أمن الدولة لزوجة بلال: أدفنوا# "‬الرمة#"

الخميس, 13 يناير 2011 12:30
حوار ـ حسام السويفي - علياء علي#:


#
»‬ادفنوا الرمة ده دلوقتي# ‬يا إما هندفنوا إحنا بمعرفتنا في# ‬مقابر الصدقة#« ‬كانت هذه الكلمات القاسية الغليظة هي# ‬آخر ما أطلقه# ‬ضباط أمن الدولة بالإسكندرية في# ‬وجوه أسرة سيد بلال


الشاب السلفي# ‬الذي# ‬لقي# ‬حتفه بعد# ‬48# ‬ساعة من ذهابه لمقر أمن الدولة#. ‬للتحقيق معه علي# ‬خلفية حادث تفجيرات كنيسة القديسين الذي# ‬أودي# ‬بحياة# ‬21# ‬قتيلا وخلف أكثر من# ‬100# ‬جريح كانت هذه الكلمات دافعا لتزايد# ‬غضب أسرة# »‬بلال#« ‬خاصة زوجته شيماء إبراهيم التي# ‬زادت شكوكها إلي# ‬حد التأكد من وفاة زوجها إثر التعذيب في# ‬أجواء# : ‬مريبة حاول الضابط# »‬غليظ القلب#« ‬ان# ‬ينهيها بدفن دليل جريمة متحملة في# ‬نظر أسرة# »‬بلال#« ‬والتعجل بدفن جثته مساء الخميس وليس عقب صلاة ظهر الجمعة الماضي# ‬كما أرادت الأسرة#. ‬وتؤكد# »‬شيماء#« ‬في# ‬حوار مع# »‬الوفد#« ‬ان زوجها ليست له علاقة بالسياسة ولا بنظام الحكم لافتة إلي# ‬أن زوجها كان# ‬يكره فقط الاحتلال الأمريكي# ‬للعراق،# ‬وأنه لم# ‬يكره# ‬يوما الأقباط وليست له علاقة بأحداث تفجيرات كنيسة القديسين وتكشف زوجة بلال في# ‬هذا الحوار عن مفاجأة حيث أكدت أن أجهزة الأمن عرضت دفع دية قدرها# ‬100# ‬ألف جنيه ومنحها شقة باسم نجلها فضلاً# ‬عن رحلتي# ‬حج لها ولوالدة# »‬بلال#« ‬نهاية هذا العام،# ‬مؤكدة انها لم تقبل العرض ولم ترفضه ولا تعلم ماذا تفعل حتي# ‬الآن،# ‬ووجهت رسالة خلال حوارها للأجهزة الأمنية أن# ‬يتركوها في# ‬حالها لتعيش بسلام مع طفلها وإلي# ‬نص الحوار#:‬

#* ‬في# ‬البداية كيف تم اعتقال زوجك؟


ـ زوجي# ‬لم# ‬يتم اعقتاله بل هو الذي# ‬ذهب بإرادته إلي# ‬مباحث أمن الدولة بالاسكندرية بعدما اتصل به ضابط بمباحث أمن الدولة صباح الثلاثاء قبل الماضي# ‬بمنزل والدته بينما لم# ‬يكن موجوداً# ‬وقتها حيث كان# ‬يجلس معي# ‬أنا وطفلي# ‬بلال# »‬عام وتسعة أشهر#« ‬عقب عودتنا من المستشفي# ‬بسبب معاناته من أمراض مرضية منذ الصباح وطالب الضابط والدة زوجي# ‬بإبلاعه بمثوله أمام مقر أمن الدولة في# ‬تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء# .‬


#* ‬وهل استجاب زوجك لاستدعاء الضابط عند عودته لمنزل والدته؟


ـ نعم فزوجي# ‬كان معتاد الذهاب لمنزل والدته صباح كل# ‬يوم للاطمئنان عليها،# ‬وهذا ما جعل ضباط أمن الدولة# ‬يتصلون بمنزل والدته للسؤال عنه،# ‬لكن زوجي# ‬اتصل بجهاز مباحث أمن الدولة واستأذنهم أن# ‬يتأخر ساعة نظراً# ‬لمواعيد عمله،# ‬وبعد ذلك أخذ زوجي# ‬إجازة من عمله في# ‬هذا اليوم وجلس معي# ‬أنا وبلال ليذهب إليهم في# ‬الموعد المحدد#. ‬


