مراتب النصر والتأييد، ومن عجب أن هذا النصر والتأييد ما كان في ميدان دون ميدان؛ وإنما
مما شهدت به كتب التاريخ والسير أن الصحابة - رضي الله عنهم ورضوا عنه - عاشوا أعلى
كان في كل الميادين، وفي كل الأوقات.النصر وذلك التأييد مع الشيطان القاعد لهم بكل طريق.
عاشوا هذا النصر وذلك التأييد مع النفس الأمارة بالسوء، فألجموها بلجام التقوى، وعاشوا هذا
وعاشوا هذا النصر وذلك التأييد مع الدنيا وزخارفها، فلم تبهرهم الأضواء، ولم تفتنهم الشهوات.وقت وبأقل التكاليف.
وعاشوا هذا النصر وذلك التأييد مع العدو في أرض المعركة، فانتصروا على أعدائهم في أقصر
فكان النصر دائمًا حليفهم، والتأييد ديدنهم ،ولا شك في أن الناصر لهم هو الله عز وجل:هي أخلاق النصر، وتبقى هذه الأخلاقُ أخلاقَ النصر في كل زمان ومكان، فمهما توفرت هذه
فَمَا العِزُّ لِلإِسْلاَمِ إِلاَّ بِظِلِّهِمْ *** وَمَا المَجْدُ إِلاَّ مَا بَنَوْهُ فَشَيَّدُوا
والله تعالى لا يحابي أحدًا من خلقه، ولكن الصحابة - رضي الله عنهم - توفرت فيهم أخلاق،
جيل الصحابة رضي الله عنهم؟
فكانوا يسارعون إلى تنفيذ أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم؛
فمن هذه الأخلاق: أنهم كانوا يعظمون أمر الله عز وجل، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم:
عملاً بقول الله عز وجل:عليه وسلم - وخروجهم إلى حمراء الأسد الغد من يوم أُحُد على ما بهم من جراح وألم، وسجل
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132].
فمن ذلك استجابة الصحابة - رضي الله عنهم - لأمر الله عز وجل وأمر رسوله - صلى الله
الله عز وجل هذا الموقف في كتابه الخالد، ونزل قوله عز وجل:الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ *
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}[آل عمران: 172 - 174].
لما سقط مسطح بن أثاثة بحادثة الإفك شقَّ ذلك على أبي بكر - رضي الله عنه – وقال: هذا أمرلم نتهم به في الجاهلية، فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام؟! وحَلَفَ أن لا ينفع مِسطحًا بنافعة أبدًا وكان
ينفق عليه، فأنزل الله عز وجل:وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]،
{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وسمعها أبو بكر فقال: "بلى والله يا ربنا، إنا لنحب أن تغفر لنا"، وعاد له بما كان يصنع.
قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه، فلما كانت غزوة، غنم
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
عن شداد بن الهاد أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه، ثم
النبي - صلى الله عليه وسلم - سبيًا فقسم وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم،فلما جاء دفعوه إليه.
قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: ما هذا؟
فقال: ما هذا؟قال: "قسمته لك".
قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا – وأشار إلى حلقه – بسهم فأموتفأدخل الجنة.
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن تَصْدُقِ اللهَ يصدقك)).فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - يحمل، قد أصابه السهم
حيث أشار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((أهو هو؟)).قالوا: نعم.
قال: ((صدق الله فصدقه)).عنه - قال: "رأيت عمر بن الخطاب وهو يومئذ أمير المؤمنين قد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث، لبد
ومن أخلاق النصر في جيل الصحابة - رضي الله عنهم - زهدهم في الدنيا ورغبتهم في الآخرة:
هذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو خليفة المسلمين يرقع ثوبه؛ فعن أنس - رضي الله
بعضها على بعض".مضطجع على طنفسة رحله، متوسد الحقيبة، فقال له عمر: "ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك"، فقال:
وعن عروة قال: دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح – رضي الله عنهما – وهو
"يا أمير المؤمنين، هذا يبلغنا المقيل".قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: الآن يأتيك، فلما أتاه نزل فاعتنقه، ثم دخل عليه بيته فلم يرَ في
وقال معمر في حديثه: لما قَدِمَ عمر الشام تلقاه الناس وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟
بيته إلا سيفه وترسه ورحله.
