عنوان الشبهة :
لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن
الشبهة :
جاء في صحيح البخاري الحديث " لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يقتل وهو مؤمن . قال عكرمة : قلت لابن عباس : كيف ينزع الإيمان منه ؟ قال : هكذا ، وشبك بين أصابعه ، ثم أخرجها ، فإن تاب عاد إليه هكذا ، وشبك بين أصابعه .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6809
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] "
كيف لا يكون مؤمن وهو يزني ويسرق ويقتل ؟
رد الشبهة :
إن رد هذه الشبهة يتطلب معرفة أن الإيمان يزيد وينقص فيالقلب وأن نفي الإيمان عن أحد إما أن يكون نفي بالكلية يترتب عليها الكفر أو يكون نفي بالجزئية فقط ويترتب عليه عدم اكتمال الإيمان في القلب وهذا هو المقصود في الحديث المذكور .
قال النووي رحمه الله :
"قال العلماء رحمهم الله : معناه : لا يؤمن الإيمان التام ، وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة" انتهى .
"شرح مسلم" (2/16).
وقال القرطبي :
"معناه : أنه لا يتم إيمانُ أحد الإيمان التام الكامل ، حتى يضم إلى إسلامه سلامة الناس منه ، وإرادة الخير لهم ، والنصح لجميعهم فيما يحاوله معهم" انتهى .
"المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم" (1/224) .
وقال أيضا :
"أي : لا يكمل إيمانه ؛ إذ من يغش المسلم ولا ينصحه مرتكب كبيرة ، ولا يكون كافراً بذلك ؛ كما قد بَيَّنَّاه غير مرة .
وعلى هذا : فمعنى الحديث : أن الموصوف بالإيمان الكامل : من كان في معاملته للناس ناصحاً لهم ، مريداً لهم ما يريده لنفسه ، وكارهاً لهم ما يكرهه لنفسه" انتهى .
"المفهم" (1/227) .
ويدل على أن المراد من النفي في هذا الحديث نفي كمال الإيمان ، أنه قد جاء الحديث عند ابن حبان بلفظ : (لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1780) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
"والمراد بالنفي : كمال الإيمان ...
وقد صرح ابن حبان - من رواية ابن أبي عدي عن حسين المعلم - بالمراد ولفظه : (لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان) ومعنى الحقيقة هنا الكمال ، ضرورة أنَّ مَن لم يتصف بهذه الصفة لا يكون كافراً" انتهى .
"فتح الباري" (1/57) .
وقال ابن رجب رحمه الله :
"(لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير) هذه الرواية تبين معنى الرواية المخرجة في الصحيحين ، وأن المراد بنفي الإيمان نفي بلوغ حقيقته ونهايته ، فإن الإيمان كثيرا ما يُنفَى لانتفاء بعض أركانه وواجباته ، كقوله صلى الله عليه وسلم : (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ) ، وقوله : (لَا يُؤْمِنُ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ) " انتهى .
"جامع العلوم والحكم" (120) .
ومعنى نفي كمال الإيمان هنا : أي : الكمال الواجب ، فمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه كان مقصراً يما يجب عليه من الإيمان ، مرتكباً شيئاً محرماً ، يستحق عليه العقاب .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
"لمَّا نفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، دل على أن ذلك من خصال الإيمان ، بل من واجباته ، فإن الإيمان لا يُنفَى إلا بانتفاء بعض واجباته ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ) الحديث ، وإنما يحب الرجل لأخيه ما يحب لنفسه إذا سلم من الحسد والغل والغش والحقد ، وذلك واجب" انتهى .
"فتح الباري" (1/41) .
والله أعلم .
http://www.islam-qa.com/ar/ref/127933
وأقول .. إن للحديث شاهد آخر من حديث أبي هريرة كما أخرجه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع" إذا زنى العبد خرج منه الإيمان ، فكان على رأسه كالظلة ، فإذا أقلع رجع إليه "
ولو كان العبد ايمانه كامل في قلبه لما فعل الفاحشة وهذا هو معنى الحديث
قال شيخ الإسلام رحمه الله " قوله «خرج منه الإيمان فكان فوق رأسه كالظلة» دليل على أن الإيمان لا يفارقه بالكلية فإن الظلة تظلل صاحبها وهي متعلقة ومرتبطة به نوع ارتباط " مجموع الفتاوي م / 7
والله أعلم
v] gh d.kd hguf] pdk d.kd ,i, lclk
المفضلات