#* ‬نلحظ من كلامك أن ضباط أمن الدولة كانوا دائمي# ‬الاتصال به وان# »‬بلال#« ‬كان دائم التردد عليهم# .‬


ـ زوجي# ‬كان# ‬يخشي# ‬ان# ‬يقتحم جهاز أمن الدولة منزل الزوجية وينتهكوا حرمة بيته ويرعبوا طفلنا الصغير# ‬،# ‬كما أنه كان لا# ‬يرغب في# ‬المشاكل وكان مسالما#.



*‬لم تجيبي# ‬علي# ‬سؤالي# ‬بشكل واضح#.‬


#* ‬لا# ‬،# ‬كانت هذه المرة الأولي# ‬منذ الافراج عنه،# ‬ولكنه لم تكن مفاجأة له# ‬،لأنه منذ أن وقعت تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية،# ‬أخبرني# ‬ان أمن الدولة استدعي# ‬الكثير من السلفيين،# ‬وربما# ‬يستدعونه لوجود اسمه لديهم،# ‬ولذلك ذهب طواعية في# ‬نفس اليوم لانه كان جرئيا ولا# ‬يخشي# ‬إلا الله# .‬


#* ‬هل تم اعتقال زوجك قبل ذلك؟


ـ نعم لقد تم اعتقاله منذ ثلاث سنوات لمدة عامين كاملين وكان# ‬يتم الافراج عنه كل# ‬70# ‬يوما#.‬


#* ‬وما سبب اعتقاله؟


ـ ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه لمساعدته لصديق له في# ‬السفر إلي# ‬دولة العراق حتي# ‬يجاهد هناك ضد الاحتلال الأمريكي# ‬والبريطاني# ‬وهذا هو الاتهام الذي# ‬وجهته الأجهزة الأمنية لزوجي# ‬كمبرر لاعتقاله مع صديقه# ‬،# ‬والغريب أنه تم الافراج عن صديقه وبقي# ‬زوجي# ‬لمدة عامين في# ‬المعتقل دون محاكمة أو تهمة حقيقية ضده#.‬


#* ‬هل كان زوجك# ‬ينوي# ‬السفر إلي# ‬العراق لـ# »‬الجهاد#« ‬ضد الاحتلال الأمريكي#. ‬ـ



زوجي# ‬كان مسالما لأقصي# ‬درجة وكان# ‬يكره الاحتلال أمريكا وبريطانيا للعراق والعديد من الدول الإسلامية# ‬،# ‬إلا انه في# ‬الوقت نفسه كان# ‬يحب والدته وأشقاءه ويخاف عليهم،# ‬ولذلك كان من المستحيل عليه ان# ‬يفكر في# ‬أي# ‬عمل من الممكن أن# ‬يعرض والدته وأشقاءه لأي# ‬مضايقات أمنية،# ‬ولذلك فإن اتهامه بالسفر للعراق هو اتهام مفبرك ولا أساس له من الصحة#.‬


#* ‬ومن وجهة نظرك لماذا وجهت أجهزة الأمن إلي# ‬زوجك هذه التهمة واصرت علي# ‬اعتقاله# .‬


ـ اعتقد أن السبب في# ‬ذلك مساعدته لصديقه الذي# ‬كان# ‬ينوي# ‬بالفعل الذهاب للعراق،# ‬كما أن زوجي# ‬كان متدينا منذ طفولته وكان# ‬يحب شيوخ السلفية في# ‬الاسكندرية مثل الشيخ الدكتور# ‬ياسر برهان والشيخ محمد إسماعيل وغيرهما وكان دائم الحضور في# ‬جلسات الذكر الخاصة بهم وكان# ‬يطلق لحيته منذ بداية شبابه# ‬،# ‬كل ذلك جعل السلطات الأمنية تتهمه بأعمال لم# ‬يرتكبها ولم# ‬يفكر بها#.‬