الدنيا:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر:قال: ((نعم))، قال: بخ بخ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يحملك على قولك بخ
((قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض))،
قال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟
بخ؟))، قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال - صلى الله عليه وسلم -:((فإنك من أهلها))؛ فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل
تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتِل.وسلم - يقول هذا؟ قال: نعم.
وعن أبي موسى الأشعري أنه قال بحضرة العدو: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف))،
فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه
فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدوفضرب حتى قتل.
وفي يوم اليمامة أغلقت بنو حنيفة أنصار مسيلمة الكذاب الباب عليهم، وأحاط بهم الصحابة رضيالله عنهم، فقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم في الحديقة، فاحتملوه فوق الحجف
ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من فوق سورها، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه، ودخلالمسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة، حتى خلصوا
إلى مسيلمة لعنه الله.
ورسوله والمؤمنين:
فكان الواحد منهم بمجرد أن يسلم يخلع على باب هذا الدين كل ما كان من أمرالجاهلية، ولا يكون حبه ونصرته إلا لله عز وجل ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين.
فهذا عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول يبلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر بأبيه وهوفي ظل أطم - أي: في مكان مرتفع - فيقول: غبر علينا ابن أبي كبشة، فيأتي النبي - صلى الله عليه
وسلم - فيقول: يا رسول الله، والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه، فيَرُدُّ عليه النبي - صلى اللهعليه وسلم - قائلاً: ((لا، ولكن بِرَّ أباك وأحسن صحبته...)).
شد يدك به؛ فإن أمه ذات متاع.
ومر مصعب بن عمير على أخيه أبي عزيز بن عمير وقد أسره أحد الأنصار، فقال للأنصاري:
فقال أبو عزيز: يا أخي، هذه وصاتك بي؟فقال له مصعب: إنه أخي دونك.
وقتل أبو عبيدة بن الجراح يوم بدر أباه، حيث تعرض له أبوه يريد أن يقتله ويتحاشاه أبو عبيدة،فلما أصر أبوه على قتله تمكن منه أبو عبيدة فقتله.
الفرقة،
عملاً بقول الله عز وجل:وعمر وعثمان صدرًا من خلافته كانوا يصلون بمكة ومِنى ركعتين، ثم إن عثمان صلاها أربعًا،
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]،
وبقوله عز وجل:
{وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].
أخرج عبدالرزاق في "المصنف" من حديث قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر
فبلغ ذلك ابن مسعود فاسترجع، ثم قام فصلى أربعًا.فقيل له: استرجعت ثم صليت أربعًا؟ قال: الخلاف شر.
وروي مثله عن أبي ذر رضي الله عنه.للناس جماعة، أو أموت كما مات أصحابي.
وعن علي - رضي الله عنه - قال: اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف حتى يكون
عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة العظيمة، وعليه
أرسل سعد قبل القادسية ربعي بن عامر رسولاً إلى رستم قائد الجيوش الفارسية وأميرهم، فدخل
تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة ،وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض
تلك الوسائد، وأقبل عليه سلاحه ودرعه، وبيضته على رأسه.فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت.
فقالوا له: ضع سلاحك.
فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها، فقال له: ما جاء بكم؟فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن
جور الأديان إلى عدل الإسلام.وربط أبو لبابة ابن عبدالمنذر نفسه في سارية من سواري المسجد لما أحس أنه خان الله ورسوله -
تفاديًا من سخط الله عز وجل وعقوبته
كما في قصة ماعز والغامدية.
صلى الله عليه وسلم - حتى نزلت براءته.وكذا الثلاثة الذين خُلِّفوا عن غزوة تبوك بغير عذر، حتى نزلت براءتهم من السماء.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قدم عبدالرحمن بن عوف فآخى النبي - صلى الله عليه
وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبدالرحمن:بارك الله لك في أهلك ومالك.
إنا لنبأس لك لما نرى فيك.
هذا عمران بن حصين يدخل عليه بعض أصحابه، وكان قد ابتلي في جسده، فيقول له نفر منهم:
قال: فلا تبتئس بما ترى فإن ما ترى بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، ثم تلا هذه الآية:فيقول: ذنوبي، فيقولون: أي شيء تشتهي؟ فيقول: الجنة.
