الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد :
إن أهل البدعة والضلال على مر تاريخ الإسلام لهم بحق من أكثر العوامل المشوهة للإسلام والمضلة لأهله ، لأن كثيراً من أبناء المسلمين يخدعهم زخرف القول لا سيما العامة منهم ، فهم لا ينظرون بعين البصير المدقق لكل دعوة وفرقة ناشئة ، بل يقتصر نظرهم وحكمهم على ما زخرفته الفرق من أقوال ، وكما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( نحن قوم إذا انخدعنا بالله خدعنا ) ، فكل طائفة تلبس دعوتها نوع من الألبسة الإسلامية أو العلمية فإنها تروج على عموم المسلمين ، حتى يقيض الله لها من يكشف سترها ، ويعري حقيقتها ، ويبين للناس عن وجهها الكالح ، ليشموا نتن معتقدها ويلمسوا إلى أي مدى انحطت في دركات الضلال ، هذا ينطبق على أغلب الفرق الضالة التي تتخذ من الشبة منطلقاً لها ، أما الفرق التي ترتكز على الشهوات في إضلال الناس فهذه لا يحتاج الناس إلى من يكشف لهم عن هويتها فضلالها ظاهر لكل ذي عينين .
وبما أن مشكلتنا على مر التاريخ ولا زالت هي مشكلة أرباب الشبهات ، لذا لا بد من العمل الدائم لكشف شبههم وتفنيد آراءهم ، والقيام بذلك خير قيام كما قام به الأئمة الأعلام من قبل ، الذين تصدوا لكل نابتة خبيثة فاقتلعوها من جذورها ليرموا بها في مزبلة التاريخ .
ولقد ظهر في هذا العصر ثلة من المتعالمين ، الذين تلقوا أصولهم من أسلافهم المعتزلة والخوارج فبثوا ضلالاتهم على الناس ، وجادلوا منافحين عن باطلهم ، وهذا ليس غريباً فكل صاحب بدعة جلد لنشر بدعته ، ولكن الغريب فيهم أنهم رموا من تصدى لهم بما هم أحق به وأهله ، فكل من رد عليهم وألقمهم الحجر تلو الحجر تفنيداً لباطلهم ، لم يصنعوا لرد تكل الحجارة عن أفواههم إلا أن يرموا أهل الهدى بألقاب ومسميات لا يعلمون أصلها ولا حقيقتها ، فحينما أعيتهم الحجة فزعوا إلى غيرها وأطلقوا الألقاب على خصومهم ظناً منهم أن هذا سيجدي في رد الحق وإظهاره ، ولو تمعنوا في تاريخ أسلافهم المبتدعة لتيقنوا أن وصفهم لأهل السنة ( بالمشبهة و الحشوية و المجسمة ) وغيرها لم يرد الهدى والحق الذي عند أهل السنة ، لكن خلفهم لا زالوا يرددون ما ردده أسلافهم برمي أهل السنة بألقاب لم يعقلوا بعد معانيها .
ومن أهم تلك الألقاب التي طاروا بها كل مطير في هذه الأيام كلمة ( الحرورية ) ولا شك أنهم يعرفون ( الحرورية ) الأول ، ولكني على يقين أنهم لا يعرفون منهج ( الحرورية ) الأول ولا سبب ضلالهم ، وبياناً مني بأن اسم ( الحرورية ) هم أحق به وأهله أقول :
إن ( الحرورية ) فرقة ظهر أولها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقويت شوكتها في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فخرجوا عليه ، فقتلهم شر قتلة وكان قتله لهم كرامة له بأن انطبق عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أولى الطائفتين بالحق ، وقد سموا ( الحرورية ) نسبة إلى حروراء بلدة على بعد ميلين من الكوفة كانت مركز خروجهم ، على علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وسبب ضلالهم بأنهم ( قدموا العقل على النقل ) نعم هذا أصل ضلالهم ، والمتتبع لأحوالهم يعلم ذلك يقيناً ، فهم بذلك ردوا السنة الصحيحة لما قاسوها بعقولهم ، لذلك عرفهم ابن حجر [COLOR="rgb(46, 139, 87)"]وغيره بأنهم لا يعترفون بالسنة ، ومنشأ عدم اعترافهم بالسنة عقولهم ، فكفروا بالمعاصي بسبب عقولهم [/COLOR]، وكفروا علياً رضي الله عنه بعقولهم ، وقتلوا المسلمين ومستندهم عقولهم ، وكانت كل رزية يعملوا بها أو قول شنيع يأتوا به كان مرده عقولهم ، لذا عرفوا بهذه الصفة – أي عبادة الله بعقولهم - منذ خروجهم ، وقد فسر علي رضي الله عنه قوله تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) [COLOR="rgb(46, 139, 87)"]قال أنتم يا أهل حروراء . [/COLOR]
روى البخاري في صحيحه عن قتادة قال حدثتني معاذة أن امرأة قالت لعائشة أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت فقالت أحرورية أنت ( [COLOR="rgb(46, 139, 87)"]كنا نحيض مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا يأمرنا به أو قالت فلا نفعله[/COLOR] ) .
