تاريخ غارق في الدماء وملطخ بالعار!
تاريخ النشر : 03/04/2010 - 07:34 م
شعبان عبد الرحمن
يتوقف المرء كثيراً أمام تاريخ الكنيسة الغربية ودورها في المجتمع الإنساني، وقد دفعني إلى ذلك ظاهرة "شذوذ الكهنة والقساوسة" التي تزلزل تلك الكنيسة من الداخل، ويتناولها الإعلام الغربي بصورة واسعة. والسؤال الذي يشغل المرء منذ تفجر فضائح الشذوذ بين قيادات الكنيسة في الغرب هو: هل يمكن أن يُرتجى خير للبشرية من أناس بهذا الوصف؟! لا شيء! لقد تم اختطاف الكنيسة منذ قرون حتى أصبحت مطية وأداة للحملات الاستعمارية والمخططات اليهودية والأندية الماسونية، وليس ذلك من عندي.. فالمفكر التركي هارون يحيى يؤكد في كتابه "ما وراء أستار الإرهاب": "إن هذا الموقف للفاتيكان والكنيسة ليس في الحقيقة سوى استمرار لعملية تشويه المسيحية التي بدأها اليهودي "بولص" الذي أدخل فكرة التثليث إلى الدين المسيحي". وقد كانت الماسونية تمثل العدو الأكبر للفاتيكان منذ القدم، وأصدر البابا منشوره المعروف ضد الماسونية عام 1738م، والذي قال فيه: "إن جميع الماسونيين دون أي استثناء يحاولون إلحاق الضرر بالمسيحيين، وذلك ببذل الجهود لإبعادهم عن الطريق الحق الذي أرشدنا إليه السيد المسيح"، لكن الماسونية لم تملّ من محاولات احتواء الكنيسة، وحققت في سبيل ذلك نجاحاً كبيراً، ويكشف كتاب "بابوات السوء" (BAD POPES) لمؤلفه (E. R. Chamberlin) أن وزير خارجية الفاتيكان "آجوستينو كسارولي" Agostino Casaroli هو من كبار الماسونيين، ثم اكتشاف علاقة وثيقة عام 1973م بين منظمة "جيش الخلاص" -المرتبطة بالكنيسة- والماسونيين، ثم اكتشاف ثلاثة محافل خاصة برجال الكنيسة موجودة في بريطانيا، وهذا ما حدا بأحد مفكري الكنيسة للقول بحسرة: "إن الخطر يكمن في أن أعدى أعداء المسيح هو الذي يوجه الكنيسة ويديرها"، وإثر انتخابه في 26 أغسطس 1976م اكتشف البابا "جون بول الأول" (يوحنا بولس الأول) تغلغل الماسونية الخطير في الكنيسة، حيث اكتشف وجود محفل ماسوني في قلب الفاتيكان باسم "محفل الفاتيكان الكبير"، وينتسب إليه 121 من أشهر الكرادلة ورؤساء الأساقفة، وعندما حاول تطهير الكنيسة من هؤلاء تم قتله بالسم ودفنه بسرعة، ولم يمكث في منصبه الجديد سوى 33 يوماً فقط، يقول طبيبه الخاص "جيوفانّي راما": لقد ذُهلت جداً، إذ لم يسمحوا لي بمشاهدة الجثة وفحصها". (كتاب Im Namen Gottes للكاتب الإيطالي ديفيد ياللوب).
لقد كانت الكنيسة حاضرة دائماً وبقوة مع حملات الغزو العسكري التي قامت بها الإمبراطوريات القديمة: البريطانية والفرنسية والبرتغالية والإيطالية، وهو الدور نفسه الذي تمارسه الكنيسة اليوم مع الإمبراطورية الأمريكية خلال غزوها الحالي للعراق وأفغانستان، وكان للكنيسة -وما زال- دور بشع خلال عمليات التنصير والتحكم في مصائر الشعوب، بل كان لها دور ريادي في عمليات إبادة جماعية بحق شعوب بأكملها.
يقيناً، لا أتجنى ولا أُزايد على هؤلاء، وإنما حقائق التاريخ هي التي تنطق بالحق، خاصة إذا كان الشاهد من أهلها، وأي شاهد..؟! قيادات من داخل الكنيسة!.. فخلال مراجعتي لأرشيف متخم عن تاريخ الكنيسة في الغرب وقع نظري على دراسة مهمة للراحل الصديق "أورخان محمد علي" -يرحمه الله- وهو كاتب تركي طالما اهتم بهذا الجانب المنسي في تاريخ الغرب والكنيسة، وتتضمن تلك الدراسة كتاباً للقس الإسباني (Bartolomede de Las Casas) أصدره في أواسط القرن السادس عشر، ويرصد فيه بأمانة مشاهداته للمذابح التي اقترفها الإسبان بعد اكتشافهم قارة أمريكا على يد القس "كريستوف كولومبس". يقول القس الإسباني في كتابه: "ما أن رأى الإسبان هذا القطيع الوديع من السكان المحليين حتى هجموا عليهم هجوم الذئاب المسعورة الجائعة، وهجوم النمور والأسود التي لم تذق طعم اللحم منذ مدة طويلة على قطيع الغنم، ولم يتوقف هذا الهجوم فيما بعد، بل استمر على المنوال نفسه حتى اليوم، لم يقم الإسبان هناك بشيء إلا بقتل وتقطيع أوصال السكان المحليين وتعذيبهم وظلمهم". "عندما احتل الإسبان جزيرة "هيسبانولا" Hispaniola -"هاييتي" كما تدعى اليوم- كان عدد نفوس السكان المحليين فيها ثلاثة ملايين نسمة تقريباً، أما اليوم فلا يعيش فيها منهم سوى 200 فرد". ثم يقول: "نتيجة للظلم الذي اقترفه المسيحيون الغربيون هناك خلال أربعين عاماً، والمعاملة غير الإنسانية مات أكثر من 12 مليون شخص، بينهم العديد من النساء والأطفال حسب أكثر التخمينات تفاؤلاً، أما تخميني الشخصي الذي أراه أكثر صواباً فهو موت 15 مليون شخص، ولي أسبابي المعقولة في هذا الخصوص"، ويضيف قائلاً: "لقد شاهدت جميع هذه الفظائع بعيني، ويا ليت الإسبان عاملوا هذا الشعب الساذج المطيع والصبور معاملتهم للحيوان، لم يعاملوهم حتى كحيوانات برية ووحشية، بل عاملوهم وكأنهم قاذورات متراكمة في الشوارع، لم تكن لهؤلاء السكان المحليين أدنى قيمة في نظرهم، لقد سار الملايين من هؤلاء إلى الموت دون أن يعرفوا ربهم" (يقصد أنهم لم يتحولوا إلى المسيحية ولم يعرفوا المسيح عليه السلام)!!
وبعد.. عندما يقف البابا معتذراً لليهود، وفي نفس الوقت يوجّه افتراءاته المعروفة للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، هل يكون ذلك غريباً عليه؟!
http://www.assabeel.net/ar/default.a...BTuWYPbprPc%3D
hgthjd;hk: jhvdo yhvr td hg]lhx ,lg'o fhguhv! - frglL aufhk uf] hgvplk
المفضلات