أخي الكريم ، حكم العلامة الألباني رحمه الله في كلا الكتابين [ صحيحي الأدب المفرد و الترغيب ] هو : ( صحيح موقوفا ) .
أما كتاب الأدب المفرد للامام البخاري رحمه فهو كتاب مسند (أي يذكر فيه المصنف الأحاديث بالأسانيد )
و اسناده هكذا :
قال البخاري : حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش قال حدثنا ثمامة بن عقبة قال سمعت الحارث بن سويد يقول قال عبد الله بن مسعود : إذا كان على أحدكم امام يخاف تغطرسه أو ظلمه فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط علي أحد منهم أو يطغى عز جارك وجل ثناؤك ولا اله الا أنت
قال الشيخ الألباني : صحيح
ستلاحظ أخي الكريم أن الشيخ الألباني رحمه الله ، لم يحتاج الى أن يذكر لفظة (موقوفا) لأن من سيقرأ الكتاب سيلاحظ ذلك بسهولة عندما يرى الاسناد موقوفا من كلام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
أما كتاب الترغيب و الترهيب للحافظ المنذري ، فهو كتاب لا يذكر فيه أسانيد ، و لما كان الحديث لا يصح مرفوعا ، أخطأ فيه بعض الرواة فرفعه ، و كان الصواب فيه أنه موقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فأحتاج العلامة الألباني رحمه الله أن يذكر هذه اللفظة (صحيح
موقوفا ) ليبين في ذات الوقت ضعف الاسناد المرفوع
قال الدارقطني في "العلل" (5/45) :"وسئل عن حديث الحارث بن سويد عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه وظلمه فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحديث فقال يرويه الاعمش عن ثمامة بن عقبة عن الحارث بن سويد رفعه أبو حمزة
السكري ووقفه غيره
والموقوف هو المحفوظ
و قد تناول العلامة الألباني رحمه الله هذا الحديث بشيء من التفصيل في الضعيفة (2400) فقال :
إذا تخوف أحدكم السلطان ، فليقل : اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظيم
، كن لي جارا من شر فلان ، و من شر الإنس و الجن و أتباعهم أن يفرط علي أحد
منهم ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، و لا إله غيرك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/421 )
ضعيف
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 9795 ) ، و عبد الغني المقدسي في
كتابه " السنن " ( ق 234/2 ) من طريق أبي الشيخ ، كلاهما عن جنادة عن عبيد الله
ابن عمر عن عتبة بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود مرفوعا
به .
قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( ق 40/1 ) :
" سنده حسن " .
كذا قال ، و جنادة - و هو ابن سلم العامري - أورده الذهبي في " الميزان " ،
و قال :
" ضعفه أبو زرعة ، و وثقه ابن حبان ، و قال أبو حاتم : ما أقربه أن يترك ! ثم
قال : عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة ، فحدث بها عن عبيد الله بن عمر " .
و اقتصر في " المغني " على قول أبي زرعة ، و لذلك قال فيه الحافظ نفسه في "
التقريب " :
" صدوق ، له أغلاط " .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 3/149 ) :
" رواه الطبراني ، و رجاله رجال الصحيح ; إلا جنادة بن سلم ، و قد وثق ، و رواه
الأصبهاني و غيره موقوفا على عبد الله ; لم يرفعوه " .
و نحوه قول الهيثمي ( 10/137 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه جنادة بن سلم ، وثقه ابن حبان ، و ضعفه غيره ، و بقية
رجاله رجال الصحيح " .
و أقول : عتبة جد عتبة بن عبد الله بن مسعود ، ليس من رجال " الصحيح " ، بل لم
أر أحدا ذكره ، و المعروف أن عبد الله بن عتبة إنما يروي عن عبد الله بن مسعود
مباشرة . والله أعلم .
و الموقوف الذي أشار إليه المنذري قد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2/4/2
) ، و إسناده هكذا : حدثنا أبو معاوية و وكيع عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة
المحلمي عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : فذكره نحوه . إلا أن أبا
معاوية زاد فيه :
" قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فحدث عن عبد الله بمثله ، و زاد فيه : من شر
الجن و الإنس " .
قلت :
و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين ; غير ثمامة بن عقبة ، و هو
ثقة . لكنه موقوف ، إلا إنه يحتمل أن يكون في حكم المرفوع . والله أعلم .
المفضلات