سؤال أخر نطرحه لكشف الغمة عن أعين النصاري :
هل كتبهم تبشر بالرسول عليه الصلاة والسلام حتي يقول الله لرسوله أن يسألهم عنها ؟
نجد في سفر أشعياء علي سبيل المثال ما نصه :
29: 12 او يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة و يقال له اقرا هذا فيقول لا اعرف الكتابة .
وهذا النص حقيقة غير أنه يثبت أمارات النبي عليه الصلاة والسلام في كتبهم فهو نص مضحك جدا ومن أكثر النصوص المحرفة سطوعا حيث نجد أن النص يقول
[اقرا هذا فيقول لا اعرف الكتابة] والأصح طبعا هو أن يكون هكذا
[اقرا هذا فيقول لا اعرف القراءة وليس الكتابة] وهو من النبوءات التي حرفها قلم الكتبة لأنه من البديهي أنه مثلا إذا أعطي أحدهم إنسان كوب من الماء قائلا له أشرب فسيكون الرد لا اريد الشرب وليس لا اريد الأكل ولزيادة توضيح هذا التحريف الموجود في النسخة العربية كل ما علينا هو مضاهتها بالنسخ الأخري من كتبهم وما أكثرها حيث نجد في نسخة الكتاب المقدس طبعة ((جمعية الكتاب المقدس بلبنان)) وله نسخة إليكترونية علي الأنترنت في هذا الرابط لمن لا يملك نسخة ورقية
هنا النسخة
يقول في نفس الفقرة السابقة من سفر أشعياء :
12 ثمَ تُناوِلونَهُ لِمَنْ لا يَعرِفُ القِراءةَ وتقولونَ لَه: «إقرأْ هذا». فيُجيبُ: «لا أعرِفُ القِراءةَ».
هكذا يستوي النص ويصح فمن كان أميا عندما يطلب منه أن يقرأ سيقول لا أعرف القراءة وليس لا أعرف الكتابة .
وقد يسأل نصراني وماذا يثبت هذا غير التحريف الواضح ؟ فنقول له أنه يثبت نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام ويحدثنا عن الواقعة الشهيرة للوحي مع الرسول علية الصلاة والسلام في لقاءهم الأول في غار حراء عندما جاءه الملك فقال: اقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت ما أنا بقارئ قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد فقال (اِقرَأ بِاِسمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ) .
فالنص السابق هو نبؤة لما حدث لرسول الله صلي الله عليه وسلم مع ملاك الله جبريل .
قد يقول قائلهم الآن وكيف تستشهدون بنبؤة أشعياء هنا عن نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام فنقول له أننا لا نقول أن كتابكم مزيف أو أنه لا أصل له ولكن نقول أنه محرف أي تلاعبت به الأيدي فحذفت وأضافت الكثير وبقي القليل والنذر اليسير الذي لم يفلح قلم الكتبه في تحريفه تماما مثل نبؤة أشعياء السابقة عن الرسول عليه الصلاة والسلام .
ثم نكمل نقطة أخري مع صاحب الكتيب حيث يقول محاولا أثبات صحة التوراة والإنجيل مستشهدا بآيات من القرآن الكريم لن أشرحها بالترتيب لأن الأستشهاد جاء ببعض الآيات كاملا والبعض الآخر أقتص منه أو أقتطع منه كلمات كثيرة للتلبيس علي أتباعه ولإيهامهم بأن النص يؤيد قوله الفاسد لذا فسنرد علي هذه الآيات حسب التصنيف وأول هذه الآيات هي أول ما أستشهد به وهي قول الحق سبحانه وتعالي :
( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا ) .
وقد أقتطع أول اللآية ووضع القسم الثاني وحذف الثلث الأخير الآية والتي تثبت تلاعبهم بكتبهم والنص الكامل للآية هو كما قال تعالي :
( وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) [الأنعام : 91]
ومن هذه الآية يتضح غرض صاحب الكتيب بتضليل عوام النصاري بوضع نصوص مبتورة معتمدا علي جهل النصاري بالقرآن الكريم وثقتهم العمياء الموضوعة في غير محلها في أناس من عينة صاحب الكتيب يتلاعبون بهم ويلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون والآية السابقة كما يتبين من سياقها تتحدث وتخاطب اليهود الذين لم يقدروا الله حق قدره ووضعوا كتابهم في أواراق منفصلة يظهرون بعضها ويخفون أكثرها ويعلمون الناس مالم ينزل الله به من سلطان لكتم الحق وأتباعا لأهوائهم المريضة كحالة صاحب الكتيب موضوع البحث الذي أظهر ثلث الآية وأخفي ثلثيها لإيهام أتباعه بصحة مايقول وهو ما يمكننا تسميته بشغل الثلاث ورقات .
أما الآية الأخري التي أقتطع منها محاولا تضليل النصاري والتدليس علي المسلمين فهي قوله تعالي :
(وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ) [آل عمران : 3].
والآية كاملة كما قال الحق سبحانه وتعالي تقول :
( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ) [آل عمران : 3].
يبدو أن صاحب الكتيب خاف علي اتباعه من النصاري من إيراد أن الآية تقول أن الله أنزل الكتاب
(القرآن) علي رسوله عليه الصلاة والسلام بالحق مثلما كانت التوراة والأنجيل يوم نزولهم. ولهذا فأقتطع النصف الأول من الآية فالتصديق هنا أما أن يكون للكل أو الرفض للكل .
ثم نأتي علي بعض الآيات التي أوردها كاملة وأخفي ماقبلها ومابعدها لأخفاء الحق وللنصب علي القارئ النصراني الذي يجهل القرآن فنجده يقول بتبجح معهود ممن هم علي شاكلته :
(( وقال في سورة الأعراف 7 :159 مادحاً اليهود ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) وقال البيضاوي على هذه الآية ما ملخصه ومن بني إسرائيل طائفة يهدون الناس محقين أو بكلمة الحق وبالحق يعدلون بينهم في الحكم والمراد بها : الثابتون على الإيمان القائمون بالحق من أهل زمانه, وقيل هم مؤمنو أهل الكتاب ,هذه الآية تشهد أن الكتاب المقدس كان موجوداً بصحته وسلامته من كل تغيير في زمن إتيان القرآن وكانت أمة موجودة عاملة بأوامره ونواهيه)) .
ولنري معا أو لنفضح معا كذب ها المتبجح صاحب الكتب بإيراد الآيات كاملة حيث يقول الحق سبحانة وتعالي :
( وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ * وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الأعراف : 159-160] .
الله سبحانه وتعالي في هذه الآيات يتحدث عن بني إسرائيل في عهد موسي عليه السلام وليس في زمن نزول القرآن واصفا قوما منهم بأنهم كانوا يعدلون ويقيمون شرع الله ثم يكمل حديثه حول بني إسرائيل في عهد موسي حيث فرهم شيعا أو أثني عشر سبطا وثم يكمل لنا قصة وحيه إلي موسي عليه السلام أي أن الموضوع ليس كما يحاول صاحب الكتيب المتبجح إيهام اتباعه بقوله ((هذه الآية تشهد أن الكتاب المقدس كان موجوداً بصحته وسلامته من كل تغيير في زمن إتيان القرآن وكانت أمة موجودة عاملة بأوامره ونواهيه )) .
ونحن نسأل كل نصراني قرأ كلمات هذا الكاذب هل وجد فعلا في الايات ما حاول هذا المخادع إيهامه به أم أنه علم يقينا أنه كاذب أشر.
[foq1]يتبع بإذن الله[/foq1]
المفضلات