بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحباء
تناقل أعداء الإسلام شُبهة شِرك آدم - عليه السلام - بالله تعالى , وقد تبعه فى شركه زوجه حواء , وسنقوم بنسف تلك الشبهة بالأدلة القاطعة , بمالايدع ذرة شك فى توحيدهما.
نبدأ بعون الله ..
الآية الكريمة تقول
{فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} الأعراف 190
ما معنى الشرك المقصود فى الآية ؟!
قبل الإجابة يجب أن نعرف أن الشرك نوعان:
النوع الأول : شرك يخرج صاحبه من الملة , وهو الكفر بالله .
{ إن الله لايغفر أن يُشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء }
النوع الثانى: شرك لايخرج صاحبه من الملة , وهو الرياء والنفاق " الشرك الأصغر "
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((الطيرة من الشرك ، وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل ))
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1614
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
جامع البيان فى تفسير القرآن للطبرى
((ثم اختلف أهل التأويـل فـي الشركاء التـي جعلاها فـيـما أوتـيا من الـمولود، فقال بعضهم: جعلا له شركاء فـي الاسم. ذكر من قال ذلك.
حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا عبد الصمد، قال ثنا عمر بن إبراهيـم، عن قتادة، عن الـحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم، قال: " كانَتْ حَوَّاءُ لا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَنَذَرَتْ لَئِنْ عاشَ لَهَا وَلَدٌ لَتُسَمِّيَنه عَبْدَ الـحَرْثِ، فعاشَ لَهَا وَلَدٌ، فَسَمّتْهُ عَبْدَ الـحَرْثِ، وإنَّـمَا كانَ ذلكَ مِنْ وَحْيِ الشَّيْطانِ "
حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا معتـمر، عن أبـيه، قال: ثنا أبو العلاء، عن سَمُرة بن جندب: أنه حدث أن آدم علـيه السلام سمى ابنه عبد الـحرث.
قال: ثنا الـمعتـمر، عن أبـيه، قال: ثنا ابن عُلَـية، عن سلـيـمان التـيـمي، عن أبـي العلاء بن الشِّخيِّر، عن سمرة بن جندب، قال: سمى آدم ابنه: عبد الـحرث.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن داود بن الـحصين، عن عكرمة، عن ابن عبـاس، قال: كانت حوّاء تلد لآدم، فتعبِّدهم لله، وتسميه عبد الله وعُبـيد الله ونـحو ذلك، فـيصيبهم الـموت، فأتاها إبلـيسُ وآدمَ، فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش فولدت له رجلاً، فسماه عبد الـحرث.))
إذاً هذا شرك تسمية ولم يكن شرك عبادة
الجامع لأحكام القرآن للقرطبى
(({ فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا } واختلف العلماء في تأويل الشرك المضاف إلى آدم وحواء، وهي: ـ
الثالثة ـ قال المفسرون: كان شِرْكاً في التسمية والصفة، لا في [COLOR="red"]العبادة والربوبية[/COLOR. وقال أهل المعاني: إنهما لم يذهبا إلى أن الحارث ربهما بتسميتهما ولدهما عبد الحارث، لكنهما قصدا إلى أن الحارث كان سبب نجاة الولد فسمّياه به كما يسمِّي الرجل نفسه عبد ضيفه على جهة الخضوع له، لا على أن الضيف ربُّه؛ كما قال حاتم:وإني لَعبد الضّيف ما دام ثاوياً وما فيّ إلاّ تِيكَ من شِيمة العبدِ
هل مازال هناك شك أنهما لم يشركا شرك عبادة ؟!!
ولنقطع دابر الشك لنقرأ تفسير الزمخشرى فى الكشاف
(( جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء } أي جعل أولادهما له شركاء، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، وكذلك { فِيمَا ءاتَـٰهُمَا } أي آتى أولادهما، وقد دلّ على ذلك بقوله: { فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } حيث جمع الضمير. وآدم وحواء بريئان من الشرك. ومعنى إشراكهم فيما آتاهم الله: تسميتهم أولادهم بعبد العزى وعبد مناة، وعبد شمس وما أشبه ذلك، مكان عبد الله وعبد الرحمٰن وعبد الرحيم. ووجه آخر وهو أن يكون الخطاب لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم آل قصي ألا ترى إلى قوله في قصة أم معبد.فَيَا لَقُصَيّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُم بِهِ مِنْ فَخَارٍ لاَ يُبَارَى وَسُودَدِ
[marq="3;right;3;scroll"]فبهت الذى كفر[/marq]
وللتأكيد نأخذ معنى الشرك فى اللغة , النهاية فى غريب الأثر.
{ شرك } ( س ) فيه [ الشِّرك أخْفى في أمَّتي ( في الأصل : في أمتي أخفي . والمثبت من أ واللسان وتاج العروس ) من دَبِيب النَّمل ] يريد به الرِّياءَ في العَمَل فكأنه أشْرَك في عَمَله غَيرَ اللّه
- ومنه قوله تعالى [ ولا يُشْرِكْ بعبادةِ ربِّه أحدا ] يقال شَرِكْتُه في الأمر أشْرَكُه شِرْكة والاسمُ الشِّرك . وشاَرَكْته إذا صِرْت شَرِيكه . وقد أشْرك باللّه فهو مُشْرِك إذا جعل له شريكا . والشِّرك : الكُفر
( س ) ومنه الحديث [ من حَلف بغير اللّه فقد أشْرَك ] حيث جعل ما لاَ يحْلفُ به مَحلُوفا به كاسم اللّه الذي يكونُ به القَسَم
( س ) ومنه الحديث [ الطِّيَرة شِرْك ولكنَّ اللّه يُذْهبُه بالتَّوَكل ] جَعَل التطَيُّر شِرْكا باللّه في اعتقادِ جَلْب النَّفع ودفْع الضَّرَر وليس الكُفَر باللّه لأنه لو كان كُفْراً لما ذهب بالتَّوَكل
- وفيه [ من أعْتَق شِرْكاً له في عبد ] أي حِصَّة ونصيباً
( ه ) وحديث مُعاَذ [ أنه أجازَ بين أهلِ اليمنِ الشِّرْك ] أي الاشتراك في الأرض وهو أن يدفعها صاحبُها إلى آخر بالنِّصف أو الثلث أو نحو ذلك
( ه ) وحديث عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه [ إِنَّ شِرْك الأرضِ جائزٌ ]
- ومنه الحديث [ أعوذُ بك من شَرِّ الشيطان وشِرْكِه ] أي ما يَدْعو إليه ويُوَسْوِسُ به من الإشْرَاك باللّه تعالى . ويُرْوى بفتح الشين والراء : أي حَباَئِله ومَصاَيده . واحدها شَرَكة
( س ) ومنه حديث عمر [ كالطَّير الحَذِرِ يَرَى أن له في كُلِّ طريق شَرَكا ]
إذاً عرفنا الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر ( الذى لايُخرج صاحبه من الملة ) واخذنا أقوال المفسرين , واخذنا معنى الشرك فى اللغة.
فإذا كان لأعداء الإسلام رأى آخر فليُصرحوا به إذا أستطاعوا..:mfgkl:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..hgv] ugn afim: Yavh; N]l fhggi
المفضلات