لذوى العقول والأبصار
************************************************** *****************************
..................البشرية كلها عبيدٌ لله ( مسلمين أو غير مسلمين ) ..تعاقبت إليهم الرسالات وتدرجت لهم الشرائع والأديان .. وختم الله رسالاته بدين وشريعة الإسلام ..اصطفى الله لهذه الرسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأنزل عليه كتاب كريم قضى بحفظه إلى يوم الدين ..
أمره الله أن ينذر به كل العالمين .. الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ..دعاهم رسول الله بالرفق واللين والحجة والمحجة وبالحكمة والموعظة الحسنة ..ظل نور الإسلام يسرى ويضىء كل الظلمات يستضىء به من أبصر قصده واستبان له رشده ..انتشر الدين ووضح اليقين وأرسى النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم دعائم وأسس الدولة وتكونت رابطة الأمة .........لاقى رسول الله من الكفار والمشركين الكفر والشرك والطغيان والإعراض عن الإيمان ..
ولاقى من اليهود والنصارى الإفك والجحود والتكذيب والبهتان..
كذبوه وعادوه وآذوه وخاصموه وحاصروه .. وكفروا بدين الله وجحدوه وصدوا عنه وحاربوه .........دفعاً لاعوجاجهم ودرءاً لفسادهم وحثاً على إيمانهم وشفقة ورحمة بهم من عذاب الله فى يوم القيامة ولكى يمحو الله الباطل
من الأرض ويُزهقه ويُظهر دينه على كل الأديان .. كان لابد لدين الحق : أن تسانده وتحميه قوة ..
نزل أمر الله على نبيه ورسوله وعباده المؤمنين : بالحرب والقتال ..فرض الله عليهم قتال المشركين والكفار .. حتى يؤمنوا بوحدانية الله ويشهدوا بأن لاإله إلا الله ..وضرب الله الجزية على اليهود والنصارى .. إنْ آثروا البقاء على دينهم ولم يؤمنوا بدين الله ..
فإن أقروا بها وتصالحوا عليها : كان لهم العهد والأمان .. وإن امتنعوا عنها : قوتلوا عليها حتى يدفعوها وهم صاغرين ..
ووعد الله نبيه ورسوله وعباده المؤمنين بالنصر والفتح المبين .
وقضى الله باليأس والخذلان لأعداء الإسلام ولكل من والاهم أو ساندهم ومن يطلب المِنعة والغلبة بهم أو يبتغى العزة عندهم ..
فى عصر الرسالة
وفى حروب رسول الله وغزواته مُحى الكفر والشرك عن مكة المكرمة وجلا كل ضال عن المدينة المنورة ..لم يجعل رسول الله فى بلاد الجزيرة العربية أثراً للكفر إلا طمسه ومحاه ولا شركاً إلا أزاله ومحاه ولاحجة باطلة إلا كشفها
ودحضها ولا محجة كاذبة إلا حطها ووضعها.. آمن الناس طواعيةً واختيارا ودخلوا فى دين الله أرسالاً وأفواجا ..
وتحقق وعد الله لنبيه ورسوله بالنصر والفتح المبين ..
أكمل الله دينه وشريعته وأتم الله على عباده فضله ونعمته .. وانتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مثواه ..وورِث المسلمون الأمانة لأدائها والرسالة لبلاغها كما أداها وبلغها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..
فى عصور الخلافة
تولى خلافة المسلمين سيدنا أبى بكر وعمر وعثمان وعلى .. ثم تولاها خلفاء من الدولة الأموية والعباسية والعثمانية ..صانوا الأمانة وبلغوا الرسالة .. لم يشق عليهم طاعة الله ورسوله ولا ما أمرهم الله به من جهاد فى سبيله ..فى عهودهم :
تم القضاء على الإمبراطورية الفارسية ( المجوسية ) .. لكفرهم بوحدانية الله وعبادتهم لغير الله ..
وتم فتح بلاد الإمبراطورية الرومانية ( النصرانية ) .. وإخضاعهم لما شرعه الله وما فرضه عليهم من الجزية ..وتحقق وعد الله لعباده المؤمنين بالنصر والفتح المبين ..
وأضفى الإسلام هيبته وجلاله وبسط نفوذه وألقى ربوعه على غالب أرجاء وأنحاء الكرة الأرضية ..
وفى عصرنا ووقتنا الحاضر
تنازل المسلمون عن أسباب عزتهم وسيادتهم وعن أسباب تحقيق وعد الله لهم ..فقدوا يقينهم بدينهم وضعفت حرارة إيمانهم وفرطوا فى الأمانةوتخاذلوا عن بلاغ الرسالة وأقبلوا على الدنيا ومتاعها
وآثروها على الله ورسوله وجهاد فى سبيله ..
أصبحوا كما وصفهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كثرةٌ كغُثاء السيل وضع الله فى قلوبهم الضعف والوهن ونزع هيبتهم
من قلوب أعدائهم وآلت ما آلت إليه أحوالهم ومظاهرهم التى لاتنبىء عن قوة وعزة الإسلام ..
فاستجرأ الأعداء واللئام ووطئوا ديار الإسلام ..
ساور عقولهم أنهم سوف يطفئون نور دين الله وهبوا بحملاتهم المسعورة يحاربون الدين ويقاتلون المسلمين ويسفكون دماءهم
ويخرجوهم من أرضهم وديارهم ويستبيحون ثرواتهم وأموالهم وينتهكون حرماتهم ومقدساتهم ..
لم يدركوا أنهم عبيدٌ أذلّة لاحول لهم ولاقوة ..
ولم يدركوا أن الله لعنهم وغضِب عليهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة والصَغار
وأن الله قضى لهم بأن يظلوا أبد الآبدين أذلّة صاغرين منكسرين..
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ } .
{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ }
مهما بلغت عدتهم وقويت شوكتهم ومهما زاد بأسهم وتنوع عتادهم .. لن يجعل الله لهم حبلاً أو سبيلاً على المؤمنين ..
وإنْ أذِن الله وجعل لهم حبلاً على أهل الإسلام فلن يكون ذلك إلا بسبب تفريط المسلمين فى تعاليم وأحكام الدين
وبسبب تهاونهم فى اتباع معالم وأصول الإيمان وتركهم العمل بأحكام وشرائع القرآن ..
{ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى }
{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ }
..................
************************************************** ************************************
سعيد شويل
g`,n hgur,g ,hgHfwhv
المفضلات