كاتبة أمريكية تحدّث "العربية.نت" عن سعادتها بارتداء طفلتها للحجاب
أشياء صغيرة أشد تأثيراً من جاذبيات أمريكا
"معاملة زوجي عكست لي حقيقة الإسلام"
الكاتبة كريستا بريمر جاهزة تقريباً لتنطق الشهادتين
الكاتبة كريستا بريمر جاهزة تقريباً لتنطق الشهادتين
لندن - كمال قبيسي
إذا أردت أن تتعرف الى إنسان يُشعرك عبر الهاتف، ومن مسافة 9000 كيلومتر عن المنطقة العربية كمعدل، بأن شعرة صغيرة تفصله عن اعتناق الإسلام، فلن ترى أفضل من كاتبة أمريكية اسمها كريستا بريمر، فهي جاهزة تقريباً لتنطق الشهادتين، وقد تفعلها في أي لحظة وعن اقتناع عميق وإيمان أعمق.
وكانت "العربية.نت" اتصلت ببريمر ليلة السبت 24-7-2010 بعد اطلاعها على مقال لها نشرته في اليوم نفسه صحيفة "التايمز" البريطانية، التي لا تنشر مقالاً لأحدهم سبق ونشره في موقع آخر. لكن الصحيفة نشرته مع علمها بأن "سي.إن.إن" الأمريكية سبقتها ونشرته في موقعها على الإنترنت قبل 3 أشهر، كما هو منشور أيضاً في مجلة "ذي صن" الأمريكية التي تكتب فيها كريستا بريمر من حين لآخر.
وقد يكون السبب في نشر "التايمز" للمقال هو أن كاتبته أمريكية نالت جوائز عالمية عدة وتقبل بارتداء ابنتها للحجاب في وقت يفكرون بحظره في معظم دول العالم الغربي. كما أن المقال جميل حقيقة وجذاب وشفافيته شبه مطلقة، ومكتوب بأسلوب مباشر يستدرجك بحيث لا تتوقف عن قراءته إلا عندما تنهيه. مع ذلك، فهو يحمل صدمة لقرائه من أي نوع كانوا بدءاً من عنوانه: لماذا أسمح لابنتي بارتداء الحجاب.
في سطور قليلة من المقدمة تتحدث كريستا بريمر، البالغة من العمر 38 عاماً، عن ابنتها البكر، علياء، وكيف اعتقدت حين أبصرت النور في العام الذي حدثت فيه هجمات "القاعدة" بواشنطن ونيويورك قبل 9 سنوات، أن مباهج الحياة في الولايات المتحدة ستكون أقوى جاذب لتطبيعها بالروح والقيم الأمريكية.
وقادها هذا الاعتقاد الى الشعور بعزم واثق حملها بدوره على اتفاق من مادة واحدة مع زوجها الليبي الأصل، يقضي بإبعاد البيت عن أي مؤثرات دينية، أي لا مسيحية ولا إسلام، بحيث تختار الطفلة إيمانها الديني وفق قناعاتها، فهز زوجها الدكتور اسماعيل السويّح رأسه بعلامة القبول، ثم مضت الحياة روتينية مع العائلة التي انضم إليها عضو جديد أبصر النور قبل 5 سنوات واسمه خليل.
عودة للأعلى
أشياء صغيرة أشد تأثيراً من جاذبيات أمريكا
فجأة، وكان ذلك في صيف العام الماضي، قالت علياء الصغيرة لوالدتها الكاتبة الأمريكية: "أريد لبس الحجاب فهل تسمحين لي؟". وسيطرت الدهشة على الأم التي كادت تسرع لتجيبها بالرفض، لكنها استدركت وتذكرت الاتفاق الذي تعاقدت فيه مع زوجها، فتراجعت وأخبرتها أن بإمكانها ارتداءه اذا أرادت وليس هناك أي مانع.
بعدها راحت كريستا بريمر تتأمل وتفكر بالسبب الذي حمل الطفلة على التحجب والانجذاب الى مناخات ستبعدها عن الكثير من مباهج مدينة "كاربورّو" التي تقيم فيها العائلة بولاية كارولينا الشمالية، فاكتشفت أن أشياء صغيرة تجمعت من هنا وهناك في شخصية الطفلة، وكانت من النوع الذي لا يعيره البالغون أحياناً أي اهتمام، لكنها كانت أشد تأثيراً على علياء من جاذبيات أقوى دولة في العالم.
هذا ما كررته كريستا بريمر أيضاً وهي تحدّث "العربية.نت" عن ابنتها التي قالت إنها سعيدة باختيارها للحجاب "لأن هذه هي قناعاتها، وقد تتغير في المستقبل، إلا أن جذور هذا التحول الذي تعيشه الآن ستبقى فيه بالتأكيد"، على حد تعبيرها.
وقالت الكاتبة التي تكاد تنتهي من كتاب ستصدره عن علاقتها بالمسلمين وتجربتها معهم من خلال من تربطها بهم صداقة ومعشر يومي في كارولينا الشمالية، انها فخورة بابنتها الصغيرة التي أصبحت أكثر سعادة عما كانت عليه في الفترة التي سبقت ارتداءها للحجاب.
