بحث نادر فى مظاهر الشرك الاصغر 000, طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة 000حديث شريف
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فصل في الشرك الأصغر [1]
الشرك الأصغر: هو كل ذريعة وسبب يؤدي إلى الشرك الأكبر.
* من مظاهر الشرك الأصغر:
1-تعليق الخيوط والحِلَق وحدوة الحصان والخرز والودع والتمائم والأحجبة معتقداً أنها أسباب لدفع العين والحسد والشر، أما لو اعتقد أنها بذاتها تنفع وتضر، فهذا شركٌ أكبر في الربوبية.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلا أَتَمَّ اللهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلا وَدَعَ اللهُ لَهُ)، [2] وفي رواية: (مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ).[3]
أما إن كان المعلّق من القرآن، فقد اختلف فيه العلماء، فكرهه كله عبد الله بن مسعود وأصحابه، وهو قول ابن عباس، وظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن حكيم، ونُقِل جوازه عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة، ولا يصح، والصحيح المنع منها ؛ لعموم النهي، وسداً للذريعة، ومنعاً لامتهانه ؛ لحمله أثناء قضاء الحاجة، ونحوها.
2- الرياء.
واعلم أن حقيقة الرياء: طلب الجاه، والمنزلة عند الناس بالعبادات، وهو مُشْتَقٌ من الرؤية، ومثله التسميع، أي: طلب سماعهم لعبادته، وطاعته.
وهو أقسام:
فتارة لا يُراد بالعمل سوى المخلوقين لغرض دنيوي، كحال المنافقين في صلاتهم، ولا يشك مسلم في حبوط هذا العمل.
وتارة يكون العمل لله ويشاركه وسلم-:من أصله، والنصوص تدل على بطلانه أيضا وحبوطه، كما قال -تعالى- في الحديث القدسي: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ).[4]
وتارة يكون أصل العمل لله، ثم طرأت عليه نية الرياء، فإن كان خاطراً ودفعه، لم يضره بلا خلاف، فإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك، ويجازى على أصل نيته ؟ فيه خلاف بين علماء السلف، ا.هـ[5]، وقد رجّح ابن رجب أنه يجازى على أصل نيته، ولكن لا شك أن أجره قد نقص.
3- الحلف بغير الله -تعالى-.
فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ)،[6] وفي رواية: (فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ).
4- التطير.
وهو التفاؤل أو التشاؤم بالطير، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الطِّيَرَةُ شِرْكٌ). [7]
أما لو اعتقد أن الطير ينفع أو يضر بذاته فهو شرك أكبر، ولو اعتقد أنها سببٌ في جلب النفع ودفع الضر فهو شركٌ أصغر، كمن يعتقد أن البومة سببٌ للشر، والحمامة سببٌ للخير، والطير الفلاني سببٌ للبركة في البيت، وكأولئك الذين يرشون الماء كسببٍ لجلب الرزق، فهذا كله شرك أصغر، أما لو اعتقد أنها هي التي تأتي بالرزق بذاتها، فهذا شرك أكبر.
5- التوسل البدعي.
كأن يقول للميت: ادع الله لي، استغفر لي، أما لو قال: أغثني، أو اغفر لي، أو ارحمني، أو ارزقني، أو اشفني، فهو شرك أكبر، وهو توسل شركي.
فصل في التوسل
وقضية التوسل من القضايا المهمة التي وقع فيها خلافٌ بين المتأخرين، والتوسل هو اتخاذ وسيلة توصل الإنسان إلى ما يريد، وقد ورد لفظ الوسيلة في القرآن في قوله سبحانه و-تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:35)، وفي قوله -عز وجل- في الرد على المشركين الذين يدعون غير الله: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً) (الإسراء:57).
وهي في هاتين الآيتين باتفاق أهل العلم بمعنى القربة، نقله ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس -رضي الله عنه- ومجاهد والحسن وقتادة وغير واحد، وقال: وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه ا.هـ [8].
(يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)، أي يتقربون إليه، وذلك من علامات حبهم العظيم لله -عز وجل- فالذي يتقرب إلى الله، ويبتغي أن يكون قريباً من الله لابد أنه يحبه -سبحانه وتعالى-.
ومن هذا المعنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا سَمِعْتُمْ المُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ) [9]، فالوسيلة بمعنى المنزلة مأخوذة من القُرب، لأن القريب من الملك أو العظيم له منزلة قريبة منه، فهذه الوسيلة اسمٌ لدرجة في الجنة، قريبة جداً بل هي أقرب المنازل وأرفع المنازل عند الله -سبحانه وتعالى-، لا تنبغي إلا لعبد واحد وقد رجا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون هو ذلك العبد -صلى الله عليه وسلم- ونسأل الله له الوسيلة.
