وما المرء إلا بإخوانه...
وصف الحسن البصري الإخوان فقال:
إخواننا أحب إلينا من أهلينا وأولادنا..
لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا
وإخواننا يذكروننا بالله والدار الآخرة!!
لابد للمسلم أن يكون له في حياته إخوة صدق يذكِّرونه بالله ويأخذون بيده إلى برِّ الأمان..
يشاركونه أفراحه..ويصبِّرونه عند النوائب.ويقفُون معه عند الشدائد
يبــذلون له مالهم إن احتاج إليه وأعوزته حاجة..يحسنون نصحه إن وقع في هفوة..
يسترون عيبه..ويحفظون غيبه...يذبون عن عرضه..
يخلفونه في أهله وأولاده بخير... يعرفون جُمله.ولا ينسون فضله
قيل لسفيان الثوري رحمه الله تعالى:
ما ماء العيش؟
قال: لقاء الإخوان
عن شعبة قال: خرج عبد الله بن مسعود على أصحابه فقال:
أنتم جِلاء حزني.
الأخ مرآة أخيه وساعده ويمينه.
قال الشاعر:
أخاك أخاك إن من لا أخا له ..........كساع إلى الهيجا بدون سلاح
وما المرء إلا بإخوانه ...... كما تقبض الكفُّ بالمعَصم
ولا خير في الكَفِّ مقطوعةً ..... ولا خير في الساعدِ الأجذم
لقد راعَ الشارع أمر الأخوة فشدد في المحافظة عليها
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين أصحابه...
وإذا سمع أن قوما اختصموا ذهب بنفسه ليصلح بينهم.
لأن الإخوة إذا تفرقوا تفرّق المجتمع المسلم وضعف كيانه.
نهى الشارع عن بعض المعاملات...
وإذا تأملت السبب رأيت من ضمن ذالك الحفاظ على الأخوة فمثلا:
حديث:لا يبع بعضكم على بيع بعض....
ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه..
قوله صلى الله عليه وسلم :لا تناجشوا.
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقاطعوا ولا تدابروا ولايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث....)
العاقل لا يؤاخي لئيما، لأن اللئيم كالحّية الصمَّاء لا يوجد عندها إلا اللدغ والسُّم،
ولا يؤاخي إلا عن رغبة أو رهبة،
والكريم يَوَد الكريم على لقاءٍ واحد، ولو لم يلتقيا بعدها أبدا.
قال أبو حاتم ابن حبان رضي الله عنه:
من لم ينصفك عند غضبه لم تودّك أيامه،وليس الصديق كالمرأة يطلقها المرء إذا شاء،
والجارية يبيعها متى أحب،لكنه عرضك ومروءتك,فالتثبت والاتئاد أولى به من التهاجر والانقطاع،
ومن غاب عنه أخوه فلا يغب عما يجب له عليه، وليكثر منهم عدةً للشدائد،
لأن الشعر مع دقَته إذا جٌمع عٌمِل منه الحبل الغليظ الذي يقهر الفيل الشديد.
اعلم إن الأخ البعيد قد يكون نفعه أعظم من نفع أخيك الذي شاركك في بطن أمك...
فلا تفرط فيهما معا..
كم من أخٍ لكَ لم يلده أبوكا .... وأخٍ أبوه أبوك قد يجفوكا
صافِ الكرام إذا أردت إخاءهم ... وأعلم بأن أخا الحِفاَظِ أخوكا
كم إخوةٍ لك لم يلدك أبوهُم.. .... وكأنما آباؤهم ولدوكا
لو كنت تحملهم على مكروهة ... تخشى الحُتوف بها لما خذلوكا
وأقاربٍ لو أبصروك معلَّقاً ... بنياط قلبك ثَمَّ ما نصروكا
الناسُ ما استغنيتَ كنتَ أخاً لهم ... وإذا افتقرتَ إليهم فضحوكا
الله الله يا أحبائي باختيار الصحبة الصالحة والرفقاء الصالحين وإيَّاكم من الصحبة المزَّيفة
قال أحد الحكماء:
وصَاحِبْ خِِيَارَ النَّاسِ حَيْثُ لَقِيتَهُمْ--- خَيْرُ الصَّحَابَةِ مَنْ يَكُونُ عَفِيفَا
والناسُ مثلَ دَرَاهِمَ مَيَّزْتُهَا--- فَوَجَدْتُ مِنْهَا فِضَّةً وزُيُوفَا
وصحبة الصالحين طريق النجاة في الحال والمآل
كان مالك بن دينار رحمه الله يقول لابنه لأن تحمل الأحجار مع الأخيار خير لك من أن تأكل الخبيص -
وهو من ألذ أنواع الطعام-مع الفُجَّار) أو كلام نحو هذا
ثم أنشأ يقول:
وصاحب خِيَارَ النَّاسِ تنجُو مُسَّلمَا ---وصَاحِبْ شِرارَ النَّاسِ يومًا فتندماَ
أخي الكريم استكثر من صحبة الإخوان الصادقين..
فإن كل محبة ومودة وخُلّة تفنى يوم القيامة ولايبقى إلا الأخوة في الله.
:
{الأخِلَاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ إلَّا الْمُتَقِّينَ} [الزخرف/67].
إن أخ الصدق من كان معك.....ومن يَضُّر نفسَه لينفعَكَ
ومن إذا ريب الزمان صدَّعك.....شتَّت فيك مالَهُ ليَجْمَعَكَ
اعلم أنه قد يحدث من أخيك هفوة بالطبع إذ إنه بشر يخطئ ويصيب
ولايمكن لك أن تجد أخا لا يخطئ ومن ترك معاشرة الإخوان وأخذ في البحث عن إخوان لايخطئون
فإنه يكون بذالك قد طلب المحال وسيبقى الدهر بدون خليل ولا حميم..!!
تريد أخا لا عيب فيه ...وهل نار تفوح بلا دخان
عن الفضيل بن عياض قال " من طلب أخاً بلا عيب بقي بلا أخ" ( روضة العقلاء لابن أبي الدنيا 169 )
إن الأخوة الصادقة هي أمنية أهل النار!!
ألم تسمعهم يقولون كما أخبرنا الله عنهم في كتابه:
{فما لنا مِنْ شَافِعِين ولا صَدِيقٍ حَمِيمٍ}."الشعراء/101".
أخيرا
قيل لأحد الحكماء من إخوانك؟
فقال: لاأعرف لأني الآن في يسرٍ ونعمة
إنما سأعرف إخواني عند حدوث النوازل!!
,lh hglvx Ygh fYo,hki>>>
المفضلات