#* ‬حديثنا عن تفاصيل ذلك اليوم منذ اتصاله بأمن الدولة حتي# ‬ذهابه إليهم ؟


#* ‬بعدما استأذن# »‬بلال#« ‬من عمله وأخذ أجازة استعد للذهاب لأمن الدولة في# ‬الوقت المحدد،# ‬وجلس معي# ‬أنا وابننا# »‬بلال#« ‬وتناول معنا الغذاء الأخير وعندما حانت صلاة العشاء صلي# ‬إماماً# ‬بوالدته في# ‬منزلها واخذت ومعنا طفلنا إلي# ‬منزل والدي# ‬الذي# ‬يبعد بضعة أمتار عن منزل والدته وطلب مني# ‬أن أحضر له# »‬بطانية#« ‬من المنزل حتي# ‬يأخذها معه لتحميه من البرد ثم ودعني# ‬أمام باب المنزل وقال لي# ‬إنه سيمر بشقتنا للاستحمام وتغيير ملابسه قبل الذهاب لأمن الدولة وودعني# ‬قائلاً#: ‬لا تقلقي# ‬علي# ‬وخللي# ‬بالك من نفسك وإن شاء الله سوف أعود بعد# ‬يومين،# ‬ثم فوجئت بأنه# ‬يخلع الخاتم الذي# ‬كان# ‬يلبسه ويعتز به جداً# ‬وهو خاتم من الفضة كان قد اشتراه منذ فترة كبيرة وأعطاه لي# ‬كتذكار،# ‬ثم طلب مني# ‬مفتاح شقة الزوجية وطلبت منه ان# ‬يتصل بي# ‬عند استقراره في# ‬أي# ‬قسم شرطة#. ‬


#* ‬هل انتهي# ‬الوداع بينكما بعد هذا ؟


#* ‬فوجئت بزوجي# ‬يقول لطفلنا بلال# » ‬خلي# ‬بالك من والدتك وخليك راجل#« ‬وللمرة الأولي# ‬أجد زوجي# ‬يتحدث فيها بهذه النبرة التي# ‬تبدو كوصية اكثر منها حديثا للوداع المؤقت،# ‬كما فوجئت بطفلنا# »‬بلال#« ‬يصرخ بشكل هستيري# ‬،# ‬وينطق لأول مرة# »‬بابا# .. ‬بابا#« ‬رغم أنه ومنذ ولادته لم# ‬يقل هذه الكلمة حيث# ‬يقول كلمة# »‬ماما#« ‬فقط وظل طفلنا بهذه الحالة منذ وداع زوجي# ‬لنا حتي# ‬الساعة الثانية بعد منتصف الليل#.‬


#* ‬هل انتاتك أي# ‬مشاعر# ‬غير# ‬معتاده في# ‬تلك اللحظة؟


ـ نعم شعرت وأنا أمشي# ‬بجواره في# ‬الطريق إلي# ‬منزل والدي# ‬أنها المرة الأخيرة التي# ‬نمشي# ‬في# ‬الشارع سويا وفي# ‬منتصف الليل أخذ الطفل# ‬يصرخ بشدة فشعرت أن زوجي# ‬في# ‬خطر وانتابني# ‬شعور بأن هناك شيئاً# ‬ما سوف# ‬يحدث له#.‬


#* ‬وماذا حدث في# ‬اليوم التالي# ‬لاعتقال زوجك؟


ـ ذهبت صباح الاربعاء إلي# ‬شقة الزوجية لأطمئن علي# ‬ان زوجي# ‬ارتدي# ‬الملابس التي# ‬نصحته بأن# ‬يرتديها قبل الذهاب لأمن الدولة ففوجئت بأن محتوياتها مبعثرة تماما ووجدت الكثير من أثاث الشقة مكسوراً،# ‬واختفاء الهارد ديسك الخاص بجهاز الكمبيوتر الشخصي# ‬لزوجي# ‬واخبرني# ‬الجيران بأن المباحث اقتحمت الشقة وقامت بتفتيشها ووجدت أيضا أن الأكسسورات الخاصة بي# ‬تم اختفاؤها فضلاً# ‬عن اختفاء بعض الملابس وجهاز بنت شقيقته الذي# ‬كان أمانة لدينا،# ‬كما وجدت الكتب الخاصة بزوجي# ‬ملقاة علي# ‬الأرض بطريقة عشوائية والغريب أن باب الشقة لم# ‬يكن مكسورا عند دخولها#.‬


