بسم الله الرحمن الرحيم
بأبي أنت وأمي يا رسول الله....
هكذا يعبر كل مسلم عن شديد حبه لرسول الله نعم نقولها بملء أفواهنا وكل من نال منك يا رسول الله بسب أو سخرية أو شتم فإنه مقطوع أبتر شأنه شأن أبو لهب الذي قطع الله ذكره لأنه كان يسب ويشتم ويسخر من رسول الله.
ذهب أبو لهب بشره ولم يورث إلا الإرث البئيس لمن أراد أن ينهج نهجه الخبيث بنبي الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وهاهم ورثة أبو لهب الدنماركيون يشهرون أسنة أقلامهم للنيل منه - صلى الله عليه وسلم -.
هل يجهل هؤلاء من هو محمد - صلى الله عليه وسلم - بالنسبة للمسلمين؟
كيف لا نحب محمد - عليه الصلاة والسلام - عظيم الحب؟ كيف لا نغار عليه وعلى مقامه من أن يمس بأذى؟
ألم يبدأ - عليه الصلاة والسلام - بحبه وأشواقه لنا رغم أنه لم يرانا ولم تكن أعيننا قد رأت نور الحياة بعد، وذلك حينما قال بلسان المحب المشتاق لأتباعه "وددت أن قد رأينا إخواننا، فقال صحابته الكرام: أو لسنا إخوانك؟ فيقول: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد".
إنهم يجهلون وعيد الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم لمن تعرض لرسول الله بقوله تعالى"إن شانئك هو الأبتر"
لقد قطع الله ذكر من تعرض لنبينا الكريم أين أبو جهل وأبو لهب وعقبة بن معيط؟
قطع ذكرهم وبقي ذكر محمد - عليه الصلاة والسلام - وظل اسمه ساطعا في شرق الدنيا وغربها ومكانه محفوظ في القلوب مبجلا مكرما، ولازال تاريخه وسيرته العطرة مدرسة للأجيال من بعده بعد أن ترك النبي الأمي صلوات الله وسلامه عليه ألوانا من العلوم التي تتعلمه البشرية من شخصه الكريم.
لقد احتار دارسوا شخصيته من المستشرقين كيف يصفونه؟ فقالوا سياسي محنك، وقالوا إداري محترف، وقال بعضهم اجتماعي بارعا.
إنه كل ذلك بل وأعظم إنه نبي رب العالمين، وهو سيد ولد آدم فمن يساويه.
أما شر البلية فهو اعتراض ورثة أبو لهب الدنماركيون على استنكار المسلمين مما صدر منهم في حق المصطفى فهم يقولون: إن هذا من باب حرية الرأي ولماذا يا مسلمون لا تقبلون بحرية الرأي، والواقع أنه لو صدر ما صدر منهم بحق نبينا - عليه الصلاة والسلام - من صحيفة إسلامية بحق أحد (باباواتهم) لقامت الدنيا على المسلمين ولم تقعد ولاتهموهم بإذكاء الفتن وترسيخ مفهوم العداء ضدهم.
وصدق من قال:
أحلال على بلابله الدوح حرام على الطير من كل جنس
يبدوا أن هؤلاء بحاجة إلى من يعلمهم الفرق بين الحرية في الرأي والوقاحة!!
وهم بحاجة إلى من يعلمهم أننا لا نرد عليهم بالمثل بانتقاص أنبياؤهم بل ولا حتى رموزهم الدينية لأن ديننا بروحه العظيمة وأخلاقه السامية علمنا احترام الأنبياء وإجلالهم عليهم الصلاة والسلام بل وعدم سب آلهتهم.
رغم غضبنا وضيق صدورنا لما حصل لكن أرجو أن يكون خلف هذا الأمر خيرا كثيرا فقد قال - تعالى -"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" فإذا أراد الله نشر فضيلة قيظ الله لها لسان حسود، وما محاولاتهم النيل من المصطفى ومن دينه إلا بهدف امتهان كرامة المسلمين وإشعارهم بالصغار و استفزازهم، وبإذن الله سيأتي بنتائج لم يتوقعوها وسيزداد أتباع محمد والباحثين عن سيرته وتاريخه، وحتى لو ظهر لنا خيرا وراء هذه الحادثة فيبقى واجبنا تجاه ربنا وديننا للدفاع عن رسوله في كل الأحوال كل بحسب إمكانياته وأتمنى من الآلاف الشباب الذين يتابعون ويصوتون لبرامج تنخر في جسد الأمة.
أتمنى أن تتحرك غيرتهم على نبيهم فيصوتوا للحبيب محمد - عليه الصلاة والسلام - فيدخلوا المواقع ويرسلوا الرسائل الإلكترونية استنكارا لما حدث.
أتذكر موقف خبيب بن عدي - رضي الله عنه - عندما صلبه كفار قريش تمهيدا لقتله والسيوف والسهام تنال من جسده الطاهر.
يسأله أحد الكفار أتحب أن تكون في بيتك بين أهلك، ومحمدا في مكانك فيقول رضي الله عنه" والله ما أحب أن أكون في بيتي وبين أهلي ومعي عافية الدنيا ونعيمها ويصاب رسول الله بشوكة"فصعقهم وكأني به وقد صلبهم بدل أن يصلبوه.
فقال أبو سفيان"ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا.
فهل نثبت للدنيا أننا في حب محمد - عليه الصلاة والسلام - كخبيب بن عدي رضي الله عنه؟
صلى عليك الله ياعلم الهـــدى ماحن مشتاق إلى لقياك
وعليك ملء الأرض من صلواتنا وقلوبنا ذابت على ذكراك,vem Hf, gif
المفضلات