وفي رواية مسلم أن معاذة هي التي سألت فقالت سألت عائشة .. الححديث وفيه .. ( فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) .
فانظر كيف قالت عائشة لمعاذة أحرورية أنت ؟ بسبب سؤال واحد فهمت منه أنها قدمت على النص عقلها فوصمتها بأنها حرورية ، ففهمت منها أنها تقصد أن قضاء الصلاة أهم من قضاء الصيام ، فبما أن الحائض أمرت بقضاء الصيام فمن باب أولى أن تؤمر بقضاء الصلاة لأنها فريضة أعظم من الصيام ، هذا ما يهدي العقل إليه حينما يقدم على النص ، فلما بدى الأمر وكأن معاذة تجاوزت النص إلى العقل ، قالت لها عائشة أحرورية أنت ؟ لأن التحكم بالنصوص أو ردها من منطلق عقلي هو من دأب الحرورية .
فكان مشتهراً في الزمن الأول أن كل من قدم عقله على النص فهو حروري ، لذا لما ردت عليها عائشة لم تبطل عقلها ولكن قيدته بقيود النص فقالت فكنا ( نؤمر ، ولا نؤمر أو فلا يأمرنا ) فهذه ألفاظ شرعية ينبغي إلغاء الاعتراضات العقلية عندها لأنها تفيد الوجوب والتحريم ، إن ما أمر به النص يقدم حتى ولو كان العقل لا يدرك الحكمة من ذلك ، وهذا قول علي رضي الله عنه حينما قال ( لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه ، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح أعلى الخف ) هذا هو هدي المهتدين حينما يوقفون إعمال عقولهم مع وجود النص ، فإذا وجد النص الثابت فلا مجال للعقل في قبوله ورده أو تحريفه أو تمييعه ، فعلي يثبت هنا أن العقل يقول بخلاف النص ولكن لا عبرة بخلاف العقل إذا وجد النص .
والحرورية أيضاً لما خرجوا على علي رضي الله عنه أرسل لهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يناظرهم ، فكانت حججهم مرتكزة على أقيسة عقلية فاسدة ، هي التي جرتهم إلى البدعة والخروج ، فأول حججهم في تكفير علي رضي الله عنه والخروج عليه أنه حكم الرجال وترك تحكيم كتاب الله !! ، فكان رد ابن عباس عليهم من القرآن فقط أي أرجعهم للنص الذي يحكم العقل فقال لهم ، الله حكم الرجال في خصام الزوجين بقوله (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) وصير حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب في جزاء الصيد بقوله ( ياأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة ) فهذه بالنسبة لهم حجة دامغة وكأنما إفاقة من سبات ، رغم أنهم قوم يحقر الصحابة صومهم وصلاتهم وتلاوتهم عند صومهم وصلاتهم وتلاوتهم إلا أنهم قوم لا يفقهون ، فكم مرة تلوا هذه الآيات وكم مرة أبصروها في مصاحفهم ولكن بسبب إعمال عقولهم على النصوص لم تكن مثل هذه الآيات تردهم عن غيهم ، فلما استحلفهم ابن عباس هل تعلمون حكم الرجال في إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل ، أم في أرنب وبضع امرأة ؟ قالوا بل هذه ، فقال هل خرجت من هذه قالوا نعم ، أي اقتنعوا لما أرجعهم ابن عباس إلى النص وأبطل مفعول عقولهم الذي طغى على النص ، فبالنص جعل العقل يشهد للنص .