#* ‬ولماذ لم تحرري# ‬محضر بسرقة هذه الاشياء وقتها؟


ـ لأن زوجي# ‬كان معتقلاً# ‬في# ‬أمن الدولة وخشيت أن أقوم بعمل مشاكل مع الأمن حتي# ‬لا تؤثر هذه المشاكل علي# ‬زوجي# ‬ويتم معاملته بشكل سيئ داخل المعتقل#.‬


#* ‬ماذا عن تفاصيل معرفتك بخبر وفاته؟


ـ منذ ذهاب زوجي# ‬لأمن الدولة وأنا لا أعلم عنه شيئاً# ‬حتي# ‬فوجئت بشقيقته الصغري# ‬تتصل بي# ‬في# ‬الساعة الحادية عشرة صباح# ‬يوم الخميس وهي# ‬تصرخ# »‬سيد مات في# ‬المستشفي#«. ‬ولم أصدق ما قالته،# ‬وقلت إن هذا الخبر من ألاعيب الأمن،# ‬ثم طلبت مني# ‬وهي# ‬تصرخ أن# ‬يحضر والدي# ‬اليها ليذهب مع زوجها خالد الشريف وشقيق زوجي# »‬إبراهيم#« ‬الي# ‬المستشفي# ‬للتأكد من خبر وفاة# »‬سيد#«.‬


#> ‬كيف جرت الأمور بعد ذهابهم الي# ‬المستشفي؟


#- ‬والدي# ‬ذهب للمستشفي# ‬ففوجئ بأن خالد الشريف أخبره أن مركز# »‬زقليح#« ‬الطبي# ‬القريب من قسم شرطة اللبان اتصل به في# ‬تمام الساعة السابعة صباح# ‬يوم الخميس وطلب منه الحضور بسبب أن سيد بلال في# ‬حالة متدهورة صحياً،# ‬وقال إنه عندما ذهب في# ‬الساعة السابعة صباحاً# ‬للمستشفي# ‬وجد ضابطا من مباحث قسم شرطة اللبان# ‬يطلب منه استلام جثة# »‬بلال#«‬،# ‬وهو ما رفضته الأسرة وطالبوا بمناظرة الجثة،# ‬فوجدوا بها آثار تعذيب شديدة وجروح في# ‬الجبهة# ‬تبدو وكأن طوقاً# ‬كان ملفوفاً# ‬حول رقبته وكدمات في# ‬الساعدين والقدمين وآثار تعذيب بالكهرباء في# ‬الجزء الأسفل من جسده حيث كان جسده ممزقاً# ‬من شدة الكهرباء التي# ‬تعرض لها خلال التعذيب،# ‬اطلع والدي# ‬علي# ‬تقرير المستشفي# ‬فوجده# ‬يؤكد ان سبب الوفاة هو سرعة دقات قلبه نتيجة لانخفاض حاد في# ‬الدورة الدموية واصفرار عام في# ‬الجسد،# ‬وأكد لي# ‬والدي# ‬أن زوجي# ‬دخل المستشفي# ‬وهو علي# ‬قيد الحياة كما قال له الأطباء الذين حاولوا انقاذه ببعض الإسعافات الأولية إلاّ# ‬انه لفظ أنفاسه الأخيرة حيث وجد والدي# ‬المستشفي# ‬مكتظفاً# ‬بالعديد من القيادات الأمنية من مباحث أمن الدولة وغيرها#.‬


#> ‬ولماذا لم تذهبي# ‬مع الأسرة؟


#- ‬لأنني# ‬لم أصدق أنه مات وقلت إنه ربما تشابه أسماء،# ‬والموقف كان صعباً# ‬عليَّ# ‬للغاية،# ‬ووجدت نفسي# ‬متوقفة تماما عن التفكير،# ‬ولم أصدق خبر وفاته لأن زوجي# ‬كان معي# ‬منذ# ‬يومين فقط قبل ذهابه لأمن الدولة وهو في# ‬صحة جيدة للغاية#.‬


