[glow1=#ff0000]حياة القلب[/glow1]


الذكر وسيلةٌ لحياة القلب وتهذيبِ النفوس وتزكية الفؤاد، وإقامةُ ذكر الله والإكثارُ منه في المشاعر مقصَد من مقاصد أداءِ تلك الشعيرة وأرجَى لقبولها وأصدقُ في إخلاص فِعلها،

حياة القلب   : {لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ}[الحج:28]،

وقال-جل وعلا-: {فَإِذَا أَفَضْتُم مّنْ عَرَفَـٰتٍ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ}[البقرة:198]،

وقال جلّ جلاله: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}[البقرة:200]،

وقال سبحانه: {وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودٰتٍ}[البقرة:203].

فصاحِبْ ذكرَ الله في سائر حجِّك، فشعائرُ الحجّ شُرِعت لذلك،

يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إنما جُعل الطواف بالبيت والسعيُ بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) رواه الترمذي.

وأقربُ الحجيج عند الله منزلةً أكثرهم له ذكرًا، يقول ابن القيم: "أفضل أهلِ كلِّ عمل أكثرهم فيه ذكرًا، فأفضل الصُّوَّام أكثرُهم ذكرًا لله في صومِهم، وأفضل المتصدّقين أكثرُهم ذِكرًا لله، وأفضل الحجّاج أكثرهم ذكرًا.

وإذا انقضَى الحجّ فأكثِر من الاستغفار، فهو ختامُ الأعمال، والاستغفار يُخرج العبدَ من العمل الناقص إلى العمل التامّ، ويرفع العبدَ من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل.

ومَن أحسنَ في حجِّه وابتعد عن نواقصه عادَ منه بأحسن حال، وانقلب إلى أطيب مآل.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَأَذّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ}[الحج:27].


نقلًا من موقع المنبر
للشيخ: عبد المحسن بن محمد القاسم-حفظه الله-

pdhm hgrgf