الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
نتابع الموضوع
قال القس أنطونيوس فكري ما معناه أن كاتب سفر الملوك الأول يكتب بنظام تأريخ يختلف عما يكتب به كاتب سفر أخبار الأيام
ولذلك فإن العام 16 من ملك آسا عند كاتب سفر الملوك هو نفسه العام 36 من ملك آسا أيضا عند كاتب سفر الأيام
أولا ... طبعا هذا يضرب وحدة الكتاب في مقتل ... تلك الوحدة التي يحدثنا عنها مرقص عزيز في كتابه (استحالة تحريف الكتاب المقدس) ... فهو يقول
1- الكتاب المقدس فريد فى وحدته : فقد كتبه حوالى أربعين رجلاً على مدى قرابة 1600 سنة، وذلك من أماكن مختلفة من ثلاث قارات العالم القديم... وتنوعت مهنة كل كاتب وظروف الكتابة، ومع ذلك خرج الكتاب المقدس فى وحدة كاملة وتناسق بديع يدل على أن وراء هؤلاء الكتبة جميعاً روح واحد هو روح الله القدوس.
فنقول له ... يا مرقص يبدو أن كاتبي سفر الملوك والأيام لا يخضعان لهذه الوحدة الفريدة والتناسق البديع !
كيف يكون الكتاب من عند الله وكل كاتب يكتب (بمزاجه)؟؟؟
ثانيا ... وهي المعضلة التي لا حل لها ... سنقبل - فرضا - صحة تفسير القس أنطونيوس فكري ... وسنسلم - جدلا - بأن السنة المرجعية لكاتب سفر أخبار الأيام الثاني تلي السنة المرجعية لكاتب سفر الملوك الأول بعشرين سنة (وبذلك تكون السنة 16 من ملك آسا عند كاتب سفر الملوك هي نفسها السنة 36 من ملك آسا عند كاتب سفر الأيام)
فتعالوا نختبر هذه القاعدة على حدث آخر مذكور في نفس السفرين لنر النتيجة
الحدث الذي سوف نجري إختبارنا عليه هو (ملك أبيا على يهوذا)
يقول سفر الملوك الأول الإصحاح الخامس عشر :
1 وفي السَّنةِ الثَّامِنةَ عشْرَةَ لِلمَلِكِ يَرُبعامَ بنِ ناباطَ، ملَكَ أبـيَّامُ على يَهوذا،
2 ثَلاثَ سِنينَ بِأُورُشليمَ، وكانَ اسمُ أمِّهِ مَعكَةُ بِنْتُ أبشالومَ
سؤال : متى ملك أبيا (وهو نفسه أبيام طبقا لقاموس الكتاب المقدس) على يهوذا حسب سفر الملوك؟؟؟
جواب : في السنة الثامنة عشرة من ملك يربعام
إذا فلو كان كلام القس أنطونيوس فكري صحيحا في موضوع إختلاف طريقة الكاتبين في التأريخ لكان من المفترض أن تكون سنة ملك الملك أبيا على يهوذا هي السنة الثامنة والثلاثين من ملك يربعام طبقا لحساب كاتب سفر أخبار الأيام
تعالوا نسأل سفر أخبار الأيام عن سنة تولية أبيا
الإجابة في العدد الأول من الإصحاح الثالث عشر من سفر أخبار الأيام الثاني
1 وفي السَّنةِ الثَّامِنةَ عَشْرَةَ لِلمَلِكِ يَرُبعامَ ملَكَ أبـيَّا على يَهوذا
2 ثَلاثَ سِنينَ بِأورُشليمَ. وكانَ اسْمُ أُمِّهِ ميخايا بِنتَ أوريئيلَ مِنْ جَبْعةَ
السنة الثامنة عشر من ملك يربعام أيضا !!!
فهذه هي المعضلة يا كرام
إما أن التفسير صحيحا وكلا الكاتبين يتبع نظام تأريخ وسنة مرجعية مختلفة عن الآخر ... فيكون ساعتها هناك خطأ في سفر أخبار الأيام الثاني لما أخبر عن تولية الملك أبيا !
أو أن التفسير مخطئا وكلا الكاتبين يتبع نفس طريقة التأريخ والسنة المرجعية ... فيكون الملك بعشا قد قاتل آسا ملك يهوذا بعد عشر سنين من موته !
ثعبانان يلتهم كل واحد منهما ذيل الآخر ... وخياران أحلاهما مر ... وكلاهما دليل قاطع على التحريف
فأي الأمرين يا ترى يفضل معتنقوا الكتاب المقدس؟؟؟
صدق الله العظيم
(وَلَو كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ إِخْتِلافاً كَثِيراً)
المفضلات