وحجتهم العقلية الثانية التي خرجوا بها على المسلمين واستباحوا دمائهم :
قولهم إن أمير المؤمنين قاتل وقتل ولم يسب ولم يغنم فإن كانوا مؤمنين فلم حل لنا قتالهم وقتلهم ولم يحل لنا سبيهم ؟ وهذا مجرد قياس عقلي فاسد لأنهم ظنوا بعقولهم تلازم القتال مع التكفير فكل من يقاتله الإمام فهو كافر ، فما كان من حبر الأمة إلا أن يردهم إلى النص كعادته ، فقال وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة رضي الله تعالى عنها ؟ فوالله لئن قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام ، ووالله لئن قلتم لنسبينها ونستحل منها ما نستحل من غيرها لقد خرجتم من الإسلام ، فأنتم بين ضلالتين لأن الله عز وجل قال ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) ، فكان إلزام ابن عباس لهم بالنص أمراً محيراً حقاً ليس لهم معه إلا أن يعلنوا عن بطلان مفعول عقولهم ، فلما قال لهم أخرجت من هذه – أي في رد الشبهة واقتنعتم – قالوا نعم .
أما الشبة العقلية الثالثة :
فقولهم عن علي رضي الله عنه أنه محا عن نفسه أمير المؤمنين فإنه إن لم يكن أمير المؤمنين فإنه لأمير الكافرين ، وعجباً لهذا القياس السقيم عندهم فعقولهم تفرض أمرين لا ثالث لهما ، بتفسير قضية فرعية واحدة جعلتها عقولهم من الأصول التي لا يجوز الخلاف فيها ، فهذه العقول تستعظم ما كان دقيقاً وفي نفس الوقت تستحقر ما كان عظيماً ، فهذه العقول التي استعظمت محو علي رضي الله عنه لكلمة أمير المؤمنين ، هي نفس العقول التي استباحت دماء المسلمين وبقرت بطون الحوامل في الطرقات ، فما أعظم الضلال حينما تصبح العقول هي مدار التكليف ، ولكن حينما أوردوا على ابن عباس ترجمان القرآن هذه الحجة بأن علياً محا نفسه .. ماذا رد عليهم ؟ لا شك أنه سيعيدهم إلى النص مرة أخرى ، ولكن هذه المرة نص مختلف ليس نصاً قرآنياً بل إنه نص نبوي صحيح تعبدنا الله به ، وهو لا يقل أهمية عن نصوص القرآن من حيث التكليف ، وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( أوتيت القرآن ومثله معه ) فهو المصدر الثاني للتشريع ، ومن أنكره فقد كفر ، ولا يلزم أن يكون الإنكار صريحاً بل يكفي بأن يلمح لعدم فائدة الحديث في التشريع فيكفر ، وهذا النص النبوي رد به ابن عباس على هؤلاء الحرورية ليبطل شبهتهم العقلية الفاسدة فقال لهم إن النبي لما صالح قريشاً قال لعلي اكتب ( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ) فقال المشركون لو نعلم أنك رسول الله لما قاتلناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إنك تعلم أني رسول الله امح يا علي واكتب هذا ماصطلح عليه محمد بن عبد الله ) ، فقال ابن عباس لهم : فو الله لرسول الله خير من علي وقد محا نفسه .
وبهذه النصوص الواضحة الصريحة يكون ابن عباس رضي الله عنه عالج أمراضهم التي كان سببها أنهم قدموا عقولهم على النصوص فضلوا ، ولما أعادهم وذكرهم بالنصوص ثابوا إلى رشدهم فرجع منهم بعد المناظرة ألفان ، وخرج الباقي فقتلهم علي رضي الله عنه .
وكذلك لما كفروا المسلمين بالكبائر قاسوا بعقولهم أن كل عقوبة من الله تقتضي النار يلزم منها أن كل محكوم له بالنار فهو كافر ، أنظر لهذا التوجيه العقلي للمسائل ، فعقولهم الفاسدة لا تعرف إلا التلازم ، فكما حكموا على علي بالكفر بلازم الأفعال ، كذلك حكموا بكفر مرتكب الكبيرة المتوعد بالنار أنه كافر مخلد لأن النار لا يدخلها إلا كافر ، فالصحابة ومن بعدهم من أهل السنة لم يكونوا يوجهون المسائل أو يصدرون الأحكام وخاصة ما يتعلق بحكم الآخرة إلا بمستند شرعي قطعي الثبوت والدلالة ، أما الحرورية فعقولهم قطعية الثبوت والدلالة وهي كافية عندهم لفهم الشريعة بغير نصوص ، وكافية أيضاً لإصدار الأحكام وعبادة الله من منطلق عقلي مجرد وهذا والله إنه لعين الضلال .
