ذكر الزبير بن بكار حدثني إبراهيم الحزامي عن محمد بن معن الغفاري قال:
أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فقالت:
يا أمير المؤمنين، إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل وأنا أكره أن أشكوه، وهو يعمل بطاعة الله عز وجل.
فقال لها: نعم الزوج زوجك: فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجواب. فقال له كعب الأسدي: يا أمير المؤمنين، هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه.
فقال عمر: (كما فهمت كلامها فاقض بينهما).
فقال كعب: علي بزوجها، فأتي به فقال له: إن امرأتك هذه تشكوك.
قال: أفي طعام أم شراب؟ قال لا.
فقالت المرأة:
يا أيها القاضي الحكيم رشده *** ألهى خليلي عن فراشي مسجده
زهده في مضجعي تعبده *** فاقض القضا كعب ولا تردده
نهاره وليله ما يرقده *** فلست في أمر النساء أحمده
فقال زوجها:
زهدني في فرشها وفي الحجل *** أني امرؤ أذهلني ما قد نزل
في سورة النحل وفي السبع الطول*** وفي كتاب الله تخويف جلل
فقال كعب:
إن لها عليك حقا يا رجل *** نصيبها في أربع لمن عقل
فأعطها ذاك ودع عنك العلل
ثم قال:
إن الله عز وجل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع،
فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك.
فقال عمر: (والله ما أدري من أي أمريك أعجب؟ أمن فهمك أمرهما أم من حكمك بينهما؟ اذهب فقد وليتك قضاء البصرة)
(تفسير القرطبي ج/5 )h`if tr] ,gdj; rqhx hgfwvm
المفضلات