أخــتي الفــاضــلة
أذكــرك ونفســي بقــول رســولنــا الأكــرم صــلى الله علــيه وســلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )
وفي معنــاه الشــيء الكثــير ممــا ذكــرتي فالصمت في حــد ذاتــه يبقي الحــال عــلى مــا هي عليــه أي لا يضــر فيـزيد الأمــر ســوءا ، ولكن يبقى أن نكمــل المنهــج الذي ســنه خــير الخــلق عــليه أفضــل الصــلاة والســلام بقـوله فــلا يؤذ جــاره ، أي يكف الأذى عن الناس عمــوما فالمسلم من سلم الناس من لســانه ويده والجــار أولى الناس لقــربه و دوام قربــه ولمــا له من حــق ، ثم قـوله فليكــرم ضــيفه وفي هــذا بــذل المعــروف لمن اســتجار بك فأصــبح جــارا أو من طمــع في ضيــافتك فوجب الإحســان إليــه إذ الإكتفــاء بالصــمت وحــده لا ولن يكــفي ،
فالمطــلوب التحــلي بالخــلق الحــسن ( فــلا يؤذ جــاره ) أي لا يظـهـر منـه خـلق يسـيء لســمعته فهــو يمثــل الإيمان لذلك بدأ الحديث ( من كان يؤمن بالله ) فيكـون متحمــلا مســؤوليتــه تجــاه هــذا الإيمــان وهي الأمــانة التي عرضت عــلى السـماوات والأرض والجــبال فأبيــن أن يحمــلنها وأشــفقن منهــا ،
وكذلك بــذل الإحســان قدر المســتطاع لمن يكتنف بيــتك ( فليكــرم ضــيفه ) ويدخــل في معــنى الضــيف الأهــل والولــد فهم ودائــع اســتأمنهــا خــالقها لديك فهم كالضــيف والأقربــون أولى بالمعــروف ذلك في كتــاب الله ،
والثــالث الصــمت عنــد عــدم إســتطاعة الكــلام وذلك لتفصــيله عــليه الصــلاة والســلام بقـوله ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال ذرة ) فهــذا شــرح صـريح لعــلاقة الصــمت بالإيمــان في الحــديثــين ،
هــذا وأســتغفر الله والله أعــــلم
أقــــدم للصمـــت إحتـــرامي
رد مع اقتباس
ضوابط المشاركة
المفضلات