ولما أوردوا هذه الشبهة – أي خلود العصاة في النار – على جابر رضي الله عنه ، رد عليهم كما رد عليه ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين ، أي رد عليهم بالنص فقط ، قد روى مسلم عن يزيد الفقير قال كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس إلى سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإذا هو قد ذكر الجهنميين – أي بأنهم يخرجون من النار إلى الجنة إذا نالوا جزاءهم – فأنكر عليه يزيد هذا القول ، وزعم أنهم يخلدون فيها ، ولكن جابرا رد عليه بنص سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم أذهب الله بهذا النص حيرة هؤلاء الخوارج فقال ( [COLOR="rgb(65, 105, 225)"]... أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها قال يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم قال فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس[/COLOR] ) فرجعنا – أي الخوارج - قلنا ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد أو كما قال أبو نعيم .
وبهذا يتضح جلياً من أحق الناس باسم ( الحرورية ) في هذا العصر ، أهم علماء السنة الذين لم يخرجوا عن النصوص قيد أنملة ؟ ولم يعتدوا بعقولهم ليتخذوها أدلة وهادية ؟ إن كان علماء العقيدة ( حرورية ) لأنهم كفروا من نص الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كفره ، فإذن مذهب أهل السنة وسلفهم من الصحابة ( حروري )!! وهذا وربي هو البهتان العظيم ، إن هؤلاء الذين اتخذوا عقولهم مدار التكليف والهدى فقبلوا من النصوص ما وافقهم وردوا وأولوا ما لم تقبله عقولهم أو تدركه ، إن هؤلاء هم أحق الناس باسم ( الحرورية ) لوجود قاسم مشترك بينهم وبين الفرقة الأولى ، وهو اتخاذ العقل دليلاً فوق النص ، ومن أوضح القياس قياس الشبه ، وكيف يقاس شيء بآخر لا يشبهه لا في علة ولا حكم ولا حكمة ، إنما الحق أن يقاس الشيء بما يشبهه فعندما نقول ( الحرورية ) هم الذين حاكموا النصوص إلى عقولهم الفاسدة ، نقول كذلك [COLOR="rgb(0, 100, 0)"]كل من حاكم النص إلى عقله فرد النصوص أو حرفها إلى معنى بعيد ساقط [/COLOR]، فهو من ( الحرورية حقاً ) .
فقلي بربك من توقف في حديث ( أبي وأباك في النار ) وهو عند مسلم ، ومن رد حكم الردة عن المرتد الذي لا يدعو إلى الردة بسبب عقلي فاسد ، أهو إلى الحرورية أقرب أم إلى أهل السنة إذا كان هذا منهجه ؟ ومن قال إن أبا هريرة يروي أحاديث يأبها الذوق السليم لما فيها من قذارة ويقصد حديث الذبابة ، فهل هذا منهجه سني أم حروري عندما حكم ذوقه في النص ؟ من قال إن أدسون ( مخترع المصباح ) يستحق الجنة عقلاً حتى لو لم يستحقها شرعاً لأنه نور العالم ، هل نقول له إنه من أهل السنة والحروري من يخطئه ، أم أنه اتفق مع الحرورية في رد النص وقبول حكم العقل القاصر ؟ أليست هذه نزعات حرورية واضحة ؟ ولو أردت أن أستطرد في ذكر نماذج منهم لأطلت ، ولكن بالمثال يتضح المقال .
وبعد ذلك كله هل فهمت أخي الكريم معنى ( الحرورية ) ومن الذي ينطبق عليهم القول ( رمتني بدائها وانسلت ) ، لم يكن غريباً أن يرموا أهل السنة بالحرورية لأنهم عندما أحسوا أنهم أول المعنيين بهذا الاسم أرادوا تسجيل السبق ( التنابزي ) في الألقاب ليطلقوه على أهل السنة ليقطعوا الطريق على من أراد أن يصفهم به ظناً منهم أن هذا سينطلي على أهل السنة ، لأنهم ظنوا أن أهل السنة لا يعقلون وهم وحدهم الذين يعقلون !! .
ولكن ليعلموا أن إبليس هو أول من أراد أن يعبد الله بالعقل وليس بالنص ، فلعنه الله وأبعده من جنته ، فمن سلك درب إبليس فله ما له ، ومن سلك درب الذين قالوا ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) فلهم قول الله قد فعلت قد فعلت نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى .
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقوولlk il hgpv,vdm ?!
المفضلات