أنظر داخلك
في وحي القلم يقول الرافعي
( إن الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك ) .
أن تضع الجداول ، وتهتم بترتيب مكتبك ،
وأدواتك ، وعملك .
ثم تذهل عن النظر إلى بنائك الداخلي لتنظف ما علق به من شوائب ،
فهذا شيء يستحق العجب وإعادة النظر .
فمع زحمة الحياة وتوالي الأحداث على صفحة الكون غدت لحظة التأمل ،
والنظر إلى الوجدان ، واستشفاف القصور والعيوب لعلاجها عادة
انفرد بها النبهاء والأذكياء وأصحاب الضمائر الحية فقط .
أنظر حولك ترى العالم في سباق محموم ،
وأكاد أجزم أن من حولنا أشخاص لم يقفوا ولو لبرهة واحدة كي يراجعوا مشوار حياتهم
ويقيموا الجيد والحسن من سلوكهم وأفكارهم .
و حياتك يا صديقي تستحق منك أن توليها كثير من الجهد والاهتمام ،
تحتاج منك أن تقف بعد كل محطة في رحلتها لتقيم فيها نتائج المرحلة من مغنم ومغرم ،
ولتثبيت الفؤاد الذي قد يضطرب من سرعة وقوة تلك الحياة المائجة الجامحة .
إن عُقد حياتنا ما يلبث ينفرط منا حبة حبة إذا ما لفنا ثوب الغفلة .
خاصة وأن معظم البشر يرهب مواجهة النفس ، ومراجعة المبدأ ، وتغيير السلوك والعادة .
ولا يدرك أن قوته تكمن في قدرته على كسر شوكة عاداته السيئة ،
وتحطيم صنم أفكاره ومعتقداته الفاسدة ، والإنابة إلى جادة الطريق المستقيم .
وهذا لن يكون إلا بتلك النظرة الموجهة إلى الداخل ،
تلك النظرة الصارمة الحازمة التي لا تلين لسعادة دنيئة خاطفة ،
ولا تغض الطرف عن مكسب سريع لا يتوافق مع فطرتها .
أنظر داخلك يا صديقي ، وأزل بيد طهور شوائب وعلائق ضارة
وأرو بماء الحماسة واليقين بذور الخير والجمال والتقدم .
ولا يزهدنك في رحلة المكاشفة قلة الصاحب ووحشة الطريق .. فهكذا دروب الحق ! .
إشراقه :
جدي قال لي يوماً أن هناك نوعان من البشر:
نوع يقوم بالعمل ونوع يحصل على التقدير
وقد قال لي أن أحاول أن أكون من النوع الأول
حيث أن المنافسة فيه قليلة جداً... (انديرا غاندي)
منقول
Hk/v ]hog;
المفضلات