السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
التنصير في المغرب: هدف واحد وأساليب متجددة!!
الرباط: حسن الأشرف
يزحف التنصير في المغرب رويدا رويدا وبخطى حثيثة، وفق خطط مدروسة ووسائل جديدة تظهر كل فترة ومناسبة، أبطالها منصرون يدركون ما يفعلون، وضحاياها شباب غافل أو جاهل أو فضولي، ووسائلهم الكتب والأقراص المدمجة والمطويات وتأليف الأغاني وشتى الطرق التي تيسر لهم هدفهم المتمثل في تنصير أكبر عدد ممكن من الشباب المغربي. ورغم تصدي كثير من العلماء لهذه الظاهرة، فإن التنصير لم يتوقف ويأخذ أشكالا وألوانا، بل صار المغرب من أولويات الاهتمام الكنسي من خلال برامجها التنصيرية.
المد التنصيري جغرافيا
ويؤكد الدكتور محمد السروتي، الباحث المغربي المتخصص في ملف التنصير، أن التقارير والدراسات الكنسية أبدت اهتماما متزايدا بالمغرب كمنطقة هامة لها الأولوية في برامجها ومخططاتها التنصيرية، من قبيل حملة: "انهض أيها المغرب"...
ويفسر السروتي اختلاف هيمنة التنصير في مناطق جغرافية دون أخرى بالمغرب إلى "الموقع الجغرافي لبعض المناطق خصوصا الحدودية منها؛ فمدينة الناظور مثلا بحكم وجودها قرب مدينة مليلية المحتلة؛ سجلت خلال إحدى السنوات تنصير حوالي 1000 طفل، وهناك مدينة وجدة بحكم محاذاتها للجزائر التي شهدت حركة تنصيرية سجلت نسب خطيرة غير مسبوقة، خصوصا في المناطق القبائلية، إلى جانب ضعف بعض الخدمات الصحية والاجتماعية، وهو ما يفسر الامتداد التنصيري في بعض المناطق البعيدة عن الحدود (الأطلس مثلا)".
ويعتبر السروتي أن هذه الظاهرة تقتضي معالجة علمية موضوعية بدون مزايدات، قائمة على الرصد الدائم والتتبع المستمر، وتنطلق من تحصين أطفالنا على مستوى التربية الإسلامية، والتاريخ وكذا تحسين دور الأسر في هذا المجال، دون أن ننسى أمر مأسسة متابعة ورصد الظاهرة.
وتساءل الباحث المغربي قائلا: "كيف يعقل أن نتحدث عن علاج للمرض في غياب شبه تام للتشخيص؟ وكيف يمكننا أن نتحدث عن مناهضة الدولة للظاهرة في ظل تقاعس رسمي عن الاهتمام بالأمر؟"، مضيفا أنه على المعنيين بالأمر القيام بدورهم الأساسي في حماية الهوية الدينية للمغاربة ويأتي في مقدمتها وزارة الأوقاف والتعليم
والداخلية.. وفي ترسيخ القيم في الوجدان الإنسان المغربي تربية وتعليم وتثقيفا".
عدد المنصرين..
وبخصوص عدد المنصرين وعدد الذين تنصروا، يقارب السروتي هذا الموضوع من زاويتين: رسمية وغير رسمية.
ـ بالنسبة للجانب الأول، يعتبر الباحث المتخصص أنه ليست هناك إحصائيات في المجال أو على الأقل لم تقدم هذه المعطيات للرأي العام، مردفا أن غياب المعطيات الرسمية يستند إليه البعض في التقليل من الظاهرة ووصفها بالفقاعة الإعلامية التي يحسن بعض الأطراف إطلاقها بين الفينة والأخرى، إمعانا في التقوقع على الذات، خوفا وتوجسا من الأخر.
ـ وبالنسبة للجانب غير الرسمي: هناك إحصائيات سمتها الأساس عدم الدقة والاختلاف، فمثلا تشير بعض الصحف المغربية إلى وجود حوالي 150 ألف مغربي يتلقون عبر البريد من مركز التنصير الخاص بالعالم العربي دروسا في النصرانية. كما تشير تقارير أخرى عربية وغربية إلى وجود حوالي 800 منصر بالمغرب، وحوالي 13 كنيسة بالمغرب.. وأشارت أخرى إلى أن عدد المنصرين الأوربيين يقدر بحوالي 900 منصر، 500 منهم يوجدون بشكل دائم بالمغرب، و5 قساوسة من البروتستانت مسجلين رسميا في الكنيسة الإنجيلية... وقدرت بعضها عدد الذين استبدلوا الدين الإسلامي بالمسيحية بحوالي 7000، شخص غيروا دينهم في المغرب، 2000 شخص في الدار البيضاء لوحدها..
وخلص السروتي في هذا الباب إلى كون هذه الأرقام مبالغا فيها، ومتضاربة في أحيان أخرى، لكنها في النهاية دالة ومؤشرة على وجود حقيقي واقعي للظاهرة، وليست مجرد فقاعات إعلامية... كما أن الإحصائيات ليست وحدها الدالة على الظاهرة، بل إن الآليات والأساليب التنصيرية هي أيضا مؤشر مهم، ورصدها وتحليلها ودراستها أمر بالغ الأهمية" على حد تعبير الباحث المغربي.
تعدد الأساليب..!
وتطرق الدكتور محمد السروتي إلى الأساليب والوسائل التنصيرية المعتمدة في المغرب من خلال الإشارة إلى التصنيف الذي سطره المنصرون أنفسهم في المؤتمر التنصيري الذي عقد في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية كلورادو سنة 1978 تحت عنوان "التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي" والذي حدد الأساليب التنصيرية في ثلاثة: الأول هو الأسلوب المباشر، والثاني هو الأسلوب الشامل، والثالث هو الأسلوب غير المباشر.
وأوضح الباحث المتخصص في قضايا التنصير أن المتتبع الراصد لمنشورات المنصرين وأنشطتهم يدرك جيدا أنهم جادون في العمل وساعون لتنصير آلاف الشباب المغربي بشتى السبل وبمختلف الإغراءات التي تتضمن الدعم المادي وتوفير فرص للسفر والزواج، وكذا تقديم مختلف الخدمات الاجتماعية والصحية والرياضية والترفيهية.
وأشار الباحث إلى وسائل أخرى من قبيل ما يروج في السنوات الأخيرة من أفلام وأشرطة غنائية؛ مثل الفيلم التنصيري الذي صور بالمغرب، مستمدا من الإنجيل قصة بعنوان "الابن الضال" أو "محبة الأب"، وهي في اعتقادي من أهم القصص التي يروجها وينشرها المنصرون، حيث تحولت إلى فيلم تنصيري صُور بلغات ولهجات عدة، كانت من بينها الريفية في مدينة الناظور شمال المغرب.
ولفت السروتي إلى أنه من نتائج الاهتمام التنصيري بالشباب أيضا ظهور كتابات تتعدي العلمية ومخاطبة العقول لا القلوب، مستغلة فراغ بعض الشباب وقلة معطياته الصحيحة عن الإسلام وضعف تكوينه الديني، ليشحن بأكاذيب موضوعة، غايتها تشويه الدين الإسلامي وتنفير الشباب منه، مضيفا أن هذا ليس بغريب على هذه المنظمات مادام شعار عملهم: "إذا لم تستطع تنصير مسلم فلا تمكنه من أن يكون مسلماً حقيقياً".
منقوووولhgjkwdv td hglyvf: i]t ,hp] ,Hshgdf lj[]]m!!
المفضلات