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
وهذا أبو الدرداء يصيبه المرض ويدخل عليه أصحابه ليعودوه، ويقولون له: أي شيء تشتكي؟
وهذه أسماء بنت أبي بكر كانت تصدع، فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي، وما يغفره الله أكثر.
وكأن هذا الإيمان بالله رفع رأسهم عاليًا، وأقام صفحة عنقهم، فلن تنحني لغير الله أبدًا، لا لملكجبار، ولا لحبر من الأحبار.
عن أبي موسى قال: انتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلسه، وعمرو عن يمينه وعمارة عنيساره، والقسيسون جلوس سماطين، وقد قال له عمرو وعمارة: إنهم لا يسجدون لك، فلما انتهينا
بدرنا مَن عنده من القسيسين والرهبان أن اسجدوا للملك، فقال جعفر: لا نسجد إلا لله.ثم يقول لهم: "الصلاة"، ويتلو هذه الآية:
ومن أخلاق النصر: اهتمامهم بتزكية نفوسهم بالعبادات.
هذا عمر بن الخطاب يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان في آخر الليل أيقظ أهله،
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].الصلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا؟ فيقول: نعم، فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح.
وعن نافع قال: كان ابن عمر يحيي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا؟ فيقول: لا، فيعاود
وكان عبدالله بن عمرو بن العاص يختم القرآن في ثلاث، وواظب على ذلك وهو طاعن في السنحتى أدركته الوفاة.
مصر، كتب إلى عمرو بن العاص - رضي الله عنه -:ومن أخلاقهم: استنصارهم بالله عز وجل.
أخرج ابن عبدالحكم عن زيد بن أسلم قال: لما أبطأ على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – فتحُ
"أما بعد.. لقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر، تقاتلون منذ سنين، وما ذاك إلا لما أخذتم وأحببتممن الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله تعالى لا ينصر قومًا إلا بصدق نياتهم، وقد كنت وجهت إليك
أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما أعرف إلا أن يكون غيَّرهم ما غيَّرغيرهم، فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغبهم في الصبر والنية،
وقدِّم أولئك الأربعة في صدور الناس، وأمر الناس أن يكونوا لهم صدمة رجل واحد، وليكن ذلكعند الزوال يوم الجمعة؛ فإنها ساعة تتنزل فيها الرحمة، ووقت الإجابة، وليعج الناس إلى الله،
وليسألوه النصر على عدوهم".أن يتطهروا ويصلوا ركعتين، ثم يرغبون إلى الله عز وجل ويسألونه النصر، ففتح الله عليهم.
فلما أتى عمرًا الكتابُ جمع الناس وقرأه عليهم، ثم دعا أولئك النفر فقدمهم أمام الناس، وأمر الناس
وكانوا - رضي الله عنهم - يطلبون العزة بما أعزهم الله عز وجل به من الإيمان والعمل الصالح.عن طارق بن شهاب قال: خرج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن
الجراح، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه،وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا؟ تخلع خفيك
وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة، ما يسرني أن أهل الشام استشرفوك.فقال عمر: أواه! لو قال ذا غيرك أبا عبيدة، جعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، إنا كنا أذل
قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله.
فوالله لو كنتم معلقين بالسحاب لرفعنا الله إليكم، أو لأنزلكم إلينا.
فكان من ثقتهم بنصر الله عز وجل يتهمهم المنافقون والذين في قلوبهم مرض بالغرور، كما :
{إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
[الأنفال: 49].
هذا خالد بن الوليد - رضي الله عنه - يقول للروم وقد تحصنوا بالحصون: أيها الروم، انزلوا إلينا،
بحر لو أعلم أن وراءك أرضًا تفتح في سبيل الله؛ لخضتك بفرسي هذا.
ووقف الفارس المسلم عقبة بن عامر - رضي الله عنه - بفرسه على شاطئ الأطلنطي يقول: والله يا
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين، اللهم من أرادناوالإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده
يا رب العالمين، اللهم كن لنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا،وانصرنا على من بغى علينا.
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
منقول
Hoghr hgkwv td [dg hgwphfm
المفضلات