بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين:
في ربيع الأول من عام 543 للهجرة النبوية الشريفة نزل الفرنجة الصليبيون إلى دمشق، فخرج المسلمون لمنازلتهم ووصلت جيوش المسلمين من الموصل وحلب لنصرة المسلمين بدمشق، وشارك في هذه المعركة المباركة كثير من الفقهاء والعلماء (الذين هم قادة الأمة الفعليين والذين تنبلج بهم المحجة وتظهر بهم مكنونات العلم والحكمة) طبعا من الشام ومن الفقهاء المغاربة والأندلسيين مثل حجة الإسلام أبي الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوي المالكي وغيره من العلماء الأبطال وخرج أهل دمشق عن بكرة أبيهم مستغيثين بالله متضرعين إلى الله تعالى، علموا أنه لا ناصر إلا الله ولا معين إلا الله ولا مغيث إلا إياه، وخرجوا إلى صحن الجامع الأموي وصدقوا في افتقارهم إلى الله فأغاثهم الله ونصرهم على عدوه وعدوهم قال الله تعالى :"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء".
وفي منتصف شهر رجب من عام 702 للهجرة المشرفة تحركت جحافل التتار صَوْب الشام فخاف الناس بالشام خوفا عظيما ودب الهلع والرعب في قلوب المسلمين بالشام فبدأوا بالخروج من بلاد الشام وخصوصا من حلب وحمة وحمص وذلك ليحقنوا دماءهم ويصونوا أعراضهم وتقهقهرت جيوش المسلمين وهُزِمَت في حلب وحماة أمام التتار المجرمين فعاث التتار في الشام بالفساد.
ولكنَّ العلماء وفقهاء الشام ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية (المجاهد) (العالم) (البحر) (قامع البدعة) (ناصر السنة) (بقية الأثر) (متبع السلف) اجتمعوا مع أمراء وقضاة الشام وتعاهدوا على عدم الرحيل من دمشق، فثبتوا وثبت الناس معهم، وكان لهم الدور الأعظم في استجلاب أسود الشام إلى دمشق، وكان لهم الدور ألكبر في نصرة مصر العظيمة لبلاد الشام حتى اجتمعت الجيوش المسلمة من الشام ومصر ليحاربو التتار في المعركة الشهيرة التي تُسمى بمرج الصفر (2/رمضان/702 للهجرة المشرفة بشرف المهاجر صلوات ربي وسلامه عليه)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وشبك بين أصابعه الشريفة ليؤكد بيان اللحمة بين المسلمين وأن المسلمين لا يفترقون أبدا فالدم الدم والهدم الهدم.
وقال صلى الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَلُ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
يقول ابن تيمية :" ولهذا كان المؤمن يسره ما يسر المؤمنين، ويسوؤه ما يسوؤهم ومن لم يكن كذلك لم يكن منهم"
دمشق تعرضت لهجمة صليبية قذرة، ولعدوان تتري غاشم فتصدى لهم المسلمون ولم يكن العامل الجغرافي مانعا للمسلمين أن يناصروا إخوانهم بدمشق، ولم تكن أيامها تلك الحدود التي وضعها المستعمر الغاشم ورسمها بريشة سايكس بيكو والتي سيلقيها التاريخ في مزبلته عاجلاً أم آجلاً.
دمشق الآن تتعرض لحملةٍ صفوية نتنة، وهجمة علوية نصيرية حاقدة، بمعونة جعفرية رافضية شيعية مجرمة، وبمؤامرة غربية صليبية واضحة، وبذلة عربية مخزية، للقضاء على أهل السنة في بلاد الشام ولإبقاء الحلف الفارسي المجوسي الخبيث قائماً ممتدا من إيران مرورا بالعراق الجريح المكلوم وتمركزا في سوريا الشام وانتهاء في لبنان الممَزَّق، فأين العرب وأين المسلمون وأين العالم المتحضر المَّعي لحقوق الإنسان كذبا وزورا، وأين مجلس الخوف والهلع والإرهاب الذي يُسَمى بمجلس الأمن، وأين الجامعة العربية الخرقاء الجوفاء العوراء العمياء الحمقاء البلهاء العرجاء الفحجاء جامعة الدمى العربية، وجامعة التهريج.
اقتلوني فليس حولي رجال ودمائي كأنها صلصالُ
عذبوني فكل قومي نساء وكثير من النساء رجالُ
اسحبوني على المذلة إني في زمان تموت فيه الفعالُ
قسموا جثتي عليهم جميعا ثم قولوا تعاورته النبالُ
جمعوهم من خلف أقفال ودار وكثير في أرضنا الأقفالُ
أيقظوهم سباتهم طال حتى ملهم صمتهم ومل المقالُ
علموهم معنى الكرامة قولوا مات سيفا وكلكم طبالُ
أخبروهم أن البغال تنادت وبغال البلاد فينا بغالُ
ذكروهم أن الجهاد بلاغٌ ودماء تحيا بها ألامالُ
((( حفيظ الدوسري)))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المسلم أخو المسلم لا يَظلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ(أي لا يتركه إلى عدوه)"
وقال صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله"
وقال عليه الصلة والسلام:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
فهل نحب لأهل سوريا ما نحب لأنفسنا، هل نحب لهم ألا يُقتَل أطفالهم كما أننا نحب أن يعيش أطفالنا في أمن وأمان وسلام.
هل نحب لأهل سوريا ألا تُنْتَهَكَ أعراضهم كما أننا نحب ألا تُنتَهَكَ أعراضنا.
هل نحب لهم العيش بأمن وأمان وسلام واطمئنان بلاقتل ولا دمار ولا نهب للأموال والخيرات كما نحب ذلك لأنفسنا.
بكت العيون دماً على غزة وأهللها عندما قُصِفَت بنيران اليهود المجرمين؟ وها هي حماة وحمص ودوما ودير الزور وغيرها من مدن الشام تُقْصَفُ بنيران من هم أكفر من اليهود وأشد غِلظةً وأعظم جرماً أفلا تبكي عليها العيون؟؟؟؟؟
قال الله تعالى :" لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة"
وقال جل في علاه: " إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون"
فاليهود والنصيريون في هذا سواء.
قال الله تعالى:" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"
والولاية تقتضي الحب والحب يقتضي المناصرة فحتى يتحقق فينا الإيمان علينا أن نناصر المسلمين في كل مكان ومنهم أهلنا في الشام نناصرهم بكل الوسائل بالمال والنفس والسلاح والكلمة واللسام والمقال بكل شيء ضد هذا النظام الكافر الخبيث نظام الأسد وماهر وجنودهما.
وقال المولى جلت عظمته:" إنما المؤمنون إخوة"
فهل نحن إخوةٌ حقًّا لإخواننا الذين يُسحَبون على وجوههم ويُضْطَهَدون في أعراضهم؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
والسلام عليكم ورحمة اللهhgkwvm gHig hgahl
المفضلات