السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الموقف الأول: عاقب الأب ابنه على خطأ فعله، تأديبًا له وتعليمًا له من هذا الموقف، فحرمه من اللعب على الكمبيوتر، وبعد نزول الأب جلس الابن على الكمبيوتر ليلعب فجاءت الأم، وأطفأت الجهاز وقالت لابنها: أنا ووالدك في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعًا، ولا تظن أن يعاقبك والدك ثم من ورائه أفعل لك ما تريد، لماذا عاقبك هو؟ أليس لأنك أخطأت فمن مصلحتك أن تتعلم من خطئك، ومن مصلحتنا أن هذا الموقف سبب لتربيتك في هذا الجانب لتتعلم، فنحن نربيك ونعلمك لمصلحتنا جميعًا، لك ولنا.
الموقف الثاني: أخطأ الابن فعاقبه الأب بحرمانه من المصروف، ومن وراء الأب أعطت الأم لولدها المال وقالت له: خذ يا حبيبي لا يهمك شيء من أبيك، أنا سأعطيك ما تريد، هو دائمًا عصبي ولا يتفاهم معنا.
فالأب هنا يمنع والأم تعطي، والنتيجة أن الابن لم يستفد من خطئه ويتعلم ويتربى بسبب عدم اتفاق الزوجين على طريقة واحدة في التربية.
أخي الزوج / أختي الزوجة:
قبل زواج الرجل والمرأة في نظري عليهما أن يتعلموا أمرين:
الأول: مهارات الحياة الزوجية وأسباب نجاح العلاقة الزوجية بين الزوجين.
الثاني: تربية الأبناء لأن الأبناء هم ثمرة الزواج.
وبعد الزواج يُرزق الزوجان بطفل يتعاملون معه، وقد يخرج إنسان سوي للحياة والمجتمع بسبب تنشئة الوالدين، وقد يخرج إنسان غير سوي أو معقد أو مريض نفسيًا بسبب سوء تنشئة الوالدين، بسبب سوء تنشئة الوالدين له بسبب الجهل بطرق تربية الأبناء، وعدم التعاون بين الزوجين في تربية الأبناء، والاتفاق على أسس للتعامل معهم.
إن الأولاد (هبة الله، وبهجة الحياة، وأمانة الخالق عند الخلق، الأولاد ثمرة جسد الزوجين، وامتداد عمر الوالدين، وملتقى آمال بشرين، الأولاد هم بهجة البيوت ومصدر حرارتها، تنبعث حياة البيت بمرحها وأصواتها، وتتلون الحياة بمراحل أعمارها ومطالبها، وتنشغل القلوب والعقول باهتماماتها، وتقتصر آمال الوالدين فتتوحد في تحقيق آمالها، الأولاد صمام أمن وبقاء للبيوت عند النزاع خوفًا عليهم، ومصدر السعادة أو الشقاوة لنبوغهم أو فشلهم) [العشرة الطيبة، محمد حسين، ص(411)].
أهمية الأسرة:
تمثل الأسرة أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع بصفة عامة وبالنسبة للطفل بصفة خاصة، فالأسرة (هي المؤسسة الاجتماعية الصغيرة التي تمنح الحب والأمن والرعاية، والعلاقة السائدة في الأسرة تلعب دورًا هامًا في نمو الطفل وفي تشكيل شخصيته وتوجيه سلوكه، لذلك تعبتر الحياة في البيئة الأسرية من الدعائم الأساسية لبناء شخصية الطفل وتوجيه سلوكه الاجتماعي أو الانفعالي.
فالسنوات الأولى من عمر الطفل هي حجر الأساس لبناء الشخصية، فإذا كان الطفل ينشأ في جو عائلي عادي يسوده العطف والحنان والطمأنينة، فإنه ينمو نموًا صحيحًا، فالطفل يولد وهو كائن في غاية الضعف.
إذ يحتاج إلى رعاية نفسية وجسمية تساعده على النمو والنضج وتضمن له البقاء، لذلك يحتاج الطفل إلى رعاية تستغرق سنوات طويلة حتى يصل إلى مرحلة يستطيع أن يعتمد فيها على نفسه، فمن الثابت علميًا أن طفولة الفرد الإنساني أطول من طفولة أي كائن آخر.
