المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم
لماذا أحبه ؟!!
أبكيتني والله يا حبيب ..
أقسم لك إنني لم أستطع أن أكتب ولا يستطيع أحد أن يكتب في ذلك وإنما هي
بضع كلمات تنهز شذرات من فيض من المشاعر في وجدان كل منا إلى حبيب الله صلى الله عليه
وسلم ..
قررت أن أطالع بعضا مما كتب في ذلك فوالله كل ما طالعته كنت قد طالعته من قبل عشرات المرات
لكن يا لهذه المرة !! بكيت وأنا أقرأ تلك الآثار المألوفة وكأنني أقرأها للمرة الأولى ..
لماذا أحبه ؟؟
هو يحبني يا حبيب أفلا أحبه أنا ؟؟!
أحبه الجماد يا حبيب ، أفلا أحبه أنا الإنسان ؟!!
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح كما يصيح الصبي ، فنزل إليه فاعتنقه ، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم: " لو لم أعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة ".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
ما أشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: " رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم".
وقول عيسى عليه السلام: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم "، فرفع يديه وقال: " اللهم أمتي.. أمتي ". وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل.. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.
وثيقة حبه.. وقعها بالدم
هانت عليه حياته في سبيل ذب النار عني أفلا تهون عليّ حياتي في سبيل حبه وذب السوء عنه ؟!!
- ففي الطائف وقف المشركون له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه.
- ومع بنى عامر بن صعصعة: يعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة، فيجيبونه إلى طلبه، وبينما هو معهم إذ أتاهم بيحرة بن فراس القشيري، فأثناهم عن إجابتهم له ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قم فالحق بقومك، فو الله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك، فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى ناقة فركبها، فغمزها بيحرة فألقت النبي صلى الله عليه وسلم من على ظهرها.
تصور حالته صلى الله عليه وسلم وقد قرب على الخمسين من عمره، ويسقط من ظهر الناقة ويتلوى من شدة الألم على الأرض، والارتفاع ليس بسيطاً، إنه يسقط على بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
- بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبى معيط فوضع ثوبه على عنقه، فخنقه خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر رضى الله عنه حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله ".
- وغير ذلك: يوضع سلا جزور على كتفيه صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وينثر سفيه سفهاء قريش على رأسه التراب، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلى الله عليه وسلم..
صبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله لأنه يحبنا.. أوذي وضرب وعذب.. اتهم بالسحر والكهانة والجنون.. قتلوا أصحابه.. بل وحاولوا قتله.. وصبر على كل ذلك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتق رقابنا من النار..
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟! أعرض عنه وأوليه ظهري ولا أحبه ؟؟!! بأبي هو وأمي ونفسي وروحي ، صلى الله عليه وسلم ..
إن مبعثه كان رحمة لنا وحياته كانت كلها لأجلنا ولأجل إنقاذنا من النار ، فهو كما يقول عن نفسه : ( مثلى كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها )
تمنى رؤيتي ، أفلا أتمنى لقاءه ورؤيته ؟!! " وددت أنى لقيت إخواني الذين آمنوا ولم يروني ".
هو وليي و ولي كل مؤمن : " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفى من المؤمنين فترك ديناً فعلى قضاؤه ".
صلى عليك الله يا نبي الله ..
صلى عليك الله يا حبيب الله ..
اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى .. اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى
المفضلات