3-هل سبق قوم لوط البشرية فى الفاحشة؟
الاجابة نعم بغض النظر عن تاريخ ظهور الشذوذ الجنسى لان الملحد الموهوم توهم ان مشكلة قوم لوط هى فى اتيان الذكران فقط ثم توهم ان هذا سبب تهويل القرأن الكريم لاسبقيتهم فى الفجور على العالمين ولو قرء الجاهل صحيح كلام الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وكلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واؤكد على كلمة صحيح فقد لاحظت كثير الوضع على النبى صلى الله عليه واله وسلم والصحابة والتابعين اثناء بحثى اما الصحيح من قولهم فهو يتفق مع العقل باذن الله جل وعلا ولم لا وهم الاقرب الى الوحى والنبوة وهولاء الذين هم من قُرء القرأن الكريم فى بيوتهم وكانوا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولو طالع المسارع فى الكفر هذا المحققَ من كلام السلف فى مسألة قوم لوط لاراح نفسه من عذاب الدنيا والاخرة.قال جل وعلا فى سورة العنكبوت
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)
الايات الكريمات السابقات تعطى انطباعا ان اسبقية القوم فى الفجور على غيرهم لم تكن فى الاسبقية الاولية او التاريخيةلارتكاب الفواحش ولكن فى الجهر والعموم بهذه الفواحش فقطع الطرق مثلا كان معروفا منذ وجود بنى ادم على الارض ولكن القوم الفجرة قد جعلوا قطع الطرق والاعتداء قانونا لهم ولاحول ولا قوة الا بالله جل وعلا فسبقوا غيرهم. و لنا تساؤل فنحن نعلم أن قوم لوط هلكوا الا النبى لوط صلى الله عليه وسلم وال بيته فقط فماذا عن كل نساء وفتيات القرية؟هل كلهن نجون مع النبى لوط صلى الله عليه وسلم؟ لا لماذا؟لأن الله جل وعلا اخبرنا بمن نجا فى سورة الذاريات فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) ولا ننسى أن قوم لوط كانوا يعرفون الله جل وعلا فهلاكهم ليس لعبادة الاوثان قال جل وعلا فى سورة هود على لسان لوط صلى الله عليه وسلم يذكرهم بألههم
وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78)
فما هو الذنب العظيم الذى ارتكبته نساء قوم لوط؟وهل القرأن العظيم يذكر لنا هلاك قوم دون سبب؟ الحقيقة ان اتيان الفاحشة المذكورة فى القرأن الكريم هو فى الحقيقة رمز لاتيان الادبار كما قال ابن عباس رضى الله عنهمافقد كان القوم يأتون ادبار الرجال والنساء ايضافهذه سابقة على من سبقهم بل هناك من زعم بتقدم الثانية على الاولى كما سنرى بأذن الله جل وعلا.روى السيوطى رحمه الله تعالى عن طاوس رحمه الله تعالى أنه سئل عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها؟ قال : إنما بدء قوم لوط ذاك ، صنعته الرجال بالنساء ثم صنعته الرجال بالرجال[13].
وفى تفسير الاية 165 من سورة الشعراء قال مجاهد رحمه الله تبارك وتعالى: { وَتَذَرُونَ ما خَـلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أزْوَاجِكُمْ } قال: تركتـم أقبـال النساء إلـى أدبـار الرجال وأدبـار النساء[14].
وفى تفسير الاية 82 من سورة الاعراف قال مجاهد رحمه الله تبارك وتعالى { إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } قال: إنهم أناس يتطهرون من أدبار الرجال وأدبار النساء[15].