العلاقة القائمة بين الطفل وأسرته هي أساس الصحة النفسية للطفل، وتساعده على التكيف في المستقبل، ويعتبر الإشباع النفسي من أهم ما تقدمه الأسرة لأبنائها، فالأسرة لها آثارها على النمو النفسي السوي وغير السوي للطفل، أما الأسرة المضطربة فهي لاشك تؤدي إلى الانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية) [الصحة النفسية وعلم النفس الاجتماعي والتربية الصحية، د/ أحمد صالح-د/ هويدا حنفي, وآخرون, من7-12، باختصار].
فالإنسان هو نتاج بيئة ونشأة، وقد ثبت في علم النفس أنه من أسباب الاضطرابات النفسية هو التنشئة الاجتماعية والضغوط، فالأمراض النفسية لا تورث ولا يولد طفل وعنده اكتئاب أو قلق أو اضطراب نفسي، ولكن التنشئة الأسرية والعلاقات العائلية لها أكبر الأثر في ظهور الاضطرابات النفسية.
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على عظيم أثر الوالدين في تكوين شخصية الأبناء فقال: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) [رواه البخاري].
وكما يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
إنهم أمانة:
لذلك يتضح لنا خطورة دور الأسرة والوالدين خاصة في تكوين شخصية الأبناء، فهم الأمانة التي استرعانا الله إياها كما قال صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم...) [متفق عليه].
تحديد أدوار:
ومن هنا تأتي أهمية تحديد الأدوار، فيحدد الزوجان دوره في تربية الأبناء حتى لا يتشتت الأبناء بين أم متساهلة وأب متشدد أو العكس، وتكون تربية الأبناء تربية متوازنة يظهر فيها للأولاد توافق الأبوين وتشابه وجهات نظرهما في التعامل مع كافة المشكلات التي تواجههم.
وتعتبر عملية التعامل مع الأبناء من أكثر المشكلات التي تواجه الأزواج.
(والخلاف إنما يسببه الحرص العميق لكليهما على ما هو أفضل لأطفالهما، وبالرغم من أهمية الاتفاق حول تربية الأبناء، إلى أنه من غير المتوقع أن يكون هناك اتفاقًا دائمًا بين الزوجين حول كيفية التعامل مع الأبناء، ومن الطبيعي أن يختلف الزوجان، ولكن المهم أن يصلوا لأرضية مشتركة وخطوط عامة وخطوط عامة وخطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها، ولا يشعر الأبناء إذا كان هناك اختلاف في طريقة تربيتهم، لأن ذلك يشعرهم أنهم يملكون القوة لتأجيج الخلاف بين الأبوين.
وإذا كان هناك خلاف بين الزوجين حول كيفية تربية الأبناء، فإن هذا الوضع طبيعي، إذا لا يمكن الاتفاق على كل جزئيات التربية، والأهم من هذا كله هو إيجاد طريقة لحل الخلاف عندما يقع حتى يتمكن الوالدان من التعامل مع سلوك الأطفال بأسلوب ثابت ومتفق عليه...) [حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري، ص524].
الصحة النفسية للأبناء:
لكي تتحقق الصحة النفسية لأي إنسان، وللأبناء خاصة، لابد من توافر ثلاثة أشياء:
1. الاتصال السليم.
2. التعرف على مراحل النمو النفسي والاجتماعي لكل مرحلة.
3. المهارات الحياتية.
ـ فالاتصال السليم بين الوالدين والأبناء يضمن لهم الصحة النفسية، فـ (الأصل في التقاء الزوجين هو السكن والاطمئنان والأنس والاستقرار؛ ليظل السكون والأمن جو ينتج فيه المحصول البشري الثمين، ويؤهل فيه الجيل لحمل تراث التمدن البشري) [دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز، ص(54)].
والبيت الذي يكون الأب سقفه والأم قلبه ويغشاه الحب والرحمة والوعي والإيمان، هو البيت الذي يخرج الإنسان.
