بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى منه وحده المدد والمعونه والصلاه والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه الغر الميامين الذى حمى بهم شريعة سيد الاولين والاخرين
احمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان سيدنا محمد عبده ورسوله سيد السادات وامام السعادات اخبر عن الفتن وحملها وجعل النجاة منها التمسك بكتاب الله وسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده اما بعد
فمنهجى الذى اتبناه هو التصوف(الصحيح) الخالى من البدعه والخزعبلات التصوف الذى يزكى النفس ويجعلها كما يرضى المولى تصوف الاستقامة الذي يدعو صاحبه لمجاهدة النفس لكي يرتقي سلوكها.
- اما التوسل
فالتوسل اخى هو طلب حصول منفعة ( كالتوسل بجاه النبى ليغفر الله لى) من الله بذكر اسم نبى اكراما للمتوسل به.
واحب ان اوضح استاذى الفاضل انه لا دليل يمنع التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم ســواء دليل قطعى او دليل ظنى وكما تعلم ان الدليل القطعى هوا الذى يثبت الحلال والحرام قطعيا دون شك ودون مناقشه مثل الزنا والخمر وغيره ومنكره كافر اى منكر تحريم الزنا كافر لان ورد فى تحريمه دليل قطعى واما الدليل الظنى فهو ما اختلف فى مدلوله الفقهاء والعلماء ولا يكفر من فسرها لغة وان حدث فيها خلاف مثل قوله تعالى فى سورة الطلاق "والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء" فمن الفقهاء من قال بان القرء هو الطهر ومنهم من قال بانه الحيض فلا نكفر من قال بانه الحيض ولا نكفر من قال بانه الطهر. اى لا يطلق الحكم على شىء بالتحريم الا بدليل قطعى اما اذا اطلق الحكم بدليل ظنى فلا يكفر منكره.
وانتظر منك دليل واحد صـــــــــــــــــريح يدل على حرمة التوسل.
* اما عن ادله جواز التوسل:
اخرج عدة من الحفاظ من الترمذي قال : حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن أبى جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف : (( أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعوه بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربى في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في)) .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .[3]
واخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدورى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبى جعفر المدينى قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف : (( إن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ادع الله أن يعافيني فقال ان شئت أخرت ذلك وهو خير وان شئت دعوت قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلى ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول اللهم أنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد أنى توجهت بك إلى ربى في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في وشفعني فيه)) .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في التلخيص .[4]
وأخرجه في عدة مواضع بالمستدرك بأسانيد أخرى قال في أحدها : (( هذا حديث صحيح الإسناد.
*وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى مجموعه المؤلفات القسم الثالث ص68
قال : الفرق ظاهر جدا ، وليس الكلام مما نحن فيه ، فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين ، وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم و أكثر العلماء ينهى عن ذلك و يكرهه ، فهذه المسألة من مسائل الفقه ، وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه ، فلا ننكر على من فعله ، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد و لكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر و يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصا له الدين لا يدعو مع الله أحدا و لكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين أو يقصد قبرا معروفا أو غيره يدعو عنده لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين فأين هذا مما نحن فيه.
فهل توافق على انه مساله فقيه ولا ينكر على من فعله؟
ونحن نقر بان النفع والضر بيد الله ولا نجعل معه شريك
ومن الأدلة على جواز التوسل الحديث الذي رواه الطبراني وصححه والذي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم الأعمى أن يتوسل به فذهب فتوسل به في حالة غيبته وعاد إلى مجلس النبي وقد أبصر، وكان مما علمه رسول الله أن يقول: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمدٍ نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي (ويسمي حاجته) لتقضى لي
و أخرج البخاري في صحيحه بالإسناد عن أنس بن مالك :
(( أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا أستسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال : فيُسقون)) .[7]وايضا حديث استسقاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالعباس الذى قال فيه اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا ونا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا , قال فيسقون.
أخرجه البخاري في صحيحه بالإسناد عن أنس بن مالك
وقد صرح جمع من علماء السنة منهم الألباني والإرناؤوط والحاكم والذهبي والترمذي وغيرهم من العلماء بصحة هذا الحديث وبهذا الحديث تصريح واضح بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم الصحابة كيفية التوسل وان التوسل مشروعيته ثابتة في القرآن والسنة النبوية .
وقد صرح الإمام احمد بجواز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فهل نفهم اكثر من الامام احمد؟
يتبع
المفضلات