عن علي رضى الله عنه وارضاه أنه قال على المنبر : "سلوني "فقال ابن الكواء : تؤتي النساء في أعجازهن؟ فقال علي :" سفلت سفل الله بك ، ألم تسمع إلى قوله { أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}"[16]والسؤال المنطقى لماذا لجأ على رضى الله عنه وارضاه الى القرأن الكريم ولم يجب ابن الكواء بحديث النبى صلى الله عليه واله وسلم ؟وقد كان على رضى الله عنه وارضاه يحب الجدال بالسنة فقد قال لابن عباس رضى الله عنهما عن الخوارج" لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال أوجه ، ذو وجوه ، تقول ويقولون، ولكن حاججهم بالسنة ، فانهم لن يجدوا عنها محيصا"[17]او لماذا لم يجب بقوله تبارك وتعالى فى سورة البقرة{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) }ولماذا لم يقل لابى الكواء قوله تبارك وتعالى فى سورة البقرة222{ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ}فهذا دليل قاطع على أن المراد بالاية الكريمة السابقة كما تواتر عن اهل العلم ادبار الرجال والنساء عند قوم لوط وليس ادبار الرجال فقط لانهم جامعوا ادبار نساؤهم ورجالهم فسبقوا العالمين فى الفجور ويشهد لفهم على رضى الله عنه وارضاه قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هي اللوطية الصغرى . يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها[18] ونضيف هنا ان النبى صلى الله عليه واله وسلم كان يفرق بين عمل قوم لوط وبين انواع الشذوذ الاخرى فطالما اسمى وطء دبر المرأة باللوطية فهو الوحى الذى انبأه ان اتيان ادبار النساء من فعل قوم لوط فتجد فى الاحاديث الشريفة تطابقا بين ذم لواط ادبارالرجال ولواط ادبار النساءوهذا يشهد لرواية طاوس وغيره من التابعين[19]وبهذا التواتر فى الخبر عن الصحابة والتابعين تكون صورة قوم لوط قد اكتملت وسبب عذابهم قداتضح وسبب هلاك نساء قوم لوط قد اتضح واسبقية هولاء قد ظهرت .من كل ماسبق نقول نعم كان قوم لوط هم اول من ارتكب الشذوذ مع الرجال والنساء فى التاريخ فلم يكونوا اول الفحشاء تاريخيا ولكنهم سبقوا فى درجة الفحش وتقدموا فى تقنين المعصية فحتى لو فرضنا جدلا ان المراد بالعالمين هم الامم السابقة رغم مخالفة ذلك للقرأن الكريم وفهم سلف الامة فقد تقدم قوم لوط على سابقيهم من الامم ايضا فى ابتداع انواع جديدة من الفواحش مع الرجال والنساءوسبقوهم فى المعاصى والجرائم فصدق الله العظيم.
[13]الدر المنثور-تفسير سورة الاعراف-الاية80-اصل الرواية عند ابن عساكر وابن ابى الدنيا ولها شاهد لتابعى اخروطريق الرواية عند ابن ابى الدنيا فى ذم الملاهى فيه محمد بن مسلم وهو ضعيف فى حفظه وان كان شاهدها الاخرعن أبي صخرة جامع بن شدادضعيفا ولها شاهد ثانى عن حذيفة وهو ضعيف ايضاولللقصة شاهد ثالث عن ابى حمزة ولكن اسناده فيه ضعيف ايضاوللرواية شاهد رابع عن عطاء رحمه الله تبارك وتعالى عند الخرائطى فى المساوىء ونقلهاعبد الرحيم بن حسين فى كتابه اتحاف النبلاء بأدلة تحريم المحل المكروه من النساء ص55لكن تعدد الطرق يقوى الرواية كما ان بعض هذه الطرق عن التابعين قد حسنها البعض ولكن ما يخصنا هو تعدد الاقوال فى امر اتيان النساء عند قوم لوط فطالما تعددت الروايات فى امر فان له اصلا باذن الله جل وعلااماالرواية نفسهاعن طاوس عند السيوطى فهى بتحقيق الدكتور عبد الله التريكى وقد سكت عنها فجزاه الله تبارك وتعالى خيرا ولكن الصواب ان نقول ان الرواية فى سندها معنعن وان كان لها اصل عند اهل العلم وله شواهد يشد بعضها بعضا تؤكد فهم السلف لحدوث الشذوذ للنساء عند قوم لوط وليس الرجال فقط فهذا يثبت صدق القرأن العظيم فى اسبقية قوم لوط على العالمين بل ربما على البشرية فلم تكن فكرة وطء المرأة من الدبر قد عرفت الا فى مراحل تالية من التاريخ.