وعلى الزوجين التعرف على طبيعة المرحلة العمرية لطفلهما، لأن كل مرحلة عمرية لها خصائصها ومميزاتها التي تميزها عن غيرها، ولها أيضًا مطالبها التي تختلف عن غيرها من المراحل.
فمثلًا مرحلة الطفولة لها خصائص ومطالب تختلف عن مرحلة المراهقة، وكذلك الولد يختلف عن البنت في الخصائص ومراحل النمو، ومن حسن رعاية الزوجين للأبناء التعرف على هذه المراحل؛ لتحقيق التربية المنشودة والصحة النفسية للأبناء والبنات.
وقد رأيت في قسم الصحة النفسية أم تضرب الابن الولد بقسوة، لأنه كثير الحركة يسبب لها المشاكل في البيت والمدرسة، حتى تسببت له في مشكلة نفسية يذهب للطبيب للعلاج منها، وفي ذات الوقت تحب وتعطف على ابنتها الأصغر منه لأنها هادئة وتلعب باللعب ومطيعة عكس الولد.
وهذا طبعًا يسبب عدم معرفتها بطبيعة الولد في سن الطفولة واختلافه عن البنت.
وأعني بالمهارات الحياتية هي تعليم الأبناء المهارات التي تساعدهم في الحياة والتعامل مع المواقف والضغوط، وبذلك تعطيهم أسباب قوة، فلا يكون الأبناء ضعاف، لا يعرفون التصرف في المواقف ويتسمون بالسذاجة، وهذا غير مقبول في عصرنا الحالي، ومن المهارات تعليم الأولاد الذكور لعبة عنيفة مثل: الكاراتيه للدفاع عن نفسه، وكذلك البنات يمكن تدريبهم في المنزل على حركات للدفاع عن نفسها، هذه المهارات تساعد الأبناء كثيرًا في التصرف في المواقف الصعبة، في حالات الدفاع عن النفس أو التحرش الجنسي مثلًا.
وتعليمهم المهارات الحياتية يكون في شكل مواقف مفتعلة، يقوم بها الوالدان في البيت قبل أن تحدث بالفعل، فعندما تحدث يكون الابن مدرب عليها ولا تحدث له صدمة نفسية من وقع المفاجأة.
لا تعقوا أولادكم:
نعم الكلمة الصحيحة تعقوا أولادكم، وكيف يعق الآباء والأمهات أبناءهم؟ إذا لم يحسن الزوجان تربية الأبناء وتأديبهم وتعليمهم الأخلاق وغير ذلك فإنهم بذلك يعقو الأبناء وتأمل معي هذا الموقف
(جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأتى عمر بالولد وأنَّبه على عقه أبيه.
فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوقًا على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين! قال عمر: أن ينتقي أمَّه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (أي القرآن).
قال الولد: يا أَمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعْلاً (أي خنفساء) ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا.
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إلي تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك) [زينة المرأة حسن الخلق، كيف تجاورين الحبيب صلى الله عليه وسلم في الجنة؟، د/ أكرم رضا، ص(89)].
واشتراك الزوجان في تربية الأبناء هام جدًا وضروري، وقد حثنا صلى الله عليه وسلم على تربية الأبناو، فقال صلى الله عليه وسلم (علموا أهليكم الخير) [صحيح موقوف على شرط الحاكم، (111)]) [نقلًا عن تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، ص665-666]، و: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].
وقال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع) [حسنه الألباني في مشكاة المصابيح، (572)].
قال الإمام الغزالي في إحيائه في تعويد الولد خصال الخير أو مبادئ الشر: (والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم شقى وهلك، وحياته بأن يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق) [إحياء علوم الدين، الغزالي][نقلًا عن تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، ص671].
لذلك نقول إن تخلي الوالدان عن التربية، فهو عقوق منهم تجاه الأبناء.