فالوسيلة لغةً: ما يتوصل به إلى الشيء، ولها معنى آخر وهو المنزلة والدرجة والقربة وكلا المعنيين صحيحٌ شرعاً.
والتوسل منه الركن والواجب والمستحب:
فالتوسل الركن: هو التوسل إلى الله -عز وجل- بالإيمان به، فلا يقبل الله -تعالى- تقرباً إليه بغير إيمان به وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فلابد أن يُتَقَرب إلى الله بذلك ؛ هذا هو المعنى المقصود بقوله -تعالى-: (يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)، فلو أن إنساناً تقرب إلى الله بأنواع القربات، وهو مُكذبٌ برسوله أو مُكذب بمَلَكٍ أو مُعَادٍ لمَلكٍ من الملائكة أو مكذب بالجنة والنار، أو مكذب بالقدر، لم يقبل الله -عز وجل- منه شيئاً، لأنه فرط في الوسيلة التي هي ركن والتي لا يقبل الله من أحد شيئاً بدونها.
والتوسل الواجب: هو توسل الإنسان إلى الله -سبحانه وتعالى- بفعل ما أمر وترك ما حرم.
والتوسل المستحب: هو التوسل إلى الله -سبحانه وتعالى- بفعل المستحبات.
والتوسل في المشروع: هو ذكر ما يكون الدعاء به أقرب إلى الإجابة، وهذا أحد معاني التوسل العام، والتوسل العام هو التقرب، والدعاء من القربات، وقد يكون التوسل في الدعاء واجباً كما هو في سورة الفاتحة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:6-7)، فلا تصح الصلاة من غير أن ندعو هذا الدعاء، ولا بد أن نتوسل ببداية الفاتحة:(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، وهذا توسلٌ بأسماء الله وصفاته، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(الفاتحة:5)، وهذا توسلٌ إلى الله بالأعمال الصالحة.
* أنواع التوسل المشروع وغير المشروع في الدعاء:
1- التوسل المشروع:
الذي ورد في الكتاب والسنة من أنواع التوسل المشروع في الدعاء ثلاثة أنواع:
النوع الأول: التوسل إلى الله -عز وجل- بأسمائه وصفاته.
النوع الثاني: التوسل إلى الله -عز وجل- بذكر الأعمال الصالحة التي قام بها العبد.
النوع الثالث: التوسل إلى الله -عز وجل- بدعاء المسلم الصالح الذي دعا وهو حي حاضر.
النوع الأول:
وهو مأخوذٌ من قوله -تعالى-:(وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (لأعراف:180)
، وأدعية الكتاب والسنة كلها لا تخلو من ذكر الأسماء والصفات، فالعبد لا يسأل مباشرة بل يقول: (يا رب) أو (اللهم) فإنه توسل بالربوبية أو بالألوهية، والأدعية المستجابة التي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على فضلها هي ذكر أسماء الله -تعالى- وصفاته، كما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ العَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ) [10].
وسمع رجلاً يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللهُ بِأَنَّكَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (قَدْ غُفِرَ لَهُ) ثَلاثًا[11].
وجميع أذكار الصباح والمساء، والنوم، والدخول والخروج للبيت أو المسجد، والنزول، والسفر واللبس، والطعام والشراب، وجميع الأذكار الواردة ؛ هي أدعية فيها ثناء على الله -عز وجل- بأسمائه وصفاته، وسؤال الرب -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته، دون استثناء، وجميع أدعية المؤمنين في الكتاب وفي السنة كلها متضمنة التوسل إلى الله -سبحانه- بذكر الأسماء والصفات.
ولذلك نقول: هذا النوع من التوسل هو أعظم أنواع التوسل.
النوع الثاني:
وهو التوسل إلى الله بذكر الأعمال الصالحة بين يدي الدعاء، أو في خاتمته، كما ورد كثيراً مثل قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:16).
