صورة زيتية لجماعة فرسان مالطا
الاسبتارية، فرسان المستشفي HOSPITALLERS، أو فرسان القديس يوحنا، تنظيم رهباني عسكري ذاعت شهرتهم أثناء الحرب الصليبية بسبب شهرتهم العدوانية وقسوتهم ووحشيتهم، وقد نشأت هذه المنظمة الرهبانية العسكرية قبل قدوم الحملة الصليبية الأولي "1097 # 1099م" إلى المنطقة العربية شرق البحر المتوسط، ومن المؤكد أن نشاط الاسبتارية بالقدس بدأ في النصف الأول من القرن الحادي عشر عندما حصل بعض تجار مدينة أمالفي الايطالية علي كنيسة يوحنا المعمدان بالقدس سنة 1050م وتم تأسيس مستشفي لرعاية الحجاج المسيحيين من أوروبا في المبني نفسه.
أصل التسمية
ومن هنا جاءت نسبتهم إلي المستشفي "الاسبتارية" وإلى يوحنا المعمدان "فرسان القديس يوحنا" راعي هذه المنظمة وحاميها الديني. وكانت هذه المنظمة في بداية أمرها ذات مهام طبية خالصة.
وبعد الحملة الصليبية الأولي خضعت المنظمة لتغييرات جوهرية فقد انضم إلى الرهبان عدد من الفرسان العلمانيين بحجة الدفاع عن المرضي والحجاج، والمشاركة في القتال ضد المسلمين علي اعتبار أن ذلك نوع من الحرب المقدسة.
وعلي الرغم من أن المستشفي DOMUS INFIRORUM بقي من أسس دستور الاسبتارية، فان المنظمة خضعت تماما للمحاربين، وباتت أداة عسكرية في خدمة الكيان الصليبي وخططه الاستيطانية التوسعية، وهي سمة لازمت فرسان القديس يوحنا طوال تاريخهم وتدفقت الأموال والمنح والهبات من أوروبا علي الاستبارية بحيث صار الاسبتارية في منتصف القرن الثاني عشر أحد أهم المنظمات العسكرية الرهبانية التي اعتمد عليها الكيان الصليبي، وكانوا يمتلكون أهم الحصون والقلاع في فلسطين المحتلة، وعددا من الضياع الكبيرة.
ومع هذا فانهم تمتعوا بقدر كبير من الاستقلال، وكانوا خاضعين مباشرة للسلطة البابوية بالشكل الذي جعلهم يتسببون في مشكلات عسكرية كثيرة للفرنج الصليبيين.
ما بعد تحرير القدس
وبعد هزيمة الجيوش الصليبية أمام جيوش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي في حطين سنة 1187م، ثم تحرير بيت المقدس، خرج الاسبتارية إلي عكا، وهناك بنوا مبني كبيرا فيه عدد من القاعات بالإضافة إلى كنيسة ومستشفي عوضا عن مقرهم الذي كان بالقدس.
ثم رحلوا مرة ثانية إلى قبرص، ثم رودس بعد سقوط آخر المعاقل التي امتلكها الصليبيون في فلسطين سنة 1291م في يد الجيش المصري بقيادة السلطان الاشرف خليل بن قلاون وعندما انتقل الاسبتارية من قبرص إلى رودس منذ سنة 1306 ولكنهم سيطروا عليها تماما في سنة 1309م وكان هذا التصرف من جانبهم رد فعل علي محاكمة تنظيم الداوية (فرسان المعبد) الذي كان المنافس الأساسي للاسبتارية في الكيان الصليبي علي أرض فلسطين فقد أرادوا أن يكونوا بعيدين عن السلطات الأوربية التي يمكن أن تعصف بهم مثلما عصفت بالداوية، الذين تمت تصفيتهم تماما سنة 1307م وقد حول البابا ممتلكات الداوية في أوربا إلى الاسبتارية.
وصارت رودس مقر عمليات فرسان القديس يوحنا (الاسبتارية) الذين كانوا يتولون حماية الملاحة الأوربية، ومواجهة الأمراء الترك الأوائل علي سواحل الأناضول قبالة رودس. ثم مواجهة القوة العثمانية الصاعدة فيما بعد. وظلوا يقومون بهذا الدور حتي 1522م. عندما قام العثمانيون بفتح رودس وطرد الاسبتارية منها.
وفي سنة 1530م انتقلوا إلى مالطا، حيث عرفوا منذ ذلك الحين باسم "فرسان مالطا" إلي جانب اسم "الاسبتارية" و"فرسان القديس يوحنا"، وقد واصل فرسان القديس يوحنا دورهم العدواني ضد المسلمين، وكانوا أداة طيعة بأيدي القوي الأوربية الصليبية، فأسهموا في المشروعات الصليبية المتأخرة ضد العثمانيين في البلقان، كما شارك حوالي مائة منهم في أربع سفن في الهجوم علي الاسكندرية سنة 1365م ضمن بطرس لوزينان ملك قبرص التي نهبت المدينة وهربت قبل وصول الجيش المصري.
وعندما انقسمت البابوية إلى أثنتين سنة 1378، إحداهما في أفينيون تحت السيطرة الفرنسية، والأخري في روما، انقسم الاسبتارية أيضا، وعاني الاسبتارية في رودس من سيطرة القسم الفرنسي علي مواردهم، وكان التاج الانجليزي يناصر بابوية روما في غمار صراعه ضد الفرنسيين. وفي سنة 1410م تم توصيد فرسان القديس يوحنا مرة أخري.
وقد تعرضت رودس لعدة هجمات مباشرة كان أبرزها هجوم الأسطول المصري عليها سنة 1440م وسنة 1444م بعد نجاح المصريين في غزو قبرص وأسر ملكها جانوس الذي سار في شوارع القاهرة مكبلا بالأصفاد، ولكن الاسبتارية نجحوا في صد الهجوم، وظل الاسبتارية في رودس قاعدة عدوانية ضد المسلمين في البحر المتوسط حيت طردهم العثمانيون منها سنة 1522م.
يتبع بعون اللهtvshk lhg'h >>>jhvdo hgrjg hglH[,v
المفضلات