أرجوكم .. لا تقلدوا أحمد نظيف وعمر سليمان
| أخر تحديث: 21/03/2011 07:58 م
لا أري سببا منطقيا لحالة التخوين واتهام الذين صوتوا على الاستفتاء بـ"نعم" بأنهم لا يعرفون شيئا، ولا يدركون مصلحتهم، وأنهم ساروا خلف الإخوان والسلفيين والحزب الوطني، ولا أرى منطقا لاتهام الذين قالوا "لا" من ائتلاف شباب الثورة وبعض المثقفين ومعهم المسيحيين والليبراليين بأنهم يبحثون عن مصلحتهم الخاصة فقط، ولا يريدون استقرارا لمصر.
المتأمل لما دار في الشارع المصري وأمام لجان الاستفتاء سيدرك أن الشعب هو الذي قال كلمته وليس الإخوان أو السلفيين أو الحزب الوطني، لا ننكر أن الإخوان قوة في الشارع، ولكن قوتهم ليست لكثرتهم، ولكن لكونهم الأكثر تنظيما، فهم يملكون رؤية واضحة، وأسلوبا يتحركون على أساسه، ولكن على أرض الواقع هم لم يؤثروا على أحد، معظم المصريين الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع لم يلتفتوا للافتة أو لوحة معلقة طالبته بالموافقة على التعديل الدستورى أو رفضه، فكل مصري دافع عن وجهة نظره وبقوة ورفض محاولات البعض تغيير رأيه، لأنه اتخذ قراره قبل أن يخرج من بيته ولم يكن في حاجة إلى نصائح أو إرشادات.
فالكلام الذي تردد بأن المواطنين تم التأثير عليهم، قبل دخولهم اللجان، غير مقبول فهو يعيدنا مرة أخرى إلى نقطة الصفر لأنه يندرج تحت الكلام الذي قاله أحمد نظيف رئيس الوزرءا السابق منذ فترة وقاله من بعده عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق بأن المصريين غير مؤهلين للديمقراطيه، وهذا ما يرفضه الجميع شكلا وموضوعا لأن تجربة الاستفتاء واصرار المصريين على المشاركة فيها بغض النظر عن توجهاتهم وآرائهم، تؤكد أننا أمام شعب متعطش للديمقراطية ولا يحتاج غالبيته لمن يقول له كيف يمارسها.
أيضا كل الاحترام والتقدير لمن قال لا وهذه هي وجهة نظرهم، وليس معنى الموافقة على التعديلات الدستورية بنعم، أن الذين قالوا لا للتعديلات منبوذون ولا بد من معايرتهم لأنهم فشلوا كما كان يحدث سابقا، فقد يكونوا على الصواب، ومن قال نعم على خطأ، ولكن في النهاية يجب أن نحترم رأي الصندوق، وما ارتضاه غالبية الشعب.
ما أقصده هو أن الحرية التي بحث عنها الجميع وقامت من أجلها الثورة ليس معناها أن نحجر على الآخر ونحاول الضغط عليه بكل الطرق حتى يغير وجهة نظره، ولا نقول أنه لا يفهم شيئا أو أنه عميل لمجرد اختلافنا معه في وجهة النظر.
التعديلات الدستورية تم الموافقة عليها وقبل بها الشعب، وهذا لا بد أن نحترمه، ولا يجب أن نضع افتراضات، وأن نتحدث بطريقة نظرية المؤامرة، ونقول أن ما حدث كان في مصلحة الإخوان والحزب الوطنى، وسيقضي على الثورة وما حققته من انجازات، الحقيقة المؤكدة أن ما حدث هو ما أراده غالبية المصريين، ولا بد أن نفكر في الخطوة القادمة سواء كانت الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، وعلى الجميع أن يستعد، ويثق أن الأصلح هو من سيختاره الشعب سواء كان في البرلمان أو الرئاسة.
أرجوكم .. لا ترددوا ما كان يردده أرباب النظام السابق، ولا تتهموا هذا الشعب بالغباء وتتعاملون معه على هذا الأساس كما كانوا يفعلون.
أرجوكم .. لا تدّعوا الفهم والعبقرية، وتولّوا أنفسكم أولياء على الشعب بحجة أنكم تعرفون مصلحته أكثر منه.
المصريون فاقوا من غفوتهم، وهم من يقرروا مصيرهم الآن، أيا كان هذا المصير، سواء كان سيذهب بنا إلى القمة أم سيهوي بنا إلى القاع، إلا أننا لن نندم لأننا صنعناه بأيدينا.
والآن بعد ما شاهدناه في الاستفتاء من إقبال شديد ومظهر حضاري.. هل تعتقد أننا شعب لا يستحق الديمقراطية أم أنك تؤيد عمر سليمان وأحمد نظيف؟
حواش منتصر
hv[,;l fgha k/dt
المفضلات