شنودة مصري أصلي
قلت لابني وصديقي ميشيل غالي وأنا أشير نحو طوفان البشر المتزاحمين أمام الكاتدرائية من خلال شاشة التليفزيون.
ـ مين دول ياميشو؟
قال لي:
ـ دول المصريين.
قلت:
ـ ومين اللي جمعهم هنا؟
فاختنق صوته بالبكاء وهو يقول:
ـ البابا
قلت:
ـ شفت ازاي؟ فاكر لما قلت لي المصريين مش حيتجمعوا تاني زي أيام الثورة.
قال: وهو يحتضنني:
ـ إنت مصري قوي كده ليه؟
قلت:
ـ تقدر تطلع لي المسيحي من المسلم في دول؟
احتضنني لثاني مرة وهو يقول:
ـ دا شعب عجيب.. شعب مالوش مالكة.. مش دي نظريتك برضه؟
قلت:
ـ كمل الصورة:
وأشرت له نحو شريط الأخبار علي الشاشة لنقرأ معاً "قطاع النيل للقنوات المتخصصة وشبكة تليفزيون النيل ينعون الشعب المصري.. إلخ"
ضحك وقال:
ـ ينعون الشعب المصري؟ الله يخرب بيوتكو.
قلت:
تبقي انت أكيد في مصر.
قال:
ـ ومين اللي كتب الكلام ده
قلت له:
ـ واحد مصري ضارب سيجارتين بانجو وطاير مع نفسه في الهربع.
قال لي:
ـ وماحدش شافها ع الشاشة؟ عشان يصلحها.
قلت له:
ـ الله أعلم.. دي مسائل عايزة التفانين وماحدش في الهلمة دي فاضي يفنن أو يتمعن.
ومرت الكاميرا علي وجه فتاة باهرة الجمال ودموعها تغسل وجهها الجميل.
فقال ميشيل:
ـ ياعيني بتعيط علي أبوها ويمكن أكتر.
قلت:
ـ هو فعلاً أكتر لأنه مش أبوها لوحدها ولا أبوكو لوحدكو يامسيحيين دا ابو كل المصريين رحمة الله عليه وبركاته ويابخت التراب اللي حيضمه جنب شهداء ثورة 25 يناير المجيدة وهي مصر كده ياميشو مابتفرطش في ولادها الحلوين تولدهم وترعاهم وهما بيملوا الدنيا ابداع وعظمة ولما يموتوا تفتح قلبها وتدفنهم فيه ويضمهم ترابها المقدس عشان ترجع تشكلهم تاني علي مزاجها شجر وزهور وبشر بأسماء تانية وحكايات تانية وكأنها شهر زاد ما بتتعبش من الحكي والإبداع ووداعا البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المواطن المصري العظيم الذي أجمع المصريون علي حبه بقدر ما أعطي لهذا الوطن الجميل الذي قال فيه "مصر ليست وطنا نعيش فيه بل هي وطن يعيش فينا! ألف ألف سلام علي فلاح قرية سلام في صعيد مصر الطيب مخزن الخضرة والعبرقيات.
tch] k[l fdud'
المفضلات