[14]اصل الرواية فى تفسير الطبرى لاية الشعراء165 وقد صححها صاحب التفسير الصحيح-ج4- سورة الشعراء.
[15]اصل الرواية فى تفسير الطبرى لاية الاعراف82 وتقبلها ابن كثير رحمه الله تعالى فى تفسيره وقال لها شاهد مما رُوى عن ابن عباس وقد قبلها الدكتور محمد عبد السلام ابوالنيل فى كتابه تفسير الامام مجاهد بن جبر.وتعليقى على كلام ابن كثير رحمه الله تبارك وتعالى اقول نعم هناك شاهد للرواية هذه الى ابن عباس رضى الله عنهما وارضاهما ولكن رواية ابن عباس رضى الله عنهما وارضاهما من طريقين احدهما طريق ضعيف جدا عن ابى صالح والطريق الاخرلرواية ابن عباس رضى الله عنهما وارضاهمافيه الحسن بن عمارة وقد عنعنه البعض خصوصا طريقه الى الحكم الى ابن عباس ومنه هذا الطريق فيكون طريق الرواية الثانى في اسناده نظروهناك طريق ثالث عند ابن ابى حاتم ان ابن عباس رضى الله عنهما وارضاهما قد حدد فاحشة قوم لوط بانها اتيان الادبار ولكن الرواية لم تحدد اى ادبار؟ اما طرق الرواية نفسها الى مجاهد رحمه الله تبارك وتعالى فتكاد تكون متواترة فقد تعددت طرقها فى كتب السنن والاثار الى مجاهد رحمه الله تبارك وتعالى من طريق القاسم وسفيان وابن جريج ولا اظن ان مجاهد رحمه الله تبارك وتعالى يكرر قولا الا اذا كان قداخذه من معلمه حبر الامة وترجمان القرأن ابن عباس رضى الله عنهما وارضاهما وكلامه عن قوم لوط لا يكون الا اسرائيلات او اثر من كلام النبوة عن استاذه رضى الله عنه وارضاه وقد بحثت فى مرويات ابن اسحاق وكعب الاحبار رحمهما الله تعالى فلم اجد شاهدا واحدا عن ممارسة قوم لوط للفاحشة مع النساء عندهما فيتبقى امامنا الطريق الثانى والاثر الاخير عن على رضى الله عنه وارضاه والذى جئنا مسبقا بشواهد اخرى من كلام التابعين تعضده يحسم الامر بأذن الله جل وعلا فاجماع كل هولاء لابد انه خبر موقوف من اثر النبوة باذن الله جل وعلا.
[16]اصل الرواية عندابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقى فى سننه (انظرتفسير ابن ابى حاتم الاعراف80والسنن الكبرى باب وطء النساء من الدبر)والرواية من طرق كلها من طريق الصلت بن بهرام وقد وجدت نقل الحافظ بن حجر ينقل اقوالالابى داوود توثقه-انظر تهذيب التهذيب باب الصاد-وفى البحث على النت فى موقع موسوعة الحديث وجدت توثيق عدد غير قليل من اهل العلم له كالدارقطنى وابن حنبل وابن شاهين وبن عيينة والبخارى وابن معين وغيرهم وزيادة فى تأكيد صحة الرواية فقد قبلها محقق كتاب المهذب فى اختصار السنن الكبرى للذهبى رحمه الله تعالى برقم 11228.
[17]اصل السند عند ابن سعد فى الطبقات ونقله السيوطي في الإتقان من طريقين عن ابن عباس رضى الله عنهما وارضاهماعن علي رضي الله عنه ج1/ص409 إلى ص417.والرواية تقبلها اهل التاريخ والتحقيق بالقبول.
[18]الرواية حسّنها الامام الالبانى رحمه الله تبارك وتعالى فى صحيح الترغيب برقم2425
المفضلات