وشرحت أن الذي جذب ابنتها الى الحجاب ورموزه "هو المحيط العائلي الذي نعيش فيه كعائلة، فمعظم من تربطنا بهم صداقة هم من الأمريكيين المعتنقين الإسلام، لا يوجد عرب في المدينة التي نقيم فيها، والإيحاءات لابنتي جاءت من أبناء وبنات العائلات التي لنا معها صداقات ومعظم أفرادها من المسلمين الجدد. لكني ما كنت أعتقد أن تأثيرات هذا المحيط أقوى من تأثيرات أمريكا التي كنت أعتقد أنها أكبر جاذب في العالم".
وذكرت بريمر التي زارت ليبيا مرة واحدة فقط، قبل 5 سنوات، أن زيارتها للجماهيرية والبقاء هناك أياماً مع ابنتها في بيت عائلة زوجها "تركت في ابنتي أثراً عميقاً، فقد شعرت علياء هناك على الأرض بالحنان العائلي والتكاتف والحنو الوثيق بين أفراد العائلة الواحدة، وهو شيء مفقود تقريباً في أمريكا" كما قالت.
كما ألمحت الى إمكانية اعتناقها للدين الحنيف، وأنها ستكون سعيدة في ما لو أقدمت على الخطوة "لكني لم أفعلها بعد.. لقد قرأت القرآن وحفظت بعض آياته، وهو كتاب عظيم وتأثيراته حية وسريعة ومشحونة بروح إيمانية. وقد رأيت بنفسي أن الذين يعتنقون الإسلام هم أكثر حماسة لإيمانهم الجديد ممن ولدوا مسلمين"، في اشارة منها لأصدقائها الأمريكين في الولاية التي تقيم فيها.
وعادت الكاتبة وتحدثت عن ابنتها فقالت إنها قوية وذات عزيمة "وتقرأ القرآن وحفظت سورة الفاتحة قبل مدة غيباً، وهي تطلب دائماً من والدها تعليمها (#########، وأنا سعيدة لسعادتها، لأنها أصبحت ذات مبادئ سامية، فهي لا تأكل لحم الخنزير مثلاً وتصلي من حين لآخر، وكل هذا رائع وأقبله وأنا فخورة به لأنه قناعاتها".
عودة للأعلى
"معاملة زوجي عكست لي حقيقة الإسلام"
أما الذي جعل من الكاتبة الأمريكية ميالة للدين الحنيف فهي معاملة زوجها الذي وصفته برجل مثالي ونادر، "فمن معاملته لي واستقامته رأيت الإسلام كما هو في الواقع، لا كما في الكتب والمحاضرات، فكان لي كمرآة عكست لي حقيقة الإسلام وتجربتي مع معتنقيه، وكله سأنقله للقارئ الغربي في كتابي الجديد".
وبعد هذا الإطراء للزوج اتصلت "العربية.نت" بالدكتور إسماعيل السويّح لتنقل اليه أقوال زوجته عنه، ففرح بما سمع وقال: "أنا أيضاً فخور بها، وفخور برغبة ابنتي في ارتداء الحجاب.. صدقني لم أحدثها عن الإسلام ولا عن الحجاب أبداً، ويبدو أنها تأثرت بمن لنا علاقة بهم في الولاية، فنحن نعيش في مدينة جامعية تقريباً، ومنعزلين لأن عائلة زوجتي بعيدة عنها، كما أني بعيد عن عائلتي الموجودة في ليبيا".
وعبر الدكتور إسماعيل الذي زار ليبيا 5 مرات طوال 30 سنة من وجوده في الولايات المتحدة، عن سعادته بالتحجب المبكر لابنته، واعتبره عفوياً "وتم من دون أي تأثير مباشر من جانبي. وقد اعترف بأن التأثير كان مني إليها عن بعد، أي أنها كانت تراني أصلي 5 مرات في اليوم، وتراني أصوم، أو تراني ألتقي بالأصدقاء ومعظمهم من المعتقنين للإسلام فتتأثر من حيث لا أدري، حتى فوجئت بتحجبها".
والدكتور اسماعيل هو أصلاً من قرية "جنزور" التي أبصر فيها النور قبل 54 سنة. وكانت "جنزور" صغيرة على الساحل وأهلها كانوا صيادين للسمك حين هاجر منها الى الولايات المتحدة للدراسة، لكن امتداد طرابلس الغرب نحوها جعلها في ما بعد ضاحية من العاصمة الليبية، "لذلك أعتبر أن كل أفراد عائلتي يقيمون في عاصمة الجماهيرية الآن"، بحسب تعبير الرجل الذي يعمل في شركة لبرامج الكومبيوتر له فيها حصة صغيرة، مع أنه حاصل على دكتوراه بالجيولوجيا والمحيطات من جامعة كارولينا الشمالية.
http://www.alarabiya.net/articles/20...25/114760.html;hjfm Hlvd;dm jp]~e "hguvfdm>kj" uk suh]jih fhvj]hx 'tgjih ggp[hf
المفضلات