حتى لا تهدمي بيتك
كثيرٌ من الزوجات بسبب سوءِ تصرُّفها تسبِّب شقاءَها بنفسها، وتعلن نهايتَها بلسانها.
فكم من أسرة تحطَّمت وبيت تهدَّم بسبب تافهٍ، أو كان يمكن إصلاحه غير أن سوء التصرُّف ذلك منع من إصلاحه،
ووسَّع في فجوة الخلاف! ولا نبرِّئ الزوجَ إلا أن حديثنا متوجِّه للزوجة التي كانت السبب في هدم بيتها،
وذلك من خلال الوقوف تحت ظلال حديث من أحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الوارِفة،
نأتي منها بقبَس ينير لنا حياتنا أو يدلنا على شيء من ذلك؛ عن ابن عباس -رضي الله عنهما-
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمر -رضي الله عنه-: «ألا أخبرك بخير ما يكنز المرءُ؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حَفِظَته» [رواه أبو داود (1664)].
من الحديث السابق نلتمس هذه الإشارات التربوية التي نوجِّهها لكل زوجة ترغب أن تعيش سعادة الحياة الزوجية، وألا تكون هي السبب في تعاستها، ومن ذلك:
1 ــ اعرفي قيمتك:
من مشاكل بعض الزوجات أنهن لا يعرفن قدرهن، ولا يدرين مكانتهن عند أزوجهن، وخاصَّة إذا وافق ذلك -وما أكثرَه!- عدم تصريح الأزواج وذكر مكانة الزوجة؛ إما لخشيته من غرورها -كما يبرِّر البعض- أو حتى تعرف ذلك بنفسها، المهمُّ حديثنا عن تلك الزوجة التي لا تعرف قيمتها، فتتهاون في الحفاظ عليها بأخطاء تافهة أو خطيرة، إلا أن النتيجة نقصان قدرها عند زوجها حتى تصلَ في بعض الحالات إلى أن تفقد قيمتها نهائيًّا؛ فيبقى إمَّا أن يمسكها على مضضٍ لسببٍ ما كالأولاد أو غيره، وإما أن يقع المحذور وهو الفراق.
والمسألة لو انتبهت تلك الزوجة وعرفت كيف تحافظ على قدرها وقيمتها، لزادت وارتفعت منزلتها عند زوجها،
لكن يحصل أن ترتكب بعض الزوجات حماقات غير مبالية بزوجها، زاعمة -
أو هكذا يخيَّل لها- أنه لا يمكنه الاستغناء عنها، والزوجة عند زوجها كما قال الحبيب -صلى الله عليه وسلم- هنا:
«خير ما يكنز المرء»، فهي كنزٌ بل خيرُ الكنوز، هكذا كلُّ زوجة، فأنتِ كنز،
ومن صفات الكنز: أنه محفوظ ومختبئ لا يصل إليه كلُّ أحد، ولا ينظر إليه ولا يطَّلع عليه إلا صاحبه،
وإلا لما كان كنزًا، ولا صحَّ أن يسمى كنزًا، فلتتأمَّل الزوجة التي رَضِيَت بأن تخرج من خبئها وتظهر جمالها لغير زوجها الفرق، فبعد أن كانت كنزًا ثمينًا أصبحت سلعةً لأعين الناس،
وبالطبع صاحب الكنز سيحرِص على كنزه أشدَّ الحرص ويحافظ عليه ويحميه، بخلاف المال المشاع أو غير المحفوظ.
pjn gh ji]ld fdj;
المفضلات