ولا بد أن نفرق بين فعل الإيمان نفسه، بأن يؤمن الإنسان، فهذا ركنٌ من الأركان ولا يقبل الله قربةً بدونه وهذا هو التوسل العام الركن، وأما ذكر الإيمان في الدعاء فهذا من التوسل المستحب، أن يقول بين يدي دعائه: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:16)، (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)(المؤمنون: من الآية109)، (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ) (آل عمران:193)
فذكر الإيمان في الدعاء هو التوسل الذي نقصده في الدعاء، أما فعل الإيمان نفسه، وأن يستجيب الإنسان لمنادي الرحمن فهذا فرض في التقرب، لا يقبل الله -عز وجل- من أحد تقرباً من غير أن يؤمن، أما لو لم يقل هذا الدعاء لكونه مثلاً لا يحفظه فلا بأس، أما الذي أوجبه الله علينا هو: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)
ومن ذلك القصة المشهورة قصة الثلاثة الذين أُغْلِقَ عليهم الغار، فتوسلوا إلى الله -عز وجل- بأعمالهم الصالحة، قالوا: (إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ إِلا أَنْ تَدْعُوا اللهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ)، فتوسل أحدهم إلى الله -عز وجل- ببر الوالدين والإخلاص في ذلك فقال: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ -وهو سقي والديه قبل صبيانه- ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ)، والثاني توسل إلى الله -عز وجل- بترك الزنى بمن يحب مع قدرته على ذلك، وأنه ترك ابنة عمه التي هي أحب الناس إليه، وترك المال الذي أعطاها، فقال: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ)، وتوسل الثالث بإعطاء الأجير حقه وتثمير ماله، وأنه أخلص إلى الله في ذلك فَفَرجَ اللهُ -عز وجل- عنهم [12].
[/SIZE][SIZE=5][1] الشرك الأكبر ينافي أصل الإسلام ولو مات صاحبه عليه فهو مُخلدٌ في النار، أما الشرك الأصغر فحكمه حكم الكبائر في الجملة بمعنى أنه إذا مات قبل أن يصل به إلى الشرك الأكبر مات على أصل الإسلام وهو داخلٌ في عموم:(...مَا دُونَ ذَلِكَ...) في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) [ النساء: 48 ]، (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) [ النساء: 116 ]، فالمقصود بـ (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) أي الشرك الأكبر فهو الذي لا يغفره الله -تعالى-، وهذه الآية الكريمة هي التي حبست الكفار في النار، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذكر الشفاعة: (فَأَقُولُ يَا رَبِّ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ) [ رواه البخاري (4476، 6565، 7410، 7440)، ومسلم (193)، وابن ماجة (4312)، وأحمد (11743، 13150) ]، وإنما أوجب الله الخلود في النار على من مات مشركاً الشرك الأكبر، وأما من دون ذلك فلم يجب عليه الخلود، وهو في المشيئة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ)، فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ: وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: (قُولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا نَعْلَمُه)[ رواه أحمد (19109)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (36) ]، فهذا دليلٌ واضح على أن الشرك الأصغر يمكن أن يُغفر، فهو فيما دون ذلك، ومنه الرياء والحلف بغير الله، وكل ذريعة تؤدي إلى الشرك الأكبر، والذي نص عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أَخْوَف مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ)، قَالُوا يَا رَسُولَ الله وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ ؟، قَالَ: (الرِّيَاءُ) [ رواه أحمد (27742) وصححه الألباني في الصحيحة (951) ].
[2] رواه أحمد (16951)، وقال الأرنؤوط: حسن، وضعفه الألباني في الضعيفة (1266).
[3] رواه أحمد (16969)، وصححه الألباني في الصحيحة (492).
[4] رواه مسلم (2985)، وابن ماجة (4202)، وأحمد (2 / 301)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
[5] راجع (جامع العلوم والحكم) لابن رجب الحنبلي ص (15).
[6] رواه أبو داود (3251)، والترمذي (1535)، وأحمد (4886، 5568، 6036)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6204).
[7] رواه أحمد (3679)، والترمذي (1614)، وابن ماجه (3538)، وأبو داود (23910) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3098).
[8] تفسير ابن كثير (2/35).
[9] رواه مسلم (383، 384)، والترمذي (3614)، والنسائي (678)، وأبو داود (523)، وأحمد (26532).
[10] رواه النسائي (1300)، وأبو داود (1495)، والترمذي (3544) وابن ماجة (3858) وأحمد (11795)، وصححه الألباني في المشكاة (2290).
[11] رواه النسائي (1301)، وأبو داود (985)، وأحمد (18495) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (985).
[12] رواه البخاري (2272، 3465)، مسلم (2743)، أبو داود (3387)، أحمد (5937).
www.salafvoice.com
موقع صوت السلفfpe kh]v tn hgav; hghwyv
المفضلات