#> ‬وماذا فعل والدك وزوج شقيقة بلال بعد تأكدهما من وفاته في# ‬المستشفي؟



رفضا استلام الجثة وطالبا بتشريحها،# ‬وذهبا إلي# ‬قسم اللبان وحررا محضراً# ‬يحمل رقم# ‬88# ‬لسنة# ‬2011# ‬إداري# ‬اللبان،# ‬اتهما فيه جهاز أمن الدولة بتعذيب زوجي# ‬حتي# ‬الموت لأنه آخر الجهات التي# ‬تحفظت عليه قبل وفاته،# ‬وكان والدي# ‬قد علم بشخصين مجهولين قاما بإلقاء زوجي# ‬أمام المستشفي# ‬فجر الخميس ووضعاه علي# ‬الرصيف وهربا#.‬


#> ‬وهل كنت تتفقين مع رأي# ‬والدك في# ‬تشريح جثة زوجك؟


#- ‬في# ‬البداية# .. ‬رفضت تشريح الجثة خوفاً# ‬من بهدلة زوجي# ‬ولانني# ‬أعرف أن الحق في# ‬هذه البلد ضايع،# ‬كما أن زوجي# ‬طول عمره وهو مستور في# ‬الدنيا وأردت أن استره في# ‬آخرته،# ‬ومع ذلك فإن المحامي# ‬العام قرر نقل الجثة الي# ‬مستشفي# »‬كوم الدكة#« ‬التي# ‬توجد بها المشرحة وتأخر حضور الطبيب الشرعي# ‬في# ‬صباح# ‬يوم الخميس إلي# ‬الساعة الرابعة عصر نفس اليوم،# ‬ثم حضر وسط حراسة أمنية مشددة#. ‬وجري# ‬إغلاق جميع أبواب المستشفي،# ‬ليبدأ تشريح الجثة حتي# ‬صلاة المغرب#.‬


#> ‬من حضر هذه الإجراءات عدا والدك وزوج شقيقة بلال؟


#- ‬حضر جميع أقارب زوجي# ‬وجميع أصدقائه والعديد من مشايخ السلفية أمثال الشيخ#: ‬ياسر برهان ومحمد إسماعيل،# ‬كما تجمع نحو ألف شخص أمام المستشفي# ‬وتمكنوا# .. ‬من إقامة صلاة الجنازة علي# ‬زوجي# ‬في# ‬المستشفي# ‬بإمامة الشيخ# ‬ياسر برهان،# ‬ولم تظهر نتيجة تشريح الجثة حتي# ‬لقائنا هذا#.‬


#> ‬وماذا احدث بعد تشريح الجثة؟


#- ‬طلبوا جميعهم أن# ‬يتم دفن زوجي# ‬عقب صلاة الجمعة حتي# ‬يحضر جميع أقاربه من الصعيد إلا أن الأمن رفض الطلب بشدة وقال أحد ضباط أمن الدولة إذا لم# ‬يتم دفن الجثة في# ‬الحادية عشرة مساء الخميس فسيتم دفنه في# ‬مقابر الصدقة ولن# ‬يعرف أحد مكان قبره،# ‬وكان# ‬يريد دفن جثة زوجي# ‬بأسرع وقت وكأنهم# ‬يتسترون علي# ‬جريمة قتل زوجي# ‬مع سبق الإصرار والترصد#. ‬في# ‬حين صرخ زميله#: »‬إذا ما دفنتوش الرمة دي# ‬دلوقتي# ‬هنأخذ الجثة ومش هتعرفوا لها طريق#«‬،# ‬وفي# ‬ظل هذه التهديدات من قبل ضباط أمن الدولة وافق الجميع علي# ‬أن# ‬يتم دفن الجثة وفتح المسجد المجاور للمقابر في# ‬الساعة العاشرة مساء وإقامة صلاة الجنازة مرة ثانية علي# ‬الجثمان وسط حصار عدد من القيادات الأمنية وقوات الأمن المركزي# ‬في# ‬حين حضر آلاف من أصدقاء زوجي# ‬ومعارفه وشيوخ السلفية للصلاة عليه بإمامة الشيخ# ‬ياسر برهان ثم تم دفنه# »‬بلال#« ‬بمقابر أبوالنور بحي# ‬الرمل وسط حراسة أمنية مشددة#.‬


