( قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه ، وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع ، لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه ، فأخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح ، فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون ، أجابوه يسوع الناصري ، قال لهم يسوع أنا هو ، وكان يهوذا مسلمه أيضاً واقفاً معهم ، فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا علي الأرض ، فسألهم أيضاً من تطلبون ، فقالوا يسوع الناصري ، أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو ، فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون ، ليتم القول الذي قاله أن الذين أعطيتني لم أهلك منهم أحداً .
ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمني ، وكان اسم العبد ملخس ، فقال يسوع لبطرس اجعل سيفك في الغمد ، الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها ، ثم إن الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع وأوثقوه ، ومضوا به إلى حنان أولاً لأنه كان حما قيافاً الذي كان رئيساً للكهنة في تلك السنة ، وكان قيافاً هو الذي أشار على اليهود أنه خبر أن يموت إنسان واحداً عن الشعب ) (ص 18 : 1 - 14) .
( فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه ، أجاب يسوع أنا كلمت العالم علانية ، أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً ، وفي الخفاء لم أتكلم بشيء ، لماذا تسألني أنا ، ولما قال هذا لطم يسوع واحد من الخدام ، كان واقفاً قائلاً أهكذا تجاوب رئيس الكهنة ، أجابه يسوع إن كنت قد تكلمت مرديا فاشهد على الردى وإن حسناً فلماذا تضربني ، وكان حنان قد أرسله موثقاً إلى قيافاً رئيس الكهنة ) (ص 18 : 19 - 24) .( ثم جاءوا بيسوع من عند قيافاً إلى دار الولاية ، وكان صبح ، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا ينجسوا فيأكلون الفصح ، فخرج بيلاطس إليهم وقال أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان ، أجابوا وقالوا له لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك ، فقال لهم بيلاطس خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم ، فقال له اليهود لا يجوز لنا أن نقتل أحداً ، ليتم قول يسوع الذي قال مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت .
ثم دخل بيلاطس أيضاً إلى دار الولاية ودعا يسوع وقال له أنت ملك اليهود أجابه يسوع أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني . أجابه بيلاطس ألعلي أنا يهودي ، أمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إلى ، ماذا فعلت ، أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم ، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود ، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا ، فقال بيلاطس أفأنت ذا ملك ، أجاب يسوع أنت تقول أني ملك ، لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق ، كل من هو من الحق يسمع صوتي ، قال له بيلاطس ما هو الحق ، ولما قال هذا خرج أيضاً إلى اليهود وقال لهم أنا لست أجد فيه علة واحدة ، ولكم عادة أن أطلق لكم واحداً في الفصح ، أفتريدون لكم ملك اليهود ، فصرخوا أيضاً جميعهم قائلين ليس هذا بل باراباس ، وكان باراباس لصاً ) (ص 18 : 28 - 40) .( فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده ، وضفر العسكر أكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه وألبسوه ثوب أرجوان ، وكانوا يقولون السلام يا ملك اليهود ، وكانوا يلطمونه ، فخرج بيلاطس أيضاً خارجاً وقال لهم ها أنا أخرجه إليكم لتعلموا أني لست أجد فيه علة واحدة ، فخرج يسوع خارجاً وهو حامل أكليل الشوك وثوب الأرجوان ، فقال لهم بيلاطس هو ذا الإنسان ، فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين أصلبه أصلبه ، قال لهم بيلاطس خذوه أنتم واصلبوه لأني لست أجد فيه علة ، أجابه اليهود لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله ، فلما سمع بيلاطس هذا القول ازداد خوفاً ، فدخل أيضاً إلى دار الولاية وقال ليسوع من أين أنت ، وأما يسوع فلم يعطه جواباً ، فقال له بيلاطس أما تكلمني ، ألست تعلم أن لي سلطاناً أن أصلبك وسلطاناً أن أطلقك ، أجاب يسوع لم يكن لك سلطان على البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق ، لذلك الذي أسلمني إليك له خطية أعظم ، من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب أن يطلقه ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين إن أطلقت هذا فلست محباً لقيصر ، كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر .
فلما سمع بيلاطس هذا القول اخرج يسوع وجلس على كرسي الولاية في موضع يقال له البلاط وبالعبرانية جباثاً . وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة ، فقال لليهود هو ذا ملككم ، فصرخوا خذه خذه اصلبه ، فقال لهم بيلاطس اصلب ملككم ، أجاب رؤساء الكهنة ليس لنا ملك إلا قيصر ، فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب .
فأخذوا يسوع ومضوا به ، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة ، حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا ويسوع في الوسط .
وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب ... وكان مكتوباً يسوع الناصري ملك اليهود.فقرأ هذا العنوان كثيرون من اليهود لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة ، وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية ، فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس لا تكتب ملك اليهود بل أن ذاك قال أنا ملك اليهود ، أجاب بيلاطس ما كتبت قد كتبت . ثم إن العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسماً ، وأخذوا القميص أيضاً ، وكان القميص بغير خياطة منسوجاً كله من فوق ، فقال بعضهم لبعض لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون ، ليتم الكتاب القائل اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة . هذا فعله العسكر .
وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية . فلما رأي يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هو ذا ابنك ، ثم قال للتلميذ هو ذا أمك ، ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته .
بعد هذا رأي يسوع أن كل شيء قد كمل فلكي يتم الكتاب قال أنا عطشان ، وكان إناء موضوعاً مملوا خلاً ، فملأوا إسفنجه من الخل ووضعوها على زرفا وقدموها إلى فمه ، فلما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل ونكس رأسه وأسلم الروح .) (ص 19 : 1 - 30) .vhfuhW : Yk[dg d,pkh ,vHdi tn rqdm hgwgf
المفضلات