بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ النبي - علية الصلاه والسلام - حياته في المدينه بالاصلاح بين الاوس والخزرج والمؤاخاه بين المسلمين , وكتابة عهد لليهود يضمن لهم فيه حريتهم الدينيه ومعابدهم واموالهم وحقوقهم واوجب لهم الحمايه والنصره بشرط ان ينصروه علي عدوه والا يغدروا او يعينوا عدوا او يمدوا اليه ايديهم باذي
فماذا كان موقفهم من الرسول ومن الدعوه ؟
لقد تظاهروا بالابتهاج لمقدم النبي واعلنوا استعدادهم للتعاون معه والوقوف بجانبه ونصرته علي اعدائه
واراد الرسول الكريم ان يمنحهم الفرصه لمعرفة نواياهم علي حقيقتها نحو الاسلام والمسلمين ففتح امامهم باب التعاون والتالف الي اقصي حد ولكنهم كانوا يضمرون في انفسهم اشياء واشياء ... فنوازع الطمع والحقد والكراهيه قد ملات نفوسهم حين رأوا الاسلام ترسخ قدمه في المدينه وينتشر فيما ورائها ورأوا الاوس والخزرج يلتفون حول النبي وينسون ما كان بينهم من ثارات وعداوات وذلك زاد من غيظهم حتي تكاد تقطع اكبادهم من الغيظ بل انهم توعدوا لهذا , اثار كل ذلك نفوسهم وايقنوا زوال مكانتهم الدينيه وانهيار مبادئهم القائمه علي الاستغلال والربا وتجارة الاسلحه واثارة الفتن و الحروب بين القبائل العربيه هنا وهناك
ومن امثله تعبيرهم عن غيظهم :-
قال ابن إسحاق: مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً[ يهودياً ] قد عسا ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ـعلى نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه ،
فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية ،
فقال : قد اجتمع ملأ بنيقَيْلَةَ بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار ، فأمرفتي شاباً من يهود كان معه ، فقال : اعمد إليهم ، فاجلس معهم ، ثم اذكر يومبُعَاث وما كان من قبله ، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ، ففعل ،فتكلم القوم عند ذلك ، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركبفتقاولا ، ثم قال أحدهما لصاحبه : إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعدادلإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً ، وقالوا : قدفعلنا ، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة : الحَرَّة ـ السلاح السلاح ، فخرجوا إليها [وكادت تنشب الحرب ]
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجإليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم
فقال : "يا معشر المسلمين ، الله الله ، أبدعوي الجاهليةوأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمرالجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم " ابن هشام (1/556،555) وابن جرير (4/23)
فعرف القوم أنها نزغة منالشيطان ، وكيد من عدوهم ، فبكوا ، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً ، ثمانصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم كيدعدو الله شاس بن قيس .
وهذا نموذج من نماذج مكائد اليهود
وقد بدأت مقاومتهم للاسلام خفية في اول الامر , ثم ظهرت علي حقيقتها بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر في العام الثاني للهجره
فالنبي علية الصلاة والسلام استخدم معهم 3 اساليب هي :-
1- اسلوب العهد
2- اسلوب الحرب
3- اسلوب الصلح
واليهود في الجزيره العربيه كانوا في مواقع عده بالمدينه وهم :-
1- بنو قينقاع
2- بنو قريظه
3- بنو النضير
4- يهود خيبر
5- يهود تيماء
6- يهود وادي القري
7- يهود فدك
اولا :- يهود بني قينقاع
لقد عهد المسلمين مع يهود بني قينقاع عهدا ولم يخالف المسلمون أي من نصوص العهد بل احترموها وعملوا جاهدين علي عدم نقض العهد بينهما ولكن اليهود معروفين خلال تاريخهم وزمانهم بنقض العهود
كان يهود بني قينقاع اول من نقض العهد وعملوا علي اثارة الفتن مستغلين حادثة امراه مسلمه ذهبت لتبتاع بعض الحلي من صائغ يهودي فاهانها فصاحت بالمسلمين وتجمع اليهود واشتعل الشر بين الفريقين
روى ابن هشام عن أبي عون : أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوقبني قينقاع ، وجلست إلى صائغ ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فَعَمَدالصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتهافضحكوا بها فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدتاليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فوقع الشربينهم وبين بني قينقاع .
وخرج رسول الله الي ( بني قينقاع ) وذكرهم بعهودهم وحذرهم من يوم كيوم بدر .
روي أبو داود وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر ، وقدم المدينة جمع اليهودفي سوق بني قينقاع . فقال : " يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ماأصاب قريشاً ". قالوا : يا محمد ، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريشكانوا أغماراً لا يعرفون القتال ، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس ، وأنك لمتلق مثلنا ، فأنزل الله تعالى : "قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَوَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِيفِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌيَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنيَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ " [آل عمران 12، 13]. وضعف إسناده الألباني ضعيف أبي داود (3001)
ولكنهم استخفوا بوعيده فكان من الضروري ان يضع حدا لهذا التحدي
فالقي اللواء الي حمزه بن عبد المطلب رضي الله عنه – فسار بجنود الله الي بني قينقاع فتحصنوا في حصونهم فحاصرهم اشد حصار خمسة عشر يوم متتابعه وكان ذلك في يوم السبت النصف من شوال سنة 2 هجريا حتي هلال ذي القعده و طلبوا من رسول الله ان يخلي سبيلهم وان يرحلوا عن المدينه وساروا حتي بلغوا " اذرعات " علي حدود الشام وقيل انهم ما لبثوا ان استقروا بها حتي هلك اكثرهم
وبذلك تطهر قلب المدينه منهم لانهم خانوا العهد واستهانوا بالمواثيق ولم يراعوا حرمة لجار او لدين .
يتبع باذن الله
l,rt hgvs,g - wgd hggi ugdi ,sgl - lk hgdi,]
المفضلات