#> ‬هل واجهت الأسرة متاعب أمنية بعد تقديم البلاغ؟


#- ‬نواجه تهديدات للتنازل عن المحضر،# ‬وأول هذه التهديدات هو تجهيز السلطات الأمنية قراري# ‬اعتقال لإبراهيم شقيق زوجي# ‬وخالد الشريف زوج شقيقة زوجي،# ‬الأمر الذي# ‬أصابني# ‬بالخوف من فقدان جميع أفراد أسرة زوجي# ‬وخشيت أن# ‬يؤثر ذلك علي# ‬نفسية والدة زوجي# ‬التي# ‬فقدت ابنها ومن الممكن أن تفقد ابنها الثاني# ‬وتوأم بلال إبراهيم#.‬


#> ‬في# ‬مقابل هذه التهديدات#.. ‬ألم تكن هناك أي# ‬إغراءات للتنازل عن البلاغ؟


#- ‬عرض الأمن علي# ‬توفير شقة باسم ابني# »‬بلال#« ‬ومنحي# ‬مبلغاً# ‬مالياً# ‬كبيراً# ‬قدره# ‬100# ‬ألف جنيه كدية عن قتل زوجي# ‬بطريق الخطأ ورحلتي# ‬حج آخر العام لي# ‬ولوالدة# »‬بلال#«.‬


#> ‬وهل أبلغوكي# ‬أن دفع الدية سيتم بطريقة رسمية،# ‬ومن الذي# ‬سيدفع الدية؟# ‬


#- ‬الضباط أبلغوني# ‬أنهم قرروا جمع مبلغ# ‬الدية من جيوبهم الخاصة مقابل تسوية الموضوع والتنازل عن البلاغ#.‬


#> ‬وهل قبلتم هذا العرض أو تتجهون لقبوله؟


#- ‬لا أعلم ماذا أفعل حتي# ‬الآن،# ‬ولكنني# ‬أحب أن أقول إن مال الدنيا كلها لا# ‬يساوي# ‬خلية واحدة من جسد زوجي#.‬


#> ‬معني# ‬ذلك سترفضين الدية؟


#- ‬لقد سألت بعض المشايخ فأكدوا لي# ‬أنه من حقي# ‬ان آخذ الدية بعد مقتل زوجي# ‬عمداً،# ‬وأكدوا لي# ‬أن هذا حلال شرعاً# ‬ولا حرمة فيه،# ‬ولذلك فمن الممكن أن أقبل الدية لأنها حقي# ‬وحق لطفلي# ‬بلال،# ‬كما أنني# ‬لا أريد لطفلي# ‬أن# ‬يتعذب مرة أخري# ‬بفقدان عمه الذي# ‬شبه والده لأنه توأمه،# ‬كما أن إبراهيم شقيق زوجي# ‬وخالد الشريف هما الرجلان المتبقيان بالعائلة ولا أريد أن أعرضهما لمصير زوجي#.‬


#> ‬هل كان زوجك# ‬يتحدث في# ‬بعض الأمور السياسية معكِ# ‬أو# ‬يعترض علي# ‬الوضع الحالي# ‬للنظام والسلطة الحاكمة؟


#- ‬زوجي# ‬كان لا# ‬يحب الحديث في# ‬السياسة وشعاره دع الملك للمالك،# ‬وكان متفرغا لطاعة الله وخدمته وكان# ‬يكره فقط احتلال الأمريكان لبعض الدول الإسلامية وعمره ما كره الأقباط ولا المسيحيين ولا تحدث عنهم بطريقة# ‬غير لائقة#.‬


#> ‬ما هي# ‬أهم الصفات التي# ‬كانت تميز زوجك بخلاف إنه كان متديناً؟


#- ‬كان سيد بلال صبوراً# ‬وشديد التجمل،# ‬وكريم جداً،# ‬وضحوكاً# ‬وكان حلمه ان# ‬يؤمن مستقبل طفلنا ويعيش مستوراً،# ‬وكان# ‬يرضي# ‬بمعيشته رغم راتبه الضئيل#.‬


