كلنا سلفيون
كتبه محمد الشيخ
ـ إن الزمان زمان غربة. غربة الإسلام بين المنتسبين إليه و غربة المسلم بين أهله المسلمين . حيث أخبر النبي (صلي الله عليه وسلم) حيث قال: "إن الدين بدأ غربياً وسيعود غريباً فطوبي للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي" .
(صحيح) انظر حديث رقم : 1580 في صحيح الجامع ، عن أبي هريرة
ولأن المسلم الملتزم بدينه غريب بين أهله. و محارب من ذويه . أخذ يبحث عن أشباه له يحبون هذا الدين أو أحبوه وعاشوا عليه وماتوا من أجله .
وبعد البحث
وجد جيلاً عظيماً فريداً كان كذلك .
جيل عاش بالإسلام . وللإسلام .. عاش الإسلام صافياً نقياً فعملوا به حتي ارتقوا به فارتقي بهم رقياً بلغ الآفاق ، ومنهم من مات ومنهم من ابقاه الله حياً ، حتى رأي رايات الإسلام خفاقة عالية
هذا الجيل هو جيل الصحابه \"رضي الله عنهم\" المتمثل في المهاجرين والأنصار . قال تعالي: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }(التوبة/100)
هذا الجيل أحبهم الله ورضي عنهم حيث قال تعالي: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }(الفتح/18) .
ثم جعلهم قدوه وأسوة لمن بعدهم .. حيث قال تعالي للصحابه الكرام في الوحي الصادق لنبيه المصطفي (صلى الله عليه وسلم) : { قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(البقرة/136) .
أمرهم سبحانه بهذه العقيدة ، فاعتقدوا ما أمرهم الله تعالى به ، فرضي الله تعالى عن عقيدتهم وعبادتهم وأخلاقهم وسلوكم واتباعهم لرسوله (صلى الله عليه وسلم) ، وتطبيقهم لهذا الدين وفهمهم له ، فأمر من جاء بعدهم بأن يؤمنوا بمثل إيمانهم .
حيث قال تعالي: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(البقرة/137)
فلابد من الإيمان بمثل إيمان الصحابه .
ولابد من العمل كعمل الصحابه والسلوك كسلوك الصحابه والجهاد كجهاد الصحابه ..
فالصحابه هم سلف هذه الأمة الصالح .
حيث قال عنهم رسول الله \"صلي الله عليه وسلم\" :: \" خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ وَشَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ \" . (صحيح) انظر حديث رقم : 3294 في صحيح الجامع. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
ـ ما الواجب عند الإختلاف القدري:ـ
قدَّر الله تعالي على الناس حدوث الإختلاف بينهم .
فقال عزوجل: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) } (الليل/4-10) (سورة الليل)
يبين سبحان إن عمل الناس لمختلف بين عامل للدنيا وعامل للآخرة
وقال تعالي: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} (هود/118-119)
فكيف نعرف الحق عن الإختلاف . وكيف نسير على الهدي عند كثرة الآراء والأفكار؟
ولقد حل لنا رسولنا الكريم هذه الإشكاليه حيث أمرنا باتباع سنته و سنة الصحابه (رضي الله عنهم) .
حيث قال في خبره عما سيحدث في آخر الزمان :
قال (صلى الله عليه وسلم): افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. (صحيح) انظر حديث رقم: 2042 في صحيح الجامع.
ففي هذا الحديث الواضح البين أمرنا رسولنا الكريم وهو المشفق علينا وهو يحب الهدي لنا .
أمرنا بالعودة إلي \"ما كان عليه هو وأصحابه\" يعني لابد أن نلزم غرزهم ونسير على نهجهم... الذي هو سبيل المؤمنين الصالحين الذين \"رضي الله عنهم وضوا عنه\" حيث قال عنهم الله : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }(النساء/115)
وسبيل المؤمنين هو سبيل الصحابه الكرام \"رضي الله عنهم\" الذين هم سلف هذه الأمة الصالح . نسأل الله أن يحشرنا معهم.
* إذن السلفية:
ـ هي الإسلام الصافي .
ـ هي الإسلام الغض الطري الذي لم تشبه شائبة بدعه أو ضلاله أو إنحراف .
إذن السلفية : هي الإسلام الذي عليه السواد الأعظم من المسلمين الذين لا يعرفون إلا الإسلام . فلا يعرفون هذه الأفكار المستوردة من الغرب الكافر أو الشرق الملحد ... فلا يعرفون الليبرالية أو الإشتراكية أو القومية أو الماركسية أو غير ذلك .
وعلى ذلك فالسلفية هي الإسلام و الإسلام هو السلفية .
وبالتالي كلنا سلفيون طالما نحن جميعاً نعمل بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله\"صلي الله عليه وسلم\" بفهم سلف هذه الأمة الصالح \"رضي الله عنهم\"
وصلي الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين;gkh sgtd,k
المفضلات