في سورة آل عمران
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)
إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)
"" (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " )أي لما توكلوا على الله كفاهم ما أهمهم ورد عنهم بأس من أراد كيدهم فرجعوا إلى بلدهم " (بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " مما أضمر لهم عدوهم) " واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "
وقال البيهقي حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر بن داود الزاهد حدثنا محمد بن نعيم حدثنا بشر بن الحكم حدثنا مبشر بن عبد الله بن رزين حدثنا سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل " قال النعمة أنهم سلموا والفضل أن عيرا مرت في أيام الموسم فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم فربح فيها مالا فقسمه بين أصحابه
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله تعالى " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم"
قال هذا أبو سفيان قال لمحمد صلى الله عليه وسلم موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا فقال محمد صلى الله عليه وسلم " عسى " فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده حتى نزل بدرا فوافقوا السوق فيها فابتاعوا فذلك قول الله عز وجل " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " الآية.
قال وهي غزوة بدر الصغرى رواه ابن جرير وروى أيضا عن القاسم عن الحسين عن حجاج عن ابن جريج قال : لما عمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعد أبي سفيان فجعلوا يلقون المشركين فيسألونهم عن قريش فيقولون قد جمعوا لكم يكيدونهم بذلك يريدون أن يرعبوهم فيقول المؤمنون حسبنا الله ونعم الوكيل حتى قدموا بدرا فوجدوا أسواقها عافية لم ينازعهم فيها أحد قال فقدم رجل من المشركين فأخبر أهل مكة بخيل محمد وقال في ذلك . نفرت قلوصي من خيول محمد وعجوة منثورة كالعنجد واتخذت ماء قديد موعدي قال ابن جرير هكذا أنشدنا القاسم وهو خطأ إنما هو : قد نفرت من رفقتي محمد وعجوة من يثرب كالعنجد فهي على دين أبيها الأتلد قد جعلت ماء قديد موعد وماء ضجنان لها ضحى الغد
" إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه " أي يخوفكم أولياءه ويوهمكم أنهم ذوو بأس وذوو شدة
قال الله تعالى " فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " أي إذا سول لكم وأوهمكم فتوكلوا علي والجئوا إلي فإني كافيكم وناصركم عليهم
كما " أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه " إلى قوله " قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون "
و " فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
و " أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون "
وقال " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز "
وقال " ولينصرن الله من ينصره "
و " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم " الآية.
و " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار " .
تفسير ابن كثير رحمه الله(,rQhgE,h pQsXfEkQh hgg~QiE ,QkAuXlQ hgX,Q;AdgE)
المفضلات