#> ‬ماذا كان# ‬يعمل زوجك؟ وكم كان# ‬يتقاضي؟


#- ‬زوجي# ‬عمل في# ‬جميع الأعمال منذ أن كان عمره# ‬12# ‬عاماً،# ‬عقب وفاة والده في# ‬هذه السن الصغيرة حيث عمل عجلاتي،# ‬وبقال،# ‬كما حصل علي# ‬دبلوم صنايع،# ‬وكان# ‬يفهم في# ‬جميع أعمال السباكة وعندما تزوجني# ‬كان# ‬يعمل في# ‬شركة بتروجيت# »‬كلحام#« ‬من الساعة السابعة صباحاً# ‬وحتي# ‬التاسعة مساء ولم# ‬يتجاوز راتبه# ‬700# ‬جنيه رغم أن عمله كان موسمياً# ‬فكان# ‬يعمل لمدة# ‬3# ‬شهور ويجلس شهرين بالمنزل ثم ترك عمله في# ‬بتروجيت مند شهرين وعمل في# ‬أحد المقاهي# ‬من الساعة الثانية ظهراً# ‬وحتي# ‬منتصف الليل فتحسن راتبه قليلاً# ‬في# ‬هذه الفترة#.‬


#> ‬كيف تعرفتي# ‬علي# ‬زوجك وكيف حدث الزواج؟


#- ‬تعرفت عليه عن طريق أحد أصدقائه،# ‬حيث أخبره بأن له جارة منقبة ومتدينة ومن أسرة ملتزمة فجاء إلي# ‬منزل والدي# ‬وخطبني# ‬دون أن# ‬يعرف اسمي# ‬ولا شكلي# ‬وتم اعتقاله بعد ذلك،# ‬فتم زفافنا في# ‬المعتقل بعد# ‬70# ‬يوماً# ‬من اعتقاله وأنجبت طفلنا# »‬بلال#« ‬ووالده مازال معتقلاً#.. ‬وقد أعجبت بزوجي# ‬عندما جاء لخطبتي# ‬رغم أني# ‬خريجة كلية التربية قسم أحياء بينما هو صاحب مؤهل متوسط ولكنني# ‬وجدته ملتزماً# ‬ورجلاً# ‬بمعني# ‬الكلمة وأعجبت بأخلاقه وكانت في# ‬نظري# ‬بمثابة دكتوراة فخرية#.‬


#> ‬هل اتصلت بك أي# ‬جهات أو منظمات حقوقية للتضامن معك؟


#- ‬اتصلت بي# ‬نقابة المحامين في# ‬القاهرة وأخبروني# ‬بأن هناك# ‬15# ‬محامياً# ‬تطوعوا للدفاع عن حق زوجي،# ‬كما أن هناك الكثير من المراكز الحقوقية اتصلت بي# ‬وأعلنت تضامنها#.‬


#> ‬هل تدين زوجك كان# ‬يتسم بالتشدد والمغالاة برأيك؟


#- ‬سأفاجئك بأن إبراهيم شقيق زوجي# ‬رغم انه توأمه وشبيهه كثيراً،# ‬لم# ‬يكن ملتحياً# ‬ولم# ‬يكن ملتزماً# ‬وكان مدخناً# ‬ولم# ‬يجبره زوجي# ‬علي# ‬الالتزام والتدين بل كان# ‬ينصحه باللين فقط#.‬


#> ‬ما الرسالة التي# ‬تريدين أن تقوليها لأجهزة الأمن الآن؟


# - ‬سيبونا في# ‬حالنا،# ‬وكفاية اللي# ‬عملتوه في# ‬زوجي# ‬وياريت# ‬يتركوا شقيق زوجي# ‬وبقية رجال الأسرة في# ‬حالهم ويتركوا طفلي# ‬بلال لمستقبله#.‬


#> ‬هل تخشين الآن أن# ‬يكبر ابنك علي# ‬نهج والده؟


#- ‬أتمني# ‬أن# ‬يكون طفلي# ‬بلال مثل والده في# ‬كل شيء وخاصة في# ‬تدينه وأخلاقه#.‬


المصدر :


جريدة الوفد : 15-1-2011

p,hv hg,t] lu .,[m sd] fghg