مصطلح نال شرفه من قسميه :
أهل السنة :
وقد نال أهميته من حديث سول الله صلى الله عليه و سلم : ((عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ)) و قوله ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً : كتاب الله و سنتي)).
و السنة كمصطلح يختف باختلاف العلم الشرعي الذي يتناوله فمثلاً:
علم الحديث : هي كل ما نُقِلَ إلينا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير أو صفة.
علم المصطلح : هي ما يثاب فاعله و لا يعاقب تاركه.
علم الإعتقاد (و هو موضوعنا): هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته من عملٍ و اعتقاد.
و ذلك مما بينه القرآن و الخبر قطعي الثبوت و الدلالة (عن النبي صلى الله عليه و سلم أو أئمة الهدى من القرون الثلاثة المفضلة ممن لم يعرف عنهم إبتداع و لا مخالفة و على رأسهم الصحابة المقدمين و الأربعة المتبوعين و أهل الحديث الكرام الميامين).
الجماعة:
و يأخذ أهميته من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ((لا تجتمع أمتي على ضلالة)) و حديث ((ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسناً)) و حديث ((يد الله مع الجماعة فمن شذ فإنما يشذ في النار)).
و الجماعة المعتبرة هنا : هم جماعة العلماء المعتبرين و هم من شهد لهم أهل الفضل من مشايخهم و تلاميذهم بالإتباع و عدم الإبتداع و لا مخالفين لأئمة الهدى من القرون الثلاثة المفضلة (1).
فمن وافقهم كان هو الجماعة و إن كان وحده و قد حدث ذلك في محنة خلق القرآن حيث وقف الإمام أحمد رضي الله عنه وحده ممثلاً لعقيدة أهل السنة و الجماعة موافقاً لمذهب الصحابة رضوان الله عليهم أمام مذهب المعتزلة الضال متمثلاً في ابن أبي دؤاد.
و دليل موافقته لإعتقاد الصحابة رضوان الله عليهم أنه روي أن رجلاً وقف على قبرٍ بعد دفن صاحبه و قال : اللهم رب القرآن اغفر لفلان ، فوثب إليه بن عباس رضي الله عنه و قال : القرآن كلام الله وليس بمربوب ؛ منه بدأ و إليه يعود.
و قد ادعى الإنتساب إلى أهل السنة و الجماعة طائفة من الفرق التي تنكبت الصراط و حادت عن جادة الطريق و خالفت مذهب الصحب الكرام ،
و كلاً يدعي وصلاً بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاكو منهم الأشاعرة و هم أقرب الفرق (المبتدعة) إلى أهل السنة و الجماعة فقد حاولوا الرد على المعتزلة دفاعاً عن مذهب أهل السنة و الجماعة (و كم من مريد للخير لا يبلغه) فوقعوا في التأويل الباطل (2).و من المعروف أن التأويل ظنٌ و لا يبنى على الظن اعتقاد بل إن التأويل الظني يخالف الإعتقاد في أصل المعنى .
و لم أكن أعلم أن المتصوفة يدعون الانتساب إلى أهل السنة و الجماعة فمذهب من أشد المذاهب مخالفة لأهل السنة و الجماعة فالمعتدل منهم به غلو مع إساءة أدب مع رب الأرباب و قد أوجزت في رد سابق مذهبهم و حكمه
و أركانه بإختصار: الأقطاب و الحلول و الاتحاد و العمل بالمنامات (و هذا ليس افتراءً عليهم و لكنه مثبت في مصادرهم الأصلية).
و الخلاصة:فمصطلح أهل السنة و الجماعة هو مصطلح واسع لا ينبغي أن يؤخذ من قائله على إطلاقه قبل النظر في موافقة عمله لقوله.
و هم المقصودون في حديث الإفتراق (3) و قد أُطلق عليهم مسميات كثيرة فهم أهل الحديث و الأثر(4) و هم أتباع السلف (5) .
هذا و أسأل الله أن ينفع بهذا جامعه و قارئه و ناشره و أن يجعله زاداً إلى حسن الوصول إليه و عتاداً إلى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل و هو حسبنا و نعم الوكيل.
================================================== =
(1) القرون الثلاثة المفضلة: (سُئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : من خير الناس فقال : قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
(2) التأويل الباطل:
التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهر المعنى ، و هو على نوعين : تأويل ممدوح و تأويل مذموم ؛ فالتأويل الممدوح ما كان مبنياً على أدلة قطعية الثبوت قطعية الدلالة و خلف ذلك التأويل المذموم.
(3) حديث الإفتراق : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (..... و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة . قيل من هي يا رسول الله . قال: ما أنا عليه اليوم و صحابتي )
(4)أهل الحديث و الأثر : الحديث هو ماروي عن النبي صلى الله عليه و سلم و الأثر هو ما روي عن من هم دونه من الصحابة و التابعين و تابعيهم .
(5) السلف: ضد الخلف و سلف الرجل : أجداده و معناه إصطلاحاً : القرون الثلاثة المفضلة و من اتبعهم علماً وعملاً و اعتقاداً.
المقالة في شكل منسق
اضغط هنا;glhj td ld.hk hghujrh] (1- Hig hgskm , hg[lhum)
المفضلات