقيلة أو في مجازر بالسلاح الخفيف. لكن أكثر المجازر الجماعية ترويعاً، ما كانيحدث في الساحات العامة، وفي المقابر. ولم تسلم من هذه المجازر حتى المستشفيات والمدارس، وكل مبنى حُول إلى معتقل في فترة المجزرة.
ويمكن القول إن مجزرةحماة كانت مجموعة من المجازر المتفرقة، التي أتت بمجملها في النهاية على نسبة تقتربمن خُمس أبناء المدينة. ويروي أحد الناجين من مجزرة سريحين الجماعية، وهي واحدة منأبرز ما ارتُكب في تلك الآونة كيف سيق الناس إلى حتفهم في 11 شاحنة وقد كُدسوا فوقبعضهم بعضاً. وجاء في شهادته "كنت ضمن أعداد كبيرة بازدحام شديد حتى كادت تتقطعأنفاسنا، وسيق بنا إلى سريحين، حيث أمرنا بالنزول فنزلنا، وكان أول ما رأينا مئاتالأحذية المتناثرة على الأرض، وأدرك الجميع أنها تعني مقتل مئات المواطنين من أبناءبلدنا، وأننا على الموت مقبلون!.
فُتشنا بعد ذلك، وأُخذت منها الأموالالقليلة التي معنا، وجُردنا من ساعاتنا، ثم أمرتنا عناصر السلطة بالتقدم نحو الخندقالعميق الذي يمتد أمامنا إلى مسافة طويلة، وأمر قسم آخر منا بالنزول إلى خندق مجاور.
وععندما تقدمت إلى موقعي أمام الخندق رأيت الجثث المتراكمة على بعضهايلطخها الدم الحار، وكان مشهداً رهيباً لم أستطع تحمله فأغمضت عيني وتحاملت علىنفسي خشية الوقوع على الأرض...يتبع
lkw,vm dh ahl
المفضلات