يقول الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من الحياة وخلفاه ذليلًا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمًا تخلت أو أبًا مشغولًا
فحب الأبناء ورعايتهم وتعليمهم وتأديبهم واجب على الوالدين تجاههم، فهم أكبادنا التي تمشي على الأرض:
إنما أولادنا بيتنا أكبادنا تمشي على الأرض
إن هبت الريح على بعضهم تمتنع العين من الغمض
ربح البيع أبا الدحداح:
(عندما سمع أبو الدحداح الأنصاري رضي الله عنه قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245].
فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: آلله يستقرضنا؟ فيرد المربي العظيم صلى الله عليه وسلم: (نعم يا أبا الدحداح) فيقول رضي الله عنه: أرني يدك يا رسول الله فإني قد أقرضت ربي حائطي، وحائطه ذلك يومئذ من أجمل بساتين المدينة، وأحب ماله إلى قلبه، فيذهب إلى حائطه وينادي على زوجه أن اخرجي يا أم الدحداح، فقد أقرضت ربي حائطي، فتعمد الزوجة الصالحة رضي الله عنه إلى صبيانها، تخرج ما في أفواههم، وتنقض ما في أكمامها من ثمر البستان، تربيهم بدورهم على نور (سمعنا وأطعنا) بفعلها قبل قول قولها، وهي ترد على زوجه: ربح البيع أبا الدحداح، ربح البيع أبا الدحداح، وهنا تأتي الجائزة النبوية لهذه الأسرة الكريمة، فيبشرهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بقوله: (كم غذق رداح في الجنة لأبي الدحداح) [تفسير الطبري، (5/285)، تفسير ابن كثير (8/14-15)، نقلاً عن حياة النور، فريد مناع، ص(39-40)].
والشاهد هنا تعاون الزوجة مع زوجها في تربية الأبناء، فمجرد أن سمعت زوجها ينادي أن اخرجي يا أم الدحداح فقد أقرضت ربي حائطي، أسرعت إلى الصبيان تخرج ما في أفواههم وتترك هي أيضًا ما في أكمامها من ثم البستان، هذه هي الأم الصالحة المتعاونة.
(قال نابليون: إن المرأة التي تهز المهد بيمينها، تهز العالم بشمالها) [تربية الأولاد في الإسلام، الشيخ عطية صقر، ص(257)].
وقد قال الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق
فالمرأة المسلمة تحرص مع الأب (أن تغرس في نفوس أبنائها مكارم الأخلاق من حب الآخرين، وصلة الأرحام، وعطف على الضعفاء، واحترام للكبير، ورحمة بالصغير، وارتياح لفعل الخير، وصدق في القول والعمل، ووفاء بالوعد، وعدل في الحكم ... مستخدمة في ذلك أبرع الأساليب من قدوة حسنة، وحسن معاملة، ورحمة ورفق وتعهد وتواضع وسماحة، وحب وحنو واهتمام، وتشجيع وعطف ومساواة وعدل ونصح وإرشاد، في لين من غير ضعف، وشدة من غير عنف، وتغاضي عن بعض الهفوات، وبذلك ينشأ الأولاد نشأة سوية ناضجي الفكر، صالحين بررة) [شخصية المرأة المسلمة، محمد علي الهاشمي، ص(227)].
ماذا بعد الكلام؟
ـ تعاون مع زوجتك في تربية أولادكما.
ـ تجنب المشاكل أمام الأبناء واحترم مشاعرهم.
ـ تذكر أخي/ أختي الزوجة المسئولية والأمانة تجاه الأبناء فأنت المسئول، عن إخراج شخصية سوية أو غير سوية للمجتمع.
ـ تذكر أنهم هدايا وأمانات عندك ستُسأل عنهم يوم القيامة.
(ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته..) [متفق عليه]، (.... فإن لأهلك عليك حقًا.....) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (1369)].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) [حسنه وصححه الألباني في صحيح الترهيب والترغيب، (1966)].
ـ احذر من أن تعق أبناءك فقد عاتب ولد والده فقال: (يا أبت لقد عققتني صغيرًا فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدًا، فأضعتك شيخًا) [منهج التربية النبوية للطفل، محمد نور سويد].l,hrt jvf,di ,vuhdm hsvdi (Hgh ;g;l vhu ,;g;l lsz,g uk vudji>>)
المفضلات